رواية أسيرة الشيطان الجزء 1 الفصل الحادي عشر حتي الخامس عشر بقلم دينا جمال

 


رواية أسيرة الشيطان الجزء 1

الفصل الحادي عشر حتي الخامس عشر 

بقلم دينا جمال 

الفصل 11


جاسر بغل : نهايتك قربت أوي يا صبري 

قاد سيارته وانطلق الي منزله 

دخل المنزل فسمع صوت التلفاز ، ذهب خلف الصوت فوجدها جالسة على الأريكة تربع قدميها امامها طبق من الفشار لا يعرف من أين أتت به وكوب من العصير ، تشاهد فيلم كرتون باستمتاع شديد 


لا يعرف سر تلك الابتسامة التي ارتسمت على شفتيه فهي بدت في تلك الحالة كطفلة صغيرة وخاصة مع شعرها الذي تعقده علي هيئة ضفيرتين 

هز رأسه نفيا بعنف ليمحو تلك الابتسامة ، ذهب ناحية جهاز التلفاز وشد المقبس من الكهرباء 

رؤي بتذمر طفولي : يا رخم أنا كنت بتفرج على الكرتون 


ذهب ناحيتها يطوي الأرض تحت قدميه من الغضب ، دفع طبق الفشار فسقط ارضا وامسك كأس العصير والقاه علي الأرض فتهشم 

رؤي صارخة: ايه الجنان دا 

قبض علي خصلات شعرها بين اصابعها 

جاسر غاضبا: انتي لسه شوفتي جنان ، دا أنا هوريكي الجنان علي أصوله 

رؤي بحدة وهي تحاول تخليص شعرها من يده : سيب شعري ، أنا عملت ايه لكل دا 


شد شعرها بعنف اكبر فصرخت من الألم : دا مش بيت ابوكي يا اختي تروحي وتيجي فيه علي مزاجك انتي هنا مش أكتر من خدامة فاهمة 


رؤي بهدوء: صح أنت عندك حق ، في دي أنا غلطانة ، أنا آسفة 


تهدجت انفاسه من شدة الغضب دفعها بعيدا علي الاريكة بعنف ثم تركها ودخل الي غرفته 


فسمحت لدموعها بالانهيار ، جثت علي ركبتيها تنظف الأرض قامت واحضرت ورقة من احدي المجلات وبدأت تجمع عليها قطع الزجاج 


( ملحوظة : يا بنات لما تنكسر كوباية أو اي حاجة ازاز او حادة لموها إن شاء الله في ورق جرايد عشان عمال النظافة ، رفقا بيهم ) 


انتهت رؤي من تنظيف الأرض ودخلت ناحية غرفتها واستعدت للنوم ، جلست علي فراشها تكتب كل ما حدث لها وتفكر ماذا ستفعل للتغلب على هذا الشيطان ، قضت عدة ساعات متخبطة بين امواج افكارها العاتية ، وذكرياتها في بيت أهلها 


مر في عقلها تلك الجملة التي دائما تقولها امها متذمرة

مجيدة بضيق : عايشة مع أربع اطفال يا ربي حتي أنت يا حسين بترمي الغطا وأنت نايم كل شوية اصحي اشوفكوا متغطين ولا لاء 


رؤي في نفسها : يا تري جاسر هو كان بيرمي الغطا وهو نايم ، طب وأنا مالي ، مجرد فضول مش أكتر ، عايزة تدخلي عرين الأسد يا رؤي انتي هبلة ، آه هبلة 


قامت من علي الفراش وخرجت من غرفتها واتجهت ناحية غرفته ، وفتحت الباب بهدوء 

فاستطاعت أن تري محتويات الغرفة بسبب الضوء المنبعث من غرفة الصالون 

دخلت الي الغرفة ، فاقشعر بدنها من برودة الغرفة

رؤي بصوت منخفض: ازاي نايم في التلج دا 

ذهبت ناحية شباك الغرفة واغلقته بهدوء ، ثم اتجهت ناحية فراش جاسر تتأمل ملامحه وهو نائم 

رؤي في نفسها : ملاك نايم ، نفسي اعرف ازاي الملامح الهادية والبريئة بتتحول لشيطان لما تصحي 

أمسكت غطائه الملقي بعيدا ووضعته عليه برفق 

جثت علي ركبتيها بجانب فراشه تنظر له باستغراب 


رؤي بصوت منخفض : أنا بجد نفسي أعرف ، أنت ليه بقيت كدة ، ايه الي حصل في حياتك خلاك قاسي كدة ، ليه بتعمل كدة ، طب أنا وتهاني ذنبنا ايه ، ليه عملت فيها كدة ، ليه عملت فيا كدة ، تعرف أنا ما اقدرش اقولك الكلام دا طبعا وأنت صاحي ، أنا كان نفسي أتجوز واحد ، يتقي ربنا فيا مش مهم شكله و لا مركزه ولا غني ولا فقير والله ما تفرق معايا ، أنا بس كنت عايز واحد يتقي ربنا فيا ، واحد يكون حافظ القرآن يحفظهولي ويجبلي شوكولاتة إن شاء تكون صغيرة خالص لما احفظ السورة صح ، ربنا يهديك يا جاسر ويحنن قلبك عليا بقي 


قامت بهدوء وخرجت من الغرفة وأغلقت الباب بهدوء 

ففتح عينيه وجلس على الفراش ، مد يده واضاء نور الابجورة المجاورة لفراشه 


تذكرها وهي تقول ( واحد يكون حافظ القرآن ويحفظهولي ) 


لتمر في عقله تلك الذكري ( وجائزة حفظ القرآن الكريم كاملا بالتجويد ، تذهب للطالب جاسر عبدالله ) 


قبض علي خصيلات شعره بعنف ، هز رأسه نفيا بقوة ، قام سريعا وذهب ناحية المرحاض ووضع رأسه تحت الماء البارد ، رفع وجهه ينظر للمراءة وهو ينهج بعنف 

جاسر بألم: لازم اخرجك من حياتي يا رؤي ، انتي خطر عليا 

في صباح اليوم التالي في منزل حسين والد رؤي 

لم ينم حسين طوال الليل ، قلبه يتمزق علي ابنته ،ومجيدة لا تتوقف عن البكاء


تبدل حال البيت السعيد ، بسبب ذئب شهواني لا يعرف الرحمة ، قام عاصم صباحا وبدل ملابسه بصعوبة واستند علي عكازه الحديدي 

مجيدة : رايح فين يا عاصم بحالتك دي

عاصم : مشوار مهم اوي يا ماما 


خرج من البيت بخطي بطيئة يستند على عكازه ، ركب سيارة اجري وذهب الي احد الأحياء الشعبية البيسطة ، توجه نحو احد البيوت المتهالكة ودخله 


وقف امام احدي المنازل ودق الباب 

دقائق مرت الي ان انقتح الباب 

اسماعيل مصدوما : عاصم ، خير يا ابني ايه الي حصل ، اتفضل اتفضل 


دخل عاصم الي البيت وجلس على احد الكراسي القديمة 

اسماعيل: خير يا ابني 

عاصم: جاسر مهران ، عمل ايه في تهاني 

اسماعيل مصدوما : انت عرفت ازاي ، حسين الي قالك 

تذكر وقتها تلك الجملة التي سمعها مصادفة من ابيه بالامس 


حسين باكيا: خلاص يا مجيدة ، جاسر مهران كسر رؤي عمل فيها نفس الي عمله في تهاني حسبي الله ونعم الوكيل 


عاصم : انا عايز اعرف بقي هو عمل ايه 

اسماعيل: والله العظيم يا ابني ما اعرف ، من ساعة ما لقينها مرمية قدام البيت وهي علي طول ساكتة وبتعيط 


عاصم غاضبا: يعني ايه ، بقولك عمل فيها ايه 

إسماعيل باكيا: ما اعرفش ، ما اعرفش ، أنا السبب ، أنا السبب بنتي راحت بذنبي 

عاصم : أنا مش فاهم منك حاجة انطق ، فهمني

إسماعيل باكيا: اصل جاسر.........

لم يكمل اسماعيل كلامه حين وجد صوت صراخ ابنته يندفع من غرفتها هرول سريعا ناحية الغرفة ومن خلفه عاصم


احتضن اسماعيل ابنته ليهدئها ، اما عاصم فوقف يراقب تلك الفتاة التي طالما احبها كيف وصل بها الحال 

تلك الابتسامة التي طالما زينت شفتيها تحولت الي دموع ، وجه شاحب كالموتي عيون خائفة مرعوبة شفتان ترتجفان من الرعب ، أصبحت نحيفة جدا جدا، تصرخ وتهذي بكلام غير مفهوم ، تضم ملابسها لجسدها برعب 

عندما لمحت عاصم يقف عند باب الغرفة ظنت انه جاسر ، فبدأت ترجع بظهرها بخوف وهي تهز يديها نفيا بخوف 

تهاني برعب وهي تبكي : لا لا لا ، ابوس ايدك ابعد عني ، كفاية كفاية ابوس ايدك مش عايزة 


إسماعيل باكيا: اهدي يا تهاني اهدي يا بنتي 

دفعت تهاني والدها بعيدا وبدأت تصرخ فيه : ابعد عني انت السبب ، أنت السبب هو قالي ، قالي دا ذنب ابوكي ، حرررام عليك 

عاصم بحزن: تهاني ، اهدي 

زاد صرخاها أكتر : لالا والنبي أنا ماليش دعوة أنا ما اعرفش هو عمل ايه ، أبوس إيدك يا جاسر ارحمني


عاصم سريعا : اهدي يا تهاني انا عاصم مش جاسر


تهاني صارخة : لاء انت جاسر وجاي تدبحني ، ابوس ايدك يا جاسر بيه ارحمني والنبي والله أنا ماليش دعوة 


ظلت تصرخ وتبكي الي ان فقدت الوعي 

خرج عاصم من منزل اسماعيل وهو لا يري امامه ، يتخيل رؤي مكان تهاني ، لن يتحمل ان يري شقيقته في هذه الحالة الموت اهون عنده 

ذهب الي احد اصدقائه القدامى ، الذي كان قد قطع علاقته به بسبب اعمال البلطجة التي يقوم بها 

عاصم ؛ انا عايز منك خدمة يا وليد ، وهديك كل الي تطلبه 

وليد : اؤمر يا عاصم ، رقبتي سدادة 

عاصم : جاسر مهران 

اتسعت عيني وليد بصدمة : جاسر مهران صاحب شركات مهران جروب للمقاولات لا، يا صاحبي أنا مش قده دا 


عاصم : هديك الي تطلبه 

وليد : مش حكاية فلوس يا عاصم دا أنا اخدمك برقبتي ، بس أنت ما تعرفش الراجل دا مسميونه في السوق الشيطان 

عاصم بحدة: قدها ولا اشوف غيرك

وليد : بص اديني مهلة اقلبها في دماغي 

عاصم : ماشي يا وليد وانا مستني منك تليفون

في فيلا رائعة الجمال فخمة التصميم ، ذات اساس كلاسيكي فرنسي 

يجلس رجل ( تجاوز سنه الخمسون عاما طويل القامة ذو ملامح قاسية حليق اللحية ذو شارب عريض ، اصلع ، بدين بعض الشىء) علي طاولة الطعام الكبيرة في يده الجريدة وفي يده الاخري فنجان من القهوة 

نزلت شاهندا من غرفتها وذهبت اليه 

شاهندا وهي تقبل وجنته : صباح الخير يا بابي 

صبري متعجبا : صباح النور يا شاهي ، صاحية بدري يعني مش بعادتك 


شاهندا بتوتر: اصلي كنت عايزة الحق حضرتك قبل ما تروح الشركة 


صبري : ليه يعني 

شاهندا : اصلي بصراحة يا بابي عايزة حضرتك في موضوع مهم 

صبري بضيق : اخلصي يا شاهندا عشان مستعجل 

شاهندا: اصلي بصراحة يا بابي متقدملي عريس ، وعايز يقابل حضرتك في اسرع وقت 


صبري : اسمه ايه وبيشتغل ايه 

شاهندا بلهفة: شادي ، شادي سليمان ، عند شركات سياحة في دبي ، هو اصلا عايش في دبي وبيجي هنا في اجازات سريعة وهيرجع دبي الأسبوع الجاي عشان كدة عايز يقابل حضرتك في اسرع وقت 


صبري : ماشي خليه يجي النهاردة الساعة 9

شاهندا بفرحة: بجد ميرسي يا بابي 

ثم تركته وخرجت مسرعة لتكلم شادي 

فأخرج صبري هاتفه واتصل بذراعه الايمن 

صبري : ايوة يا أيمن عايزك تجبلي كل المعلومات عن شادي سليمان ، كل حاجة عنه من يوم ما اتولد 

ايمن ( ذراع صبري اليمين ): اوامرك يا باشا


تململ جاسر في نومته متأففا بسبب صوت رنين هاتفه ، امسكه ونظر إلى اسم المتصل ليجد شاهندا ، ارتسمت ابتسامة خبيثة علي شفتيه 

فتح الخط 

جاسر بصوت حنون: صباح الورد يا حبيبتي 

شاهندا: صباح الخير يا حبيبي 

جاسر :، كلمتي باباكي 

شاهندا: اااه وبيقولك تيجي النهاردة الساعة 9 

جاسر بسعادة زائفة : بجد يا حبيبتي ، انا سعيد جدا بالخبر دا تسعة بالدقيقة هبقي عنده 

شاهندا: ماشي يا حبيبي ، هقفل انا بقي عشان الحق اجهز نفسي 

جاسر: شاهندا 

شاهندا: نعم يا حبيبي 

جاسر: بحبك 

شاهندا: وانا كمان 

اغلق جاسر الخط وهو يبتسم بسعادة ، لا لا هو لم يقع في حبها ، بل هو سعيد انه اقترب من تحقيق انتقامه 

امسك هاتفه واتصل بفتحي


جاسر : كل حاجة تمام 

فتوح : تمام يا باشا ، ايمن بيه بيقولك ما تقلقش خالص هو مظبط كل حاجة 

صحيح عاصم اخو مدام حضرتك ، راح عند إسماعيل وبعد كده راح عند واحد بلطجي اسمه وليد 

جاسر: وبعدين 

فتوح : احنا خطفنا الي اسمه وليد دا ومرمي في المخزن 

جاسر: روقوه علي ما اجيله 

فتوح : اوامرك يا باشا 

اغلق جاسر الخط وضحك بسخرية 

قام من علي الفراش واغتسل وبدل ملابسه 

خرج من الغرفة فوجد المنزل نظيف ومعطر ورائحة الفطور الشهية تملئ المكان ، ووجد باب غرفة رؤي مقفول فيها شعر بالراحة لا يعرف أهو الذي يثير خوفها ام هي التي تثير ذعره 

التقط ميدليته وهاتفه وخرج من المنزل 

وركب سيارته وانطلق الي تلك المستشفي النفسية ، ودخل الي تلك الغرفة ، فوجدها كالعادة جالسة تضم ركبتيها لصدرها ، نظرة الذعر لا تفارق عينيها 

اقترب منها وجثي علي الارض بجانب فراشها 

جاسر بصوت حنون : نرمين ، نرمين بردوا مش عايزة تردي عليا ، عارفة انا جايبلك خبر حلو اوي ، خلاص يا نرمين هانت فاضل حاجة بسيطة واحقق انتقامي واخدلك حقك 

،ظلت نظارتها جامدة مرتعدة 

قام جاسر وقبل جبينها 

جاسر:، وحياتك عندي لهدفعه التمن غالي اوي 

قام وذهب الي غرفة الطبيب الخاص بمتابعة حالتها 

جاسر: جاسر مهران ، اخو نرمين 

ياسر: اه ، اهلا وسهلا يا افندم اتفضل 

جاسر: في تقدم في حالتها 

ياسر: للاسف لاء يا افندم ، انا محتاج اعرف من حضرتك ايه الي وصلها للحالة دي ، عشان اقدر اعالجها 

جاسر بحدة : مالكش دعوة المطلوب منك تعالجها وبس 

ياسر: حضرتك انا دكتور مش ساحر ، فلازم اعرف سبب المرض عشان احدد العلاج 

نظر له جاسر شرزا وامسكه من تلابيب معطفه الطبي 

جاسر غاضبا: خليك في حالك يا شاطر المطلوب منك تعالجها وبس 


خرج جاسر من المستشفى 

وذهب الي شركته قضي فيها بعض الوقت ، ثم عاد إلى منزله وارتدي بدلة زرقاء غامقة وقميص ابيض وخرج من المنزل واتجه الي احد محلات الورود الفاخرة واشتري بوكية ورد رائع وبعض الهدايا وهو الآن امام فيلا صبري الدمنهوري


في منزل حسين


اتصل عاصم بوليد عدة مرات ولكن دون فائدة ، فهاتفه مغلق منذ ان قابله عاصم آخر مرة 

عاصم غاضبا: ما بيردش ليه دا 

حسين : مالك يا عاصم

عاصم بحزن: مش عارف مالي ، مش عارف اختي عاملة ايه ولا ايه الي بيحصلها ، انا شوفت تهاني وعرفت الي جاسر مهران عمله فيها ، تفتكر هيعمل في رؤي كدة هي كمان ،انا الموت عندي اهون من اني اشوف اختي في الحالة دي ، ليه يا بابا بيحصلنا كدة احنا عمرنا ما أذينا حد 

حسين: قدر الله وما شاء فعل ، كله مقدر ومكتوب يا ابني ، ورؤي اختك قوية مش ضعيفة زي ما جاسر فاكر ، رؤي قوية بإيمانه وباعتمادها علي ربنا ، وان شاء الله ربنا هيقويها وهينصرها عليه 

ماجيدة باكية : وحشتني اوي ، نفسي اشوفها يا تري عاملة ايه يا بنتي 

في منزل جاسر 

انتهت رؤي من صلاة العشاء وقراءة وردها اليومي ، استغربت كثيرا من هدوء البيت اليوم فجاسر لم يرعبها كعادته ، خرج في الصباح حتي دون ان يفطر ، ثم عاد بعد عدة ساعات وبدل ملابسه وخرج مرة أخرى في هدوء تام 


رؤي : يا خوفي ليكون دا الهدوء الذي يسبق العاصفة 

قامت رؤي وخرجت من غرفتها تتلفت حولها كاللصوص ، بالرغم من انها واثقة ان جاسر ليس في المنزل ولكنها خافت ان يكون عاد دون ان تشعر وعندما لم تجده دخلت الي غرفته ، ظلت تفتش بين اغراضه لعلها تجد هاتفها ، فهي مشتاقة بشدة لسماع صوت والديها تريد أن تطمئن عليهم مهما كلفها الثمن 

فبدأت تبحث عن الهاتف 


امام فيلا صبري الدمنهوري 

نزل جاسر من سيارته ودق باب البيت وانتظر بضع دقائق الي ان فتحت له الخادمة وادخلته 

واصحبته الي غرفة الصالون 

دخل الغرفة وجلس علي الأريكة 

دقائق مرت قبل ان يدخل صبري 

قام جاسر احتراما له وصافحه بأدب ولكن في داخله ود لو ينزع قلبه من مكانه

صبري: اتفضل استريح يا استاذ .....

جاسر مبتسما: شادي ،شادي سليمان، شكرا يا عمي 

جلس جاسر يمثل انه متوتر ولا يستطيع تجميع الكلام 

صبري: احم ، خير يا استاذ شادي 

جاسر متوترا؛ بصراحة يا عمي اصل انا يعني 

صبري: مالك يا ابني متوتر كدة ليه 

جاسر مبتسما: هااا لا ابدا انا بس يعني اول مرة اتحط في الموقف دا ، بصراحة يا عمي ومن غير مقدمات كتير انا طالب ايد الانسة شاهندا بنت حضرتك 

صبري: بص يا ابني شاهندا دي بنتي الوحيدة 

وانا لازم ابقي مطمن عليها مع الإنسان الي هتتجوزه 

جاسر: انا مستعد لكل طلبات حضرتك 

صبري : انا عارف انك عندك شركات سياحة كتير في دبي 

جاسر: أيوة يا افندم ، انا اصلا عايش هناك وما بنزلش هنا غير اجازات سريعة وبرجع تاني 

صبري : وايه الي بيخيلك تنزل مصر ، بتزور اهلك 

جاسر : لا يا افندم انا اهلي متوفيين من زمان ، انا بنزل هنا عشان بحاول اتفق علي مشروع جديد 

صبري : وهو 

جاسر : منتجع سياحي ضحم ، انا لقيت المكان المناسب ليه ، بس لسه بدبر اموري اصله هيحتاج مبلغ كبير جدا جدا كمان 

صبري : في حدود كام يعني 

جاسر : مش اقل من 100 مليون جنية 

صبري : وانت معالك منهم كام 

جاسر : للاسف مش معايا حاليا غير النص بس 

صبري : طب وهتعمل ايه 

جاسر: هدور علي شريك ، انا ليا اصدقاء كتير بيشتغلوا في السياحة 

صبري: طب ايه رايك لو شاركتك انا 

جاسر مندهشا : حضرتك ، ااااا يعني حضرتك بنفسك 

صبري : آه انا بنفسي ، مش المشروع دا نجاحه مضمون 

جاسر سريعا: مليون في المية يا افندم 

صبري : خلاص هنبقي شركا ونسايب ، جهز اوراقك وانا هكلم المحامي بتاعي يجهزلنا ورق الشراكة قولت ايه

جاسر: دا شئ يشرفني طبعا يا افندم 

صبري: يبقي نقرا الفاتحة 

جاسر: والخطوبة 

صبري : ما احنا هنقرا الفاتحة اهو 

ابتسم جاسر ورفع كفيه وقرأ الفاتحة مع صبري 

جاسر: آمين ، حضرتك انا لازم ارجع دبي في اسرع وقت ، المحامي بتاعي هيتابع مع حضرتك عشان الشغل هناك وافق 

صبري : مافيش مشكله 

جاسر: بالنسبة بقي للجواز انا طبعا هاخد شاهندا معايا ، صدقني حضرتك المكان هناك هيعحبها جدا ، بس بعد اذن حضرتك طبعا نعمل الفرح قبل نهاية الأسبوع 

صبري: أيوة بس......

جاسر مقاطعا : انا اسف طبعا لمقاطعه حضرتك ، لو علي الخطوبة انا مستعد اجبلها الشبكة الي هي عيزاها والمهر الي حضرتك تطلبه وهعملها الفرح في اكبر قاعة في مصر ، بس انا بنزل مصر كل 3 سنين اسبوعين بس عدي منهم اكتر من اسبوع ما اقدرش اقعد هنا اكتر من كدة عشان شغلي ، وما اقدرش استني 3 سنين بحالهم علي ما انزل تاني واتجوز شاهندا كتير اوي

صبري: اهم حاجه شاهندا توافق 

دخلت شاهندا التي كانت تسترق السمع منذ دخول شادي او بمعني اصح جاسر 

شاهندا بلهفة: انا موافقة يا بابي 

صبري ضاحكا: علي بركة الله، الفرح يوم الخميس الجاي 

ابتسم جاسر بسعادة 

جاسر مبتسما: انا متشكر جدا يا عمي وصدقني شاهندا هتشوف معايا ايام عمرها ما شافت زيها ابدا 


خرج جاسر من منزل صبري وابتسامة انتصار سعيدة تزين شفتيه 

استقل سيارته واتجه الي منزله 

كانت رؤي في هذه الاثناء مازالت تبحث عن هاتفها في غرفة جاسر ، دون فائدة ظلت تبعثر اغراضه لتبحث عن هاتفها ثم تعيد ترتيبها من جديد 

رؤي : هيكون وداه فين يعني 

وفجاءة جحظت عينيها وهربت الدماء من عروقها وشحب لونها كالاموات وتجمدت جميع أطرافها برعب عندما 

جاسر: انتي بتعملي ايه عندك


--------------------------------------

رواية أسيرة الشيطان الجزء 1


الفصل 12


جاسر: انتي بتعملي ايه عندك


تلك الكلمات أتت من خلفها مباشرة لتقضي علي ما بقي من ثباتها ، تقسم انها ستفقد الوعي من شدة خوفها تيبست حتي عضلات رقبتها فلم تستطع ان تلتفت إليه 

جاسر ساخرا: ايه يا حلوة القطة كلت لسانك ،ردي بتعملي ايه عندك 


رؤي متلعثمة من شدة خوفها : ااااااناا ،ككككك

جاسر غاضبا: انتي هتكاكي ما تخلصي 

رؤي برعب : كنت بنضف الاوضة 

ذهب جاسر وجلس على حافة فراشه وأشار لها ان تذهب وتجلس بجانبه 

ذهبت بخطي مرتجفة من الرعب تقدم قدم وتؤخر أخري الي ان وقفت امامه فجذب يدها وجعلها تجلس بجانبه 

ظل صدرها يعلو ويهبط بشدة من خوفها 

جاسر ساخرا: مالك خايفة ليه كدة 

نظرت له برعب ولم تنبث ببنت شفة 

جاسر: كنتي بتعملي ايه هنا ومن غير كذب 

رؤي بصوت متحشرج من الرعب : اهلي وحشوني نفسي حتي اسمع صوتهم ، ارجوك 


جاسر : عارفة ، حظك ان مزاجي حلو دلوقتي 

اخرج هاتفه وطلب رقم حسين وفتح مكبر الصوت 

رن الهاتف بعض الوقت قبل ان تسمع صوت والدها 

حسين: السلام عليكم 

فبدأت الدموع تهرب من مقلتيها ولكنها تظاهرت بالثبات ورسمت على شفتيها ابتسامة مرحة

رؤي : وعليكم السلام يا ابو الاحسان يا اخويا 

نظر لها جاسر بدهشة فكيف تستطيع الابتسام علي الرغم من خوفها وبكاءها 


حسين بلهفة : رؤي ، رؤي حبيبتي انتي كويسة 


رؤي : الحمد لله يا بابا انا كويسة ، اخبارك ايه انت وماما وطمطم وعاصم ، عاصم عامل ايه دلوقتي 

حسين: بخير يا بنتي اهم حاجه انتي ، انتي فين يا رؤي وانا اجيلك 


نظر لها نظرة تحذيرية غاضبة من ان تنطق 

رؤي : انا كويسة يا بابا ما تقلقش 

جذب عاصم الهاتف من والده 

عاصم : رؤي قولي انتي فين يا رؤي وما تخافيش منه ، انا هحميكوا منوا يا حبيبتي 

ابتسم جاسر بسخرية 

عاصم: ولو هو عنده رجالة تحميه ، فانا كمان عندي رجالة يحموكي ويحمونا 

ضحك جاسر ساخرا: قصدك وليد عوض الله 

شحب لون عاصم بعد سماعه صوت جاسر 

جاسر ساخرا: كدة يا نسيبي العزيز رايح تأجر بلطجية عشان يقتلوا جوز اختك 

نظرت له رؤي بفزع 

عاصم غاضبا: سيب رؤي يا جاسر والا والله هقتلك 

جاسر ساخرا: تؤ تؤ ، اهدا يا عصومة مش كدة ، ما تقلقش هسيبها بس بعد ما تبقي زي تهاني حبيبة القلب 

ثم اغلق الخط ، رأي الذعر يرسم خطوطه بحرفيه علي وجهها والفزع احتل مكانه في مقلتيها ، شفتيها ترتجفان رعبا 

جاسر ساخرا: اطمنتي يا ستي علي اهلك 

ولكنه تفاجأ كثيرا عندما 

رؤي : انت ليه بتعمل كدة 

جاسر: انتوا ما تستاهلوش غير كدة 

رؤي : ليه، دا حتي الرسول صلى الله عليه وسلم قال "رفقا بالقوارير" 

جاسر غاضبا: اطلعي برة والاقسما بالله هلغي الاتفاق الي بينا 

خرجت تهرول من غرفته ودخلت غرفتها واوصدت الباب بالمفتاح 

اما هو فظل يجوب غرفته غاضبا 

جاسر غاضبا: يا رتني ما اتجوزتها ، انا لازم ابعدها عني في اسرع وقت اخلص بس من بنت صبري الدمنهوري وهفضالك يا رؤي ويا انا يا انتي 


مرت الايام سريعا وجاسر يتجنب الالتقاء برؤي بقدر الإمكان ومازالت رؤي تتسلل الي غرفته ليلا لتتحدث معه في ذكرياتها وهي طفلة واحلامها وأيام دراستها أما جاسر فكان طوال ذلك الاسبوع يتعامل مع شاهندا بعطف وحنان لا مثيل لهما ، وعندما يعود الي رؤي يذهب للنوم مبكرا حتي يسمعها، وخرج علي من المستشفى وعاد إلى منزله ، ووقع شادي اقصد جاسر عقود الشراكة مع صبري الدمنهوري وشربت شاهندا حد الثمالة من بحور عشق جاسر الكاذبة واصبحت تحبه بل تعشقه بجنون ، أما نرمين فحالتها كما هي دون جديد وياسر يحاول معها جاهدا ولكن لا حياة لقلب مذبوح منذ عشرات السنين لروح تعذبت وهي في ريعانها ، لنبته حضراء سقيت العذاب الوان حتي اصفرت وذبل عودها 

الي ان جاء يوم الخميس 

( فرح جاسر وشاهندا ) 


قرابة الثامنة مساءا خرج جاسر من غرفته


نادي جاسر بصوت عالي : رؤي 

فخرجت رؤي من غرفتها سريعا ، فشمت رائحة عطره القوي ، رفعت نظرها إليه قرأته وهو يرتدي حلة سوداء كلاسيك وقميص ابيض وجرافت سوداء ، يضع عطره الساحر بغزارة ويرتدي ساعته الفضية الغالية وحذائه الاسود اللامع مع تسريحة شعر جذابة ولحية خفيفة زادته وسامة ) 

جاسر ساخرا: هتفضلي مبحلقة فيا كدة كتير 

خفضت نظرها ارضا وعضت علي شفتيها بإحراج 

رؤي بصوت منخفض: انا اسفة 

ضحك جاسر ساخرا : علي ايه انتي مراتي ودا حقك عادي يعني ، وأنا كمان ليا حق بس لسه وقته ما جاش بس هانت اوي ، اول اسبوع عدي 

ازدرقت ريقها بخوف وهي تقبض بيديها علي عباءتها المنزلية الواسعة 

جاسر: بصي بقي يا حلوة انتي هتدخلي اوضتك وتقفلي الباب بالمفتاح ومش هتخرجي منها لو سمعتي حتي ضرب نار برة وإلا انتي عارفة انا هعمل ايه 

هزت رأسها إيجابا عدة مرات 

جاسر غاضبا: علي اوضتك 

دخلت غرفتها سريعا واغلقت الباب بالمفتاح 

نزل جاسر وركب سيارته وانطلق الي حيث مركز التجميل الفخم لاصطحاب شاهندا 

ارتدت شاهندا فستان ابيض ( كب) ومفتوح من الظهر ووضعت مساحيق التجميل الغالية فبدت حورية جميلة 

ابتسم جاسر بسخرية عندما رآها اخذ يدها وركب معها في سيارته وذهب الي القاعة الكلاسكية الفخمة ، اذاقها عسل عشقه الكاذب فلم تنتبه الي السم الذي فيه 

انتهي الفرح واخذ جاسر شاهندا ومعهم صبري الذي اوصلهم الي ذلك الفندق الضخم الذين سيقضون اول ليله لهم فيه ، ثم سيسافرون غدا 

صبري : خلي بالك من شاهندا يا شادي 

جاسر: ما تقلقش يا عمي دي في عنيا 

رحل صبري وصعد جاسر وشاهندا الي غرفتهم 

بدأت شاهندا في خلع طرحة رأسها 

جاسر: انتي هتعملي ايه 

شاهندا : هشيل الطرحة عشان زهقتني 

جاسر: لاء استني انا محضرلك مفاجأة 

اخذ يدها وخرج بها من الغرفة ومن الفندق بأكمله واركبها سيارته 

شاهندا: شادي ، احنا رايحين فين 

جاسر بنبرة غامضة: مفاجأة 

ظل يزيد السرعة الي ان وصل الي منزله 

جاسر: يلا انزلي 

نزلا من السيارة فأخذ يدها وصعد بها الي منزله 

جاسر: خشي برجلك اليمين يا عروسة 

شاهندا: شقة مين دي يا شادي 

جاسر: شقتي يا حبيبتي ، عشنا الجميل الي هنقضي فيه اول ليلة في حياتنا 

اخذ يدها ودخل الي غرفته وصفع الباب خلفه بقوة فانتفض جسدها بخضة 


شاهندا بدلال: كدة يا شادي ، خضتني 

تعالت ضحكاته الساخرة 

جاسر ساخرا: سلامتك من الخضة يا قلب جاسر 


شاهندا : جاسر مين 

جاسر: أنا 

شاهندا : بطل هزار يا شادي 

ومرة أخرى ظل يضحك بسخرية 

جاسر: شاهندا صبري الدمنهوري ، اخيرا وقعتي تحت رحمة جاسر مهران ، اخيرا هاخد حق اختي من الي عمله ابوكي فيها 


شاهندا مصدومه: اختك مين وبابا علاقته ايه 

قص عليها جاسر ما حدث قديما 

فاتسعت عينيها في صدمة 

شاهندا غاضبة: مستحيل بابي يعمل كدة انت اكيد كداب 

قام جاسر غاضبا وامسك شعر شاهندا بعنف وصفعها علي وجهها 

شاهندا باكية : انت حيوان ، حيوان 

جاسر غاضبا: انا هوريكي الحيوان دا هيعمل فيكي ايه ، والي عمله ابوكي زمان في اختي هعمله فيكي دلوقتي 

رماها على الفراش وخلع حزام بنطاله وبدأ يهوي بحزامه علي جسدها 


شاهندا باكية: ارجوك يا شادي ارحمني ، أنا ماليش دعوة

ضحك جاسر عاليا : ارحمك ، دا انا هخليكي تتمني الموت ، انتي ما تعرفيش أنا استنيت اليوم دا قد ايه 

شاهندا باكية: أنا ذنبي ايه


جاسر صارخا بغضب: واختي ذنبها ايه ، وابويا وأمي ذنبهم ايه ، عمرهم ما اذوا حد بسبب ابوكي ابويا انتحر ، ابويا ما استحملش الي ابوكي عمله فينا فانتحر ، وجاية تقوليلي أنا ذنبي ايه لاء يا حلوة انتي ضعفة صبري و ، انتي خاتم سليمان الي بيه هجيب ابوكي راكع تحت رجليا ، أنا كنت اقدر اخلص عليه من زمان ، بس لاء لازم اشوفه مذلول ومكسور زي ما ذل ابويا وكسره 


شاهندا باكية: انا مالي ، أنا ذنبي ايه

جاسر ضاحكا: هنعيده تاني ، ما أنا لسه قيالك الي فيها 

شاهندا صارخة: أنت مريض مستحيل تكون إنسان طبيعي 


جاسر ضاحكا بشر: صح ، عندك حق والي هعمله فيكي دلوقتي هيأكدلك أن أنا مش طبيعي 


في الخارج تحديدا في غرفة رؤي ، كانت جالسة على فراشها تقرأ وردها اليومي عندما صم اذنيها صوت صراخه الغاضب 

خرجت من غرفتها بتردد متجه ناحية مصدر الصوت فوجدته يأتي من ناحية غرفته تقدمت من الغرف بخوف ، وفجاءة تجمدت مكانها عندما سمعت صرخات انثوية 

( حررررام عليك أنت مش بني آدم ، ابعد عن ، يا بابي ، الحقني يا بابي )


ثم سمعت صوته وهو يزئر بغضب ( اخرسي يا بنت ال×٠٠٠٠) 


فانتفض جسدها برعب ، اتسعت عينيها بذعر من تلك التي تصرخ وماذا يحدث لها ، ظلت ترتجف من الخوف مكانها ، حاولت أن تهرب عائدة لغرفتها ولكن شعرت ان جسدها قد شل كليا ، ظلت مكانها الي أن فتح جاسر باب غرفته وخرج منها ، انطلقت شرارات الجحيم من عينيه عندما رآها تقف امامه اسرع وقبض على خصلات شعرها 


جاسر غاضبا: انا مش قولتلك ما تخرجيش من اوضتك 

رؤي بضياع : هي مين اللي بتصرخ جوة ، انت بتعمل فيها ايه 


جاسر غاضبا: نفس الي هعمله فيكي بالظبط لو ما غورتيش علي اوضتك 

فرت سريعا الي غرفتها وجلست على سريرها وضمت ركبتيها لصدرها ، وفجاءة اقتحم جاسر الغرفة 


انتفضت من علي فراشها عندما رائته يقتحم الغرفة عاري الصدر يرتدي بنطال قطني اسود فقط 

لا تعلم من أين اتتها تلك الشجاعة : انت جاي هنا ليه 

قهقه جاسر عاليا حتي ادمعت عينيه من شدة الضحك ، ثم توقف فجاءة عن الضحك ونظر لها بأعين ذئب يتربص بفريسته 

جاسر ساخرا: معلش انا مضطر انام هنا النهاردة اصل الاوضة التانية فيها ضيفة ثم اكمل بهمس يشبه فحيح الأفاعي ، قريب هتكوني مكانها 

اتجه ناحية الفراش ومدد جسده عليه ، ذهبت رؤي تجاه الاريكة لتنام عليها 

جاسر: انتي بتعملي ايه 

رؤي : هنام 

جاسر: قدامك دقيقة واحدة وتبقي علي السرير 


ازدرقت ريقها برعب ، تقدمت من الفراش تقدم قدم وتؤخر أخري الي ان وصلت اليه وتمددت علي طرفه البعيد عن جاسر واعطت ظهرها اليه 

اغمضت عينيها تحاول النوم ، وهي تشعر بأنه يقترب منها ، حاولت ان تقنع نفسها بأنه وهم من شدة خوفها ليس الا 

ولكنه قطع الشك باليقين عندما التفت ذراعه حول خصرها وجذبها بعنف اليه الي ان ارتطم ظهرها بصدره ، احست بأنفاسه الحارة تلفح عنقها من الخلف ، حاولت ان تتماسك ان لا تظهر اي ردة فعل تدل على خوفها ، ولكنه انهارت في النهاية فبدأ جسدها يرتجف بشدة 

ولكن العجيب 

عندما سمعته يهمس بصوت حنون لم تسمعه منه من قبل : ما تخافيش يا رؤي 

مفعول تلك الكلمات كان كالسحر ، دوا جرحها واستكان جسدها فجأة 

ولكن جاسر اكمل جملته،؛ لسه الشهر ما خلصش 


لماذا يا جلادي 

لماذا تمنحني الداء والدواء 

لماذا تفتح جراحي

ثم تعود لتداويها 

فاذا شفيت عدت لتصنع غيرها 

رفقا بي يا جلادي ،

فأنا قارورة مسكينة

خلقت من ضلعك 

واخذت عنها القوامة لتحميها

لا لتذلها وتشقيها 

فسحقا لك يا آدم 

وسحقا لقلب حواء الغبي

الذي تربي،علي عشقك 

تربي علي طاعتك 


وتربيت انت علي ذلها 

جعلتها جاريتك بإرادتها

ووقفت بارداتها 

تمزق ما بقي منها 


في صباح اليوم التالي 

لم يغمض لها جفنا طوال الليل 

انفاسه الحارقة تحرق روحها ببطئ ، ذلك المقبض الحديدي المسمي خطاء ذراعه يقيدها طوال الليل ، ولكن ما أرقها فعلا ، تلك الصرخات الانثاوية ، تلك المسكينة القابعة ، خلف باب غرفة الوحش ، ينفطر قلبها عليها حتي دون ان تلاقها ، تتسال مع نفسها تري اي نوع من العذاب لاقت تلك المسكينة ، فضحكت بسخرية علي حالها وهي تردد نفس النوع الذي ستلاقينه بعد ثلاثة اسابيع فقط 


فاقت من شرودها عندما طرقع باصبعيه امام وجهها 

جاسر ساخرا: ايه يا شيخه رؤي سرحانة في ايه ولا في مين 

رؤي : ها ، لا ابدا 

ابتسم ساخرا ولم يعلق 

انتهي من ارتداء ملابسه واستعد للرحيل 

جاسر بنبرة تحذيرية شديدة اللهجة : بصي بقي يا رؤي ، انا محترم وعدي معاكي جدا ، وبدأت اعاملك كويس ، اهو شفقة مني لحد ما الشهر يخلص ، ثم اشار بيده ناحية غرفته ، بس لو فكرتي تدخلي الاوضة دي ، حتي لو سمعتي ايه جاي من جواها ، هوريكي جحيم جاسر مهران الحقيقي ، ماشي 

هزت رأسها إيجابا 

فضربها برفق علي وجنتها : شاطرة 


خرج من منزله وركب سيارته وانطلق الي عمله 

اما هي فحاولت ان تلهي نفسها بأعمال المنزل 

ولكن صدق من قال ان الفضول قاتل 

وجدت نفسها علي غير العادة تنتهي من تنظيف المنزل وصنع الغداء باكرا 


رؤي في نفسها: بلاش يا رؤي ، بلاش يا رؤي ، بلاش يا رؤي ، جاسر لو عرف هتبقي مكانها ، انا بس عايزة اطمن عليها لتكون بعد الشر ماتت و لا حاجة ، ااه هروح اطمن عليها بسرعة وأخرج 


ذهبت رؤي ناحية غرفة جاسر بخطي سريعة متلهفة وجدت المفتاح قابع مكانه في قفل الباب من الخارج ، فادارته وفتحت الباب 


ودخلت وجدت الغرفة تغرق في بحر من الظلام ، مدت يدها واضاءات الانارة لتشهق بفزع وتتراجع للخلف من بشاعة ما رأت 

صاح فيها عقلها غاضبا : يلا يا رؤي اخرجي بسرعة واقفلي الباب قبل ما جاسر يجي

فهدر قلبها يرد علي عقلها : لاء يا رؤي ، مستحيل تسيبها في الحالة دي ، دي بتموت ساعديها يا رؤي 

هزت رأسها إيجابا تنفيذا لأوامر قلبها وضربت بحسابات عقها عرض الحائط 

تقدمت من فراش جاسر بخطي سريعة ناحية تلك المسكينة الملقاة على فراشه تبدو كالجثة الهامدة


بكت رؤي علي حال تلك المسكينة ، وحالها هي أيضا فقريبا ستصبح مثلها 

جلست رؤي بجانبها تحاول افاقتها 

امسكت زجاجة عطر جاسر وقربتها من انفها فلاحظت انقباض عضلات وجهه الفتاة بذعر 

بدأت شاهندا تفتح عينيها ببطء وهي تأن من شدة الألم 

شاهندا بصوت ضعيف: ماية عطشانة ، ماية


هزت رؤي راسها إيجابا سريعا وإحضرت لها كوب من الماء وساعتدها بصعوبة علي تناوله 

شاهندا باكية: ارجوكي ، ارجوكي انقذني منه ، ابوس ايدك خرجيني من هنا

رؤي: يا ريت اقدر جاسر قافل الباب 

بالمفتاح من برة ، قومي يلا معايا

شاهندا بفزع: فين

رؤي: اهدي ما تخافيش جاسر مش هنا 

أسندت رؤي شاهندا وادخلتها المرحاض ووضعتها في المغطس في المياة الدافئة 

واحضرت لها ملابس من عندها ، كل هذا تم في غرفة رؤي 

ارتدت شاهندا الملابس البسيطة ، وساعتدها رؤي علي الجلوس على الفراش الصغير 

شاهندا باكية : انا متشكرة أوي علي مساعدتك ، بس ابوس ايدك خرجيني من هنا قبل ما يجي 

رؤي بحزن : صدقيني البيت دا سجن ما فيش فايدة ما فيش طريق للهروب 

شاهندا باكية: انا لازم اخرح من هنا ، ارجوكي هيعذبني تاني ، هيدبحني تاني ارجوكي خرجيني من هنا 

انهمرت دموع رؤي : يا ريتني اقدر 


خرجت من الغرفة وذهبت ناحية المطبخ ووضعت الطعام لتلك المسكينة علي صينية ثم اخذتها وعادت الي غرفتها 

رؤي : يلا عشان تاكلي 

وضعت الطعام أمامها 

وربتت علي كتفها ، تحاول طمئنتها وقلبها هي يرفرف كالطير الذبيح الذي يلفظ انفاسه الاخيرة من شدة رعبها

جلست بجانبها تطعمها وتهون عليها وتحكي لها الطرائف والمواقف المضحكة 

شاهندا: انتي مين 

رؤي : انا رؤي واحدة من ضحايا جاسر مهران 


في هذه الاثناء كان جاسر يتوعد لشاهندا في نفسه بجرعة من العذاب المكثفة وهو يستقل المصعد عائدا الي شقته ، دخل شقته ورمي الحقيبة بإهمال علي احد الكراسي ، كالعادة وجد المنزل هادئ 

وذهب ناحية غرفته وفتحها ، ليقطب حاجبيه بغضب ويصيح بصوت هادر كالرعد : رؤؤؤؤي 


انتفضت الفتاتين عندما سمعا صوته ، تتمسك كل بالاخري في فزع 

وفجاءة اقتحم جاسر الغرفة كالاعصار وقف ينظر الي حالة الذعر البادية عليهما بنظرات حادة ثابتة ، وفجاءة ارتخت معالم وجهه وعادت للسخرية مرة أخرى 

جاسر ساخرا: بردوا يا رؤي ما سمعتيش كلامي 

اممممممم ، اعمل فيكي ايه بس يا رؤي ، ااه خلاص لقيتها 

ثم اشار بيده ناحيتهم وابتسم 


جاسر مبتسما بسخرية : واحدة فيكوا هتيجي معايا اوضتي ، اختاروا يا حلووين ، من فيكوا هضحي عشان التانية وتدخل عنبر اعدام جاسر مهران الليلة دي


--------------------------------------

رواية أسيرة الشيطان الجزء 1


الفصل 13


جاسر مبتسما بسخرية : واحدة فيكوا هتيجي معايا اوضتي ، اختاروا يا حلووين ، من فيكوا هضحي عشان التانية وتدخل عنبر اعدام جاسر مهران الليلة دي

شاهندا سريعا وهي تشير ناحية رؤي : هي ، هي خدها هي 

جاسر ضاحكا: شوفتي الي بتكسري كلامي عشانها ، باعتك ليا في ثانية 

شحب وجه رؤي بخوف ونظرت إلى شاهندا بصدمة

جاسر: بس انا لسه عند وعدي وعشان كدة هاخذك انتي ثم اشار ناحية شاهندا 

تقدم من الفراش فبدأت شاهندا تتراجع بخوف وهي تبكي 

وقبل ان يصل اليها وجد رؤي تقف امامه ثم دفعته بيدها في صدره فارتد خطوة للخلف 


رؤي بصوت عالي: كفاية بقي انت ايه يا اخي ، شيطان ، انت مستحيل تكون بني آدم بتخيرنا مين فيكوا الي هتاخدها عشان تعذبها 

انت حيوان سادي ماعندوش ضمير ما يعرفش يعني ايه رحمة ، وانا واثقة ان ربنا هياخدلنا حقنا وهينتقم منك علي الي بتعملوا فينا 


اسودت عيني جاسر بغضب بعد ما فعلته 

كان كفه الأسرع حين هوي علي وجهها صفعة دامية ، اسقطتها علي الفراش 


فذهب الي الاخري وحملها بين ذراعيه وهي تصرخ وتركل بقدميها في الهواء 


فبدأت رؤي تسمع صوت صرخات تلك المسكينة من جديد صرخات تمزق نياط القلوب ، وضعت رؤي يديها علي اذنها حتي لا تسمع لصرخات تلك المسكينة ، وبدأت دموعها تنزل بهستريا ، تكورت علي الفراش واضعة يديها علي اذنيها تبكي 

القي جاسر شاهندا في غرفته واغلق عليها الباب بالمفتاح 


الي أن وجدت جاسر يدخل الغرفة كالاعصار يلف جزامه الجلدي حول يده ، عينيه حمراء من الغضب عروق رقبته نافرة مقطب الجبين ، بطريقة دبت الذعر في اوصال تلك المسكينة


جاسر مبتسما بشر: انا دلوقتي هوريكي شيطان جاسر مهران عامل ازاي يا شيخة رؤي 

ارتجفت اوصالها وبدأ جسدها يرتجف بشدة 

هبت من علي الفراش ، حاولت ان تصل الى باب الغرفة ولكن كان الاسرع منها حين لف ذراعه حول خصرها وابعدها عن الباب 

، بدأت تتلوي بين ذراعيه بهستريا حتي يتركها ، بدأت تضربه بقبضتيها علي صدره وتخدش وجهه وعنقه باظافرها 

فما كان منه الا انه امسك رسغي يدها وجمعها خلف ظهرها وكبلهما بقبضة حديدية 


رؤي صارخة: سبني يا حيوان 

جاسر غاضبا: انا هوريكي الحيوان هيعمل فيكي ايه صفعها عدة مرات علي وجهها حتي سالت الدماء من فمها وانفها ، ثم امسك شعرها وثبتها وانقضت شفتيه على شفتيها يقبلها بعنف ، حاولت الصراخ ، ولكن علق صوتها داخل حلقها ، ملمس شفتيه يحرقها ببطء يمزق روحها النقية ، ابتعد عن شفتيها يلتقط انفاسه ثم بدأ ينزل الي جيدها وبدأ يقبلها بعنف وهي تهز رأسها نفيا بعنف حتي يبتعد عنها 

استجمعت شجاعتها وركلته بركبتها في معدته 

فابعدها عنه بعنف وامسك معدته بألم 

فركضت خارج الغرفة ، وهو خلفها 

دخلت الي المطبخ والتقطت سكينة كبيرة ووضعتها علي رسغ يدها 

رؤي صارخة وهي تبكي: لو قربت مني هموت نفسي 

جاسر ساخرا: وتموتي كافرة يا شيخه رؤي 

رؤي باكية : ربنا عارف ان مضطرة ، ربنا هيرحمني 

اقترب جاسر خطوتين 

رؤي صارخة: ابعد ، لو قربت مني هموت نفسي 

جاسر بصوت حنون: طب خلاص خلاص والله ما هاجي جنبك ، بس ارمي السكينة من ايدك 

هزت رأسها نفيا بخوف وهي تبكي 

رؤي باكية: لاء انا عايزة اموت عايزة اخلص من الرعب الي انا عايشة فيه علي طول ، هخلص منك ومن ذُلك وتعذيبك واهانتك


لا تعرف ماذا حدث ، اوقع جاسر بعض الأطباق دون ان تشعر فنظرت ناحيتهم نظرة خاطفة وعندما عادت تنظر اليه وجدت كف يده ممسكا بنصل السكينة الحاد ، حتي انجرح باطن يده وبدأ الدم ينزل منها بغزارة 

سحب جاسر السكينة من يدها ورماها بعيدا 

جحظت عينيها بصدمة بعض ثواني ، ثم فجاءة اغمضت عينيها وارتخي جسدها وقبل ان تصدم رأسها بالأرض ، التقطها جاسر وحملها بين ذراعيه

وذهب بها الي غرفتها ووضعها علي الفراش 

ثم تركها وذهب ناحية الغرفه الاخري ليأخذ هاتفه ليتصل بالطبيب 

فوجد شاهندا ملقاه علي الارض مغشي عليها جسدها بارد شفتيها زرقاء فحملها ووضعها على الفراش 

امسك هاتفه واتصل بالطبيب 


وجلس هو علي احد الكراسي ينتظر الطبيب وكلام رؤي يتردد كالايقاع الثابت في اذنيه


لا يعرف لما شعر بالخوف بل الذعر عندما ، احس ان رؤي من الممكن أن تضيع منه 

تنهد بتعب واغمض عينيه 


جاء الطبيب وفحص رؤي اولا ، ومن بعد ذلك شاهندا 

جاسر: خير 

الطبيب : الأستاذة الي في الأوضة دي ، ثم اشار ناحية غرفة رؤي ، عندها انهيار عصبي انا ادتها حقنة مهدئة ، بس انا شاكك ان هي عندها مشكلة في القلب ، فياريت تعملها الإشاعات دي 

هز جاسر رأسه إيجابا وهو يأخذ الورقة من الطبيب 

جاسر: طب والتانية 

الطبيب: حضرتك احنا لازم نبلغ البوليس ، واضح انها اتعرضت لتعذيب شديد دا فجالها انهيار عصبي حاد ولازم ننقلها لمستشفي نفسية في أسرع وقت 


وضع جاسر يده على كتف الطبيب ونظر له نظرة تحذيرية غاضبة 

جاسر: ت... ايه سمعني تاني كدة 

ازدرق الطبيب ريقه بخوف : تاخد الادوية في ميعادها يا افندم 

جاسر مبتسما: ايوة كدة شاطر ، والبوليس 

الطبيب: بوليس مين يا افندم انا مش حافظ نمرته اساسا 

ضحك جاسر ساخرا ثم اعطي للطبيب مبلغا كبيرا من المال ، فاخذه ورحل وهو يتمتم مع نفسه : منك لله يا بعيد ، شيطان صحيح زي ما بيقولوا عنك 


ذهب جاسر ناحية غرفة رؤي ، وجلس على الكرسي المجاور لفراشها ينظر لملامحها الهادئة


جاسر: انا ما حبتكيش يا رؤي ، ما حبتكيش انا ممكن اكون اتعودت علي وجودك ، اتعودت علي البيت الدافي النضيف المترتب ، اتعودت


علي اكلك الجميل اتعودت اني انام اصوتك 

بس دا مش معناه اني حبيتك ، ايوة انا ما حبتكيش ، لاء ما حبتكيش ، ما ينفعش ، ما ينفعش الشيطان يحب ، انا اسف يا رؤي ، بس لازم اكسرك زيهم ، عشان آكد لنفسي ان انا ما حبتكيش 

بس بردوا مش هسيبك يا رؤي ، هتفضلي اسيرتي ، (اسيرة الشيطان) للأبد ، للأبد يا رؤي


رن هاتف جاسر برقم صبري ، فخرج من الغرفة 

وفتح الخط واجاب

صبري : ازيك يا شادي ، اخبارك ايه 

جاسر: شادي مين 

صبري: هو دا مش رقم شادي سليمان 

جاسر: لاء النمرة غلط 

صبري: انا اسف ، واضح ان انا اتصلت بنمرة غلط 

جاسر ضاحكا: كدة يا حمايا مش عارف صوت جوز بنتك 

صبري : بتهزر يا شادي 

جاسر: قولتلك يا حمايا دا مش رقم شادي سليمان 

صبري ساخرا: اومال رقم مين بقي ان شاء الله 

جاسر: رقم جاسر مهران ، جوز بنتك يا حمايا العزيز 

صبري بفزغ: جاااسر ثم اكمل غاضبا ، لو اذيت بنتي يا جاسر هقتلك 

تعالت ضحكات جاسر الساخرة: انا لسه هأذي يا حمايا العزيز ،الموضوع خلص خلاص 

صاح صبري غاضبا : هقتلك يا جاسر

جاسر ساخرا: تؤتؤتؤ ، اهدي يا حمايا العزيز ليجيلك ذبحة 

صبري غاضبا: رجعلي بنتي يا جاسر

جاسر: مش قبل ما نتفق الاول ، تتنزلي عن كل املاكك ارجعلك بنتك 

صبري غاضبا: بتحلم يا جاسر


جاسر ضاحكا: والحلم مع جاسر مهران حقيقة يا حمايا العزيز ، والااااا هرجعلك بنتك المصونة بس في كفن ابيض 


ضحك ضحكة عالية ثم اغلق الخط


جاسر: لسه يا صبري ، دي بس قرصة ودن لسه المفاجاءة الجاية هتقضي عليك خالص


--------------------------------------

رواية أسيرة الشيطان الجزء 1


الفصل 14


جاسر: خدها 

ثم ترك يد رؤي ودفعها برفق ناحية الطبيب

مختار : اتفضلي معانا يا افندم 

رؤي بخوف: علي فين

مختار : هنعمل بس إشاعة بسيطة ، خمس دقايق بالكتير 

هزت رأسها إيجابا وهي تنظر لجاسر برجاء الا يتركها ، ولكن كالعادة وجدت نظرة عينيه جامده 

دخلت مع الطبيب الي داخل الغرفة ، فتلاشت نظرة الجمود من عيني جاسر وحل محلها القلق 

مرت دقائق ثقيلة عليه ، قبل ان يسمع صراختها العالية من الداخل ، سمعها تصرخ باسمه 

رؤي صارخة: جاسر الحقني يا جاسر 

دخل الغرفة مسرعا ، بلهفة لم يستطع إخفائها 

مختار : اهدي حضرتك ، ما فيش داعي لكل دا 

جاسر بلهفة : في ايه، ايه الي حصل 


رؤي باكية: الحيوان دا عايز يشيل النقاب من علي وشي وعايزني اقلع هدومي


مختار مبررا: يا باشا انت عارف الاشعة دي لازم ........

جاسر مقاطعا بجمود : اطلعوا برة كلكوا وسيبوا الممرضة 

هز مختار رأسه إيجابا وخرج وهو وطبيب اخر كان في الغرفة واغلقا الباب خلفهما 


ذهب جاسر ناحيتها بخطوات ثابتة الي ان وقف امامها ، ففجائته عندما القت بنفسها داخل صدره تبكي ، كم ود لو يبادلها العناق ويضمها اكثر إليه ولكنه لا يريدها ان تحبه ، لا يريدها ان تحب الشيطان 

ابعدها عنه بجفاء 

جاسر: شيلي النقاب، ما فيش غيري انا والممرضة 

هزت رأسها إيجابا وخلعت النقاب عن وجهها ، فابتسم ابتسامة صغيرة ، سرعان ما اخفاها 

جاسر للممرضة : ساعديها تقلع هدومها 

رؤي: لا لا انا مش عايزة اقلع هدومي 

جاسر بحدة: اخلصي بدل ما أجي اقلعهالك أنا 

رؤي باكية: عشان خاطري يا جاسر ، بلاش 

الممرضة: ما تخافيش حضرتك بس لازم تقلعي هدمك الي فوق عشان نعرف نعمل الاشاعة 

هزت رأسها إيجابا علي مضض ، فبدأت الممرضة تساعدها في خلع ملابسها 


رؤي: ممكن تبص الناحية التانية 

لف وجه الناحية الأخرى وارتسمت ابتسامة واسعة علي شفتيه 

انهت رؤي خلع ملابسها العليا فقط 

الممرضة: خلصنا يا افندم 

امسكت رؤي الملائة الصغيرة التي علي السرير الطبي وضمتها سريعا لجسدها ، التفت جاسر اليها 

وذهب ناحيتها ونزع الملائة برفق وبدأ في تركيب الاجهزة الطبية لعمل الاشعة ، فشهقت بخوف وحاولت ازاحة يده 


جاسر: هشششششش ، اهدي عشان أخلص 

لم يكن ينظر إلى شاشة الاشعة سوي نظرات خاطفة ليتأكد ان كل شي يسير علي ما يرام ، ثم يعاود النظر إليها ، ليري وجنتيها المحمرتين من شدة الخجل ويدها تقبض بشدة علي ملائة السرير ، وتكاد تدمي شفتيها من العض عليها من الخوف او الخجل ، ظل يراقبها وعلي شفتيه ابتسامة لم يستطع إخفائها


انتهي الفحص فنزع الأجهزة الطبية برفق ، فاخذت ملابسها وبدأت ترتديها بسرعة 

الي ان انتهت ، فاخدها جاسر وخرج من الغرفة 

فقابل دكتور مختار 

جاسر: الاشعة جوه 

مختار: تمام يا افندم وزي ما حضرتك طلبت هعرضها علي طول علي دكتور ألفرد في لندن 

وان شاء النتيجة بعد اسبوعين او تلاتة بالكتير 

هز جاسر رأسه إيجابا ، ثم تركه وخرج من المستشفي وركب سيارته بجانبه رؤي وانطلقت السيارة الي البيت 

في مكان آخر تحديدا في احد البيوت الريفية في احدي محافظات مصر 

سعدية : مين الضيفة دي يا ولدي

فتحي : دي أمانة يا اما 

سعدية : وهتفضل قد ايه 

فتحي : ما اعرفش يا اما ما اعرفش ، أهم حاجة يا اما خلي بالك منيها ، لو حصلها حاجة الباشا هيسوي بينا الأرض 

سعدية سريعا: لالا كف الله الشر دا أنا هحطها في عينيا ما تشلش أنت هم واصل 

فتحي : ماشي يا إما ، أنا لازم امشي دلوقت وهعدي عليكوا كمان يومين 

هم فتحي للصعود لأعلي

سعدية : علي فين يا ولدي

فتحي : هشوفها قبل ما امشي لتكون محتاجة حاجة 

سعدية: واااه من ميتا يا ولدي بتدخل على حرمة غريبة 

ابتسم فتحي بسخرية علي حاله فامه لا تعرف أنه فعل اسوء من ذلك بكثير ، فقط تظن انه يعمل مساعد لرجل أعمال كبير 

فتحي : ماشي يا اما ، عن اذنك 


عودة لجاسر ورؤي 


لاحظ شرودها منذ ان خرجوا من المستشفى ، ولكنه لم يعقب الي ان وصلوا الي المنزل دخلت المنزل، فتركته ودخلت الي غرفتها سريعا واغلقت الباب بالمفتاح 

جاسر: مالها دي 

رفع كتفيه باستسلام ثم تركها وذهب الي غرفته واغتسل وبدل ملابسه وذهب اليها ، سمع صوت بكائها العالي من خلف باب الغرفة 

فانقبض قلبه بخوف دق الباب بقوة 

جاسر بصوت عالي: افتحي يا رؤي 

ردت من بين شهقاتها وبكائها: لو سمحت سبني لوحدي 

جاسر غاضبا: افتحي يا رؤي والا قسما بالله هكسر الباب 


فتحت الباب وعينيها حمراء من كثرة البكاء 

رؤي: نعم 

جاسر: بتعيطي ليه 

رؤي غاضبة: مالكش دعوة 

امسك ذراعها بقسوة وثناه خلف ظهرها 

جاسر غاضبا: رؤي اتعدلي معايا ، بدل ما اعدلك 

رؤي باكية: هو دا بس الي انت بتعرف تعمله ، انك تستمع بعذاب الناس وآلمهم مش كدة 

انت ازاي تسمح لناس غريبة انهم يشوفوا جسم مراتك ، هي دي الرجولة يا جاسر باشا 

ولو انا ما كنتش رفضت كنت انت موافق عادي 

كأني جارية عندك مش مراتك وشايلة اسمك ، حتي كمان حرمتني من حضن والدي دمرت حياتي وحياة بنات كتير غيري بس عشان رغباتك المريضة انا بكرهك يا جاسر بكرهك وهفضل اكرهك لحد ما اموت 


جاحظ العينين تنزل كلماتها عليه كالصواعق المتتالية تعصف بكيانه كله ، رعشة قوية سرت بجسده كله 

ترك ذراعها فضمته لجسدها تدلكه برفق وهي ترمق بجاسر بنظرات شرسة غاضبة 

كان في العادي سيقطع لسان من تقول ربع هذا الكلام ولكنه يشعر وهو يقف امامها بأنه طفل مذنب يلاقي العقاب من والدته 

تركها وذهب الي غرفته وظل يجوبها كالليث الثائر 

دقائق ودخلت رؤي كالعاصفة مرة اخري 

رؤي غاضبة: ايه الي انت عملتوا في المطبخ وفي اوضة السفرة دا 

انتي فاكرني الفلبينية الي انت شاريها 


ابتسامة ماكرة تلاعبت علي شفتيه ، وهو يراها تقف امامه تقعد شعرها للخلف وخصلة متمردة تتدلي علي جبينها ، ترتدي بيجامة سوداء اللون بربع كم وبنطلون برمودا يصل الي ركبتيها فقط ، أخرجه من شرودها صوتها منفعلا 

رؤي غاضبة: انت يا ابني انا بكلمك 

رفع حاجبيه مندهشا : ابنك 

تقدم منها بخطوات سريعة ، كادت ان تخرج من الغرفة ولكنه كان الأسرع حين اغلق الباب وحبسها بين ذراعيه والباب المغلق 

ثم أزاح بيده تلك الشعرة المتمردة من علي جبينها ووضعها خلف اذنها 

جاسر مبتسما بمكر : مش ملاحظة يا شيخه رؤي ان لسانك بقي بيطول عليا كتير ، اوعي تنسي ان انا جوزك يعني حقي عليكي انك تحترميني ولا ايه 

تخضبت وجنتيها بتلك الحمرة القاتمة من الخجل ، اغتاظت من نفسها كثيرا فهي قد عاهدت نفسها ان تعامل زوجها بمنتهي الاحترام والأدب كما تفعل والدتها مع والدها 

رؤي بصوت منخفض: انا اسفة ، بس انت مش جوزي ، انت عارف ان جوازنا مؤقت وانك بعد ما الشهر يخلص وتعمل الي انت عايزة فيا هتطلقني 

مال بوجهه منها حتي لفحت انفاسه الحارة وجهها ، وهمس بجانب اذنها 

جاسر: مين قالك ان انا هطلقك 

جحظت عينيها من الصدمة والدهشة والعجب : اومال هتعمل ايه

جاسر: هتفضلي معايا علي طول ، هتفضلي اسيرتي للأبد 

رؤي غاضبة: ومين قالك ان انا هوافق علي كدة ، دا انا بعد الأيام عشان اخلص من السجن دا حتي لو كانت نهايته (دبحي ) بس هكون خلصت منك ومن الرعب الي معيشني فيه وهرجع لاهلي تاني 

جاسر بصوت هامس كفحيح الافاعي : مش هيحصل يا رؤي ابدا ، هتفضلي اسيرتي للأبد بمزاجك او غصب عنك 

رؤي غاضبة: عشان تعرف تعذب فيا براحتك صح 

جاسر مؤكدا: صح ، تعرف انك بتبقي حلوة اوي لما بتتعصبي خدودك وبتحمر وكمان مناخيرك بتبقي شبه الورد الچوري 

رؤي ببلاهه: هااا 

اقترب بوجهه اكثر منها ، ظنت انه سيقبلها فاغمضت عينيها ، ولكنها فتحتهما علي اتساعهما عندما 

جاسر : انا جعان عملتي الاكل ولا لسه 

رؤي غاضبة: ما فيش اكل ، عايز تاكل روح اعمل لنفسك 

جاسر ببراءة: ماشي ، بس ما ترجعيش تزعلي لما المطبخ يتبهدل 

رؤي بسرعة: لا لا لا خلاص هروح اعملك الأكل

لو سمحت ابعد بقي 

ابتعد جاسر بعض خطوات 

رؤي: اتفضل لو سمحت روح نضف اوضة السفرة عليما انضف المطبخ وأعمل الاكل 

جاسر: وانا مالي ما تنضفيها انتي 

رؤي غاضبة: هو انا الي وسختها ، انت الي وسختها يبقي انت الي تنضفها

جاسر غاضبا: رؤي ما تنسيش نفسك ، عشان ما اقلبكش عليكي ماشي يا حلوة 

تركته وخرجت من الغرفة قضي بعض ساعات يدبر المكيدة التي ستصيح بصبري الي الابد، الي ان اصدرت معدته اصواتا لتنبه بأنه لم يأكل شئ منذ الصباح ، خرج من الغرفة وذهب إلى المطبخ فوجده نظيف ومرتب ولا اثر لرؤي ، دخل الي غرفة الطعام فوجده نفس الشي نظيفة ومرتبة وبدون رؤي 

ذهبت ناخية غرفتها ودخل ،كانت جالسة تقرأ وردها اليومي من القرآن ، 

جاسر: فين الغدا 

رؤي : ما عملتوش ، تعبت من التنضيف فما عملتش غدا 

جاسر: بقي كدة ، ماشي يا رؤي 

خرج من غرفتها وطلب اوردر طعام جاهز من محل قريب منهم 

دقائق ووصل الطلب ، بدأ جاسر يفرغ محتويات الطعام ، فكست رائحة الطعام الذكية المكان ، حتي وصلت لرؤي لتذكرها انها لم تأكل شئ منذ الصباح ايضا 

قامت وخرجت من غرفتها تتبع الرائحة حتي وصلت الي الغرفة الطعام فوجدت جاسر يجلس على طاولة الطعام يأكل باستمتاع شديد وهو يشاهد احد الافلام الغربية الكوميدية التفت ونظر اليها وابتسم بخبث 

جاسر: خير يا رؤي عايزة حاجة 

رؤي: هااااا ، لا قصدي لا خلاص مش عايزة 

جاسر: براحتك

نظرت اليه بغيظ ، فاكمل هو طعامه باستمتاع وعلي شفتيه ابتسامة انتصار سعيدة ، الي ان انتهي من الاكل فقام وحمل باقي الطعام والقاه في القمامة 

رؤي: علي فكرة حرام ترمي الاكل في الزبالة 

جاسر: مالكيش دعوة انا الي هتحاسب مش انتي ، بس كان تحفة الاكل الواحد كان جعان اوي ، يلا تصبحي علي خير 

ثم تركها يأكلها الغيظ وذهب إلى غرفته 

رؤي: كان لازم يعني اعند معاه وما اعملش اكل اهو راح جاب اكل وكل وعاش حياته وأنا في الاخر الي ما كلتش 

كانت رؤي تتكلم بصوت عالي ، سمعها جاسر من خلف باب غرفته فوضع يده على فمه يكتم ضحكاته حتي لا تسمعه

رؤي: يوووه بقي انا جعانة اوي انا لسه هعمل

اكل ، لا بلاش انا هروح انام وخلاص 


تلك الكلمات اشعرته بالحزن عليها 


دخلت الي غرفتها وتمددت علي الفراش 

فخرج جاسر من غرفته وذهب إلى المطبخ واخرج الوجبة الذي احضرلها لها ولكنه خبائها عندا فيها كما فعلت معه ووضعها علي طاولة الطعام

وذهب ناحيته غرفتها ودخلها دون استئذان كعادته ، ثم ذهب ناحيتها وجذب يدها وخرج بها من الغرفة وذهب إلى طاولة الطعام ، فترك يدها وتركها وعاد إلى غرفته واغلق الباب 

نظرت إلى الطعام الموضوع علي الطاولة بابتسامة صغيرة

وعقدت العزم داخل نفسها : هتتغير يا جاسر ، هتهزم شيطانك ، هفضل معاك لحد ما تتغير مهما عملت فيا 


جلست علي طاولة الطعام وبدأت تأكل بنهم لانها كانت جائعة جدا ولم تلاحظه وهو يقف يراقبها مبتسما 

انهت طعامها فاخذت المتبقي منها ووضعته في التلاجة ثم غسلت يديها ثم ذهبت إلى غرفته ودقت الباب فسمعت صوته يأذن لها بالدخول 

دخلت الغرفة فوجدته نائما على الفراش واضعا يديه خلف رأسه، عاري الصدر 

ارتكبت رؤي واحمرت وجنتيها خجلا ونظرت الي الارض 

جاسر مبتسما بمكر : خير يا رؤي عايزة ايه 

رؤي مرتبكة : هااا ، انا انا انا ، شكرا 

جاسر ببرود مستفز: انتي شكرا ازاي يعني 

رؤي : قصدي شكرا علي الأكل 

جاسر: العفو يا ستي علي ايه ، انا عايزك بصحة كويسة عشان تستحملي الي هيحصل بعد اقل من تلات أسابيع 

ازدرقت ريقها بخوف 

جاسر: لو خلصتي الي عندك اتفضلي عشان عايز انام 

رؤي: لسه عندي سؤال

جاسر: هاااا

رؤي: انا ليه عملت اشاعة

جاسر: مش شغلك 

رؤي : من حقي اعرف 

جاسر: تؤ تؤ مش من حقك ، تعرفي اي حاجة الا لما انا اعوذك تعرفي 

نظرت له بغضب ثم تركته 


وعادت الي غرفتها 

وجلست على فراشها تفكر وتفكر كيف تفك الشيطان من أسر ذنوبه ، وضعت بعض الخطوات المحددة وعزمت علي تنفيذها بدأ من الغد 


في صباح اليوم التالي 

ذهب جاسر الي عمله بعدما ترك حراسه مشددة حول منزله 

وبينما رؤي تنظف المنزل كالعادة ، عثرت على كاميرات المراقبة فخطرت ببالها فكرة وعزمت علي تنفذيها ، حركت بيدها موضع الكاميرات الي موضع معين وانتظرت الوقت المناسب لتنفيذ خطتها 


يجلس في مكتبه كالعاده يتحدث في هاتفه 

جاسر: ايوة يا فتوح ، فهمت هتعمل ايه 

فتوح: ايوة يا باشا 

جاسر: لازم تنفذ في اسرع وقت لازم نتغدي بيه قبل ما يتعشي بينا ،ومش عايز ولا غلطة 

فتوح : ما تقلقش يا باشا يومين بالكتير وكله حاجة هتخلص 

جاسر: اما نشوف 

ثم اغلق الخط ورمي الهاتف علي مكتبه 

جاسر: نهايتك قربت يا صبري ، قربت اوي 

ثم فتح اللاب توب الخاص به 

جاسر: اما اشوف يا رؤي بتعملي ايه 

تعجب كثيرا عندما وجد ان كاميرا المراقبة مسلطة علي جزء معين من غرفة المعيشة ، ذلك الجزء كانت رؤي تقف تصلي فيه بخشوع 

تصلبت جميع ذرات جسده وهو يراها تصلي لم يستطع ان يبعد عينيه عنها ولو لحظة ، تعالت دقات قلبه بشدة ازدرق ريقه بخوف اكثر من مرة ، الي ان انتهت فسمع دعائها الذي جعل جسده كله يرتجف بشدة كأن اعصار كهربائي سري في جسده ، فكانت رؤي تدعي له 

رؤي: ياااارب ، اهديه يا رب وابعد عنه شيطانه ،ياااا رب هو بني آدم كويس بس محتاج بس يخرج من ذنوبه يا رب ساعده يتوب من ذنوبه يا رب ، يارب أهديه للصراط المستقيم يا رب ، يارب ارحمه واغفرله ، يارب اغفرله يا رب يا رب يا جاسر تفوق قبل فوات الأوان 

ادمعت عينيه وهو يستمع الي دعائها له ، يكاد قلبه يخرج من مكانه ، تجمدت جميع اطرافه 

رآها بعد ذلك تفتح مصحفها الصغير وبدأت تقرأ بصوت عالي

بسم الله الرحمن الرحيم

(قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ) 

صدق الله العظيم 

ثم قامت وهي تردد الاذكار واغلقت مصفحها وضبت سجادة الصلاة وكانت تتعمد ان يعلو صوتها قليلا وهي تقول ( لا إله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين) 


قالها بشفتين ترتجفان بشده وقلب يرفرف من الخوف ودموع تنهمر من عينيه 

قالها بصوت منخفض ( لا إله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين)


------------------------------------

الرواية من هنا هتاخد منعطف تاني تفاعل حلو زيكم كده بقى ❤️❤️❤️

رواية أسيرة الشيطان الجزء 1


الفصل 15

قالها بشفتين ترتجفان بشده وقلب يرفرف من الخوف ودموع تنهمر من عينيه 

قالها بصوت منخفض ( لا إله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين) 

وكانت إشارة هطول الدموع كالسيول من عينيه 

مسح دموعه براحة يده سريعا عندما سمع صوت دق علي باب الغرفة 

جاسر: ادخل 

دخل علي مبتسما كعادته : السلام عليكم 

جاسر مبتسما: وعليكم السلام ، تعالا يا علي 

جلس علي أمامه ينظر اليه بشك : مالك يا جاسر انت كنت بتعيط 

جاسر: ها ، لا ابدا ، انا بس ما نمتش كويس إمبارح 

المهم فين اوراق الصفقة الجديدة 

علي : اهه ، جاهزة مش فاضل غير توقيعك 

اخد جاسر الاوراق ووقعها 

جاسر: انا اسف يا علي ، علي الي حصل 


علي بود : علي ايه ، انا متعود على ايدك الطارشة ، انا بس صعبان عليا صاحبي الي بيغرق في بحر ذنوبه وصعبان عليا البنت الي ملهاش ذنب في اي حاجة 

حاول كبح دموع عينيه ولكن فرت دموع هاربة من عينيه : ما أذتهاش يا علي ما قدرتش 

علي مصدوما: جاسر انت بتعيط 

جاسر باكيا: انا تعبت يا علي تعبت اوي ، هو السبب هو الي خلاني ابقي كدة ، الي شوفته مش قليل يا علي 

قام علي واحتضن صديقه وبدأ بربت علي ظهره ، فانفجر جاسر باكيا 

جاسر باكيا: عارف الي انا بعمله غلط بس مش عارف اعمل ايه يا علي ، هي بدأت تصحي ضميري تاني يا ريتني ما اقابلتها ويا رتني قابلتها من زمان 

جلس( علي) بجانب جاسر علي اريكة في الغرفة وبدأ جاسر يقص عليه بعض من افعال رؤي وانتهي بدعائها له 

جاسر باكيا: بعد كل الي عملتوا فيها ، بتدعيلي يا علي 

ابتسم علي ابتسامة واسعة: تعرف انا كنت هبقي اغبي انسان في الدنيا لو كنت اتجوزتها ، اخيرا يا جاسر ، صدقني شيطانك خايف منها ، ساعدها يا جاسر واتغير ساعدها وهي هتسامحك 


جاسر : انا غلطت كتير اوي يا علي اوي 

علي : ربنا غفور رحيم يا جاسر ، توب وهو هيغفرلك ذنوبك توب وابدأ من جديد يا جاسر 

جاسر بحسرة: يا ريت اقدر 


علي مبتسما : هتقدر ، طول ما رؤي جنبك هتقدر 

ابتسم جاسر ابتسامة حزينة 

علي مازحا: يلا يا عم قوم اغسل وشك ، شكلك ايه قدام الموظفين بتوعك والمدير بيعيط 

جاسر غاضبا: غور يا علي من وشي لضربك 

علي : خلاص يا عم خارج ، انت ماشي ولا قاعد 

جاسر: لاء ماشي 

خرج جاسر من مكتبه وركب سيارته وانطلق الي تلك المستشفي النفسية 

ودخل قاصدا تلك الغرفة ، وجد الطبيب يقف خارج الغرفة ينظر إلى نرمين من خلال الزجاج 

ياسر : اهلا يا جاسر باشا 

جاسر: في اي تحسن في حالتها 

ياسر: للاسف لاء 

هز جاسر رأسه إيجابا بحزن ودخل الي الغرفة 

فوجدها مازالت علي نفس الحالة منذ عدة سنوات ، صامتة جامدة نظرة الرعب لا تفارق عينيها ابدا ، تجلس ضامة ركبتيها لصدرها وتحيطهما بذراعيها ، ذهب وجثي بجانبها علي الارض وامسك احد يديها وقبلها


جاسر: نرمين ، وحشتيني اوي يا نرمين ، نفسي اسمع صوتك تاني ، انا تعبان اوي ، فاكرة يا نرمين لما كنت بنام علي رجلك وتفضلي تلعبي في شعري وانا افضل احكيلك تفاصيل يومي التفاهه ومع ذلك عمرك ما زهقتي او اشتكيتي مني ، ااه صحيح انا اتجوزت مش عارف دي المرة الكام الحقيقة بس ممكن تعتبريها المرة الاولي ، رؤي اسمها رؤي مجنونة زيك يا نرمين 

عارفة لما بشوفها بحس ان انتي قدامي ثم بدأ يقص لها كل شئ منذ ان تزوج رؤي 

وبعد كل الي عملته دا بتدعيلي ، نرمين ردي عليا بقي يا نرمين


جحظت عينيه في دهشة عندما 

نرمين: عايزة اشوف رؤي 

جاسر مبتسما: نرمين انتي اتكلمتي ، صح اتكلمتي انا سمعتك ، حاضر حاضر ، من النجمة هتكون عندك ، ثم بدأ ينادي على الدكتور ، يا دكتور يا دكتور 

دخل ياسر مسرعا: خير يا افندم في ايه 

جاسر مبتسما: اتكلمت ، اتكلمت والله 

ياسر مبتسما: بجد دا تقدم هايل يا افندم ، طب هي قالت ايه 

جاسر: عايزة تشوف مراتي 

ياسر: يا ريت يا افندم تنفذلها طلبها 

جاسر: اكيد اكيد ، ثم وجه كلامه لنرمين من النجمة يا حبيبتي هتبقي قدامك ثم قبل جبينها وخرج من الغرفة 

ياسر مبتسما: يا مسهل يا رب ، اخيرا 

خرج جاسر من المستشفى سعيدا وركب سيارته وانطلق الي منزله وخلفه حرسه الخاص 

وصل الي منزله وصعد الي شقته ، فسمع صوتها قادما من المطبخ ،ذهب باتجاه المطبخ ولكن قبل ان يصل سمعها 

رؤي بألم: اااااه صباعي واجعني اوي من الدبلة دي ، نفسي اقلعها بس اعمل ايه حكم القوي ، ربنا يهديك يا جاسر يا رب 


عض على شفتيه بندم تذكر تلك الدبلة التي اشتراها ضيقة عمدا ، تذكر ملامح الالم التي ارتسمت علي وجهها وهو يلبسها إياها قصرا وتحذيره لها انها ان خلعتها سيقطع يدها 

اقترب من المطبخ بهدوء 

كانت تعد الطعام وهي توجه نظرها ناحية باب المطبخ فهي تخشي بشدة ان يدخل ويفعل مثلما فعل من قبل ، شهقت بخوف عندما وجدته يقف علي باب المطبخ مستندا علي الحائط يكتف ذراعيه امام صدره 

جاسر ساخرا: مالك خوفتي ليه كدة زي ما تكوني شوفتي عفريت 

رؤي بخوف: هااا ، لا ابدا خمس دقائق والاكل هيجهز 

ارادت ان تحضر طبق من خلفها ولكنها خافت ان تلفت وتعطيه ظهرها فيفعل مثلما فعل من قبل فبدات ترجع للخلف وهي تنظر اليه فتعثرت في طرف السجادة الصغيرة وكادت أن تسقط لولا تلك الذراع القوية التي التفت حول حضرها 

جاسر بلهفة : حاسبي يا رؤي 

قبضت علي احد طرفي قميصه بينما التفت ذراعه حول خصرها رفعت نظرها ، فرأت في عينيه نظرة لهفة وخوف لم تراهما من قبل في عينيه ابدا

اما هو فسبح في بحر عينيها الواسعتين دقائق من الصمت قطعها صوت صفارة ساعة الفرن لتخبرها بأن الكيكة قد نضجت 

فابتعدت عنه بخجل وقد توردت وجنتيها بالدماء 

ذهبت ناحية الفرن وفتحت بابه لتكسي المطبخ رائحة الكيكة الشهية ، شمها جاسر باستمتاع لتعيده الي ذكري قديمة مضت 

Flash back 

دخل جاسر المنزل ووضع كتبه ومعطفه الطبي الأبيض علي احد الكراسي بإهمال كعادته 

جاسر: نرمين ، نيرو انتي فين 

ليأتيه صوتها من الداخل : انا هنا يا جاسر تعالا 

ذهب ناحية المطبخ الصغير في تلك الشقة البسيطة ، ليجد اخته تقف تعد كيكة الشوكولاته المفضلة عنده 

جاسر مبتسما: يا سلام عليكي يا نيرو ، كيكة بالشوكولاتة مرة واحدة 

نرمين ضاحكة: شوفت بقي يا سيدي عد الجمايل ، اخبار الكلية ايه 

جاسر مبتسما: جثث وميتين ومشرحة و......

نرمين باشمئزاز : بس بس بس ، روح غير هدومك علي ما احضرلك الغدا 

جاسر: والكيكة 

نرمين: والكيكة ياسيدي يلا روح بقي 

قبل جبينها وخرج من المطبخ ليدخل الي غرفته الصغيرة ويبدل ملابسه ويخرج ليجدها وضعت له الطعام علي الطاولة الصغيرة وبحانبه قطعة كبيرة من الكيكة فيجلس علي الطاولة ويبدأ في اكل الكيكة بنهم ويترك الطعام كما هو 

نرمين: يا ابني كل الاول 

جاسر: ما انا باكل اهو 


فاق من شروده علي صوتها تناديه 

رؤي : جاسر ، جاسر ، يا جاسر 

جاسر: هااا ، عايزة ايه 

رؤي : ممكن معلش تخرجلي الكيكة من الفرن عشان ما بعرفش اخرجها 


هز رأسه إيجابا واخذ قطعة القماش من يدها واخرج لها الكيكة ووضعها علي الطاولة في المطبخ ، فصفقت رؤي بيدها بسعادة : هيييييه ، تعرف انا كل مرة بحاول اخرجها بتلسع من الفرن ثم اكملت بحزن ، فكان عاصم بيفضل يتريق عليا وبعدين يخرجهالي هو ، وحشني اوي ، انا انا انا اسفة عن اذنك الاكل هيبقي جاهز حالا 

نظر لها بحزن ثم تركها وذهب الي غرفته وبدل ملابسه وخرج من الغرفة ، فوجدها تضع الاطباق علي الطاولة ، ما ان جلس عليها ، امسكت معلقه واكلت من الاكل الذي أمامه 

رؤي: ما فيهوش سم 

ثم ذهبت ووقفت قريبة منه 

تلاطمت امواج من المشاعر بداخله ، مشاعر ندم وحزن، قسوة وخوف ، حب وكره ، كره من نفسه الذي فعلت ذلك بتلك المسكينة ، يعرف كم ان شعور الذل قاسي ، فهو ذاقه من قبل ويعرف مرارته جيدا 


جاسر: تعالي يا رؤي 

ازدرقت ريقها بخوف ، وتقدمت منه بخطوات بطيئة خائفة ، تعلم بداخلها ما سيفعل سيجلها تحت قدميه ويزج الطعام في فمها بعنف ، فذهبت من تلقاء نفسها وجلست الأرض تحت قدميه ، اتسعت عينيه بصدمة 

فهدر سريعا: قومي يا رؤي انتي مكانك مش تحت رجلي 

قطبت حاجبيها بدهشة ، امسك يدها وجذبها برفق الي أن قامت ووقفت امامه وهي ترتجف خوفا ، فازاح الكرسي الذي بجانبه قليلا 

جاسر: قعدي كلي


هزت رأسها إيجابا بخوف من تغيره المفاجئ ، ثم ذهبت وجلست على الكرسي ، كان الطبق القريب منها هو طبق الارز فبدأت تأكل منه علي الرغم من انه يسبب لها مشاكل في الهضم، ولكنها خافت ان تحرك ذراعها اكثر


نظر اليها جاسر بحزن علي خوفها ، لاحظ انها تبتلع الطعام رغما عنها 

جاسر: هو انتي بتحبي الرز 

رؤي بخوف: آه اه بحبه 

جاسر غاضبا: كدابه قولي الحقيقة 

انتفض جسدها من صوته الغاضب وهزت راسها نفيا بخوف

رؤي بصوت منخفض: نعمة ربنا كلها حلوة بس أنا الرز بيوجع بطني 


جاسر غاضبا: طالما ما بيتعبك بتاكلي منه ليه 

بدل جاسر طبق الرز بطبق المكرونة 

جاسر: بتحبي المكرونة صح 

هزت رأسها إيجابا

جاسر: ردي عليا لما اكلمك 

رؤي بصوت منخفض: آه بحبها

غمز لها بطرف عينيه وتلاعبت ابتسامة مشاكسة علي شفتيه : يا بختها 


احمرت وجنتيها خجلا فاشاحت بوجهه وركزت نظرها علي الطعام امامها ، كانت تأكل بيدها اليمني ويدها اليسري موضوعه علي الطاولة ، ركز جاسر مع اصبعها الذي يوجد فيه الدبلة فلاحظ العلامات الزرقاء الموجودة في اخره بسبب ضيق الدبلة ، امسك كف يدها فانتفض جسدها برعب ، نظرت له فوجدته يحاول برفق غير معهود منه ان يخلع الدبلة من اصبعها ، الي ان اخرجها بالفعل ، رأت الحزن في عينيه وهو ينظر إلى العلامات الحمراء والزرقاء التي احدثتها علي اصبعها 

رؤي في نفسها: هو مالوا ، اليومين دول متغير، معقول يكون سمعني وانا في المطبخ ، يا رب أهديه يا رب وما يرجعش زي الاول تاني 

جاسر: سرحانة في ايه 

رؤي: لا ولا حاجة ، الحمد لله انا شبعت

جاسر: وانا كمان شبعت 

رؤي: طب قول الحمد لله 

جاسر: الحمد لله 

رؤي: تشرب شاي 

جاسر مبتسما: ااه يا ريت بالنعناع 

شردت في ابتسامته الصافيه ليست تلك الابتسامة الخبيثة التي تراها دائما ، ولكن ابتسامة نقية مشرقة زادته وسامة 

فاقت من شرودها علي صوته وقد تبدلت ابتسامته باخري مشاكسة : أمور مش كدة 

رؤي بخجل: ها ،، لا ابدا عن اذنك هعمل الشاي 

تركته واتجهت إلى المطبخ واعدت الشاي ووضعت له قطعة من الكيك وذهبت اليه فوجدته دخل الي غرفته 

فذهبت ناحية باب الغرفة ودقت الباب 

جاسر: ادخلي يا رؤي 

دخلت ووضعت الصينية علي طاولة صغيرة في الغرفة ، كادت ان تخرج 

جاسر: رؤي استني عايزك ، تعالي 

اشار لها ان تذهب وتجلس بجانبه ، ففعلت كما طلب 

جاسر: بصي يا رؤي انتي طبعا لاحظتي ان معاملتي ليكي بدأت تتغير ، بس اوعدك انها ممكن ترجع أسوء من الاول لو غلطتي ولو غلطة واحدة في المشوار بتاع بكرة 

هزت رأسها إيجابا: طب ممكن اعرف احنا رايحين فين 

جاسر: رايحين نزور اختي 

رؤي مبتسمة: حماتي يعني ، ولا يكون عندك فكرة 

جاسر: اختي في مستشفي نفسية بس دا مش معناه انها مجنونة لو فكرتي تزعليها بنص كلمة حتي....... 

رؤي مقاطعة : ومين قال لحضرتك ان الي بيدخلوا المستشفي النفسية بيكونوا مجنانين ، بالعكس دول اعقل من الناس الي برة 

هز رأسه إيجابا برضا 

رؤي: عن اذنك 

خرجت من الغرفة وذهبت ناحية المطبخ وبدأت تعد كيكة أخري لتأخذها هدية معها لأخته، خبطت جبينها براحة يدها 

رؤي: نسيت اسأله اسمها ايه 

نرمين اسمها نرمين 

التفت فوجدته يقف علي باب المطبخ 

جاسر: بتعملي ايه عندك 

رؤي: بعمل كيكة عشان ناخدها معانا لأختك 

وضع جاسر علبة كريم صغيرة علي الطاولة في المطبخ 

جاسر: ادهني من دا علي صباعك والوجع هيروح 

رؤي: صحيح هو انت خريج ايه 

جاسر ساخرا: هندسة حلوان 

ثم تركها ودخل الي غرفته مرة اخري واغلق الباب ، اخذ قطعة الكيكة

جاسر : اكيد مش هتبقي زيها 


آكل قطعة صغيرة منها لتتسع عينيه في دهشة

فكان طعم الكيكة مطابق تماما للكيكة التي كانت تعدها له نرمين ، امسك الطبق وبدأ يأكل باستمتاع شديد


في منزل ياسر 

دلف ياسر الي المنزل لتجري عليه ابنته الصغيرة سما وتحتضنه 

سما بسعادة: بااابي 

حملها ياسر بين ذراعيه: حبيبة بابي وحشتيني 

سما: وانت كمان وحشتني اوي يا بابي ، انا زعلانة منك 

ياسر: ليه يا حبيبتي 

سما : عشان بتسيب سما طول النهاي لوحدها 

ياسر: اومال فين دادة سناء 

سما: بتعملي جيلي بالموز 

ياسر مبتسما: دلوقتي يا مفترية ، تخليها تعملك جيلي الساعة 10 بليل 

سما: ايوة هي بتحب سما وبتعمل لسما الي هي عيزاه 

في هذه الاثناء خرجت من المطبخ سيدة في اواخر العقد الرابع من عمرها بشوشة ، هادئة الطباع والملامح 

سناء: حمد لله على السلامة يا دكتور 

ياسر مبتسما: الله يسلمك يا دادة 


سناء: احضر لحضرتك العشا 

ياسر: لا شكرا ماليش نفس 


سما : دادي هو انا مش هيوح عند مامي بقي اصلها واحشتني اوي 


ضمها ياسر الي صدره بشدة: بعد الشر عليكي يا حبيبتي 


سما: بابي هي مامي لسه مسافية 


ياسر: اااه يا حبيبتي 


سما: هتيجي امتي بقي دي وحشتني اوي


ياسر مغيرا مجري الحديث : ايه رايك اخدك معايابكرة شغلي تتفرجي عليه 


سما : بجد ، هيه هيه هيه هيوح شعل بابي 

ياسر ضاحكا: انا لازم اشوف حل في موضع اللدغة دا قبل ما تدخل المدرسة ، لحسن هتقول اسمها سما ياسي شييف ياضي( سما ياسر شريف راضي ) 

ضحكت سناء على مزاح ياسر 


في شقة جاسر ، انتظر جاسر حتي دخلت رؤي الي غرفتها وخرج بهدوء ودخل الي المطبخ يبحث عن الكيكة الي ان وجدها في الثلاجة 

في غرفة رؤي 

رؤي: يوووه نسيت اجيب ماية 

خرجت رؤي من غرفتها وذهبت لتحضر الماء فوجدت جاسر يقف في المطبخ ياكل من الكيكة كالطفل الصغير ، فابتسمت وذهبت الي غرفتها بهدوء حتي لا يراها 


في صباح اليوم التالي 

ارتدت رؤي نقابها وارتدي جاسر ملابسه واخذت رؤي الكيكة وركبا سيارة جاسر وانطلقت السيارة والحرس يحاوطونها 

رؤي بخبث: صحيح يا جاسر،، ما تعرفش باقي الكيكة الي في التلاجة راحت فين ، اصل دورت عليها الصبح وما لقتهاش 

جاسر بحرج : احم ، وانا هعرف منين اصلا ما كنتش حلوة 


رؤي بحزن مصطنع:، ايه دا بجد ، خلاص مش هعملها تاني خالص 


جاسر : احم، لا عادي اعمليها كانت كويسة 

اتسعت ابتسامتها الخبيثة من تحت نقابها 


دقائق ووصلت السيارات الي المستشفى 

دخل جاسر بصحبة رؤي الي غرفة ياسر اولا الذي كان يداعب ابنته 

جاسر: احم ، السلام عليكم 

قام ياسر وصافحه 

ياسر: وعليكم السلام يا جاسر باشا اتفضل 

دخل جاسر ومن بعده رؤي ، فمد ياسر يده ليصافحها فبادر جاسر وصافحه مرة اخري 

جاسر: معلش اصلها ما بتسلمش 

ياسر: لا ابدا يا افندم ولا يهمك اتفضلوا 

جلس جاسر وعلي الكرسي المقابل له رؤي ، فبدأ جاسر يتناقش مع ياسر حالة نرمين 

اما رؤي فكان بصرها معلق بتلك الطفلة الصغيرة ذات الجدائل السوداء ، تذكرت طمطم اختها الصغيرة فادمعت عينيها اشتياقا لها 

قاطع حديثهم 

سما: بابي الضفيية فكت 

ياسر: حبيبي انا بتكلم مع عمو مش قولت ما ينفعش نقاطع الكبار وهما بيتكلموا 

سما : اسفة 

رؤي: ايه رأيك اعملهالك أنا 

سما: ماشي 

ثم ذهبت ناحية رؤي ووقفت امامها فبدأت رؤي تجدل شعرها برفق حتي لا تؤلمها 

رؤي: اسمك ايه 

سما: سما 

رؤي: الله اسمك جميل اوي ، تسمحيلي بقي اقولك يا سمسم ولا يا سوسو 

سما: سمسم 

رؤي مبتسمة: ماشي يا سمسم 

سما : انتي اسمك ايه 

رؤي: رؤي 

سما: يؤي 

ياسر مبتسما: معلش اصلها لدغة في حرف الراء 

رؤي: لا ابدا ولا يهمك ربنا يخليهالك 

شعر بالنيران تضرم في جسده عندما وجدها تتكلم مع ياسر يري ابتسامتها الواسعة المختفية خلف بيشة نقابها 

جاسر في نفسه: ماشي يا رؤي لما نروح صبرك عليا 

جاسر: مش يلا بقي ولا ايه 

ياسر: آه طبعا يا افندم اتفضل 

سما: بابي انا هاجي معاكوا 

ياسر: ما ينفعش يا سما ، خليكي هنا وانا جاي علي طول 

سما : بليز يا بابي بليز بليز هسمع الكلام وهفضل ساكتة بليز بقي

رؤي: خلاص خليها تيجي معانا عشان ما تزعلش 

سما: هيه هيه حبيبتي يا يؤي ، عايفة انتي طيبة زي مامي ، بس مامي سابتني وسافيت 

عند يبنا 

نظرت لها رؤي بحزن ، لم تشعر بنفسها والا وهي تضمها بقوة

اغمضت الصغيرة عينيها تستمع بهذا الحضن الدافئ الذي بشبه حضن والدتها 

اما ياسر فقد ادمعت عينيه علي حال ابنته 

ربت جاسر علي كتفه 

جاسر: شد حيلك 

هز ياسر رأسه إيجابا 

جاسر: يلا يا رؤي ، هاتي سما وتعالي 

قامت رؤي وامسكت يد سما وذهبا الي غرفة نرمين 

ياسر: يلا يا سما 

تشبثت سما بيد رؤي : لا انا هفضل مع يؤي 

جاسر: خلاص سيبها 

هز ياسر رأسه إيجابا 

دخل جاسر الغرفة وخلفه رؤي ممسكة بيد سما 

جاسر: صباح الخير يا نرمين ، انا جبتلك رؤي زي ما طلبتي مني امبارح 

حركت نرمين عينيها ناحية رؤي وعقدت حاجبيها باستغراب عندما رأت تلك الطفلة الصغيرة في يدها 

رؤي مبتسمة: خلاص يا عم عرفتنا علي بعض اتفضل يلا من هنا 

رفع جاسر حاجبيه مندهشا : انتي بتطرديني 

ضحكة خافتة خرجت من نرمين ، جعلت ابتسامة جاسر تتسع بشدة : خلاص خلاص خارج ، عالم غريبة 

خرج جاسر فاغلقت رؤي الباب ، وخلعت النقاب عن وجهها المبتسم 

وذهبت واحتضنت نرمين 

وجلست امامها هي وسما 

رؤي مبتسمة: ازيك يا نرمين ، انتي متأكدة بجد انك اخت جاسر 

نظرت لها نرمين مستفهمة 

رؤي مبتسمة: اصلك احلي منه بكتير ، انتوا اكيد اخوات بس مش من نفس الاب والام 

ضحكت نرمين بخفوت 

رؤي مبتسمة: ايوة كدة خلي الشمس تطلع يا شيخة ، لما القمر دا يكشر ويزعل احنا نعمل ايه 

نرمين بصوت منخفض: دي بنتكوا 

نظرت رؤي لسما ثم قالت مازحة : بنتنا ازاي دا انا واخوكي متجوزين بقالنا اسبوع واحد، دي يا ستي سمسم صاحبتي ، سلمي علي طنط نرمين يا سمسم 

سما مبتسمة: ازيك يا طنط نييمين 

رؤي ضاحكة: معلش اصلها لادغة في الراء 

نرمين مبتسمة: عارفة جاسر وهو صغير كان الدغ في السين بيقولها كاف 

رؤي ضاحكة: احلفي 

نرمين مبتسمة: آه والله في المدرسة ما كنش بيعرف يقول يا مستر ولا يا استاذ ، كان عنده مدرس رياضيات فكان بيسأله اسمك ايه فقاله جاكر ، فصحابه فهموا الاستاذ انه الدغ في السين ، انتي مش متخيلة رد فعل المدرس قاله يعني انت دلوقتي مش هتعرف تقولي يا مستر ولا يا استاذ خلاص ناديلي باسمي والمشكلة أن المدرس اسمه اسلام ، فجاسر كان بيقوله يا اكلام ، لحد ما المدرس قاله انت الوحيد الي تقولي يالا 

انفجرت رؤي ضاحكة من كلام نرمين حتي ادمعت عينيها من الضحك 

رؤي ضاحكة: اااااه مش قادرة ابطل ضحك

كان جاسر مستندا على الباب من الخارج يعض علي شفتيه بغيظ: فضحتيني يا نرمين يعني يوم ما ربنا يكرمك وتتكلمي تفضحي اخوكي 


في الداخل 

رؤي: بصي انا جبتلك معايا ايه 

ثم فتحت الحقيبة واخرجت الكيكة التي صنعتها لها 

نرمين مبتسمة: تعرفي ان جاسر بيحب الكيكة بالشكولاتة اوي ، كان بيتسحب بليل بعد ما نام ويدخل المطبخ ويفضل يدور عليها لحد ما يلاقيها وياكلها ويسبلنا الطبق فاضي ، ولما تسأليه يقولك ما اعرفش هي اصلا ما كنتش حلوة 

رؤي ضاحكة: تصدقي لسه قايلي الجملة دي الصبح 

بدأ الثلاثة يأكلون ورؤي ونرمين يطعمون سما ويمزحون معها

الي ان دق جاسر الباب ودخل 

جاسر مبتسما: حمد لله على سلامتك يا نرمين 

انزلت رؤي النقاب علي وجهها : طب انا هروح اجيب عصير انا وسما ، حد عايز حاجة ، لاء طب سلام 

خرجت رؤي من الغرفة مع سما وأغلقت الباب 

فتحت نرمين ذراعيها فالقي جاسر بنفسه داخل حضنها يضمها بقوة ودموعه تهرب من عينيه 

جاسر باكيا: وحشتيني اوي يا نرمين، اخيرا يا نرمين اخيرا رجعتيلي تاني 


ثم رفع كف يدها وظل يقبله 

نرمين : وحشتني اوي يا حبيبي ، انت عارف انه غضب عني الي شوفته.......

وضع جاسر إصبعه على فمها 

جاسر: انسي يا نرمين انسي كل حاجة فاتت ، انا خلاص خدتلك حقك منه وكلها كام يوم وهيشرف في القناطر للأبد 

نرمين: عملت ايه يا جاسر 

جاسر مبتسما: مش مهم ، مش مهم اي حاجة المهم انك رجعتيلي يا نرمين 

نرمين مبتسمة: رؤي مراتك دي لطيفة اوي ربنا يخليها لك ، عارف ايه اكتر حاجة هتفرحني بجد 

جاسر مبتسما: قولي يا حبيبتي وانا مستعد اعملها مهما كانت 

نرمين مبتسمة: اشوف ولادك واشيلهم علي ايدي 

اختفت ابتسامته تدريجيا : إن شاء الله يا حبيبتي 

نرمين مبتسمة: يارب يا جاسر نفسي تخلف تؤام ولد وبنت هسمي الولد رعد والبنت جوري وانتوا مالكوش دعوة خالص بيهم انا الي هربيهم حبيبي دول والله ، ولو فكرت تزعلهم يا جاسر هشدك من ودانك


جاسر مبتسما: لاء خلاص خلاص مش هزعلهم 

نرمين ضاحكة: ايوة كدة عايز تزعل ولادي حبايبي هي رؤي اتأخرت ليه 

جاسر: هروح اشوفها أهو 

قام جاسر يبحث عنها عندما وجدها تتكلم مع ياسر ، اظلمت عينيه بغضب ذهب ناحيتها يطوي الارض يكاد يحترق من الغضب 

جاسر بغيظ: رؤي ، نرمين عايزاكي 

هزت رأسها إيجابا: عن اذن حضرتك يا دكتور ياسر 

ياسر مبتسما: اتفضلي 

عادت رؤي الي غرفة نرمين وقضت بعض ساعات معها ثم قامت وسلمت عليها وذهبت سما الي والدها ، اما رؤي ركبت بجانب جاسر في سيارته 

ما ان دخلت البيت ، حتي وجدت جاسر يقبض على رسغ يدها 

رؤي بألم: ااااااه ، ايدي يا جاسر 

جاسر غاضبا: كنتي بتعملي ايه مع الي اسمه ياسر دا 

رؤي: ياسر مين ، ااااه قصدك الدكتور ، ابدا والله كان بيسألني عن حالة نرمين 

جاسر غاضبا: والبيه ما جاش سألني انا ليه ولا هو ما بيتكلمش غير مع الستات 

رؤي بألم: ما اعرفش يا جاسر ابقي اسأله سيب ايدي بقي بتوجعني 


ترك جاسر يدها : ماشي يا رؤي بصي بقي نرمين نفسها تشوف ولادي 

رؤي مستفهمة: ولادك ، ازاي يعني هو انت مخلف 

جاسر : لاء يا حلوة انا لسه هخلف 

رؤي: يعني ايه 

جاسر مبتسما بخبث: يعني جهزي نفسك واستعدي كويس دخلتنا اخر الاسبوع

يتبع

تكملة الرواية من هنا 👇👇👇


من هنا



إرسال تعليق

أحدث أقدم