رواية هجران ورحيل الفصل الأول والثاني بقلم شامه الشعراوي حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات

رواية هجران ورحيل الفصل الأول والثاني بقلم شامه الشعراوي حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات 

رواية هجران ورحيل الفصل الأول والثاني بقلم شامه الشعراوي حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات 

فى قصر عائلة الألفي 

ولجت الدادة لغرفة تلك الفتاة المتمردة حتى توقظها من نومها، فظلّت تُناديها بصوتٍ حنون يشبه صوت الأم الودودة، دنت منها وهى تقبل رأسها وقالت باسمة:

-رحيل...رحيل يلا يابنتى قومي.

أتاها صوت "رحيل" الناعسة:- بالله عليكي يادادة سبيني أنام نصايه كمان دا حتى لسه بدرى.

أجابتها الأخرى وهى تنزع الغطاء من عليها قائلة:

- ماينفعش كل العيلة مستنياكي على الفطار وبالأخص جدك رافض يأكل أى حاجة غير لما أنتى تيجى.

 

نظرت إليها "رحيل" بكسل ثم جذبت الغطاء عليها وهى تقول بخمول:

-أنا مش عايزة افطر أنا عايزة أنام.


- يابنتي قومي حرام عليكي تعبتيني معاكى.


تفوهت "رحيل" بملل وهى تنهض من فراشها الناعم:

- حاضر حاضر أنا قايمه أهو يادادة.


فى الأسفل كان الجميع مجتمع حول سفرة الطعام، تحدث الجد قائلاً بتسأل:- هى رحيل اتأخرت كدا ليه ؟.


أجابه والدها "سليم" قائلاً:- هتلاقيها نازلة دلوقتى يابابا.


نظر إليه والده وهو يقول:- أنا طالع ليها اشوفها، ولو عايزين تفطروا افطروا انتو لكن أنا هشوف حفيدتي وهفطر معاها.

 فجاء أن ينهض من مقعده فسمع خطواتها القادمة من على الدرج فالتف إليها ليرها ترتدي ثوب قصير مصتبغ باللون الأزرق متناسباً مع لون عيناه اللامعة بالزُرقة، اتجهت "رحيل" نحوه وتلك البسمة المشرقة تزين وجنتيها، أقبلت إليه وقبلت يده ثم قالت بلطافة محببة: 

-صباح الخير يأجمل وأحلى جدو فى العالم.


الجد بابتسامة بشوشة:- صباح النور والورد عليكى ياحبيبتي.


تفوهت "نور" بنبرة حزينة مصطنعة:

- ولما هى حبيبتك أنا ابقى ايه إن شاء الله هو كل حاجه رحيل مفيش نور ابداً.


نظر إليها الجد وأجابها ببسمة حنونة:

- انتو الاتنين حبايبي واميرات القصر ومفيش أغلى منكم عندي.


ذهبن الفتايات لاحتضان الجد بفرح وهتفوا فى صوت واحد قائلين:

- واحنا كمان بنحبك اوى ياجدو.


صاح "مازن" بنبرة مرحة بعض الشئ:

- ايه ياجدو هو انت معندكش غير البنتين دول اللى كل شوية تحب فيهم طب وأنا والشباب الغلبانه دي ايه وضعنا ملناش حته من حبك.


الجد: اسمها حته على فكره يامازن أنت بقيت بيئة أوى فى ألفاظك.

هتف الأخر بصوت عالٍ نسبياً: - مين دا اللى بيئة ياعنيا هو انتو تعرفوا تخلفوا زيي أصلا.


نظر إليه والده "سليم" بحده وهو يقول:  

- أخرس ياحيوان واتكلم بأدب مع جدك واحترمه بدل ما اقوم اكسر عضمك.


الجد: - سيبه يابني دا مازن وأنا عارف انه بيهزر معايا بس بردو هيفضل طول عمره بيئة.


تحدث "مازن" بعبوس قائلاً: - ياجدو  بقى.


الجد:- عايز ايه يازفت.


رد الآخر غامزاً بعيناه:

-عايز سلامتك ياعسل ياحلو أنت.


تبسم الجد ثم قال: - وربنا أنا قولت مجنون ومحدش صدقني.


مازن:- مجنون بحبك ياقلبي.


تحدث هذة المرة "هشام" الذى قال بانزعاج:

- حبك برص يابعيد ماتخرس بقى صدعتني ياأخى من وقت ما قعدت ايه أنت بالع راديو.


نظر إليه "مازن" من طرف عيناه وهو يقول:

- مش عارف هشومة عايزة مني أى لو تخليها فى حالها وتسكت احسن لكن هنقول ايه.


تفوه "هشام" بنبرة غاضبة: - هشومه طب والله يامازن الكلب لو ما سكت لقوم اديك حتة قلم يلوحك.


رفع "مازن " كلتا يديه وقال رادحاً: 

-نعم ياعنيا نعم يادادى نعم ياحبيبى تدى مين بالقلم هو انت فاكرانى هسكلتلك.


جاء أن ينهض "هشام "  من مكانه :

-انت اللي جبته لنفسك يامازن الكلب ولسه هيقوم.


أمسكه "ادهم" وهو يقول:

- اقعد ياعم وسيبك من المتخلف ده ومالكش دعوه بيه.


"مازن" وهو ينظر لاخيه بصدمه: انت بتبيع اخوك علشان الحيوان دا بقا دى اخرتها.


تبسمت "رحيل" برقة ثم قال وهي تضم أخيها بين ذراعيها:

- محدش له دعوه بمازن حبيبى.

ثم قبلته من خديه وضربت " هشام " ع إحدى كتفيه وهى غافلة عن تلك العيون الرمادية التى تنظر نحوها  بغضب بسبب لمسها لابن عمته.

تحرك "مراد" من على السفرة وهو ينظر لتلك الفتاة المتمردة بتوعد ثم قال: أنا ماشى على الشركة ياجدو عايز حاجه.


الجد: لا يابنى ربنا معاك.


ثم هتف وهو يتجه الى الخارج قائلاً لاولاد عمه وابن عمته:

-خمس دقايق والاقيكم ورايا على الله حد منكم يتاخر هتبقى ليلته سوده ع دماغه.

"مازن" بهمس "لهشام": هو بيقول الكلام دا لمين.


هشام: لينا ياخويا يلا وراه بدل مايعمل مننا بطاطس محمره.


نظر " أدهم"  لهم و قالسخرية: بطاطس محمره بس دا لو اتاخرنا هيعمل مننا شاورما.


"رحيل" بلا مبالاه: مالكم خايفين منه كدا ليه وعاملين له حساب ع ايه يعنى.


هشام: اسكتى ياختى ما اللى ميعرفش يقول عدس.


نور : لا هو فعلا شكله مازن بهت عليك بقيت تقول حاجات غريبه زيه.

مازن: بس ياماما روحى العبى بعيد .


نور بغضب: وانت مالك يارخم انت.

مازن: مالى ونص ياعسل، نور وهى تنظر له بغضب وهترد عليه قاطعها صوت ادهم

ادهم بغضب: بس انت وهى يلا خلينا نروح نشوف ورانا ايه مش ناقصه هى شغل عيال، مشى وسبهم واتجه هو الآخر الى الشركة.


الشخصيات


بطلة القصة رحيل الالفى: فتاة عمرها ٢٢ عام خريجة ادارة أعمال ، صاحبة العيون الواسعه الزرقاء اللامعه وذو بشرة بيضاء وشعر احمر نارى بطول ضهرها ،فتاة دلوعه جدا من عيلة غنية ومعروفه.


البطل مراد الالفى : ابن عم البطلة عمره ٣٠ عام ، شاب رياضي طويل وعريض و عيونه رماديه  وذو شخصيه حاده يهابه الجميع ويدير شركات عائلته وصارم جدا فى افعاله  .


افراد العائله الالفى

الجد وهدان: كبير العائلة شخصيه حنونه جدا رغم صارمته  صاحب ٧٠ عام.


سليم والد رحيل : متزوج من صفا ولديه ٣ اولاد ويحب

اولاده جدا بس لا يهتم لامورهم ، ويسمى ابنته بوحيدتى  ولكنه مشغول دايما بأعماله.


الزوجه صفا : سيدة جميلة جدا  ولكنها تعشق الخروجات والسهرات مع اصدقائها وتهتم بالمظاهر فقط.


أدهم : شخص وسيم  ذو شخصيه حاده تتشابه بشخصية مراد ويدير معه شركات العائله عمره ٢٩ عام وبيكره النساء .


مازن: تؤام رحيل شخصيه مرحه جدا ولديه ملامح جميلة يشبه اخته الى حد كبير ولديه نفس لون العيون.


حمزة والد مراد :  اخو سليم الوحيد ويحب اخاه جدا ويعمل معه.


زوجته حنان: سيدة حنونه جدا مع اولادهاوينطبق عليها فعلا اسمها.


الابنه نور: فتاه جميلة جدا وهي بيضاء وذات عيون بنى واسعه وشعر اسود فحمى ومميز صديقة وابنة عم رحيل الوحيدة عمرها ٢٢ عام واخت مراد الوحيدة وتعشق ابن عمها ادهم بشده لكنه لا يبالى لامرها.


هشام : ابن عمة مراد ورحيل واهله متوفيين فى حادثه ، واتربى مع جده وهو الصديق الثالث لمراد وادهم .


الفصل الثاني


ولج "مراد" إلى مقر الشركة الرئيسي بكامل هيبة ووقار لا يليق هذا ألا برجل مثله، فكان يلقى السلام أثناء مروره على جميع الموظفين دون استثناء، ثم صعد إلى الطابق الخاص بمكتبه،  دلف إلى المكتب بصحبة السكرتيرة، ألقى كلماته عليها حين جلس على مقعده:

-هاتيلي فنجان قهوة سادة والملفات الصفقة الجديدة.


- حاضر يافندم. 


بعد مرور بضع دقائق ليست بالقليلة، أتت له بطلباته ووضعتهم أمامه على المكتب الخشبي الأسود، وهى تتفوه بدلعٍ لم يرق له:

-اتفضل يافندم تأمر بأى أوامر تانية حضرتك.


رد عليها الأخرى بحزم قائلاً:- لا واتفضلى يااستاذة على مكتبك ولما يجى مستر أدهم ابعتيه.


- حاضر أنا تحت أمرك.

خطت أمامه بخطوات مثيرة لعل وعسى أن تلفت أنتباهه لكنه أشمئزا من تمايلها الرخيص، فهمس بداخله:

- أنا لازم أشوف حد غيرها يمسك مكانها والأفضل يكون راجل.


بعد لحظات دلف إليه "هشام"  دون أن يطرق الباب كالعاده:

- أنا جيت أهو ياكابتن ومتأخرتش.


حدق به "مراد" بأعين مليئة بالضجر:

- مش قولتلك كذا مرة قبل كدا أن فى زفت باب تخبط عليه قبل ما تدخل.


نظر إليه الآخر قائلاً:- يعني هو أنا دخلت عليك حمام بيتكم، وبعدين ياسيدي أنا دخلت على مراد ابن خالي حبيبي يعنى مش حد غريب.


- ابن خالك وحبيبك دا من امتى الكلام ده!.


أجابه "هشام" برقة مصطنعه:- من زمااااان أوى بس أنت مش حاسس.


تحدث "مراد" بصوتٍ عالٍ وكاد الشرر يتطاير من عيناه:

- ولاه اتظبط كدا معايا بدل ما اقوم أظبطك أنا بدأت أشك فيك أصلاً.


ضحك الأخر وهو يجيبه قائلاً:

- ياعم مش للدرجاتى أهدى دا حب أخوي وربنا.


نظر "مراد" للأعلى قليلاً ثم هتف قائلاً:

- يارب صبرني على الجحش ده هو والتانى.


ولج "مازن" إليهم سريعاً وهو يقول بمرح:

- ايه ده أنا سمعت حد بيجيب فى سيرتى.


جاء شقيقه من خلفه وهو يضربه ضربة خفيفة على رأسه و قال:

- كويس أنك عارف إن أنت جحش.


التفت برأسه نحوه وقال بعبوس:

- هو انت يابنى حد قالك انى مش أخوك ليه بتعملنى كدا أنت واللى قاعد هناك دا دى مابقتش عيشه على فكرة.


أردف "هشام" بطريقة مسرحية:- لو مش عجبك طلقني.


نظر إليه  "مازن" وقال بنفس اللهجة الساخرة:

- اه ياااختي قوليله لو مش عاجبه يطلقني.


رفع "مراد" حاجبيه مشمئزاً وضيقاً فى الصدر وقال:

- مش نسترجل شوية يابيه أنت وهو، كفاية شغل القرف اللى بتعملوه ده.


تحدث "هشام" بأنزعاج قائلاً:- قصدك ايه بالكلام ده أن احنا نسوان.


أجابه  "مراد" مبالياً:

- اه أصل مايعملش الحركات دى غير النسوان المايعة والصراحة أنتو مايعين أوى بهزاركم.

كاد الآخر أن يرد ولكن قاطع حديثه دخول تلك الفتاة المزعجة الذى قالت بدلالٍ: - مستر مراد نسيت اقول لحضرتك أن فى اجتماع مهم النهاردة الساعة ٥ مساءاً.


- تمام ياسوزى اتفضلي انتي على مكتبك.


بينما "هشام" و "مازن" كانوا ينظرون إلى هيئتها المثيرة وملابسها الفاضحة بفمٍ مفتوح، فقال "مازن" بغزلٍ:

- أوبا مين الجامدة دي.


فتفوه "هشام" الذى افترّ فاه بابتسامة عريضة:

- دي أجمد من الجمدان يااابا دي صاررووووخ.


نظر إليهم "أدهم" بعيون مستنكرة ووجه عابس:

- احترم نفسك يبأف أنت وهو وبطلوا كلامكم المقرف ده.


لم يعبأ "مازن" لحديثه ثم وجه نظره إلى "مراد" وقال متسائلاً:

- مش عيب عليك لما تبقى مشغل واحدة جامدة زي دي ومتقولش لولاد عمك، دا أنا أول مرة أشوفها.


فاردف "هشام" هذة المرة قائلاً: - وأنا وربنا أول مره اشوفها.


فى تلك اللحظة نفذ صبر "مراد" وبدأ وجه العابس يتحوّل إلى غضبٍ عارم ليقول بصوت عالٍ:

- اقسم بالله لو ما قومتم من هنا حالاً لتشوفوا مني حاجه  مش هتعجبكم.

نظر إليه "مازن" الذى قال:- مالك بس يامراد أهدى يابابا مش كدا ياحبيبي دا حتى غلط التعصب على واحد زيك.


مال "هشام" بجسده نحو "مازن" قليلاً وقال هامساً:

- بقولك ايه احنا نقوم نفلت بجلدنا بدل ما يعمل معانا الغلط وتكون ليلتنا سوده. 


أجابه الآخر بنفس الهمس:- ما دا كان رأيي من الأول يلا بينا.


بعد هربوا مهرولين إلى الخارج تفوه "أدهم" بقلة حيلة وهو يضرب يد على يد:- لا حول ولا قوة إلا بالله العيال اتجننوا على الآخر.


تحدث "مراد" بعد ما هدأ فقال:-عيال مقرفة علولي ضغطي ربنا يسامحهم على اللى بيعملوه فيا.


- كان الله فى عونك يابن عمي أنا مش عارف أنت ازاى مستحملهم.


- أعمل إيه قدري، المهم خلينا فى الشغل عملت ايه فى موضوع  الصفقة.


رد عليه "أدهم" بثقة ووقار:- طبعاً كسبناها هى دي محتاجة كلام بس فى مشكلة.


- مشكلة اي ؟.


- عادل مش هيسكت المرادى أنت خسرته الصفقه دى كمان ودا غير الصفقات التانيه اللي خسرها بسببك وخايف يعمل حاجه أو يأذى حد من عيلتنا.


استرخ "مراد" أكثر فى مقعده ليقول بهدوءٍ تام:

- متقلقش مش هيقدر يعمل حاجه لأنه جبان ولو بس فكر يأذي أى حد يخصني هفعصه زي الحشرة تحت رجلي لحد مايموت.


- ربنا يستر علينا، هقوم أروح اشوف الشغل المتراكم عليا فى المكتب.


-ماشى.


فى إحدى النوادي وخاصة بمكان قريب من الأشجار، كانت تلك الشمس الساطعة تطل بأشعاتها الزاهية على الزهور الوردية والخضراء فجعلتها تنبض بالحب والدفئ، فكان المظهر يبعث بداخل الناظرين الرضى والراحة، تحدثت تلك الفتاة التى تُسمى "ندى" وهى الصديقة الثالثة "لنور" و"رحيل"، فقالت بتسأل:

- هتطلعوا معانا الرحلة ولا كالعادة مفيش مرواح.


أجابتها "نور" قائلة:- الصراحة لسه مش عارفين.


-يعني ايه مش عارفين.


رددت "نور" وهى تعبث بخصلات شعرها الملتقه حول أصبعها:

- لسه مقلناش لجدو ولا لبابا والمشكلة اصلاً مش فيهم المشكلة كلها فى مراد أخويا.


تفوهت "ندى" قائلة:- حاولي معاهم لأن خلاص مبقاش فاضل غير كام يوم بس يانور.


"نور" :- ما أنا خايفة اقول حد منهم يزعق وخصوصاً أخويا لأنه بيخاف عليا اوى ومستحيل أنه يوافق.


- طب ما تخلى رحيل هى اللى تكلم جدك وهو مش هيرفض ليها طلب وهيوافق ع طول وطبعا محدش هيعرضه ولا اي يا رحيل.

أنهت "ندى" جملتها وهى تصوب بصرها نحو "رحيل" الذى قالت بهدوء:

-هبقى أكلمه ماتشغلوش بالكم أنتو وسبوها على الله ثم عليا.


بينما تحدثت فتاة أخرى متواجدة معهما وهى "مرام"  فقالت بعبثٍ:

- طبعاً رحيل لازم تكون من الأساس موجودة فى الرحلة مدام حبيب القلب سامر موجود مش كدا ياريري.


حولت :رحيل" عيناه نحوها فقالت متعجبه:

- هو سامر طالع معاكم!.


أجابتها "مرام" وهى تُأرجح قدميها اليسرى قائلة:

- ايه دا هو أنتى مكنتيش تعرفى لا بجد ازاى هو ماقالش ليكي حاجة زي كدا ده المفروض تبقى أنتى أول واحدة عارفة.


تحسست "رحيل" أزرار ثوبها بضيقٍ  ثم قالت:

- هو هتلاقيه قالي بس أنا نسيت أصل هو مابيخبيش عني حاجه.


رددت "مرام" بملل:- يمكن بردو وليه لأ.


تفوهت "ندى" التى بدأت اعصابها تتفلت من تلك البغيطة التى لم تعد تطيق وجودها:

- وأنتى يااستاذة مرام البيه حسن بتاعك مش جاي ولا ايه.


تحدثت "نور" بنبرة ممتزجة بالخبث قائلة:

- هيجي ازاى بس ياندى أنتى نسيتي أنه بيحضر لفرحه اللى بعد كام يوم.


انتفضت "مرام" بجسدها من على المقعد قليلاً والذى أحتلت علامات الصدمة وجهها، فقالت:

- أنتى قولتى ايه فرح مين ده اللى قصدك عليه واي علاقة حسن بالموضوع ده؟.


أجابتها "ندى" بكل أريحية فقالت ببسمة لطيفة:

- فرح صاحبك حسن أنتى متعرفيش ولا أي، شكله معزمكيش على فرحه لا بجد أخس عليك ياحسن ده حتى كان بينكم علاقة جميلة ملهاش مثيل.

صاحت "مرام" بتشنج وعصبيه بالغة:

-على فكره بقى مكنش بينه وبيني أى حاجة يااستاذة ندى فياريت تشيلي الأفكار دى من دماغك.


أردفت "نور" مستنكرة حديثها فقالت:

- أومال كنتي بتكلميه ليه وعلى طول لازقه فيه وكأنك مراته.


أجابتها الأخرى بملامح جامدة وقالت بضجر:

-عادى يعنى كنت بسلى وقتى مش اكتر وبعدين محدش يدخل فى اللي ملهوش فيه أو أنه يدخل فى حياتي ماشى.


ثم غادرت المكان، فنظرت لاثرها "ندى" بأشمئزاز ثم قالت:

- بت مستفزة وباردة ومغروره فى نفسها كويس إن حسن سابها.

بينما "نور" قالت:

-علشان هى واحده مش مظبوطه وكل يوم مع واحد شكل فازاى  هيستأمنها على نفسه وبيته.


تفوهت "رحيل" معاتبه صديقتها وابنة عمها:

- حرام عليكم تقولوا عليها الكلام ده، وبعدين أحنا ملناش دعوه باللى هى بتعمله.


أمسكت "رحيل" هاتفها لتتصفحه، فمرت بضع دقائق متثاقلة عليها وكأنها كالساعات، فكانت تفكر إذا كان حبيبها "سامر" على علاقة مع تلك البغيضة، فبدأت تقلقها هذة الفكرة المزعجة، لاحظت "نور" تعير معالم وجهها إلى الشحوب فقالت:

- بتفكري فى ايه يارحيل أوعى تكونى مضايقة من كلام المستفزة مرام.


رفعت "رحيل" رأسها للأعلي قليلاً ثم تركت الهاتف على الطاولة بجانبها وقالت: - هى عرفت منين أنه طالع الرحلة إذا كان أنا حبيبته مقالش ليا، أنا شاكة لأحسن يكون فى مابينهم حاجة.


ربتت صديقتها "ندى" على يديها ثم قالت برفق:

- حبيبتي شيلي الأفكار دي من دماغك هى شكلها بتعمل الحركات دي علشان توقع بينك وبينه مش أكتر.


تفوهت "نور" مؤيدة لحديثها:- فعلا ندي عندها حق.


لمحت "ندى" " سامر " قادم نحوهما فقالت مسترسله:

- سامر جاي ناحيتنا، ثم حولت بصرها لصديقتها وقالت:

- أخت رحيل ممكن بقى ياعسل تفكى تكشيرة وشك ومتخليش كلام الزفته يسيطر عليكي فاهمة.


- حاضر فاهمة.


اقترب الآخر منها وهو يُلقى عليهما التحية:

-أخباركم ايه يابنات اتمنى تكونوا بخير.


أجابته "ندى" باسمة:- أحنا الحمدلله زي الفل ياباشا.


بينما هو جلس على المقعد بجانب "رحيل" بعد أن شعر بأن بها شيئاً ما:- مالك ياحبيبتي هو فى حاجة مزعلاكي.


لم تجيبه الأخرى فحولت بصرها بعيداً عنه لتنظر إلى الزهور أمامها، فقال هو موجهاً حديثه إلى "ندى": - هو فى ايه.


- معرفش، ثم جذبت "نور" من ذراعيها:

-يلا يانور خلينا نروح نجيب حاجة نشربها.


"سامر" :- مالك يا رورو مش بتردي عليا ليه.


- ايه اللى بينك وبين مرام.


- مش فاهم قصدك ايه بالكلام ده.


-انت فاهم قصدي كويس ياسامر.


- لا والله مش فاهم.


تأففت "رحيل" بملل ثم قالت عابسة:

- أصل الهانم بتقول أنك حاجز للرحله تبع النادى مع الشيلة، عايزة أفهم دلوقتى هى عرفت منين إذا كان الأستاذ مقالش ليا وأنا اخر واحده أعلم أنك رايح معاهم.


-والله ابدا أنا كنت عاملها مفاجأه ليكي وكنت لسه هقولك ان أتا حجزت ليا وليكي لكن معرفش هى عرفت ازاى.

تحدثت "رحيل" بضيقٍ:- والله المفروض أصدق انا كدا.


تفوه "سامر" بعد ما أحكم قبضته على راحت يديها الرقيقة: 

-اه هتصدقى لان حبيبك وبتثقى فيا دا غير أنى مابخبيش عنك اى حاجه غير لو كنت عامل ليكي مفاجأه، فمتزعليش منى أرجوكِ أنتى عارفه أنى بحبك.


تحدثت الأخرى بحياء:-خلاص ماشي مش زعلانه.


فقال "سامر" بنبرة لينة:- ولو زعلانه نصالحك بردو هو أحنا عندنا اعز منك ياروحي.


اكتفت "رحيل" بابتسامة رقيقة خجلة، لحظات وجاءت "ندى" وهي تبتسمت بمرح فقالت: - ايه ياعصافير الحب اتصالحتوا ولا أي.


 ضحك "سامر" بخفة ثم قال: - على أساس أننا كنا متخاصمين دى رحيل روح قلبى.


هتفت "نور" باسمة: ياسيدي ياسيدي على الحب.


صاحت "ندى" بطريقة تمثيلة مضحكة:

- اه ياقرمط ياللى ملقتش حد يحبك ياقرمط اوعدنا يارب لان حاسه أني أنا خللت من كتر الانتظار.


هتفت "نور" مجيبه عليها بصوت مرتفع نسبياً وهى ترفع كلتا يديها إلى الأعلي:

-  يااااارب يااختى أنا وأنتى ف يوم واحد علشان نخلص.


بينما "رحيل" أطلقت ضحكة  رنة  عالياً فى أرجاء المكان، فأظهرت على أثرها تلك الغمازات المميزة التى أعطت لها شكل مبهر وزداتها جمالاً على جمالها.

يتبع 




إرسال تعليق

أحدث أقدم