رواية أسيرة الشيطان الجزء 1 الجزءالاول الفصل الثالث والثلاثون حتي الفصل السابع والثلاثون والاخير بقلم دينا جمال

 


رواية أسيرة الشيطان الجزء 1

الجزءالاول 

الفصل الثالث والثلاثون حتي الفصل السابع والثلاثون والاخير 

بقلم دينا جمال


الفصل 33


الفصل الثاني والثلاثون


ياسر: أنا طالب أيد الانسة نرمين

جاسر بجمود: طلبك مرفوض 

ياسر بصدمة: مرفوض ، ليه ، أنا صدر مني فعل 

مش كويس عرفت عني حاجة مش كويسة 

جاسر: لا ابدا لسمح الله

ياسر بحدة: اومال مرفوض

جاسر بهدوء: اهدي يا دكتور واديني فرصة اكمل كلامي 

ياسر بضيق: اتفضل اتكلم

جاسر: تعالا معايا المكتب 

اصطبح جاسر ياسر الي مكتبه 

_____________________________

عند رؤي وعاصم

رؤي مبتسمة: عصومي وحشتني اوي يا حبيبي

عاصم مبتسما: وأنتي كمان يا حبيبتي ، بس ايه الجمال دا عسل يا ناس في النقاب 

رؤي بثقة : يا ابني أنا طول عمري عسل

عاصم ضاحكا: أسود 

رؤي بضيق: يا رخم والله هعضك ، مش هقولك علي المفاجاءة 

عاصم باهتمام : مفاجأة ايه 

رؤي بحذر: تهاني 

غامت عيني عاصم بعاصفة من الحزن : مالها 

رؤي: هقولك

_______________________________

عند إيمان وعمرو

عمرو ساخرا: رؤي وحشاني يا عمرو ، واهي رؤي مش معبراكي حتي

إيمان بضيق: حرام عليك الحفلة مليانة ناس واكيد مشغولة 

سمعوا صوت يأتي من خلفهم : ايه دا معقولة إيمان

نظرت إيمان خلفها فابتسمت تلقائيا : ازيك حضرتك يا طنط

سناء مبتسمة بود: الحمد لله يا حبيبتي ، انتي عاملة ايه 

إيمان مبتسمة: الحمد لله علي كل حال ، عمرو أخويا ، طنط سناء مامت باشمهندس علي الي انقذني في اليوم اياه

عمرو مبتسما بأدب: ازي حضرتك يا افندم ، طبعا فاكراها ، اومال فين باشمهندس علي


علي بمرح :، وأنا اقول شرقت ليه اتاريكوا جايبين في سيرتي 

تسارعت دقات قلبها بشدة عندما سمعت صوته ، نظرت ناحية الصوت بلهفة واضحة لتري لمعة عينيه الدافئة ، فاستغفرت ربهت سريعا ووضعت نظرها أرضا 

عمرو مبتسما : اهلا اهلا ازيك يا باشمهندس علي

صافحه علي بود : بخير الحمد لله ، ازيك أنت ، احم ازيك يا استاذة إيمان

بصعوبة استطاعت إخراج صوتها من فمها من شدة توترها : الحمد لله

سناء: عن اذنكوا دقيقة واحدة وراجعين ، عايزاك يا علي

عمرو مبتسما: آه طبعا اتفضلوا 


اخذت سناء علي وابتعدت قليلا

علي بقلق: خير يا أمي انتي كويسة

سناء بعتاب : لاء مش كويسة ومش هبقي كويسة غير ما تسمع كلامي وتتجوز 

علي : وايه الي فتح سيرة الجواز دلوقتي بس

سناء: إيمان

علي بدهشة: إيمان

سناء: آه علي فكرة البت دي بتحبك

علي ساخرا: يا سلام وحضرتك عرفتي منين 

سناء: مالكش دعوة ، احنا ستات زي بعض نفهم بعض 

علي : يعني انتي عايزة ايه دلوقتي

سناء: تسمع كلامي ونروح نتقدم لايمان ، هتفضل عازب لحد امتي دا انت عندك 31 سنة

علي : طب سبيني افكر 

سناء: لاء دلوقتي 

علي بدهشة: دلوقتي

سناء : ايوة أنت ما ينفعش معاك غير كدة ، تعالا 

امسكت سناء يد علي وجذبته خلفها بقوة وذهبت ناحية ايمان واخيها

سناء مبتسمة: معلش اتأخرنا عليكوا

عمرو: لا ابدا ولا يهم حضرتك

سناء مبتسمة: بص يا إبني من الآخر أنا طالبة منك أيد اختك العسل دي لعلي إبني ، قولت ايه يا إبني


دلو من الماء البارد القي على رأسها في عز الشتاء كادت عينيها إن تخرج من مكانها من الصدمة والفرحة 

عمرو مبتسما: أنا عن نفسي طبعا موافق ، أنا مش هلاقي لأختي احسن من الباشمهندس علي ، بس طبعا لازم نعرف رأي العروسة 


سناء مبتسمة: ها ايه يا عروسة ايه رأيك 

ظل ايمان صامتة تنظر لهم بدهشة

سناء سريعا بابتسامة: السكوت علامة الرضا ، نقرأ الفاتحة 

( ايه يا طنط المستعجلة مالك ) 

علي في نفسه : والله يا ماما انتي عليكي حاجات غريبة ، بس جاية في مصلحتي بصراحة ، أنا فعلا معجب بيها بس الظروف ما كنتش سامحة إني اروح اتقدملها ، صحيح كيدهن عظيم يا سوسو 

عمرو مبتسما: طب أنا هروح انادي عمي حسين وعاصم 


علي : وأنا هروح اشوف جاسر ونرمين

_______________________________


في مكتب جاسر 

دخل جاسر ومن خلفه ياسر 

ياسر بضيق: أنا عايز افهم أنا ليه طلبي مرفوض وايه الي حضرتك عايز تقولهولي 

جاسر بهدوء: اهدي يا دكتور ، وهتفهم كل حاجة ، بس قسما بربي من كلمة من الي اتقالت هنا طلعت برة ، ديتك معايا رصاصة 

هز ياسر رأسه إيجابا ، فبدأ جاسر يحكي له كل ما جري لنرمين دون ذكر الجزء المتعلق بعائلته


جاسر: اظن أنت دلوقتي عرفت كل حاجة ، ودلوقتي بقي ليك حرية الاختيار تكمل ولا تبعد ، بس خد لو قررت تكمل كان أو تبعد أعرف لو فكرت بس ان ضايقتها في الموضوع دا ولو بربع كلمة هيتم سمسم الصغيرة ، هتبقي يتيمة الأم والأب


ياسر بعد صمت : حضرتك ما رضتش عليا أنا طالب ايد أخت حضرتك آه ولا لاء 

جاسر: والي حصل زمان

ياسر: ماليش دعوة بيه ، مالهاش ذنب في حاجة 

جاسر: ولو فكرت تضايقها 

ياسر : اقتلني

جاسر مبتسما : تمام يا دكتور ، كدة أنا موافق 

ياسر: نقرا الفاتحة 

جاسر: طب مش أخد رأي العروسة 

كاد ياسر أن يرد عندما قاطعه صوت طرقات علي باب مكتب 

جاسر: أدخل

فتح علي الباب ودخل

جاسر مبتسما: تعالا يا علي

علي : ايه يا إبني ، اختفيت فجأة

جاسر مبتسما: دكتور ياسر طالب أيد نرمين

علي ضاحكا: دا النهاردة يوم الجواز العالمي 

جاسر مستفهما : ليه مين تاني هيتجوز

علي مبتسما: أنا 

جاسر بدهشة: أنت ، ثم اكمل بخبث البت الممرضة صح

علي بضيق: ما تقولش عليها كدة ، ايه البت الممرضة دي

جاسر ضاحكا: دا واضح إن الشيخ علي وقع

علي بمكر: الله طب ما جاسر باشا كمان وقع هي يعني جت عليا

ارتسمت ابتسامة صغيرة علي شفتي جاسر عندما مرت صوره رؤي امام عينيه

جاسر بصوت منخفض: ربنا يخليكي ليا يا حبيبتي

علي : أنت يا عم روحت فين

جاسر: ها ، أنا هنا هو

علي: طب يلا قوم أمي مصممة نقرأ الفاتحة دلوقتي

ياسر: حلو ، نقرأ فتحتي أنا ونرمين احنا كمان 

جاسر مبتسما: يلا بينا

_________________________________

عاصم بصدمة: مستحيل الي انتي بتقوليه دا


رؤي: لاء حقيقي إسماعيل اذي جاسر وعيلته ومع ذلك جاسر ما آذاش تهاني ، هو أداها حبوب هلوسة وبعد ما مفعولها يخلص مش هتفتكر اصلا الي حصل

عاصم بشرود : أنا حاسس إن تايه فرحان ومتلغبط ومذهول

رؤي : جاسر شاف كتير اوى يا عاصم ، الناس جم عليه واذوه هو وعيلته ، أنا بس ليا عندك طلب

عاصم: ايه هو

رؤي: سامحه عشان خاطري هو ما آذهاش ولا آذاني جاسر طيب اوي ، والله ساعات بحس إن جواه طفل برئ تايه عايز يحس بالأمان والحنان


عاصم مبتسما بحنان : انتي حبتيه

هزت رأسها إيجابا بخجل : ايوة حبيته ، جاسر اطيب واحن إنسان في الدنيا 

عاصم مبتسما: ربنا يهنيكوا يا حبيبتي

رؤي برجاء: هتسامحه

عاصم: أنا اساسا سامحته

رؤي بسعادة: هييه يا حبيبي يا عاصم

قفزت تحتضنه بسعادة في لحظة دخول جاسر 

جاسر : ليلة ابوكي سودا 

رؤي: جاسوره حبيبي جيت أمتي

جاسر: من أول العشق الممنوع

ذهب ناحية رؤي وجذبها الي حضنه : انتي تحضنيني أنا بس فاهمة

عاصم ضاحكا: الحقي يا رؤي جوزك بيغير مني

خد بالك أنا حبيبها الاولاني ، صح يا رورو

نظر جاسر بغيظ الي رؤي : ما تنطقي

احتضنت رؤي ذراع جاسر : لاء أنت وحش جاسر بس الي حبيبي

ثم اخرجت له طرف لسانها بمرح 

عاصم ضاحكا: اه يا واطية خانك البليلة يا رؤي 

كانت تمزح مع اخيها غافلة علي أن تلك الحركة التلقائية الذي الكلام الذي خرج ببراءة من شفتيها ، عزف انغامه علي اوتار قلبه ليزيده عشقا 

جاسر مبتسما: يلا عشان هنقروا فتحة نرمين وياسر وعلي وايمان

رؤي بصدمة: إيمان مين

جاسر: إيمان صاحبتك

رؤي: آه يا ندهلة يا جزمة يا حيوانة والله لوريكي ، أنا آخر من يعلم ماشي يا ايمان ، اوعوا من وشي

رمقها جاسر بدهشة وافسح لها الطريق لتذهب الي الخارج بخطوات غاضبة

عاصم ضاحكا: هتاكلها 

جاسر ضاحكا: اختك دي مجنونة والله 


تجمع كل من في المنزل في ساحة المنزل الواسعة 

رؤي بغيظ: ماشي يا ايمان أنا آخر من يعلم والله لوريكي 

جاسر ضاحكا: رؤي تعالي يا هبلة هنا 

ذهب ناحيتها وجذب يدها واوقفها بجانبه

جاسر: طبعا ، أنا مش عارف اشكركوا ازاي علي تشريفنا النهاردة ، حمد علي سلامتك يا نيرو يا قلب اخوكي 

نظرت له نرمين بابتسامة واسعة ، بينما اكمل هو 

جاسر مبتسما: بما أن علي طلب أيد الآنسة إيمان ، ودكتور ياسر طلب ايد نرمين ، فأنا بقول نقرأ الفاتحتين مع بعض

اتسعت عيني نرمين بصدمة نقلت نظرها بين جاسر وياسر وسمسم الصغيرة التي لم تغب عنها منذ أن جاءت الي الحفلة

فهم جاسر نظراتها فرد عليها بنظرات هادئة مطمئنة 

جاسر مبتسما: يلا بسم الله الرحمن الرحيم 

رفع الجميع أيديهم لقراءة الفاتحة ، انتهت من قراءة قراءة الفاتحة نظرت لهم بسعادة ، ولكن رغما عنها انقبضت غصة في قلبها ، تمنت مثل اي فتاة أن ترتدي ذلك الفستان الأبيض ، أن يقام لها حفل زفاف حتي وإن كان بسيطا 

فاقت من شرودها علي يده تلوح أمام وجهها

جاسر؛ مالك يا رؤتي 

رؤي بنفي: ما فيش صدعت شوية 

جاسر: تحبي تطلعي ترتاحي

رؤي : لاء أنا كويسة 

جاسر: طب لو حسيتي بتعب قوليلي

رؤي: حاضر 

حسين مبتسما: طب نستأذن احنا بقي 

جاسر: ما بدري يا عمي

حسين: لاء معلش كفاية كدة ، طمطم نامت وعندها مدرسة الصبح 

جاسر: خلاص خليكوا بايتين هنا 

حسين: تعيش يا إبني بس أنت عارف إن الواحد ما بيرتحش غير في بيته 

جاسر: علي راحتك 

حسين لرؤي : عايزة حاجة يا حبيبتي

رؤي: لاء يا بابا عايزة سلامتك 

ودعت رؤي عائلتها ، رحل من بعدهم عمرو وايمان فذهب علي مع والدته ليوصلهم ، كان آخر الراحلين ياسر مع ابنته الصغيرة

نرمين: عايزة اتكلم معاك يا جاسر

رؤي: طب أنا هطلع اغير هدومي عن اذنكوا 

صعدت رؤي لأعلي

جاسر: خير يا نيرو

نرمين: أنت ازاي تعمل كدة ، أنا ما ارضتش اعترض عشان شكلك قدام الناس

جاسر: أعمل ايه مش فاهم 

نرمين بدموع: ليه وافقت ، أنا اه بحبه بس هو لما يعرف الي حص.....

وضع جاسر اصبعه علي شفتيها: هششش ، ياسر عارف كل حاجة

نرمين بصدمة: عارف أنت الي قولتله

هز جاسر رأسه إيجابا: أيوة ومع ذلك صمم أنه يتجوزك ، أنا قولتلك الي حصل دا مالكيش ذنب فيه ، وادي ربنا عوضك بواحد احسن من الزفت الي اسمه حاتم 

نرمين: ااا.......

جاسر بضيق: بس بقي بطلي رغي أنا هلكان وعايز انام ، تصبحي على خير يا حبيبتي

نرمين: وانت من اهله 

صعد جاسر الي غرفته فوجدها تجلس على الفراش تضع امامها مصحف 

رؤي: أنا جاهزة

جاسر: جاهزة لايه بالظبط 

رؤي: أنك تحفظني القرآن

جاسر مبتسما : حاضر يا ستي هغير هدومي واجي

ذهب جاسر وبدل ملابسه وعاد وجلس امامها علي الفراش سمي بسم الله وفتح المصحف وبدأ يقرأ في آيات سورة البقرة 


( الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (6) خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (7) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8) يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (12) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ (13) وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14) اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15) )


ظلت تتابعه باهتمام شديد ، توقفت أصوات العالم كلها وبقي صوته وهو يقرأ القرآن بصوت عذب رزين 

جاسر: صدق الله العظيم ، أنا هقرأ آيه بآيه وانتي تقولي ورايا


هزت رأسها إيجابا بحماس ، فبدأ يقرأ وهي خلفه ، يرشدها علي مواضع التجويد في كل آيه 

رؤي: دول 15 آيه بس

جاسر مبتسما بحنان: ما تشقيش علي نفسك ، النهاردة 15 بكرة 20 ، بعده 25 وهكذا 

رؤي مبتسمة: ماشي حاضر

جاسر: هسمعلك بكرة لما أجي من الشغل عارفة لو ما حفظتيش هعلقك 


رؤي مبتسمة ببراءة: رؤي تلميذة شاطرة وهتسمع الكلام 

جاسر بحنان: وجاسر هيحب رؤي الشاطرة وهيجبلها كل الي نفسها فيه 

رؤي مبتسمة: أنت طيب أوي يا جاسر 

جاسر مبتسما بخبث: ما أنا عارف ، بقولك ايه ما تيجي اقولك حاجة سر 

مد يده واغلق اضاءة الغرفة 

( لتسكت شهرزاد عن الكلام الغير مباح ) 


مر أسبوعين سارت الحياة فيهم بشكل طبيعي وهادئ ، الي إن جاء ذلك اليوم 

نرمين بقلق: مالك يا رؤي وشك أصفر ليه كدة

رؤي بتعب : مش عارفة يا نرمين حاسة ان روحي بتتسحب مني مش قادرة اقوم ودايخة اوي

نرمين بقلق: طب أنا هتصل بجاسر 

رؤي سريعا: لالا ما تقلقهوش أنا شوية وهبقي كويسة

نرمين بحنان : طب يا حبيبتي اطلعي ارتاحي شوية

صعدت رؤي لاعلي بخطوات بطيئة ، ما أن دخلت غرفتها لحقتها نعمة الخادمة

رؤي بتعب : جبتي الي قولتلك عليه 

نعمة : ايوة يا هانم اتفضلي

رؤي بابتسامة شاحبة: شكرا يا خالتي 

نعمة : العفو يا بنتي هروح اعمل حاجة دافية 

خرجت نعمة من الغرفة ، فاخذت رؤي تلك الحقيبة الصغيرة وذهبت الي المرحاض

ببنما في الأسفل 

امسكت نرمين هاتفها واتصلت بجاسر 

جاسر: السلام عليكم خير يا نيرو

نرمين: جاسر أنت فين

جاسر: جاي آهو ، خلصت النهاردة بدري

نرمين: طب تعالا علي طول ما تتأخرش

جاسر: في ايه يا نرمين

نرمين بقلق ؛ اصل رؤي شكلها تعبان أوي

جاسر بفزع: تعبانة أنا جاي حالا 

صرخ جاسر في السائق ليزيد من سرعة السيارة

بينما في غرفة رؤي 

خرجت من الحمام تمسك في يدها تلك العصاة البلاستيكية ، لم تفارق الدهشة وجهها ، لا تصدق أنها بالفعل 

قطع شرودها انفتاح الباب بقوة ، ودخول جاسر بلهفة 

جاسر بقلق: رؤي مالك يا حبيبتي نرمين قالتلي انك تعبانة 

رؤي بصدمة: أنا حامل

رواية أسيرة الشيطان الجزء 1


الفصل 33


الفصل الثاني والثلاثون


ياسر: أنا طالب أيد الانسة نرمين

جاسر بجمود: طلبك مرفوض 

ياسر بصدمة: مرفوض ، ليه ، أنا صدر مني فعل 

مش كويس عرفت عني حاجة مش كويسة 

جاسر: لا ابدا لسمح الله

ياسر بحدة: اومال مرفوض

جاسر بهدوء: اهدي يا دكتور واديني فرصة اكمل كلامي 

ياسر بضيق: اتفضل اتكلم

جاسر: تعالا معايا المكتب 

اصطبح جاسر ياسر الي مكتبه 

_____________________________

عند رؤي وعاصم

رؤي مبتسمة: عصومي وحشتني اوي يا حبيبي

عاصم مبتسما: وأنتي كمان يا حبيبتي ، بس ايه الجمال دا عسل يا ناس في النقاب 

رؤي بثقة : يا ابني أنا طول عمري عسل

عاصم ضاحكا: أسود 

رؤي بضيق: يا رخم والله هعضك ، مش هقولك علي المفاجاءة 

عاصم باهتمام : مفاجأة ايه 

رؤي بحذر: تهاني 

غامت عيني عاصم بعاصفة من الحزن : مالها 

رؤي: هقولك

_______________________________

عند إيمان وعمرو

عمرو ساخرا: رؤي وحشاني يا عمرو ، واهي رؤي مش معبراكي حتي

إيمان بضيق: حرام عليك الحفلة مليانة ناس واكيد مشغولة 

سمعوا صوت يأتي من خلفهم : ايه دا معقولة إيمان

نظرت إيمان خلفها فابتسمت تلقائيا : ازيك حضرتك يا طنط

سناء مبتسمة بود: الحمد لله يا حبيبتي ، انتي عاملة ايه 

إيمان مبتسمة: الحمد لله علي كل حال ، عمرو أخويا ، طنط سناء مامت باشمهندس علي الي انقذني في اليوم اياه

عمرو مبتسما بأدب: ازي حضرتك يا افندم ، طبعا فاكراها ، اومال فين باشمهندس علي


علي بمرح :، وأنا اقول شرقت ليه اتاريكوا جايبين في سيرتي 

تسارعت دقات قلبها بشدة عندما سمعت صوته ، نظرت ناحية الصوت بلهفة واضحة لتري لمعة عينيه الدافئة ، فاستغفرت ربهت سريعا ووضعت نظرها أرضا 

عمرو مبتسما : اهلا اهلا ازيك يا باشمهندس علي

صافحه علي بود : بخير الحمد لله ، ازيك أنت ، احم ازيك يا استاذة إيمان

بصعوبة استطاعت إخراج صوتها من فمها من شدة توترها : الحمد لله

سناء: عن اذنكوا دقيقة واحدة وراجعين ، عايزاك يا علي

عمرو مبتسما: آه طبعا اتفضلوا 


اخذت سناء علي وابتعدت قليلا

علي بقلق: خير يا أمي انتي كويسة

سناء بعتاب : لاء مش كويسة ومش هبقي كويسة غير ما تسمع كلامي وتتجوز 

علي : وايه الي فتح سيرة الجواز دلوقتي بس

سناء: إيمان

علي بدهشة: إيمان

سناء: آه علي فكرة البت دي بتحبك

علي ساخرا: يا سلام وحضرتك عرفتي منين 

سناء: مالكش دعوة ، احنا ستات زي بعض نفهم بعض 

علي : يعني انتي عايزة ايه دلوقتي

سناء: تسمع كلامي ونروح نتقدم لايمان ، هتفضل عازب لحد امتي دا انت عندك 31 سنة

علي : طب سبيني افكر 

سناء: لاء دلوقتي 

علي بدهشة: دلوقتي

سناء : ايوة أنت ما ينفعش معاك غير كدة ، تعالا 

امسكت سناء يد علي وجذبته خلفها بقوة وذهبت ناحية ايمان واخيها

سناء مبتسمة: معلش اتأخرنا عليكوا

عمرو: لا ابدا ولا يهم حضرتك

سناء مبتسمة: بص يا إبني من الآخر أنا طالبة منك أيد اختك العسل دي لعلي إبني ، قولت ايه يا إبني


دلو من الماء البارد القي على رأسها في عز الشتاء كادت عينيها إن تخرج من مكانها من الصدمة والفرحة 

عمرو مبتسما: أنا عن نفسي طبعا موافق ، أنا مش هلاقي لأختي احسن من الباشمهندس علي ، بس طبعا لازم نعرف رأي العروسة 


سناء مبتسمة: ها ايه يا عروسة ايه رأيك 

ظل ايمان صامتة تنظر لهم بدهشة

سناء سريعا بابتسامة: السكوت علامة الرضا ، نقرأ الفاتحة 

( ايه يا طنط المستعجلة مالك ) 

علي في نفسه : والله يا ماما انتي عليكي حاجات غريبة ، بس جاية في مصلحتي بصراحة ، أنا فعلا معجب بيها بس الظروف ما كنتش سامحة إني اروح اتقدملها ، صحيح كيدهن عظيم يا سوسو 

عمرو مبتسما: طب أنا هروح انادي عمي حسين وعاصم 


علي : وأنا هروح اشوف جاسر ونرمين

_______________________________


في مكتب جاسر 

دخل جاسر ومن خلفه ياسر 

ياسر بضيق: أنا عايز افهم أنا ليه طلبي مرفوض وايه الي حضرتك عايز تقولهولي 

جاسر بهدوء: اهدي يا دكتور ، وهتفهم كل حاجة ، بس قسما بربي من كلمة من الي اتقالت هنا طلعت برة ، ديتك معايا رصاصة 

هز ياسر رأسه إيجابا ، فبدأ جاسر يحكي له كل ما جري لنرمين دون ذكر الجزء المتعلق بعائلته


جاسر: اظن أنت دلوقتي عرفت كل حاجة ، ودلوقتي بقي ليك حرية الاختيار تكمل ولا تبعد ، بس خد لو قررت تكمل كان أو تبعد أعرف لو فكرت بس ان ضايقتها في الموضوع دا ولو بربع كلمة هيتم سمسم الصغيرة ، هتبقي يتيمة الأم والأب


ياسر بعد صمت : حضرتك ما رضتش عليا أنا طالب ايد أخت حضرتك آه ولا لاء 

جاسر: والي حصل زمان

ياسر: ماليش دعوة بيه ، مالهاش ذنب في حاجة 

جاسر: ولو فكرت تضايقها 

ياسر : اقتلني

جاسر مبتسما : تمام يا دكتور ، كدة أنا موافق 

ياسر: نقرا الفاتحة 

جاسر: طب مش أخد رأي العروسة 

كاد ياسر أن يرد عندما قاطعه صوت طرقات علي باب مكتب 

جاسر: أدخل

فتح علي الباب ودخل

جاسر مبتسما: تعالا يا علي

علي : ايه يا إبني ، اختفيت فجأة

جاسر مبتسما: دكتور ياسر طالب أيد نرمين

علي ضاحكا: دا النهاردة يوم الجواز العالمي 

جاسر مستفهما : ليه مين تاني هيتجوز

علي مبتسما: أنا 

جاسر بدهشة: أنت ، ثم اكمل بخبث البت الممرضة صح

علي بضيق: ما تقولش عليها كدة ، ايه البت الممرضة دي

جاسر ضاحكا: دا واضح إن الشيخ علي وقع

علي بمكر: الله طب ما جاسر باشا كمان وقع هي يعني جت عليا

ارتسمت ابتسامة صغيرة علي شفتي جاسر عندما مرت صوره رؤي امام عينيه

جاسر بصوت منخفض: ربنا يخليكي ليا يا حبيبتي

علي : أنت يا عم روحت فين

جاسر: ها ، أنا هنا هو

علي: طب يلا قوم أمي مصممة نقرأ الفاتحة دلوقتي

ياسر: حلو ، نقرأ فتحتي أنا ونرمين احنا كمان 

جاسر مبتسما: يلا بينا

_________________________________

عاصم بصدمة: مستحيل الي انتي بتقوليه دا


رؤي: لاء حقيقي إسماعيل اذي جاسر وعيلته ومع ذلك جاسر ما آذاش تهاني ، هو أداها حبوب هلوسة وبعد ما مفعولها يخلص مش هتفتكر اصلا الي حصل

عاصم بشرود : أنا حاسس إن تايه فرحان ومتلغبط ومذهول

رؤي : جاسر شاف كتير اوى يا عاصم ، الناس جم عليه واذوه هو وعيلته ، أنا بس ليا عندك طلب

عاصم: ايه هو

رؤي: سامحه عشان خاطري هو ما آذهاش ولا آذاني جاسر طيب اوي ، والله ساعات بحس إن جواه طفل برئ تايه عايز يحس بالأمان والحنان


عاصم مبتسما بحنان : انتي حبتيه

هزت رأسها إيجابا بخجل : ايوة حبيته ، جاسر اطيب واحن إنسان في الدنيا 

عاصم مبتسما: ربنا يهنيكوا يا حبيبتي

رؤي برجاء: هتسامحه

عاصم: أنا اساسا سامحته

رؤي بسعادة: هييه يا حبيبي يا عاصم

قفزت تحتضنه بسعادة في لحظة دخول جاسر 

جاسر : ليلة ابوكي سودا 

رؤي: جاسوره حبيبي جيت أمتي

جاسر: من أول العشق الممنوع

ذهب ناحية رؤي وجذبها الي حضنه : انتي تحضنيني أنا بس فاهمة

عاصم ضاحكا: الحقي يا رؤي جوزك بيغير مني

خد بالك أنا حبيبها الاولاني ، صح يا رورو

نظر جاسر بغيظ الي رؤي : ما تنطقي

احتضنت رؤي ذراع جاسر : لاء أنت وحش جاسر بس الي حبيبي

ثم اخرجت له طرف لسانها بمرح 

عاصم ضاحكا: اه يا واطية خانك البليلة يا رؤي 

كانت تمزح مع اخيها غافلة علي أن تلك الحركة التلقائية الذي الكلام الذي خرج ببراءة من شفتيها ، عزف انغامه علي اوتار قلبه ليزيده عشقا 

جاسر مبتسما: يلا عشان هنقروا فتحة نرمين وياسر وعلي وايمان

رؤي بصدمة: إيمان مين

جاسر: إيمان صاحبتك

رؤي: آه يا ندهلة يا جزمة يا حيوانة والله لوريكي ، أنا آخر من يعلم ماشي يا ايمان ، اوعوا من وشي

رمقها جاسر بدهشة وافسح لها الطريق لتذهب الي الخارج بخطوات غاضبة

عاصم ضاحكا: هتاكلها 

جاسر ضاحكا: اختك دي مجنونة والله 


تجمع كل من في المنزل في ساحة المنزل الواسعة 

رؤي بغيظ: ماشي يا ايمان أنا آخر من يعلم والله لوريكي 

جاسر ضاحكا: رؤي تعالي يا هبلة هنا 

ذهب ناحيتها وجذب يدها واوقفها بجانبه

جاسر: طبعا ، أنا مش عارف اشكركوا ازاي علي تشريفنا النهاردة ، حمد علي سلامتك يا نيرو يا قلب اخوكي 

نظرت له نرمين بابتسامة واسعة ، بينما اكمل هو 

جاسر مبتسما: بما أن علي طلب أيد الآنسة إيمان ، ودكتور ياسر طلب ايد نرمين ، فأنا بقول نقرأ الفاتحتين مع بعض

اتسعت عيني نرمين بصدمة نقلت نظرها بين جاسر وياسر وسمسم الصغيرة التي لم تغب عنها منذ أن جاءت الي الحفلة

فهم جاسر نظراتها فرد عليها بنظرات هادئة مطمئنة 

جاسر مبتسما: يلا بسم الله الرحمن الرحيم 

رفع الجميع أيديهم لقراءة الفاتحة ، انتهت من قراءة قراءة الفاتحة نظرت لهم بسعادة ، ولكن رغما عنها انقبضت غصة في قلبها ، تمنت مثل اي فتاة أن ترتدي ذلك الفستان الأبيض ، أن يقام لها حفل زفاف حتي وإن كان بسيطا 

فاقت من شرودها علي يده تلوح أمام وجهها

جاسر؛ مالك يا رؤتي 

رؤي بنفي: ما فيش صدعت شوية 

جاسر: تحبي تطلعي ترتاحي

رؤي : لاء أنا كويسة 

جاسر: طب لو حسيتي بتعب قوليلي

رؤي: حاضر 

حسين مبتسما: طب نستأذن احنا بقي 

جاسر: ما بدري يا عمي

حسين: لاء معلش كفاية كدة ، طمطم نامت وعندها مدرسة الصبح 

جاسر: خلاص خليكوا بايتين هنا 

حسين: تعيش يا إبني بس أنت عارف إن الواحد ما بيرتحش غير في بيته 

جاسر: علي راحتك 

حسين لرؤي : عايزة حاجة يا حبيبتي

رؤي: لاء يا بابا عايزة سلامتك 

ودعت رؤي عائلتها ، رحل من بعدهم عمرو وايمان فذهب علي مع والدته ليوصلهم ، كان آخر الراحلين ياسر مع ابنته الصغيرة

نرمين: عايزة اتكلم معاك يا جاسر

رؤي: طب أنا هطلع اغير هدومي عن اذنكوا 

صعدت رؤي لأعلي

جاسر: خير يا نيرو

نرمين: أنت ازاي تعمل كدة ، أنا ما ارضتش اعترض عشان شكلك قدام الناس

جاسر: أعمل ايه مش فاهم 

نرمين بدموع: ليه وافقت ، أنا اه بحبه بس هو لما يعرف الي حص.....

وضع جاسر اصبعه علي شفتيها: هششش ، ياسر عارف كل حاجة

نرمين بصدمة: عارف أنت الي قولتله

هز جاسر رأسه إيجابا: أيوة ومع ذلك صمم أنه يتجوزك ، أنا قولتلك الي حصل دا مالكيش ذنب فيه ، وادي ربنا عوضك بواحد احسن من الزفت الي اسمه حاتم 

نرمين: ااا.......

جاسر بضيق: بس بقي بطلي رغي أنا هلكان وعايز انام ، تصبحي على خير يا حبيبتي

نرمين: وانت من اهله 

صعد جاسر الي غرفته فوجدها تجلس على الفراش تضع امامها مصحف 

رؤي: أنا جاهزة

جاسر: جاهزة لايه بالظبط 

رؤي: أنك تحفظني القرآن

جاسر مبتسما : حاضر يا ستي هغير هدومي واجي

ذهب جاسر وبدل ملابسه وعاد وجلس امامها علي الفراش سمي بسم الله وفتح المصحف وبدأ يقرأ في آيات سورة البقرة 


( الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (6) خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (7) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8) يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (12) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ (13) وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14) اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15) )


ظلت تتابعه باهتمام شديد ، توقفت أصوات العالم كلها وبقي صوته وهو يقرأ القرآن بصوت عذب رزين 

جاسر: صدق الله العظيم ، أنا هقرأ آيه بآيه وانتي تقولي ورايا


هزت رأسها إيجابا بحماس ، فبدأ يقرأ وهي خلفه ، يرشدها علي مواضع التجويد في كل آيه 

رؤي: دول 15 آيه بس

جاسر مبتسما بحنان: ما تشقيش علي نفسك ، النهاردة 15 بكرة 20 ، بعده 25 وهكذا 

رؤي مبتسمة: ماشي حاضر

جاسر: هسمعلك بكرة لما أجي من الشغل عارفة لو ما حفظتيش هعلقك 


رؤي مبتسمة ببراءة: رؤي تلميذة شاطرة وهتسمع الكلام 

جاسر بحنان: وجاسر هيحب رؤي الشاطرة وهيجبلها كل الي نفسها فيه 

رؤي مبتسمة: أنت طيب أوي يا جاسر 

جاسر مبتسما بخبث: ما أنا عارف ، بقولك ايه ما تيجي اقولك حاجة سر 

مد يده واغلق اضاءة الغرفة 

( لتسكت شهرزاد عن الكلام الغير مباح ) 


مر أسبوعين سارت الحياة فيهم بشكل طبيعي وهادئ ، الي إن جاء ذلك اليوم 

نرمين بقلق: مالك يا رؤي وشك أصفر ليه كدة

رؤي بتعب : مش عارفة يا نرمين حاسة ان روحي بتتسحب مني مش قادرة اقوم ودايخة اوي

نرمين بقلق: طب أنا هتصل بجاسر 

رؤي سريعا: لالا ما تقلقهوش أنا شوية وهبقي كويسة

نرمين بحنان : طب يا حبيبتي اطلعي ارتاحي شوية

صعدت رؤي لاعلي بخطوات بطيئة ، ما أن دخلت غرفتها لحقتها نعمة الخادمة

رؤي بتعب : جبتي الي قولتلك عليه 

نعمة : ايوة يا هانم اتفضلي

رؤي بابتسامة شاحبة: شكرا يا خالتي 

نعمة : العفو يا بنتي هروح اعمل حاجة دافية 

خرجت نعمة من الغرفة ، فاخذت رؤي تلك الحقيبة الصغيرة وذهبت الي المرحاض

ببنما في الأسفل 

امسكت نرمين هاتفها واتصلت بجاسر 

جاسر: السلام عليكم خير يا نيرو

نرمين: جاسر أنت فين

جاسر: جاي آهو ، خلصت النهاردة بدري

نرمين: طب تعالا علي طول ما تتأخرش

جاسر: في ايه يا نرمين

نرمين بقلق ؛ اصل رؤي شكلها تعبان أوي

جاسر بفزع: تعبانة أنا جاي حالا 

صرخ جاسر في السائق ليزيد من سرعة السيارة

بينما في غرفة رؤي 

خرجت من الحمام تمسك في يدها تلك العصاة البلاستيكية ، لم تفارق الدهشة وجهها ، لا تصدق أنها بالفعل 

قطع شرودها انفتاح الباب بقوة ، ودخول جاسر بلهفة 

جاسر بقلق: رؤي مالك يا حبيبتي نرمين قالتلي انك تعبانة 

رؤي بصدمة: أنا حامل

رواية أسيرة الشيطان الجزء 1


الفصل 34


رؤي بصدمة: أنا حامل 

جاسر بصدمة: اييييه 

رؤي صارخة بسعادة: أنا حامل ، أنا حامل ، أنا حامل يا جاسر

صعدت نرمين لتطمئن عليها 

نرمين: ها يا رورو عاملة ايه يا حبيبتي دلوقتي

رؤي صارخة بسعادة: أنا حامل 

نرمين بسعادة: بجد ألف ألف مبروك 

رؤي بسعادة: أنا فرحانة أوي، فرحانة ومتلغبطة ، لازم نروح نجيب حاجات للبيبي

نرمين : لاء لازم نروح لدكتور عشان نتابع معاه الحمل 

رؤي بسعادة: صح ، لاء أنا لازم اكلم ماما اكيد هتفرح أوي ، وعاصم دايما بيقولي أنه هيبقي أسعد واحد في الدنيا لما يشوف ولادي


كانتا تصيحان يخططان ما عليهما فعله ، أما هو فيقف وقد تجمد مكانه من الصدمة ، يقسم انه لو كان في موقف آخر سيكون أسعد شخص في العالم ، ولكن الآن كيف يحدث ذلك الآن هو مازال يبحث عن ذلك القلب ماذا سيكون مصير ذلك الطفل الذي تحمله في احشائها 

فاق من شروده علي صوتها تقول 

رؤي بحذر : مالك يا جاسر أنت مش فرحان ولا ايه

بصعوبة اغتصب ابتسامة صغيرة ليرسمها علي شفتيه : لاء يا حبيبتي طبعا فرحان بس متلغبط شوية 

رؤي بابتسامة واسعة: اومال أنا أعمل ايه انا لحد دلوقتي مش مصدقة 

نرمين مبتسمة: احنا لازم نروح نشتري حاجات للبيبي 

رؤي بلهفة : ايوة ، ايوة ولا ايه رأيك يا جاسر

جاسر بابتسامة صغيرة: الي انتوا عايزينه 

نرمين سريعا: أنا هروح اغير هدومي حالا 

رؤي: وأنا كمان 

تفرقتا بسرعة ، السعادة تملئ وجهيهم أما هو 

جاسر في نفسه: ما ينفعش يعيش ما ينفعش 

فرت دمعه هاربة من عينيه مسحها سريعا 


بعد قليل كانت نرمين ورؤي يستقلان علي الكنبة الخلفية في سيارة جاسر بينما يستقل هو مقعد القيادة

نرمين: بصي بقي لو طلع ولد هنسميه رعد ولو بنت هنسميها جوري 

رؤي مبتسمة: الله جميلة أوي الاسامي دي ولا ايه رأيك يا جاسر ، جاسر ، جاسر

جاسر بعصبية: بطلوا رغي بقي مش عارف اركز في الزفت الطريق 


رؤي بدموع: أنا آسفة

نرمين بضيق: مالك يا جاسر ما حصلش حاجة للعصبية دي كلها 

ماذا يقول يشعر بأنه مقيد بين فرحة حبيبته بطفلهم الأول ومرضها الذي سيقضي عليها هو وطفله 


وصلت السيارة امام احد المولات الكبري

جاسر: وصلنا 

نرمين: يلا يا رؤي ننزل

رؤي باكية: لاء مش هنزل ، أنا عايزة اروح لماما 

جاسر بضيق: اهي هرمونات الحمل هتطلع علي دماغنا ، هتعيط علي اي حاجة

نرمين بضيق: ما هو أنت الي زعقتلها ، ما تكسرش فرحتها يا جاسر 

جاسر: طيب خلاص يلا انزلوا 


نزلوا من السيارة فوضعت رؤي يدها على بطنها وحدثت جنينها في خاطرها : ما تزعلش يا حبيبي بابا بس عصبي شوية بس هو بيحبك أوي ، أنت مش هتزعل وأنا كمان مش هزعل منه ، ماشي يا حبيبي أو يا حبيبتي مش عارفة


دخلا الي احد محلات ملابس الاطفال 

اخذت نرمين يد رؤي وبدأتا ينتقيان الكثير من الملابس 

بينما يقف هو يراقب سعادتها يري ابتسامتها السعيدة التي تكاد تشق وجهها مختفية تحت بيشة نقابها 


تركتها نرمين وذهبت الي ناحية أخري تختار منها فاقترب منها وجدها تذهب ناحية احد الألعاب علي هيئة طفل رضيع ، امسكتها وضمتها بقوة لصدرها 

رؤي بصوت منخفض: امتي بقي هتيجي ، جاسر ما يعرفش أنا فرحانة قد ايه ، أنت عارف أنا هفضل الأيام يوم يوم لحد ما توصل 


جاسر في نفسه: اااااه يا رؤي ، ما ينفعش يجي ما ينفعش ، مش عارف انا المفروض أعمل ايه مش عايز أموت فرحتك بس ما ينفعش تموتي انتي 

ظل يراقبها وهي تنتقل من مكان لآخر تختار من بين الملابس بسعادة ، كلما اختارت قطعة وضعت يدها علي بطنها تأخذ رأي طفلها فيها 


رؤي مبتسمة: ايه رأيك يا حبيبي ، لونها حلو صح ، بص دي كمان ، لاء لونها مش عاجبني بردوا 


أما عند نرمين 

سمعت صوت مألوف يتذمر : يا بابي أنا فستان احمي مش ازيق 

ذهبت خلف الصوت فوجدت سمسم الصغيرة ومعها ياسر ، لمحتها سمسم فركضت ناحيتها واحتضنها بسعادة 

سمسم بسعادة؛ نييمن 

نرمين: سمسم عاملة ايه يا حبيبتي 

سمسم : سمسم كويسة ، أنت وحشتيني اوي

نرمين: وانتي كمان يا حبيبتي 

ياسر مبتسما: يعني سمسم بس الي وحشتك

تخضبت وجنتيها بالدماء من الخجل 

ياسر مبتسما: ازيك يا نرمين 

نرمين بخجل : الحمد لله ، ازي حضرتك 

ياسر ضاحكا: في واحدة تقول لخطيبها حضرتك 

نرمين بخجل: هاااا ، أنا آسفة 

ياسر بحنان ؛ تعرفي يا نرمين احلي حاجة فيكي كسوفك وخدودك الي بتقلب فراولة

سمسم : بابي أنا عايزة فلاولة 

ياسر : حاضر يا حبيبتي ، صحيح يا نرمين انتب بتعملي ايه هنا 

نرمين بخجل : رؤي حامل ، وكنا بنشتري هدوم للبيبي

ياسر: بجد ألف مبروك اومال فين جاسر باشا عشان اباركله

نرمين: واقف هناك

ياسر: يلا يا سمسم

سمسم : لاء أنا هفضل مع نييمن ، وهنيوح ليؤي عشان نشوف النونة الصغنن صح يا نييمن 


نرمين مبتسمة بحنان : صح يا حبيبتي ، تعالي يلا نروح ليؤي ، عن اذن حضرتك


ياسر ضاحكا: تاني حضرتك

رحلت نرمين سريعا من امامه بعد أن كادت تنصهر من الخجل ، بينما ذهب هو لجاسر


عند رؤي 

سمسم بسعادة: يؤي 

رؤي: سمسم وحشتيني اوي يا حبيبتي

سمسم ببراءة: فين النونة الصغنن

رؤي ضاحكة: النونة الصغنن هنا

اشارت رؤي ناحية بطنها فنظرت لها سمسم بدهشة

سمسم بدهشة: انتي كلتيه 

لم تستطع رؤي او نرمين إن يتوقفا عن الضحك 

قبل أن تنكمش ملامح رؤي بألم لم تلحظه نرمين الا عندما 

رؤي بألم: اااااه ، الحقيني يا نرمين بطني بتقطع 

نرمين صارخة بخوف: رؤؤؤؤي 


عند جاسر 

ذهب ياسر اليه وصافحه بابتسامته المعهودة: اهلا وسهلا يا باشا

جاسر بشرود: هااا ، اهلا

ياسر مبتسما: مبروك 

جاسر بشرود: علي ايه

ياسر: احم ، مش مدام رؤي حامل

جاسر: آه آه ربنا يبارك فيك 

ياسر: مالك يا باشا أنت كويس

جاسر: آه أنا تمام 

ياسر: طب انت مش ناوي توافق بقي واكتب كتابي علي نرمين 

جاسر بشرود: بعدين مش دلوقتي 

ياسر: اصل........

قاطع ياسر صوت نرمين وهي تصرخ باسم رؤي ، ركض جاسر سريعا ناحية الصوت يتبعه ياسر 

جاسر بقلق: في ايه

نرمين باكية: ما اعرفش كانت بتضحك وفجاءة صرخت وبتقول بطنها بتقطع الحقها يا جاسر ليحصلها حاجة هي ولا الجنين 

حملها سريعا بين ذراعيه وخرج يركض من المول وضعها علي الكنبة الخلفية ةركبت بجانبها نرمين ، فانطلقت السيارة تشق غبار الطريق من سرعتها 

ارتمت رؤي في حضن نرمين تبكي بألم : مش عايزاه يموت والنبي دا أنا ملحقتش أفرح بيه هو ليه ما فيش فرحة ليا بتكمل ابدا 


نرمين: يا حبيبتي ما تقوليش كدة إن شاء الله هيبقي بخير 

رؤي باكية: يا رب ، يا رب ما تخدوش مني 

كانت تبكي بعينيها وهو يبكي بقلبه على حالها وصل سريعا الي المستشفى الخاصة به ، فنزل من مكانه وحملها ودخل يركض الي المستشفى

جاسر صارخا بغضب: انتوا يا بهايم بسرعة 

اسرعت الممرضات يضعن رؤي علي السرير النقال وذهبوا بها الي غرفة الطوارئ ولحقت بهم احدي الطبيبات من قسم النساء 


في الغرفة 

رؤي باكية: أنا عايزة جاسر

الطبيبة بود : حاضر يا حبيبتي بطلي عياط ما تخافيش الجنين كويس والله


رؤي مبتسمة من بين دموعها : بجد 

الطبيبة: والله بجد ، هناديلك جوزك 

اخبرت الممرضة جاسر برغبة رؤي في رؤيته فدخل الي الغرفة مسرعا

رؤي مبتسمة: جاسر الجنين كويس 

قبل جبينها بحنان : الحمد لله يا حبيبتي ، ثم وجه كلامه للطبيبة ، هي تعبت ليه

الطبيبة: الحمل لسه في أوله يا افندم واضح انها حركتها كانت زيادة أوي محتاجة الفترة الجاية راحة تامه وأنا هكتبلها علي فيتامينات عشان واضح أن الانيميا عندها عالية

جاسر: تمام 

نظر لرؤي : هطلع اطمن نرمين 

هزت رأسها إيجابا فخرج من الغرفة 

نرمين بلهفة : ها يا جاسر ايه الاخبار

جاسر: ما تقلقيش هي كويسة 

نرمين بقلق: والطفل 

جاسر: بخير

تنهدت نرمين بارتياح : الحمد لله يا رب انه بخير دي رؤي ممكن يحلصلها حاجة لو الجنين حصله حاجة

جاسر بشرود : خليكي جنبها أنا عندي حاجة مهمة هعملها مش هتأخر 


ذهب جاسر الي مكتب مختار دق الباب ودخل

مختار بتوتر : جاسر باشا يا اهلا وسهلا يا افندم

جاسر بجمود: رؤي حامل 

مختار سريعا: ما ينفعش ، ما ينفعش ، ما ينفعش نعملها العملية وهي حامل ، ممكن قلبها الجديد ما يستحملش فيوقف ، دا غير أن ممكن الجنين يموت اصلا واحنا بنعمل العملية هيبقي الموضوع معقد جدا هنزل الجنين الي مات ولا هنعملهت العملية جسمها مش هيستحمل 

جاسر بجمود: أنا عارف كل دا كنت مستني اسمع إن في أمل ولو حتي 1% أن هي والجنين يعيشوا 

مختار ؛ للأسف يا افندم ما ينفعش 

جاسر بألم: مش هقدر اقولها تنزله ، دا بقي كل حياتها وهي لسه عارفة النهاردة 

مختار: يبقي ينزل من غير ما تعرف 

فتح مختار باب الصيدلية الصغيرة في غرفته واخرج زجاجة صغيرة بها مصل شفاف واعطاه لجاسر

مختار: المصل دا أمن جدا ما تقلقش عليها ، بس خد بالك ما ينفعش الجنين يكبر ، كدة هيبقى صعب نزوله ومتعب بالنسبة ليها 


رفع جاسر الزجاجة امام عينيها وأردف في نفسه بحسرة : هقتل إبني بايدي ، هقتل فرحتك يا رؤي سامحيني يا حبيبتي 


قام جاسر وخرج من غرفة الطبيب بدون إضافة حرف آخر ، ذهب الي غرفة رؤي فوجد ياسر يقف امامها 

جاسر: خير يا دكتور ياسر

ياسر: احم أنا كنت جاي اطمن علي مدام رؤي هي عاملة ايه دلوقتي

جاسر: كويسة ، اومال فين بنتك

ياسر : جريت عند نرمين ورؤي جوا 


في داخل الغرفة 

نرمين مبتسمة لسمسم : فهمتي بقي يا ستي 

سمسم : ايوة هي مش كلت النونة هي خدتها عندها عشان يكبي جوا بطنها 

نرمين ضاحكة: شطورة يا سمسم 

سمسم باستفهام : طب والنونة هيخيج ( هيخرج ) ازاي 

نرمين ضاحكة: الدكتور هيفتح بطنها ويخرجه

سمسم ببراءة: بس كدة هيوجعها وهتعيط 

نرمين ضاحكة: لاء ما هي نايمة هيخرجه وهي نايمة عشان مش تعيط 

سمسم بسعادة: هتخليني اشيله 

رؤي مبتسمة: طبعا يا حبيبتي هتشيليه وتلعبي معاه 

سمسم بسعادة: هييييييييييه 

دق جاسر الباب ودخل 

رؤي مبتسمة: كنت فين يا جاسر 

جاسر: كان في حاجة مهمة بخلصها يلا عشان نمشي 

رؤي: أنا كنت عايزة اكلم ماما 

جاسر: لما نروح ابقي كلميها يلا بينا 

حمل جاسر رؤي ووضعها في السيارة وركبت نرمين بجانبها كالعادة ، بينما اخذ ياسر ابنته ورحل 


عندما وصلوا للمنزل 

نرمين: بصي بقي انتي محتاجة تغذية ، انتي دلوقتي بتاكلي لاتنين ، جاسر هيطلعك اوضتك وأنا هجبلك العشا لحد عندك 


رؤي مبتسمة: هاخد علي الدلع دا علي فكرة

نرمين مبتسمة: يا حبيبتي انتي تستاهلي كل الدلع الي في الدنيا ولا ايه يا جاسر


جاسر: هااا ، اكيد طبعا الي انتوا عايزينه 

نرمين ضاحكة: دا أنت مش معانا خالص ، حاسب للفرحة تجننك 

جاسر : أنا طالع انام يلا يا رؤي 

اسندها الي أن صعدت لاعلي ، دخلا الي غرفتهم واغلق الباب خلفه


رؤي بحزن: أنت مش فرحان صح

جاسر بابتسامة شاحبة: لاء طبعا فرحان ، بس معلش ضغط الشغل تاعبني شوية

رؤي مبتسمة: ربنا يقويك 

جاسر: أنا هروح اغير هدومي

رؤي مبتسمة: وأنا هكلم ماما افرحها 


نظر لها باسي ثم اخذ ملابسه ودخل الي المرحاض وضع رأسه تحت المياه الباردة علها تطفئ تلك النيران المستعرة بين ثنايا روحه 


في الخارج اتصلت رؤي بوالدتها واخبرتها بحملها فكان رد فعلها ( رد فعل ست مصرية مصرية أصيلة): لولولولولولولولولولولوللي

مجيدة بسعادة: مبروك يا حبيبتي ، ربنا يتمللك علي خير وتقومي بالسلامة يا رب ، بصي بقي أنا عيزاكي تتهدي شوية وتبطلي تنطيط وفرك أحسن أنا عرفاكي يا بنت بطني ما بتقعديش في حتة 

رؤي: حاضر يا ماما اي أوامر تانية

مجيدة: عيزاكي ترتاحي خالص وما تشليش حاجة تقيلة وتتغذي كويس

رؤي: حاضر يا ماما

مجيدة مبتسمة: حضرلك الخير يا حبيبتي ، خلي بالك من نفسك وأنا بكرة بإذن الله هكون عندك ، يلا يا حبيبتي مع السلامة

رؤي مبتسمة: مع السلامة

______________________________

في بيت حسين

عاصم: خير يا ماما كنتي بتزغرطي ليه

مجيدة بسعادة: رؤي حامل 

عاصم بسعادة: بجد ألف مبروك ، ايه دا يعني أنا هبقي خالوا يا حلاوة يا ولا

طمطم : هييييه ، رؤي هتجيب نونا

بينما وقف حسين بصدمة لا تقل عن صدمة جاسر 

مجيدة : مالك يا حسين زي ما تكون مش فرحان ، ولا تخاف لتعجز لما تبقي جدو 


تركهم حسين ودخل الي غرفته

عاصم باستغراب : هو بابا ماله

مجيدة: سيبك منه ، انت عارف ابوك بيفرح لجوه ، المهم دلوقتي قولي أخد ايه لأختك وأنا رايحالها بكرة 

عاصم: وأنا اعرف منين خديلها الي انتي عيزاه

مجيدة : أنا عرفاها بنت بطني انفة واكلتها ضعيفة أنا هخدلها معايا كام جوز فراخ بلدي وايه تاني يا مجيدة ، ما تقول معايا يا إبني


عاصم ببلاهة : ما اعرفش 

مجيدة: آه آه عرفت هخدلها معايا حلاوة طحينة حد قالي انها مفيدة للحوامل مش فاكرة مين الي قالي بس مش مهم ، اخدلها ايه تاني يا مجيدة ، آه كبدة بلدي الدكتورة قالتلها إن عندها انيميا ، وسبانخ السبانخ حلوة فيها حديد ، اخدلها ايه تاني ، آه تفاح وموز رؤي بتحب الموز ، بلاش مانجا عشان موالح لتكون غلط علي العيل ، اخدلها ايه تاني اللهم صلي على النبي اخدلها كام جوز حمام وجوز ارانب ، تتقوت بيهم آه البت ضعيفة والحمل بياكل منها ، بقولك ايه يا عاصم أنا بفكر اعملها صينية رز معمر وصينية مكرونة بالشاميل وصينية روقاق وحلة محشي ، انت عارف المحشي بتاع أمك طب انا عندي فكرة 

قامت مجيدة واحضرت ورقة وقلم وبدأت تكتب فيهم 

مجيدة: كدة كفاية 

نظر عاصم الي القائمة الطويلة بدهشة 

عاصم بدهشة: كل دا زيت وسكر ورز وعدس وشعرية ولسان عصفور و20 جوز فراخ يا ماما هتجيبي فلوس منين لكل دا 


مجيدة: ما انا وأبوك كنا محوشين فلوس لجهاز اختك علي جنب هاخد منهم وأجيب


عاصم: انتي حرة أنا قيام أنام

في غرفة حسين 

حسين بصدمة: مستحيل ، ازاي طب وقلبها أنا مش فاهم حاجه

امسك هاتفه يتصل بجاسر عدة مرات فوجد هاتفه مغلق 


حسين بضيق : قافل موبيله ليه ، يا رب ارحمنا يا رب 

___________________________________

في فيلا جاسر 

طرقت نرمين الباب ففتحت رؤي لها الباب 

رؤي مبتسمة: تعبتي نفسك ليه يا نيرو 

نرمين: بس يا بت بطلي هبل ، بصي بقي يا ستي تاكلي كويس وترتاحي ماشي يا حبيبتي

رؤي: حاضر يا نيرو

نرمين: شاطرة يا حبيبتي، يلا تصبحي علي خير

رؤي مبتسمة: وانتي من اهله 

اغلقت رؤي الباب وبدأت في تبديل ملابسها ارتدت بيجامة قطنية برتقالية اللون 

وقفت امام المراءة بعدما أمسكت بتلك الوسادة الصغيرة وضعتها علي بطنها أسفل سترة بيجامتها ومن ثم وضعت يدها علي ظهرها وانحنت بظهرها للخلف قليلا 


خرج من المرحاض يخبئ وجهه تحت تلك المنشفة التي يجفف بها شعره ووجه ، ابعد تبك المنشفة عن وجهها لتقع عينيه عليها بهيئتها تلك وهي تقف امام المراءة

لاحظت وجوده فنظرت له وعلي شفتيها ابتسامة واسعة: ايه رأيك

تجاهل سؤالها واردف بهدوء: ايه الي قومك من علي السرير

رؤي مبتسمة: كنت بغير هدومي ، تفتكر هيبقي شكلي حلو لما بطني تكبر 

تجاهلها مرة أخري: يلا عشان تاكلي وتنامي 

امسك يدها وجذبها خلفه برفق الي أن جلست علي الفراش 

جاسر: كلي يلا 


رؤي: مش جعانة

جاسر: ليه يا حبيبتي

رؤي : أنا تعبانة وعايزة أنام 

جاسر: بس الدكتورة قالت.......

رؤي: ما اعتقدش أنه يفرق معاك الدكتورة قالت ايه

جاسر: ليه بتقولي كدة

رؤي بدموع: عشان أنت مضايق من الحمل دا صح 

جاسر مبتسما: لاء يا حبيبتي ابدا أنا قولتلك عندي مشاكل كتير في الشغل فمضايق بسببها 


امسكت رؤي كف يده ووضعتها علي بطنها 

رؤي مبتسمة: شوفت طلعت غلطان ، انتي قولتلي إن بابا زعلان ، وبابا طلعان فرحان آهو 


كادت دموعه أن تفر من عينه ، اغمض عينيه ليكبح دموعه 

جاسر مبتسما: يلا بقي كلي

رؤي مبتسمة: اكلني بايدك 

هز رأسه إيجابا بابتسامة صغيرة ، وبدأ يطعهما الي أن انتهوا 

رؤي: هتسمعلي 

جاسر : معلش خليها بكرة أنا اوي النهاردة

رؤي مبتسمة: ماشي يا حبيبي

تمدد علي الفراش وجذبها لحضنه

جاسر بألم: أنا آسف

رؤي: علي ايه ، لو علي الي فات فأنا والله مسمحاك 

جاسر: أوعي تزعلي مني في يوم ، صدقيني دا غصب عني

رؤي مستفهمة: هو ايه دا الي غصب عنك

جاسر: قصدي يعني علي الي حصل قبل كدة

رؤي: والله مسمحاك ومش زعلانة منك ، ممكن اطلب منك طلب 

جاسر: اؤمري يا حبيبتي

رؤي مبتسمة ببراءة: احكيلي حدوتة 

جاسر: بس كدة عيوني 

بدأ يقص لها احدي حكايات الاطفال الي أن نامت 

وضع يده برفق علي بطنها الصغير

جاسر في نفسه بألم: ما كنتش اعرف إن العقاب هيبقي صعب أوي ، ما كنتش اتخيل إن هيجي اليوم الي اموت فيه ابني ، نظر لوجهها وهي نائمة سامحيني يا رؤي ، سامحيني يا حبيبتي 

لالالا بلاش دلوقتي هي تعبانة دلوقتي يومين كدة علي ما صحتها تتحسن شوية

___________________________________


في صباح اليوم التالي كانت عائلة حسين باكملها تحمل الكثير من المشتريات حتي طمطم الكثيرة لم تسلم من حمل بعض من تلك المشتريات

نرمين مبتسمة: يا اهلا وسهلا يا ست مجيدة ليه التعب دا كله

مجيدة مبتسمة : ولا تعب ولا حاجة دي حاجة مش قد المقام

جاسر: مقامكوا عالي دايما يا ست مجيدة ، بس برضوا مالوش لزوم لكل دا 


مجيدة : دا بعض من خيرك يا جوز بنتي ، اومال فين رؤي 

جاسر: نايمة فوق الدكتورة قالت ما تتحركش كتير

مجيدة : طب عن اذنكوا أنا طالعلها 

جاسر : طبعا اتفضلي البيت بيتك 

صعدت مجيدة الي غرفة رؤي 

حسين: عايزك يا جاسر في كلمتين 

جاسر: طبعا يا حمايا ، نيرو شوفي عاصم وطمطم كرم الضيافة بقي يا نيرو

نرمين مبتسمة: حاضر يا حبيبي من عينيا 

دخل حسين وجاسر الي مكتب جاسر

حسين: هتعمل ايه

اخبر جاسر حسين بكل ما قاله له الطبيب

جاسر بحسرة : أنا مش عايز اكسر فرحتها مش عايز أموت إبني ، بس دا الحل الوحيد


حسين بحزم عكس قلبه الذي يتفتت حزنا علي ابنته : يبقي تنفذه علي طول قبل ما تتعلق بالطفل اكتر من كدة 


جاسر بألم: صعب أوي ه.....

قاطعه صوت طرقات علي باب الغرفة ، دخل علي


علي مبتسما: الف الف مبروك يا صاحبي

جاسر: أنت عرفت ازاي

علي بمرح : طنط مجيدة قالت لايمان ، فايمان كانت عايزة تيجي رؤي وعمرو مش فاضي فأنا الي جبتها 


جاسر: يعني إيمان دلوقتي عند رؤي 

علي : آه ، مالك يا جاسر شكلك حزين ليه كدة 

المفروض تبقي فرحان 

جاسر ساخرا: والمرض الي عندها 

علي سريعا: صح يا نهار أبيض طب هتعمل ايه 

حسين: الجنين لازم ينزل 

علي بصدمة: لله الأمر من قبل ومن بعد ، ربنا يقويك ، إن شاء الله ربنا هيعوضك 

امسك جاسر هاتفه واتصل برقم مختار

جاسر: جهز اوضة العمليات

مختار : ما تقلقش يا افندم كل حاجة هتبقي جاهزة في انتظار سيادتك

اغلق جاسر الخط وقام متجها الي خارج الغرفة بعدما اخذ تلك الزجاجة الصغيرة 


في غرفة رؤي 

رؤي بسعادة: بصي يا ماما السلوبتة دي 

مجيدة مبتسمة: يا خلاثي دي عسل خالص 

إيمان مبتسمة: بجد أنا مش مصدقة أنا هبقي خالتوا يا حلاوة يا ولا

دق جاسر باب الغرفة 

رؤي مبتسمة: دا اكيد جاسر ، ادخل 

دخل جاسر الي الغرفة ينظر الي تلك الملابس واللعب التي تملئ الفراش بألم

رؤي مبتسمة: كويس أنك ما روحتش الشغل اصل انا........

جاسر مقاطعا: بطلي رغي وشمري دراعك 

رؤي بضيق طفولي: يووه أنا مش بحب الحقن 

جلس امامها علي الفراش امسك يدها وقبلها 

جاسر بحنان: معلش يا حبيبتي آخر حقنة

رؤي مبتسمة: ماشي أنا مستعدة أخد 100 حقنة عشان خاطر جاسر الصغير 

ملئ جاسر السرنجة بذلك المصل 

ايمان بدهشة: هي دي مش حقنة .....

قاطعها حسين الذي دخل الي الغرفة توا : إيمان علي عايزك 

ايمان: يا عمي اسمعني .....

حسين بضيق : إيمان اسمعي الكلام 

خرجت إيمان من الغرفة وهي تنظر لهم بصدمة 

نزلت سريعا لعلي 

ايمان بلهفة : الحق يا علي جاسر.......

علي مقاطعا: هينزل الجنين

في الاعلي 

غرز جاسر سن السرنجة برفق في عرق يدها ، كانت عينيه تراقب ذلك المحلول وهو يندفع الي اوردتها 

مجيدة: بالشفا يا حبيبتي 

جاسر: أنا آسف

رؤي: كل شوية تقولي أنا آسف والله سامحتك 

جلس على كرسي قريب منها يراقبها وهي تتحدث مع والدتها ، يعرف بين دقيقة واخري ماذا سيحدث 


كانت جالسة تتحدث مع والدتها عن ما عليها فعله طوال مدة حملها قبل أن تشعر فجاءة بألم يعصف بها وضعت يدها على بطنها وصرخت من الألم 

رؤي بألم : ااااااااه 

مجيدة بفزع : مالك يا رؤي 

رؤي بألم: بطني ، بطني بتقطع 

شعرت بجريان شئ دافئ علي قدميها رفعت الغطاء عنها لتجد نفسها جالسة في بحر من الدماء 

رؤي بصراخ وبكاء : جاسر جاسر الحقني يا جاسر اببنا 

قام من مكانه وجلس على الفراش امامه

جاسر : ما ينفعش يعيش 

جحظت عينيها بصدمة هتفت سريعا : لالالا ، لا والنبي يا جاسر والنبي سيبهولي عشان خاطري ما تموتش والنبي 

هز رأسه نفيا وهو يحاول كبح دموع عينيه: ما ينفعش 

رؤي باكية : حررررام عليك ، ليييه بتعمل فيا كدة لييييه ، والنبي انقذه والنبي أنا مش عايزة فلوسك مش عايزة اي حاجة غيره سيبهولي والنبي ، يا بابا قوله ما يموتوش ، ااااااه حرام عليكوا ليه بتعملوا فيا كدة 


ظلت تصرخ الي أن فقدت الوعي

رواية أسيرة الشيطان الجزء 1


الفصل 35


رؤي باكية : حررررام عليك ، ليييه بتعمل فيا كدة لييييه ، والنبي انقذه والنبي أنا مش عايزة فلوسك مش عايزة اي حاجة غيره سيبهولي والنبي ، يا بابا قوله ما يموتوش ، ااااااه حرام عليكوا ليه بتعملوا فيا كدة 


ظلت تصرخ الي أن فقدت الوعي 

مجيدة باكية : حررررام انتي ايه شيطان ازاي تموت أبنك 

حسين غاضبا: اسكتي يا مجيدة الي عمله دا هو الصح

مجيدة بصدمة : الصح ، انتوا مجانين صح ايه يا حبيبتي يا بنتي ، أنت يا حسين حرام عليك دي بنتك 

بدأت تصرخ وتبكي وهي تردد يا حبيبتي يا بنتي حرام عليكوا دي كانت فرحانة بالعيل ، يالي ما فيش بتكملك ابدا يا حبيبتي 


ذلك الهراء الذي يحدث حوله لا يعني له شئ فقط تلك الساكنة بين ذراعيه 

جاسر باكيا: أنا آسف يا رؤي والله غصب عني ، أنا كان نفسي أوي في طفل منك غصب عني يا حبيبتي 


حملها بين ذراعيه ونزل لأسفل 

ايمان صارخة في علي : انت ازاي تسيبه يعمل فيها كدة ، انتوا شياطين حرام عليكوا 

ركضت تهرول خلف رؤي الذي يحملها جاسر 

علي سريعا؛ استني يا ايمان 

لحقها علي واخذها في سيارته وانطلقا خلف جاسر 

نزلت مجيدة لتلحق بابنتها ، ولكن قد غادر جاسر بالفعل ، فالتفت لحسين ترمقه بنظرات أم خائفة على ابنتها : طلقني يا حسين

عاصم بقلق: في ايه 

مجيدة بصراخ وبكاء : أنت كنت فين ، اختك بتموت

عاصم بدهشة : كنت مع طمطم في الجنينة الي ورا كانت بتلعب ، مالها رؤي 

مجيدة باكية: جاسر سقطها وأبوك ساعده 

عاصم بصدمة: ايه الكلام دا ، الكلام دا صحيح يا بابا 

حسين بجمود: مش وقته الكلام دا ، لازم نروح لرؤي دلوقتي

عاصم بحدة : يعني ماما كلامها صح ، أنت قتلت حفيدك قتلت روح بريئة مالهاش ، أنا مش مصدق أنت ازاي تعمل كدة في بنتك اززززاي ما تنطق يا ولدي يا مثلي الأعلي 


حسين غاضبا: أيوة أنا قتلت حفيدي ، كان لازم يموت ما هو يا إيما هو يموت لاما اختك تموت ، رؤي عندها مرض خطير في القلب 


اتسعت عيني عاصم ومجيدة 

عاصم بصدمة : مش حقيقي مش حقيقي

مجيدة بحدة : أنت كداب بنتي عمرها ما اشتكت من قلبها 

حسين غاضبا: أنا مش محتاج اكذب ، بنتك فعلا مريضة ومحتاجة عملية ما ينفعش تعمل العملية وهي حامل ، الي في بطنها هيموت وهيموتها ، اقعدوا انتوا اندبوا أنا رايح لبنتي 


خرج حسين بخطوات سريعة من المنزل هرولت خلفه مجيدة وعاصم وطمطم 

أما نرمين فكانت فغرفتها فلم تسمع شيئا لأن أبواب الغرف في فيلا جاسر عازلة للصوت 


في المستشفى 

اخذها منه الممرضات وقام طبيب التخدير بتخديرها ، ثم ذهبوا بها الي غرفة العمليات 

مختار بدهشة : جاسر باشا هو حضرتك الي ....


كان جاسر يرتدي ثياب المستشفي الزرقاء ويضع علي فمه كمامه طبية

جاسر مقاطعا: أنا الي هعملها العملية 

هز مختار رأسه إيجابا بأسي علي حالته هو وزوجته


دخل جاسر الي الغرفة واقترب من الفراش الطبي ببطئ ينظر لها بدموع حبيسة اقترب من فراشه ودني برأسه ليطبع قبلة حزينة نادمة علي جبينها ولكن ما أن ما مست شفتيه جبينها حتي سالت دموع عينيه بسبب تلك المشاهد التي مرت سريعا أمام عينيه 

( أنا حامل يا جاسر ، أنا فرحانة اوي ، لازم نجيب حاجات للبيبي ، الله جميلة أوي الاسامي دي ولا ايه رأيك يا جاسر ، جاسر الجنين كويس ، أنت مضايق من الحمل دا صح ، لالالا والنبي يا جاسر والنبي سيبهولي ) 

زاد بكاءه الي ان وصل الي شهقات 

جاسر باكيا: يا رب ليه العقاب صعب أوي كدة ، يااااااااااااارب 


ابتعد عنها ومسح دموع عينيه وبدأ في إجراء العملية لها 

_________________________________

في فيلا صبري المعزولة 

اخيرا بعد اسبوعين من البحث استطاعت شاهندا أن تجد باب خشبي قصير في بدروم الفيلا يمكنها أن تهرب منه 

مرت بهدوء من جانب مكتب أبيها المغلق وهي تحمل حقيبة صغيرة فيها بعض الملابس والقليل من النقود ، سمعت صوت ابيها يصدح بغضب من داخل الغرفة

صبري غاضبا: وبعدين يا زفت بقالي أكتر من اسبوعين قاعد حاطط ايدي على خدي وانت كل الي عليك الصبر يا باشا يا باشا لحد أمتي 


سيد مبتسما بخبث : حلمك عليا يا باشا دا أنا جيالك النهاردة بخبر لوز اللوز

صبري بلهفة : خبر ايه

سيد : جاسر ومراته في المستشفى

صبري بسعادة: مات 

سيد : للأسف لاء يا باشا ، مراته كانت حامل وسقطت 

صبري : وأنت عرفت منين

سيد : واحد من الحرس الي شعالين عنده حبيبي أوي بيجبلي اخباره اول بأول

صبري غاضبا: أنا بقي استفدت ايه من المعلومة دي اروح اجيبله بوكية ورد واقوله ربنا يعوض عليك


سيد : صبرك عليا يا صبري يا باشا ، الواد دا قالي ايه أن من ساعة ما جاسر اتجوز مراته الاخيرة دي وهو حاله اتقلب ببقي بيتمنلها الرضا ترضي ، مستعد يعمل عشانها اي حاجة 

يعني لو خطفناها هيبقي صباعه تحت ضرسنا


صبري : وانت هتعرف تخطفها من المستشفى

سيد بثقة : سيبها دي عليها ، جهز أنت المكان واقل من 24 ساعة هتشرفنا حرم جاسر مهران 


في الخارج اتسعت عيني شاهندا بفزع وضعت يدها علي فمها لتمنع شهقة فزعة من الخروج ، وبدل من أن تهرب سريعا عادت ادراجها الي غرفتها مرة أخري 


_______________________________


في تلك الغرفة علي سرير طبي فخم ، كانت مازالت نائمة بفعل المخدر ، بينما يجلس هو علي كرسي مجاور لها يمسح حبات العرق عن وجهها ، يعيد خصلاتها المتردة خلف اذنيها 


بدأت تأن بألم وهي تحاول فتح عينيها 

بدأ يصدر بعض الهمهات ( ابني ، ابني ، سيبهولي ، لا لالا ، ابني )

فتحت عينيها فجاءة وصرخت بكلمة ( ابني ) 

تحركت بعينها في الغرفة الي أن وقعت على وجهه المبتسم بحنان : حمد لله على السلامة 

ابتسمت ابتسامة ضعيفة وضعت يدها على بطنها لتهاجمها ذكري ما حدث قبل أن تفقد وعيها 

رؤي بصدمة: إبني يا جاسر 

نظرت له فوجدته يرمقها بحزن 

رؤي صارخة: ابني ، أنت موت إبني 

جاسر سريعا: اهدي يا رؤي ، كل حاجة هتبقي تمام بي اهدي يا حبيبتي 

رؤي بصراخ وبكاء : ما تقولش حبيبتي ، الشيطان ما بيحبش الشيطان بيأذي وبس ، انت شيطاااااااان ، منك لله ليه دبحتني وموت فرحتي ، كنت بتعمل كل دا عشان تأذيني ، أنا بكرهك بكرهك من كل قلبي يا رب خدني بقي أنا تعبت من الدنيا دي ، أنا عملت ايه عشان يحصلي كل دا 

دخلت مجيدة سريعا علي صوت صراخ ابنتها 

اسرعت بضمها الي حضنها 

مجيدة باكية: بس يا بنتي اهدي يا حبيبتي 

رؤي باكية: خليه يمشي أنا بكرهه ، موته يا ماما مالحقتش افرح بيه 

جاسر باكيا : رؤي أنا....

انتفضت رؤي من حضن والدتها وبدأت تضربه بقبضتيها الصغيرتين على صدره وهي تصرخ : أنت شيطاااااان ، شيطااااااان ، موتوه ليه ، لييييييييه رجعهولي رجعهولي والنبي يا جاسر أنا عايزة إبني 

رمت رأسها علي صدره تبكي وتشهق في البكاء 

أنا عايزة إبني موتوه ليه ، ليه 


جاسر باكيا: غصب عني يا رؤي والله يا حبيبتي غصب عني ، بس يا حبيبتي اهدي ، هشششش خلاص يا حبيبتي 


رؤي باكية: هترجعلي ابني 

جاسر: حاضر يا حبيبتي الي انتي عيزاه كله أنا هعملهولك 

ظل يمسد علي شعرها الي أن سقطت في بئر النوم من شدة بكائها 

مجيدة بحزن : ربنا يصبرك يا بنتي 

رن هاتف جاسر برقم نرمين 

جاسر: ايوة يا نرمين 

نرمين بقلق : أنت فين يا جاسر أنا فجاءة لقيت الفيلا فاضية وفي دم علي سرير رؤي ، هي رؤي كويسة

جاسر بألم: رؤي سقطت 

نرمين بفزع : ايه سقطت طب ليه 

جاسر: مش وقته يا نرمين 

نرمين: أنا جيالكوا 

جاسر غاضبا: تيجي فين الحرس كلهم معايا هنا 

انتي ناسية ان الزفت الي اسمه صبري ما اعرفش متنيل مختفي فين ، خليكي مكانك 

انا مش ناقص كفاية الي أنا فيه

نرمين: حاضر بس بالله عليك ابقي طمني عليها 

جاسر: حاضر 

نرمين صارخة: جاسر الحقني في صوت ضرب نار برة 

جاسر فزعا : ضرب نار أنا جيلك حالا 

قام جاسر يركض خارج الغرفة 

صرخ في احد حراسه : تقف علي باب أوضة الهانم الجن الازرق ما يعتبهاش 

الحارس سريعا: حاضر يا باشا 

قفز جاسر في سيارته سريعا يقودها بجنون وخلفه حرسه وصل الي الفيلا في وقت قياسي 

وجد بعض الحرس مصابين بطلق ناري

جاسر غاضبا: ايه الي حصل 

احد الحراس : ما نعرفش والله يا باشا فجاءة لقينا عربية سودا وقفت فجاءة قدام الفيلا في دقيقة خرج من شباك منها مسدس وضربوا علينا نار والعربية جريت علي طول


جاسر : خد الي اتصابوا المستشفي

الحارس : اوامرك يا باشا 

دخل جاسر الي منزله فوجد نرمين متكومة في ركن صغير ترتجف خوفا ، اسرعت ناحيته ما أن رأته 

نرمين باكية: جاسر في ايه ، ايه الي بيحصل

جاسر: ما تقلقيش يا حبيبتي دا تهويش 

نرمين باكية: من مين

جاسر: من صبري ، عند تلك النقطة اتسعت عينيه بذعر كانوا يريدون فقط تشتيه يريدون إبعاده عن المستشفي 

جاسر سريعا: أنا لازم ارجع المستشفي حالا

نرمين باكية: خدني معاك والنبي يا جاسر ما تسبنيش لوحدي 

هز رأسه إيجابا وخرج يهرول سريعا ناحية سيارته وخلفه نرمين 

________________________________

في المستشفى 

عاصم: طب أنا هروح اجبلكوا اي حاجه من الكافتريا انتوا ما كلتوش حاجة من الصبح 

طمطم: عاصم خدني معاك 

عاصم : يلا يا ست طمطم 

خرج عاصم وطمطم من الغرفة

حسين: أنا رايح للدكتور الي بيتابع حالة رؤي خلي بالك لو حصل حاجة اتصلي بيا 

هزت مجيدة رأسها إيجابا فخرج حسين من الغرفة أيضا

مجيدة بحزن : عيني عليكي يا بنتي 


في خارج الغرفة 

تقدم ذلك الشخص من الحارس وعلي شفتيه ابتسامة خبيثة 

سيد : حامد ازيك يا راجل

حامد: اهلا اهلا يا سيد عاش من شافك

سيد : اديكوا هتشوفوني جديد من هنا وجاي

حامد : اشمعني 

سيد: جاسر باشا الله يباركله رجعني الشغل تاني ، دا حتي باعتني اقف مكانك 

حامد : تصدق أنت جايلي نجدة من السما دا أنا هموت واروح الحمام 

سيد: خد راحتك أنا مش هتحرك من مكاني

ذهب حامد ، راقبه سيد الي ان اختفي من امام نظره فدخل الي غرفة رؤي 

مجيدة: أنت مين وعايز ايه 

اخرج سيد مسدسه واخفاه خلف ظهره واقترب من مجيدة


مجيدة بحدة: أنت مين وازاي تدخل هنا اخرج برة

رواية أسيرة الشيطان الجزء 1


الفصل 36

ده الفصل أقبل الاخير الفصل الأخير مش هينزل غير لما الفصل ده يوصل ل 50كومنت وده قليل جدا كمان يلا يا حلوين اشوفكم في الفصل الأخير من الجزء الاول 😍😍


باغتها سيد بضربه من كعب مسدسه علي رأسه فزاعت عينيها بألم وفقدت الوعي ، اتجه سريعا ناحية رؤي واخرج المنديل المخدر من جيبه وجعلها تنستشقه ، فحملها سريعا وخرج من باب المستشفى الخلفي حيث ينتظره صبري


________________________________

علي صعيد آخر كاد صوت صراخه الغاضب أن يشق جدران المستشفي ، عندما دخل غرفتها ولم يجدها ووجد مجيدة فاقدة للوعي 


جاسر غاضبا للحرس ؛ هاتولي الكلب الي كان واقف بيحرس الغرفة 

تفرق الحرس يبحثون عن الحارس في حين عاد حسين وعاصم ومعه طمطم

حسين بقلق: في ايه 

جاسر: رؤي اتخطفت 

سقط ما كان في يد عاصم من الصدمة : أنت بتقول ايه 

وجد جاسر هاتفه يرن برقم غريب

صبري : طبعا مش لقيها 

جاسر غاضبا: هقتلك يا صبري

صبري ساخرا: تؤتؤتؤ اهدي علي نفسك يا جاسوره لحسن يطقلك عرق

جاسر غاضبا: فين رؤي 

صبري ساخرا: ما تقلقش رؤي في الحفظ والصون ترجعلي املاكي بالفوايد ارجعلك رؤيتك حبيبتك

جاسر: فوايد ايه

صبري: املاك حازم سليمان الي بين يوم وليلة بقت بتاعتك وترجع تاني تمسح جزم هو دا مقامك 

جاسر: موافق 

صبري : تمام جهز عقود التنازل واستني مني تليفون وطبعا مش محتاج زي كل الافلام العربي انك لو بغلت البوليس هرجعهالك قطع يا جاسر 


اغلق جاسر الخط واتصل بعلي الذي اخذ ايمان الي احد المطاعم ليفهمها ما يحدث 

علي : فهمتي بقي يا بنتي 

ايمان باكية: يا حبيبتي يا رؤي ، عمرك ما فرحتي ابدا 

علي : حرام تقولي كدة وبعدين جاسر مش ساكت جاسر قالب الدنيا 

رن هاتف علي برقم جاسر

علي : خير يا جاسر 

جاسر: رؤي اتخطفت

علي بصدمة: ايييه 

جاسر: جهزلي الاوراق أنا هتنزل عن كل املاكي لصبري

علي : أنت اتجنت يا جاسر 

جاسر غاضبا : مالكش دعوة الي اقوله يتسمع فاهم

علي : طيب خلاص الي تشوفه

اغلق علي الخط

ايمان بقلق : في ايه 

علي : رؤي اتخطفت 

__________________________________

في تلك الغرفة وقف صبري بجانبه سيد يراقب تلك النائمة

صبري : مش حلوة يعني ، بنتي احلي منها بكتير 

سيد في نفسه : بنتك دي صاروخ ااااه ، اصبر عليا لما اخد منك الفلوس وأنا هبعتك رحلة للآخرة وهاخد الفلوس كلها ومعاهم الصاروخ بنتك 


فتحت رؤي عينيها تنظر لهم بخواء 

صبري ساخرا: صح النوم يا حلوة، ما تخافيش

رؤي ساخرة: ما بقتش تفرف معايا صدقني أنا مش خايفة منك

صبري بتعجب : مش خايفة اني اموتك

رؤي بخواء : يا ريت أنا خلاص تعبت من الدنيا دي 

صبري ساخرا: دا واضح أن جاسر معلم عليكي جامد 

تلقلقت الدموع في عينيها فاخفت وجهها بين كفيها وبدأت في البكاء


صبري ساخرا: لاء صعبتي عليا ، يلا يا سيد سيبها تبكي علي الاطلال 


اخذ صبري سيد وخرجا من الغرفة وذهبا الي مكتبه 

صبري بسعادة: كلها كام ساعة وكل حاجة هترجعلي ومعاهم روح جاسر مهران 

_____________________________

جاسر غاضبا: انطق يا روح امك مراتي فين

رد عليه حامد بضعف من كثرة الضرب : والله العظيم يا باشا ما اعرف أنا جالي سيد الحارس الي أنت طردته وقالي انك رجعته وان سيادتك الي باعته يقف مكاني 

جاسر غاضبا: روقوه عشان يبقي يخالف أوامري تاني 


جاء علي معه بعض الاوراق 

علي: الورق ، أنت متأكد من الي هتعمله دا

جاسر: اومال عايزني اعمل ايه اسيبها تموت 

علي : ايوة بس صبري دا تعبان انت فاكر انه هيرجعهالك بسهولة 

جاسر: عشان كدة عايزك تسمعني كويس 

علي : قول 

جاسر: ..........................

______________________________

صبري ساخرا: اعتقد كدة كفاية سيبناه ساعة ونص بحالهم 

امسك صبري هاتفه واتصل بجاسر 

صبري : جهزت الورق 

جاسر: جاهز 

صبري : تمام هتركب عربيتك وتقف في الطريق الصحراوي عند الكيلو ..... والباقي علينا ، وطبعا مش محتاج اقولك ان اي حركة غدر منك هي رصاصة واحدة 

جاسر: ما تقلقش 

اغلق صبري الخط وضحك بشر ضحكة سمع صداها في أرجاء البيت 

__________________________

في غرفة رؤي 

كانت جالسة بجانب النافذة في تلك الشرفة تهبط دموعها في صمت ، دخلت شاهندا بخدر الي غرفتها 

شاهندا بحذر : رؤي 

التفت ترمقها بخواء : انتي 

شاهندا سريعا: يلا يا رؤي بسرعة لازم نهرب من هنا 

رؤي بخواء : مش فارقة خلاص 

شاهندا غاضبة: قومي يا رؤي صبري هيقتلك 

رؤي: مش فارقة معايا

شاهندا غاضبة: ايه الاستسلام الي انتي فيه دا 

رؤي: قتله خلاص قتله 

شاهندا: هو مين دا 

رؤي بألم : جاسر قتل إبني 

شاهندا: ليه ، ايه السبب 

رؤي ساخرة: ما اعرفش ، تفتكري ليه

شاهندا: اسألي نفسك ايه الي يخلي أب يقتل ابنه ابنه حتي لو كان الاب دا معدوم المشاعر اكيد في سبب أكبر 

رؤي : يعني ايه 

شاهندا : ما اعرفش بس الي سمعته ان جاسر اتغير 180 بعد ما أتجوزك ، اكيد ليه سبب قوي يخليه يعمل كدة 

مر ببالها صوته وهو يبكي ويردد ( غصب عني والله غصب عني ) 

كان يجب أن يريها احد الحقيقة من خارج الدائرة 

رؤي: صح صح 

شاهندا: غبية ، يلا بسرعة نهرب 

خرجت شاهندا بحذر وخلفها رؤي من الغرفة 

علي صعيد آخر وصل جاسر الي الطريق الصحراوي 

فامسك هاتفه واتصل بصبري : أنا وصلت 

ما إن قال تلك الكلمة حتي وجد سيارة سوداء تقف امامه خرج منها رجلين قيدا حركته ووضعا علي وجهه طاقية سوداء وانطلقت السيارة ، لم يكن خائفا بل متلهفا ، ليصل الي حبيبته ويطمئن عليها ، بعد مدة قصيرة 

شعر بتوقف السيارة جذبه الرجلين بعنف خارج السيارة ، وبدآ يدفعانه ليسير معهما 

صبري ساخرا: تؤتؤتؤ هو دا بردوا كرم الضيافة 

شيلوا البتاع 

نزع احد الرجلين الطاقية من علي وجه جاسر 

اراد صبري أن يري ولو نظرة خوف واحدة في عينيه ولكن علي العكس كانت نظراته ساخرة مستهزئة 

جاسر ساخرا : صدقني لازم تعلمهم واجب الضيافة شعري كويس حسيته اتنعكش


صبري ضاحكا: دمك خفيف 

جاسر ساخرا: مش هيبقي أخف من دمك الي هسيحه ولو ما رجعتليش مراتي 

صبري : مش لما اشوف الورق الأول

اعطي جاسر الورق لصبري ، فتح صبري الملف بلهفة فوجد مكتوب فيه 

( اقر أنا جاسر مهران أن صبري الدمنهوري طظظظظظظظظظظظ ) 

صبري غاضبا: ايه التهريج دا ، أنت عارف إن أنا ممكن ادفنك مكانك 

جاسر ساخرا: بجد ، لا يا شيخ ، حقيقي دا انت طلعت شبح 

صبري غاضبا،: انت مجنون يلا ، صبري لحرسه بغضب كسروه 

جاسر ساخرا: ثانية واحدة اقلع الساعة عشان غالية والله وجايبها من ألمانيا 


خلع جاسر الساعة ووضعها علي مكتب صبري 

______________________________

عند رؤي وشاهندا 

رؤي: دا صوت جاسر 

شاهندا: لازم تهربي بسرعة صبري ممكن يقتله ويجي يخلص عليكي

رؤي غاضبة: انتي مجنونة أنا مش هسيبه طبعا 

تقدمت رؤي ناحية الصوت بحذر 

في غرفة المكتب كان الصراع علي اشده بين جاسر وحرس صبري 

رأت رؤي من فتحة الباب ذلك الحرس الذي يقترب بسكينة صغيرة ليطعن جاسر نظرت حولها بلهفة فوجدت فازة كبيرة امسكتها سريعا ودخلت الي المكتب وبحركة اندافيعة كانت تكسر الفازة فوق رأس الحارس

رؤي: خد يا مجرم يا ابن المجرم 

نظر سريعا الي الصوت لتتسع ابتسامته: رؤي حبيبتي انتي كويسة

رؤي سريعا: حاسب يا جاسر 

تفادي جاسر لكمة ذلك الحارس سريعا اسرعت رؤي تعض يد ذلك الحارس بقوة

الحارس صارخا بألم : اااااااه ايدي الحقوني حد يخوشها عني 

جاسر ضاحكا: يا بنتي مش عارف اركز هنتضرب 

وفي دقائق اقتحم علي الفيلا ومعه قوة كبيرة من الداخلية كانت تسير خلف جهاز التتبع المتصل بساعة جاسر 


والقوا القبض علي كل من الموجودين 

صبري غاضبا: هقتلك يا جاسر مش هسببك

جاسر ساخرا : حاضر اول ما تخرج من السجن دا لو خرجت ما تسبنيش 

علي : انت كويس يا جاسر 

جاسر بألم؛ آه يا إني يا متشلفط ، بقولك يا علي الحتة دي متعورة أوي 

اشار جاسر الي حزء صغير في ذقنه 

علي ضاحكا: لاء خالص 

جاسر: طب تمام طمنتني ، استني اشوف عبده موته الي أنا متجوزها عاملة ايه

علي : هستناك في العربية 


رؤي غاضبة: أنا عبده موته دا جزاتي إني انقذتك صحيح خير....

ابتلع جاسر باقي كلامتها في فمه حين جذبها يضمها لصدره يقبلها بحنان 

رؤي بخجل: علي فكرة انت قليل الادب 

جاسر بشوق : وحشتيني أوي ، ما تعرفيش الكام ساعة دول عدوا عليا ازاي 

رؤي بدموع: موتوه ليه

جاسر: عشان انتي تعيشي 

رؤي: مش فاهمة 

جاسر: هقولك 

بدأ يقص لها كل شئ منذ معرفته بمرض قلبها 

جاسر: صدقتيني لما قولتلك انه كان غصب عني، ثم اكمل غامزا بوقاحة وبعدين يا ستي اعملي انتي العملية وانا اجبلك عشرة لو عايزة 

يلا بقي نخرج من المكان دا 

رؤي: شيلني زي احمد السقا 

جاسر: وانتي أحمد السقا شالك قبل كدة

رؤي بغيظ : يا رخم يا عدو الرومانسية

جاسر: أنا عدو الرومانسية دا أنا لسه مديكي واحدة مشبك ولا بتوع السيما ، شكلك حابة تجربي 

رؤي وهي تركض للخارج : يا قليل الأدب

جاسر ضاحكا: يا بت يا مجنونة خدي هنا 

عاد جاسر ورؤي الي منزل جاسر 

فوجدت الجميع بالمعني الحرفي في الجميع ينتظروهم في ساحة المنزل 

جاسر ضاحكا: ايه كل الناس دي 

رؤي ضاحكة: أنا عارفة يا اخويا 

رفع جاسر حاجبه بضيق : اخوكي والله عيب علينا 

هلل الجميع فرحا بعودتهم 

جاسر: بمناسبة ان كلنا متجمعين فأنا هعلن قرار مهم جدا ، بكرة بليل فرح ياسر ونرمين

ياسر بسعادة: ايوة كدة يا عم بقي 

جاسر مكملا : وعلي وايمان وأنا ورؤي 

رؤي بدهشة: احنا هنعمل فرح 

جاسر: وانتي اقل من الي اتعملهم فرح ، دا انتي حرم جاسر مهران 

دق جرس الباب ففتح جاسر 

جاسر بدهشة : دكتور ماهر 

ماهر : دوختني عليك السبع دوخات 

جاسر: خير 

ماهر ؛ بقالي عشر سنين عايز اديك التقرير دا 

جاسر : تقرير ايه 

ماهر : خد اقرا 

امسك جاسر التقرير جرت عينيه علي الكلام لتتسع عينيه بدهشة 

جاسر بدهشة: الكلام دا حقيقي 

ماهر : ايوة والدك ما انتحرش والدك لما لف الحبل حوالين رقبته السر الالهي طلع لوحده كان لسه الكرسي تحت رجله ولما الجثة اتخشبت زقت الكرسي فوقع 

جاسر بسعادة: انا مش عارف اشكرك ازاي 

ماهر : أنا عملت الي عليا 

جاسر بسعادة: بابا ما انتحرش ، بابا ما انتحرش

رواية أسيرة الشيطان الجزء 1


الفصل 37 والأخير


بسعادة: بابا ما انتحرش ، بابا ما انتحرش

ذهب ناحية رؤي وحملها من خصرها وظل يدور بها وهو يصرخ بسعادة بابا ما انتحرش يا رؤي ما انتحرش


اما عن شاهندا فبعد خروجها من بيت صبري اسرعت تركب احدي سيارات الاجري لتذهب بها الي منزل فتحي 


____________________________

في ساعة متأخرة من الليل وجد فتحي الباب يدق 

سعدية: يا ستار يا رب مين الي هيجلنا السعادة دي

فتحي : هشوف اهه يا اما

فتح الباب لتتسع عينيه بدهشة : شاهندا 

شاهندا مبتسمة: بحبك 

في لحظة كانت في صدره يضمها بقوة

سعدية بغضب : اتحشم يا ولدي 

فتحي : يلا نكتب الكتاب دلوقتي 

شاهندا: ما ينفعش لسه فاضل اسبوعين علي العدة ما تخلص 

فتحي : ربنا يصبرني علي الأسبوعين

سعدية : تعالي يا بتي ارتاحي 

شاهندا بسعادة: هنام في حضنك 

سعدية بحنان :ايوة طبعا 


__________________________

في مساء اليوم التالي ثلاث حوريات يزينهن فساتينهن البيضاء ويتوجهن طرحهن البيضاء وفي المقابل يقف ثلاث فرسان ببدلهم السوداء 

التي تعطي لكل منهم جاذبية خاصة 

اخذ كل منهم يد عروسه وذهب الي كوشته 

جاسر مبتسما: مبروووك يا رؤتي 

رؤي بخجل : الله يبارك فيك


علي مبتسما: مبروك يا ايمي

ايمان بخجل : شكرا


ياسر غامزا : يا مسهل والفرح دا يخلص

نرمين بخجل : انت قليل الادب علي فكرة 


دخل مختار سريعا الي الحفل متجها ناحية جاسر

جاسر: خير يا مختار

مختار مبتسما: لقينا القلب 

جاسر بغيظ: وما تلقهوش غير يوم فرحي 

مختار: في أسرع وقت لازم يبقي مكانه 

جاسر بصوت عالي: كرسي في الكلوب يا جماعة 

اخذ جاسر رؤي وذهب إلى المستشفى 

رؤي بخوف؛ جاسر انا خايفة أوي 

جاسر: خايفة من ايه يا عبيطة كلها ساعة زمن وهتخرجي وهتبقي زي الفل 

رؤي: لو مت ما تنسانيش 

جاسر: بطلي هبل لو موتي هروح اموت عاصم وتهاني 

رؤي ضاحكة: صحيح شوفت عاصم الندل 

جاسر ضاحكا: ما صدق البت فاقت وكتب الكتاب وطار علي الشقة ابن المحظوظة ، ااه بقر عليه والله 


مختار: دكتور الفرد جاهز للعملية 

جاسر: ماشي 

رؤي بخوف: ممكن تدخل معايا

جاسر: مين قالك أن انا هسيبك اصلا ، انتي ما تعرفيش مش أنا ناوي ابقي دكتور التخدير النهاردة نهييهييهيي( ضحكة شريرة )

رؤي مبتسمة: بعشقك

جاسر بخبث: بعشق أمك 

في داخل غرفة العمليات 

رؤي: جاسر لو عاكست الممرضات لما انام هعضك 

جاسر ضاحكا: انتي في ايه ولا في ايه 

رؤي بنعاس : جاسر 

جاسر: أيوة

رؤي: عايزة سحلب 

جاسر ضاحكا: نامي يا رؤي 

رؤي بنعاس : جاسر 

جاسر: نعم 

رؤي: عايزة ورق عنب وبط محمر وحمام محشي ومكرونة بشاميل 

جاسر ضاحكا: تحبي حاجة تانية مع الاوردر 

رؤي: ايوة بيبسي دايت عشان ما اتخنتش 

ظلت تهلوس الي أن نامت بفعل المخدر 

وقام ذلك الطبيب بإجراء العملية 

بعد مرور ثلاث سنوات 

انجبت شاهندا وفتحي رؤية وهدي ، وانجبت نرمين جاسر ورؤي ومع ذلك لم تفرق بينهم وبين سما الصغيرة فكانت لسما مكانة خاصة في قلبها، وانجب عاصم حسين وأخبر تهاني بما فعله والدها مع أسرة جاسر بينما اعتذر اسماعيل واعتذر لجاسر عما حدث قديما وسامحه بواسطه من رؤي وتولي عاصم مع جاسر إدارة شركة جاسر الخاصة ، بينما انجب جاسر رعد وجوري تؤام 

كان جالسا علي الفراش عندما شعر بألم قوي في يديه فوجد الصغيرين كل واحد منهما يمسك احد يديه ويعضها 

جاسر صارخا: يا رؤي تعالي خدي ولادك نزلين عض فيا 

دخلت رؤي وهي تقطم جزرة في يدها : بيسننوا يا دكتور

جاسر: انا كان مالي ومال الجواز ما كنت عايش شيطان بمزاجي آه يا اني يا إما 

رؤي بدلال : بتقول حاجة يا جوجو

جاسر بخبث: بعشق امك 

جلست رؤي علي قدميه ولفت ذراعيها حول عنقه بدلال: من قلبك 

جاسر: قلبي ملك ايديكي وروحي تحت امرك وعقلي بيفكر بس فيكي ، ابقي ايه

رؤي بحنان: تبقي وقعت في حبي يا جاسوره 

جاسر ضاحكا: ووقع الشيطان في أسر حب اسيرته 


وانتهت الحكاية بأن سقط الشيطان في أسر اسيرته


--------------------------------------

انتهت الجزء الاول من أسيرة الشيطان 🥰🥰🥰❤️❤️😍



Post a Comment

Previous Post Next Post