رواية أسيرة الشيطان الجزء 1 الفصل السادس والعشرون حتي الفصل الثاني والثلاثون بقلم ديناجمال


 رواية أسيرة الشيطان الجزء 1

الفصل السادس والعشرون حتي الفصل الثاني والثلاثون 

بقلم ديناجمال 

الفصل 26


جاسر صارخا بحدة: بنتك عندها مرض نادر في القلب قدامها بالكتير سنة وتموت 


حسين بصدمة: أنت كداب ، بنتي بخير عمرها ما اشتكت من قلبها 

جاسر بحزن: يا ريت ابقي كداب فعلا

حسين بصدمة: والعمل بنتي ، لا مش ممكن 

جاسر: ما تقلقش أنا مش ساكت إن شاء الله اصرف كل فلوسي بس رؤي تخف


حسين بدموع : أنا عايز اشوف بنتي 

جاسر: حاضر ، بس خد بالك رؤي ما تعرفش حاجة ومش لازم تعرف ، أنا مش ناوي اقولها غير يوم العملية

حسين سريعا: حاضر ، حاضر بس اطمن عليها

خرج جاسر من الجامع ومن خلفه حسين ، ركب سيارته مع حسين وانطلق الي فيلته 


وصل جاسر الي الفيلا 

حسين بدهشة وهو ينظر الي فيلا جاسر الفخمة : هي رؤي هنا 

لم يتلقي رد من جاسر تقدم جاسر ناحية الفيلا وقتح الباب بالمفتاح 

جاسر بصوت عالي: نعمة ، يا نعمة

جاءت الخادمة مسرعة ؛ اوامرك يا باشا 

جاسر: رؤي هانم فين 

نعمة : في اوضتها يا باشا 

جاسر: هاتي للباشا حاجة يشربها

هزت الخادمة رأسها إيجابا ورحلت مسرعة ، فترك جاسر حسين وصعد الي غرفته وجد رؤي تجلس على سجادة الصلاة تنهي صلاتها

جاسر مبتسما: حرما 

التفت له وعلي شفتيها ابتسامة واسعة: جمعا إن شاء الله ، صليت العصر 

جاسر مبتسما: الحمد لله 

ذهبت ناحيته وقبلته علي وجنته واردفت بابتسامة واسعة: شطور يا جاسر 

جاسر ضاحكا : في ناس بقت جريئة وبتبوس أهي 

رؤي بحزن : أنا آسفة مش هعمل كدة تاني

جاسر بضيق: في ايه يا رؤي كل كلمة بتزعلي عليها ليه

رؤي بدموع: أنا بس مش عيزاك تزعل ، مش عايزاك ترجع زي الأول تاني ، مش عايزة أعيش في الرعب دا تاني 

جذب يدها برفق واجلسها بجانبه ومسح دموعها 

جاسر بحنان: أوعدك أني عمري ما هرجع زي الاول تاني

رؤي بابتسامة من بين دموعها : بجد 

جاسر بحنان: بجد يا رؤتي 

رؤي بمرح : قولي بقي عملت ايه النهاردة 

جاسر ضاحكا: ايه دا هو أنا هاجي كل يوم احكيلك كل الي أنا عملته

رؤي بحذر : دا لو ما يضايقش 

هز رأسه نفيا بابتسامة صغيرة: طبعا ما يضايقنيش ، بصي يا ستي.....

قاطعه صوت دقات علي باب الغرفة

جاسر بضيق : ادخلي يا نعمة 


دخلت الخادمة تنظر أرضا باحترام: جاسر باشا حسين باشا مستني حضرتك بقالوا ساعة تحت 


جاسر: يا نهااار أبيض دا أنا نسيته ، شوفيه يشرب ايه وأنا نازل وراكي علي طول

نعمة : حاضر يا باشا 

خرجت نعمة من الغرفة 

جاسر مبتسما: أنت بتنسيني الدنيا والي فيها ، والدك تحت 

هتفت رؤي بسعادة: بابا ، بجد بابا تحت 

هز رأسه إيجابا بتأكيد ، فتركته رؤي مسرعة وركضت الي أسفل وجاسر خلفها بخطواته الهادئة الرزينة 

وصلت الي غرفة الصالون ، فوجدت والدها جالسا على احد الكراسي واضعا وجهه بين كفيه 

رؤي بسعادة: بابا 

رفع حسين وجهه عندما سمع صوتها ، فارتسمت ابتسامة تلقائية على شفتيه عندما رأي ابتسامة ابنته الواسعة ، ارتمت رؤي بين ذراعيه تحتضنه بقوة 

رؤي باكية: وحشتني اوي يا بابا ، وحشتني أوي


حسين بحنان: وانتي كمان يا حبيبتي ، طمنيني عليكي عاملة ايه 

رؤي: الحمد لله 

جاسر: هسيبكوا مع بعض شوية 

خرج جاسر من الغرفة واغلق الباب خلفه ، فاخذ حسين يد ابنته واجلسها بجانبها 

حسين باسف: أنا آسف يا بنتي ، ما عرفتش احميكي منه 

رؤي: ما تقولش كدة يا بابا ، أنت عمرك ما قصرت في حقي ، ولو علي الي جاسر عمله من يومين دا ، معلش هو كان متعصب شوية بسبب الكلام الي قاله عمرو 


حسين: يعني هو ما ضربكيش تاني بعد ما مشيتوا من عندي 

رؤي مبتسمة : لا والله يا بابا ، دا أنا حتي أغمي عليا وهو كان قلقان عليا خالص ، ووداني الملاهي وفضلنا نلعب كتير وبص جابلي الموبايل دا وعليه رقمك ورقم ماما وعاصم 


حسين مبتسما: ربنا يسعدك يا بنتي ، ويهنيكي مع إني كان نفسي أوي اشوفك بالفستان الأبيض ، بس يلا كل شئ نصيب 


غامت عيني رؤي بسحابة الحزن ، حاولت إخفائها بابتسامة مصطنعة : عادي يعني يا بابا ، الحمد لله على كل حال 


دق باب الغرفة ودخل جاسر مبتسما بمرح: جاء هادم اللذات ومفرق الجماعات 


حسين: لا ابدا ، أنا اصلا كنت ماشي 

رؤي بحزن: بالسرعة دي ، أنت ما حلقتش تقعد معايا 

حسين : معلش يا حبيبتي ، هبقي اجيلك مرة تانية ، دا بعد إذن جاسر باشا طبعا


جاسر بود: بيت رؤي هو بيتك ومرحب بيك وبالست مجيدة وعاصم في اي وقت تحبوه 


حسين: متشكر يا جاسر يا إبني، وحقك عليا بس أنت لما تبقي أب هتعرف إحساسي كويس


وضع جاسر يده علي وجنته واردف بابتسامة : لا ولا يهمك دا أنت حتي ايدك خفيفة خالص 


اتسعت عيني رؤي بدهشة هل بالفعل صفع والدها جاسر 

فاقت علي صوت والدها وهو يودعهم 

حسين: طب استأذن انا بقي 

جاسر: لاء طبعا ما ينفعش تمشي من غير ما تتغدا معانا 

حسين: مرة تانية 

رؤي: عشان خاطري يا بابا خليك معانا

حسين مبتسما: معلش يا حبيبتي مرة تانية، خلي بالك من نفسك و من جوزك 

رؤي مبتسمة: حاضر يا بابا 

عانق حسين ابنته وتركهم ورحل وبقيت رؤي مع جاسر 

ذهبا الي طاولة الطعام ، وتناولا الطعام بصمت 

جاسر: ساكتة يعني

رؤي: عادي 

جاسر: مالك 

رؤي: متلخبطة 

جاسر بقلق: ليه يا حبيبتي


رؤي: عشان كدة أنا متلخبطة ، أنا عايزة أفهم ايه الي حصل غيرك ، أنا خايفة يا جاسر خايفة اوي ، خايفة لتكون بتضحك عليا وترجع زي الأول


نظر لها جاسر بهدوء ثم عاد ببصره مرة أخري الي طبقه : بكرة الأيام هتثبتلك إني ما بضحكش عليكي 

رؤي: أنت ليه مانع الشغالين أنهم يدخلوني المطبخ 

جاسر: مش عايزك تتعبي


رؤي: بس أنا عايزة اطبخ علي الأقل الاقي حاجة اعملها ، بدل ما قاعدة فاضية طول النهار 


جاسر اعملي الي يعجبك 

رؤي : طب أنا عايزة اروح لنرمين 

جاسر: يومين كدة عشان ورايا شغل كتير اليومين دول

زمت شفتيها بضيق : ماشي 


في تلك الغرفة تجلس ضامة ركبتيها لصدرها 

تتطلع امامها بشرود تنساب دموعها في صمت 

شاهندا

التفت بجمود الي مصدر الصوت فوجدت فتحي يقف أمامها يحفر القلق خطوطه علي ثنايا وجهه

فتحي بقلق : وبعدين يا شاهندا هتفضلي من غير أكل لحد أمتي

ردت بجمود : لحد ما أموت

فتحي سريعا وبلفهة : بعد الشر عليكي ليه بتقولي كدة

نظرت له بألم وأردفت ببكاء : هي ليه الدنيا بتعمل فيا كدة ، مامتي ماتت وهي بتولدني ، بابا سفرني برة قضيت طفولتي كلها في مدرسة داخلية ، ولما خرجت منها ما لقتش حد يقولي ايه الصح وايه الغلط ، بابا مشغول في شغله ومامتي ماتت ، ويوم ما حسيت أن في حد بيحبني ، طلع بيضحك عليا عشان ينتقم من بابا فيا ، أنا ذنبي ايه في كل دا ، ثم بدأت تصرخ فيه أنا ذنبي ايييه حرام عليكوا ، يا ماما ليه ما خدتنيش معاكي ، أنا تعبت من الدنيا 

فتحي بقلق؛ شاهندا اهدي يا حبي...... قطم شفتيه قبل أن يكمل الكلمة

شاهندا صارخة: أنا عايزة بابي ، هاتلي بابي 

فتحي سريعا: والله العظيم باباكي خرج من السجن ، هجبهولك لحد عندك بس اهدي

شاهندا بصراخ وبكاء : أنت كداب ، خطفتني ويتضحك عليا ، كنت فكراك بتحبني 

اتسعت عيني فتحي من الصدمة فهتف سريعا: أنا فعلا بحبك ، بحبك أوي ما عرفتش حبيتك امتي ولا ازاي ، بس كل الي اعرفه أن أنا بحبك 


شاهندا ساخرة: أنت ناسي أن أنا متجوزة ولا ايه

فتحي: جاسر طلقك 

شاهندا صارخة: أنت ازاي ما تقوليش حاجة زي دي 

فتحي: كنت جاي اقولك بس حصل الي حصل واغمي عليكي

سعدية: صوتكوا جايب آخر البلد 

ظلا ينظران لبعضهما دون كلام 

سعدية: واااه اتخرستوا دلوقيت 

شاهندا بجمود : أنا عايزة بابا 

فتحي : حاضر 

تركها فتحي وخرج من الغرفة ومن المنزل باكمله وذهب الي حيث يوجد والدها 

في منزل فتحي

سعدية بحنان : هجبلك تاكلي ، بقالك يومين ما كلتيش لقمة 

شاهندا بحزن: مش عايزة حاجة ، أنا خلاص همشي واريحكوا مني

سعدية: ليه بتقولي اكدة يا بتي ، ربك وحده عالم معذتك في قلبي قد ايه 

شاهندا باكية: أنا عارفة أن ما فيش حد في الدنيا دي بيحبني ، يا رب أموت بقي عشان ارتاح 

سعدية بحزن: بعيد الشر عنك يا بتي 

شاهندا باكية: ممكن اطلب منك طلب

هزت سعدية رأسها إيجابا فاكملت شاهندا ببكاء : ممكن انام في حضنك نفسي طول عمري أنام في حضن ماما

سعدية بحزن: يا حبيبتي يا بتي ، تعالي يا بتي


نامت شاهندا في حضن سعدية فاخذت سعدية تمسد علي شعرها وهي تقرأ بعض آيات القرآن حتي هدأت تماما ونامت


علي صعيد آخر وصل فتحي الي احد الفنادق بسيطة الحال ، علم أن صبري يسكن فيه

سأل علي غرفته وصعد اليه

صبري : أنت مين ، وعايز ايه

فتحي: مش لازم تعرف أنا مين ، أما أنا عايز ايه فأنا الي هوديك لبنتك

صبري بلفهة : بنتي ، بنتي كويسة

فتحي: اتفضل معايا 

هز صبري رأسه إيجابا سريعا وذهب مع فتحي الي حيث توجد ابنته 

بعد تناول الغداء جلس جاسر إمام الحاسوب المحمول لينهي عليه بعض أعماله أما رؤي فظلت تتحرك حول نفسها بملل

جاسر: ما تقعدي في حتة خيلتيني 

رؤي: مش لاقية حاجة اعملها

جاسر: طب ما تشغلي التلفزيون 

رؤي: ينفع 

تنهد جاسر بحزن : طبعا ينفع دا بيتك ، اعملي فيه الي أنتي عيزاه 

رؤي مبتسمة: شكرا 

جلست علي الفراش تشاهد فيلم كرتون ( frozen ) 

رفع جاسر نظره يري ما تشاهد ، فبدأ يندمج مع أحداث الفيلم ويسألها عنه 

جاسر: يعني البنت دي لما بتمسك حاجة بتتجمد 

رؤي : ايوة ، وايديها بتطلع تلج لما بتخاف أو تتوتر 

جاسر: طب مين البنت أم شعر أصفر دي 

رؤي : دي أختها 

بعد مدة من الاندماج ، قاطعها جاسر مرة اخري 

جاسر: طب ليه البنت ام شعر أبيض دي ما بتلعبش مع أختها ليه 


رؤي بضيق من مقاطعته الكثيرة : شايف الخصلة البيضا الي في شعر اختها 

هز جاسر رأسه إيجابا فاكملت : وهما صغيرين البنت الي بتطلع تلج من ايديها كانوا بيلعبوا مع بعض ومن غير ما تقصد ضربتها بالتلج دا في دماغها ، فالقزم العراف الي عالجها في الفيلم مسح كل ذكريتها عن قدرات اختها ، عشان كدة اختها ما بترضاش تلعب معاها بتخاف لتأذيها 


جاسر: يا رتني أنا كمان اقدر ، امسح كل الذكريات الوحشة الي شوفتيها معايا 


اشاحت ببصرها الي التلفاز حتي لا يري دموع عينيها ، فاغلق حاسوبه الشخصي وقام من مكانه وذهب ناحية الفراش وجلس بجابنها 

لاحظ ابتعادها عنه لتترك مسافة بينهما 

فاصطنع انشغاله بالفيلم ، ليعود مقاطعتها مرة اخري

جاسر: يعني دلوقتي البنت دي بقت الملكة 

رؤي: آه يا جاسر ، أبوها مات وبما انها الكبيرة فبقت هي الملكة 

جاسر: طب فين الملك

رؤي: ما فيش 

جاسر بضيق: ايه الهبل دا ازاي ما فيش ملك ، ماليش دعوة أنا عاوز ملك 

رؤي ساخرة : ملك ولا كتابة 

نظر لها جاسر باشمئزاز : قومي يا رؤي من جنبي

رؤي: أنت الي جيت قعدت جنبي ، واسكت بقي مش عارفة اتفرج على الفيلم 

تمتم جاسر بصوت منخفض : رخمة 

عاد لمتابعة الفيلم مرة اخري ، اندمج مع أحداث الفيلم ، ثم فجاءة وجدته ينظر لها وعلي شفتيه ابتسامة خبيثة 

رؤي بخوف: بتبصلي كدة ليه 

جاسر مبتسما بخبث: True love kiss 

تدرجت وجنتيها بحمرة الخجل 

جاسر ساخرا : فعلا فيلم أطفال 

ضيقت عينيها بغيظ وامسكت جهاز التحكم واغلقت الفيلم

جاسر بضيق: انتي جاية عند الحتة المهمة وتقفلي التلفزيون ، هاتي يا بت الريموت 

رؤي بغيظ : لاء ، وريح نفسك ، هانز مش هيبوسها 

جاسر ساخرا : عشان فقري 

رؤي: لاء عشان ما بيحبهاش وكان بيضحك عليها عشان يوصل لحكم المملكة 

جاسر: ايه دا يعني ما فيش بوس في الفيلم دا 

رؤي بغيظ: أنت قليل الادب علي فكرة 

جاسر ضاحكا: عارف علي فكرة 

رؤي: صحيح ، عملت ايه فى موضوع تهاني 

خبط جبينه براحة يده: اووبس تصدقي نسيت


صاحت رؤي بحدة : يعني ايه نسيت ، أنت الي اذيتها ، دا أنت دمرتها ، دمرت حياتها هي وعاصم زي ما اذيتها تعالجها فااااهم 


احتقتنت عينيه بالدماء من شدة الغضب فصاااح بصوت كالرعد شق جدران البيت : رؤؤؤؤؤي 

انتفض جسدها بقوة من صوته الغاضب ، قبض بيده علي خصلات شعرها حتي كاد يقتلعها من مكانها ، فصرخت من الألم 

جاسر صائحا بغضب : قسما بربي يا رؤي لو اتكلمتي بالطريقة دي تاني لهوريك جحيم جهنم علي الأرض فااااهمة 

انسابت دموعها من الألم علي وجنتيها : ش... عري ، ش....عري يااا جاسر 

جاسر غاضبا: اعتذري 

رؤي باكية: أنا آسفة ، سيب شعري بيوجعني أوي 


ترك شعرها بعنف فسقط وجهها علي الوسادة 

دفنت وجهها في وسادتها تبكي ، وقد تكورت حول نفسها ضامة ركبتيها لصدرها 


نظر لها جاسر بحزن ، استغفر ربه عدة مرات ليطرد ذلك الشيطان الذي عاد يحتل رأسه مرة اخري 

جاسر بهدوء: رؤي أنا آسف 

رؤي باكية: أنا عمري ما هصدقك تاني 

جاسر: يا رؤي انتي الي استفزتيني 

جذب يدها برفق الي أن جلست بجانبه ، فمد يده يمسد علي شعرها بحنان 

جاسر بهدوء: خلاص بقي ما تزعليش ، ولو علي تهاني هتصل دلوقتي بأكبر مصحة نفسية في البلد وارتب معاهم كل حاجة وهدفعلها بدل المليون عشرة عشان تتعالج مبسوطة كدة يا ستي 


نظرت له بعتاب وقد تلقلقت الدموع في عينيها 

رؤي باكية: المفروض تعمل كدة عشان تصلح غلطتك ، كفاية انها مالهاش ذنب عشان تعمل فيها كدة 

جاسر بشرود : داين تدان ، ودا دين أبوها 

رؤي مستفهمة : يعني ايه 

جاسر: مش لازم تعرفي 

رؤي بعند : لاء لازم ، لازم افهم ايه الي يخليك تدمر حياة واحدة بالطريقة دي ، تعذيب واغتصاب عملتلك ايه عشان تعمل فيها كدة ، وحتي لو أبوها غلط في حقك هي ذنبها ايه ،عاصم بيقولي أنها اتدمرت بسببك علي طول بتصرخ وتعيط ، ما تنطق عملتلك ايه عشان تدبحها بالطريقة البشعة دي


جاسر صارخا بحدة : أنا ما لمستش تهاني

السابع والعشرون والثامن والعشرون

رواية أسيرة الشيطان الجزء 1


الفصل 28


امسكت مقبض الباب لتدخل ولكنه ما ان فتحته سمعت جاسر وهو يقول جاسر بتوعد : هعمل كتير ، أنا بس سايبهم يومين لسه حجيم جهنم هجيبها هي وابوها راكعين تحت رجلي أنا بس سايبها يومين تعيش حياتها ، بعد كدة هوريها الي عمرها ما شافته 


تجمدت يدها على مقبض الباب ، كادت عينيها تخرج من مكانهما من هول ما سمعت ، بروة قارصة عصفت بكاينها 

تركت مقبض الباب عادت بظهرها الي الخلف تهز رأسها نفيا بقوة 

رؤي بصدمة: لالا ، مستحيل 

كادت أن تسقط ارضا ولكنها أسرعت تستند الي الحائط المجاور لها

قدميها لم يقويا علي حملها فجلست علي كرسي بجانب الغرفة 

رؤي في نفسها بضياع : لالالا ، يعني كان بيضحك عليا ، كل دا كان كذب ، عمل كل دا عشان يذلني أنا وأبويا 

تذكرت بالأمس كم لامت نفسها علي عدم ثقتها فيه ، كانت تتطلع الي ملامحه الهادئة وهو نائم وتنهر نفسها علي عدم ثقتها به 


في الغرفة 

نرمين: لاء يا جاسر، كفاية الي أنت عملتوا فيهم ، سيبهم في حالهم 

جاسر: يا نرمين......

نرمين مقاطعة بصرامة : خلاص يا جاسر الي اقوله يتسمع كفاية لحد كدة ، اوعدني أنك هتسيبهم في حالهم 

جاسر بقلة حيلة: حاضر يا نرمين الي تشوفيه

نرمين: يلا بقي روح ناديلي رؤي عشان وحشتني وعشان تساعدني عشان نمشي

جاسر مبتسما: حاضر يا حبيبتي


في خارج الغرفة 

رؤي في نفسها: لاء مش هسمحله ، مش هسمحله يذل ابويا ، لازم اهرب 

قامت سريعا ما كادت تتحرك خطوتين حتي سمعته ينادي عليها فتجمدت مكانها بخوف


جاسر: رؤي ، رايحة فين يا حبيبتي

تقدم إلي أن وقف أمامها

جاسر: رايحة فين

رؤي بتلعثم : ككككنت ، رايحة الكافتيريا اجيب عصير 

جاسر مبتسما: لاء روحي انتي لنرمين عشان عايزاكي وأنا هجبلك عصير وايس كريم وشوكولاتة وكل الي انتي عايزة ، انتي مش عارفة أنا فرحان قد ايه اخيرا نرمين هتخرج من المستشفي 

ثم رفع يدها وقبلها بحنان : ربنا يخليكي ليا يا وش السعد 


كانت تنظر له بدهشة كيف يستطيع التمثيل بهذا الشكل ، تكاد تصدق إنه فعلا يحبها وكأنها لم تسمعه منذ قليل يريد أن يخضعها لجبروته ، أن يذلها هي ووالدها


جاسر: رؤي ، مالك يا حبيبتي سرحانة في ايه

هزت رأسها نفيا وسحبت يدها من يده

رؤي بشرود: مش سرحانة في حاجة ، هروح اشوف نرمين 

تحركت من امامه بجمود ودخلت الي غرفته

علي صعيد آخر

وصل فتحي الي الفندق الذي يسكن فيه صبري

فوجده قد ترك الفندق 


فتحي في نفسه: يعني ايه هيكون راح فين ، مش هسيبك يا شاهندا 


في مكان آخر تحديدا في فيلا صغيرة تتكون من طابقين وحديقة صغيرة في منطقة شبه صحراوية 


شاهندا بتعجب: ايه المكان دا أنا عمري ما شوفت البيت دا قبل كدة

صبري ضاحكا : جاسر فاكر نفسه ذكي ، بس وربي لهدفعه التمن غالي 


ذهب ناحية غرفة مكتب صغيرة ، فتح خزنتها فكانت تعج بالأموال 

شاهندا: أنا مش فاهمة حاجة احنا ليه ما رحناش بيتنا وايه المكان دا ، وايه الفلوس دي


صبري بغيظ : جاسر زفت ، خلاني اتنزلته عن كل املاكي عشان يخرجني من القضية الي لبسهالي ، بس علي مين دا أنا صبري الدمنهوري ، كنت عامل حسابي عشان لو حصلي اي أزمة البيت دا ولا الجن الأزرق ممكن يلاقيه ، أما جاسر فوللي خلق الخلق ، لهجيبه راكع تحت رجلي 


في المستشفى

ساعدت رؤي نرمين علي تبديل ملابسها 

دق ياسر الباب ودخل الي الغرفة

ياسر بحزن حاول إخفاءه : حمد لله على السلامة يا أستاذة نرمين

نرمين: الله يسلم حضرتك

ياسر بارتباك : هتوحشيني اوي قصدي يعني هتوحشي طمطم أوي 

نرمين بخجل : وهي كمان هتوحشني اوي ، ممكن تبقي تجبهالي اشوفها 

ياسر مبتسما: إن شاء الله ، احم عن إذنك وحمد لله على سلامتك مرة تانية 


نرمين مبتسمة بخجل: الله يسلمك

خرج ياسر من الغرفة ، لاحظت نرمين شرود رؤي منذ دخولها الغرفة

نرمين بود : مالك يا رورو

رؤي : ها ، لاء مفيش

خرجت رؤي ونرمين وركبتا بجانب جاسر في السيارة 

جاسر بسعادة: أنا النهاردة أسعد واحد في الدنيا 

نرمين مبتسمة: ربنا يسعدك دايما يا حبيبي

جاسر : أنا لازم أعمل حفلة كبيرة ، نحتفل بيها برجوعك يا نرمين وبالمرة تتعرفي علي حمايا وحماتي ، ناس طيبين أوي يا نرمين ما بتفرقوش عن رؤي


نرمين مبتسمة: طبعا ، تربيه رورو واخلاقها تقول إن أهلها ناس طيبين وأخلاقهم عالية


كانت تسمع الي مديحهم بأعين متحجرة جامدة ، تنظر الي ابتسامة جاسر السعيدة بألم كيف يمكنه أن يكون بهذه السعادة ويسبب لها كل هذا الألم


جاسر: رؤي ، رؤي ، يا رؤي

نرمين: رؤي روحتي فين يا بنتي

رؤي: هااا ، أنا معاكوا أهو

نرمين بمشاكسة : الي واخد عقلك 

جاسر بثقة: أنا طبعا

نرمين ضاحكة: ايوة يا عم 

وصل جاسر الي منزله ، فاعطي نرمين هاتف لها

جاسر: بصي يا نيرو الموبايل دا عليه رقمي ورقم رؤي ، اتصلي بيا في اي وقت انتي عايزاه 

هزت نرمين رأسها إيجابيا بابتسامة 

جاسر مكملا : هجيب الحاجات لزوم الحفلة وأنا جاي 

نرمين: ما فيش داعي يا حبيبي تكلف نفسك

جاسر مبتسما: النهاردة عيد ، كفاية انك رجعتيلي 

قبل جبينها، وقبل جبين رؤي 

جاسر بدهشة: مالك يا رؤي 

رؤي بشرود : ما فيش 

تركته وصعدت لاعلي

جاسر : مالها في ايه

نرمين بحيرة: مش عارفة والله من ساعة ما دخلت عندي الاوضة وهي عاملة كدة


جاسر : طب ابقي شوفيها يا نرمين

نرمين بود : حاضر يا حبيبي روح أنت شعلك وما تشلش هم 


في الأعلي 

كانت تمسك ذلك الشئ في يدها تنظر الي السماء 

رؤي في نفسها: يا رب ، أنا عارفة الي انا هعمله دا حرام ، بس مش هقدر أعيش في الرعب دا تاني ، مش هقدر أشوفه وهو بيذل والدي ، يا رب سامحني يا رب 

انهت تلك الكلمات لتحرك تلك الآلة الحادة علي رسغ يدها لتنفجر الدماء منه 

ظلت تنظر الي دماءها المهراقة بضع دقائق وهي تبكي بصوت عالي

رؤي باكية: يا رب سامحني يا رب ، بس شم هستحمل 

بدأت تشعر بدوار طفيف ثم بدأ يشتد الي أن سقطت ارضا فاقدة للوعي وسط دمائها 


صعدت نرمين لتطمئن عليها ، دلتها احد الخدم علي غرفة سيدها فذهبت نرمين لها

نرمين بود : رؤي ، رورو حبيبتي انتي صاحية ، رؤي ادخل يا حبيبتي ، هي ما بتردش ليه 

فتحت الباب وهي تهتف باسمها : رؤي ، رؤؤؤ

صرخت بفزع وركضت ناحيتها

نرمين صارخة: رؤي ، رؤي يا نهار أسود قومي يا رؤي

لحسن حظها كانت نرمين لازالت تمسك الهاتف الذي أعطاه لها جاسر ، فتحته سريعا وطلبت رقمه

جاسر: خير يا نيرو

نرمين بصراخ وبكاء : الحقني يا جاسر رؤي ماتت


--------------------------------

رواية أسيرة الشيطان الجزء 1


الفصل 29


نرمين صارخة: رؤي ، رؤي يا نهار أسود قومي يا رؤي

لحسن حظها كانت نرمين لازالت تمسك الهاتف الذي أعطاه لها جاسر ، فتحته سريعا وطلبت رقمه

جاسر: خير يا نيرو

نرمين بصراخ وبكاء : الحقني يا جاسر رؤي ماتت 

سقط الهاتف من يده ومعه قلبه ، صرخ في السائق بغضب 

جاسر صارخا بغضب : ارجع الفيلا بسرعة 

انتفض السائق من مكانه وهز رأسه عدة مرات وادار المقود عائدا الي فيلا جاسر 

في دقائق كان قد وصل 

نزل يركض باقصي ما يملك من سرعة ، الي أن وصل الي غرفتها ، تجمد مكانه اتسعت عينيه حتي كادت تملئ وجهه 

صرخت نرمين فيه عندما وجدته في تلك الحالة: أنت واقف عندك ليه بسرعة تعالي الحقها

كانت كلماتها شرارة ايقاظه اندفع ناحية جسد رؤي الملقي ارضا 

وامسك كتفيها وبدأ يهزها بعنف وهو يصيح ويبكي : رؤؤؤؤؤي ، لييييه ، ليييه عملتي كدة ليه ، ليه عايزاني ابقي يتيم تاني ، ليه عايزة تخليني أعيش في عذاب ، ليه مش مصدقاني ، أنا عارف إني قسيت عليكي كتير بس اتغيرت والله اتغيرت ، قومي يا رؤي ، قومي يا حبيبتي مش هقدر أعيش من غيرك ، ليييه عملتي كدة ليه ، ليه حرام عليكي ليه 


حملها سريعا ونزل يركض لأسفل ومن خلفه نرمين وضعها في السيارة فركبت نرمين بجانبها واستقل هو مقعد القيادة ، كان يقود بجنون

نرمين بقلق: جاسر ، براحة يا جاسر هتقلبنا 

لم يستمع حقا ستظن انه يهمه حياته للآن ، فحياته حقا تحتضر علي الكرسي خلفه 

وصل الي أقرب مستشفي فاوقف سيارته 

ونزل منها سريعا وحمل رؤي ودخل راكضا الي المستشفى 

جاسر صارخا: انتوا يا بهايم ، بسرعة بتموت 

اخذها منه الممرضات سريعا وذهب خلفم احد الأطباء ، امسك جاسر الطبيب من تلابيب ملابسه وصرخ فيه بعنف : حياتها قصاد حياتك لو حصلها حاجة هقتلك 

ازدرق الطبيب ريقه بخوف وهز رأسه ايجابا سريعا فتركه جاسر ليسرع الي غرفة رؤي 

بينما ظل يجوب هو الممر امام الغرفة ذهابا وايابا يتحدث مع نفسه

جاسر في نفسه؛ ليه، ليه عملت كدة ، أنا مش فاهم حاجة يعني لما كنت قاسي عليها عمرها ما فكرت تعمل كدة دلوقتي لما اتغيرت وحبتها بجد تعمل كدة ، يا تري ايه الي حصل ، كانت كل حاجة كويسة أنا ما زعلتهاش ، طب ليييه أنا هتجنن مش هسامحك مش هسامحك 

لا لا هسامحك بس انتي قومي ، ما تسبنيش ، يارب ما تعاقبنيش فيها يا رب 


فاق من شروده عندما شعر بحركة باب تلك الغرفة يفتح ، هرع ناحية الطبيب مسرعا

جاسر بلهفة: هي كويسة صح ، صح

الطبيب بابتسامة هادئة : الحمد لله الجرح كان سطحي ما وصلش للوريد ، احنا خيطنا الجرح ونقلنلها دم ، وكلها شوية وهتفوق 

نرمين براحة: الحمد لله اللهم لك الحمد ، جاسر أنت لازم تخرج حاجة للفقرا 

جاسر بجمود : أنا لازم أعرف هي عملت كدة ليه

نرمين: جاسر براحة عليها ، ما تنساش انها دلوقتي تعبانة 

هز رأسه إيجابا بشرود 

دخل الي غرفتها ومن خلفه نرمين فوجدها ساكنة علي الفراش شاحبة العديد من الأجهزة متصلة بها 

سحب كرسي وجلس بجانب فراشها يراقبها بصمت وعيون حادة تريد أن تخترق ذلك العقل لتعرف فيما كانت تفكر وهي تفعل ذلك الفعل الأحمق ، بعد مدة بدأت تفتح عينيها بصعوبة فوجدت تلك العينين ينظران لها بغضب 

فانتصفت في جلستها سريعا تنظر له بذعر 


في مكان آخر 

فتحي بحزن: مالقيهاش يا اما كأن الأرض اتشقت وبعلتها 

سعدية: وبعدهالك يا واد بطني هتضل علي حالتك دي لحد ميتا ، اوعي تكون حبتها 

فتحي بحزن: ايوه يا اما حبتها 

سعدية بصدمة: يا مرك يا سعدية بتخون الأمانة يا ولدي ، مش دي مرت الباشا الي أنت شغال عنده ، كيف يعني تحبها 

فتحي: هو خلاص طلقها هو اصلا ما كنش بيحبها ، كان متجوزها عشان ينتقم من أبوها فيها 

سعدية: وأنت كيف عرفت كل دا 

تهرب فتحي من نظرات والدته فصاحا فيه بحدة :ما تنطق يا ابن بطني عرفت كيف كل دا


فتحي صارخا : اومال انتي فكراني شغال ايه محاسب ، فاكرة الفلوس والعز الي احنا بقينا فيه فجأة دا من ايه ، انتي عارفة أنا شغال ايه بصاص ، جاسوس عند جاسر باشا ، أي حد عايز يعرف عنه اي حاجة ، بجبله قراره ، أنا الي سلمتها ليه ، أنا الي عرفته كل حاجة عنها انا الي اديته مفتاح ازاي يضحك عليها ويوهمها بحبه عشان يتجوزها وينتقم منها ومن أبوها


سعدية بصدمة: لا لا مستحيل تكون فتحي ولدي ، كيف تعمل اكدة 

فتحي صارخا: اومال كنا هنعيش ازاي بعد ما عمامي سرقوا ورث ابويا ، كنت هجوز اخواتي البنات ازاي كنت هفتح البيت دا ازاي 


سعدية باكية: قلبي وربي غضبانين عليك ليوم الدين ، يحرم عليا اللقمة الي اكلها من مالك إن شاء الله أموت من الجوع 


فتحي سريعا: لا يا اما لا

سعدية باكية: ما تقولش اما ، انا إبني مات الي قدامي دا شيطان ، ابني مات 

تركته وصعدت لغرفتها وهي تبكي وتنوح 

بينما وقف هو ناظرا للسماء 

صرخ لأول مرة منذ سنوات: ياااااارب 

طوال تلك السنوات الفائتة كان يخشي من قولها فيكفي ما يفعله 


عودة لجاسر ورؤي


جاسر ساخرا: حمد لله على سلامتك يا شيخة رؤي ، شيخة ايه بقي هو في شيخة تعمل كدة 


انسابت دموعها علي الفور من عينيها 

جاسر ساخرا: تؤتؤتؤ دموع التمسايح دي مش هتأثر فيا 

نرمين بضيق: جاسر كفاية

ذهبت ناحية رؤي فاسرعت الاخيرة بالاختباء داخل حضنها 

نرمين بحنان : بس يا حبيبتي اهدي ، ليه يا رؤي ، ليه يا حبيبتي تعملي كدة ، تنتحري يا رؤي دا احلي حاجة فيكي التزامك معقولة تعملي كدة

جاسر ساخرا: التزام ايه بقي ،دا قناع لابساه

رؤي باكية: هو هو السبب 

جاسر صارخا بغضب : أنا السبب ، أنا الي قولتلك انتحري ، أنا الي قولتلك تعملي العملة المهببة دي ، انطقي عملتي كدة ليه 


ظل جسدها ينتفض في حضن نرمين بقوة 

نرمين بحدة: جاسر كفاية بقي 

جاسر غاضبا: نرمين لتسكتي لتطلعي برة ، انطقي عملتي كدة ليه 

رؤي باكية: عشان مش هسمحلك تذل بابا 

جاسر باستغراب : اذل ابوكي مين الي قالك التخلف دا 

رؤي باكية: أنا سمعتك ، سمعتك لما كنت عند نرمين وبتقولها أنك هتذلني أنا وبابا 


نرمين: يا حبيبتي والله ما كنا بيتكلم عليكي انتي ، دا كان قصده علي حد تاني


جاسر صارخا بغضب: انتي ما فكيش مخ تفكري بيه لو كنت عايز اذلك واكسرك كنت عملت كدة من أول يوم شوفتك فيه ، كنت هستني كل دا ليه ، ما تنطقييييي


رؤي باكية: اومال قصدك علي مين 

جاسر غاضبا: هترتاحي لما تعرفي ، كان قصدي علي شاهندا وأبوها 


رؤي باكية: حرام عليك كفاية الي عملتوا فيها عايز منها ايه تاني 

جاسر بجمود : حسبانا مش دلوقتي ، لما نرجع البيت ونبقي لوحدنا 


في ذلك البيت المنعزل 

صبري بسعادة: واخيرا لقيت الشخص الي ممكن يسعادني عشان أقضي عليك يا جاسر 


خرج صبري من المنزل سريعا وركب سيارة أجري متجها الي احد الأحياء الشعبية الفقيرة وصلت السيارة بعد مدة طويلة 

نزل منها صبري وحاسب السائق واتجه الي احد العمائر المتهالكة قاصدا طابق معين 

وقف أمام الشقة المطلوبة ودق الباب ، دقائق وفتح له احدهم

الرجل : أنت مين يا بيه

صبري مبتسما بشر: أنا الي هخليك تشفي غليلك من جاسر مهران


رواية أسيرة الشيطان الجزء 1


الفصل 30


الرجل : أنت مين يا بيه

صبري مبتسما بشر: أنا الي هخليك تشفي غليلك من جاسر مهران 

الرجل بغل : يا ريت ، بس بردوا لازم أعرف أنت مين 

صبري: تقدر تقول إن أنا العدو الأول لجاسر مهران ، وانت التاني 

الرجل : مش فاهم منك حاجة 

صبري: مش هتخليني ادخل ولا هنتكلم علي الباب 

الرجل : اتفضل يا بيه

دخل صبري الي ذلك المنزل الصغير فهو بالكاد غرفة وحمام يسع لشخص واحد 

الرجل : معلش يا بيه البيت مش قد المقام

صبري : بكرة هيبقي فيلا، لا قصر ، هيبقي معاك ملايين ، لو ساعدتني


سال لعاب ذلك الرجل فهتف فورا : أنا من ايدك دي لايدك دي

صبري: ركز معايا يا ......

الرجل : سيد محسوبك سيد 

(دا سيد الحارس الي كان شغال عند جاسر وجاسر ضربه وطرده ، مش أبو تهاني😉😉 ) 

صبري : ركز معايا يا سيد


عودة لجاسر ورؤي 

ذهب جاسر الي غرفة الطبيب وترك نرمين مع رؤي 

الطبيب بارتباك : خير يا باشا 

جلس جاسر امام مكتب الطبيب ووضع قدم فوق اخري بعنجهيته المعتادة وبدأ يشؤح للطبيب حالة رؤي 

جاسر بجمود : اتمني ما يأثرش علي حالتها 

الطبيب بجدية : لاء يا افندم ما أثرش ، لعدة أسباب ، السبب الأول زي ما قولت لحضرتك أن الجرح كان سطحي واحنا عالجنا الموضع علي طول ونقلنلها الدم اللازم وخيطنا الجرح

السبب التاني : إن المرض الي عند مرات حضرتك ، مرض نادر بمعني أن قلبها حاليا صحته كويسة جدا بس يعني بعد مدة حسب الأشعة الي بتقول عليها ، هيبدا قلبها يهاجم نفسه زي ما بيحصل في الخلايا السرطانية ، بتهاجم خلايا الجسم 

جاسر: بس هي ساعات قلبها بيوجعها 

الطبيب: اغلب الاحتمالات انه ضغط نفسي والضغط النفسي بيأثر علي كل خلية في جسم الإنسان وبيسرع عملية مهاجمة القلب لنفسه 

يا ريت تبعدها عن أي ضعط نفسي


هز جاسر رأسه إيجابا وخرج من غرفة الطبيب ، فأخرج هاتفه يحادث ( مختار ) الطبيب المسؤول عن إيجاد قلب مناسب لحالة رؤي

مختار بارتباك : جاسر باشا

جاسر غاضبا: اخلص لقيت ولا لاء 

مختار بارتباك : والله العظيم يا باشا أنا مش ساكت ليل نهار بدور علي القلب المناسب 

جاسر غاضبا: يعني ايه هسيبها تموت 

مختار بارتباك: هو في حل بس مش عارف حضرتك هتوافق عليه ولا لاء

جاسر باهتمام: حل ايه

مختار: مافيا الأعضاء ، لو اديتهم التحاليل في خلال 24 ساعة هيبجبولك الي أنت عايزه 

جاسر بشرود : مافيا الأعضاء 

مختار بتأكيد : ايوة يا باشا ، ايه رأي سيادتك

جاسر: هفكر واكلمك 

مختار : ماشي يا باشا مستني سيادتك 

اغلق جاسر الخط وذهب ناحية غرفة رؤي ، دق الباب ودخل 

جاسر بجمود: خلصتوا 

نرمين: آه خلصنا 

خرج ثلاثتهم من المستشفى ، ركبت رؤي ونرمين على الكنبة الخلفية ، بينما ركب جاسر علي كرسي القيادة وانطلق بسرعة معتدلة

في الخلف كانت رؤي تستند برأسها على كتف نرمين 

نرمين بمكر : دلوقتي سايق براحة ، انتي ما شوفتيش كان سايق ازاي لما كنتي تعبانة العربية كان فضلها تكة وتطير 

كان ينظر لها من مرآه السيارة ، رفعت نظرها فتلاقت عينيها بعينيه ، رأت نظرة ألم وعتاب تتجسد في عينيه قبل أن يحيد بنظره عنها ويركز اهتمامه ظاهريا علي الطريق امامه

وصلت السيارة الي منزل جاسر ، كان قد انزل الليل استاره 

دخلوا إلي المنزل 

نرمين بحنان: يلا يا حبيبتي عشان ترتاحي شوية 

جاسر مقاطعا : انتي الي محتاجة ترتاحي ، اطلعي أوضتك وأنا هخلي نعمة تطلعلك العشا 

نرمين باعتراض : بس اصل........

جاسر مقاطعا: نرمين ارجوكي كفاية أوي الي حصل النهاردة اتفضلي لو سمحتي علي أوضتك

نرمين: حاضر ، بس أمانة عليك ما تزعلها 

جاسر بجمود: يلا يا نرمين

تركتهم نرمين وصعدت الي أعلي ومنها الي غرفتها ، فأخبر جاسر نعمة بأن تحضر لها العشاء وتذهب به الي غرفتها

جاسر بصوت عالي جعل جسد رؤي ينتفض خوفا : نعممممة

جاءت الخادمة تهرول من الداخل 

نعمة: افندم يا باشا

جاسر: حضري العشا لنرمين هانم وطلعيه اوضتها 

نعمة : حاضر يا باشا

ذهبت الخادمة سريعا الي المطبخ ، فالتفت جاسر الي رؤي يطالعها ببرود مميت 

تقدم ناحيتها خطوة فعادت مثلها للخلف بخوف ، كلما تقدم تبتعد هي 

جاسر بضيق؛ اثبتي مكانك 

وكأنه أحضر غراء والصق قدميها بالأرض ، شعرت إن قدميها قد شلتا عن الحركة 

تقدم جاسر منها وانحني بجذعه قليلا وحملها بين ذراعيه ، شهقت بفزع ولكنه ظل جامدا يتحرك كالانسان الآلي ، اخذها وصعد الي غرفته 

القاها بعنف علي الفراش ، فقامت سريعا تنظر له بفزع خاصة عندما ذهب واغلق باب الغرفة بالمفتاح وشمر عن ساعديه وخلع حزام بنطاله ولفه حول يده 

رؤي بخوف: انت هتعمل ايه ، والنبي ما تضربنيش 


جاسر صارخا بغضب: اديني سبب واحد يمنعني إني أكسر عضمك دلوقتي ، ما تنطقي 

رؤي باكية: عشان عشان عشان ، انت أنت بتحبني

جاسر ساخرا: مين قالك أن أنا بحبك أنا ما بحبكيش ، أنا بحب الشيخة رؤي أنتي بقي مين 

رؤي باكية: ااا..ااانا ، ااااناا

جاسر ضاحكا بسخرية: هتهتي كتير 

اقترب من الفراش ونزع بيشة نقابها بعنف

جاسر غاضبا: دا مش بتاعك دا بتاع الشيخة رؤي 

ثم بدأ يفك حجابها : ولا دا بتاعك ، دا بتاع الشيخة رؤي عشان الشيخة رؤي عارفة كويس أن النقاب مش حتة قماشة بتحطها علي وشها ولا حتة قماشة بتداري بيها شعرها 

جذب بيدها بعنف الي أن قامت من الفراش تطلع الي ملابسها بسخرية : تؤتؤتؤ ، فستان واسع وطويل ومقفول 

رؤي باكية: جاسر أنا......

جاسر مقاطعا بغضب: اسمي ما يجيش علي لسانك انتي فاهمة ثم اكمل ساخرا وصلنا لحد فين آه ، الي انتي لابساه دا ما ينفعش خالص اصله مش بتاعك دا بتاع واحدة ملتزمة تعرف ربنا ما بتفوتش فرض انما انتي مين ما تردي جذب يدها خلفه الي ان وصل الي دولاب الملابس الخاص بها ، ففتحه علي مصرعيه وظل يقلب بين الملابس الي أن اخرج بنطال جينز أزرق


جاسر ساخرا: بالظبط هو دا المطلوب ، لا لا لسه عايز شوية تعديلات 

امسك جاسر بالبنطال وبدأ يمزق قدميه بعنف 

جاسر ساخرا: كدة تمام 

رؤي باكية: كفاية بقي حرام عليك

جاسر صارخا بغضب: حررررام ، والي الخاتم عملته مش حرام 

رؤي ببكاء وصراخ: أنت السبب 

جاسر غاضبا: أنا السبب ، ثم اكمل ساخرا، صح أنا السبب ، أنا الي غيرت معاملتي انا الي بقيت بعاملك بحب واحترام وطيبة وانتي ما ينفعش معاكي غير معاملة البهايم 


رؤي صارخة: كفاية بقي كفاية ، ما سألتش نفسك ليه الشيخة رؤي زي ما انت ما بتتريق دايما عملت كدة ، ايه الي خلاها تعمل عملة بشعة زي دي ، أنت، أنت السبب أنت وصلتني لمرحلة أن الانتحار عندي أهون من اني أعيش في الرعب الي عيشته معاك قبل كدة ، تعرف ايه أنت عن الي جوايا ، أنا لسه لحد دلوقتي بقوم مفزوعة من النوم خايفة لأكون بحلم واصحي القيك زي ما كنت ، من ساعة ما قبلتك وأنا ما بقدرش اغمض عيني وأنام وأنا مطمنة ، قبل ما تلوم وتعمل الي بتعمله دا ، اسأل نفسك ، حاسب نفسك أنت الأول قبل ما تعملي المحكمة دي وتبقي فيها القاضي والسجان وانا المتهمة ، حط نفسك مكاني ، أنا عارفة إن غلطت بس عارف غلطت أمتي يوم ما غبائي وداني عندك الشركة 


القت كل ما يجيش بصدرها لتنهار ارضا تبكي وضعت يديها علي وجهها وبدأت بالبكاء 


ظل صامتا لا يعرف كم مر عليه وهو يقف كالتمثال فبعد ما سمعه منها أدرك أنها لم تكن المخطئة ابدا بل ما فعله بها هو ما اوصلها لذلك فضلت الموت منتحرة علي أن تبقي في ذلك الرعب الذي كان يغرقها فيه ، اخيرا نطق بعد مدة صمت طويلة 


جاسر بألم: ياااه يا رؤي ما كنتش اعرف انك بتعاني بسببي أوي كدة، كنت فاكر لما اقولك أن أنا اتغيرت وتحسي بدا انك هتسامحيني بس واضح إني اذيتك كتير أوي، فبقي صعب أوي انك تسامحيني


هبط على الأرض بجانبها ، ابعد يدها عن وجهها ليقابل وجهها الباكي الشاحب مسح دموعها بحنان

جاسر بألم: هطلقك بس لازم تعرفي ماضي جاسر مهران كله 

اعتدل في جلسته علي الأرض واسند رأسه الي طرف السرير 

جاسر مبتسما بألم : من سنين فاتت ، كنا أسرة عادية جدا زي أسرتك كدة ، أبويا وامي وأنا ونرمين ، والدي كان عامل نظافة في شركة ودا شئ ما يعيبوش وأنا عمري ما استعريت منه ، بالعكس أنا كنت دايما فخور بيه ، حبنا نفرحه أنا ونرمين فدخلت نرمين كلية إدارة أعمال وأنا دخلت كلية طب ، كلية صعبة ومصاريفها كتير بس أنا كنت بشتغل في الاجازة واحوش عشان ما اشيلش والدي هم زيادة عليه ، وزي ما حصل لتهاني حصل لنرمين ، نرمين كانت معدية علي ولدي في يوم كانت بتشوف شوية حاجات لجهزها ، آه صحيح نسيت اقولك نرمين كان مكتوب كتابها ، كان محاسب اسمه حاتم جارنا ، قصة حب ابن الجيران زي ما بيقولوا ، المهم نرمين لما راحت لبابا في الشغل ، ضحك ضحكة مريرة وأكمل بالصدفة البحتة صبري الدمنهوري صاحب الشركة الي ولدي كان شغال فيها شافها ، تخيلي عرض عليها أنها تشتغل عنده في الشركة بمرتب 5 الالف جنية ، ههههههه مرتب مغري هههههه ، طبعا بدون تفكير نرمين وافقت منها تساعد بابا وتجهز نفسها 

كانت كل حاجة تمام ، كنت ساعات بحس إن نرمين راجعة من الشغل مضايقة ولما اسألها السبب تقولي ضعط الشغل 

كان ابويا وراث حتة أرض من جدي وكان عليها خناق ومشاكل ، لما الخناقات زادت ، ما اقدرش أبويا يسافر ، فتطوعت إن أسافر ، ويا رتني ما سافرت قعدت هناك 3 أيام ، أنا فاكر اليوم الي رجعت فيه كويس ، كانت الناس بتبصلي نظرات غريبة وأنا ماشي في الشارع ما فهمتش هما بيبصولي كدة ليه غير لما طلعت البيت 


Flash back

دخل جاسر من باب الشقة الصغيرة بمرحه المعتاد : يا أهل المنزل ، عاد هادم اللذات ومفرق الجماعات 


اندثرت ابتسامته عندما رأي حالة المنزل ، نرمين جالسة على اريكة ضامة ركبتيها لصدرها تتسارع الدموع في الهبوط من عينيها

أما والده فجالس واضعا يديه علي رأسه 

ووالدته تجلس على الأرض تنكس رأسها لأسفل

جاسر باستغراب : مالكوا في ايه ، مين الي مات 

رفع والده عينيه المليئة بالدموع واردف بحسرة : شرف أختك 

اتسعت عيني جاسر من الصدمة : أنت بتقولوا ، ايه الي حصل 

نرمين باكية: دبحني يا جاسر ، دبحني عشان رفضته ، وحاتم طلقني ، ليه عمل فيا كدة ليه يا جاسر

جاسر صارخا بغضب: ما تفهموني في ايه ، مين دا الي بتتكلم عنه 

عبد الله: صبري الدمنهوري ، صاحب الشركة ، من يومين صبري قرر أن كل الشركة هتشتغل نص يوم بس ، افتكرت نرمين هتروح معايا لقيت صبري بيه بيقولي انهم لسه عندهم شغل كتير وأنها مش هينفع تمشي دلوقتي 

في الشركة

عبدالله: يلا يا نرمين عشان نروح 

في ذلك الوقت خرج صبري من مكتبه وعلي شفتيه ابتسامة غامضة

صبري مبتسما: يلا فين يا عم عبد الله اتفضل أنت لسه نرمين عندها شغل كتير

عبد الله بقلق: بس يعني.....

صبري مقاطعا بابتسامة: بس ايه ما تقلقش عليها دي زي بنتي ما تقلقش هاخد بالي منها كويس 

عبد الله بقلة حيلة: أمري لله ، خلي بالك من نفسك يا نرمين

نرمين بقلق: حاضر يا بابا ، خد بالك من نفسك 

عاد عبدالله ينظر الي ابنه وقد سمح لتلك الدموع بالفرار من عينيه

عبد الله باكيا : يا ريتني ما سيبتها ، يا ريتني 

بعد عدة ساعات وجد عبدالله باب منزله يقرع بعنف

هناء زوجته : خير اللهم اجعله خير

عبدالله مبتسما: هتلاقيه الواد جاسر بيرخم كالعادة 

فتح عبد الله ليقف شاحب الوجه كالموتي عندما رأي ابنته تقف امامه مشعثة الشعر وجهها ملئ بالكدمات ملابسها ممزقة بطرقة وحشية تلوثها دماء عذريتها ، وعلي حين غرة سقطت أرضا فاقدة للوعي 

عبد الله لجاسر : ودنيها المستشفى بسرعة الدكتور قال أنها اتعرضت لاغتصاب ، كنت حاسس إن الدنيا اسودت قدام وشي لحد ما جه إسماعيل زميلي الساعي الي في الشركة وقالي أنه شاف صبري وهو بيعتدي علي نرمين بس خاف يتدخل 

جاسر غاضبا: وما بغلتش ليه

عبد الله باكيا: ومين قالك إني ما عملتش كدة ، روحت القسم أنا وإسماعيل وعملنا محضر 

الظابط عمل استعدا لصبري 

بس صبري كان مسافر عشان كدة أجل المحضر لتاني يوم ، روحت يا إبني الظابط لما سأل إسماعيل عن الي شافه 

الظابط : ها يا إسماعيل احكيلي بالظبط أنت شوفت ايه

إسماعيل: يا بيه أنا ما شفوتش حاجة

عبدالله بصدمة: ايه الي أنت بتقوله دا يا مجنون أنت، انت م قولتيلي انك شوفت صبري وهو بيعتدي علي بنتي 

إسماعيل بصدمة: أنا ، طب وكتاب الله ما حصل دا بنتك هي الي لمؤخذة كانت رامية نفسها عليه وهو بيحاول يصدها ، كم مرة اشوفها وانا بودي القهوة وهي بتتلزق فيه بطريقة زبالة لكن البيه راجل محترم كان بيبعدها عنه

عبدالله باكيا: والي زاد الطينة بلة يا إبني إن الي اسمه حاتم جه طلق اختك وفضحها في كل حتة وقال عليها كلام بطال 


Back

فاق جاسر من أمواج ذكرياته العاتية عندما شعر بذلك السائل الساخن يجري علي وجنتيه مسح دموعه بعنف واردف بألم : بقيت واقف زي المشلول مش عارف أعمل ايه ، وخصوصا أن صبري ساب البلد وسافر واسماعيل وحاتم اختفوا ، الي عرفته بعد كدة إن صبري دفع فلوس لحاتم عشان يشهر باختي ويبعد التهمة عنه ، بعدها بيومن والدي انتحر شنق نفسه ما استحملش الظلم والعار فقرر يخلص من هم الدنيا دي تصدقي ماحدش حضر جنازته صحيح ازاي هيحضروا جنازة واحد بنته من وجهه نظرهم عاهرة ، أمي ما استحملتش كل الي بيحصلنا ماتت بحسرتها ، بين يوم وليلة لقيت نفسي لوحدي نرمين بعد الي حصلنا دا كله فقدت النطق كانت عايشة في دنيا غير الدنيا ، خدتها ومشينا من المكان كله، روحنا سكنا في اوضة فوق سطوح ، بقي علي كتفي حمل اختي المريضة أكل وعلاج وسكن دا غير كليتي ،كنت بشتغل ليل ونهار ، والله ساعات كنت بنام وأنا واقف من التعب ، اشتغلت كل حاجة ، كل حاجة ممكن تتخيليها آخرهم كنت بمسح جزم كان زمايلي في الجامعة بيجيوا مخصوص عشان يذلوني عشان يحط رجلوا في وشي ، لحد ما ربنا بعتلي الفرج 

كنت قاعد في الشارع بعد نص الليل لقيت جماعة بلطجية نازلين ضرب في واحد عشان يسرقوه ، رد فعل شاب مصري شهم جريت ناحيتهم ضربت واضربت بس في الآخر البلطجية هربوا 

Flash back

الرجل بتعب : أنا متشكر أوي يا.......

جاسر بألم: جاسر عبدالله 

الرجل: حازم سليمان ، انت ايه الي مقعدك في الشارع لحد دلوقتي

جاسر بحرج : اصل أنا قاعد بشوف أكل عيشي 

حازم : مش فاهمك 

جاسر باحراج : أنا بمسح جزم يعني 

حازم بتعجب : بس شكلك ابن ناس ومثقف 

جاسر بألم: الناس ماتوا ، روح في حالك وسبني في حالي 

اثار جاسر فضول حازم وأصر على معرفة حكايته حكي له جاسر كل شئ 


Back

جاسر: بصراحة الراجل دا كان نجدة ليا من السما ، بعد ما عرف حكايتي ، اصر أنه يساعدني ، دخل نرمين مصحة نفسية 

اتبناني وكان بيصرف علي تعليمي في المقابب أنا كنت برعاه كان راجل كبير ومريض ، عرفت أن عنده إبن واحد اسمه شادي مات وهو صغير 

كانت صدمة ليا لما الراجل دا مات والصدمة الأكبر لما لقيته كاتب كل املاكه بإسمي

وهنا بدأ الانتقام كل واحد غلط دخل دايرة انتقامي ثم أكمل بغل الوحيد الي فلت من انتقامي حاتم ، عرفت انه مات في حادثة من سنتين ازاي ، ازاي يموت قبل ما اوريلوا العذاب ألوان 

امسك يدها بحنان واردف بندم : الا انتي يا رؤي ، انتي الوحيدة اللي دخلتي الدايرة دي من غير ذنب ، انتي دلوقتي عرفتي كل حاجة عن جاسر مهران ، ودلوقتي هقدر احررك من أسر الشيطان رؤي انتي......

قاطعته عندما وضعت يدها علي فمه واردفت بخجل وهي تنظر لعينيه بحنان : أنا بحبك


--------------------------------------

رواية أسيرة الشيطان الجزء 1


الفصل 31


جاسر : رؤي انتي......

قاطعته عندما وضعت يدها علي فمه واردفت بخجل وهي تنظر لعينيه بحنان : أنا بحبك


تجمدت انفاسه من الصدمة ، اتسعت عينيه حتي كادت تملئ وجهه 

جاسر بصدمة: أنتي قولتي إيه

رؤي بخجل: ما قولتش حاجة 

احتضن وجهها سريعا بين كفيه وأردف وهو مازال تحت تأثير تلك الصدمة السعيدة؛ لاء قولتي ، قوليها تاني ، عشان خاطري قوليها تاني 

رؤي بخجل وبصوت منخفض؛ بحبك ، ومسمحاك علي كل الي فات 

ترقرقت الدموع في عينيه ولكن تلك المرة دموع فرحته 

جاسر بسعادة: أنا مش بحلم صح 

هزت رأسها نفيا بابتسامة واسعة : لاء يا حبيبي 

رفع جاسر حاجبيه بدهشة: حبيبك 

هزت رأسها إيجابا بتأكيد ، ضحكت ضحكة خافتة واردفت : ايوة ، مالك ، جاااااسر يا مجنون

صرخت فيه عندما وجدت نفسها فجاءة مرفوعة بين ذراعيه بدأ يدور بها حول نفسه وهو يصرخ بسعادة

جاسر صارخا : بتحبنيييييييييي

رؤي ضاحكة: يا مجنون نزلني 

جاسر ضاحكا بسعادة: اخيرا أبو الهول نطق 

ضربته في كتفه بدلال: اخس عليك بقي أنا أبو الهول 

لاعب جاسر حاجبيه بمكر : دا انتي مزة المزز 

رؤي بخجل: قليل الادب ، نزلني بقي 

جاسر: يلا روحي اتوضي ، أنا عايز اصلي ركعتين لله

رؤي مبتسمة: حاضر 

ذهبت وتؤضاءت وفعل ذلك هو أيضا 

صلي ركعتين 

رؤي بحزن: أنا متضايقة من نفسي أوي عشان الي عملته ، تفتكر ربنا هيسامحني

جاسر بحنان: انتي عندك شك أن ربنا غفور رحيم 

رؤي سريعا: لاء طبعا 

جاسر بحنان: خلاص استغفري ربنا ثم اكمل بحزم ، بس لو فكرتي تعملي العملة المهببة دي تاني هنفخك 

هزت رأسها إيجابا سريعا بابتسامة بلهاء

جاسر: يلا بقي عشان نصلي تاني

رؤي مبتسمة : حاضر 

وقف امامها وصليا ركعتين وبعد انتهاء الصلاة التفت جاسر إليها ووضع يده على رأسها ، وقرأ دعاء الازواج ، جحظت عيني رؤي بصدمة عندما فعل ذلك ظلت تتطالعه برعب الي أن أنتهي فنظر لها بحنان ، امسك كف يدها اليمني وقبلها برفق 

جاسر مبتسما بحنان: بتحبيني 

هزت رأسها إيجابا باضطراب ، فامسك كف يدها الآخر وقبله 

جاسر بحنان: بتثقي فيا 

ازدرقت ريقها بتوتر وهزت رأسها إيجابا ، فقام جاسر من مكانه وحملها بين ذراعيه متجها ناحية الفراش 

( لتسكت شهرزاد عن الكلام الغير مباح ) 


علي صعيد آخر

صعد فتحي الي غرفة والدته فها قد مر يومين دون أن تأكل لقمة واحدة تحبس نفسها في غرفتها لا تريد أن تتحدث ، فتح باب غرفتها بهدوء فوجدها جالسة على سجادة الصلاة تدعو له

فتحي بحزن: اما

سعدية بجفاء : ايه الي جابك اهنه 

هبط على الأرض بجوارها امسك يدها لقيبلها فنزعت يدها من يده بعنف

فتحي بندم وهو يقبل يد والدته : سامحيني يا اما 

نزعت سعدية يدها بعنف : إني مش أمك ، فتحي ولدي مات 

فتحي سريعا : لاء يا اما احب علي يدك ، أحب علي رجلك ، أنا عملت اكدة عشانكوا ، عشان اعرف اجوز اخواتي ، عشان ما ينقصكمش حاجة 

سعدية بجفاء : عايزني اسامحك

فتحي سريعا: أيوة يا اما ،أنا معنديش في الدنيا غيرك

سعدية: سيب الراجل دا وتبطل الشغلانة دي

فتحي بقلة حيلة: ونعيش منين يا اما 

سعدية: أرض ابوك الي سيابها للعمال يسرقوها ، أرض ابوك الي خدناها من بوق اعمامك بعد طلوع الروح 

فتحي: بس يا اما........

سعدية مقاطعة بصرامة : دا الي عندي يا واد بطني ، يا تسيب الشغل مع الراجل دا ، يا لا تبقي إبني ولا اعرفك


فتحي بطاعة : حاضر يا اما 

وضع رأسه علي قدم والدته وتمدد بجسده على الارض 

فتحي بحزن : اتوحشتها قوي يا اما

سعدية: لساتك ما اعترتش فيها يا ولدي

هزت فتحي رأسه نفيا : لع ، قلبت عليها الدنيا ، هتجنن عليها يا اما ، ما اكنتش اعرف اني عحبها قوي اكدة 

سعدية: إن شاء الله ، ربنا هيمعجك بيها عن قريب 

فتحي : يا رب يا اما يا رب 


في مكان آخر في فيلا صبري المنعزلة 

كان صبري جالسا في مكتبه ومعه سيد ، حينما دخلت شاهندا الي مكتبه غاضبة 

شاهندا : دادي بلييز أنا عايزة اتكلم معاك

صبري بضيق: بعدين يا شاهندا

شاهندا: لاء دلوقتي 

صبري غاضبا: شاهندا اطلعي برة

شاهندا صارخة: أنا فعلا هطلع برة بس برة المكان دا كله 

خرجت شاهندا بخطئ سريعة ناحية باب الفيلا حاولت فتح الباب ادارت المقبض عدة مرات ، ولكن دون فائدة الباب موصد ، بدأت تجذب مقبض الباب بعنف

صبري: ما تحاوليش يا شاهندا

التفت تطالعه بغضب : خرجني من هنا

صبري ببرود : عشان تروحي لفتحي ، مش مستواكي يا شاهندا انتي احسن من كدة بكتير

شاهندا بصراخ وبكاء : احسن ، احسن في ايه ، في والدي الي اغتصب بنت غلبانة مالهاش ذنب بس عشان يرضي نفسه وشيطانه ، عاارف أنا مش بلوم علي جاسر رغم الي عمله فيا ، هو كان بياخد حق اخته ، حق اخته الي أن انت اغتصبته حق والده الي انتحر بسببك أنت ضميرك ما بيأنبكش علي الي انت عملتوا فيهم ، أحسن في ايه في الديسكوهات وال Night clubs الي كنت مقضية فيهم حياتي 

قولي أنا أحسن في ايه ، أنا ما اعرفتش يعني ايه حنان الأم غير عنده ، ما اعرفتش يعني ايه تبقي بني آدم صافي غير لما عشت مع والدته نا ضحكتش من قلبي بجد غير عندهم ، أبوس ايدك يا بابي رجعني ليهم ، أنا مش عايزة فلوس ، أنا عايزة ابقي بني آدمه كتير عليا 


صبري بجمود: أنا ما حرمتكيش من حاجة ، وتبقي غبية لو عايزة تسيبي كل الفلوس والعز الي انتي عايشة فيه عشان تروحي هناك تحلبي الجاموسة وأنا بنتي مش غبية مش هسمحلك تعملي كدة يا شاهندا حتي لو حبستك زي الكلبة طالما اتجننتي يبقي تتعملي زي المجانين اعقلي كدة عشان ما اقلبش عليكي


تركها وعاد إلى مكتبه فانهارت أرضا تضم ركبتيها لصدرها تبكي 

شاهندا في نفسها: يا رب ، يارب ساعدني يا رب 

صعدت الى غرفتها وتؤضاءت كما عملتها سعدية ووقفت بين يدي بارئها تدعوه وتشكو له حالها 


في الأسفل

صبري غاضبا: يعني ايه مالوش نقطة ضعف مش هعرف ارجع فلوسي ما تفتح معايا شوية يا سيد


سيد : يا باشا أعمل ايه طيب ، جاسر مهران ازكي مما تتخيل ما فيش ثغرة في شغله ينفع نستغلها 

صبري غاضبا: ومراته والزفتة اخته ، اخطف حد منهم

سيد : اخطف مين يا باشا جاسر ما بيخرجش واحدة فيهم غير معاه ، ومستحيل أعرف اخطفهم من البيت دا حاطط فرقة حراسة بتقتل الأول وبعد كدة تفكر تسألك أنت مين 

صبري غاضبا: يعني ايه

سيد: يعني صبرك عليا يا صبري باشا

_______________________________

رؤي ، رؤي ، اصحي يا حبيبتي الفجر بيأذن 

رؤي بضيق وهي نائمة: بس بقي يا ماما عايزة أنام

جاسر بحنان: يا حبيبتي قومي أنا مش ماما أنا جاسر

فتحت عينيها سريعا فقابلت ابتسامته الحنونة 

جاسر مبتسما: صباحية مباركة يا حبيبتي 

اصطبغ وجهها باللون الاحمر القاني من شدة خجلها 

جاسر بحب : جميلة انتي بحيث يخجل لساني عن وصف جمالك ، جميلة انتي بحيث يخجل القمر من القمر امامك ، جميلة انتي بروحك وقلبك ووجدانك ، جميلة أنتي كأن الجمال خلق ليكون عنوانك 


اتسعت ابتسامتها الخجولة وازدادت حمرة وجهها 

جاسر ضاحكا: يا نهار أبيض طماطم يا أخواتي ، يلا يا حبيبتي قومي اتوضي الفجر أذن 

قامت من علي الفراش تهرول ناحية المرحاض من الخجل ، سمعها تصيح قبل أن تغلق الباب : صحي نرمين عشان تصلي معانا 


خرج جاسر من غرفته واتجه الي غرفة نرمين فتح الباب بهدوء واتجه ناحية اخته وبدأ يوقظها برفق

جاسر بهدوء: نرمين ، نيرو قومي يا حبيبتي عشان تصلي

فتحت نرمين عينيها ببطئ : في ايه يا جاسر 

جاسر بحنان: قومي يا حبيبتي عشان تصلي الفجر اذن

نرمين مبتسمة: حاضر يا حبيبي انا صحيت آهو 

هز جاسر رأسه إيجابا بابتسامة كاد أن يقوم عندما سمعها تقول 

نرمين: جاسر 

جاسر: ايوة يا حبيبتي

نرمين: رؤي عاملة ايه

جاسر مبتسما: ما تقلقيش هي كويسة

نرمين: ما تقساش عليها يا جاسر عشان خاطري 

جاسر مبتسما: حاضر يا حبيبتي ، ثم أكمل مشاكسا وبعدين خدي هنا المفروض توصيها هي عليا مش توصيني أنا عليها انتي اختي ولا اختها 

نرمين بألم: أنا أكتر واحدة عارفة هي حاسة بايه

جاسر: انسي بقي يا نرمين

نرمين: يا رتني اقدر ، تعرف أن الحالة الي جالتلي دي من رحمة ربنا بيا ، لولا كدة كنت انتحرت من زمان 

جاسر سريعا: بعد الشر عليكي يا نرمين ، كدة يا نرمين كنتي عايزة تسبيني لوحدي

نرمين بألم: ما أنت لوحدك يا جاسر هو أنا كنت عايشة اصلا

جاسر: خلاص بقي يا نرمين ننسي ، الي فات مات ، واديكي أهو الحمد لله خفيتي وبقيتي زي الفل ، اكمل بخبث ربنا يباركله دكتور ياسر 


لاحظ احمرار وجنتي نرمين بشدة فاكمل بمكر : تصدقي بفكر اعزمه علي الحفلة الي هنعملها 

نرمين سريعا بابتسامة: بجد ، قصدي يعني إن سمسم وحشتني اوي 

جاسر ضاحكا: سمسم بردوا عليا أنا يا نرمين حبيتيه صح 

هزت رأسها إيجابا بخجل واردفت بحزن: بس ايه الفايدة اكيد لما يعرف الي حصلي مش هيرضي حتي يبص في وشي

جاسر بجد : بطلي هبل ايه الي حصل دا مالكيش ذنب فيه ولو هو فعلا عمل زي ما بتقولي يبقي ما يستهالكيش 

نرمين: ربنا يخليك ليا يا جاسر

ضمها جاسر الي صدره وقبل جبينها بحنان : ويخليكي ليا يا حبيبتي 


خيااااااانة ، لا مش مصدقة أنت يا جاسر تخوني وفين في الأوضة الي جنبي ، يالا هول الصاعقة 

جاسر ضاحكا: أهي فرقة مسرح مصر وصلت 

نرمين ضاحكة: عارف يا جاسر احلي حاجة في رؤي خفة دمها 

رؤي بثقة : كلهم بيقولولي كدة 

تؤضاءت نرمين ووقف ثلاثتهم يؤدون صلاة الفجر 


في غرفة جاسر

انتهي من ارتداء ملابسه ووضع عطره المفضل ومشط شعره بطريقته الجذابة 

رؤي: جرجر

التفت جاسر لها بدهشة: جرجر

رؤي ببراءة: ايوة مش أنت اسمك جاسر يبقي دلعك جرجر 

جاسر: لا يا حبيبتي أنا ما بدلعش ، فانجزي قولي عايزة ايه

رؤي: عايزة اروح لماما 

جاسر بحزم : لاء

رؤي بحزن: كدة يا جاسر

جاسر : ايوة ، وبعدين مش هينفع تروحيلها عشان هي اصلا جاية ، عايزك تظبطي الدنيا انتي ونرمين عشان هنعمل حفلة عائلية هنا ، آه وابقي البسي نقابك عشان علي جاي

رؤي: حاضر ، طب ممكن اطلب منك طلب طلب

جاسر: اؤمري يا حبيبتي

رؤي بتوتر : ممكن اعزم ايمان وعمرو


--------------------------------------

رواية أسيرة الشيطان الجزء 1


الفصل 32


رؤي : أنا عايزة اعزم إيمان وعمرو


التفت اليها وقد أصبحت عينيه كتلتين من اللهب المشتعل هتف من بين اسنانه : تعزمي مين

رؤي باضطراب: ااايمااااان ، اصصصصل انننت ممممش فاااهم 

جاسر غاضبا: بطلي تهته اتكلمي عدل ، ايه بقي الي أنا مش فاهمة ، عايزة تعزمي صاحبتك علي عيني وعلي رأسي لازمته ايه بقي البيه أخوها

رؤي بخوف: اصل اايمان ما بتخرجش لوحدها خالص ، لازم عمرو يبقي معاها، حتي لما كنا بنخرج أنا وهي كان عمرو بيجي معانا


جاسر بعصبية: كان عمرو ب...ايه يا أختي


رؤي سريعا: قصدي يعني انه كان بيروح مع اخته مالوش دعوة بيا والله 

اغمض جاسر عينيه واردف بغيظ : اخرسي يا رؤي ، اخرسي عشان ما اتغاباش عليكي 


رؤي: يعني هتعمل ايه

جاسر بحدة: صاحبتك آه الزفت أخوها دا لاء 

رؤي: عمرو مش هيرضي يخلي إيمان تيجي لوحدها 

جاسر: هوديلها عربية لحد البيت 

رؤي بحزن: علي فكرة أنت مش بتثق فيا 

جاسر بغيظ: يا مصبر الوحش على الجحش ايه علاقة دا بالثقة انتي عايزة خناقة وخلاص 


رؤي بضيق: أنا الي عايزة خناقة ولا أنت الي عصبي 

جاسر بجمود: والله دا بيتي وأجيب فيه الي أنا عايزه 

رؤي بانكسار: صح في دي عندك حق أنا آسفة 


كادت أن ترحل من امامه عندما امسك برسغ يدها 

جاسر بضيق: استني عندك ، وبعدين يا رؤي العيشة كدة مش هتنفع أنا بحب عندك آه بس ما تزودهوش ، مالك يا رؤي ليه مصرة إن الي اسمه عمرو دا يجي بعد الي حصل اكيد عندك سبب وأحب اعرفه


رؤي بدموع : عشان هو قال عليك مريض ومجنون ، فأنا كنت عايزاه يحضر الحفلة عشان والله ايمان وحشتني وعشان يعرف أنك مش مريض ولا مجنون وأنك اعقل واحن إنسان في الدنيا 


تلاشي غضبه كله وكأنه لم يكن موجود بالأساس ، عزفت ابتسامته الحنونة الصافية انغامها العذبة علي اوتار شفتيه 


جاسر بمكر : ما اكنتش أعرف أني أعقل واحن إنسان في الدنيا 

رؤي بخجل : ااانت ، انت ، أنت رخم على فكرة سيب ايدي عشان أروح لنرمين

جاسر مبتسما بخبث: ولو ما سبتهاش 

رؤي بخجل: هعيط والله هعيط 

جذب جاسر يدها الي أن اصطدمت بصدره : اهو سيبتها 

تقسم أنها سيغشي عليها من شدة الخجل : جاااسر عيب كدة 


جاسر ضاحكا: دا علي اساس أن أنا شاقطك 

رؤي بغيظ: أنت قليل الأدب ورخم ، يا رب أهو يا رب ، قليل الادب وبيعمل حاجات قليلة الادب 

انفجر جاسر في الضحك حتي ادمعت عينيه : مش بقولك انتي عسل 

رؤي بضيق: طب سبني يا طحينة 

جاسر بخبث: ما تيجي نحط العسل علي الطحينة وندوبهم في بعض 

رؤي بخجل : أنت

جاسر بشعف : أنا ايه

رؤي بخجل: أنت

اقترب بوجهه حتي لفحت انفاسه وجهها واردف هامسا : أنا بحبك 

كاد أن يقبلها عندما سمع فجاءه صوت اخته تنادي عليهم : يا جاسر يا رؤي ، انتوا نمتوا 

فرت رؤي سريعا من امام جاسر وذهبت ناحية الباب وفتحته 

رؤي سريعا: لاء يا نيرو صاحيين

نرمين بضيق: طب يلا مش عايزة افطر لوحدي 

رؤي: حاضر ، جاين وراكي

تركتها نرمين ونزلت لأسفل 

جاسر بضيق: علي النعمة الجوازة دي منظورة

رؤي ضاحكة: أنت الي قليل الأدب

جاسر بخبث: اضحكي ، اضحكي ، راجعلك بليل 

رؤي مغيرة مجري الحديث: ممكن اطلب منك طلب

جاسر ببرود وهو يعقد جرافت بدلته : لاء ، عشان انتي طلباتك رخمة زيك

رؤي بغيظ : أنا رخمة ، الله يسامحك 

جاسر: اخلصي يا رؤي عايزة ايه 

عقدت ذراعيها أمام صدرها وانكمشت ملامحها بضيق طفولي : خلاص مش عايزة حاجة

ارتسمت ابتسامة صغيرة علي شفتيه فتلك الصغيرة تثير فيه مشاعر كثيرة ومنها مشاعر الابوة 

تحرك نحوها الي أن وقف أمامها مباشرة ، فامسك كتفيها بحنان : خلاص ما تزعليش ، حقك عليا يااحلي لمضة شوفتها في عمري كله، ها بقي يا ستي كنتي عايزة ايه


رؤي بخوف: هتعزم إيمان وعمرو

جاسر مبتسما: هعزم إيمان وعمرو حاضر ، ايه تاني


رفعت عينيها تنظر لعينيه برجاء : نفسي تحفظني القرآن 

اتسعت ابتسامته الحنونة اردف بصدق : بس كدة من عينيا ، شوفي عايزة تبداي من أمتي وأنا معاكي

رؤي بحماس ؛ من النهاردة 

جاسر مبتسما: من النهاردة يا شيخة رؤي ، مبسوطة كدة يا ستي 


رؤي بسعادة: أوي أوي ، ربنا يخليك ليا يا رب 

جاسر بحنان: ويخليكي ليا يا احلي رؤي في الدنيا

رؤي بمرح لتداري خجلها: علي فكرة نرمين هتطلع تشتمنا بقالها ساعة مستنيانا 

جاسر ضاحكا: قدامي يا لمضة 

نزل جاسر ورؤي لأسفل 

نرمين بضيق: اخيرا البهوات نزلوا 

جاسر ضاحكا: معلش يا ستي سماح المرادي ، نظر في ساعته لتتسع عينيه بصدمة فأردف سريعا : يا نهار أبيض دا أنت اتأخرت اوي ، يلا سلام عليكم

رؤي / نرمين: وعليكم السلام


ذهب جاسر الي شركته ومنها الي مكتبه

جاسر للسكرتيرة : شوفيلي علي فين

السكرتيرة : حاضر يا افندم 

خرجت السكرتيرة من الغرفة فأخرج جاسر هاتفه وطلب ذلك الرقم

جاسر: ايه يا فتحي بقالي كام يوم بتصل بيك

فتحي : خير يا باشا

جاسر: صبري الدمنهوري أراضيه فين

فتحي : ما اعرفش 

جاسر بحدة : يعني ايه ما تعرفش احنا هنهزر يا فتحي


فتحي : لا يا باشا أنا مش بهزر أنا فعلا ما اعرفش هو فين قلبت عليه الدنيا مش لاقيه ، وعلي فكرة يا باشا أنا مستقيل

جاسر بحدة : م وايه يا اخويا ودا من ايه إن شاء الله 


فتحي: دا الي عندي يا باشا أنا مش هرجع للشغلانة دي تاني ، بس أنا ليا رجاء عند سيادتك ، بالله عليك ما تأذيش شاهندا تاني 


جاسر ساخرا: دا أنت حبيتها بقي 

فتحي: للأسف آه ، وللأسف ضاعت مني ومش لاقيها ، سلام يا باشا 


اغلق فتحي الخط ، فابعد جاسر الهاتف عن أذنه يبظر له بدهشة : يا ابن المجنونة ، هو أنا كل ما أتجوز واحدة الاقي واحد تاني بيحبها 

تهاني عاصم بيحبها شاهندا فتحي بيحبها ثم اكمل بغل حتي رؤي الزفت لو لسه بيحبها همحيه من وعلي وش الدنيا 


علي : أنت بتكلم نفسك

جاسر: ها ، لا ابدا

علي : خير يا سيدي عايزني في ايه

جاسر: آه ، أنت معزوم عندي النهاردة أنت ووالدتك عامل حفلة عائلية لينا ، بمناسبة خروج نرمين من المصحة 

علي بسعادة: بجد ألف حمد لله على سلامتها ، طبعا هنكون أول الموجودين

جاسر: تسلم يا صاحبي 

دقت السكرتيرة الباب ودخلت : جاسر باشا أستاذ حسين من الحسابات عايز يقابل حضرتك 


جاسر: دخليه ولما يجي في اي وقت خليه يدخل على طول

عقدت السكرتيرة حاجبيها بدهشة : حاضر يا باشا

خرجت السكرتيرة فدخل حسين 

حسين: صباح الخير يا افندم 

جاسر مبتسما: افندم ايه بس يا حمايا ، اتفضل اقعد 

جلس حسين علي الكرسي المقابل لعلي 

حسين بلهفة: طمني يا ابني رؤي ، رؤي عاملة ايه لقيت القلب 

جاسر بحزن : للأسف لسه بس أنا مش ساكت أنا قالب الدنيا 

حسين: يا رب الفرج من عندك

جاسر: صحيح هو في حل بس مش عارف هو ينفع ولا لاء

حسين بلهفة: ايه هو 

قص عليه جاسر ما قاله له الطبيب من امكانيتهم من الحصول علي القلب المطلوب من خلال مافيا الأعضاء

حسين: لاء 

جاسر بدهشة: أنت الي بتقول كدة


حسين: أنا عارف إن بنتي هتموت لو مالقيناش القلب ، بس مش هعيش بنتي علي حساب حد تاني ، مالوش ذنب 


علي : أستاذ حسين عنده حق يا جاسر مافيا الأعضاء كل شغلهم خطف وقتل 


هز جاسر رأسه إيجابا : طيب ، ربنا يفرجها ونلاقي القلب بقي ، صحيح في حفلة عندي النهاردة بمناسبة خروج اختي من المستشفى ، طب من غير عزومة مستني حضرتك انت وحماتي وطمطم وعاصم ، زمان رؤي قالت لمدام مجيدة


حسين: بإذن الله يا إبني، عن اذنك

جاسر: اتفضل 

علي : طب اقوم أنا اشوف شغلي 

جاسر: ماشي ما تتأخرش 

علي : بإذن الله 

خرج علي وحسين من المكتب ، فامسك هاتفه مرة اخري 

جاسر: السلام عليكم

ياسر بلهفة : وعليكم السلام ، خير يا باشا هي استاذة نرمين كويسة

التوت شفتيه بابتسامة خبيثة : مش أوي بصراحة

ياسر بلهفة: مالها تعبانة ، لو تحب حضرتك حضرتك أنا ممكن اجيلها دلوقتي حالا 

جاسر ضاحكا: اتقل يا دكتور ، انت هتيجي بس مش دلوقتي حالا علي الساعة 9 ما تنساش تجيب معاك سمسم عشان وحشت نرمين ، مستنينك 

ياسر: حاضر ، مع السلامة

جاسر: سلام

_________________________________


في فيلا جاسر 

أمسكت رؤي هاتفها تتصل بوالدتها 

رؤي: السلام عليكم 

مجيدة : وعليكم السلامة يا حبيبتي عاملة ايه

رؤي : بخير يا ماما الحمد لله

مجيدة: يا رب دايما ، جاسر عامل ايه

رؤي: الحمد لله كويس ، علي فكرة جاسر عامل حفلة النهاردة وهتيجي يعني هتيجوا ما فيش أعذار 

مجيدة: حاضر يا حبيبتي ، هنيجي كلنا بس ما اوعدكيش إن عاصم هيجي 

رؤي: طب اديلوا التيلفون وأنا هقعنه 

مجيدة ضاحكة: ماشي يا ست المقنعة 

مجيدة: عاصم ، رؤي علي التليفون

رؤي: السلام عليكم

عاصم مبتسما: وعليكم السلام عاملة ايه يا حبيبتي 

رؤي: الحمد لله بخير ، ثم اكملت برجاء عاصم جاسر عامل حفلة النهاردة هتيجي مش كدة


عاصم بحدة: لاء طبعا ، أنا مستحيل اخش بيت الراجل دا

رؤي برجاء: عشان خاطري يا عاصم وحياة رؤي عندك ، أنا محضرلالك مفاجاءة هتفرحك أوي بس أنت تعالا 

عاصم : لاء يا رؤي

رؤي: عشان خاطري عشان خاطري عشان خاطري عشان خاطري

عاصم ضاحكا: بس بس افصلي 

رؤي: هتيجي صح 

عاصم : حاضر يا ستي

رؤي بسعادة: هييييه حبيبي يا عاصم ما تتأخرش 

عاصم: حاضر يا حبيبتي يلا سلام 

رؤي : مع السلامة 

اغلقت مع عاصم واتصلت برقم ايمان

رؤي: كلبة وحيوانة وندلة

إيمان ضاحكة: طب قولي سلام عليكم الأول 

داخلة فيا شمال ليه كدة

رؤي غاضبة: عشان ما فكرتيش تتصلي بيا ولا مرة

إيمان: رؤي حبيبتي انتي برأسين اتصلي بيكي ازاي وخطك القديم مقفول ودا رقم جديد ، أول مرة يظهر عندي

رؤي ببلاهة : ايه دا صحيح ، ما علينا ، عارفة لو ما جتيش النهاردة الحفلة هعمل فيكي ايه

إيمان: حفلة ايه

رؤي: جاسر عامل حفلة النهاردة 

إيمان: انتي غبية يا رؤي ، انتي عارفة اني ما بخرجش من غير عمرو، تفتكري عمرو هيروح عند جوزك بعد الي جوزك عمله فيه


رؤي : عشان خاطري يا إيمان انتي وحشتيني اوي ، حاولي تقنعي عمرو

إيمان: حاضر هحاول بس ما اوعدكيش أنه هيوافق 

رؤي: إن شاء الله هيوافق خدي العنوان أهو ......

اعطت رؤي لصديقتها العنوان وودعتا بعضهما البعض 


وبدأت هي ونرمين يجهزان الفيلا للحفلة 

______________________________

في شقة عمرو

إيمان برجاء: عشان خاطري يا عمرو ، رؤي وحشتني اوي

عمرو بضيق: انتي عبيطي يا ايمان عيزاني اروح بيت الراجل دا 

إيمان بمكر انثوي : علي فكرة لو ما روحتش هيتأكد انك خايف منه ومش قد مواجهته 

عمرو : تفتكري 

ايمان بخبث: طبعا ، عشان كدة لازم تروح عشان رؤي وحشتني قصدي عشان تثبتله أنك مش خايف منه

عمرو : خلاص ماشي موافق

إيمان بسعادة: ميرسي يا عمرو ، هروح البس بقي 

__________________________________

مساءا 

جاء حسين وعائلته وايمان وعمرو وعلي ووالدته وياسر والصغيرة سمسم 

كانت نرمين متألقة بفستان من اللون الكشميري وحجاب موف غامق والعكس رؤي فستان من اللون الموف الغامق ونقاب كشميري 

أما جاسر فكان يرتدي قميص رمادي وبنطال أسود 

بدأت الحفلة وساد جو من المزاح والضحك ، ظل جاسر محتضن يد رؤي في يده يرمق عمرو بنظرات غاضبة فيرد عليه الاخير بنظرات متحدية 

مجيدة ضاحكة : في ايه يا جاسر ما تسيبها يا إبني ما تخافش مش هنخطفها 

رؤي : قوليله يا ماما 

مجيدة: خدي هنا انتي لابسة النقاب ليه

جاسر: عشان فيه رجالة غريبة ، زي علي ودكتور ياسر وعمرو 

مجيدة : يا إبني عمرو مش غريب دول يعتبروا متربيين مع بعض ، ويا اما كانوا بيلعبوا مع بعض فاكرة يا رؤي 

رؤي سريعا: مش فاكرة ، كنا اطفال يا ماما ، اطفال فطبيعي ما افتكرش

مال جاسر علي اذنها وهمس بغيظ : وحياة أمك لانفخك 


رؤي بدهشة: الله وأنا مالي أنا بقولك كنا اطفال 

ربنا يسامحك يا ماما ، جاسر هيعمل بنتك شاورما 

مجيدة ضاحكة: يلا يا بنتي ربنا يكون في عونك أنا عملت الي عليا ، حسين أنت فين يا حسين 

تركتهم وذهبت الي حيث زوجها 

رؤي ضاحكة: عسل ماما عسل أنت عارف اكيد انها بتهزر ولا ايه

جاسر بغيظ: طبعا زي ما أنا ههزر كدة بعد ما الحفلة 

رؤي : طب ممكن تسيب ايدي عايزة اروح لعاصم 

جاسر: ليه 

رؤي: عايزة اقوله حاجة

ترك جاسر يدها : اتفضلي ما تتأخريش

رؤي : حاضر 

ذهبت رؤي حيث اخيها ، بينما ذهب ياسر ناحية جاسر

جاسر مبتسما: اهلا وسهلا يا دكتور نورت الحفلة

ياسر مبتسما: بنورك يا افندم ، احم أنا كنت عايز اتكلم مع حضرتك في موضوع مهم 

جاسر مبتسما: آه طبعا اتفضل 

ياسر: أنا طالب أيد الانسة نرمين

جاسر بجمود: طلبك مرفوض

يتبع 

تكملة الرواية من هنا 👇👇👇


من هنا



Post a Comment

Previous Post Next Post