رواية أسيرة الشيطان الجزء 1 الفصل الحادي والعشرون حتي الفصل الخامس والعشرون


 رواية أسيرة الشيطان الجزء 1

الفصل الحادي والعشرون حتي الفصل الخامس والعشرون

الفصل 21

عمرو وهو ينظر ارضا: بصراحة يا عمي انا طالب ايد الانسة رؤي 


صاح جاسر غاضبا: طالب ايد مين يا روح امك

عمرو مندهشا: في ايه يا استاذ انت ازاي تتكلم معايا بالطريقة دي ، انت مين اصلا

جاسر ساخرا: انا جوز الانسة رؤي الي انت جاي تخطبها

عمرو بصدمة سرعان ما تحولت لغضب : جوزها، ازاي يعني ، رؤي اتجوزت امتي ، انت اكيد كداب


انقض عليه جاسر بلكمة قاسية اطاحته أرضا 

خرجت رؤي من الغرفة مسرعة هي وإيمان عندما سمعوا صوت الشجار بالخارج 

امسك جاسر ، عمرو من تلابيب ثيابه 

توالت اللكمات الغاضبة من جاسر الي عمرو الذي يحاول الدفاع عن نفسه


جاسر غاضبا: جاي تخطب مراتي يا ابن ال........

حاول حسين تخليص عمرو من يد جاسر لكن دون فائدة

حسين: سيبوه يا جاسر ، يا ابني سيبوه

اسرعت رؤي تحاول تخليص عمرو من يد جاسر 

رؤي باكية: كفاية بقي ، ابعد عنه ، سيبوا يا جاسر

نظر لها جاسر بغضب

دخل علي مسرعا عندما سمع صوت الشجار ووقف بجسده حائلا بين عمرو وجاسر 


علي : صلوا على النبي يا جماعة ، فيه ايه 

عمرو غاضبا: انت حيوان مش بني آدم ، انا مش فاهم ازاي رؤي تتجوز حيوان زيك 

جاسر غاضبا: سبني يا علي ، ورحمة امي لأقتله

علي : خلاص بقي يا جاسر، وانت يا استاذ انت ايه دا هو أنت 

جاسر غاضبا : أنت تعرفه 

علي بتوتر : دا اخو الممرضة الي الحارس بتاعك حاول يعتدي عليها 

عمرو غاضبا : ما هو لازم يبقي ×××× زي الي مشغلة 

اشتعلت عيني جاسر من الغضب فصاح في علي الذي يحاول تقييد حركته : سيبني يا علي هقتله يعني هقتله


رؤي باكية: عشان خاطري يا جاسر كفاية 

جاسر غاضبا: انتي لسه حسابك معايا 

علي سريعا : اتفضل بقي يا استاذ انت اتفضل 

دفع علي عمرو سريعا الي خارج الشقة قبل أن يفتك به جاسر ، لحقته ايمان اخته 


، فامسك جاسر يد رؤي وجرها خلفه حتي دخل غرفتها واغلق الباب بالمفتاح والقاها علي الارض

جاسر غاضبا: بقي دا حبيب القلب ، الي مش راضية تخليني المسك عشانه صح 

رؤي باكية: غلط والله غلط انت فاهم غلط 


جاسر غاضبا: لا انا فاهم صح وصح جدا ، عارفة يا رؤي انا كنت لغيت موضوع اخر الاسبوع دا خالص بما ان علاقتنا بدأت تتحسن ، بس بالي حصل النهاردة ، هخليه يوم اسود عليكي وعلى الي خلفوكي ، هكرهك في اليوم الي اتولدتي فيه 


رؤي باكية: جاسر ابوس ايدك والله انت فاهم غلط ، انا ما كنتش اعرف والله انه عايز يتقدملي 

جاسر ساخرا: وانا المفروض بقي اصدق ، ثم قال مقلدا عمرو كان المفروض افاتح حضرتك في الموضوع دا من زمان ، دا الموضوع طلع قديم بقي 

رؤي باكية: والله ما كنت اعرف والله عمري ما اتكلمت معاه ، غير في حدود الأدب وبس ، والله ما بحبه ، والله العظيم دايما بعتبره عاصم اخويا 

اعملك ايه عشان تصدقني ، طب يا رب اموت لو بكدب 

جاسر سريعا: بعد الشر

هدأت العاصفة التي في داخل الغرفة ولكن العاصفة الخارجية لم تهدأ بعد فمنذ أن اخذ جاسر رؤي في الغرفة واغلق الباب ، بدأ الجميع يدقون عليه الباب كي يفتح لهم 

علي: افتح يا جاسر، بطل جنان

عاصم غاضبا: افتح يا جاسر ، رؤي رؤي سمعاني 

ردت رؤي من الداخل بصوت حاولت جعله طبيعيا : انا كويسة يا عاصم ما تقلقش 

مجيدة باكية: افتح يا ابني انت وعدتني انك مش هتأذيها ، افتح بقي 

رؤي: يا ماما ما تخافيش والله انا كويسة ، اتفضلوا واحنا هنحصلكوا

رحل الجميع من امام الغرفة 

اعتدلت جالسة على الارض وهي ترمق جاسر بنظرات حزن وخوف 


جاسر في نفسه: ايه الي انا نيلته ادينا رجعنا لنقطة الصفر تاني ، هي ذنبها ايه ان الحيوان دا كان عايز يخطبها ، هي حلفتلي انها ما كنتش تعرف وانها ما بتحبوش وهي عمرها ابدا ما هتحلف كدب

جثي علي ركبتيه بجانبها ، فابتعدت للخلف بخوف ولكنه كان الاسرع حين ضمها بين ذراعيه بحنان ، شعر بتيبس جسدها من الخوف ودموعها التي تتسابق في الهروب من عينيها فبدأ يربت علي ظهرها بحنان

جاسر بصوت هادئ: اهدي يا رؤي ، خلاص انا مصدقك والله مصدقك ، انا عارف ان عمرك ما هتحلفي كدب ، اهدي خلاص ، انا انا انا اسف يا رؤي ، آسف

ظل ضاما إياها الي صدره ، حتي هدأت تماما ، فابتعدت عنه ، وقامت وخرجت من الغرفة وذهبت إلى الحمام في صمت اقلقه


خرج جاسر من الغرفة اليهم ، فاسرع عاصم وامسكه من تلابيب ثيابه 

عاصم غاضبا: عملت ايه فى اختي ، عارف لو اذتها هقتلك يا جاسر 

حسين راجيا : يا ابني طلقها بقي ابوس ايدك ، هتموتها ، حرام عليك خلي في قلبك شوية رحمة

في هذه الاثناء خرجت رؤي من الحمام وهي مرتدية نقابها لوجود علي 

رؤي بمرح : في ايه يا جماعة مالكوا عاملين زي الزملكوية لما بيخسروا ليه كدة 

ضحك الجميع علي مزاحها ، اما عاصم فاسرع واحتضنها : رؤي حبيبتي انتي كويسة، عملك حاجة الحيوان دا


رؤي بهدوء انا كويسة اهو يا عاصم ، أنا وجاسر كنا بنتناقش مش اكتر ، بس هو كان غضبان شوية 

نظر لها الجميع بدهشة على رأسهم جاسر

رؤي : تشرب ايه يا باشمهندس

علي: لا ابدا ولا حاجة

رؤي: ازاي يعني، لازم تشرب حاجه

علي : شاي

رؤي: وانت يا جاسر

جاسر: شاي بردوا

رؤي: وانت يا عاصم

عاصم: انا هشرب قهوة سادة علي روح اختي الي اتجنت 

رؤي: وانت يا بابا

حسين مندهشا: رؤي حبيبتي مالك 

رؤي: مالي يا جماعة في ايه ، ها يا بابا هتشرب ايه

حسين: شاي يا رؤي

تركتهم ودخلت الي المطبخ وبدأت تعد المشروبات

في الخارج، نظر عاصم لجاسر بكرة ثم دخل غرفته وصفع الباب خلفه

جلس علي وجاسر وحسين صامتين بعض الوقت

علي :احم ، ورق الصفقة

اخذ جاسر الورق وقلم من علي ثم مضي الورق

جاسر لحسين: حسابات الصفقة فين يا استاذ حسين

دخل حسين غرفته واحضر له الملف ، فراجعه جاسر ثم مضاه

في المطبخ

وقفت مجيدة بجانب رؤي وربتت علي كتفها بحنان 

رؤي مبتسمة: ماما ، هو ليه الانتحار حرام 

شهقت مجيدة بفزع ووضعت يدها علي فمها : اوعي يا رؤي ، اوعي يا بنتي تعملي كدة ، اصبري واحتسبي وان شاء الله ربنا هيعوضك ، الي بينتحر يا حبيبتي ، بيموت كافر ، لأنه مش هو اللي خلق نفسه فملوش الحق انه ينهيها ، اوعي يا رؤي تعملي كدة

هزت رؤي رأسها إيجابا واكملت ما تفعل 

رؤي: بس ربنا رحيم بينا ، وعارف ان الي بيعمل كدة بيبقى مضطر ولا ايه 

امسكت مجيدة رؤي من مرفقيها وهزتها بعنف 

مجيدة: فوقي يا رؤي ، اوعي تعملي كدة ، فاهمة ، اوعي 

امسك بصينية المشروبات وخرجت اليهم، تبعتها مجيدة فهي خائفة ان تفعل في نفسها شئ 

ووضعت المشروبات امامهم 

حسين: كنتوا بتزعقوا ليه 

رؤي: ما فيش يا بابا

مجيدة: لاء فيه

رؤي: خلاص يا ماما

جاسر: في ايه

مجيدة: رؤي عايزة....

رؤي مقاطعة: خلاص يا ماما

جاسر: لاء مش خلاص ، رؤي عايزة ايه يا حماتي

مجيدة: رؤي عايزة تنتحر يا جاسر باشا

جحظت اعينهم في صدمة 

جاسر غاضبا: انتي اتجننتي يا رؤي

ظلت تستمع اليهم كلا منهم يخبرها ان الانتحار حرام وكفر ، كل منهم يشدو كما يريد كأنها لا تعرف ذلك ظلت تتابعهم بنظرات خاوية جامدة 


فاقت من شرودها عندما امسك جاسر بذراعيها وهزها بعنف : فوقي يا رؤي

نظرت له بخواء وابعدت يده عنها وتركته ودخلت الي المطبخ لتعد الغداء 

علي: جاسر خلي بالك منها ، واضح ان حالتها النفسية سيئة جدا، خد بالك لتعمل حاجة في نفسها

هز رأسه إيجابا ، فرحل علي 

حسين غاضبا: لو بنتي جرالها حاجة هقتلك يا جاسر

لم يعره انتباها دخل سريعا الي المطبخ فوجدها تمسك سكينة كبيرة

جاسر بخوف: رؤي سيبي السكينة

التفت اليه رؤي وهي تقطع الخضروات

رؤي ببراءة:، اومال هقطع الخضار بايه يا جاسر 

جاسر: سيبيه انا هقطعه 


ثم ذهب ناحيتها واخذ السكينة وبدأ يقطع الخضروات بدلا عنها 

دخلت مجيدة المطبخ: معقول يا جاسر يا ابني ، انت الي واقف بتعمل الأكل ، كدة ينفع يا رؤي

رؤي: هو الي اصر ياخد السكينة 

جاسر: ما فيهاش حاجة يا حماتي ، اتفضلي حضرتك وانا هاخد بالي من رؤي قصدي من الأكل

فهمت مجيدة ما يفعل جاسر فهزت رأسها إيجابا وخرجت من المطبخ

بدأ جاسر يساعد رؤي في اعداد الطعام ونظره مسلط عليها كلما وجدها تمسك بشئ حاد يأخذه منها 

رؤي: يوووه بقي يا جاسر ، هات السكينة

جاسر: لاء ، قولتلك سبيها انا هعملها

رؤي بعند : لاء انا الي هعملها

جاسر: بس يا بت 


رؤي بغيظ: انت مستفز علي فكرة

جاسر ضاحكا: عارف


رفع أذان العصر في الجوامع

رؤي: العصر أذن روح صلي

جاسر بقلق: وانتي مش هتيجي تصلي

رؤي: لما اخلص الأكل

جاسر بحدة: ما يولع الاكل نجيب من برة


رؤي: روح انت وانا هحصلك

جاسر: طب ما تيجي معايا

رؤي ساخرة: ليه هتوه

نظر لها جاسر بغضب ثم تركها 

رؤي في نفسها بخبث: اصبر عليا ، دا انا هجننك زي ما كنت بتموتني من الرعب ، بحبك يا جاسوره


ذهب جاسر وتوضأ وصلي العصر ، وعاد إلى المطبخ مسرعا، فوجدها تجلس علي الارض تبكي وفي يدها سكينة صغيرة عليها قطرات من الدماء 

هرع اليها مسرعا : انتي عملتي ايه يا مجنونة

رؤي باكية: كنت بقشر الجزر واتعورت 

جاسر: اتعورتي عند معصم ايدك وانتي بتقشري الجزر ، انتي بتكذبي عليا يا رؤي 

فحص جاسر الجرح فوجده جرح سطحي غير خطير 

تنهد بارتياح: الحمد لله جرح سطحي، قومي معايا يلا 

قامت معه فدخل الي الغرفة

جاسر: عندكوا علبة إسعافات

رؤي: في الحمام

خرج من الغرفة مسرعا ، لتبتسم بشر ، فهي من جرحت نفسها ذلك الجرح البسبط عندما رأته قد انتهي من الصلاة ، كل ما في الأمر أنها قررت تغير الخطة التي تستخدمها لتغلب علي شيطانه بطريقة مكر حواء 


دخل جاسر مسرعا لتختفي ابتسامتها وتحل مكانها سيل من الدموع

جاسر: اهدي خلاص بطلي عياط

رؤي باكية: جاسر، هو انا هموت

جاسر سريعا: بعد الشر عليكي ، ما تخافيش دا جرح سطحي من تقشير الجزر ولا ايه


نظف جاسر الجرح وربطه 

جاسر: عارفه يا رؤي لو عملتي كدة تاني هاديكي عشر حقن 

رؤي بخوف كالأطفال: لا لا خلاص مش هعمل كدة تاني

جاسر: شطورة

رؤي: جاسر

جاسر: نعم

رؤي: هو انت لسه مصر علي موضوع آخر الأسبوع دا


جاسر: أجلي الكلام في الموضوع دا ، لما يجي وقته 

هزت رأسها إيجابا بخوف

رؤي: عن اذنك، هروح اكمل الغدا

تركته وخرجت من الغرفة فخرج وراءها ، فوجدها تمسك السكينة تقطع خضروات السلطة

جاسر في نفسه: ماشي انا هحرمك تمسكي سكاكين خالص

اقترب منها بهدوء الي ان وقف خلفها وامسك يديها الممسكة بالسكين وبدا يقطع الخضروات وهو ممسكا بها ، فشهقت بخوف 


رؤي بخوف: لو سمحت ابعد ، عشان خاطري يا جاسر ما تعملش كدة

جاسر مستفهما: اعمل ايه

رؤي بخوف: بابا لو شافني بالمنظر الي انت عملته قبل كدة ، هيحصله حاجة والله

تذكر جاسر عندما مزق ظهر عبائتها ومنعها من ارتداء غيرها ، وظلت ممسكة بها بيديها حتي لا تسقط ، فنظر لها بحزن

جاسر: ما تخافيش مش هعملك حاجه 

رؤي بخوف: بجد

جاسر: بجد 

رؤي: طب ممكن تسبني

ابتعد بعض خطوات وتركها ، فذهبت من امامه وبدأت في صنع الكيكة التي يحبها

جاسر: بتعملي ايه

رؤي مبتسمة: كيكة بالشوكولاتة ، مش انا قولتلك امبارح هعملك واحدة الصبح، نرمين قالتلي انك بتحبها اوي

ترك ما في يده وتقدم منها حتى اصبح امامها مباشرة

جاسر مبتسما: وانتي هتعمليها عشان انا بحبها

رؤي بارتباك: اااه ، قصدي لا ، يعني قصدي انها حلوة يعني

مال جاسر بوجهه وقبلها من وجنتها ، فاشتعلت وجنتها بحمرة الخجل 

وهمس في اذنها 

جاسر مبتسما: بعشق الورد الچوري

رؤي بخجل: لو سمحت عايزة اكمل الكيكة

ابتعد خطوة واحدة ثم مال بوجهه وقبل وجنتها الاخري

جاسر،: عشان التانية ما تزعلش 

تصنعت انشغالها في عمل الكيكة حتي تداري خجلها 

وأكمل جاسر السلطة

جاسر: رؤي ، هو الي اسمه عمرو دا ......

رؤي وهي علي وشك البكاء: والله ما بحبه

جاسر: عارف ، انا مش قصدي كدة ، عمره ما لمحلك انه بيحبك ، بعتلك رسالة مثلا ، خلي اخته تقولك كدة يعني

هزت رأسها نفيا 

جاسر: خلاص ماشي 

رؤي: يعني انت مصدقني

هز جاسر رأسه إيجابا: لو ما كنتش مصدقك كنت قتلتك 

ازذرقت ريقها بخوف 

رؤي: هو احنا مش هنروح لنرمين تاني

جاسر: هنرحلها يوم الخميس قبل ما نروح

رؤي: طب ممكن تسبني هنا اسبوع واحد بس ، وانت حاطط حرس في كل حتة اكيد مش هعرف اهرب

جاسر: لا يا رؤي انتي هترجعي معايا 

رؤي: بس يعني......

جاسر مقاطعا بحدة: خلاص يا رؤي الي عندي قولته

رؤي بصوت منخفض: بكرهك 

سمعها وانفطر قلبه لتلك الكلمة ، كور قبضته بغضب 

في الشقة التي تعلو شقة حسين

جلست ايمان بجانب اخيها تمض جراحه النازفة 

عمرو ساخرا: فضلت 5 سنين احبها وفي الآخر اتجوزت واحد تاني 

إيمان بحزن: ما تظلمهاش يا عمرو رؤي اتجوزت الي اسمه جاسر دا غصب عنها 

نظر عمرو بها بانتباه : غصب عنها ازاي يعني

تنهدت إيمان بحزن : هقولك 

ثم بدأت تقص عليه كل ما قالته لها رؤي منذ مقابلتها جاسر أول مرة في الشركة 

عمرو غاضبا: دا مستحيل يكون بني آدم دا شيطان ، شيطان وأنا الي هخلصها منه 

أسرع عمرو بالنزول لاسفل وايمان تهرول خلفه

ايمان سريعا: عمرو استني بس يا عمرو 


دقات شديدة علي باب المنزل

جعلت رؤي تقبض علي ذراع جاسر بخوف 


رؤي بخوف: في ايه

جاسر مبتسما من فعلتها: ما تخافيش خليكي هنا وأنا هشوف في ايه


خرج من المطبخ مسرعا فوجد حسين قد فتح الباب ليدخل عمرو كالاعصار ، وما ان يري جاسر حتي امسكه من تلابيب ملابسه


عمرو غاضبا: آه يا كلب يا قذر يا ........ ، متجوزها غصب عنها عشان رغباتك المريضة يا حيوان وبتساومها بعد ما تخلف وتاخد ابنها تطلقها وترميها 

جحظت عيني جاسر بصدمة كيف عرف ، بالتأكيد أخبرت رؤي شقيقته ، فاخبرته الاخيرة

نفض جاسر يد عمرو بغضب ولكمه بقوة اسقطه ارضا

فقام عمرو غاضبا وسدد له لكمة قوية ، وبدأ العراك يشتعل ، حتي تجمع الجيران ، محاولين الفض بينهما 

عمرو غاضبا : هقتلك يا حيوان ، وهتجوزها وانسيها الي انت عملته فيها يا قذر 

فارت الدماء في رأس جاسر وانقض علي عمرو يفتك به

جاسر غاضبا: وحياة امك ، لقتلك يا ........ ، يا ابن ال......... 

رؤي صارخة: كفاية يا جاسر حرام عليك كفاية

وكان نصيبها صفعة قوية نزلت علي وجنتها 


جاسر غاضبا: اخرسي حسابك معايا بعدين

عمرو غاضبا : بتمد ايدك عليها يا كلب 

صعد حرس جاسر مسرعين وابعدوا جاسر عن عمرو قبل ان يقتله

جاسر للحرس : خليكوا هنا وقول للباقي يجهزوا العربيات 

ثم جذب يد رؤي ودخل الي غرفتها ورمي النقاب بوجهها

جاسر غاضبا: البسي دا ، يلااااا

هزت رأسها إيجابا بفزع وهي تبكي وارتدت النقاب سريعا 

فجذبها من يدها الي خارج البيت

ومنع الحرس حسين ومجيدة وعاصم من الوصول لها

حسين باكيا،: سيبها يا باشا ابوس رجلك 

مجيدة: يا ابني حرام عليك طلقها بقي وسيبها 

عاصم غاضبا: هقتلك يا جاسر 


لم يعرهم انتباها ظل يجذبها الي ان ادخلها سيارته قصرا وركب بجانبها وانطلق السائق بالسيارة 

ظل جسدها ينتفض من البكاء والخوف 

رؤي باكية: والله ما.......

جاسر مقاطعا بغضب،: ولا كلمة فااااهمة 

رؤي باكية: حاااضر

رواية أسيرة الشيطان الجزء 1


الفصل 22


مسح وجهه بكف يده بعنف اخذ نفسا عميقا وزفره ببطئ محاولا السيطرة على نوبة غضبه قبل ان يفعل شئ لا يحمد عقباه


جاسر للسائق: اطلع علي مستشفي......

السائق: اوامرك يا باشا

ادار السائق المقود الي الوجهه المطلوبة


علي الجانب الآخر 

كان بجلس في مكتبه ، يضع تلك الخطة التي ستقضي علي جاسر نهائيا عندما دخلت احدي الخادمات بفزع 

الخادمة سريعا: صبري باشا البوليس عايز سيادتك برة 

صبري بدهشة: بوليس 

خرج صبري من مكتبه فوجد مجموعة من العساكر ومعه ظابط شرطة 

صبري : خير يا حضرة الظابط 

الظابط بلهجة رسمية : صبري باشا ، جالنا بلاغ إن سيداتك بتجار في المتجار 

صبري ساخرا: مخدرات ، أنا صبري الدمنهوري ازاي تصدقوا الهبل دا 

الظابط : والله العساكر هيفتشوا و هنشوف إن كان البلاغ صحيح ولا كيدي ، تسمحلنا 

صبري بثقة: طبعا

الظابط للعساكر : شوفوا شغلكوا 

تفرق العساكر سريعا يبحثون ، استمر البحث مدة نصف ساعة 

الي أن خرج احد العساكر في يده حقيبة سوداء 

العسكري للظابط : تمام يا افندم ، لقينا الشنطة دي في اوضة المكتب 

صبري غاضبا: ايه التهريج دا الشنطة دي مش بتاعتي 

الظابط : يا ريت تتفضل معانا بهدوء وفي القسم هنعرف إن كانت الشنطة دي بتاعتك ولا لاء 

خرج صبري مع العساكر فوجد حشد كبير من رجال الصفحة يصلطون عداساتهم عليه 

وبدأ يسمع كلام من قبيل

( صبري باشا حضرتك راجل إعمال معروف وليك سمعتك ايه الي يخليك تتاجر في المخدرات ، صبري باشا كلمتين للصحافة ، ها هو رجل الأعمال المعروف قد انكشف عن وجهه العناق الزائف لنري حقيقته البشعة فهو ليس الا مجرم يهدف لتدمير شباب البلد ) 

ادخل العساكر صبري الي بوكس الشرطة 

بينما اتسعت ابتسامة المراقب من بعيد بشدة ، ادار المقود 

علي الجانب الآخر

وصلت سيارات جاسر الي المستشفي 


نزل جاسر من السيارة وجذب رؤي لتنزل معه 

جاسر للحرس: خليكوا هنا

ثم دخل الي المستشفى ووقف امام غرفة نرمين وفتح الباب ودخل

نرمين مبتسمة: جاسر ، رؤي وحشتوني اوي كنتوا فين بقالكوا يومين ما بتسألوش عني 

القي جاسر رؤي امام نرمين بعنف وصاح بحدة


جاسر لنرمين : خليها معاكي دلوقتي عشان انا مش طايق نفسي ولو شوفتها قدامي هقتلها ، ثم تركهم وخرج من الغرفة


احتضنت نرمين رؤي التي ظلت تبكي وتنتفض من الخوف 


نرمين بقلق : مالك يا رؤي، ايه الي حصل يا حبيبتي


رؤي باكية: والله ما عملت حاجة والله يا نرمين ما عملت حاجة ، انا تعبت ، جاسر جاسر جاسر

ثم وضعت يدها على قلبها وصرخت عاليا وفقدت الوعي، فصاحت نرمين صارخة


نرمين صارخة: جاسر ، جاسر الحقني يا جاسر

دخل جاسر مسرعا فهو كان جالسا امام الغرفة: ايه في ايه


نرمين بحدة: انت عملت فيها ايه ، أغمي عليها 


تقدم منها بلهفة يربت علي وجهها بقلق : رؤي ، رؤي فوقي يا رؤي والله ما هعملك حاجة ، فوقي يا حبيبتي ، رؤي اصحي ياىرؤي 


حملها وخرج من الغرفة 

جاسر للمرضة : فين اوضة الكشف

مشت الممرضة امامه الي ان وصلت الي غرفة، دخلها فوجد فيها طبيبن 

جاسر صارخا : برة، اطلعوا برة

خرج الطبيبن من الغرفة مسرعين 

احدهم: مين دا يا عم الي بيطردنا

الاخر: اسكت الله يخربيتك ، دا جاسر باشا صاحب المستشفى 

وضع جاسر رؤي علي سرير الكشف ونزع عن وجهها النقاب، وبدأ يفحصها ودموعه لا تتوقف عن الهطول


، اعطاها حقنة مهدئة وركب لها محلول وريدي 

وجلس بجانبها ممسكا بيدها وهو يبكي

جاسر باكيا: انا اسف يا رؤي ، انتي شوفتي مني كتير اوي ، اذيتك كتير ، بس هعوضك والله هعوضك ، بس انتي خليكي جنبي ما تسبنيش يا حبيبتي، رؤي انا بحبك اوي اوي والله بحبك اوي


علي صعيد آخر 

كانت جالسة بجانب والدته ، تساعدها في ( تنقية الرز ) ، تشكر بداخلها تلك السيدة التي عوضتها عن حنان والدتها لولاها لكانت الآن في اسوء حالتها ، احبت ذلك المكان كثيرا احبت بساطته ونقائه شعرت بداخلها بالاشمئزاز علي ما كانت فيه 

سعدية : واااه مالك يا أجندة سرحانةفي ايه يا بتي 

شاهندا مبتسمة : ما فيش يا ماما 

سعدية بود: كلمة ماما بتطلع من خشمك كيف الشهد المكرر 

شاهندا: قوليلي يا ماما اومال فتحي فين

سعدية بخبث: وااه بتسالي عليه ليه 

شاهندا بتوتر : لاء ابدا اصلي ما شوفتوش النهاردة 

لا تعرف ما أصابها ، فهي دائما ما تري فتحي وهو يختبئ ويراقبها كانت في البداية تعتقد أنه يراقبها حتي لا تهرب ولكن بعد ذلك بدأت تري في عينيه نظرة غريبة للغاية ، نظرة دفئ وحنان وحب ، وعندما تنظر له لتعلمه انها تراه تري وجهه الذي يحمر من الخجل فيسرع بالهرب سريعا 


فاقت علي صوت سعدية : وبعدهالك في السرحان النهاردة يا أجندة يا بتي 

شاهندا مبتسمة: ما فيش والله ، تترفجي علي التلفزيون 

شغلت شاهندا التلفاز وامسكت جهاز التحكم تقلب بين قنواته بملل 

سعدية: هاتي تمثلية ذئاب الجبل 

شاهندا بضيق: يا ماما احنا بنسمع ذئاب الجبل دا كل يوم 3 مرات 

سعدية : يا بتي عايزة اعرف بدري هيلاقي وردة ولا لع 

شاهندا: والله العظيم هيلقيها في حلقة في المسلسل ، بالامارة هيكون مقبوض عليه زهي هتروح عشان تخرجه وهتكون مسمية ابنها علي اسمه 

سعدية: صوح ، صوح هاتيه بقي من أول تاني

هزت شاهندا رأسها نفيا بيأس وبدأت تبحث عن ذلك المسلسل بين القنوات الي أن وقفت عند قناة معينة لتحجظ عينيها بصدمة 

شاهندا بصراخ وبكاء: بابي ، بابي اتقبض عليه بابي مستحيل يتاجر في الحاجات دي أنا عايزة بابي والنبي يا ماما سعدية وديني عنده


سعدية بحزن : اهدي يا بتي 

قامت شاهندا من جانب سعدية ناحية الباب لتفتحه

هتفت سعدية بقلق : رايحة فين يا بتي

شاهندا باكية: هروح لبابي 

ما إن فتحت شاهندا الباب حتي وجدته يقف أمامها بطوله المهيب

شاهندا باكية: ابعد عني أنا عايزة بابي وديني عند بابي 

فتحي: شاهندا اهدي باباكي كويس 

شاهندا صارخة: أنت كداب بابي اتقبض عليه ، سبني اروحله والنبي يا فتحي 

فتحي بحزن: ما ينفعش 

دفعته شاهندا في صدره وذهبت ناحية الباب حاولت فتحه ، فلحقها فتحي سريعا وامسك يديها بقبضة يده 

شاهندا صارخة: أنا عايزة بابي ، سبني يا حيوان يا بابي 

بدأت تغمض جفونها الي أن فقدت الوعي 

فتحي بفزع: شاهندا 

حملها سريعا وصعد الي غرفتها وخلفه والدته ، وضعها علي الفراش برفق

فتحي سريعا: خليكي جنبها يا اما واني هروح اجيب الحكيم

سعدية بقلق: بسرعة يا ولدي دي قاطعة النفس 

خرج فتحي يهرول من المنزل ليحضر الطبيب لشاهندا 


عوده لجاسر ورؤي 


تركها جاسر نائمة بفعل المهدئ التي حقنها به فتركها وذهب إلى ليطمئن على اخته


نرمين بلهفة: رؤي ، رؤي عاملة ايه

جاسر: الحمد لله كويسة

نرمين بحدة: عملت في البت ايه يا جاسر دي كانت بتتنفض من الخوف


جاسر بتعب : بعدين يا نرمين

نرمين: طب هي فين

جاسر: في أوضة تانية 

نرمين: طب هاتها هنا ، عشان اخد بالي منها 

جاسر: بس يا نرمين

نرمين مقاطعة بصرامة: الي اقوله يتسمع يا جاسر


جاسر: حاضر يا نرمين


خرج جاسر ثم عاد ومعه بعض الممرضين يحملون سرير آخر لرؤي ، ووضعوه بجانب سرير نرمين 

ثم خرج جاسر وعاد وهو يحمل رؤي ووضعها علي الفراش وركب لها المحلول الوريدي

، جلست نرمين بجانبها ، تمسد علي شعرها بحنان ، بعدما منع جاسر دخول اي رجل الغرفة 

بدأت عضلات وجه رؤي تنقبض بشدة وهي نائمة وبدأت تصرخ ( لا يا جاسر والله ما عملت حاجة ، لا والنبي ، سبني ، سبني يا جاسر ابوس ايدك) 

نرمين بقلق : اهدي يا رؤي ، اهدي يا حبيبتي دا كابوس 


زاد جاسر جرعة المهدئ قليلا فارتخت عضلات وجهها وعادت للنوم

نرمين بحدة: عملت فيها ايه يا جاسر


جاسر: ارجوكي يا نرمين مش عايز اتكلم دلوقتي

نرمين غاضبة: بقيت نسخة من صبري صح 


قام جاسر وصاح غاضبا: ايوة يا نرمين نسخة من صبري بقيت حيوان مريض نفسيا ، كفاية اوي الي حصلنا ابوكي انتحر وامك ماتت بحسرتها بعد الحيوان الي اسمه هاني طلقك وفضحنا ومن ساعتها وانتي في ملكوت تاني ما تعرفيش انا شوفت ايه ولا ايه الي جرالي عشان ابقي جاسر بيه مهران ، عشان اشتري مستشفى كبيرة زي دي عشان تبقي محجوزة في أوضة فخمة زي دي ، وجاية في الاخر بتلومي عليا وبتقولي عليا حيوان ، لا يا نرمين انا مش حيوان انا شيطان، اذيت وبأذي كل الي حوليا 

ثم اشار الي رؤي النائمة ، حتي هي بأذيها وهي مالهاش اي ذنب ، تهدج صوته بالبكاء وهو يكمل ، الوحيدة اللي حبيتها وبردوا بأذيها ، هتقوليلي ذنبها ايه، هقولك وانا ذنبي ايه وانتي ذنبك ايه 

تفجرت بحار الدموع في عيني نرمين فبدأت تبكي وتجهش في البكاء ، احتضنها جاسر 

جاسر باكيا: انا تعبت يا نرمين ، تعبت انا عارف ان انا غلطان ، حاولت تتغلب على شيطاني وبردوا اتأذت انا بحبها يا نرمين ، والله بحبها ، اااااااااه يارب 


ضمته نرمين بشده وهي تبكي 

نرمين باكية: انا اسفة يا جاسر غصب عني بس الي حصلي

جاسر مقاطعا: انا عارف ان الي حصلك صعب يا نرمين ، انا ما بلومش عليكي انا.......

قاطعه صوت رنين هاتفه

فابتعد عنها وفتح الخط

ايمن : حصل يا باشا وحبيبك شرف النهاردة في ابو زعبل 

جاسر: طب انا جايله 

اغلق جاسر الخط 

جاسر: انا ورايا مشوار مهم ، خلي بالك من رؤي علي ما أجي 

خرج من الغرفة واغلق الباب بالمفتاح من الخارج ، وركب سيارته وذهب إلى القسم 

وقابل الظابط

جاسر: جاسر مهران

الظابط : غني عن التعريف، يا افندم اتفضل 

جاسر: لو سمحت انا معايا اذن بمقابلة صبري الدمنهوري

الظابط: اتفضل حضرتك اشرب قهوتك على ما نجيبه من الحجز

خرج الظابط من الغرفة ، ارجع جاسر ظهره في الكرسي واضعا قدما فوق اخري ، تعلو شفتيه ابتسامة انتصار

دقائق ودخل العسكري ومعه صبري وخلفهم الظابط 


الظابط: طب انا هسيبك معاه شوية يا باشا ، ورايا يا عسكري 

خرج الظابط والعسكري واغلقا باب المكتب

جاسر مبتسما: اهلا اهلا، صبري باشا


صبري بغل : انت عايز مني ايه يا جاسر مش كفاية الي عملته 


جاسر ضاحكا بسخرية:، انا لسه ما عملتش حاجة ، عمايلك هي الي وصلتك لهنا ، بس انا اقدر اطلعك


صبري ساخرا: وهطلعني ازاي بقي ، دي قضية مخدرات يعني 25 سنة ، لعبتها صح يا جاسر


جاسر مبتسما: تلميذك يا باشا ، بس انا بردوا اقدر اطلعك ، والطب الشرعي لو اتحط جنب اسمه ( جاسر مهران ، و2 مليون جنية ) هيتلقب الهيروين ، سكر بودرة ومش بس كدة هتعرف مكان بنتك فين 

صبري: والمقابل 

جاسر مبتسما: كل أملاكك


صبري غاضبا: تبقي بتحلم يا جاسر 


ضحك جاسر ساخرا: خلاص خليك ، عن اذنك عشان مستعجل 

قام جاسر متجها إلى الباب 

صبري سريعا: انا مستعد اتنازلك عن النص

جاسر: تؤ ، كل املاكك دا اخر كلام عندي، سلام يا صبري باشا ، واتمنالك خمسة وعشرين سنة سعادة ورا القضبان

امسك جاسر مقبض الباب وفتحه 

صبري سريعا: موافق 

اتسعت ابتسامته الخبيثة ، فاغلق الباب مرة اخري 

وعاد وجلس امامه 

جاسر مبتسما: متفقين ، تتنازلي عن كل املاكك اخرجك من هنا

صبري: وبنتي

جاسر: وبنتك 

اخرج جاسر هاتفه

جاسر: هات الورق وتعالا

دق الباب ودخل ايمن 

جاسر : ها يا ابو الايمان جبت الورق

ايمن مبتسما بخبث: طبعا يا باشا

صبري بصدمة : ايمن ، حتي انت يا ايمن 


أيمن: معلش بقي يا صبري باشا ، جاسر باشا بيدفع حلو اوي

اخرج ايمن الورق من حقيبته واعطاه لصبري

جاسر: امضي 

صبري: وانا اضمن منين اني بعد ما امضي انك هتخرجني من هنا

جاسر ساخرا: ما فيش ضمانات ، ما قدامكش غير انك تمضي 

اخذ صبري الورق ومضي علي الاوراق

ايمن : مبروك يا جاسر باشا

جاسر: الله يبارك فيك يا ايمن 

صبري: هتخرجني امتي

جاسر: قريب ، قريب اوي 

دخل الظابط : معلش يا جاسر باشا، وقت الزيارة المسموح بيه انتهي 

جاسر مبتسما: متشكر اوي يا حضرة الظابط عن اذنك

الظابط: مع السلامة يا باشا

خرج جاسر من القسم وهو يشعر بنشوة انتصار ليس لها مثيل ، فها قد محي صبري الي الأبد

رن هاتفه فوجده ياسر 

جاسر: خير يا دكتور

ياسر بلهفة: الحق يا باشا ، رؤي هانم فاقت وعماله تصرخ

رواية أسيرة الشيطان الجزء 1


الفصل 23


ياسر بلهفة: الحق يا باشا ، رؤي هانم فاقت وعماله تصرخ وتخبط علي الباب 

جاسر سريعا: انا جاي حالا

ركب جاسر سيارته خلف المقود وساق بسرعة جنونية الي ان وصل الي المستشفى فدخل راكضا ، الي ان وصل الي غرفة نرمين، فوجد امامهر ياسر والعديد من الاطباء والممرضين

صاح جاسر فيهم بغضب: بتنيلوا ايه عندكوا ، كل واحد علي شغله 


فر الجميع من امامه قبل أن يفتك بهم ماعادا ياسر

جاسر غاضبا: وانت واقف عندك بتعمل ايه

ياسر : انا المسؤل عن حالة نرمين وما ينفعش اسيبها

لم يعره جاسر انتباها ، بل دخل الغرفة واغلق الباب خلفه بالمفتاح وتركه يقف بالخارج 


دخل فوجد رؤي تتحرك بهستريا في انحاء الغرفة وهي تصرخ وتبكي وتقول كلام غير مفهوم ونرمين تحاول تهدئتها لكن دون فائدة 

جاسر بحذر: رؤي 

التفت اليه ، فشهقت بفزع وظلت تتراجع للخلف بخوف

رفع كفيه لاعلي كعلامة استسلامه 


جاسر بحذر؛ اهدي يا رؤي انا بعيد اهو مش هعملك حاجه ، اهدي عشان ارجعك لبابا وطمطم وماما وعاصم ، مش انتي عايزة ترجعيلهم

هزت رأسها إيجابا بخوف وهي تضم يديها الي صدرها عينيها حمراء من كثرة البكاء وبشرتها اصبحت شاحبة بشدة من الخوف 

جاسر بهدوء: اهدي خلاص 

تقدم خطوة واحدة ،فشهقت بخوف

رؤي باكية: خلاص مش عاوزة مش عاوزة


ثبت مكانه يرمقها بحزن 


نرمين: اهدي يا حبيبتي ، صدقيني جاسر مش هيأذيكي ، دا بيحبك اوي

تقدم جاسر بحذر الي ان اصبح امامها ، فضمها اليه بحنان

جاسر بصوت هادئ: هششششششش ، اهدي خلاص، اهدي ، ثم اكمل مازحا اهدي عشان اجبلك مصاصات كتير اوي، واحبلك جاكت بيولد شوكولاتة زي بتاع طمطم

ضحكت ضحكة خافتة بين ذراعيه، احس بها فابتسم 

نرمين مازحة : احم احم نحن هنا

جاسر مازحا: خلاص اطلعي برة

نرمين: ماشي يا سي جاسر ما هو من لقي احبابه نسي اصحابه ، ماشي ماشي

ابعدها برفق عن حضنه 

جاسر: مش كنتي تقولي انك عايزة حضن، كنت جيت حضنتك علي طول بدل ما تصوتي وتسرعيني 


ضربته بيدها علي صدره

رؤي بصوت منخفض: رخم

جاسر ضاحكا: سمعتك على فكرة

نرمين: يلا يا بابا بيتك بيتك انت وهي، انا عايزة استريح

رؤي بخوف: لاء خليني معاكي يا نرمين

جاسر مازحا : خلاص انا كمان هفضل معاكوا ، ووسعوا بقي عشان انا هلكان وعايز انام


ثم ذهب ناحية سرير رؤي والقي بجسده عليه

رؤي : دا السرير بتاعي

جاسر بغيظ طفولي: روحي نامي جنب نرمين حبيبتك 

ثم اولاها ظهره 

ساد الصمت بعض الوقت حتي شعروا بانفاس جاسر المنتظمة دليل انه غط في النوم

نرمين: قوليلي بقي يا ستي كل حاجة

رؤي: كل حاجة زي ايه

نرمين: كل حاجة من ساعة ما جاسر اجبرك تتجوزيه 

رؤي بصدمة: انتي عارفه

نرمين: انا عايزة اعرف منك


رؤي بخوف: بلاش يا نرمين، جاسر لو عرف.....


نرمين مقاطعة: جاسر ما يقدرش يعملك حاجة لو قولتيلي ، صدقيني مش هيعملك حاجه احكيلي يا حبيبتي

بدأت رؤي تقص علي نرمين كل شئ منذ ان ذهبت الي والدها في الشركة الي ان جاؤا اليها المستشفى اليوم واقتصت منه مافعله جاسر بشاهندا ، احتلت نبرة الألم والخوف صوتها طول المدة التي تحكي فيها لنرمين لم تكف دموعها عن الانهمار 

احتضنتها نرمين وبدأ تربت على ظهرها بحنان

، اما هو فكان يضع يده على فمه حتي يمنع شهقاته من الخروج ، هو من تصنع النوم ، ليسمع تلك المأساة التي هو الجاني فيها ، فلما يبكي الآن، هل احب الاسد فريسته ،بل عشق الجلاد اسيرته 

مسح دموعه ، وتصنع انه يتململ في نومته ، فابتعدت رؤي عن نرمين ومسحت دموعها قبل ان يراها

نرمين: مالحقتش تنام يعني

لم يعرف ماذا يقول ، فقال : جعان ، هطلب اكل ، تحبوا تاكلوا ايه

نرمين: اي حاجة

جاسر: اي حاجة الي هي ايه يعني هكلم المطعم اقوله هاتلي اي حاجة

نرمين: خلاص هاكل زيك

جاسر: وانتي يا رؤي

رؤي: شكرا مش عايزة حاجة


جاسر: يعني انتي كمان عايزة زيي 

امسك جاسر هاتفه وطلب الطعام ، وتركهم ودخل الي حمام الغرفة وغسل وجهه 

رؤي لنرمين : هي الساعة كام

نرمين: الساعة 11

رؤي بصدمة: كام ، دا انا ما صلتش لا العصر ولا المغرب ولا العشا

نرمين: حبيبتي ما انتي كنتي تعبانة ، غصب عنك ، علي العموم عندك الحمام اهو خشي اتوضي وتعالي صلى

خرج جاسر من الحمام ، فدخلت رؤي ، وتوضأت 

رؤي: هي القبلة منين

اشار لها جاسر الي موضوع القبلة

جاسر: كدة

رؤي: شكرا 

فرشت سجادة الصلاة وشرعت في صلاة ما فاتها وجاسر يراقبها وعلي شفتيه ابتسامة صغيرة ، ونرمين تنظر له بحزن 

دق الباب، فذهب جاسر وفتح فتحة صغيرة ووقف امامها

جاسر: نعم

ياسر: انا كنت جاي اطمن علي حالة استاذة نرمين

جاسر: كويسة 

ياسر: حضرتك ما ينفعش تمنعني عن تأديه واجبي

جاسر: انا صاحب المستشفى اعمل الي انا عايزة ، اتفضل علي مكتبك


ثم اغلق الباب بوجهه كاد أن يعود مكانه عندما دق الباب مرة اخري

جاسر غاضبا: بتعاندني يا ياسر الكلب

ذهب وفتح الباب فوجده عامل توصيل الطلبات

اخذ جاسر منه الطعام وحاسبه ، وعاد اليهم 

جاسر: هي رؤي لسه ما خلصتش

نرمين: لاء لسه

ظل حوالي ربع ساعة ينتظرها 

جاسر بملل: وبعدين بقي هي بتصلي التراويح ولا ايه

نرمين بصرامة: بس يا جاسر

جاسر بتذمر طفولي: حاضر 


انتهت رؤي من الصلاة

جاسر: حرما يا رؤي

رؤي: جمعا ان شاء الله

جاسر: يلا بقي عشان انا عصافير بطني بتصوت مش بتصوصو 

ضحكوا على مزاجه جهزت الفتاتين الطعام علي الطاولة وجاسر جالس علي الفراش واضعا قدما فوق اخري

جاسر بغرور: الله عليا وانا الحج متولي كدة في نفسي

نرمين محذرة: جاسر، ما تخلنيش افضحك واقول كنت بتقول ايه وانت صغير 

جاسر سريعا: حبيبة قلبي انتي صدقتي


رؤي بفضول: بس انا عايزة اعرف


جاسر: بس يا بت 

نرمين ضاحكة: بصي هو جاسر وهو صغير كان بيتكلم اغريقي باين ، يعني مثلا ابسط حاجة كان بيقول علي دبوس الفرخة

جاسر: نرمين ، قلبك ابيض خلاص 

رؤي: كان بيقول ايه يا نرمين

نرمين ضاحكة: بلبوص الفرخة


انفجرت رؤي ضاحكة عليه وشاركتها نرمين في الضحك 

نرمين ضاحكة: انتي مش متخيلة منظره وهو صغير وبيقول لماما ، انا عايزة البلبوص بتاعي


ادمعت عيني رؤي من كثرة الضحك 

رؤي ضاحكة: ااااه مش قادرة بطني وجعتني من كتر الضحك 

جاسر بضيق: ضحكتك اوي يا اختي 


رؤي ضاحكة: بصراحة ااه 

جاسر متذمرا : ما خلاص انتي وهي

كبحت نرمين ضحكاتها بصعوبة : خلاص خلاص مش هنضحك ، خلاص يا رؤي عشان ما يزعلش ، يلا عشان تاكل

جاسر: مش واكل

نرمين: خلاص بقي يا جاسر تعالا كل

جاسر: لاء

رؤي: احنا آسفين 

جاسر: بردوا لاء ، صالحوني

نرمين: نصالحك ازاي يعني

اشار جاسر الي خده 

فذهبت نرمين وقبلته علي خده 

جاسر: يلا يا رؤي

رؤي بخجل: لاء طبعا

نرمين: انا هروح اغسل ايدي

تركتهم نرمين ودخلت الحمام واغلقت الباب

جاسر: علي فكرة بقي انا جعان ، وذنبي في رقبتك 

رؤي: انا مالي انت الي مش راضي تاكل

جاسر: بردوا ذنبي في رقبتك

تقدمت منه بخطي مترددة ، وانحنت برأسها وقبلته سريعا علي خده 

جاسر بضيق: انتي بتبوسي ابن اختك 

رؤي بتوتر : هااا 

قام جاسر من علي الفراش وبدأ يقترب منها

رؤي بتوتر: أنت بتقرب ليه

جاسر بخبث: هقولك كلمة سر

وما كدا يصل اليها حتي فتحت نرمين باب الحمام وخرجت من منه 


نرمين بشك: مالكوا في ايه


جاسر بغيظ : ما فيش يلا عشان ناكل 

جلسوا على الطاولة المستديرة وبدأوا في الأكل

رؤي: احم ، جاسر ممكن معلش طلب 

جاسر: اتفضلي 

رؤي: عايزة اكلم بابا زمانه قلقان اوووي عليا 

اخرج جاسر هاتفه من جيبه و طلب رقم حسين 

وفتح مكبر الصوت 

حسين سريعا: فين رؤي يا جاسر

رؤي: انا هو يا بابا 

حسين: رؤي حبيبتي انتي كويسة عملك ايه الحيوان دا

رؤي: ما عمليش حاجة يا بابا صدقني انا كويسة خالص

حسين: طب انتي فين 

جاسر: معايا يا عمي ،، ما تقلقش رؤي كويسة وبخير ، تصبح على خير يا عمي 

ثم اغلق الخط 

جاسر: تمام كده

رؤي: شكرا

نرمين: انتوا بتعاملوا مع بعض برسمية اوي كدة ليه ، يعني ممكن اطلب منك طلب، اتفضلي ، تمام وشكرا ، علي فكرة انتوا متجوزين والله 

رؤي: مؤقتا

جاسر بحدة: انسي يا رؤي ما فيش طلاق


رؤي برجاء: نرمين ارجوكي خليه يطلقني


نرمين: انا اسفة يا رؤي ، بس انا ما اقدرش اتدخل فى حاجة زي دي

رؤي باكية: يعني كلكوا معاه ، عليا

جاسر: انا عند وعدي يا رؤي اول ما تخلفي هطلقك لو انتي عايزة تتطلقي 

رؤي باكية: وهتحرمني من ابني

جاسر: انا قولتلك لو عايزة تطلقي ، لو مش عايزة هتفضلي عايشة معانا عادي زي اي زوج وزوجة، بس انتي الي مصرة تطلقي ثم اكمل ساخرا صحيح دا هو مستنيكي لما تطلقي عشان يتجوزك ويعوضك عن الي شوفتيه مع الحيوان الي زيي ، صح ولا غلط


قامت رؤي من علي الطاولة ودخلت الحمام واغلقت الباب بعنف

نرمين بضيق: ليه كدة يا جاسر


جاسر : انتي مش شايفة هي بتعمل ايه كل شوية طلقني طلقني 

نرمين: وهي شافت ايه حلو منك عشان تتمسك بيك 

تذكر جاسر شئ فهب من مكانه وذهب ناحية الحمام وبدأ يدق الباب بعنف

جاسر صارخا: رؤي افتحي يا رؤي ، رؤي اوعي تعملي في نفسك ، افتحي يا رؤي والا قسما بالله هكسر الباب

انفتح الباب وخرجت رؤي 

رؤي: في ايه

امسك جاسر يديها ليتأكد من عدم وجوج جروح بها ، فوجدها سليمة فتنهد براحة


جاسر: وقعتي قلبي يلا عشان ننام 


نامت رؤي بجانب نرمين ونام جاسر وحيدا على الفراش الاخر


علي الجانب الآخر

فحص الطبيب شاهندا واخبرهم أنها تعاني من صدمة عصبية حادة وكتب لها العلاج اللازم ورحل

سعدية بحزن: ما كنش يومك يا بتي ، مين الي عمل اكدة في ابوها بس

فتحي بكذب : علمي علمك يا اما

سعدية : طب ما تكلم الباشا الي انت شغال عنده يتصرف

فتحي : حاضر يا اما

سعدية: والله هتوحشها قوي لما تمشي من اهنه ، تعرف لو ما كنتش متجوزة كنت خليتك تتجوزها 

اغمض عينيه بألم ، فهو كان قادما ليزف اليها خبر طلاقها من جاسر ويصارحها بحبه

سعدية: مالك يا ولدي

فتحي: ما فيش يا إما إني هروح اشم هوا شوية خلي بالك منيها 

هزت سعدية رأسها إيجابا فخرج فتحي من الغرفة وظل هائما علي وجهه 


عوده لجاسر ورؤي


انتظرت رؤي حتي شعرت بانتظام انفاسهم وتعمقهم في النوم ، فقامت تتسلسل علي اطراف اصابعها متوجهه الي باب الغرفة

ولحسن حظها فقد ترك جاسر المفتاح في الباب

فتحت الباب برفق حتي لا يصدر صوت وكادت أن تخطو لخارج عندما وجدت صوته قادما من خلفها

جاسر: علي فين 

تجمدت مكانها بخوف ، فها قد تبخر حلم هروبها

جاسر: لتاني مرة يا رؤي بتحاولي تهربي 

التفت إليه وفي عينيها نظرة تحدي : وهفضل اهرب لحد ما اخلص من سجنك دا 

وضع يده على فمها ، عندما وجد نرمين بدأت تتململ في نومتها ، واغلق الباب 

جاسر بصوت منخفض: وطي صوتك عشان نرمين نايمة ، دلوقتي عايزة تخلصي من سجني عشان خاطر حبيب القلب مش كدة


هزت رأسها نفيا ، حاولت ازاحة يده من علي فمها فامسك بمعصميها وضمهما في قبضة يده 

واليد الاخري ما زالت تكمم فمها

رؤي: اممممممم 

ظلت تتلوي حتي تخلص نفسها من اسره 

رؤي: اممممم ، اممممممم ، اممممممم

ازاح يده من علي فمها ، فبدأ تأخذ نفسها مرة اخري فقد كادت تختنق من ضغط يده علي فمها 

رؤي: حرام عليك كنت هتموتني

لم ينطق بكلمة واحدة بل ظل ينظر إليها نظرات ثابتة 

رؤي: ممكن تسبني 

لم ينطق ولم يتحرك بل ظلت نظراته ثابتة جامدة

رؤي: جاسر، اوعي سبني 

وكأنها تتحدث الي جماد لم يتحرك قيد أنملة حتي

رؤي: سيب ايدي يا جا

ابتلعت باقي جملتها عندما لف يده حول رقبتها 

فبدأت تختنق

رؤي بصوت متخشرج: جاسر، هموت يا جاسر

جاسر بتوعد: لو فكرتي تهربي مرة تانية هدفنك يا رؤي

رؤي بصوت متخشرج مختنق : حاضر حاضر

ترك رقبتها وابتعد ، فبدأت تدلك رقبتها وتحاول التقاط نفسها 

ذهبت ناحية فراش نرمين واستلقت عليه وهي ترتجف من الخوف 

رؤي في نفسها: كان هيموتني ، كان هيموتني ، يااارب ساعدني يارب 

بقيت علي هذه الحالة الي ان شعرت بالتعب فاغمضت عينيها ولكن ما بين الاستيقاظ والنوم رأت جاسر يقترب من الفراش ، وفي يده شئ لم تستطع أن تراه ، اغمضت عينيها ثم فتحتهما بصعوبة تحاول التغلب على ذلك الشعور الذي يدفعها للاستسلام للنوم 

وجدت جاسر جالس امامها مباشرة ، ولكنه لا ينظر إليها، ثواني وشعرت بألم قوي في ذراعها 

، حاولت ان تصرخ ، ان تقوم ولكن دون فائدة ، فاستسلمت للنوم 


في صباح اليوم التالي

بدأت تفتح عينيها بصعوبة ، صداع قوي يجتاح رأسها ، فتحت عينيها وأخذت ترمش عدة مرات لتعداد علي الاضاءة 

رؤي بألم: اااااه انا فين


وجدت جاسر يدخل الي الغرفة مبتسما يحمل صينية طعام 

جاسر مبتسما بحنان: صباح الفل كل دا نوم


نظرت له باستغراب وانتصفت في جلستها تنظر حولها بحيرة

جاسر مبتسما: بتدوري على ايه

رؤي ببلاهة: علي الي انت بتكمله

جاسر ضاحكا: انا بكلمك انتي 

رؤي: انا جيت هنا ازاي 

جاسر: إبرة مهدئة 

ثم خرج من درج الكومدينو العديد من المصاصات

جاسر: وادي يا ستي المصاصة

رؤي بتعجب: جاسر انت كويس 

جاسر مبتسما: جدا ، كويس جدا يلا عشان تفطري

وضع امامها الطعام فنظرت للطعام بحذر ثم عادت تنظر لجاسر مرة اخري باستغراب

جاسر: ما تخافيش ما فيهوش سم

رؤي: انا مش فاهمة حاجة ، وخايفة في نفس الوقت

جاسر مبتسما: اوعي تخافي ابدا ، انا عمري ما هاذيكي ، انا لغيت موضوع اخر الاسبوع ولغيت كمان الاتفاق الي بينا بتاع الشهر وعمري ابدا ما هلمسك غير برضاكي 


اتسعت عينيها بدهشة: انا اكيد بحلم صح 


جاسر بحنان: لاء يا حبيبتي دي حقيقة


اتسعت عينيها بدهشة فمفاجآت اليوم ستصيبها بالجنون: حبيبتك 


جاسر بحنان : آه حبيبتي وروحي واغلي من عندي من عمري يلا بقي عشان تاكلي


رؤي: جاسر بجد ايه الي حصل غيرك كدة

جاسر مبتسما: ولا حاجه ، انت بس وحشتيني بقالك يومين نايمة وما.......

رؤي مقاطعة: يومين، انا نايمة بقالي يومين

جاسر: آه

نظرت رؤي الي ملابسها ونظرت له بحذر : وايه الي حصل وانا نايمة ومين الي غيرلي هدومي


جاسر ضاحكا: ما تخافيش القهوة ما فرتش ولا الرعد خبط في الشيش ولا الديك ادن ، يخربيت الافلام العربي القديمة الي انتي عايشة فيها 


رؤي بغيظ: انت بتتريق عليا 

ثم لكزته بكوعها في كتفه بغيظ


جاسر بلهجة صعيدي: اوعاكي يا بت الناس تمدي يدك على راجلك ، يلا عشان الوكل

رؤي ضاحكة: شكلك مسخرة وانت بتتكلم صعيدي

جاسر مبتسما: بس ايه رايك 

رؤي ضاحكة: هايل يا فنان الشوت الي بعده

جاسر: احم ، لع يا بوي ما تقتلش هنادي انا عحبها يا ابوي ، عحبها 

ثم بدل صوته لصوت رجل اخر : عتجب الغازية يا ولدي انا زلامن اقتلها وتتجوز رؤي بنت عمك 

صفقت رؤي بحرارة له : هايل 

جاسر: لا داعي للتصفيق ودعوني اعمل في صمت ، يلا بقي كلي

رؤي: حاضر

بدأت رؤي في الاكل فشرد جاسر في احداث اليومين الماضيين


بعدما اعطي رؤي الابرة المهدئة ونامت حملها وذهب بها الي المنزل ووضعها علي الفراش وهو ينوي بداخله ان يجعلها ملكه ، ان تصبح زوجته الآن ، عندما اقترب منها وكاد أن يفعل بها ما يريد رن هاتفه ، تجاهله في المرة الأولى ولكنه عاود الرن عدة مرات اخري ابتعد عنها وزفر بضيق وامسك هاتفه فوجده على صديقه


جاسر بضيق: عايز ايه يا علي دلوقتي

علي بحزن: جاسر، انا عندي ليك اخبار مش كويسة

جاسر بقلق: خير يا علي


علي : انا كنت النهاردة في المستشفي بتاعتك انا وامي بنعمل تحاليل ، فقابلت دكتور مختار بالصدفة وقالي علي نتيجة تحليل رؤي 

جاسر بقلق: ها وبعدين

علي: رؤي عندها مريض خطير في القلب قدامها بالكتير سنة وتموت

جاسر غاضبا: انت بتقول ايه انت اكيد كداب

علي : اهدا يا جاسر، انا عارف انها صدمة بس صدقني هي دي الحقيقة ، عشان تتأكد هصورلك الاشاعات وابعتهالك دلوقتي علي الموبيل ، سلام 

اغلق جاسر الخط وهي لا يشعر بشئ فقط دوار يجتاح رأسه ، نظر اليها وهي ممدة علي الفراش فاقدة للوعي بصدمة


جاسر بضياع : مش حقيقي مش حقيقي


صوت وصول رسالة لهاتفه ، فتحها سريعا ليجد صورة الاشاعات ، جرت عينيه علي الكلام وهو يتمني بداخله ان يكون ما قاله علي كذبا ، ولكنه حقيقة ، والحقيقة الاكبر ان الموت ينتظر حبيبته بين يوم وآخر ، سقط علي ركبتيه علي الارض يبكي 

جاسر باكيا: يااااارب ، ياااااارب انا عارف ان انا غلطت كتير ، بس بلاش هي يارب ، هي الحاجة الوحيده الحلوة في حياتي ما تحرمنيش منها يااارب ، ما تخدهاش مني ياااارب ، ياااااارب خليهالي يااااارب ،اااااااااه يااااااااااارب 

ظل يبكي ويدعو لمدة كبيرة ، قام من مكانه وذهب ناحيتها بخطئ مرتجفة بطيئة ، جلس بجانبها 

جاسر باكيا: ما تسبنيش يا رؤي ، والله ما هزعلك تاني ، ارجوكي خليكي معايا وانا هعملك كل الي انتي عيزاة 

ثم احتضن جسدها بشدة

جاسر باكيا: ما تسبنيش يا رؤي ، مش عايز احس اني يتيم تاني ، ما تسبنيش يا حبيبتي بالله عليكي يا رؤي خليكي معايا مش هقدر اعيش من غيرك ، هتخليكي معايا صح يا حبيبتي مش كدة 


اراح جسدها على الفراش ونام بجانبها محتضنا اياها ، وفي اليوم التالي ركب لها محلول وريدي وحقنه بمادة مهدئة حتي تظل نائمة بين ذراعيه لم يتحرك من مكانه ظل محتضتنا اياها يهمس بكلمات العشق والاعتذار في اذنيها 

عاهد نفسه ان يعوضها 

عن كل ما فعله بها ان يسعدها بقدر ما يستطيع سيدفع كل ما يملك حتي يخلصها من مرضها وتبقي معه

فاق من شروده علي صوتها

رؤي: جاسر، جاسر يا جاسر

جاسر: هااا ، خير يا حبيبتي

رؤي بخجل: بطل تقولي يا حبيبتي بتكسفني


جاسر مشاكسا : وانا هفضل اكسفك عشان الورد الچوري الي في خدودك

رؤي بخجل: يوووه بقي يا جاسر

جاسر ضاحكا: خلاص خلاص كملي اكلك

رؤي : الحمد لله شبعت

جاسر مبتسما: بالهنا والشفا يا حبيبتي

رؤي: نفسي اعرف ايه الي غيرك كدة

جاسر: حُبك يا رؤي هو الي غيرني ، انا بعشقك يا رؤي بعشقك

احمرت وجنتيها بشدة من كلامه ، تسارعت دقات قلبها 

جاسر: انا محضرلك مفاجأة حلوة ، يلا قومي البسي

رؤي بسعادة: بجد مفاجأة ايه

قرصها من خدها برفق: وهتبقي مفاجأة ازاي يا ذكية لو قولتلك عليها يلا قومي البسي

قامت سريعا ودخلت الي حمامها واغتسلت وتوضأت ثم خرجت وفتحت دولابها لتتفاجئ بالكثير والكثير من الملابس من كافة الانواع ، وركن مخصص به العديد من النقابات وفستان مخصص لكل نقاب 

اتسعت ابتسامتها وهي تتلمس تلك الملابس الجميلة 

جاء صوته من خلفها 

جاسر مبتسما: عجبوكي

التفت اليه وقد رسمت السعادة خطوطها في وجهها والتمعت في عينيها

رؤي بسعادة: اوي ، شكرا اوي ليك 

جاسر مبتسما: انا هستناكي برة ما تتأخريش

هزت رأسها إيجابا بسعادة، خرج جاسر من الغرفة لتختفي ابتسامته ويحل مكانها الحزن والخوف ، خوف من فقدها 

جاسر في نفسه: ياااارب انا مش هقدر اعيش من غيرها ، يااارب خليهالي يااااارب

في غرفة رؤي ظلت تدور حول نفسها وهي محتضنة احد فساتينها 

رؤي: الحمد لله يا رب الحمد لله 

قامت وارتدت ملابسها وأدت فرضها 

ثم خرجت من الغرفة فراته جالس علي احد الكراسي في غرفة الصالون واضعا وجهه بين كفيه

رؤي: جاسر، انت كويس

رفع وجهه وابتسم : ايه القمر دا

ابتسمت بخجل : شكرا

قام ووقف امامها ودني برأسه وقبل جبينها

جاسر مبتسما: كان نفسي اعمل كدة من اول شوفتك فيها لابسة النقاب ، اااه صحيح وكان نفسي اقولك انك احلي حاجه شافتها عنيا في عمري كله 

تسارعت دقات قلبها بشدة، بدأ صدرها يعلو ويهبط بسرعة من شدة خجلها 

جاسر مبتسما: يلا بينا 

امسك يدها وجذبها خلفه برفق ، حتي خرجا من المنزل ونزلا الي اسفل ، ففتح له حارسه باب سيارته فركب بالخلف بجانبها ، ظل طوال الطريق محتفظا بيدها ، تحتضن اصابعه اصابعه برفق 

الي ان وصلوا الي وجهتهم المطلوبة ووقفت السيارات امام احدي الملاهي الشهيرة جدا

جاسر: يلا انزلي

نزلت من السيارة تنظر الي الملاهي بسعادة طفلة صغيرة

امسك جاسر يدها ودخلا ، فوجدت المكان فارغ تماما

رؤي: هو المكان فاضي ليه كدة 

جاسر مبتسما: المكان دا كله بتاعك ، انا حجزته كله ليكي عشان تعرفي تلعبي على راحتك 

رمشت بعينيها عدة مرات حتي تستوعب ما يقول 

رؤي مندهشة : حجزته كله عشاني

جاسر مبتسما: ومستعد اشتريته كمان عشانك ، يلا مش عايزين نضيع وقت ،كفاية الي ضاع 

وبدأ المرح ، تعلقت بيده كالطفلة الصغيرة ، يتنقلات من لعبة لاخري ، يضحكان بسعادة

جاسر مبتسما: مبسوطة 

رؤي بسعادة: اوي اوي، عارف نفسي في ايه

جاسر مبتسما: ايه

رؤي: اجري

جاسر: وايه الي مانعك 

رؤي بسعادة: بجد ينفع

هز رأسه إيجابا 

فبدأت تركض وهي تضحك وهو يركض خلفها

جاسر: تيجي نتسابق

رؤي : موافقة

جاسر:الي يوصل لحد اللعبة الي هناك دي الاول يكسب ، والي يكسب يطلب من التاني طلب

رؤي: ديل

وقفا متجاورين 

جاسر: واحد ، اتنين ، وقبل ان ينطق تلاثة انطلقت رؤي تجري 

جاسر وهو يركض خلفها : علي فكرة انتي بتغشي


رؤي ضاحكة: عارفة 

وقف جاسر ووضع يده على صدره : اه يا رؤي الحقيني

انقبض وجهها بخوف ، عادت اليه مسرعة

رؤي بقلق : مالك يا جاسر ، في ايه 

انطلق راكضا وهو يضحك 

رؤي بغيظ : علي فكرة انت بتغش

جاسر ضاحكا: اشمعني انتي

وصل جاسر اولا الي خط النهاية

جاسر: انا الي كسبت

رؤي متذمرة كالاطفال : عش ، انت غشيت 

جاسر مبتسما: خلاص ما تزعليش انتي الي كسبتي ، وليكي انك تطلبي اي طلب وانا انفذه ماشي

رؤي: ماشي، يلا بقي نكمل لعب 

وساعات اخري وصلت ضحكاتهم فيها لعنان السماء سعادة ليس لها مثيل اجتاحت قلبيهما 

ولم ينسا طبعا تأدية فرضهما ، فعند اذان العصر ذهبا وصليا الفريضة وبالمثل المغرب والعشاء 

جاسر مبتسما: كفاية بقي ما تعبتيش ، الساعة عشرة

رؤي مبتسمة: فعلا كفاية، تعبت خالص ورجليا مش شيلاني 

اقترب منها وحملها بين ذراعيه 

فشهقت بخجل : نزلني يا جاسر

جاسر مبتسما: مش قولتي رجليا مش شيلاني ، رجليا انا تشيلك يا حياتي

رؤي بخجل: يوووه بقي يا جاسر

جاسر مبتسما: بعشق اسمي وهو طالع من بين شفايفك

رؤي بصوت منخفض: قليل الادب

جاسر ضاحكا: سمعتك على فكرة

حملها الي ان وصلا الي السيارة فوضعها فيها برفق 

وركب بجانبها

جاسر للسائق: اطلع علي الفيلا بتاعتي

السائق: اوامرك يا باشا

رواية أسيرة الشيطان الجزء 1


الفصل 24

كل سنة وانتم طيبين ❤️❤️❤️❤️❤️


جاسر للسائق: اطلع علي الفيلا بتاعتي

السائق: اوامرك يا باشا

رؤي: انت عندك فيلا

جاسر: اومال انتي فاكرة ان جاسر مهران بجلاله قدره عنده الشقة دي بس، هتعجبك الفيلا اوي

رؤي : ايوة بس انا هدومي كلها في الشقة 

جاسر: بصراحة مش فاكر في هدوم في الفيلا ولا لاء علي العموم بكرة هبعت اجيبلك هدومك من الشقة او اشتريلك غيرها أسهل 


انطلقت السيارة الي ان وصلت امام بوابة كبيرة امامها العديد من الحرس المسلحين فتحوا البوابة سريعا عندما رأوا السيارة 

دخلت السيارة الي حديقة واسعة جدا نظرت لها رؤي بانبهار فهي ذات مساحة شاسعة مزوعة بمختلف انواع الازهار والكثير والكثير من الاشجار وحمام سباحة كبير ، وفي المنتصف يوجد بيت كبير جدا فخم جدا من الخارج 


نزلت من السيارة، تتطلع حولها بانبهار ، الي ان دخلا المنزل ، لم تختفي نظرة الانبهار من عينيها بل زادت اضعاف مضاعفة وهي تري فخامة المنزل من الداخل 

رؤي منبهرة: دا قصر مش فيلا

جاسر: يا رب يكون عجبك

رؤي منبهرة: اوي اوي ، دا تحفة ، عامل زي الي بيجي في الأفلام 


جاءت سيدة بشوشة في أواخر الاربعينات 

نعمة: حمد لله على سلامتك يا باشا

جاسر: الله يسلمك يا نعمة ، ثم وجه كلامه لرؤي ، دي يا ستي نعمة ، كبيرة الخدم هنا ، نعمة دي رؤي مراتي

نعمة بود : اهلا و سهلا يا هانم البيت نور 

رؤي مبتسمة: منور بحضرتك 


جاسر: نعمة ، حضريلنا العشا

نعمة بإيجاز: حاضر يا باشا 


ثم انصرفت من امامه بهدوء

رؤي بضيق: مش عيب تقول لست كبيرة كدا ، اسمها من غير لقب ، يعني مثلا حجة او طنط او خالتي او دادة حتي

جاسر ضاحكا: يا حبيبتي دي شغالة عندي


رؤي: بردوا ما ينفعش

جاسر مبتسما: انتي طيبة اوي يا رؤي ، تعالي يلا اما اوريكي اوضتنا


صعدت معه الي الطابق الثاني فوجدت الكثير من الغرف علي جانبي المرر الرخامي الفخم 

رؤي منبهرة: كل دي اوض 

جذب يدها برفق الي ان وصلا امام باب كبير ، فتح جاسر الباب وانحني بحركة مسرحية ، فابتسمت رؤي ودخلت الي الغرفة

انبهرت من ذوقها فهي غرفة كبيرة جدا ، بها سرير ضخم ، ومرآه كبيرة للزينة ودولاب ضخم يأخذ حائط بأكمله وفي المنتصف طاولة مستديرة بجانبها كرسيين من الجلد و( وشيزلونج ) كبير بجانب البلكونة واريكتان فخمتان في احد الجوانب 

جاسر مبتسما: واضح انها عجبتك

رؤي منبهرة : اوي ، ذوقك حلو اوي

جاسر مبتسما: شكرا، يلا بقي غيري هدومك عشان نتعشي 

ذهب جاسر وفتح دولابه واخرج له بعض الملابس وذهب ناحية الحمام الملحق بالغرفة 

خلعت رؤي النقاب عن وجهها وذهبت ناحية الدولاب وفتحته ، فوجدته ممتلئ بالكامل بملابس جاسر

رؤي بضيق: دا ما فيهوش هدوم ينفع البسها خالص طب اعمل ايه انا دلوقتي 


ظلت تقلب بين الملابس بيديها الي ان اختارت بيجامة سواد من القطن

خلعت ملابسها وارتدت البيجامة ،نظرت الي نفسها في المراءة ، لتجد نفسها بالكاد تصل الي نصف طول بنطاله والنص الاخر يتدلي علي


الارض اما بالنسبة للجاكت فكانت تغرق فيه 

سمعت ضحكات تأتي من خلفها فوجدت جاسر قد خرج من الحمام وما ان رآها حتي انهار في الضحك

جاسر ضاحكا: ايه يا رؤي الي انتي عملاه دا شكلك مسخرة


رؤي بغيظ: اعمل ايه يعني ما لقتش هدوم خالص غير هدومك ، بطل ضحك

جاسر ضاحكا: مش قادر شكلك يفطس من الضحك

اعطته ظهرها وعقدت ذراعيها امام صدرها بغيظ 

رؤي بغيظ: يوووه بقي

حاول كبح ضحكاته بصعوبة واردف بجدية مصطنعة : خلاص خلاص مش هضحك

التفت اليه ليسقط على الارض ضاحكا 

رؤي بغيظ: علي فكرة انت رخم 

تحركت لتخرج من الغرفة فتعثرت في رجل البنطال الطويلة وسقطت على الارض لتزداد ضحكات جاسر

جاسر ضاحكا بقوة : اااه انا عمري ما ضحكت كدا قبل كدة

توقف عن الضحك بصعوبة وقام من علي الارض وهو ينهج من كثرة الضحك 

ووقف امامها فاولته ظهرها بغيظ

جاسر مبتسما: خلاص بقي يا رؤتي ما تزعليش مش هضحك تاني

التفت اليه وهي تشهر سبابتها في وجهه : علي الله تضحك

كتم ضحكاته بصعوبة : اهو ما ضحكتش 

رؤي: اتفضل بقي اتصرف وهاتلي حاجة البسها

جاسر: حاليا ما فيش هدومي انا بس ، ما فيش هنا هدوم حريمي

رؤي: ليه يعني انت عايش في الفيلا دي لوحدك 

هز جاسر رأسه إيجابا

رؤي: ليه يعني مش انت كنت متجوز قبل كدة، ليه ما جبتهومش يعيشوا هنا

جاسر: انتي اول وآخر واحدة هتدخل الفيلا دي يا رؤي

رؤي: اشمعني انا

رفع كف يدها وقبلها بحنان : عشان انتي الوحيدة الي دخلت قلبي ، بحبك يا رؤي

رؤي بتلعثم : اااا...ننناااا


احاط احد وجنتيها بأحد كفيه 

جاسر: بحبك يا رؤتي ، بحبك ، ما تزعليش مني يا رؤي انا عارف انى اذيتك كتير ، بس هعوضك عن كل الي فات ، مش هخليكي عنيكي الحلوة دي تعيط تاني الا من كتر الضحك ، والله بحبك

ضمها إلى صدره يشدد على عناقها 

اما بالنسبة لها فكانت تشعر انها في حلم جميل انها 

تطير في سماء عشقه ويهبط عليها مطر كلامته فتنبت السعادة في قلبها 


ابتعدت عنه بخجل وهي تنظر ارضا من شدة خجلها

دقت الخادمة على باب الغرفة

نعمة: جاسر باشا العشا جاهز 

جاسر: طيب يا نعمة ، ثم وجه كلامه لرؤي ، يلا بينا

رؤي: هنزل كدة

نظر جاسر الي ملابسها ، فوجدت ان جاكت بيجامته يصل الي ما بعد ركبتيها

جاسر: اقلعي البنطلون

رؤي غاضبة: نعممممممم يا اخويا 

جاسر بدهشة: ايه في ايه انتي بتتحولي ولا ايه

رؤي غاضبة: قال اقلع البنطلون قال 

جاسر ضاحكا: يا هبلة مش قصدي،انا قصدي ان جاكت الترنج طويل واصل لبعد ركبتك ، فبدل ما تفضلي تتكعبلي في البلطلون اقلعيه 

رؤي بضيق: لاء بردوا عيب 


جاسر: خلاص يا رؤي انتي حرة اعملي الي تعمليه ، انا نازل اتعشي

ثم تركها ونزل 

رؤي بتفكير: طب اعمل ايه انا في الورطة دي ، اعمل ايه، اعمل ايه بس لقيتها

ظلت تبحث في الأدراج الي ان وجدت ما تبحث عنه وبدأت في العمل 

رؤي برضا: بس كدة ، كدة تمام


فتحت باب الغرفة ونزلت لأسفل ، فوجدت نعمة في طريقها

رؤي: احم ، لو سمحتي

نعمة: اؤمري يا هانم

رؤي مبتسمة: رؤي ، اسمي رؤي بلاش هانم دي عشان ما بحبهاش ، قوليلي رؤي بس

نعمة مبتسمة: شكلك طيبة اوي يا بنتي 

رؤي: ربنا يخليكي يا خالتي نعمة

نعمة: اسمي نعمة بس يا بنتي

رؤي: بصراحة لساني مش مطاوعني اقولك اسمك كدة من غير لقب وحضرتك اكبر مني 

نعمة مبتسمة: يسلموا الي ربوكي يا بنتي 

رؤي: شكرا يا خالتي ، صحيح فين جاسر

أشارت نعمة الي احدي الغرف


نعمة: في أوضة السفرة مستنيكي 

رؤي: شكرا يا خالتي، عن اذنك

تركتها وذهبت ناحية الغرفة ، فوجدت طاولة كبيرة في المنتصف عليها الكثير من الطعام الشهي وجاسر يجلس على رأس الطاولة ، مندمجا في هاتفه 

ذهبت رؤي اليه

رؤي: احم ، مساء الخير

جاسر وهو ينظر إليها: مساء النووو ، انتي عملتي ايه

رؤي وهي تجلس علي الطاولة: ابدا لقيت البطلون طويل اوي فجبت مقص وقصيته ، وعملته غرزتين عشان يضيق شوية 

جاسر وهو ينظر إلى البنطال بحسرة: اااه يا بنطلوني ، انتي عارفة الترنج دا بكام 

رؤي: كام يعني

جاسر: ليه هتدفعي تمنه

رؤي باستخفاف: اااه طبعا 

جاسر: 6500 جنية

فغرت فاهها بصدمة واسبلت جفنيها بعض الوقت لتستوعب الرقم 

رؤي: كاااااااام

جاسر: اتفضلي بقي ادفعي تمنه

رؤي بصدمة : 6500 جنية ليييييييييييييييه ، بيتغسل لوحده ولا بيكبر معاك


جاسر ضاحكا: دا قطن اصلي يا ماما

رؤي: علي فكرة انت اتنصب عليك ، دا 250 جنية فى كل حتة، حتي انزل العتبة اسأل


جاسر بدهشة: العتبة ، حاضر هنزل العتبة اسأل ، بس انا دلوقتي عايز 6500 جنية بتوعي

رؤي: لا يا بابا انت ليك عندي 3250 ، الجاكت سليم

جاسر: وانا هلبس الجاكت لوحده 

رؤي: وفقلك عليه بنطلون اي بيجامة تانية


رفع حاجبيه مندهشا: اوفقلي 

رؤي: اه وفقلك ، بس لو عندك بيجامة كحلي هيبقوا ليقين علي بعض

جاسر: ولو عوزت البس الجاكت بتاع البيجامة الكحلي ، اوفق عليه بنطلون اخضر ، بصي يا رؤي حلال عليكي الترنج كله وهاتي 6500 جنية بتوعي

رؤي بضيق: طب انا ماعيش فلوس اعمل ايه يعني

ابتسم جاسر بخبث وحك ذقنه باطراف اصابعه 

جاسر: خلاص تنفذيلي 6500 طلب

رؤي: نعمممممم ، ليه حد قالك اني مصباح علاء الدين 

جاسر: خلاص نخليهم 3 طلبات شوفتي انا كريم ازاي

رؤي: ماشي موافقة ، بس ما تنساش ان انا ليا عندك طلب

جاسر: انتي تؤمري مش تطلبي، هيا يا مولاتي اخبريني ما هو أمرك


رؤي بحذر: تهاني بنت عم اسماعيل

اغمض جاسر عينيه بألم وحبس انفاسه واكمل بنبرة محايدة: مالها

رؤي: مش حاسس انك غلطت في حقها ، دبحتها ودمرت حياتها

اخذ نفس عميقا ليسيطر علي نوبة انفعاله ويخرس صوت شيطانه، واردف بصوت حاد نسبيا : المطلوب يا رؤي

رؤي: تعالجها زي ما اذيتها ، يمكن ترجع تعيش حياتها تاني بعد الي عملته في المسكينة الي مالهاش اي ذنب 

جاسر بهدوء: انتي عيزاني اعالجها وانا موافق ، وخلص الكلام عن الموضوع دا وما يتفتحش تاني ، اعتبريه اول طلب من التلت طلبات


هزت رأسها إيجابا بهدوء واكملت تناول طعامها

الي ان انتهت

رؤي؛ الحمد لله ، عن اذنك 

جاسر: رايحة فين

رؤي: طالعة انام 

جاسر مبتسما: طب خديني في اديك احسن انا هلكان 

مد يده والتقط يدها وصعد الي اعلي ودخلا الغرفة

تمددت علي احد جانبي الفراش ووجهت سبابتها في وجهه 

رؤي: السرير كبير ما تلزقش فيا

جاسر بابتسامة مستفزة: انتي تطولي يا بيرة دا انا البنات بيترموا تحت رجلي ، عشان ابتسامة بس مني 


رؤي ساخرة: ليه كنت توم كروز وانا ما اعرفش


جاسر بثقة: انا احلي طبعا 

رؤي بغيظ: مغرور اوي 

ثم اولته ظهرها 

تمدد جاسر بجانبها واضعا ذراعيه خلف رأسه


جاسر: رؤي

رؤي: اممممم

جاسر: انتي نمتي

رؤي: ااااه

جاسر: بتردي عليا ازاي وانتي نايمة

رؤي: دي رسالة مسجلة

جاسر ضاحكا: والله انتي مسخرة

مرت عدة دقائق استسلمت فيهم للنوم ، قبل ان تقوم مفزوعة من نومها 

جاسر بلفهة : رؤي ، رؤي اصحي يا رؤي

قامت مفزوعة : في ايه ، ايه الي حصل

جاسر: ابدا بصحيكي عشان تنامي

نظرت له بغيظ بينما انفجر هو ضاحكا عليها

تركها تغط في النوم مرة اخري 

جاسر بلهفة: رؤي ، رؤي اصحي يا رؤي في حرامي ، اصحي يا رؤي حرامي


قامت مفزوعة: ايه حرامي ، بلغ البوليس بسرعة ، فين هو فين 


اشار جاسر اليها : اهو الحرامي

رؤي بغيظ: يا سلام وسرقت منك ايه ان شاء

جاسر مبتسما: سرقتي قلبي 

نظرت له بغيظ وعادت للنوم 

جاسر: رؤي ، يا رؤي ، يا رؤي 

رؤي بغيظ: عايز ايه يا جاسر

جاسر مبتسما باستفزاز : ابدا بجرب اسمك 

رؤي : انت عايز يا جاسر من الاخر 

جاسر ببراءة: تنامي في حضني


جزت على أسنانها بغيظ 

رؤي: ماشي بس سبني انام

فتح جاسر ذراعيه وأردف بمرح : خش في لحم اخوك يا فواز

ضحكت علي مزاحه ووضعت رأسها علي ذراعه فضمها اليه برفق


جاسر مبتسما: تصبحي على جنة يا رؤتي

رؤي بخجل: وانت من اهلها


مضت عدة ساعات ثم ارتفع أذان الفجر في الجوامع ، تملمت في نومتها عندما سمعت صوت الاذان ، وانسلت من بين ذراعيه برفق

وبدأ في إيقاظه

رؤي: جاسر، جاسر ، قوم يا جاسر قوم يا جاسر الفجر بيأذن


اعتدل جاسر في نومته ثم اولاها ظهره واكمل نومه

رؤي بغيظ: بقي مش عايز تقوم ، ماشي يا جاسر 

امسكت كوب الماء الموضوع بجانب الفراش واستدارات الي ان وقفت امامه من الناحية الاخري تتأمله وهو نائم ، فارتسمت ابتسامة صغيرة علي شفتيها وسيم، نعم هو بالفعل وسيم ، بشرة برونزية لامعة شعر بني طويل انف شامخ بكبرياء وشموخ، لحية خفيفة تزيد ملامحه وسامة ورجولة 

تذكرت جملته ، دا انا البنات بيترموا تحت رجليا فضيقت عينيها بغيظ ورمت المياة في وجهه ، فانتفض فزعا من نومه 

جاسر غاضبا: ايه الجنان دا

رؤي ببراءة: الفجر اذن وانت مش عايز تصحي

جاسر غاضبا: تقومي تعملي كدة ، عيل صغير انا بلعب معاكي 

رؤي بحزن: اسفة ، انا بس كنت عيزاك تصحي تصلي الفجر

جاسر بضيق: في مليون طريقة غير دي ، تصحي بيها بني آدم 

تجمعت الدموع في مقلتيها اطرقت رأسها بخزي : انا اسفة مش هعمل كدة تاني


ثم تركته وذهبت إلى الحمام لتتوضأ

جاسر: استغفر الله العظيم ، انا ايه بس الي خلاني اتعصبت عليها كدة 

خرجت رؤي من الحمام ، فدخل جاسر وتوضأ

ثم خرج

وفرش المصليات 

جاسر: مش هتصلي

رؤي : عايزة عباية اصلي فيها

فتح دولابه واخرج لها عبائه بيضاء 

جاسر: خدي دي صلي فيها 

ارتدت العباءة او بمعني اصح غاصت فيها ولفت حجابها حول رأسها 

جاسر: يلا ولا هنصليه ضحي

رؤي: خلاص انا خلصت ، ما تتساش ركعتين السنة قبل الفجر


هز رأسه إيجابا ووقف وامّها في الصلاة ، صليا السنة ثم اديا صلاة الفجر ولم يتوقف لسانه عن الدعاء لها ان تبقي معه ، ان يشفيها من مرضها ، اما هي فتحمد ربها كثيرا علي هذا التغير الذي طرأ عليه

انتيها من الصلاة

جاسر: حرما

رؤي: جمعا ان شاء الله

جاسر: معلش يا رؤي ما تزعليش لو اتعصبت عليكي 

رؤي مقاطعة بحزن: انا الي اسفة عشان عملت كدة ، اصل دايما كنت بعمل كدة في عاصم ودايما كان بيزعقلي وبيقولي اوعي تعملي كدة لما تتجوزي انتي مش طفلة بس أنا كنت دايما بعنده وبقوله لاء جوزي هيبقي عارف جناني ومش هيزعل مني

ثم رفعت عينيها المليئة بالدموع تنظر له بحزن : بس واضح انه كان عنده حق ، أنا آسفة مش هعمل كدة تاني 

قامت من امامه واتجهت ناحية الفراش وتمددت عليه 

ظل يتطلع اليها بحزن وندم قام من مكانه وتمدد علي الفراش ينظر لها


اغمض عينيه متصنعا النوم وداخله نيران تستعر حزنا علي حزنها وفارس احلامها الذي لم تلاقي منه سوي الإهانة والخوف والتعذيب والقليل فقط من السعادة ، حدث نفسه أنها لم تحبه وماذا فعل لتحبه لم اؤذيها ، علي من تكذب فهي مازالت ترتعد منك ، أحبها وبشدة ، اخشي ضياعها مني ، اذا عوضها اغرقها في بحور عشقك كما اغرقتها في سيول قسوتك ، نعم ساعوضها ساجعل عشقي يتخلل كل خلية في جسدها ، ساصبح في دمها كالادمان لا تستطيع الاستغناء عنه ، هكذا عاهد نفسه وهو مدد علي فراشه يتصنع النوم


شعر بها تنطلع اليه وهو نائم تعمد الاندماج في تمثيل دور النائم ليترك لها الحرية لتنظر له كما تريد بدون خجل ولكنها بدأت تمرر يدها علي شعره برفق وهي تقرأ بعض آيات القرآن بصوت منخفض هادئ جميل 

جاسر في نفسه: بحبك يا رؤي


في صباح اليوم التالي 


تململت في نومتها وتمطعت بذراعيها في الهواء ، نظرت بجانبها فلم تجد جاسر 

رؤي: ايه دا هو راح فين

جاسر: بتدوري عليا

التفت الي مصدر الصوت قرأته يقف امام مراءة الزينة يصفف شعره

جاسر مبتسما: صباح الفل 

رؤي مبتسمة بخجل: صباح الخير

جاسر: نمتي كويس

رؤي: اااه 

جاسر: انا جبتلك هدوم في الدولاب 

رؤي مبتسمة: بجد ، شكرا

جاسر: هستناكي علي الفطار متتاخريش

هزت رأسها إيجابا، قامت من مكانها واغتسلت وتوضأت فتحت الدولاب فوجدت العديد من الملابس الرائعة ، ظلت تقلب بينهم الي ان اختارت ترنج وردي اللون به ورود بيضاء ،وعقدت شعرها ديل حصان ونزلت الي اسفل 

ودخلت غرفة الطعام فوجدت نعمة تضع الطعام علي الطاولة

رؤي مبتسمة: صباح الخير يا خالتي

عقد جاسر حاجبيه باستفهام 

نعمة مبتسمة: صباح النور يا هانم

رؤي مبتسمة: مش قولنا بلاش هانم دي، اسمي رؤي، رؤي وبس

جاسر: رؤي تعالي هنا روحي انتي يا نعمة

نعمة: حاضر يا باشا

خرجت نعمة من الغرفة وذهبت رؤي وجلست على الطاولة

جاسر: ممكن افهم انتي بتقولي لنعمة يا خالتي ليه

رؤي: قولتلك دي ست كبيرة وانا ما اقدرش اناديها باسمها كدة بس 

جاسر: عارفك عنيدة ، اعملي الي يعجبك

رؤي مبتسمة: شكرا 

جاسر: انا رايح شغلي 

ثم اخرج من جيبه هاتفا واعطاه لها

جاسر: لو عوزتي حاجة كلميني 

رؤي: احم ، انا يعني كنت عايزة

جاسر: قولي علي طول من غير كسوف


رؤي: كنت عايزة اكلم اهلي اطمن عليهم

جاسر: هتلاقي علي الموبيل رقم باباكي ومامتك وعاصم اخوكي ، ورقمي طبعا ، تقدري تكلميهم زي ما انتي عايزة ، ثم اكمل مازحا وابقي رني عليا عشان ما عيش رصيد

ضحكت بشدة علي كلامه، تأمل ضحكتها السعيدة بابتسامة صغيرة ، وقسم داخل نفسه ان يجعل تلك الضحكة تدوم 


رؤي مبتسمة: انا متشكرة أوي يا جاسر

جاسر مبتسما: شكرك ليا هو اني اشوف دايما ضحكتك منورة وشك

ابتسمت بخجل وقد تصاعدت الدماء الي وجنتيها وانفها

قام جاسر من مكانه ووقف بجانبها وانثني بجذعه قليلا ودني برأسه منها فتسارعت دقات قلبها تقرع كالناقوس وبدأ صدرها يعلو ويهبط بخجل عندما قبل وجنتها وهمس بجانب اذنها بجملته المعتادة 

جاسر بصوت هامس: بعشق الورد الچوري

قم اعتدل وتحرك خطوة مبتعدا عنها ثم عاد اليها وقبل وجنتها الاخري وهو يقول نفس الجملة : عشان التانية ما تزعلش 

التقط سترته ومفاتيحه وخرج متوجها إلى سيارته 

جاسر للسائق: اطلع علي مستشفي...........

السائق: حاضر يا باشا

انطلقت السيارات الي المستشفى 

في قسم الشرطة

وقف صبري أمام الظابط الذي يخبره بالآتي: صبري باشا احنا اسفين واضح أن حصل سوء تفاهم ، عينه المعمل الجنائي اثبتت أن الي اتمسك عند حضرتك دقيق ابيض مش هيروين 

صبري ساخرا: بعد ايه بقي ما خلاص كل حاجة راحت

الظابط: تقدر حضرتك تروح

صبري بجد : أنا عايز اقدم بلاغ 

الظابط بدهشة: بلاغ في مين

صبري : جاسر مهران ، بتهمة الرشوة والاتجار في المخدرات

رواية أسيرة الشيطان الجزء 1


الفصل 25


صبري : جاسر مهران ، بتهمة الرشوة والاتجار في المخدرات 

الظابط: لاء مش فاهم يا ريت توضحلي اكتر

صبري : جاسر مهران هو الي حطلي المخدرات في الفيلا ، وهو الي رشي مسؤول معمل الجنائي عشان يخلي الهيروين دقيق


الظابط : وايه الي يثبت صحة كلامك

صبري : حققوا مع مسؤول المعمل الجنائي

اصدر الظابط أمر التحقيق مع مسؤول المعمل الجنائي 

في فيلا جاسر 

حملت رؤي الأطباق وذهبت بها الي المطبخ ، 

نعمة سريعا: ليه كدة يا هانم 

رؤي مبتسمة: بردوا هانم والله اسمي رؤي لو ماما كانت سمتني هانم كنت هقولك 

نعمة ضاحكة: دمك عسل يا بنتي 


رؤي مبتسمة: الله يخليكي يا خالتي 

تركتها وذهبت ناحية حوض الغسيل 

نعمة بدهشة ؛ انتي هتعملي ايه يا بنتي


رؤي: هغسل الاطباق 

نعمة سريعا: لا يا بنتي بالله عليكي جاسر باشا لو عرف انك مديتي ايدك في حاجة هيطين عيشتنا ، انتي ما تعرفيش جاسر باشا 


رؤي في نفسها بسخرية : أنا ما عرفش جاسر باشا دا محدش شاف الويل علي ايد جاسر زيي 


رؤي : حاضر يا خالتي عن اذنك 

نعمة : اتفضلي يا بنتي 

خرجت رؤي من المطبخ فنظرت احدي الخادمات التي كانت تتابع الموقف باهتمام الي نعمة ؛ بقي الشيطان الي اسمه جاسر يتجوز ، يتجوز البنت الغلبانة دي 


نعمة بضيق : عارفة لو سمعك هيعمل فيكي ايه 

الخادمة بخوف : لاء وعلي ايه انا هسكت خالص 


اخذت رؤي هاتفها الجديد ودخلت الي غرفتها واتصلت على هاتف والدتها ، انتظرت بعض دقائق الي أن أتاها صوت والدتها 


مجيدة: السلام عليكم

رؤي: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

مجيدة: رؤي يا حبيبتي يا بنتي ، أنتي عاملة ايه ، عملك ايه الحيوان دا اوعي يكون ضربك

رؤي ضاحكة: كل دي اسئلة 

مجيدة: انا عرفاكي يا بنت بطني ، بتبقي زعلانة وشايلة هم الدنيا وتضحكي وتهزري عشان ما حدش يشيل همك ، انطقي يا رؤي ضربك صح 

رؤي: لاء والله ما ضربني بالعكس ، دا خرجني وفسحني عارفة وداني الملاهي وحجز المكان كله لينا عشان ما حدش يضايقنا ، ووداني الفيلا بتاعته ، وجابلي موبايل جديد وعليه ارقامكوا ، بقي بيتعامل معايا كويس أوي


مجيدة مبتسمة: طب الحمد لله ، بقولك يا رؤي هسالك سؤال بس جاوبي بصراحة

رؤي: اسألي يا ماما 

مجيدة: هو جاسر اتجوزك ولا لسه 

رؤي: آه يا ماما مش كتبنا الكتاب قدامكوا 

مجيدة: مش قصدي كدة قصدي يعني لمسك 

رؤي: ما هو دايما بيلمسني لما بيتكلم معايا واحنا خارجين وكدة

مجيدة بضيق؛ يالهوي علي الغباء الله يكون في عون الراجل ، يا بنتي افهميني الله يكون في عونك يا جاسر ، خلاص يا رؤي مش عايزة اعرف حاجة 


رؤي : لاء يا ماما ما لمسنيش 


مجيدة: ليه 

تنهدت بتعب : هقولك ، ثم بدأت تقص علي والدتها ما حدث منذ أن كلمته في الهاتف واشترطت عليه ان يكون زواجهم على الورق لمدة شهر

رؤي: بس ، لحد امبارح جالي وقالي انه مش هيلمسني غير برضايا 

مجيدة: شكله ربنا هداه 

رؤي: يا رب يا ماما ، صحيح اخبار بابا وعاصم ايه 

مجيدة : صحيح دا عاصم هيتجنن من القلق عليكي ، استني اديكي تكلميه 


ذهبت مجيدة ناحية غرفة عاصم 

مجيدة: عصوم ، عندي ليك مفاجاءة حلوة 

عاصم بحزن : مفاجأة ، ايه بس يا ماما ، أنا هموت من القلق علي رؤي 

مجيدة : طب خد كلم 

أخذ عاصم الهاتف من يدها : السلام عليكم 

رؤي مبتسمة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، علي فكرة بقي أنا زعلانة منك عشان ضحكت عليا وما جبتليش بليلة 


هتف عاصم بلهفة : رؤي ، حبيبتي انتي كويسة

رؤي: أنا تمام زي الفل الحمد لله 

عاصم : قوليلي ضربك ، عملك حاجة 

رؤي: عملي حاجات مش حاجة واحدة

عاصم غاضبا: عملك ايه 

بدأت رؤي تقص عليه كل ما فعله جاسر لها منذ أن اخذها الي الملاهي حتي أعطاها الهاتف الجديد

جحظت عيني عاصم من الدهشة : بتهزري 

رؤي: والله زي ما بقولك كدة ، جاسر اتغير يا عاصم ، وعارف وعدني أنه هيعالج تهاني 


عاصم غاضبا: بعد ما دبحها وعذبها ، هيعالجها صحيح يقتل القتيل ويمشي في جنازته


رؤي: صدقني يا عاصم جاسر اتغير 

عاصم بألم: عمري ما هقدر اسامحه ، ليه عمل فيها كدة انتي ما شوفتهاش يا رؤي دا دمرها بقت شبه بني ادمه ، علي طول بتصرخ وتعيط 


رؤي: أنت لسه متمسك بيها يا عاصم 

عاصم منفعلا : طبعا ، مش عشان البيه جوزك دبحها وسابها ، هسيبها أنا كمان ، أنت هتجوزها وهعوضها عن الي حصلها 


رؤي: سريعا أنا مش قصدي حاجة والله ، أنا بس بسأل ما تزعلش مني 


عاصم بحنان: في حد يزعل من بنته ، انتي بنتي ، خلي بالك من نفسك كويس 

رؤي: حاضر يا بابا 


عاصم: سلام يا حبيبتي 

رؤي: مع ألف سلامة يا حبيبي خلي بالك من نفسك

عاصم: حاضر يا حبيبتي 

اغلقت رؤي الخط ، تربعت علي السرير تفكر كيف يمكنها أن تصلح العلاقة بين جاسر وعاصم 

وصل جاسر الي المستشفي ، ذهب الي مكتب الطبيب

جاسر غاضبا: الي في الاشعة دي صح 

ازدرق الطبيب ريقه بخوف : يا باشا حضرتك طلبت منا اننا نعرض الاشعة دي علي اكبر دكتور في لندن واحنا فعلا عملنا كدة ودي النتيجة 


جاسر غاضبا: يعني ايه هتموت 

الطبيب بخوف: يا باشا ما فيش حاجة مالهاش علاج ، حضرتك دكتور وعارف ، في الحالة دي احنا بنلجاء لعملية تبديل القلب نفسه 


جاسر غاضبا: تقب وتغطس وتجبلي قلب مناسب لحالتها ، هديك بدل المليون عشرة 


الطبيب بخوف: حاضر يا باشا ، بس المشكلة أن فصيلة الدم بتاعتها نادرة 


خبط جاسر علي المكتب بيديه بعنف وصاح غاضبا : مش شغلي تقلب الدنيا لحد ما تلاقي قلب مناسب ليها ، فاااااهم 


هزت الطبيب رأسه إيجابا سريعا : حااااضر ، يا باشا حااضر 


خرج جاسر من المستشفى وركب سيارته وانطلق الي الشركة 

في قسم الشرطة

تم التحقيق مع مسؤول المعمل الجنائي ولك يثبت اطلاقا تبديل العينة الاساسية التي خضعت للفحص 

الظابط لصبري : التقرير قدامي ، اثبت أن العينة هي هي ما اتغيرتش ولا حاجة وإن مسؤول المعمل الجنائي ما شفش جاسر مهران اساسا ولا يعرفه 

صبري بصدمة: أنت بتقول ايه مستحيل مستحيل

الظابط: والله دا الي موجود قدامي تقدر حضرتك تتفضل دلوقتي وجودك مالوش لازمة 

خرج صبري من قسم الشرطة وهو يشعر بالضياع ، الصدمة تكاد تشل رأسه

وجد هاتفه يرن فامسكه ورد

صبري : الو

جاسر ساخرا: صبري باشا ، كفاره يا راجل

صبري غاضبا : ازاي 

جاسر ضاحكا: انت فاكرني اهبل ولا ايه ، الشنطة الي اتمسكت عندك في الفيلا فيها دقيق ابيض من أفخر الانواع بتاع الفينو دا 

كل ما في الأمر أن أنا أخرت تقرير المعمل الجنائي شوية ، وعلي رأي الأستاذ أحمد السقا في فيلم ابن القنصل ، زي ما ظبطهالك انك تلبسها بالسنتي ، ظبطهالك اني اخرجك منها بالملي 

صبري غاضبا: مش هسيبك يا جاسر مش هسيبك

جاسر ضاحكا: أعلي ما في خيلك اركبه 

صبري غاضبا: بنتي فين 


جاسر: هوديك ليها ، أنا وعدتك وجاسر مهران ما يرجعش في كلمته ابدا ، سلام يا صبري باشا سابقا 


اغلق جاسر الخط وهو مبتسم بسعادة لا مثيل لها 

وصل الي شركته مع أذان العصر فاوقف سيارته أمام المسجد القريب من الشركة ونزل منها متوجها الي الجامع ، خلع حذائه ودخل الي الجامع ، فنظر له الموظفون بدهشة 


جاسر: مالكوا بتبصولي كدة ليه 

علي بسعادة: اخيرا يا جاسر ، والله ما حد هيأمنا غيرك 


هز جاسر رأسه إيجابا بهدوء ، ذهب وأسبغ وضوئه وعاد إليهم ليصلي بهم ، كان يوجد معظم موظفي الشركة ومن بينهم حسين 

صلي جاسر بهم ، بعد انتهاء الصلاة جلس جاسر مكانه بعد خروج الجميع ، يفكر ، أخطأ كثيرا يعرف ذلك ، سيقبل اي عقاب الا خسارتها 

سيدفع كل ما يملك من أجل علاجها حتي لو باع كل ما يملك 


فاق من شروده علي تلك اليد تربت على كتفه 

نظر الي الفاعل فوجده حسين والد رؤي 

رفع نظره له ، فوجد صفعة قوية تنزل علي وجهه ، وضع يده على وجهه بينما اتسعت عينيه بصدمة 

حسين: بنتي ما عملتش حاجة عشان تضربها بالقلم

ظلت عيني جاسر جاحظة من الصدمة 

حسين : حط نفسك مكاني وبنتك جوزها ضربها بالقلم قدام عينيك ، حط نفسك مكاني عايش عاجز عن انك تدافع عن بنتك ومش عارف جوزها بيعمل فيها ايه وأنت واثق أنه بني آدم مش طبيعي ، حط نفسك مكاني وبنتك عايزة تنتحر عشان تخلص من الي جوزها بيعمله فيها ، حرام عليك يا أخي ، وجاي بمنتهي الهدوء تصلي ، انت ايه يا أخي دا أنت غلبت الشيطان 


غامت عيني جاسر بالدموع صاح فجاءة : عارف أنت إحساس أنت بنتك ترجع مدبوحة ، مغتصبة عشان واحد حيوان ما عندوش ضمير ولا رحمة ، عمل فيها كدة ، عارف يعني ايه أبويا انتحر من حسرته علي بنته ، وأمي ماتت وراه من زعلها عليهم ، عارف يعني ايه تمسح جزم شوية عيال في الراحة والجاية يذلوا فيك 


أغمض جاسر عينيه واجهش في بكاء مرير وهو يتذكر ماضيه واخذ يكرر : ما حدش اتعذب واتذل زيي 


حسين: وبنتي ذنبها ايه 

جاسر بحدة: وأنا ذنبي ايه ، بنتك النجدة الي اتباعتلي عشان تخرجني من الوحل الي أنا فيه 


حسين : أنا عايز بنتي ، سيبها في حالها طلقها ورجعهالي

جاسر : لو رجعتهالك هتموت بنتك محتاجاني أكتر من أن أنا محتاجها 

حسين بدهشة: يعني ايه مش فاهم

جاسر: مش لازم تفهم 

حسين بحدة: لاء لازم دي بنتي ، انطف بنتي مالها

جاسر صارخا بحدة: بنتك عندها مرض نادر في القلب قدامها بالكتير سنة وتموت

يتبع 

تكملة الرواية من هنا 👇👇👇👇👇👇


من هنا



Post a Comment

Previous Post Next Post