رواية شد عصب الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر بقلم الكاتبه سعاد محمد سلامه

 

رواية شد عصب الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر بقلم الكاتبه سعاد محمد سلامه 

رواية شد عصب الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر بقلم الكاتبه سعاد محمد سلامه 


البارت السادس

شد_عصب«لديهانصف ينتمي لهنا» 

ـــــــــــــــــــــ

طوى مؤنس الجوابات ووضعها  بداخل الصندوق مره أخرى وأغلقه وتركه جواره لكن أحتفظ بصورة تلك الطفله بين يديه يتأمل ملامحها الصغيره فعلًا تُشبه كثيرًا "مِسك" إبنته،لكن بعض الملامح لا تُلاحظ، سوا لم يتأمل كثيرًا، شفاه تلك الصغيره أكثر سُمكًا كذالك لون العينين مختلف وتلك الشامات التى بوجهها كذالك العين بها نظره أجرأ، تسأل عقله: 

الآن أصبحت تلك الصغيره صبيه تُرى هل مع الوقت أصحبت نسخه مختلفه تمامً أم مازال هنالك تشابُه كبير بين هن؟.

الحنين والندم يُبكيان القلب،وأسئله تجول بالرأس 

هل؟ وهل؟ وهل؟ ولا جواب غير بالتأكيد تلك الصغيره مثله لا تعلم عنه شئ،سوا أنه كان

لـ والداتها أبً جحد قلبه عليها،حين خالفت أمره ورفضت الزواج بأكثر شخص كانت تبغضهُ بحياتها،كما قالت له،لو آخر ربما كانت تخلت عن من هوى قلبها له وإمتثلت لأمره لكن هذا مستحيل أن تقبل الزواج منه لو قتلها فى الحال،لكن لم يقتلها كان العقاب أقوى من القتل بالنسبه لها،أن يتبرأ منها كأنها ليست تلك المُدلله التى كان لها مكان ومكانه قويه فى قلبه حتى أكثر من أخيها،لم يكن عقاب لها وحدها،بل العقاب شمل الجميع،أدمى قلوب مزقها الندم والآسى.


إهتدى قلبهُ بلحظه لما لا؟

تنحى عقله عن الكبرياء والجحود، 

وجذب هاتفه المحمول ذو الطراز والإصدار قديم قليلًا،وآتى برقم خاص قام بالإتصال عليه.


رد الآخر عليه بترحيب وإحترام.


للحظه تردد فى إخبار الآخر لما هاتفه الآن لكن بلحظه حسم أمره قائلًا:.

جولي أيه آخر أخبار "هاشم خليل" و... بنته.


تنحنح الآخر مُتفاجئًا وقال بحرج :

آخر حاچه أعرفها عنه كان من ست سنين تجريبًا،إنه عايش فى السعوديه بيشتغل مهندس إتصالات هناك والبنت كانت معاه.


تنهد مؤنس قائلًا:

أكيد بينزل مصر عشان أخته، مش كان جوز أخته زميلك فى الجيش؟.


رد الآخر:.

كان زميلى بس من فتره العلاجه بينا شبه إتجطعت بنتكلم على فترات متباعده،الدنيا تلاهي يا حج مؤنس،بس نمرة تلفونه عِندي،لو فى حاچه مهمه ممكن أتصل عليه وأسأله بأى حِجه؟.


شعر مؤنس بغصة ندم قويه فى قلبه،فمن يُريد أن يسأل عنها كان من المفروض هو من يكون على درايه بأحوالها،  إبتلع تلك الحسره فى قلبه قائلًا:

"سلوان هاشم خليل" 

عاوز أعرف أيه آخر أخبارها. 

...... ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بالفندق

تستطحت سلوان على الفراش تتنهد بشعور مختلف عليها، تشعر بإنشراح وصفاء غريب يُسيطر عليها، جذبت هاتفها وقامت بفتحه على،ملف الصور ترى تلك الصور القليله التى إلتقطتها لنفسها وهى بذالك المنتطاد بعد أن زالت الرهبه عنها وشعرت بصفاء الجو حولها وإستمتعت بتلك الرحله القصيره،أجل كانت قصيره،تصفحت تلك الصور التى إلتقطها لها "جلال"أيضًا،تنهدت بشعور خاص،لا تعلم لما بحثت بين الصور علها تجد له صوره بينهم لكن لا يوجد،ذمت نفسها قائله:

مالك يا سلوان أيه الأفعال الطفوليه دى،بدوري على صوره لـ شخص إتعرفتى عليه بالصدفه، ومتعرفيش عنه غير إسمه،عقلك جن.


لكن سرعان ما إبتسمت بنشوه خاصه قائله:

فعلًا عقلى جن،ومعرفشى إزاى وثقت فى الشخص ده بالذات،رغم إنى عمري كنت بحاذر من أى شخص غريب عني،حتى كمان فى قريبين مني وعارفاهم كويس وبحاذر منهم بعد ما ظهروا على حقيقته الوقحه معايا،بس"جلال" أيه المختلف فيه،أيه الشئ اللى بيجذبني له جوايا إحساس أوي بالثقه إتجاهه،رغم إننا يادوب تلات مرات اللى إتقابلنا فيهم،لو حد بيحكي لى عن اللى بيحصلي ده كنت هقول فيلم رومانسي خيالي،وصعب يحصل فى الواقع.


تنهدت سلوان تزفر نفسها بقوه قائله:

ده كأنه شئ من السِحر بيجذبني أثق فيه وأتخلى عن التحفُظ وأنا ومعاه،أكيد الثقه دى  بسبب إنه هو اللى أنقذنى من الموت على محطة القطر .    

..... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بغرفة نوم جاويد

إضجع على أريكه بالغرفه يتنهد يشعر بنشوه ممتعه لاول مره بحياته،يشعر أن شئ غريب يُحركهُ يغزو قلبه شعور جديد لم يكُن فى حساباته سابقًا،أجل حساباته هو دائمًا كان يحسب قيمة كل خطوه قبل أن يخطيها بعقله،الى أين تذهب به هذه الخطوه،لكن الآن تنحت تلك الحسابات ترك خُطاه هى من تسحبهُ الى أين؟

لا يعلم،لكن يشعر بـ حُريه كأنه مثل ذالك الطائر الذى يسمعه، يشدوا بصوته الليلي  فى الأفق الهادئ الآن،هدوء خاص يشعر به،لكن فجأه غص قلبه حين تذكر جوابهُ حين سألته عن إسمه

"جلال"  

سأل نفسه  لما يقول لها ان إسمه "جاويد الاشرف"؟ 


جاوب عقله: 

يمكن عشان إسم" جاويد الأشرف" مشهور هنا وسهل تعرف عنه أى شئ. 


لم يقتنع عقله بهذا الجواب، سهم للحظات وهو يضع يده فوق مكان ذالك الندب الذى بموضع قلبه،وزفر نفسه يشعر بغصه ووخز فى قلبه...  ربما لآن هذا الأسم لم ينسي صاحبه يومً وتمنى لو كان إنقلب الماضي وكثيرًا ما كان يتمنى أن كان هو من رحل بلا عوده.

........ ــــــــــــــــــــ

بـ بيت المغتربات 

تقلبت إيلاف بالفراش تشعر بآرق، تذكرت حين كانت بغرفة العمليات تُشارك بتلك العمليه الخطيره للحظه أثناء تقطيبها للجرح إرتعشت يديها، لم يلاحظ ذالك سوا جواد الذى نظر لها وأخذ منها الملقط وبدأ يُقطب هو مكان الجرح،تحير عقلها لما لم يتفوه لها بكلمه بغرفة العمليات، إهتدى عقلها ربما لم يُريد إحراجها أمام الموجودين بالغرفه، لكن كذالك لم يتفوه بشئ بعد خروجهم من غرفة العمليات

إهتدى عقلها: 

بس أنا بعد العمليه مفضلتش كتير بالمستشفى وكمان ماما إتصلت عليا بعدها وإتحججت بيها ومشيت من قدام الدكتور جواد، أكيد مستني فرصه أو يمكن بعد كده يقول عليها منفعش دكتورة جراحه. 


زفرت نفسها تذم نفسها: 

أيه اللى كان حصل وخلى إيديك تترعش أول مره تخيطي جرح دى أسهل خطوه فى الجراحه كلها، أكيد دلوقتي  هيستنى فرصة عمليه تانيه ولو طلبت أشارك فيها ممكن يقولى لاء إيديك بترتعش. 


نظرت ليديها بنفس اللحظه شعرت أنهما يرتعشان بالفعل، تذكرت تلك الحاله التى أصابتها فتره من حياتها حين كان أحد ينظر لها ترتعش من داخلها تتمنى الأختفاء عن كل البشر حتى لا تسمع منهم إهانه... بداخلها كثيرًا تمنت أن تقول لهم ان تلك أكاذيب وإفتراءات على والداها،فكيف لم كان يُقظها بعِز أيام الشتاء الأكثر بروده فجرًا كى تُصلى الفجر وتنتظره مع أختها ووالداتها حتى يعود من صلاة الجماعه بالمسجد، تعلم جيدًا أنه لم يكُن مُرائي، كيف تمتد يديه الى خزينة مال شركة النسيج الذى كان يعمل بها،وكيف يقتُل أقرب صديق إليه،لكن القانون والبشر لديهم العداله التى تأخذ بالأدله حتى لو كانت مجرد بصمات الشخص...حتى إن لم تُصدق لم تقدر على المواجهه ولا عن الدفاع عنه. 

....... ــــــــــــــــــــــــــــــــ

بالمشفى 

بغرفة جواد

إضجع بظهره على المقعد خلف المكتب،لكن سُرعان ما سمع طرق على باب الغرف،سمح له بالدخول وإبتسم له حين قال:.

الجهوه سكر زيادة يا دكتور كيف ما عتحبها وكمان فى الماج اللى جيبته سيادتك،بس حاول يا دكتور تخف من الجهوه شويه مش زينه على صحتك .


إبتسم جواد له قائلًا: 

جهوتك إدمان يا عم'خلف'، ومتخافيش على صحتي الحمد لله بمب، بس الجهوه بشربها عشان تفوجني شويه وانا سهران إهنه فى المستشفى. 


إبتسم خلف له قائلًا:. 

والله يا دكتور  لو مش حضرتك فى المستشفى دى، كانا بجت مخروبه مفيش فيها دكاتره تشوف العيانين الغلابه اللى إهنه فى المنطجه(المنطقه) كل الدكاتره تمضي حضور وبعديها  بتهرب على عيادتهم الخاصه ومنهم اللى بجى عِنديه مستشفي خاصه،ربنا يرزج الچميع.


رد جواد:

تعرف يا عم خلف لو كل دكتور بس فضى نفسه يوم وقال هشتغل اليوم ده زكاه عن نفسي وأكشف عل ناس تستحق العلاج ببلاش ربنا هيرزجهم أكتر ويبارك لهم أكتر.


اومأ له خلف مُبتسمًا يقول:

ربنا يزيدك رضا يا دكتور،هسيبك تشرب الجهوه،آه نسيت أجولك إن وأنا بنضف مكتب الدكتوره الچديده اللى جات لأهنه تكليف لجيت الكيس الورج ده،فيه "نبق"خوفت أسيبه فى المكتب يلم نمل وكنت هشيله فى التلاچه اللى فى عِيندي فى البوفيه لبكره بس التلاچه بتاعتى إصغيره وفيها حاچات كتير وفى إهنه تلاچه فى أوضة المدير خاليه جولت أشيل الكيس فيه لبكره لحد ما تعاود الدكتوره.


إبتسم جواد ومد يدهُ نحو الثلاجه قائلًا:.

تمام حطه فى التلاچه،بس متنساش تبجى تاخده ليها بكره.


ذهب خلف ووضع الكيس قائلًا:

لاه مش هنسى،هسيبك تشرب جهوتك،وهروح أنا بجى،معاوزش منى حاجه جبل ما أمشي.


رد جواد:.

لاء متشكر تسلم عالجهوه.


غادر خلف،مد جاويد يده وأخذ كوب القهوه     

من فوق المكتب إرتشف منه بعض القطرات ثم وضعه وأعتدل فى المقعد يشعر بفضول إتجاه تلك الطبيبه صاحبة الأسم الغريب"إيلاف" هى الأخرى تبدوا شخصيه غريبه بالنسبه له، تذكر رعشة يديها  أثناء تقطيببها لذالك الجرح،  لم يتفوه وقتها بشئ أمام الموجودين بالغرفه حتى لا تتوتر وتشعر بإفتقار أمام زملائها بالغرفه،هو حدث معه ذالك مره لكن وقتها وبخه الطبيب أمام زملاؤه،وحين خرج من غرفة العمليات ذهب الى الطبيب وسأله لما قولت لى ذالك وانت تعلم جيدًا مدى مهارتي كطبيب جراح...أجابه الطبيب وقتها كى تتعلم من أخطاء  ولا تفعل هذا مره آخرى،كذالك لسبب آخر ستعلمه يومًا ما،اليوم علم السبب الآخر لم يفعل مثل ذالك الطبيب ويلفت نظر الآخرون الى إيلاف حتى لا تشعر مثلما هو شعر ذات يوم أنه يفتقر للإجاده التى تؤهله ليكون يومًا مسؤل عن حياة شخصً ما ربما لو ارتعشت يديه بلحظه أضاع حياته.

.   ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بعد مرور أسبوع 

والشمس بدأت تُبدد ذالك الظلام من بعيد

نزلت يُسريه على تلك السلالم الجيريه ووضعت حلق تلك الزجاجه البلاستيكيه كى تملأها بالمياه، لكن

فجأه شعرت كأن شئ بالمياه يسحب منها تلك الزجاجه بقوه وفلتت منها تسمع صوت فُقعات المياه وتلك الزجاجه تغرق بالمياه،إستعجبت ذالك كذالك ساد الظلام مره أخرى كأن الشمس التى كانت تستطع توارت خلفه وقفت مخضوضه حين سمعت صوت غليظ من خلفها تقول:

جاويد، مهما عملتي المكتوب عليه هيشوفه. 


إزدرت يُسريه ريقها الجاف ونظرت للسماء، رأت تلك الغِربان تحوم وتنعق بصوت مُرهب، لكن نظرت الى تلك المرأه قائله بتحدي: 

وأديكِ جولتى يا غوايش المكتوب عليه، مش اللى إنتِ كتبتيه  عليه. 


تنرفزت غوايش قائله: 

فى الماضي ساعدتى فى حرجة(حرقة) جلب عاشج

وجاويد هيتحرج جلبه زيه. 


ردت يُسريه بثقه: 

أنا كل اللى عملته وجتها إنى وعيت صبيه وساعدتها تهرب من مصير معتوم مع چبروت عيستناها، وياريت اللى عملته بالماضى يُجعد لـ جاويد، بعدت ملاك من طريج شيطان. 


تنرفزت غوايش  أكثر قائله: 

هتشوفى جاويد وهو بيتعذب جدامك ومش هتجدري وجتها تداوي چرحه كيف ما حصل بالماضي، چرح العشج مالوش دوا. 


ردت يُسريه  بتحدي: 

وأنا فين هشد عصب جاويد وجتها كيف ما حصل فى الماضي هيلاجي يدى تطبطب على ضهره تجويه وصدري يضمه يسليه الضنا، بعدي بشرك عن جاويد يا غوايش. 


تهكمت غوايش وهى تنظر نحو السماء شعرت برعب حين إبتعدت تلك الغِربان وعاد  شعاع الشمس يستطع مره أخري. 

  

شعرت يُسريه بأمل حين عاود جزء من نور الشمس ونظرت نحو غوايش بثقه قائله: 

النار مهما كان وهجها المي والتراب جادرين يطفوا لهيبها ،المي والتراب طاهرين مهما كان الدنس حواليهم نور السمس بيطهرهم وجادرين على رجم لهيب نار السموم  اللى عتشركِ بالله وعتسجدي 

لـ شيطان عبد مطرود من رحمة الله. 


وضعت غوايش ذالك الوشاح الأسود فوق وجهها قائله بغيظ: 

اللى إنكتب بالدم مش هيمحيه غير الدم يا يُسريه، والطريج إبتدى وإتجمع "الشتيتين" إهنه على نفس أرض البدايه  هتكون النهايه. 


قالت غوايش هذا وغادرت المكان بُخطى مُسرعه، بينما نظرت يُسريه  الى المياه ورأت تلك الزجاجه تطفوا مره أخرى فوق سطح المياه لكن إبتعدت بداخل المجرى المائى عن متناول يديها، شعرت بريبه فظهور غوايش نذير شؤم... تنهدت ونظرت لأعلى وجدت الشمس بدأ نورها يستطع  والظلام يتبدد، وتلك الغِربان إبتعدت وصمت نعيقها، تنهدت تشعر بتوجس لكن لا فرار من القدر الذى بلحظه قد يتبدد مثل الظلام الذى أباده شعاع شمس بسيط. 

..... ــــــــــــــــــــــــــــــــ

بأحد البازارات السياحيه 

رد زاهر على من يُحدثه قائلًا: 

تمام هستني الشخص اللى چاي من طرفك وهمضي عقد الإيچار وهديه المبلغ اللى إتفجنا عليه. 


أغلق زاهر الهاتف وظل لوقت يقرأ تلك الاوراق التى أمامه، قرأ ذالك الأسم الموجود بالطرف الثانى للعقد 


"حسنى إبراهيم النحاس" 

بعد وقت سمع صوت طرق على باب غرفة الاداره سمح له بالدخول، دخلت فتاه بطول متوسط يميل قليلًا للقُصر وجسد صغير أيضًا،وجهها ملامحهُ بريئه وضاحكه بنفس الوقت.


نظر لها بتعجب قائلًا:

أهلًا بحضرتك،تحبي أخدمك بأيه؟


إستغربت منه قائله:

أنا أبوي بعتني عشان أجابل الأستاذ زاهر الأشرف.


إستغرب زاهر مُتسألًا:

أنا زاهر الأشرف،بس مين والد حضرتك!.


ردت عليه:

أنا "حسنى إبراهيم النحاس". 


إستغرب زاهر  قائلًا: 

مين سيادتك؟ 


ردت حسنى بتأكيد: 

كيف ما جولت لك، أنا حسنى بت الحاح إبراهيم النحاس اللى هتأجر المخزن منيه هو جالي إكده. 


تعجب زاهر قائلًا: 

بس الحج إبراهيم جالي هبعت  شخص من طرفي و مكتوب بالعقد" حُسني إبراهيم  النحاس"٠


جاوبت حسنى: 

حَسنى، مش حُسني، الحاء بالفتحه مش بالضمه، هجولك أنا أمى الله يرحمها لما ولدتنى تانى يوم  أبوي راح السِجل المدنى عشان يسجلنى فى المواليد،جام الموظف بتاع السجل المِدنى سأله عن نوع المولود أبوي جاله بنته كيف الجمر(القمر)...جام موظف السجل جاله وهتسمى البنته الجمره دى أيه بحى،ابوي جاله على إسم أمى،جام الموظف جاله وإسم إمك أيه جاله "حَسنا"

جام الموظف كتب إسمى حَسنى،بس بدل فى الحروف بجى بدل ما يكتب إسمي (حَسنا) بالألف كتبها (حسنى)بالياء ومن يوميها وأنا كل ما حد ينطج إسمي يفتكرني ولد،يعنى غلطة موظف السجل المدني...زى ما بنجول خطأ إرتكبه الآخر اللى هو موظف السجل المِدنى.


إرتسمت بسمه على محيا زاهر قائلًا:

تمام أنا فهمت،خلاص إن اسمك حسنى،بنت مش ولد،إتفضلي إجعدي عشان نتفاهم ونمضى عقد إيجار المخزن زي ما إتفجت مع الحج إبرهيم.


جلست حسنى على مقعد مقابل لمكتب زاهر قائله:

لاه إنت لازمن تتفج معايا آني لأني أني صاحبة الدار اللى المخزن واخد الدور الأرضي منيها، هجولك الدار دى كانت بتاعة چدي أبو أمى الله يرحمهم التنين، وجدي جبل مايموت سچل الدار دى بأسمي بس انا كنت قاصر وجتها وأبوي كان الوصي عليا وهو اللى كان  بيأجر الشُجج الاربعه اللى فى الدار  دى بس المخزن كان مقفول عشان فيه شوية نحاس من اللى چدي كان بيشتغل فيهم، أصل چدي ده كان بيشتغل "مبيض نحاس" بس كان عليه  جلوه للنحاس مجولكش كان النحاس يطلع من تحت يديه بيلمع كيف الدهب إكده، وأبوى بجى كان بيفاهم مع المستأجرين، بس أنا خلاص كبرت وبلغت سن الرُشد من تلات شهور وبجي عِندي واحد وعشرين سنه جولت لأبوي انا اللى هدير أملاكِ بنفسي والدار أنا اللى بجيت بتفاهم مع المستأجرين اللى فيها هقولك فى إتنين من المسأجرين نفسي أكرشهم مش بيدفعوا الإيجار بانتظام  بس برجع وأجول إنهم غلابه حداهم عيال بلاش يتشردوا،و...


شعر زاهر بالسام من كثرة حديث حسنى قاطعها قائلًا:

متخافيش أنا هدفع ايجار المخزن كل شهر فى ميعاده خلينا نتفج ونمضي العجود.


نظرت حسنى بتمعن حولها للمكان قائله:

لاه أنا واثجه إنك مش هتتأخر فى دفع الأيجار،صلاة النبي البازار على مساحه واسعه وفى منطقه جريبه من المعبد وأكيد السواح بيچوا لأهنه عشان يشتروا المساخيط هدايا وهما راچعين لبلادهم،بس أنا ليا ملاحظه إكده عالمكان،البايع اللى واجف بره بيبع للسواح لما إتحدت معاك كش فيا،بس لما جولت له إنى جايه من طرف الحج إبراهيم النحاس جالى ادخلك المكتب،إبجى جول له يبتسم شويه،البياع الشاطر يكون مُبتسم إكده عشان يقنع الزبون يشتري...


قاطعها زاهر قائلًا:

تمام هجوله وهلفت نظرهُ خلينا نمضى العجود.


نظرت حسنى لـ زاهر وهمست لنفسها قائله:

العيب مش فى البياع ده العيب فى صاحب البازار شكله كِشري إكده،وانا مالى فخار يكسر بعضيه،أنا جولت اللى يخلص ضميري.


رأى زاهر شفاه حسنى التى تتحدث بهمس لم يسمعه لكن شعر بضيق ووضع أمامها على المكتب ورقة عقد قائلًا:

العقد أهو مكتوب عند محامى وناجص بس على الأمضا بتاعتنا. 


أخذت  حسنى العقد ونظرت لـ زاهر قائله: 

جبل ما أمضى لازمن أقرا العقد، ده حاچه متعزلش. 


اومأ لها زاهر راسه بـ تمام. 


قرأت حسنى العقد ثم نظرت لـ زاهر قائله: 

العقد تمام، أوعاك تكون  زعلت مني، المثل عيجول

العقد شريعة المتعاقدين، وكمان ده حقى ولازمن أضمنه.


أومأ لها زاهر رأسه قائلًا:

تمام إتفضلى إمضي العقد.


نظرت حسنى للعقد ثم لـ زاهر قائله:

فين القلم اللى همضي بيه.


كبت زاهر ضيقه ومد يده لها بقلم قائلًا:

إتفضلى القلم أهو.


أخذت القلم من يده ووضعت الورقه على فخذها لكن لم تعرف ان تضع توقيعها نظر لـ زاهر قائله:

مفيش كراسه أو دفتر أحط الورجه عليه عشان أعرف أمضي.


تنهد زاهر بنرفزه حاول كبتها قائلًا إتفضلى دفتر أهو حطيه تحت الورجه،وأمضي عشان نخلص لأنى عِندي ميعاد كمان نص ساعه.


أخذت حسنى الدفتر ووضعته أسفل الورقه ووضعت توقيعها وهى تهمس لنفسها:

معرفش أيه الراجل اللى خُلقه ضيج ده بياع إزاى اكيد بينفخ عالزباين ويطفشهم وانا مالى.


أنهت حسنى توقيعها ومدت يديها بالدفتر والورقه والقلم قائله:.أها أنا مضيت تحت إسمي.


تنهد زاهر  وأخذهم من يدها ووضع توقيعه هو الآخر قائلًا: 

تمام إكده، إتفضلى ده العربون اللى إتفجت مع الخج إبراهيم عليه، وياريت تفضوا المخزن من الخرده اللى فيه عشان أبتدي أجدده قبل ما أخزن فيه البضاعه. 


أخذت حسنى  المبلغ المالي قائله: 

تمام أنا هجول لأبوي وهو يجيب كم شيال يشيلوا الحاچات اللى فى المخزن يطلعوها  فى الاوضه اللى چنب عِشة فراخ إم سندس اللى ساكنه فى الدور التانى، عِينديها كم فرخه وكم بطه وديك وشوية رومي مربياهم فى عِشه عالسطوح بتجولى يلموا بجايا الوكل اللى بتفيض منينا وكمان بتسترزج من بيع البيض والفراخ والبط وكمان عِنديها حمام، أبوي كان عاوز يطردها بس أنا جولت حرام بتصرف على ولادها تساند چوزها عالمعايش... 


قاطعها  زاهر ونهض واقفًا يقول:. تمام حطي الخرده مكان ما إنتِ عاوزه أنا اللى يهمني المخزن يفضى.


نهضت حسنى واقفه هى الأخرى قائله:

تمام،بس ليا سؤال،هو المبلغ اللى فى الظرف ده هو هو المبلغ اللى إتفجت مع أبوى عليه ولا هو هيخنسر كيف عادته إمعاي...ويجولى مبلغ أقل من الإيجار الحقيقي.


نظر لها زاهر بغضب قائلًا:.

لاه ده نفس المبلغ اللى إتفجت مع الحج إبراهيم عليه وياريت تستغلى الوجت من  دلوك وتبدأى فى شيل الخرده من المخزن لأنى محتاجه فى أسرع وجت وكمان أنا لازمن أمشى عيندى ميعاد مهم دلوك.


تهكمت حسنى وهمست قائله:

صحيح الچواب بيبان من عنوانه البياع إتم ومجابلته ناشفه يبجى صاحب البازار أيه اكيد جِلف زيه.


تنهد زاهر الذى لم يسمع همسها وأشار بيده لها نحو الباب  قائلًا:

هستنى تليفون من الحج إبراهيم إن المخزن بجى فاضي.


كبتت حسنى غيظها من جحافة زاهر وسارت نحو باب الغرفه لكن توقفت قبل ان تخرج منها ونظرت لـ زاهر قائله:

نصيحه منيي إبجى أضحك فى وش الزباين دول سواح وضيوف عندينا،بلاش الخلقه الكِشره دى،بتقطع الرزق.


قالت حسنى هذا وغادرت 

زفر زاهر نفسه بقوه يتنفس قائلًا:

أيه الرغايه دى،دى لو فضلت كمان دقيقتين كنت هتشل من رغيها ودى زى مدفع وإتفتح عليا.   

.ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

عصرًا

بذالك المحل الخاص بييع الملابس خرجت كل من حفصه ومِسك التى نظرت لـ حفصه مُبتسمه تقول: 

كويس أهو خلاص  كده خلصنا شراء الفساتين الست جابت لينا فستانين زى ما طلبنا منها بالظبط، كانت فكرتى إننا ننزل نلف عالمحلات أولاً فكره كويسه، أهو الفساتين حسب ذوقنا. 


إبتسمت حفصه  قائله  بتاكيد: فعلاً  كانت فكرتك عجبال ما أتعب إمعاكِ إكده عن قريب، أنتِ كيف أختي. 


إدعت مِسك الخجل قائله: 

ربنا يتمم بخير ويمكن يكون كتب كتابك إنتِ وأمجد أخوي فال خير وتهل الأفراح من بعديه خلينا نشوف فين السواج راكن العربيه، أها هناك أهى، خلينا نروح عنديه، ونحط الفساتين فى العربيه فى محل عطور زميله ليا فى المدرسه جالت لى عليه عِنديهم  برفانات ومساحيق تجميل بماركات عالميه.


إبتسمت حفصه قائله:

مساحيق تجميل ما إنتِ عارفه جاويد أخوي مش بيحب المساحيق دى،بيجولى بقرف منيها.


ردت مِسك:.وإنتِ هتحطي الحاجات دى جدام جاويد إنتِ هتحطيها لعريسك،وكمان خلاص دلوك كل البنات ماشيه بالمكياچ على وشها،وجاويد يمكن كان بيجولك إكده عشان كنتِ صغيره دلوك بجيتي عروسه،يلا بلاش تفكري كتير دى صاحبتى جالتلى على ماركات أصليه عنديهم وأنتِ عارفه إنى بحب المكياچ والبرفانات جوي.


وافقت حفصه مِسك وتوجه الاثنين الى مكان ركن السياره،لكن 

توقفت مِسك فجأه قبل أن تصعد للسياره حين رأت سيارة جاويد تقف بمكان قريب منهن،لكن صُعق قلبها حين رأت فتاه تدخل لسيارة جاويد،لم ترى وجهها لكن شعرت بغصه قويه فى قلبها،بينما نظرت لها حفصه من السياره قائله:

مِسك واجفه إكده ليه إركبي خلينا نروح محل العطور الوجت المغربيه قربت وماما منبه علينا منتأخرش.


نظرت مِسك لـ حفصه قائله:

العربيه اللى هناك دى مش عربية جاويد.


نظرت حفصه نحو إشارة يد مِسك قائله : 

أيوا هى.


تسألت مِسك:

وجاويد بيعمل أيه هنا،وكمان مين اللى راكبه جنبه العربيه دي؟


نظرت حفصه بتمعن لسيارة جاويد قائله بتبرير:

معرفش يمكن فى له شغل إهنه،واللى راكبه جنبه ممكن تكون واحده بيتعامل معاها فى الشغل،إركبي بجى خلينا نلحق نرجع للدار قبل الضلمه،وانا هبجى أسأل جاويد بعدين.


تنهدت مِسك تشعر بوخزات قويه فى قلبها يكاد يحترق ثم صعدت للسياره جوار حفصه صمتت قليلًا الى ان وضعت حفصه يديها تقرص خدود مسك  بمزح منها قائله:

يا عيني عالغِيره،لو جاويد شاف خدودك الحمره اللى كيف جشرة الرومان دى  هيجولك بعد إكده وإنتِ فى الشارع تلبسي نِقاب يداري خدود الرومان. 


نظرت مِسك لحفصه قائله تهكم: بتهزري.


ردت حفصه قائله:

لاه مش بهزر بس انتِ وشك قلب من وجت ما شوفنا جاويد ومعاه واحده ست بالعربيه حتى مشفناش وشها والغِيره أشتغلت يا بنتِ نصيحه منى الرچاله مش بتحب الست اللى غِيرتها بتظهر على وشها،بيستغلوها نقطة ضعف،خليكِ زيي إكده حتى لو غيرانه على أمجد بداري غيرتى،خليكِ تقيله،وأنا متأكده أن جاويد مش من النوع اللى يركب واحده ست معاه فى العربيه بدون ما يكون بينه وبينها مصلحه خاصه بشعله.


رسمت مِسك بسمه على شفاها لكن تشعر بلهيب حارق يغزوا قلبها وجسدها بأكمله. 

..... ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

بينما بسيارة جاويد 

زفرت سلوان نفسها وهى تنظر بضيق وإستغراب الى تلك البطاقه الائتمانيه التى تضعها بداخل حقيبة يدها. 


لاحظ جاويد سأم وجه سلوان  تسأب قائلًا: 

فى أيه، واضح من ملامح وشك إنك مضايقه.


تنهدت سلوان قائلًا:

لاء مفيش يمكن من الحر الجو النهارده حر شويه.


رد جاويد:

بالعكس دى أحسن فتره للجو   فى السنه هنا الخريف فى الأقصر.


ردت سلوان:

يمكن بس ده بالنسبه للى عايش هنا فى الاقصر انا هنا سياحه ويعتبر الجو ده حر بالنسبه لى،عالعموم ممكن ترجعني للأوتيل.


تعحب جاويد قائلًا:

بس إحنا قريبين من معبد حتشبسوت مش كنت عاوزه تدخلى تشوفيه.


ردت سلوان:

مش النهارده،حاسه بشوية صداع خلينا لبكره الصبح ولو مش فاضي أنا ممكن أجى لوحدى معايا كتالوج خاص بيوضح الاماكن الاثريه هنا خدته من الفندق.


شعر جاويد بأن هنالك شئ ضايق سلوان فجأه ليس صداع مثلما قالت له لكن لم يُصر عليها وتوجه  بالسياره نحو الفندق، كان يتحدت مع سلوان وهى ترد بإقتضاب عكس عادتها معه الايام السابقه التى كان بمثابة مُرشدًا سياحي خاص لها يستمتع برفقتها لأكثر وقت، كذالك سلوان كانت تشعر بإزدياد الآلفه إتجاهه وأصبحت تأمن له كثيرًا. 


بعد قليل ترجلت صابرين من السياره قائله: 

شكرًا يا جلال. 


إبتسم جاويد لها وكاد يقول لها أن إسمه جاويد 

وأن أخطأ حين أخبرها  بإسم آخر، لكن دخلت سلوان الى الفندق دون إنتظار. 

..... ـــــــــــــــــــ

بعد قليل 

بغرفة الفندق

نظرت سلوان الى بطاقة الأئتمان قائله: 

البطاقه  حطيتها  فى مكنة السحب  كذا مره من كذا كابينة سحب ونفس الجمله  بتظهرلى لا يوجد رصيد، مش معقول يكون ده غلط من كابينة السحب، عالعموم فى طريقه أتأكد منها أكلم بابا، بس هيزعقلى زى كل مره بكلمه بس مفيش قدامى غير كده. 


فتحت سلوان هاتفها وضغط على رقم والداها الذى رد عليها  ، تسألت سلوان: 

بابا أنا بحط الكريديت فى مكنة السحب بيقولى لا يوجد رصيد بالبطاقه.


رد هاشم بتعسف:

أنا لاغيت الڤيزا دى وحولت الرصيد كله لحساب تاني.


شعرت سلوان بالضيق قائله:

ليه يا بابا...من فضلك رجع الرصيد تانى للڤيزا.


رد هاشم بتعسف:

لاء وإرجعي للقاهره فورًا،وكمان "إيهاب"

إتقدم وطلب إيدك منى وانا وافقت وإعملى حسابك إن كتب الكتاب والجواز هيكونوا فى أقرب وقت.


ردت سلوان بعصبيه:

بس أنا مش بطيق اللى إسمه إيهاب ده شخص سمج ودمه تقيل على قلبي،ومستحيل أتجوزه،من فضلك يا بابا رجع رصيد الڤيزا واوعدك ارجع للقاهره،بس مستحيل هوافق عالجواز من إيهاب.


رد هاشم بتحدي وامر:

لاء هتوافقي عالجواز من إيهاب ومش هرجع رصيد الڤيزا،إنتهى خلاص ده آخر كلام عندى عشان انا دلعتك كتير وعطيتك ثقه بس إنتِ مقدرتهاش.


قال هاشم هذا وأغلق الهاتف بوجه سلوان 

التى فرت الدمعه من عينيها لاول مره والداها يحدثها بتلك القسوه،ألقت الهاتف على الفراش بعصبيه كبيره ووضعت وكفيها حول وجهها تتنهد بغضب،لكن سُرعان ما قررت موافقة والدها  والعوده الى القاهره،لكن قبل العوده عليها زيارة قبر والداتها هنا،لكن هى لا تعرف كيف تصل الى تلك البلده،للحظه فكرت بسؤال عامل الاستقبال فى الفندق ربما يدلها على تلك القريه،لكن فجأه تذكرت قائله:

مفيش غير جلال هو اللى ممكن يعرفلى قرية الأشرف دى فين،وأهو بالمره أشكره قبل ما أرجع للقاهره تاني،جذبت هاتفها من على الفراش وقامت بطلب رقمه.


بينما جاويد عاد الى أحد المصانع الخاصه به وقبل أن يجلس آتاه إتصال هاتفى قائلًا:

انا حولت لك عالأيميل ملف خاص عن البنت اللى قولتلى أسألك عليها.


تنهد جاويد قائلًا:

وأيه اللى فى الملف ده،مينفعش تقولى كده شفوي،يعنى مثلاً هى مرتبطه أو مخطوبه.


رد الآخر:

لاء هى مش مرتبطه ولا مخطوبه وفى فى الملف تفاصيل دقيقه عنها.


إنشرح قلب جاويد قائلًا:

تمام متشكر جدًا.


جلس جاويد سريعًا وفتح حاسوبه وآتى بذالك الملف المحول له وبدأ بقرائته بتمعن بكل حرف لكن لفت نظره 

إسم والدة سلوان

همس الاسم:"مِسك مؤنس القدوسي"

إستغرب قائلًا بحِيره:

مش معقول يكون فى تشابه أسماء للدرجه دي. 


بنفس اللحظه صدح رنين هاتفه،نظر للشاشة الهاتف ورأى إسم سلوان سُرعان ما رد عليها،سمع صوتها الذى شعر كأنه مخنوق قليلًا لكن قبل أن يسألها تحدثت سلوان:

جلال 

أنا متأسفه إنى بتقل عليك،بس أعتبر ده آخر طلب مني ليك،بس مفيش قدامي غيرك ممكن يفيدني فى  الطلب ده.


شعر جاويد بغصه قائلًا:

وأيه هو الطلب ده؟.


ردت سلوان:

فى قريه،او نجع هنا إسمه "الأشرف" كنت عاوزه أعرف مكانها فين.


لم يستغرب جاويد وسألها بفضول قائلًا:

والقريه أو النجع ده عاوزه تعرفى مكانها ليه؟.


تنهدت سلوان قائله:

أمر شخصي،من فضلك لو مش هتعرف مكانها أنا ممكن ...


قاطع جاويد حديثها قائلًا:

لاء ليا صديق من القريه دى،وسهل أسأله على مكانها فين.


تنهدت سلوان براحه قائله بإختصار:

تمام هنتظر منك إتصال تقولى مكان البلد دى فين،سلام.


أغلق جاويد الهاتف ووضعه على المكتب الآن تأكد مما هو مذكور بالملف، سلوان لديها نصف ينتمي لهنا بالأقصر، بنفس اللحظه وشعر بحِيره، عقله بدأ  يفهم  معنى قول تلك العرافه التى قالت له قبل أيام : 

الدايره بدور عشان تلتقى  وتنسجم  نهاية الماضى مع بداية الحاضر والمستقبل. 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


#السابع« العشق زاد و زواد» 

#شدعصب

ـــــــــــــــــــ

منزل القدوسى

إنزوت مِسك بغرفتها  منذ أن عادت الى المنزل، جلست فوق الفراش تقضم أظافرها تشعر بثوران يسري بجسدها، مازال منظر صعود إمرأه الى سيارة جاويد يُطارد عقلها، بداخلها شعور سئ للغايه يُحدثها عقلها بتسأول: 

مين اللى ركبت العربيه جنب جاويد من شكل حجابها وهدومها العصريه  إنها بندريه،ويمكن مش من إهنه.


جاوب قلبها بخداع لنفسها: 

أكيد زى ما جالت حفصه، يمكن واحده ليها شغل إمعاه، بس ليه ركبها معاه فى العربيه ليه متقابلش إمعاها فى مكتب،وكمان كأنه كان مستنيها... يمكن زبونه وجابلها صدفه وعرض يوصلها ذوق منه، أو.. أو.. 

تفسيرات عقلها يُفسر الأمر وعكسه وقلبها تائه بعشق تغلغل وإمتزج بكل عصب بجسدها أصبح هوسًا تخشى من لحظه تستطيع أخرى أن تستحوز على عقل جاويد، وتُبدد حقها بالزواج منه، لديها شبه يقين جاويد يعلم بمكنون قلبها وهو الآخر يبادلها نفس المشاعر لكن يحتفظ بها بخفاء فى قلبه بالتأكيد سيأتي يومًا ويبيح بذالك المكنون. 


إهتدى عقلها وقلبها لسلام كاذب، جاويد من حقها فقط هى الأجدر بنيل القُرب منه. 


بنفس اللحظه دخلت الى الغرفه صفيه مُبتسمه تسأل:. 

مِسك، مالك اكده من وقت ما رجعتى من مع حفصه دخلتي لأوضتك ومخرجتيش منها حتى الوكل جولتى للخدامه مش چعانه... ونايمه إكده ليه، أوعى تكوني مرضانه ومخبيه علي. 


إعتدلت مِسك جالسه على الفراش تتنهد بضجر قائله: 

لاه يا ماما أنا زينه بس حاسه بشويه إرهاق إكده،يمكن من اللف فى المحلات مع حفصه الفتره اللى فاتت.


جلست صفيه جوارها على الفراش ونظرت لها بتمعن قائله:

لاه من ده السبب يمكن زعلانه عشان حفصه أصغر منيكِ وأها خلاص هينكتب كتابها بس متجلجيش الوليه الغجريه اللى سوت العمل آخر مره جالت لى إن العمل ده مفعوله جوي جوي،وأن فى بشرى چايه عن جريب(قريب)بس هيكون فى مرتبط بچواز، فانا جولت نقرب البعيد ونقدم كتب كتاب أمجد وحفصه أهو برضوا كتب الكتاب نص چواز...تعرفى أنا جولت للغجريه لو صدج حديتها هيكون ليها مكافأه كبيره ميني،حتى لو طلبت ميني ميت الف چنيه،طمعتها عشان تعمل العمل بضمير، ويچيب مفعول بسرعه. 


تنهدت مِسك قائله: 

يارب يچيب مفعول وميبجاش زى اللى جبليِه، انا  عيندي شك من الأول فى الوليه الغجريه دى، مفيش عمل من الاعمال اللى سوتها جبل إكده چاب نتيچه. 


تنهدت صفيه قائله: 

لاه الغجريه مش خرفانه، يُسريه هى اللى حويطه حبتين وعارفه تحاوط على ولادها، مشفتيش الحچاب اللى بصدر چاويد عالدوام لابسه، يمكن حتى وهو نايم، اكيد فيه تعويذه خاصه لما جولت للعرافه عليه جالتلى لو قدرت أجيبه لها وجتها هيبجي سهل تعمل العمل عليه تتحكم فى جلبه، بس كيف ما جولتلك مش بيقلعه من رجابته. 


تنهدت مِسك بهدوء قائله: 

لاه أكيد بيقلعه شوفته مره كان قالعه وسايبه على الكومودينو اللى جنب سريره


نظرت لها صفيه بـ خيبه قائله: 

خايبه طب كنتِ هاتيه. 


ردت مِسك بتفسير: 

كنت هجيبه وخلاص يدي كانت عليه بس حفصه دخلت الأوضه وأنا كدبت عليها وجتها إنى دخلت  للأوضه أچيب لـ مرات خالي الخلاجات اللى مش نضيفه. 


تنهدت صفيه بسؤال: 

وحفصه صدجتك بسهوله إكده. 


ردت مِسك: إنت عارفه حفصه بتصدج حديتي دايمًا ده حتى ممكن أجول لها تجيب الحچاب ده بأى حچه.


تسرعت صفيه بالنهي قائله:

لاه أوعاكِ،حفصه لسانها زالف ممكن يزلف جدام يُسريه وتاخد حرصها،وأها إحنا مستنين نتيچة العمل اللى دسيته فى قلب المرتبه تحت راس جاويد كيف ما الغجريه جالتلى،بس هى كانت جالتلى بلاش أستعچل النتيجه هتاخد وجت.


تنهدت مِسك بنرفزه قائله:

هتاخد وجت قد أيه،أنا بجيت بخاف يا ماما إن فى لحظه واحده تضحك على عقل جاويد وتلهفه ميني،بالك بعد العصر لما كنت مع حفصه بنجيب الفساتين،شوفت واحده ركبت العربيه چار جاويد بس مشفتش وشها كانت بضهرها ليا  ولما سألت حفصه عنيها جالتلى يمكن زبونه عينديه.


للحظه إنخضت صفيه متسأله:

غريبه فعلًا ،بس إنت مخدتيش بالك من وشها يمكن زبونه أچنبيه.


ردت مِسك:

لاه مش أچنبيه،فى زبونه أچنبيه هتبجى لابسه حجاب على راسها،وكمان من نوعية لبسها دى بندريه بتلبس زيي أنا وحفصه إكده،حتى الطقم  اللى كانت لابساه أنا كنت أختارت زيه لـ حفصه وبعد ما كان عچبها جالتلى لاه لونه مش داخل مزاچها،أنا خايفه يا ماما الوليه الغجريه دى يطلع كل كلامها وأعمالها فشنك،وفى الآخر جاويد...


قطعت مِسك حديثها لم تستطيع حتى تكملة الجمله خشية أن يحدث حقًا تكهُنها.


كذالك صفيه التى قالت بلهفه وتسرع:

لاه أنا من باكر هروح للوليه الغجريه دى وأجول لها عالحديت ده،لو هى واحده بتنصب خايه عليه تشوف طريجه تبعدها عنيه.   

. ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

بمنزل صلاح

بغرفة النوم 

رفع صلاح الوساده ثم

إتكئ بظهره عليها  ينظر لإنعكاس يُسريه وهى جالسه أمام المرآه تُمشط شعرها الأسود    إبتسم قائلًا: 

شعرك لساه غجري أسود  كيف الليل. 


وضعت المشط بين خصلات شعرها تفرده قائله:. 

لاه الليل  بدأ يغزيه النور، فى خصلات شابت منه أهى.


نظر صلاح لتلك  الشعيرات التى فردتها أمامه رأى بها لون المشيب، لكن قليله تلك الشعيرات حتى أنها لا تلاحظ الإ بالتمعُن،إبتسم قائلًا:

أنا فاكر أمي الله يرحمها لما شعرها بدأ يبشيب كانت بتجيب الحِنه من عند العطار وتحني شعرها.


إبتسمت يُسريه قائله:.

أنا كُمان فاكره كذا مره كنت أنا اللى بحط لها الحِنه على راسها،ولما سألتها فى مره جالتلى،الشعر الشايب بيضعف النضر (البصر)،بصراحه وجتها عقلى إتحير إيه علاجة الشعر بالنضر حتى سألت أمى وجتها هى كُمان كان شعرها بقى شايب وإبيض منه جزء كبير،جالتلى إن كان الناس الكُبار بيحنوا شعرهم الأبيض عشان خايفين يأثر على عنيهم،بس دى خُرافه أو بدعه،إن الشعر الأبيض لما الهوا يطيره على عنيكِ بيبجى شفاف فمش بتشوفيه وبيطرف  عنيكِ،عكس الشعر الاسود او الأصفر بعد الحِنه اللون بيخليكِ تاخدى بالك منيه وبتبعديه عن عنيكِ جبل ما يطرفها .


تنهد صلاح بحزن:

أمى كانت موسوسه زياده عن الازم ومحدش إتحمل طباعها  ومشي على هواه غيرك،كانت تجولي:

بالك يُسريه عيندي أعز من صفيه بت بطنى بتهاودني دايمًا بدعي ليها وأنا ساجده ربنا يراضيها ويرضى عنيها ويرزجها بِر ولادها.


نهضت يُسريه من وذهبت الى الفراش وتمدد جوار صلاح قائله:

لما أتجوزتك أمى جالتلى خالتك عاشت عمرها مغلوبه على أمرها  بس هى مش إكده هى مشيت بكلمة "حاضر" مش بتعارض بشئ خليكِ فى ضلها كل اللى تجولك عليه جولي ليها طيب وحاضر بالك كلمة حاضر بتعيش صاحبها فى راحه عالاجل مش بيفوت اللى يضايجه،الكلمه الطيبه فى وجت الشر بتهدي الأعصاب، چوز خالتك صحيح طبعهُ جاسي بس خالتك بتسمع حديته مش عشان معندهاش شخصيه لاه عشان راضيه بقدرها.


شعر صلاح بغصه قائلًا:

وإنتِ عمرك ما فى يوم وجفتى جدام أبوي وإتحملتى طباعهُ الجاسيه،كنتِ راضيه أنا كنت   بعشجك يا يُسريه من جبل ما نتچوز كنت عارف إن صالح بيضايجك أوجات كتيره وكنت عتصديه ويمكن جبلتي بالچواز مني عشان إكده تتچنبي غلاسة صالح،لما تبجي مرت أخوه هيبعد عن طريجك،بس الطبع غلاب وصالح فضل يضايجك لفتره من غير ما يراعي إنك مرت أخوه وهو اللى المفروض يكون حامي لـ شرفك إنتِ خابره إنى  بعد أبوي ما مات أنى انا اللى طلبت من صالح بيبع لى نصيبه فى الدار،واشتريته منيه بضعف تمنه عشان يبعد بشرهُ عنينا إحنا وولادنا.


تنهدت يُسريه قائله:

صالح طول عمره منزوع منيه الأخلاق والشرف،بس متزعلشي مينى يا صلاح،السبب فى ده ضعف شخصيه خالتي الله يرحمها،الأم لازمن تكون جويه فى تربية ولادها وتوجهم للصواب،صالح ورث  طِباع كتير من چوز خالتي،يمكن چوز خالتي مكنتش عينيه فارغه عالحريم كيف صالح،بس التنين إتشاركوا فى طبع جسوة وچبروت القلب،إنت خابر إنه جتل مرته أم زاهر وكلنا دارينا على جريمته وشاركناه فى الوز ده،كان بيصعب عليا زاهر جوي وخوفت إنه يورث طِباعه وكنت بحاول أبعده عن ولادي بس فى الحجيجه زاهر إنظلم كتير كان أوجات كتير بيصعب علي وأخده فى حضني احاول أغفر عن الوز اللى ساعدت فيه لما سكتت عن چريمة صالح اللى كان يستحق عليها الأعدام،صالح الطمع والفجور أتوغلوا وأمتزجوا بجوا هما عصبهُ اللى بيزيده فى طغيانه، حتى رغم أنه عمرهُ كِبر والمفروض يتوب عن الطِباع المُنحطه دى بجي،بس هو ماشى فى طريج مزينه له شيطانه،كل يوم برچع وش الفجر بيتمطوح من الهباب والحرام اللى بشربه...أنا كل يوم بحمد ربنا انه خرج من الدار إهنه  وبعَد عنينا بلعنته.


تنهد صلاح بآسى مُعترفًا:

أبوي فعلًا هو اللى ساهم فى زيادة شر صالح كان بيتغاضى عن أخطاؤه وبيطمسها، وده اللى حاولت أتجنبه مع ولادنا رغم إنك إنتِ اللى كنتِ مسؤوله عن تربيتهم معظم الوجت،وهما كُمان الحمد لله التنين كان براسهم هدف يوصلوا ليه،فاكره جواد لما چاله چواب التنسيق بتاع چامعة الطب فى القاهره وجتها كنت مُعارض جولت هيتلم على أخوه جاويد اللى بيدرس فى كلية الأقتصاد والعلوم السياسيه وهيبجوا بعيد عن عينيا التنين ومصر بحورها غويطه والتنين مطمع،بس التنين مكنش فى دماغهم غير دراستهم وبس،وجاويد كمان كان عنده هدف يوصله يحول شهرتنا فى صناعة الفخار لـ مصنع كبير وبدأ فعلًا أخد قرض من البنك بضمان حتة الأرض بتاعتك اللى ورثتيها عن چوز خالتي وبدأ باول مصنع قبل ما يخلص دراسته كان المصنع صيته كبير وإتعامل مع بازارات مشهوره إهنه وفى أسوان كمان وبدأ ينشأ مصنع وراء التاني بمجهوده،بس فى حاجه ملاحظه الفتره الاخيره على جاويد.


شعرت يُسريه بـ فخر تذكرت حين طلب منها جاويد أن تُعطي له اوراق ملكيتها لقطعة أرض صغيره كانت تمتلكها سألته لما عليه أخذ قرض من البنك بضمان أرضها هي  ومن السهل أن يأخذ من إرث أبيه قال لها،"أنا عندي شك إن أساس الإرث ده حرام،وانا مش عاوز أبدأ مستقبلي بمال مشكوك فى مصدره"...وقتها طاوعته مُرحبه بطموحهُ.


تسألت يُسريه:وأيه اللى ملاحظهُ على جاويد فى الفتره الأخيره. 


تنهد صلاح  ببسمه: 

بجاله كم يوم إكده بيسيب شُغله من بعد العصر معرفيش بيروح فين، حتى سالته جالي أشعال بيخلصها. 


ردت يُسريه  ببساطه: 

طب ما أهو جالك أشغال أهو. 


إبتسم صلاح قائلًا: 

أشغال أيه دى اللى هيدريها عني، كمان كذا مره موبايله رن جدامي، وكان بيستأذن منى ويبعد عنى يرد عليه ولما يرچع يحولى نتحدت بعدين لازمن أخرج دلوك... مش خابر ليه حاسس إن فى حاچه هو مداريها وهيفاجئنا بيها عن جريب. 


تسألت يُسريه: 

وإنت عندك شك  بالحاچه اللى هتظن أنه هيفاچئنا بيها؟. 


رد صلاح: 

جاويد هيتجوز. 


إستغربت يُسريه  من ظن صلاح قائله: 

ودى فيها أيه يفاجئنا هو شاب ولازمن هيتجوز. 


رد صلاح يشعر بتوجس قائلًا: 

مش مفاجأه إن جاويد يتجوز، المفاجأه مين اللى هيتجوزها جاويد، عيندى يقين إنها مش هتكون 

"مِسك". 


إزدرت يُسريه  ريقها تشعر بتوجس هى الأخرى قائله: 

كل شئ نصيب، أنا عرضت عليه مِسك أكتر من مره وهو كان بيجول لاه هى كيف حفصه زى أخته.


شعر صلاح بتوجس قائلًا:

ما أنا عارف رد جاويد على مِسك انا بنفسى لمحت له كذا مره وكان بيتهرب ميني،بس صفيه أختي عينديها أمل كبير ولمحت كذا مره إن مِسك بيچيها عِرسان وهى بترفضهم.


ردت يُسريه بحسم:

انا كمان حاسه بإكده وعشان إكده كنت عاوزه آجل كتب كتاب حفصه شويه،صفيه من البدايه فى دماغها" البدل"

حفصه لـ أمجد

ومِسك لـ جاويد 

بس هى بدأت باللى تعرف تسيطر عليه أمجد

وحفصه، عشان إحنا ناخد الخطوه التانيه 

ونطلب مِسك  لـ جاويد، بس النصيب هو اللى هيحكم فى النهايه مش بيدنا شئ. 

ـــــــــــــــــ ******

بعد منتصف الليل بالمشفى

خلعت إيلاف مِعطفها الأبيض وعلقته وهى تنظر الى تلك الممرضه قائله: دى أول نبطشية سهر ليا فى المستشفى، حاسه بإرهاق كبير يا "وفاء". 


ردت وفاء: 

فعلًا الليله كان الشغل الليلى بالمستشفى كتير، بالذات حالات التسمم اللى جات لينا عالمسا عيله بأكملها إتسمموا بسبب الآكل الفاسد، بس الحمد لله إنتِ والدكتور جواد قومتوا بالعلاج بسرعه وكلهم بقوا بخير، عالصبح هيخرجوا من المستشفى. 


ردت إيلاف بتسأول: 

مش غريبه شويه إن عيله كلها تتسمم. 


ردت وفاء:

لاه مش غريبه،الست قالتلى إن الوكل كان بايت وهى نسيت تغليه ولما جه المسا كان فسد ويمكن كانت سايباه مكشوف وحاچه بخت فيه،ربنا قدر ولطف بيهم.


علقت إيلاف معطفها الابيض على علاقه خشبيه خلف باب الغرفه قائله:.فعلًا ربنا لطف بيهم،بس هلكنا معاهم،دلوقتى مش عارفه بقى بصفتك من هنا هلاقى موصله توصلني،لـ بيت المغتربات اللى ساكنه فيه.


ردت وفاء :

لاه إطمنى يا دكتوره هتلاجي موصله الأقصر زى القاهره مش بتنام هنا السواح بيسهروا للصبح،بس الأچره بجى فى الوجت ده سياحيه .


  قطبت إيلاف حاجبيها بإستفسار قائله:

قصدك أيه بالأجره سياحيه؟.


ردت وفاء ببسمه:

جصدى أچره هتبجى مضاعفه فى عشره،زى السواح،يعني ممكن سواج التاكسي يجولك هاتى ميت إچنيه.


إستعجبت إيلاف قائله:

كم!

انا كده مرتبى مش هيتحمل نبطشيتين سهر بعد كده،أمال إنتِ بتروحي إزاي؟


ضحكت وفاء قائله:

لاه أنا ساكنه إهنه فى عماره قريبه من المستشفى باخدها مشي.


إبتسمت إيلاف مازحه:

يبقى أنا كمان بقى آخدها مشي لحد بيت المغتربات،المسافه مش بعيده ساعه بس مشي.


ضحكت وفاء قائله:

أنا كنت زيكِ إكده لما كنت عايشه فى دار حماتي،كان مرتبي كله ضايع على أچره موصلات أيام النبطشيات.


إبتسمت إيلاف متساله:

آه يعني إنتِ بدلتي السكن عشان أجره الموصلات.


ردت وفاء:

لاه والله السبب حماتى ربنا يصبحها بنيتها بجى.


إستغربت إيلاف قائله:

قصدك أيه بحماتك السبب.


ردت وفاء:

حماتي ربنا يسامحها،ست شديده جوي،مكنتش مرتاحه إمعاها فى دار العيله وإتوقفت أنا جوزي عالطلاق أكتر من مره،بس أنا معايا ولد وبنت آخر مره طردتنى من دارها حِلفت إنى مش راجعه دارها تانى ،بس چوزي صِعب عليه العيال يتشردوا لو سمع حديت أمه وطلقني كيف ما كانت رايده،وبعت يصلحني،بس أنا إتشرطت عليه لو عاوزنى أنا العيال يبجي نبعد عنيها إن شاله نسكن فى عِشة فراخ،وسكنا إهنه فى عماره قريبه من المستشفى،هو كمان موظف فى شركة الكهربا،ومرتبه على مرتبي معيشنا كويس وإرتاحنا حتى العيال نفسيتهم إرتاحت،واللى كنت بصرفه عالموصلات بدفع بيه جزء من أيجار الشجه،وباخد نبطشيات بالليل كتير عشان بيبجي فيها حوافز أكتر من نبطشيات النهار.


إبتسمت إيلاف قائله:

ربنا يرزقك،ويهدي حماتك.


ردت وفاء:

آمين ويسترك يا دكتوره شكلك بنت حلال .


شعرت إيلاف بغصه لكن رسمت بسمه قائله:

بس أنا دلوقتي لازم أشوف تاكسي يوصلنى وأمري لله فى المرتب اللى هيطير من قبل ما أقبض أول قبض. 


ببنما فى غرفة جواد

وضع يديه حول عُنقه يقوم ببعض الإيماءات كى يفك ذالك التيبُس الذى يشعر به وتثائب بآرهاق وهو يخلع مِعطفه الأبيض ثم علقه قائلًا:

خلاص مبقتش قادر أفتح عينيا أكتر من كده،وبكره عندى عمليه المسا ولازمن أبجى فايج،أروح الدار أمدد جسمي.


علق جواد معطفه ثم مد يده على المكتب وأخذ هاتفه ومفاتيح سيارته وخرج من الغرفه 

أثناء سيرهُ بالممر الخارجي للمشفى تقابل مع إيلاف وتلك الممرضه،إبتسم لهن ونظر لـ إيلاف مُتسألًا:

إنتِ لسه فى المستشفى يا دكتوره،مع إن ورديتك المفروض خلصت من ساعه ونص.


ردت إيلاف:

فعلًا ورديتي خلصت بس واجبي الطبي هو اللى فرض نفسه عليا.


إبتسم جواد لها لاحظت الممرضه بسمة جواد فقالت بخباثه: 

فعلًا  الدكتوره تعبت جوي الليله فى النبطشيه، ودلوك، هتتعب على ما تلاجي مواصله توصلها لمكان سكنها، إنت مش معاك عربيه يا دكتور ما توصلها فى سكتك وينوبك ثواب. 


نظرت إيلاف  لـ وفاء بذم وكادت ترفض. 


لكن سبق حديثها جواد قائلًا: 

أيوا معايا عربيه، ومكان سكن الدكتوره فى سكتي  وأنا راجع للبيت، ويشرفنى اوصلها. 


تعلثمت إيلاف قائله: 

لاء انا هاخد تاكسي يوصلنى. 


ردت وفاء: 

وتاخدي تاكسي ليه والدكتور قال إن سكنك على طريقه، وفري أجرة التاكسي  لمره تانيه. 


كادت إيلاف أن ترفض لكن تحدثت وفاء: 

أنا كمان هركب مع الدكتور، أنا مش  كمان حاسه بأرهاق شديد مش هقدر أمشي المسافه من المستشفي  للعماره اللى ساكنه فيها.


على مضص وافقت إيلاف وذهبت مع وفاء الى مكان ركن سيارة جواد

كادت إيلاف أن تصعد للمقعد الخلفي للسياره لكن سبقتها وفاء قائله:

لاء خلينى أنا أركب فى الكرسي اللى ورا عشان إمعايا شوية مستلزمات للبيت كنت شرياها...هحطها عالكرسى جنبي.


بخجل صعدت إيلاف الى المقعد المجاور لـ جواد الذى قاد السياره،ظل الصمت قليلًا الى ان تجاذبت وفاء الحديث  مع إيلاف عن بعض أمور المشفى،كان جواد صامتًا يستمع لهن فقط الى أن طلبت منه وفاء التوقف أمام العماره التى تقطن بها،ترجلت من السياره مُبتسمه وشكرت جواد قائله:

شكرًا يا دكتور،تصبحوا على خير.


أماء لها جواد برأسه صامتًا،بينما ردت إيلاف عليها:

وإنت من أهل الخير.


عاود جواد قيادة السياره،ظل الصمت لدقائق الى أن فجأه شعرت إيلاف برجه قويه وكادت تُصدم رأسها بتابلوه السياره،نظرت لـ جواد  قبل أن تتحدث إعتذر جواد قائلًا:

آسف ده مطب عالطريق معرفشى ليه دايمًا بنسى مكانه.


ردت إيلاف وهى تلتقط نفسها قائله:

فى حاجه إسمها بتنسى،لازم تنتبه للطريق كويس.


رد جواد:

فعلًا،عالعموم متآسف.


ردت إيلاف بحياء:

لاء محصلش حاجه،بس إبقى إنتبه بعد كده إن فى مطب عالطريق،ولازم تهدي سرعة العربيه وإنت معدي من عليه.


إبتسم جواد يومئ برأسه لها بموافقه،ظل بينهم حديث مُقتضب من ناحية إيلاف،بينما جواد إستمتع بالحديث معها الى ان توقف بالسياره الى أمام دار المغتربات.


وضعت إيلاف يدها فوق مقبض باب السياره ونظرت لـ جواد قائله:

متشكره يا دكتور،تصبح على خير.


رد جواد:

العفو يا دكتوره،وإنتِ من أهل الخير.


ترجلت إيلاف من السياره،وتوجهت الى باب الدار،وقامت بقرع جرس الباب ووقفت قليلًا الى أن فتحت لها إحدى النساء العاملات بالبيت،لكن لفت بصرها على وقوف سياره فخمه أمام البيت،لم تسير الا بعد دخول إيلاف الى داخل الدار،هزت رأسها 

لـ جواد الذى لم يأخذ باله،لاحظت ذالك أيضًا مديرة الدار،كذالك رأت سياره أخرى سارت خلف سيارة جواد.     

 ـــــــــــــــــــــــــــــ

اليوم التالي 

صباحً

فتحت سلوان عينيها تشعر بآرق بسبب  نومها المُتقطع بليلة أمس، بسبب هاتف والداها وإخباره لها عن موافقته على طلب إيهاب الزواج منها، هذا مستحيل، لن يتم. 


تمطئت قائله: 

متأكده إن بابا عمره ما هيجبرني على شئ انا رافضاه هو بس متعصب منى،بس لما هرجع للقاهره هعرف أتفاهم معاه،بس دلوقتي لازم أزور قبر ماما قبل ما أرجع للقاهره تاني،أما أتصل على جلال أسأله عِرف مكان البلد دى من صاحبه؟.


فتحت هاتفها لكن نظرت الى ساعة الهاتف الوقت لازال باكرًا،للحظه ترددت فى الإتصال على جلال،قائله:

الوقت لسه بدري أوي،ويمكن زمانه نايم.


زفرت نفسها بآرق،لكن قالت:

هو سبق قالى إنه بيصحي بدري،يمكن يكون صاحي،وبصراحه أنا مبقاش عندي صبر،وبابا لو طولت عليه أكتر من كده ممكن الحيه دولت تملى دماغه من ناحيتى وتخليه يجبرنى أقبل طلب أخوها لأيدي.


بلحظه قررت سلوان مهاتفة جلال... وقفت تسمع رنين الهاتف


على الجهه الأخرى 

كان جاويد مازال نائمًا وأستيقظ على رنين هاتفه 

رفع رأسه من فوق الوساده ونظر ناحية الهاتف،وتثائب وهو يجذب الهاتف،فتح عينيه ينظر لشاشته إبتسم كما توقع من التى تتصل عليه بهذا الوقت الباكر،المده القصيره التى عرف بها سلوان عرف أن بها صفة التسرُع،فتح الهاتف وقبل أن يرد سمع قول سلوان المتلهف:

صباح الخير.


إبتسم جاويد بخباثه وقام بالرد عن قصد منه:

صباح النور يا حبيبتي.


إستغربت سلوان رد جلال،وبعدت الهاتف عن أذنها ونظرت لشاشته تتأكد من هاتفت.


تأكدت أنها هاتفت جلال،وضعت الهاتف مره أخري على أذنها،قائله بنبرة إرتباك:

جلال أنا آسفه إن كنت  أزعجتك وصحيتك من النوم بدري.


أبتسم جاويد قائلًا بتلاعُب:

لاء، مفيش إزعاج انا كنت صاحى 

آسف كنت برد على أختي.


تعلثمت سلوان قائله:

لاء مفيش مشكله،المهم إنت كنت قولتلى ليك صديق من البلد اللى إسمها الاشرف دى وصفلك مكانها فين بالظبط؟


رد جلال:

أيوا،انا حتى روحتها قبل كده.


إنشرح قلب سلوان قائله بحياء وترقُب:

طب كويس ممكن توصف لى مكانها فين؟.


إبتسم جاويد بمكر قائلًا:

لو وصفت لك مكانها مش هتعرفى توصلى ليها أنا عندي شوية مشاغل ممكن أخلصها عالعصر ونتقابل أوصلك للبلد دى،بدل ما تتوهي.


ردت سلوان بتسرع:

لاء بعد العصر  مش هينفع،قولى إنت مكانها وأنا أخد تاكسي يوصلني.


رد جلال :

ممكن سواق التاكسي ميعرفش البلد دى،أنا ممكن أوصلك. 


شعرت سلوان بإنشراح قائله: 

طب وشغلك،هتتأخر عليه.


رد جلال:

لاء قدامي وقت نص ساعه وهكون قدام الاوتيل، بس إنتِ بلاش تتأخري. 


إبتسمت سلوان قائله: 

لاء هتوصل تلاقينى بتنظرك قدام باب  الاوتيل،سلام عشان معطلكش.


أغلقت سلوان الهاتف تشعر بغصه لا تعلم سببها او تعلم السبب لكن لا تريد التفكير فى كيف سيكون إستقبال جدها لها لم تفكر كثيرًا بهذا بعد قليل ستعرف ذالك...لكن عاد رنين صوت جلال حين 

قال "صباح الخير يا حبيبتى"

أشعلت الجمله وهج خاص بـ قلبها للحظه تمنت أن يقول تلك الجمله لها هي...

وضعت يدها على قلبها تشعر بزيادة خفقان بررته أنه مجرد أمنيه لا أكثر.


بينما جاويد اغلق الهاتف ونهض من على الفراش يشعر بشعور خاص ومُميز،تمنى فعلًا لو يرى  سلوان جواره حين يفتح عينيه صباحً،وضع الهاتف على طاوله جوار الفراش وبرأسه إتخذ القرار الذى أصبح يُريده قلبهُ،لا خُرافات تلك العرافه. 

...... ــــــــــــــــــــــــــ

بعد قليل بسيارة جاويد

أخفى جاويد معرفته، بأمر سلوان 

نظر لـها  يتسأل: 

إنتِ تعرفي حد من البلد اللى دى؟ قرايب ليكِ راحه تزوريهم. 


إرتبكت سلوان قائله  بنفي: 

لاء... دول قرايب صديقه ليا طلبت منى أزورهم. 


بعد قليل

أمام تقاطع لطريق ترابى،توقف جاويد بسيارته،لكن بنفس اللحظه صدح رنين هاتفه،رد عليه بتمثيل قائلًا:

تمام نص وأكون عندك.


أغلق جاويد الهاتف ونظر لـ سلوان قبل أن يتحدث تحدثت سلوان:

آسفه إنى عطلتك،بس ممكن بس توصلني لاول البلد دى وأنا هسأل بعد كده على الناس اللى عاوزاهم فى قلب البلد،وروح إنت لشغلك.


رد جاويد بمراوغه:

لاء مش لازم الشغل لو مروحتش مش هيجري حاجه،ممكن تتوهي فى البلد دى ومين هيوصلك وإنت راجعه.


ردت سلوان:

لاء متخافش مش هتوه البلد شكلها صغيره،ووأنا راجعه ممكن أطلب من أى حد من اللى رايحه أزورهم يوصلنى للاوتيل.


حاول جاويد المراوغه لكن أصرت سلوان على ان يعود لعمله ويتركها هى ستتدبر أمرها.


إمتثل جاويد لطلبها بتمثيل مُرغمًا قائلًا:

تمام إحنا وصلنا لأول طريق البلد دى،هخلص شغلى بسرعه وأتصل عليكِ لو مكنتيش رجعتى للاوتيل هاجى لك هنا اوصلك للاوتيل.


ردت سلوان:

تمام،بشكرك.


إبتسم جاويد قائلًا:

على أيه كفايه إنى مش هوصلك لقرايب صديقتك.


ردت سلوان:

لاء كفايه وصلتنى لحد هنا،يلا بلاش تعطل نفسك أكتر.


إبتسم جاويد لها 

ترجلت سلوان من السياره وقفت الى ان غادر جاويد 

توجهت الى الطريق الذى أشار لها عليه جاويد أن آخر هذا الطريق الترابي بداية البلده 


وقفت قليلًا سلوان تنظر أمامها للحظه تراجعت وكادت تعود،لكن سمعت إمرأه تصعد بعض السلالم الجيريه التى تنحدر  الى ذالك المجرى المائى المجاور للطريق تقول لها:

"خدي بيدي يا بتِ".


وقفت سلوان للحظات  تنظر لها برهبه وتردد ،لكن عاودت المرأه نفس القول برجاء أكثر مما جعل سلوان تقترب منها وأمسكت إحدي يديها،تساعدها على صعود بقية السلالم...الى ان وصلت لنهايه السلم،وقفت المرأه تلتقط نفسها،قائله بلهجه صعيديه لكن فهمت سلوان من قولها:   

قدركِ  على بُعد خطوه واحده رِجلك تخطيها ،بعدها كل خطوه هتمشيها  عالأرض هنا بتقرب بينك وبين وِلد الأشرف، المستقبل مش هعيد الماضي، الحاضر العشق زاد و زواد القلوب...القدر بيشد صاحبه على أول طريق النصيب. 


#الثامن«تُشبه صوره أخرى من الماضي» 

#شدعصب

ــــــــــــــــــ

بمكان واسع قريب من طريق البلده  

توقف جاويد بسيارته وترجل منها سريعًا يقترب من تلك السياره الأخرى التى ترجل سائقها منها قائلًا: 

المفاتيح  فى الكونتاك. 


نظر جاويد له قائلًا: 

تمام خد إنت العربيه التانيه وإرجع بيها للمصنع. 


صعد جاويد للسياره الأخرى وقادها سريعًا عائد بإتجاه طريق البلده عيناه على جانبي الطريق تنهد براحه حين رأى سلوان من ظهرها لكن إستغرب حين رأها تمشي جوار إمرأه تتكئ عليها رغم أن لديه فضول معرفة من تلك المرأه لكن حافظ على مسافه بعيده قليلًا عنهن.


بينما سلوان توقفت للحظه بسبب حديث تلك المرأه ونظرت لها بإستغراب قائله بإستفسار:

حضرتك تقصدي أيه مش فاهمه معنى كلامك، ومين وِلد الأشرف ده!؟. 


تنهدت المرأه قائله:

لكل سؤال أو فِعل رد والزمن كفيل بالرد المناسب.

كل سؤال ليه جواب هيظهر مع الوجت بلاش تتسرعي دلوك. 


لا تعلم سلوان سبب لمساعدتها لتلك  المرأه لكن بقشعريره  تعلم سببها هى  تلك المرأه التى يظهر فقط عينيها من أسفل ذالك الوشاح الابيض الملفوف حول رأسها ويُخفي أكثر من نصف وجهها عينيها سوداء بكُحل فرعوني ،حدثها عقلها أن تبتعد عن تلك المرأه بالفعل حاولت سحب يدها من أسفل يد تلك المرأه لكن المرأه تمسكت بيدها قائله:

خلاص وصلت يا بتِ وصلنى بس لحد المصطبه اللى هناك  ويبجى كتر خيرك.


نظرت سلوان الى المكان التى أشارت عليه تلك المرأه شعرت بثليج ورهبه يضربان قلبها حين رأت تلك المصطبه التى خلفها مباشرةً المقابر للحظه إرتعبت وإرتعش جسدها،لاحظت المرأه ذالك فقالت لها:

إهنه لينا أحبه سكنوا الديار قبلينا بس سكن فى جلوبنا لوعه وآنين مكانهم.


تدمعت عين سلوان وشعرت بوخزات قويه فى قلبها وهى تُساعد تلك المرأه تجلس على تلك المصطبه...لكن تحدثت لها المرأه:

تسلمي يا بتِ، إفتكري كلامي زين "النصيب بيتعقب صاحبه مهما حاول أنه يهرب منيه، المكتوب مفيش منه مهروب". 


مازال حديث تلك المرأه يُثير إستغراب سلوان حتى شعرت للحظه أن عقلها جن كيف تصغي لحديث لتلك لكن حدثها عقلها أن تلك المرأه" عجوز خرِفه"

تهزي 

شعرت المرأه أن سلوان تظنها تهزي،إبتسمت قائله: 

فى دكان عمك "رضوان" هناك إسأليه وهو هيدلك عالمكان اللى بتريديه.. يا"خد الچميل". 


للحظه سهمت سلوان صامته بدهشه، من ذالك الوصف  والداتها كانت تُناديها به أحيانًا... نظرت لها رأتها تبتسم، لكن 

للحظه إنشغل عقل سلوان بحديث المراه كأنها تسحرها كانت ستسألها كيف علمت ذالك الوصف لكن المرأه نظرت نحو سيارة جاويد التى تقترب منهن إبتسمت: 

القدر بيتبع صاحبهُ كيف ضلهُ، روحي يا بتِ الخير اللى عملتيه فى يوم هيتردلك.


رغم إستغراب سلوان من أقوال تلك المرأه لكن بداخلها شعرت بتوجس ورهبه منها تزداد وفضلت أن تبتعد عنها حتى لا تُغفلها وتُصدق تخريفها. 

تركت سلوان المرأه وسارت قليلًا،مازال يُشغل عقلها أقوال تلك العجوز، للحظه توقفت عن السير ونظرت خلفها مكان جلوس تلك المرأه، لكن تحولت نظرتها الى ذهول وهى تبحث بعينيها عن تلك المرأه  التى إختفت دون آثر،تلفتت عينيها بكل إتجاه تبحث عن أثرها لكن كآنها تبخرت ليس لها آثر،شعرت برهبه قويه،وتيبس جسدها حتى أنها لم تشعر بذالك الشخص الذى يقترب من مكان وقوفها الا حين تحدث:

واقفه فى وسط الطريق إكده ليه،ومش واخده بالك إن فى عربيه چايه عليكِ وإنتِ واقفه،شكلك مش من إهنه من البلد.


إنخضت سلوان ونظرت خلفها بشهقه.


نظر لها الرجل قائلًا:

تبارك الله إنت حلوه جوي،واقفه إكده ليه فى نص الطريق.


إزدرت سلوان ريقها تُشير بيدها نحو المصطبه قائله:

كان فى ست قاعده هناك المصطبه فجأه إختفت.


نظر الرجل نحو المصطبه قائلًا:

أنا دُكاني قريب من المصطبه ومشوفتش حد كان جاعد إهناك،جولى لى إنتِ شكلك غريبه يمكن تايهه.


ذُهل عقل سلوان التى  مازالت غير  مستوعبه،لكن جاوبت:

أنا فعلًا مش من البلد،ومش عارفه أنا تايهه ولا لاء،أنا عاوزه أعرف فين بيت الحج "مؤنس القدوسى".  


نظر لها الرجل بتمعن لكن قبل أن يتحدث آتت عليهم إمرأه تبدوا بمنتصف الآربعين قائله:

فى أيه يا" رضوان" واجف مع الصبيه الحلوه فى وسط الطريق إكده ليه، أوعى يا راجل تكون عينك زاغت وناويت تتجوز عليا... بس لو هتتجوز الصبيه الحلوه دى انا معنديش مانع. 


إبتسمت سلوان  قائله: 

لاء يا مدام أنا كنت بسأل على بيت الحج مؤنس القدوسى. 


نظرت لها المراه باسمه تقول بفضول: 

حلوه منيكِ كلمة مدام دى،بس إنتِ عاوزه بيت الحج مؤنس ليه، هتشتري منيه 

قُلل وأباريق، لاه إنتِ شكلك بندريه أكيد بتشربى ميه معدنيه فى الازايز النضيفه. 


إبتسمت سلوان  لها قائله: 

لاء محتاجاه فى أمر خاص، واضح من كلام حضرتك إنك تعرفيه ممكن تدليني على بيته لو سمحتِ. 


نظرت المرأه لـ رضوان قائله: 

حلاوه وذوق يا رضوان يا خساره لو كان حدايا واد مكنتش طلعتك  من البلد، ما تتجوزها يا رضوان شكلها عسوله  ورقيقه إكده. 


إبتسم رضوان قائلًا: 

لاه عيندي ليها عريس مناسب بس مش يمكن هى متجوزه يا "محاسن". 


جذبت محاسن يدي سلوان تنظر لهن بتمعن ثم قالت:

لاه الصبيه مش متجوزه مفيش فى يدها اليمين ولا الشمال دبله،بس جولى مين العريس اللى فى بالك.


رد رضوان:

والله الصبيه الزينه دى ما يليق بيها غير"جاويد الأشرف".


تممت محاسن على قول رضوان،بينما ضحكت سلوان التى شبه تناست أمر تلك المرأه الغريبه بسبب حديث هذان الزوجان بمزح معها،وقالت بمراوغه:

هو طالما مفيش فى إيديا دبله يبقى مش متجوزه

عادى جدًا.


للحظه تحير الزوجان وهما ينظران لبعض،وبخت محاسن رضوان:

مش تركز يا رضوان هى الرچاله كانت عميت عن الصبيه الزينه دى،أكيد متجوزه،يا خساره.


إبتسمت سلوان قائله:

لا خساره ولا مكسب ممكن تدلونى على بيت الحج مؤنس ويبقى كتر خيركم وعملتوا فيا ثواب أكتر من أنكم تجيبولى عريس.


ردت محاسن:

والله خساره ما كان يليق بيكِ غير جاويد الاشرف،بس النصيب عاد،تعالي إمعاي أوصلك لدار الحج مؤنس.


إبتسمت سلوان قائله:

يمكن نصيبه فى بنت أحلى مني...ومتشكره لخدمتك مقدمًا.


سارت كل من سلوان ومحاسن التى كانت تسأل سلوان بفضول منها بينما سلوان كانت ترد عليها بإفتضاب وإختصار الى أن وصلتا الى أمام منزل مؤنس...تحدثت محاسن:

دار الحج مؤنس أهى.


بحثت سلوان عن جرس المنزل حول إطار الباب،لكن لم تجده،نظرت لها محاسن قائله:

بتدوري على أيه يا زينة الصبايا؟. 


ردت سلوان:

فين جرس الباب؟. 


دفعت محاسن باب المنزل الحديدى الكبير قائله:.

چرس الباب چوه،إدخلي.


تعجبت سلوان لكن سبقت محاسن بالدخول

لكن توقفت للحظه وضعت يدها على قلبها  تشعر بوخز قوي بقلبها تذكرت أن والداتها يومًا ما كانت تعيش هنا.


لاحظت محاسن وقوف سلوان إقتربت منها قائله:

وقفتي ليه... ومال وشك إتخطف إكده ليه ما تجلعى النضاره اللى واكله نص وشك الصبوح ده. 


نفضت سلوان ذالك الشعور عنها و إبتسمت قائله:

مفيش،بس يمكن عشان أول مره أدخل بيت قبل ما صحابوه هما اللى يفتحولى الباب... والنضاره عشان الشمس  والتراب بيتعبوا عينيا. 


ردت محاسن: سلامة عيونك أكيد حلوه ويتخاف عليها  من السمس والتراب، تعالى بلاش توقفى إكده،. 


سارت سلوان خلف محاسن نحو باب المنزل الداخلى،كل خطوه تشعر كأن عصبها يتقلص ويمتزج بأوردتها يسيل.


وضعت محاسن يدها على جرس المنزل لكن قبل أن تدُق عليه فُتح باب المنزل وخرجت مِسك.

 

تجنبت محاسن منها الى  جانب الآخر مقابل سلوان.


إقتربت مِسك من محاسن  ورسمت بسمه باهته قائله بترحيب فاتر:

خالتي محاسن إزيك،منوره الدار. 


ردت محاسن بفتور أيضًا:. الدار منوره بصحابها، فى ضيفه غريبه عن البلد كانت بتسأل على دار الحج مؤنس.


بنفس اللحظه نظرت مِسك لجهة سلوان تعجبت كثيرًا وتمعنت بالنظر لها هى نفس الفتاه التى صادفتها قبل أيام أمام محل الثياب،لم تكُن خيال كما ظنت بعد ذالك،شعرت ببُغض ناحيتها لا تعرف سببه،بنفس اللحظه آتت خلف مِسك صفيه تُنادي عليها حتى كادت تخرج من باب المنزل لكن توقفت عن الحديث حين رأت مِسك تقف مع محاسن وفتاه أخرى تُبعد وشاح رأسها عن وجهها،ثم خلعت نظارتها الشمسيه ونظرت لها ثم لـ مِسك التى رن إسمها بأذنيها برنين خاص.


ذُهلت صفيه حين وقع بصرها على وجه سلوان وهمست:

بنت مِسك!.

لكن إدعت عدم معرفتها ونظرت بترقُب لـ محاسن قائله:

نورتي داري يا محاسن.


ردت محاسن:

بنورك يا صفيه الحلوه دى بتسأل على عم الحج مؤنس.


ردت صفيه:.

الحج مؤنس مش إهنه،راح هو ومحمود أسوان هيشتروا طمي من هناك،ومش هيرجعوا غير عشيه.


تسرعت سلوان بالسؤال قائله:

يعنى أيه مش هيرجعوا غير عشيه،بكره يعنى.


ردت محاسن:

عشيه يعني بعد ادان العشا.


كذالك ردت صفيه سريعًا:

ويمكن يباتوا إهناك.


سأم وجه سلوان قائله:

طب لو رجعوا بكره هيرجعوا أمتى كنت محتاجه الحج مؤنس فى أمر ضروري.


ردت صفيه:

والله ما اعرف وقت رجعوهم،ممكن يرجعوا الصبح او المسا.


إنسرعت سلوان قائله:

بكره المسا!.


ردت مِسك:

أيوه لو محتاجه حاجه ضروري ممكن تقولى لينا عليها.


نظرت لهن سلوان لم تشعر إتجاههن براحه ووضعت النظاره على عينيها قائله:

لاء مش هينفع انا كنت  محتاج الحج مؤنس فى أمر خاص،على العموم ممكن تدينى رقم موبايل الحج مؤنس وانا هبقى أتصل عليه وأخد منه ميعاد يكون موجود فيه.


قبل أن ترد إحداهن ردت محاسن:

نمرة موبايل الحج مؤنس مع رضوان ياريت كنا إتصالنا بيه قبل ما نجي لإهنه كنا وفرنا المسافه اللى ميشناها لإهنه.


نظرت صفيه لـ محاسن بـ عتاب فاتر:

إكده لاء عيب عليكِ يا محاسن الأبله تقول علينا أيه مبنرحبش بالضيوف،أهو حديتك ده   نسانا نسأل الابله هى مين أو حتى إسمها أيه؟.


إرتبكت سلوان قائله:

إسمي سلوان،عالعموم متشكره لحضرتك أنا هاخد نمرة موبايل الحج مؤنس هتصل عليه وأشوف ميعاد مناسب يكون موجود فيه،عن أذنكم.


إستدارت سلوان نحو باب المنزل الخارجى وخلفها محاسن.


بينما نظرت مِسك لخروجهن من باب المنزل ثم نظرت لـ صفيه قائله:

ماما دى شبه ...


قبل أن تُكمل مِسك حديثها أومأت صفيه رأسها قائله:

 عمتك مِسك...سلوان بنتها ،أنا فاكره إسمها سمعته من هاشم يوم چنازة عمتك...الأسم لساه بيطن فى وداني.


إندهلت مِسك قائله:

طب ودي أيه اللى جابها هنا مع إن علاقتنا بيها مقطوعه تمامًا...تفتكري جايه وعاوزه جدي فى أيه؟.


ردت صفيه:

أكيد چايه طمع أكيد أبوها اللى كان حتة مهندس فى شركة التليفونات يا دوب مرتبه بيكفيهم بالعافيه ويمكن أتجوز بعد عمتك ومعاه عيال تانيه وهي لعبت فى دماغها وجالت أروح اضحك على جدي واستعطفه يمكن تطلع منه بورث،بس ده مش هيحصل واصل.


تهكمت مِسك قائله:

ورث أيه اللى چايه عشانه مش شايفه منظر لبسها،دى هدوم ماركات غاليه حتى نظارة الشمس بتاعتها ماركه عالميه حتى البرفان بتاعها نفس ماركه أصليه،أنا وحفصه طلبنا من عالنت زيه، أعتقدفى سبب تانى.


نظرت صفيه لـ مِسك بحيره قائله:

ويا ترى أيه هو السبب التانى ده،اللى يخليها تجطع المسافه دى كلياتها من القاهره للـ ألاقصر.


ردت مِسك بتكهُن:

اولًا المسافه من القاهره للـ الاقصر مش بعيده زى حضرتك ما متخيله دى ساعة زمن بالطياره،ثانيًا يمكن هتتجوز مثلًا وحبت جدي يحضر فرحها مهما كان هو والد مامتها.


ردت صفيه:

تتجوز؟ بس دى إيديها الإتنين خالين،ومنين جالك إن غنى النفس باللبس الغالي ولا الرفانات والنظارات الماركات ،مش يمكن منظر او خدعه عشان منفكرش إنها جايه طمعانه.


إستوعبت مِسك رأى صفيه وقالت:

ممكن عالعموم انا لازمن أمشى دلوك عيندي حصه فى المدرسه وأما أرجع نبقى نتحدت فى موضع البلوه بت عمتى اللى ظهرت دلوك ليه؟.  


إبتسمت صفيه قائله:

بالسلامه إنت والبلوه دى ربنا يسلم من شرها وشر طمع النفوس فى اللى فى يد غيرها.

....

سارت سلوان مع محاسن الى أن عُدن الى محل رضوان ودخلن إليه..نهض رضوان قائلًا:.

زين إنك متأخرتيش كيف عادتك يا محاسن،لساه التاچر اللى هنشترى منيه العدس قافل إمعاه الموبايل،وجولت لها ساعه وأكون عينديك آخد البضاعه.


نظرت محاسن بشرز مرح لـ رضوان قائله:.جصدك أيه يا راچل إنى بتعوق فى السكك.


ضحك رضوان قائلًا:

لاه،بس أنا خابرك من ناحية صفيه مبترتحيش لحديتها واوجات بتشدى جصادها.


ردت محاسن:

لاه متخافيش،أنا روحت مع الصبيه الحلوه إم اسم حلو زيها"سلوان"ملقناش الحج مؤنس فى الدار حتى المخفيه صفيه كلمتنا من عالباب ما جالت لينا  إتفضلوا.


تذكر رضوان قائلًا:

آه فاتت علي دى انا كنت شايف الحج مؤنس ومحمود من بدري راكبين العربيه،ونسيت حتى الحج مؤنس شاورلى بيده.


نظرت محاسن لـ رضوان قائله:

ياريتك كنت إفتكرت قبل ما نروح الدار كنت وفرت علينا شوفة وش صفيه الإتم وكانت سلوان خدت منك نمرة موبايل الحج مؤنس.


نظر رضوان لـ سلوان قائلًا:

إسمك حلو ولايق عليكِ يا زينة الصبايا.


تبسمت له صابرين بخجل،بينما قالت محاسن:

واه بتعاكس الصبيه جدامي يا رضوان.


إبتسم رضوان قائلًا:

بعاكس مين يا ست الستات دى لو كنت خلفت كان زمان إمعاي عيال فى عمرها.


إبتسمت محاسن وشعرت بشجن فى قلبها قائله:

طب طلع موبايلك وإدي لـ سلوان نمرة الحج مؤنس.


اخرج رضوان هاتفه وقام بتملية سلوان رقم هاتف مؤنس دونته على هاتفها.


أغلق رضوان هاتفه قائلًا:.

همشى أنا بجي عشان متأخرش عالتاچر.


ردت سلوان:

أنا كمان أستأذن بس كنت عاوزه أسأل على موقف الباص هنا عشان أرجع للاوتيل فى الأقصر.


باص!

هكذا قالت محاسن بتعجب قائله:

موقف الباص اللى هو نفسه موقف الميكروباص،بس موقف الميكروباص عالطريق الناحيه التانيه للبلد.


إستغربت سلوان قائله:

هو فى طريق تانى للبلد. 


ردت محاسن:

أمال إنتِ جايه فى أيه.


ردت سلوان:

شخص معرفه وصلني لحد بداية طريق الترعه اللى هناك دى وقالى إن الطريق ده هيوصلنى للبلد. 


مصمصت محاسن شفاها قائله: 

والصديق ده لما هو يعرف  البلد ليه موصلكيش لحد دار الحج مؤنس؟. 


ردت سلوان: 

هو مش من هنا وميعرفشي أهل البلد وعنده أشغال وأنا قولت له أنى هعرف أدبر نفسي، عالعموم متشكره ليكم ممكن بس حد يوصلني للموقف. 


نظرت محاسن لـ رضوان وإمائت له برأسها مُبتسمه كذالك هو إبتسم يومئ رأسه بتوافق. 


إستغربت سلوان فعلتهم لكن إندهشت حين قالت محاسن: 

عمك رضوان نازل "بعربيه نقل صغيره" الاقصر بدل ما تتبهدلى أو تتوهي فى الموصلات هو يوصلك لأقرب مكان من الاوتيل اللى بتقولى عليه  ده. 


كادت سلوان ترفض هى لا تثق بأحد بسهوله، لكن اصرت محاسن عليها قائله: 

متخافيش عمك رضوان طيب وعينه مش فارغه. 


توترت سلوان قائله: 

أنا مش قصدى حاجه  بس مش عاوزه اعطله عن مقابلة التاجر مش أكتر. 


إبتسم رضوان قائلًا: 

لاه متخافيش مفيش عطله، العطله إنك تفضلى واقفه إكده كتير. 


على مضص وحذر وافقت سلوان وذهبت مع رضوان بسيارة البضاعه الخاصه به. 

... 

   بينما جاويد الذى يتتبع سلوان  عينيه لم تغفل عنها سوا دقائق،وهى بمنزل القدوسى لديه فضول يعلم لما لم تبقى به سلوان سوا دقائق قليله، كذالك  رأى تلك المرأه التى كانت تسندها سلوان هى نفس المرأه التى ظهرت له بالمعبد سابقًا وتحدث معها  رغم أن لا يُصدق بتلك الخُرافات، لكن إذا كانت الخُرافات هى من ستُقرب بينه وبين سلوان على إستعداد لصُنعها. 

ـــــــــــــــ ❈-❈❈

ظهرًا 

بمنزل صالح 

إستيقظ من ثباته على صوت رنين هاتفه، إستيقظ بتذمر مد يده يجذب الهاتف من طاوله جوار الفراش،وضعه على أذنه وهو مازال يشعر بالنُعاس لكن نهض مُنشرحًا حين سمع تلك الضحكه الرقيعه وذالك الحديث البذئ الذى يهواه قائلًا:

حلاوتهم 

من زمان مسمعتش صوتك يا بت.


ردت عليه بضحكه رقيعه:

واه وحشتنى يا شيخ الشباب وجيتلك مخصوص مت مصر لهنا فى الأقصر،مهرجان شعبي وجايه ارقص فيه وقولت مينفعش أبقى فى الأقصر ومقابلش  وأملى عنيا شيخ الشباب صالح الأشرف.


شعر صالح بنشوه كاذبه من مدح تلك الراقصه به ونعتها له بـ شيخ الشباب الذى مازال يود التمتع به رغم أن ذالك أصبح أيضًا يحتاج لطاقات لم يعُد قادر عليها،لكن هنالك مُتعه أخري وهى النظر قادر بها يخترق مفاتن النساء.


سألها:

ويا ترى بقى مهرجان الرقص ده كام يوم؟


ردت حلاوتهم:

تلات أيام ونازله هنا فى فندق كبير هستناك تعدي عليا فقرة الرقص بتاعتى هتبدأ الساعه عشره.


رد صالح:

يبجى نتجابل الساعه تمانيه قبل ما تنزلي من الاوتيل.


ردت حلاوتهم بضحكه مُجلجله:

بس ده أوتيل محترم،عالعموم شيخ الشباب هيجي ومعاه هديه قد شوقه.


إبتسمت عيناه تلمع ببريق الشغف والشهوه،ونهض من على الفراش يشعر أنه مثل شاب فى ريعانه.   


ــــــــــــــــــــــ❈-❈-❈-❈

بالمشفى 

بغرفه كبيره 

جلس جواد على رأس تلك الطاوله  نظر الى الاطباء الجالسين وظل صامتًا للحظات طويله  مما أثار دهشة الاطباء الذى تحدث أحدهم قائلًا:

أعتقد إنت مش طالبنا كلنا عالموبايلات عشان تقعدنا قدامك كده زى التلاميذ،وبعدين كلنا عندنا مرضى أولى بالوقت،الثانيه بتفرق معاهم. 


تنهد جواد قائلًا: 

فعلاً  فى مرضى اللحظه بتفرق معاهم وده اللى طلبتكم عالموبيلات بسببه، بس قبل ما أقول الكلمتين  اللى عندى حابب أعرفكم مضمون الورقه  دى، ياريت يا دكتور "ناصف" تقرى فحوى الأمر ده. 


قرأ ناصف فحوى الورقه الى أن قال:. تم تعين الدكتور "جواد صلاح الأشرف" مديرًا عامً للمشفى. 


إنصدم ناصف ونظر لأحد الاطباء بالغرفه ثم رسم بسمه كاذبه قائلًا  بنفاق: 

مبروك يا دكتور جواد أنت أكتر واحد تستحق تبقى مدير للمشفى رغم إن سِنك صغير أنك تكون مدير  بس الكفاءه هى اللى تستحق  تاخد المناصب العليا وأنت كفأ لها. 


تهكم جواد ساخرًا لنفسه، لكن إبتسم حين  قالت إيلاف بود: 

مبروك يا دكتور. 


كانت نظرة عينيه  لها بها شئ خاص ومميز لفت نظر ناصف له وإبتسم بظفر، بينما تحدث جواد 

قائلًا  بتوضيح: 

مُتشكر على التهانى والمباركات اللطيفه منكم نجى بقى للجد 

أنا أصدرت قرار أى دكتور  مش هيبقى موجود فى فترة الورديه بتاعته فى المستشفى هياخد لف نظر مره واحده وبعدها هرفع تقرير فيه للوزاره إنه غير مُلتزم بمواعيد عمله كمهني. 


تهامس الاطباء بين بعضهم بغضب وتحدث أحدهم بتعسُف: 

بس إحنا أطباء مش موظفين حكومه. 


رد جواد: فعلاً  أطباء بس فى وقت مواعيد عملكم بالمستشفى أنتم موظفين ولازم تلتزموا بالقوانين  وأول قانون هو الحضور الفعلى فى المستشفى مش خمس دقايق وبعدها تمشوا على عيادتكم الخاصه...معتقدش لو قضيتوا بس ساعتين تلاته فى المستشفى تكشفوا على ناس متقدرش تدفع الڤيزيتا بتاعت العياده الخاصه هتأثر معاكم أعتبروها زكاه عن عِلمكم وكمان هتلاقوا فيها منفعه أكبر هتصتادوا زباين لعيادتكم،زى ما بيحصل وبعض الممرضات بتعمل لكم دعايه بين المرضى.


كاد أحد الاطباء ان يتعصب لكن ناصف تحدث بكُهن:

فعلًا كلام الدكتور جواد صحيح يا ساده إحنا الطب رساله قبل أى شئ،انا مقتنع بحديث الدكتور جواد وعن نفسى بعد كده هلتزم بمواعيد نبطشياتى.


نظر له طبيب آخر ووافق على مضض منه،لاحظ جواد نظرات الإثنين لبعض،فهو ليس مُغفل لكن إفتعل تصديقهم لإمتثالهم لأمره ببساطه.


بعد قليل إنتهى الاجتماع وخرج معظم الاطباء من الغرفه الا إيلاف التى أقتربت من جواد تبتسم قائله:

ألف مبروك الترقيه يا دكتور بتمنى لك التوفيق فى مهمتك الشاقه.


إبتسم لها جواد قائلًا:

فعلًا مهمه شاقه جدًا بس متأكد إن فى أطباء لسه عندهم مبدأ الطب رساله قبل تجاره والدليل إنتِ أهو قدامي.


إبتسمت إيلاف قائله:

أنا لسه دكتوره مُبتدأه مش يمكن مع الوقت أتحول وأبقى من الدكاتره اللى واخدين الطب تجاره.


إبتسم جواد قائلًا:

معتقدش يا دكتوره،المثل بيقول الكتاب بيبان من عنوانه.


إبتسمت إيلاف وقبل أن ترد عاد نصيف للغرفه ورأى تلك النظرات من جواد لـ إيلاف لكن ذم تسرعه حين تحدث ليته كان ظل صامتًا قليلًا وما قطع وصلة حديثهم،قائلًا:

متآسف موبايلى نسيته على الطرابيزه.


إستأذنت إيلاف وخرجت من الغرفه لكن عين جواظ كانت تتبعها ببسمه خاصه لاحظها ناصف الذى وجد نُقطة ضعف يستطيع إستغلالها لمصلحته.   


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ❈-❈-❈

بأحد المطاعم على ربوه عاليه  

بالاقصر 

جذب جاويد المقعد للخلف كى تجلس سلوان، التى إبتسمت له وهو بقول بخباثه: 

ها مقولتليش إزاي  رجعتى للأوتيل أنا كنت خلصت شغلى بسرعه وكنت هتصل عليكِ عشان أرجعك للاوتيل. 


زفرت سلوان نفسها قائله: 

أنا أساسًا مغبتش فى البلد دى، وربنا وعدنى بأتنين ولاد حلال، بس فى ست غريبه قبلتها وقعدت تقولى كلام مش مفهوم، أكيد ممكن تكون بتخرف. 


تكاهن جاويد متسألًا: 

وقالتلك أيه الست دى؟ 


ردت سلوان: 

كلام  مفهمتوش أساسًا كانت بتتكلم بلهجه  صعيدى قديمه وشكلها بتخرف.


كاد جاويد أن يسأل لكن صدح رنين هاتف سلوان 

أخرجت سلوان الهاتف من حقيبة يدها ونظرت للشاشه ثم لـ جاويد ونهضت قائله:

عن إذنك هبعد عن الدوشه هنا عشان اعرف ارد على بابا.


أومأ لها جاويد رأسه مُبتسمًا 


إبتعدت سلوان قليلًا وقامت بالرد على والداها الذى إندفع بالحديث مُتعسفًا:

سلوان ليه مرجعتيش للقاهره زى ما طلبت منك لو فضلتى أكتر من كده انا هاجى بنفسي ومعايا إيهاب وأتمم خطوبتكم .. 


زفرت سلوان  نفسها قائله: 

بابا انا مستحيل اوافق على أنى أتخطب لـ إيهاب 

أنا مش برتاح له ولا عشان هو أخو طنط دولت، وقولت لحضرتك  تمام  خلاص حجزت تذكرة القطر وهرجع للقاهره بعد بكره. 


رد هاشم: 

وليه مترجعيش بكره طيران أنا هبعتلك تذكره طيران . 


ردت سلوان:

مش هينفع أرجع طيران لأن الباسبور بتاعى مش معايا،وانا حابه ارجع فى القطر زى ما جيت بالقطرومش هيفرق رجوعى يوم زياده،بس أرجوك بلاش تضغط عليا بمسألة إيهاب حضرتم عارف آنى مستحيل أوافق على واحد معندوش أخلاق مش عشان حضرتك بقيت جوز أخته يبقى تتغاضى عن شخصيته السيئة.


رد هاشم:

تمام إرجعى للقاهره ووقتها هقرر أوافق أو أتراجع،بس قدامك بس بكره لو مكنتيش فى القاهره بعد بكره أنا وقتها مش هستنى رأيك وهوافق على جوازك من إيهاب وفورًا حتى لو إتكفلت بالجوازه كلها.


تنهدت سلوان بسأم قائله:

تمام يا بابا أطمن هرجع للقاهره بعد بكره سلام.

اغلقت سلوان الهاتف تشعر برغبه فى البُكاء لا تعلم سببها نظرت امامها الى تلك الأضويه بالمكان والبيوت القريبه منه تشعر بشعور خاص فى قلبها مازالت تود البقاء هنا لفتره أكبر لكن تعسف والداها هو ما يضغط عليها بالعوده كذالك هنالك سبب آخر المال الذى كان معها بدا ينضب وقرار العوده اصبح إجباري...إستنشقت سلوان نفسًا حاولت إبقاءه وقت أطول بصدرها،لكن شعرت بيد توضع على كتفها من الخلف وصوت جلال يقول:.

سلوان.  


إستدارت سلوان له مُبتسمه، كذالك هو إبتسم لها قائلًا:

مالك حاسس إنك مضايقه من الصبح وقت ما وصلتك للبلد دي،متآسف مكنش لازم أسيبك لوحدك.


إبتسمت سلوان قائله:

لاء مش ده السبب، ممكن نتمشي شويه. 


إبتسم جلال وأشار لها بيده لتسير أمامه 

سار الاثنين معًا ساد الصمت الى أن تسأل جاويد:.

مين الناس اللى كنتِ رايحه البلد دى علشانهم؟


ردت سلوان بتفكير:

أهل مامتي.


إدعى جاويد الدهشه قائلًا:

مامتك من هنا من الأقصر.


ردت سلوان:

أيوا،ماما من هنا من قرية الأشراف بابا هو اللى من القاهره،قابلها هنا من تلاتين سنه هو كان بيشتغل مهندس فى شركة تليفونات وأتقابلوا وحبوا بعض وإتجوزوا،وبعدها إنقطعت علاقة ماما بأهلها يمكن ميعرفوش حتى إن ليها بنت.


مازال جاويد يدعى الدهشه قائلًا: 

إنت جايه عشان تعرفيهم إنك بنت بنتهم. 


ردت سلوان:. لاء أنا جايه ازور قبر ماما، ماما مدفونه هنا فى البلد ومفيش  حد يعرف يوصلنى لقبرها غير جدي"مؤنس القدوسى "وأنا معرفش هيكون رد فعله أيه لما اقابله معايا رقم موبايله بس جوايا هاجس بيقولى بلاش تكلميه يمكن  ميكونش عاوز يشوفك او يعرفك، بدليل السنين اللى فاتت مسألش عليا مره واحده...وكمان بابا طلب منى ارجع للقاهره وخلاص حجزت تذكره فى القطر بعد بكره،يعنى بكره آخر يوم ليا هنا بالاقصر،ولسه مزورتش قبر ماما،ومعرفشى ليه كنت بآجل الزياره دى،بس خلاص لازم أزور قبرها قبل ما ارجع للقاهره،ومعرفشى هرجع هنا الاقصر  تانى أو لاء.  


غص قلب جاويد بسبب تلك الدموع التى تتلألأ بعيني سلوان ود أن يجذبها لحضنه  بتلك اللحظه لكن هنالك ما يمنعه...لكن أتخذ قرار سلوان ستبقى هنا بالأقصر مهما كلفه الأمر.

ـــــــــــــــــــ❈-❈- ❈-❈-❈

بالفندق 

بإنشراح 

كان صالح يسير  بزهو مثل شاب بالعشرينات رغن عمره الذى إقترب من السبعون. 

لكن  فجأءه توقف مكانه حين وقع بصره على تلك الفتاه القادمه بالمقابل له 

ظل ينظر لإقترابها منه يتمعن بها يغمض عيناه ويفتحها عله يحلم او يتوهم، لكن هى حقيقه  كأنها نسخه أخرى  بإختلافات بسيطه حتى نفس طريقة المشي بشموخ وتعالي هى نفسها 

صوره أخري  من الماضي. 

...... ❈-❈-❈

التاسع


دخلت إيلاف الى داخل المكتب وهى تشعر ببعض من الخزي، نظرت الى جواد قائله بإعتذار: 

أنا متآسفه يا دكتور  جواد مكنتش أعرف أساس اللى حصل وإتسرعت. 


رفع جواد يده من فوق جبهته ونظر لها، قبل أن يتحدث دخلت تلك العامله ووضعت صنيه صغيره عليها كوب قهوه وآخر مياه، للحظه إرتجفت يد العامله وهى تضع الصنيه على المكتب وكادت تقع من يدها لكن تمسك بها جواد، نظرت العامله لـ جواد قائله  بلجلجه: 

آسفه يا دكتور. 


أومأ جاويد لها برأسه أن لاشئ، إنصرفت العامله وأغلقت باب الغرفه خلفها،للحظه تعجبت إيلاف من إغلاق العامله لباب الغرفه لكن لم تهتم فهي لن تبقى كثيرًا،وستعتذر وتغادر فورًا.


بينما جاويد حاول تجاهل إعتذار إيلاف وجذب كوب القهوه وإرتشف منه قليلًا، ثم وضعه، ذمت إبلاف شفاها بعد أن تحول الخزي الى ضيق من تجاهل جواد الرد عليها، زفرت نفسها وعاودت الحديث: 

أنا.... 


تعصب جواد  قائلًا: 

إنت أيه يا دكتوره، مفكره بإعتذارك خلاص كده تبقى غلطانه إنت متعرفيش النوايا المخفيه وراء اللى حصل، وإتسرعتي فى الرد. 


إزدردت إيلاف ريقها تحاول تبرير خطأها، بنفس الوقت عاود جواد إرتشاف القهوه الى أن فجأه شعر بسخونه خاصه تزداد بجسدهُ، ظن فى البدايه إنها ربما بسبب إرتشافه للقهوه وهى ساخنه أكثر من الازم لكن هنالك سخونه آخرى أصبحت تسري بجسده رغبه جامحه تُثيره  تُحركه بلا إراده وهو ينظر الى إيلاف الواقفه قرب باب الغرفه، نهض فجأه وتوجه نحوها بلا مقدمات جذبها عليه من عضدي يديها يضمها له بقوه ينظر لشفاها بإثاره. 

...... ــــــــــــــــــــــــــ

كانت تقف بالمطبخ تنظر أمامها لتلك الأطعمه التى حضرتها  بإشتهاء كى تتناولها بمزاج تتذوق منها القليل بإستطعام خاص،مدحت نفسها قائله:

والله يا بت يا حسنى نفسك فى الوكل زين،هو ده الوكل مش وكل مرت أبوي الماسخ...تسلم يدك يا بت يا حسنا،أما أجعد بجى أكل قبل ما زاهر يعاود من بره.


جلست حسنى على أحد المقاعد وجذبت ملعقه وضعتها بطبق الطعام ،لكن فجأه قبل أن تضع المعلقه بفمها سمعت صوت سُعال تعرفت على صاحبه سريعًا ، إنتفضت واقفه ترجف تحيرت ماذا تفعل بالمعلقه التى بيدها، سريعًا دست محتواها بفمها، لكن شعرت ليس فقط بسخونه  الطعام كذالك حشر بحلقها كادت تسكب مياه كى تشربها، لكن إقترب صوت السُعال من المطبخ جدًا، خشيت من أن يوبخها زاهر إذا رأها ، إتجهت خلف باب المطبح وتوارت خلفه تضع يدها فوق فمها تحاول بلع ذالك الطعام  لكن فجأه شعرت  

بحازوقه، وضعت يدها الإثنين فوق فمها خشيه ان يخرج من فمها صوت وبخت نفسها: 

يعنى الزُغطه مش لاقيه غير دلوك، زاهر لو شافني هيوبخنى كيف العاده، يارب ما يدخل للمطبخ.


لكن خاب دعائها ودخل زاهر الى المطبخ،إستغرب من  ذالك الطعام الموضوع على المائده،التى لمعت عينيه بإشتهاء،إقترب منها وجلس على أحد المقاعد، يُعطي ظهره للباب وبدأ بتناول الطعام مُستلذًا طعمه 

الى أن شعر بالشبع نهض واقفًا يُربط على بطنه قائلًا: 

من زمان مأكلتش وكل طعمه لذيذ إكده لو فضلت جاعد كمان طعامة الوكل هتغرينى وهاكل وبطني هتتملى ومش هعرف أنام.


بينما حسنى الواقفه خلف باب المطبخ تضع يديها الإثنين فوق شفاها تكتم تلك الحازوقه حتى لا تكشف وجودها، تشعر كآن حلقها يكاد ينفجر لكن شعرت براحه حين نهض زاهر لم تدوم تلك الفرحه 


حين عاود زاهر النظر للطعام وقام بمد يده وإلتقم قطعه منه ودسها بفمه مازال يُشير عليه عقله العوده للجلوس والإستمتاع بباقى الطعام،لكن سيطر على تلك الرغبه قائلًا:

لو فضلت واجف إكده هعاود للوكل،لاه انا تعبان وعاوز أنام،والوكل مش هيطير.


إرتشف بعض المياه وخرج من المطبخ.


ظلت للحظات تكتم فمها الى أن أيقنت بأن زاهر قد إبتعد،رفعت يديها من فوق فمها تستنشق الهواء وسريعًا ذهبت الى طاوله الطعام وجذبت دورق المياه وشربت منه مباشرةً تقول:

ثانيه كمان وكنت هفطس من الزغطه،أما أشرب تلات مرات عشان تروح.

شربت مره والثانيه ولكن الثالثه ملأت فمها بالمياه أكثر،لكن قبل أن تبتلع المياه سمعت صوت جوهري منها يقول بتعسُف:

أنا مش قايل......


لم يُكمل حديثه حين إنخضت حسنى وفتحت فمها لتضخ تلك المياه التى كانت بفمها بوجهه.

....... ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

رفع وجهه عن تلك القطعه الفُخاريه التى يُشكلها ونظر يرى من فتح باب الغرفه، إستعجب قائلًا:. 

سلوان! 

أيه اللى صحاكِ دلوقتي. 


ردت سلوان وهى تقترب منه: 

معرفش فجأه النوم طار من عيني وملقتكش جانبي عالسرير، فكرت وتوقعت إنك ممكن تكون هنا، زي ما قولت لى قبل كده إن ده المكان اللى لما بتكون مضايق من حاجه بتقعد فيه. 


زفر جاويد نفسهُ يشعر بتلميح سلوان لكن قال: 

بس أنا مش مضايق من حاجه. 


تسألت سلوان وهى مازالت تقترب من مكان جلوسه: 

متأكد. 


رد جاويد بتأكيد: 

أيوه متأكد كل الحكايه إني... 


قاطعته سلوان حين أصبحت تقف أمامه مباشرةً: 

متأكد إنك أيه، بس يا ترى القطعه اللى بتشكلها دى بقى،قُله ولا إبريق ميه.


قالت سلوان هذا وقبل أن يُجيب جاويد وضعت يدها فوق قطعة الفخار أفسدتها عن قصد منها لكن إدعت عدم الإنتباه.


شعر جاويد بالضيق منها حين عاودت إفساد القطعه أكثر تدعى أنها تحاول إصلاح ما فعلته قائله بكذب:

آسفه مكنتش أقصد،أيدي بوظتها بالغلط.


رفع جاويد يده وأمسك يد سلوان كى يُبعدها قبل ان تضعها بالطمي وكاد يتحدث لكن لعدم إنتباه سلوان إختل توازنها حين طبق يده فوق يدها بقوه يبعدها عن الطمي سقطت بجسدها على ساقيه سُرعان ما عانقت يديها ببعضهما حول عُنقه بخضه. 


طوق جاويد جسدها بيديه ونظر لوجهها وقع بصره على شفاها التى إرتجفت للحظه ثم عينيها اللتان فتحتهما تنظر لعيناه ثم تركت النظر لهن ونظرت الى شفاه شعرت بحياء وضمت شفاها لكن تفاجئت 

بشفاه جاويد التي تضم شفاها فى البدايه شعرت بخشونه فى قُبلاته لكن مع الوقت تحولت القُبلات الى مُتلهفه... ترك شفاها ليتنفسان ضمها جاويد بين يديه بينما عانقته سلوان بحميميه أكثر هامسه بإسمه بنبره ناعمه: 

جاويد. 


#شدعصب

#التاسع«لن ترحل» 

ــــــــــــــــــــــــــ

بالقاهره 

نظرت دولت لـ هاشم قائله: 

سلوان قالتلك أيه؟ 


رد هاشم: 

خلاص سلوان حجزت تذكرة القطر وراجعه بعد بكره. 


إستهزأت دولت قائله:

لسه هترجع بعد بكره،وليه مقولتش لها ترجع طيران أسهل واسرع من القطر يمكن بتتحجج او بتكذب عليك.


رد هاشم:

لاء سلوان مش بتكدب طالما قالت راجعه تبقى راجعه.


 إستهزأت دولت قائله:

ومالك واثق من كلامها كده ليه،معرفشى ليه عندي شك إنها بتماطل عشان تفضل هناك وقلبك يحن ليها وترجع تشغل الفيزا بتاعتها،لو كانت صادقه كانت حجزت فى اول طياره ورجعت للقاهره تانى فى ساعة زمن.


شعر هاشم بضيق قائلًا بتعسف:

لاء متاكد سلوان مش بتماطل،وكمان الباسبور مش معاها.


تهكمت دولت قائله:

وفيها أيه يعنى لو الباسبور مش معاها دى حجه فارغه،ناسي الأقصر للقاهره يعتبر طيران داخلى فى البلد يعنى ممكن بالبطاقه الشخصيه بتاعتها،كل اللى محتاجاه هو تذكرة السفر.


رد هاشم بضيق:

سلوان عندها فوبيا الاماكن العاليه ومش بتحب سفر الطيران قبل كده  قالتلى إنها كانت بتفضل  خايفه وهى فى الطياره لحد ما بتنزل للمطار،وكذا مره كانت بتسافر عن طريق البحر الاحمر.


تهكمت دولت قائله:

آه وماله بس مقولتليش قالتلك أيه بعد ما قولت لها عن طلب إيهاب لايدها.


رد هاشم:

مقولتش ليها مستنى لما ترجع،تحقيقك كده خلص عن إذنك مصدع وكمان معزمين عالعشا عند أختى خلينا نجهز عشان الوقت منتأخرش عليهم.


ترك هاشم دولت وتوجه الى غرفة النوم زفرت دولت نفسها بضحر وضيق قائله:

أكيد طبعًا الكونتيسه رفضت،أنا سمعاك بنفسي وإنت بتقول ليها،بس طبعًا متقدرش تضغط عليها،بس نافش نفسك عليا،كآنك إتجوزتني غصب، بس هى ترجع  لهنا وأنا هعرف إزاي  أخليها توافق على جوازها من إيهاب حتى لو كان غصب عنها زيك. 

.... ❈-❈-❈

بمنزل صلاح

أثناء تناول العشاء 

نظر صلاح ناحية حفصه مُبتسمًا يقول: 

كلها فتره صغيره وحفصه تتجوز ومش هنلاقى حد يقعد معانا عالسفره يا يُسريه. 


شعرت حفصه بحياء لكن قالت: 

معتقدش يا بابا مش يمكن قبل ما أنا أتجوز يكون جاويد إتجوز ومراته تقعد مكاني. 


تنهد صلاح بتمني قائلًا: 

ياريت، ربنا يسمع منك. 


إبتسمت حفصه وهى تنظر ناحية يسريه قائله: 

الموضوع ده فى إيد ماما تقنع جاويد يتجوز مِسك بنت عمتي قبل ما واحده تانيه تلوف عليه. 


نظرت يُسريه لـ حفصه بإستغراب قائله:. 

جصدك أيه بواحده تلوف عليه؟. 


ردت حفصه: 

بصراحه يا ماما  مِسك شافت جاويد قدام البوتيك اللى كنت أنا وهى بنشترى منه الفساتين، كان واقف بالعربيه وفى واحده ركبت جنبه فى العربيه، بس مشافتش وشها شافتها من ضهرها. 


تحير عقل يُسريه وقالت: 

مش يمكن مِسك غلطت فى عربية جاويد، المكان ده زحمه أساسًا. 


ردت حفصه بتأكيد: 

لاء، أنا متأكده أنا كمان شوفت جاويد قاعد وجنبه بنت فى العربيه يعنى انا ومِسك هنغلط نفس الغلطه. 


للحظه سأم قلب يُسريه وشعرت بتوجس وتذكرت حديث غوايش لها "الشتيتين إتجمعوا".


لكن تنهدت بإيمان قوي. 


..... ــــ❈-❈-❈

بالفندق

بغرفة حلاوتهم

لهوها وإندامجها بالرقص لم يجعلها تنتبه لشرود صالح الذى مازال طيف تلك الشبيهه بصورة الماضي بعقله، يسترجع ذكرى فتاه سلبت عقله من أول مره رأها ذات يوم صدفه لينغلق قلبهُ خلفها، رغم أنه تزوج أكثر من مره ورافق نساء كثيرات لكن لم تستطيع إحداهن محو "مسك مؤنس القدوسى" من قلبه ولا عقله، زفر نفسه بغضب وهو يتردد صوت رفضها له بوجهه قائله: 

"لو مبجاش غير الموت هو اللى هيريحني  منك أنا هموت نفسي ودلوك، عندي اموت كافره ولا أبجى من نصيبك". 

وقد كان الموت من نصيبها بعد ثلاثة عشر عامً قضتها مع رجُل آخر فضلته عليه، ورحلت معه بعيدًا غير باقيه على شئ، إختارت البقاء مع آخر، وتركت قلبهُ حُطام خلفها... عاش بلا قلب أصبحت النساء بالنسبه له لسن سوا مُتعه وهو ينهش جسدهن بنظرات عينيه حتى إن لم يلمس هُن، مر وقت أكثر يقترب من الثلاثون عام، ومازالت صورتها محفوره، لكن من تلك التى تُشبهها هو تعقبها الى أن دخلت الى إحدي غرف الفندق. 


خرج من ذالك الشرود حين جلست تلك الراقصه لجواره على الاريكه تلهث قائله: 

أما أشوف الساعه فى الموبايل، عشان أنزل للفقره اللى هقدمها فى المهرجان. 


نظر لها صالح  قائلًا:. 

ها عتجولي أيه؟. 


تعحبت الراقصه قائله: 

بجول ايه، إنت كنت شارد ولا أيه، لاء أزعل منيك يا شيخ الشباب. 


نفض صالح عن رأسه ونظر لها بوقاحه قائلًا: 

لاه مش شارد، بس سحرني رقصك. 


إبتسمت له بدلال سافِر قائله: 

هصدق ان مكنتش شارد فى حاجه غيرى، وعالعموم ياشيخ الشباب عندى فقره الساعه عشره والساعه تسعه ولازم أنزل دلوقتي عشان أسخن قبل الفقره، بقولك أيه  مش هينفع نتقابل تانى الليله هنا فى الاوتيل ممكن الأمن يطلع يسأل سبب وجوده  هنا فى الأوضه ويطلع عليا سُمعه وأنا فنانه وليا صيت ومحبش يطلع عليا إشعات مُغرضه... إنى جايه الأقصر مش عشان فني. 


زفر صالح نفسه ونهض واقفً يقول: 

نتجابل فى الشقه اللى إهنه  بعد ماتخلصي الفقره بتاعتك ، سبق وإتجابلنا فيها، هنتظرك نكمل الليل سوا.  


ضحكت الراقصه بخلاعه ولكن تعجبت من نهوضه ومغادرته للغرفه سريعًا، لكن لم تُبالى هى تعلم ستحصل منه على ما تريد نهاية الليله. 


بينما خرج صالح من الغرفه وسار بالرواق إقترب من تلك الغرفه التى دخلت لها شبيهة الماضى وقف أمامها للحظات كاد شيطانه أن يدفعه يطرق عليها باب الغرفه، بالفعل رفع إحدى يديه لكن توقفت قبل أن تصل الى جرس الإنذار الخاص بالغرفه، كور يديه بقوة جبروت حتى كاد عصب يده أن يسيل من بين المفاصل، لكن عاد يتحكم الشيطان به وكاد يطرق الباب لولا أن رأى إقتراب أحد النزلاء ونظر لوقوفه هكذا أمام الغرفه، شعر بالإحراج وغادر بخطوات سريعه. 

...... ـــــــــــــ❈-❈-❈

ليلًا

بغرفة جاويد

خلع القميص  من فوق جذعه وألقاه على جانب الفراش ثم تسطح عليه يتثائب، عدل إحدى الوسائد أسفل رأسه يشعر بشعور جميل، أغمض عينيه للحظات سكنت فيها خياله تلك الأميره الرقيقه الآتيه من بين خُرافات العرافه، 

ملامح وجهها، عينيها، شفاها، كل نظره ينظرها لها كأنها تعويذة سِحر  تترك بعدها طلسم على قلبه يصعُب إزالته، يتنحى عقله عن الأستوعاب، لو حكى له أحدّا عن ما يحدث معه لقال له أنت ساذج ليس لديك عقل ما تقوله ليس سوى خُرافه، ضحك وتذكر بقية حديثهم قبل قليل وهم يسيرون بأروقة الأقصر. 


[فلاشـــــــــــــــــ/بـــــاك] 

بعد أن قصت له أن والداتها من الأقصر. 


إدعى التعجب قائلًا بكُهن: 

يعنى إنتِ مامتك من إهنه من  الأقصر نصك صعيدي يعنى. 


ردت سلوان بضحكة سخريه مؤلمه تؤكد: 

أيوا، مامتي من إهنه من الأقصر نصي صعيدي... بس عمري ما جيت هنا غير مره واحده يوم دفن ماما، وبعدها محدش منهم سأل عني، رغم إن ماما فى يوم قالتلى وحكتلى عن جزء من  هنا حتى إنها إتقابلت مع بابا هنا، كمان قد أيه باباها كان طيب وبيدلعها ومتأكده فى يوم هيرضى عنها، وإن اليوم ده لو مجاش وهى عايشه أبقى أنا أفكره بيها، وأنا من الاساس كنت جايه عشان أشوفه وأسأله ليه محققش أملها وهى عايشه، رغم إني كنت بشوفها أوقات بتبكي وهى بتكتب له جوابات، عندي إحساس كبير أنه مقراش الجوابات دي، لو كان قراها كان حس بعذاب ماما، أنا كنت طفله صغيره وقتها مش فاهمه ليه هى بتبكي وهى بتكتب الجوابات دى، بس لما كبرت عرفت إنها كانت بتشتاق له وهو قاسي، حتى يوم دفنها هنا مبصش ليا كآنه كان بيدفنها عشان.. عشان 

مش عارفه أفسر عشان أيه بس اللى حسيته أنه  زى ما يكون كان بيتخلص من شئ مالوش أهميه عنده، عكس ماما اللى كانت تحكيه عليه وعلى طيبته وحنيته معاها، بس ده قبل طبعًا ما تختار بابا  وتطلع عن طوعه، ده اللى فهمته مع الوقت لما كبرت، أنا مش جايه  أسأله ليه عنى،أو أفتح الماضي ولا أعاتبه، أنا جايه عشان أزور قبر ماما وبس وأقول لها آنى منستاهاش زى البقيه، لو أعرف طريق  قبرها كنت روحت لوحدي، ومقدرش أسأل أى من أهل البلد مفيش غير الحج مؤنس أو إبنه هما اللى يدلوني على قبر ماما. 


سالت دموع سلوان التى تغص بقوه بقلب جاويد لكن لا يملُك سوا كلمة مواساه، من بعدها غير دفة الحديث حتى لا يرى تلك الدموع قائلًا: 

أيه رأيك قبل ما ترجعي للقاهره أنا بقول تودعي الأقصر من فوق. 


فى البدايه  للحظه نظرت سلوان بعدم فهم ثم فهمت قائله: 

قصدك المنتطاد، لاء كفايه مره.


ضحك جاويد قائلًا:

عشان جبانه وبتخافي،بس أعتقد المفروض تزيل الرهبه  بعد ما طلعنا رحلة المنتطاد ،خوفك مالوش لازمه،ولا معندكيش ثقه فيا.


إبتسمت سلوان قائله:

تعرف إنك الشخص الوحيد اللى وثقت فيه بعد بابا...وده يعتبر شئ غريب لأنى صعب أثق فى أى شخص بسهوله...يا جلال... يمكن لآنى قابلت قبل كده أشخاص كنت صحيح مبقاش واثقه فيهم بس برضوا  مش هقولك كنت بتصدم فى حقيقتهم المُخادعه اللى بيحاولوا يجملوها،لآن عندى يقين إن الطبع غلاب ومهما حاولوا يخفوا حقيقتهم هتظهر مع الوقت. 


إبتسم جاويد قائلًا  بإطراء: 

يمكن جمالك السبب فى عدم ثقتك بهم. 


تهكمت سلوان بضحكه ساخره: 

جمالي، يمكن رقم إتنين فى عدم ثقتى بالأشخاص. 


إبتسم جاويد متسائلًا: 

وأيه السبب الأول؟. 


ردت سلوان  بآسى: 

أنهم عارفين إنى وحيده وسهل يستغلوا ويسهل خداعهم ليا، وكمان مش بيقولوا على إن الجميلات بيبقى عندهم العقل ناقص شويه. 


ضحك جاويد قائلًا: 

أعتبر ردك ده غرور، إنك جميله. 


شعرت سلوان بالخجل للحظات وأخفضت وجهها لكن عادت ورفعته تنظر لـ جاويد بسؤال: 

إنت شايف إنى مغروره يا جلال. 


تأمل جاويد ملامحها مُبتسمً على إحمرار وجنتيها الظاهر والذى أعطاها وهج يشع جمالًا قائلًا: 

حتى لو مغروره جدًا يا سلوان جمالك يغفرلك. 


شعرت سلوان بحياء وحادت بعينيها ورفعت وجهها الى السماء قائله بتتويه: 

النجوم فى السما بتتحرك، لما كنت صغيره ماما كانت تقولي "النجوم بتمشي ومعاها أُمنيات العشاق". 


أغمض جاويد عينيه ثم فتحهما ونظر لـ سلوان  قائلًا: 

وأنا إتمنيت أُمنيه.


إبتسمت سلوان قائله:

دي تخاريف أكيد،بس بنحبها وبنصدقها رغم إننا متأكدين إن كل شئ قدر ومكتوب كان مين يصدق 

بابا شركة التليفونات اللى كان بيشتغل فيها زمان تبعته هنا الاقصر عشان زرع عمدان إشاره تعزز وتقوي إشارة التليفونات ويقابل ماما صدفه ويُقع فى غرامها وهى كمان نفس الشئ وتتخلى عن عادات وتقاليد هنا وترحل معاه عشان سبب واحد .


صمتت سلوان لكن كانت تبتسم، تحير جاويد متسألًا بفضول: 

وأيه السبب  الواحد ده؟. 


تنهدت سلوان ببسمه ولمعة عين لكن ليست لمعة دموع بل لمعة ذالك الضوء الذى تسلط على عينيها من إحدى عمدان الإناره بالطريق قائله بإختصار:

العشق. 


توقف جاويد عن السير  للدقيقه وتمم على كلمتها كأنه يسأل: 

العشق؟!. 


إبتسمت سلوان وتوقفت عن السير هى الأخرى تؤكد قولها:

أيوه" العشق" اللى بيلغى كل الحسابات والعادات بيمقتها أو بمعنى أصح بيوئدها... هنا بدأت قصص عشق خياليه كتير قبل كده، وكمان  قصة بابا وماما كانت خياليه فى البدايه بس إتحققت مع الوقت.


نظر جاويد لتلك اللمعه بعين سلوان وهى تتحدث عن والدايها ود أن يقول لها أنه لم يكُن يؤمن سابقًا بشئ غير الحسابات العقلانيه لكن تلك الحسابات إختفت منذ أن سمع إسمها من تلك العرافه بالمعبد 

إنتهت حسابات العقل وطغت حسابات أخرى ترسم علامات قويه بالقلب مثل تلك العلامات المحفوره فوق تلك الاعمده والتى لم تختفى منذ آلاف السنوات.


إبتسمت سلوان بحياء من نظرة عين جاويد لها وتهربت قائله: معايا نمرة الحج مؤنس  وبصراحه كده خايفه أتصل عليه هقوله أنا مين. 


رد جاويد: 

رأيي تتصلي عليه ومش شرط تقولى له إنتِ مين ممكن  تقولى له محتاجه له فى أمر خاص هتقولى له عليه لما تتقابلوا. 


إبتسمت سلوان  قاىله: 

فعلًا هو ده الحل الوحيد. 


فتحت سلوان هاتفها وقامت بالإتصال على رقم هاتف مؤنس،لكن أعطى لها الرد أن الهاتف مغلق أو غير مُتاح...عاودت الإتصال لمرتين ثم نظرت لـ جاويد قائله:

بيقول مغلق او غير متاح،يمكن فى مكان مفيش فيه شبكه،عالعموم مبقاش قدامي وقت هتصل عليه الصبح وأشوف إذا كان رجع من سفره،أو حتى بفكر أروح تانى لبيته ولو ملقتوش أسأل الست اللى قابلتنى او بنتها عن قبر ماما،بس وقتها هيسألوني أنا مين وبسأل ليه؟. 


زفرت سلوان نفسها تشعر بحِيره. 


لكن جاوب جاويد: 

بلاش تفكري كتير والصبح إتصلى عالحج مؤنس يمكن يكون رجع ووقتها يبقى الحل سهل. 


إبتسمت سلوان قائله:

فعلًا هنتظر لبكره الصبح واتصل عليه،دلوقتي  خلاص  الوقت

قربنا عالساعه تمانيه ونص لازم أرجع للأوتيل عشان  حاسه بشوية إرهاق.


إبتسم جاويد  قائلًا: 

تمام والصبح هتلاقينى منتظرك قدام الاوتيل عشان أوصلك. 


إبتسمت سلوان قائله: 

إن شاء الله، تصبح على خير. 


[عوده] 

عاد جاويد مُتنهدًا يشعر بإنشراح فى صدره أغمض عيناه وذهب الى ثُبات فى لحظات... 

لكن أثناء نومه رأى نور يأتى من قريب 

ويخرج منه طيف طفل بعمر الثانيه عشر... إبتسم جاويد وقال بهمس: 

جلال. 


رد الطيف مُتسائلًا: 

ليه أخدت أسمي وقولت لها إن إسمك جلال مش جاويد. 


شعر جاويد بندم قائلًا: 

معرفشي  السبب فجأه لسانى نطق إسمك، رغم السنين اللى فاتت بس لسه إسمك وشكلك معلق فى دماغي...يا جلال مش قادر أنساك. 


إبتسم جلال له قائلًا: 

إنسى يا جاويد وعِيش حياتك أنا مجرد طيف عايش بس فى خيالك، عِيش يا جاويد وإنسى الماضي. 


فجأه  مثلما ظهر الطيف إختفى  وإنطفئت هالة النور... نظر جاويد حوله لكن سادت عتمه مُظلمه.


نهض جاويد فجأه من نومه وشعر بتعرُق كذالك عطش ليس شديد،أشعل ضوء خافت بالغرفه ثم مد يده وأخذ دورق المياه وسكب منه مياه بكأس صغير وأحتساها برويه،ثم تذكر الحلم شعر بوخزات قويه وضع يدهُ على قلبه كآنه مازال يشعر بأن جلال يرافق قلبه،لكن تسأل لماذا آتى له جلال الآن بالحلم هذه أول مره يحلم به بعد مُضي عشرون عامًا.

.......ــــــــــــــــــ❈-❈-❈

بغرفة صلاح

كانت تسير برواق أحد المشافى بداخل قلبها أمل أن تكون تلك الخبريه أكذوبه وأن فتاها الأول مازال حيًا،كل خطوه كانت تتلهف لتتيقن من ذالك الأمل الواهي،الى ان دخلت الى إحدى غرف المشفى،وجدت صلاح يقف جوار فراش يبكي، عيناها نظرت نحو الفراش الفراش عليه دماء كثيره كذالك من يرقد عليه كان الغطاء يدثرهُ من إخمص قدمه الى رأسه،تلهفت سريعًا نحو الفراش وجذب غطاء الفراش من فوق رأسه بأمل أن يُخطئ الخبر لكن كل خبر يُخطئ ما عدا خبر الموت،شعرت بفاجعه أول فتيانها ممدد أمامها وجهه به بعض الخدوش النازفه وجسدهُ مُدمى،لم تستطع الوقوف مالت بجذعها عليه تحتضن جسده تقول بإستجداء ولوعه: 

"جلال" إصحى يا حبيبي خلاص مش هزعجلك تاني عشان روحت تلعب فى الترعه من ورايا،جوم إمعاي.


بكى صلاح وإقترب منها وإنحنى يجذبها كى تترك جثمان جلال قائلًا بمواساه:

وحدي الله يا يُسريه جلال  طفل من الآبرار هيشفع لينا. 


لكن فجأه شعرت يُسريه كأن يدي جلال تختضنها، تركت جسده على الفراش ونظرت لـ صلاح بفرحه تمسح دموع عينيها بيديها قائله: 

جلال عايش يا صلاح إيدهُ حضنتني. 


نظر لها صلاح باكيًا يقول: 

بلاش اللى بتقوليه  ده يا يُسريه، أطلبي له الرحمه. 


نظرت يُسريه  الى جلال الراقد بالفراش فاقت من هزيانها وقالت بلوعه: 

جلبي حاسس بولدي هو لساه حي، بس... 


توقفت عن الحديث قليلًا ثم نظرت الى صلاح بتسأول وفزع: 

بس فين جاويد، أوعى تقولى هو كمان... 


صمت لسانها تشعر بلوعه، لكن قال صلاح: 

جاويد حالته إتحسنت والدكتور قال الخطر زال عنه. 


تنهدت يُسريه بهدوء قليلًا ثم نظرت الى جثمان جلال بآسى ولوعه تذكرت يومً قريب حين كانت تُحسد أن لديها ثلاث فتيه إقتربوا من الصبا  ها هى بالمشفى تنظر لجثمان أحدهم والآخر بالكاد نجى والثالث بالخارج يبكي ضعفه، رغم ذالك الآلم المُضني عليها الآن التماسُك حتى تنجو بالآخرين.


على صوت همس يُسريه بإسم جلال إستيقظ صلاح وأشعل ضوء الغرفه ونظر لوجه يُسريه الذى يُغرق وجنتيها الدموع،شعر بلوعه وآسى ووضع يدهُ على كتفها يهزه قائلًا:

يُسريه إصحى إنتِ بتحلمي بكابوس.


إستجابت يُسريه وفتحت عينيها للحظه تمنت أن تكون فعلاً بكابوس وإنتهى،لكن رأت دموع بعين صلاح الذى قال لها:

من زمان محلمتيش بـ جلال أكيد فى حاجه فكرتك بيه.


نهضت يُسريه قائله:

ومن ميتى كنت نسيت جلال يا صلاح،ياريتنى كنت أقدر أنسى،كان جلبي إرتاح من الخوف اللى معشش چواه.


إقترب صلاح من يُسريه وإحتضنها قائلًا:

ياريت كان النسيان بيدنا،الخوف إحساس صعب يا يُسريه إنسيه وبلاش تفكري فيه كتير،كل شئ قدر ومكتوب وهنعيشه بحلوه ومره،بلاش تخلي تخاريف جديمه تسيطر عليكِ،ربنا قال

"كذب المنجمون ولو صدقوا".


تنهدت يُسريه قائله:

أنا خابره زين إن كل شئ قدر ومكتوب وعندي إيمان كبير بالله،بس يمكن لحظة ضعف ميني،أنا أم وقلبى إنكوى على واحد من ولادي،بدعي من ربنا معيشيش الإحساس ده تاني،أنا هجوم اتحدت ويا جاويد وأسأله مين البنت اللى  كانت راكبه چارهُ بالعربيه،وكمان هجول له إنى خلاص مش هستنى وهطلب يد مِسك بنت عمته،هى أكتر واحده مناسبه ليه وكمان أولى بيه.


أمسك صلاح يدها قبل ان تنهض من على الفراش قائلًا:

يُسريه إنت أكتر واحده عارفه جاويد كويس لو حاولتى تفرضي عليه يتجوز من مِسك هيعند أكتر بلاش نضغط عليه.


ادارت يُسريه قول صلاح برأسها ثم قالت:

تمام حديتك صُح،بس عيندي فكره،أيه رأيك نحطه تحت الامر الواقع  أنت تتحدت مع عمي الحچ مؤنس وتطلب يد مِسك منيه وكمان نكتب كتابهم مع"حفصه وأمجد"بعد أربع ليالى.


هز صلاح رأسه بعدم قبول قائلًا:

بلاها الفكره دى يا يُسريه جاويد هيعند وجتها ومش بعيد يكسفنا جدامهم،خلى إتوكالك على الله وربنا هو اللى هيرشد جاويد ناحية الصالح له.


رددت يُسريه قول صلاح بتآمين:.

يارب إرشده للصالح وبعد عنيه كل سوء.

......ــــــــــــــــــــــــــــــــ❈-❈-❈

بشقه بالأقصر 

بعد منتصف الليل

بعد وصله من الرقص،جلست تلك الراقصه جوار صالح أرضًا وجذبت من يدهُ خرطوم تلك الآرجيله تسحب نفسًا عميقًا ثم نفثت الدخان من بين شفتيها فوق وجنة صالح بإغراء قائله:

شيخ الشباب مش مركز معايا الليله يا ترى أيه اللى شاغل بالك عنى يا حبيبي،أوعى تكون عينك شافت أحلى من "حلاوتهم " أزعل منك هتلاقى فى شقاوتى ودلعى فين.


قالت هذا ووجهت خرطوم الارجيله نحو فمه،إلتقمه منها وسحب نفس وقام بنفثه قويًا بإمتزاج قائلًا بغمز ولمس لأحد مفاتنها بوقاحه:

لاء مفيش لا فى دلعك ولا شقاوتك، بس بطلتى هز ليه. 


هزت حلاوتهم صدرها بحركة إغراء قائله: 

بطلت هز لما حسيت إنك شارد الليله ومش فى الفورمه. 


نفث صالح الدخان  ونظر لها قائلًا: 

مش شارد ولا حاچه بس فى حاچه إكده فى راسى وبحاول أرتبها، بس خلاص مش هشرد تاني جومى إرجصي بدلال وشجاوه.


ردت حلاوتهم بدلع:

لاء مش هقوم ارقص غير لما تقولي الحاجه اللى شغلاك عني، ولا سيبنى أخمن أنا،أكيد ناويت ترشح نفسك لمجلس الشعب.


نظر لها صالح بإستغراب قائلًا:

أترشح لمچلس الشعب،لاه...


قاطعته الراقصه:

وليه لاه،خلاص إنتخابات  المجلس قربت وإنت لك سطوه هنا فى الأقصر وسهل تكسب الإنتخابات من اول جوله،ووقتها بقى هتفضل فى القاهره وقت أكبر وتبقى قريب مني هناك،كمان المجلس له حصانه محدش يقدر يتغافل عنها،يا شيخ الشباب،فكر إنت وإنوي النيه واللى بعدها سهل يا حضرة النايب صالح الأشرف،والنبي لايقه عليك...عضوية المجلس...وأهو تبقى قريب مني فى القاهره بدل كل فتره والتانيه أجيلك هنا يا شيخ الشباب.


عقل صالح طلب الراقصه منه الترشُح للإنتخابات البرلمانيّة،هى فرصه قويه له يزداد بها قوه،كذالك هنالك سبب آخر مكوثه بالقاهره لفترات طويله وقتها سهل عليه العثور على شبيهة الماضى الذى سأل عنها عامل الإستقبال بطريقه غير مباشره علم إسمها فقط"سلوان هاشم خليل"


بالتأكيد ليس هذا تشابه أسماء،لكن السؤال الذى مازال يُحير عقله ماذا تفعل هنا شبيهة الماضي.


نفض عن رأسه التفكير حين نهضت الراقصه وجذبته معها للرقص بخلاعه وهو ينهش بنظره مفاتنها يراها بصورة آخرى يود تتمايل بين يديه مثل تلك الراقصه.

......ــــــــــــــــــــ ❈-❈-❈

بنور يوم جديد 

صباحً

دخلت يُسريه الى غرفة جاويد بعد أن طرقت الباب وسمح لها،إبتسمت حين راته يُعدل هندامه قائله:

صباح الخير.


رد جاويد:صباح النور يا ماما.


إبتسمت له وجلست على إحدى المقاعد إستدار لها جاويد متسألًا:

خير يا ماما.


ردت يُسريه:

خير يا جاويد كنت عاوزه أتحدت وياك فى موضوع إكده.


شعر جاويد وخمن ذالك الموضوع قائلًا بفضول: 

خير يا ماما أيه هو الموضوع ده؟. 


ردت يُسريه: إنت عارف إن بعد أربع أيام هنكتب كتاب حفصه  وأمجد كنت بجول... 


صمتت يُسريه  حين صدح رنين  هاتف جاويد، الذى توجه الى مكانه ونظر الى شاشة الهاتف وإبتسم. 


لاحظت ذالك يُسريه  ، بينما أغلق جاويد  الإتصال ونظر الى يُسريه قائلًا: 

عارف يا ماما بكتب الكتاب، ومتخافيش عامل حسابي هفضي نفسي يومها عشان لازم أكون حاضر، مش أخو العروسه. 


إبتسمت يُسريه  وكادت تتحدث لكن صدح رنين الهاتف مره أخري، تضايقت قائله: 

مين اللى مش مبطل إتصال عليك من بدري إكده. 


أغلق جاويد  الهاتف قائلًا: 

ده من الشغل، عالعموم نتكلم  فى حكاية كتب كتاب حفصه وامجد دى المسا  لما أرجع دلوك لازمن أخرج عيندي ميعاد مهم، سلام عليكم. 


نهضت يسريه سريعًا قائله: 

يعنى مش هتفطر معانا برضك كيف الايام اللى فاتت. 


إبتسم جاويد  قائلًا: 

لاء يا ماما  عيندي ميعاد مهم ولازمن ألحقه.


غادر جاويد سريعًا،بينما زفرت يُسريه نفسها بقوه لديها يقين أن هذا ليس ميعاد عمل كما قال جاويد لهفته  فى الذهاب سريعًا تؤكد حدثها.

... ـــــــــــــــ ❈-❈-❈

بمنزل مؤنس القدوسى


بغرفة صفيه همست مِسك لها قائله: 

موبايل جدي أهو فصلته من عشيه زى ما جولتى لى من وجت ما رچع إمبارح للدار، بس أكيد ممكن  البت دى ترجع لإهنه تاني  من غير ما تتصل  وتاخد منيه ميعاد. 


ردت صفيه: 

ممكن وده اللى خايفه  منيه، البت دى شكلها  إكدن خبيثه ومفكره إننا معرفناش هى مين، حتى هى مجالتش هى مين،عاوزه تفاچئ الحج مؤنس وتشوف رد فعله هيبجي أيه،أنا خايفه جلبه يحن ليها،كيف ما كان بيحن على أمها ويدلعها.


ردت مِسك:

طب والعمل أيه دلوك،ممكن نلاقيها طابه علينا زى القدر،البت دى معرفشي ليه حاسه من ناحيتها ببُغض.


ردت صفيه:

ومين سمعك،بجولك كلها هبابه وچدك وأبوكِ هيخرجوا من الدار وإن جت تانى النهارده أنا هحاول اوصل ليها إنها غير مُرحب بيها،يمكن تحس على دمها وترحل ونرتاح منيها،بس الطماع مش بيمل،لو وصل الامر هطمعها بقرشين تاخدهم وتبعد عنينا لأن الحج مؤنس مستحيل يعترف بوجودها.


وافقت مِسك والداتها وإبتسمت ورحبت بفكرتها قائله:

ده أحسن قرار،يمكن بعدها تخفى من هنا وتعرف ان ملهاش مكانه ولا حق إهنه تدور عليهم. 

.....❈-❈-❈❈-❈-❈  

بعد قليل 

بالمطعم الخاص بالفندق 

جلس جاويد بالمقعد المقابل لـ سلوان خلف يفصل بينهم تلك الطاوله...

تحدثت سلوان وهى تضع الهاتف على الطاوله قائله بضيق وضجر:

برضوا بتصل على الحج مؤنس مش بيرد عليا ونفس الرساله،يا مغلق يا خارج نطاق الخدمه،مش عارفه أعمل أيه.


للحظه فكر جاويد ونهض واقفًا يقول حاولي تتصلي عليه مره تانيه وإن مردش مفيش غير إنك تروحي له داره مره تانيه.


نظرت سلوان له بتعجب قائله بإستهجان: 

سبق وقولت لك طريقة إستقبالهم ليا إمبارح، وممكن لو روحت النهارده  ملاقيش الحج مؤنس وكمان ممكن لو شافوني تانى  يطردوني بسهوله جدًا.


تنهد جاويد قائلًا:

عندك حل تاني،عالعموم ثواني هعمل مكالمه وأرجعلك بسرعه تكونى قررتي.


زفرت سلوان نفسها بغضب،بينما إبتسم جاويد على إحمرار وجنتيها 


بعد مسافه قليله وفتح هاتفه وطلب أحد الأرقام،سُرعان ما رد عليه قائلًا بإنشراح:

صباح الخير يا جاويد.


رد جاويد:

صباح النور يا جوز عمتي،معليشي بتصل عليك كنت محتاج الحج مؤنس فى موضوع وكنت بتصل عليه مش بيرد عليا بيقولى خارج نطاق الخدمه أو مغلق.


إستعجب محمود قائلًا:

يمكن موبايله فاصل شحن،خير كنت محتاج له فى أيه؟.


رد جاويد:

هو لسه فى الدار ولا خرج.


رد محمود:

لأه هنا فى الدار حتى مش هيخرج النهارده إمبارح كنا فى أسوان وهو رچع حاسس بشوية إرهاق من السفر والرجوع بنفس اليوم وهيفضل فى الدار.


إبتسم جاويد قائلًا:

طيب ممكن تجول له ينتظرني ويفتح موبايله عشان كنت محتاجه فى حاجه إكده،ساعه ونص بالكتير هكون فى الدار عينديه.


رد محمود:

تمام هخبره.


رد جاويد:

تمام متشكر.


أغلق محمود الهاتف يشعر بحِيره من طلب جاويد مقابلة والده،وظل  واقف قليلًّا،لاحظت صفيه وقوفه إقتربت منه قائله:

واجف مكانك إكده ليه  بتكلم نفسك كنت  مين عالموبايل. 


نظر لها قائلًا: 

ده جاويد بيجولي إنه بيتصل على أبوى موبايله  خارج  الخدمه. 


إرتبكت صفيه قائله  بتبرير: 

وفيها  أيهةالحج مؤنس اوجات كتيره بينسى يشحن موبايله،بس جاويد كان عاوزه ليه؟


رد محمود:

معرفش هو جال هيچى له إهنه الدار بنفسه إنكسفت أسأله.


إنشرح قلب صفيه قائله:

هو جالك إكده هيچى للدار بنفسه،بس يا ترى ليه ملمحش لك بحاجه.


تسأل محمود:

وهيلمحلى بأيه،أما أروح أجول لأبوي ينتظر جاويد وبعدها أتوكل على الله أسعى لرزقي.


ترك محمود صفيه التى سُرعان ما ذهبت نحو غرفة 

مِسك وفتحت باب غرفتها مُنشرحه وأغلقت الباب خلفها.


نظرت لها مِسك بإستغراب قائله:

فى أيه يا ماما مالك فرحانه جوي إكده ليه،ليقيتى طريقه تطفشى بيها للبت الثقيله دى ومترجعش لإهنه تاني.


ردت صفيه:

لاه تغور البت دى سيبنا من سيرتها،أنا كنت واجفه مع ابوكِ وجالى أن جاويد إتحدت وياه عالموبايل وطلب يجابل الحج مؤنس،وزمانه چاي عالدار.


تعجبت مِسك قائله:

غريبه أول مره يطلب يجابل جدي،بس يمكن عاوزه أمر خاص بشغل الفخار.


ردت صفيه:

وهو جاويد هيحتاج من جدك إستشاره وهو عنده مصانع،لاه أنا جلبي حاسس إن العمل اللى الغجريه عملته المره دى چاب نتيچه وإن جاويد جاي عشان يطلب يدك من جدك.


إنشرح قلب مِسك وذاب عصب جسدها قائله:

ياريت يا ماما يكون كلامك صح.


ردت صفيه:حديتى صح وهتشوفى بعد شويه عاوزاكِ إكده تتقلي وبلاش تنسرعي إكده لازمن تعززى نفسك جدام جاويد لا يجول عليك مدلوقه عليه. 

....... ❈-❈-❈

   بالعوده لمطعم الفندق 

عاد جاويد الى الطاوله التى تجلس عليها سلوان متسألًا:

ها الحج مؤنس رد عليكِ؟.


زفرت سلوان نفسها قائله:

لاء ومبقاش فى طريقه غير زى ما إنت قولت اروح وأسأل عليه تانى ويارب يكون موجود.


إبتسم جاويد قائلًا:

تمام طالما قررتى خليني أوصلك لبيته.


نهضت سلوان قائله:

تمام خلينا نخلص لآن خلاص بكره زى دلوقتي هكون فى القطر راجعه للقاهره تانى.


رسم جاويد بسمه وبداخله قرر 

انها ستبقى هنا لن ترحل.

ـــــــــــــــــــــ

ب

#العاشر«على باب الدار» 

#شدعصب

ــــــــــــــــــــــــــــــ

بنفس الطريق على مشارف البلده 

بالسياره 

طلبت سلوان من جاويد التوقف بالسياره. 


توقف جاويد ونظر لها  مُتسألًا:. 

ليه عاوزه  نوقف هنا، أيه غيرتي رأيك ومش هتروحي لبيت جِدك. 


لم تستسيغ سلوان كلمة"جدك" وتهكمت قائله: 

جدي، قصدك الحج مؤنس، لاء مغيرتش رأيي مبقاش فى وقت ودى آخر فرصه، أنا هنزل هنا وأكمل بقية الطريق مشي على رِجليا، بيت الحج مؤنس مش بعيد من هنا كمان لو لقيت نفسي  هتوه هسأل. 


حاول جاويد أن يقنعها بأن يوصلها حتى لو الى بداية منازل البلده، لكن سلوان أصرت على قرارها لا تعلم سبب لذالك ربما لا تريد أن يرى جاويد طريقة إستقبالهم لها، فضلت أن لا تشعر أمامه بالحرج لو اسائوا طريقة إستقبالها مثل الأمس، ربما تحكي له لاحقًا لكن لا تريده أن يرى ذالك، "فليس من سمع كمن رأى"، كذالك ربما لو جلال ذهب معها قد يسألونها من يكون بالنسبه لكِ ماذا سترد عليهم وقتها أنه شخص قابلته هنا أصبح شبه رفيق بدرب كانت بدايته الموت لها لولا إنقاذه لها بالوقت المناسب، هكذا أفضل لتذهب وحدها وترى طريقة الإستقبال اليوم هل ستختلف عن الأمس وهل  ستقابل ذالك المدعو مؤنس القدوسي وتنتهى الرحله  بزيارتها لقبر والداتها كما تريد. 


تكهنات لا تعرف أي منها مناسب لكن المناسب هو ذهابها لمنزل القدوسى وحدها. 


بالفعل فتحت سلوان  باب السياره وترجلت منها ثم نظرت للناحيه الاخرى لـ جلال الذى ترجل هو الآخر قائلًا: 

هستناكِ هنا. 


ردت سلوان: 

لاء مالوش لازمه أنا مش عارفه هتأخر او.... 


قاطعها جاويد  قائلًا: 

هستناكِ يا سلوان ومن فضلك بلاش رفض. 


إبتسمت سلوان وأمتثلت لقوله تومئ برأسها، لا تعرف سبب لإمتثالها لقوله شعور خاص لديها له لا تعرف له تفسير سوا أنه تشعر معه بالراحه والثقه والآمان، رغم معرفتها به قبل أيام فقط، لكن ربما مثلما قالت لها والداتها ذات يوم: 

" من اول مره شوفت فيها هاشم حسيت إتجاهه بثقه وأمان، واحد قابل واحده فى مكان شبه صحرا لو معندوش شرف كان سهل يستغل وضعها وقتها ويأذيها لكن هو حماها لحد ما وصلت لمكان قريب من بيتهم"... 

ربما التاريخ يُعيد جزء مما حدث بالماضى  معها، لكن بشكل مختلف والداتها رحلت من هنا مع من أحبت، لكن هى بالامس سترحل من هنا وحيده كما آتت. 


تركت سلوان جلال يقف أمام سيارته ثم سارت بالطريق الرملي المجاور للمجرى المائي، لكن فجأه هبت زوبعه رمليه خفيفه، أغمضت سلوان عينيها قبل أن يدخل الغُبار الى عينيها وقامت بوضع النظاره الشمسيه على عينيها، ثم أكملت  سير رغم ذالك الغبار الأسود لكن فجأه سمعت صوت ينادي

"مِسك" وقفت تتلفت حولها بتعجب لا أحد يسير بالطريق وتلك الزوبعه الرمليه أصبحت خلفها تتلاشى، شعرت بشبه توجس لكن نظرت أمامها وجدت نفسها اصبحت قريبه  جدًا من بداية البلده، على يسارها تلك المقابر، سارت خطوات بإتجاه ذالك المحل القريب الى ان وقفت أمام بابه تُلقي السلام. 


إبتسمت لها محاسن وقائله بترحيب: 

إنتِ الجميله اللى جت إمبارح وسألت على دار الحج مؤنس القدوسي، أنا مستحيل  أنسى وشك الصبوح ده. 


إبتسمت لها سلوان  بمجامله قائله: 

شكرًا يا مدام محاسن مظبوط انا كمان لسه فاكره إسمك، معليشي هتقل عليكِ النهارده  كمان ممكن توصلينى بس لأول شارع الحج مؤنس، عشان هنا الشوارع داخله  فى بعضها وممكن أتوه. 


إبتسمت محاسن وهى تنظر لها بحِيره قائله: 

بس محدش إهنه هيوجف بالدكان لحد ما أرجع، أجولك إستني إهنه دجيجه ورجعالك، هنادم عالواد "حسام" 

يوجف فى الدكان لحد ما اعاود. 


بعد لحظات عادت محاسن ومعها طفل بحوالى العاشره يتذمر قائلًا: 

هما خمس دجايج اللى هقف فى الدكان لو غبتي عن إكده أنا مش مسؤول كفايه سيبتينى اللعب وانا كنت كسبان. 


ردت محاسن بتعسف: 

كنت بتلعب قمار على "بلي"، متعرفش إن القمار حرام، بس ماشى هرچع قبل خمس دجايج. 


أشار لها حسام يده بلا مبالاه، ذهبت محاسن مع سلوان كما حدث بالأمس تحاول  جذب الحديث معها وسلوان ترد بإختصار، حتى أن محاسن ذكرت إسم جاويد أمامها قائله: 

تعرفي يا حلوه لو بس تجوليلي إنت من وين، كنت خبرت" جاويد الأشرف"عن مطرحك وجولت له عروسه كيف القمر متناسبش حد غيرك. 


إبتسمت  سلوان  قائله بفضول: 

أنا مش عارفه إشمعنا جاويد  الاشرف ده اللى معلق فى راسك من وقت مشوفتينى إمبارح، عالعموم متشكره لحضرتك انا مش جايه هنا عشان عريس واضح له قيمه عاليه عند حضرتك. 


إبتسمت محاسن قائله: 

ده له قيمه عاليه بالبلد كلياتها والأقصر كلها بس إنتِ جولى "جاويد الأشرف" وشوفي بنفسك. 


إبتسمت سلوان قائله بإستهوان: 

مره تانيه أبقى أسأل عليه، أعتقد ده شارع الحج مؤنس، حسب ذاكرتى من إمبارح، لو مكونتش ملغبطه. 


إبتسمت محاسن  قائله: 

لاء  مش الشارع ده  اللى بعديه علطول. 


إبتسمت  سلوان  لها وسرن الى بداية الشارع توقفت سلوان لها قائله: 

كفايه لحد هنا وشكرًا لحضرتك إرجعي للدكان لا الولد يسيبه ويمشي. 


كادت محاسن ان تلح عليها للدخول معها حتى أمام المنزل، لكن سلوان قالت لها: 

كفايه لحد هنا البيت خلاص يعتبر ظاهر قدامى معروفك مش هنساه. 


إبتسمت  لها محاسن  قائله: 

أي معروف عملته إمعاكِ، ربنا يعرف إنتِ  دخلتى لجلبي، وكان نفسى أعرف بس إنتِ منين يمكن ربنا يريد يكون بينا ود. 


ردت سلوان: 

انا من مكان بعيد يا مدام  محاسن، بس كانت صدفه جميله  إني شوفت حضرتك. 


إبتسمت لها محاسن قائله: 

وإنتِ راجعه فوتى على دكاني، عيندي "سكر نبات" 

چوزي بيچيبه ليا مخصوص طازه مش بطلعه غير للغاليين. 


إبتسمت سلوان  لها قائله: 

حاضر، أكيد وانا راجعه هفوت على دكانك. 


غادرت محاسن واكملت سلوان وحدها السير بإتجاه منزل القدوسى الى ان وقفت أمام المنزل الخارجي، وقفت تُزفر نفسها  لا تشعر بأي شئ، فقط تريد رؤية مؤنس القدوسي لا أكثر، لا شعور لديها نحو المكان لكن هى هنا لهدف واحد تريد الحصول  عليه وبعدها تعود للقاهره  مره أخرى وتظل هذه  الرحله وكل ما حدث بها مجرد ذكري مرت عليها،

إمتلكت جأشها ودفعت تلك البوابه الحديديّة ودخلت الى فناء المنزل توجهت نحو الباب الداخلى مباشرةً  مثلما فعلت أمامها محاسن بالأمس، رفعت يدها ودقت جرس الباب وتجنبت على إحدى جانبيه تنتظر أن يرد عليها أحدًا تمنت الا تكون إحدى الإثنتين اللتان قابلتهن بالأمس، بالفعل إستجابت أمنيتها فتحت لها إمرأه أخري إبتسمت لها. 


إستغربت سلوان من بسمة تلك المرأه شعرت بأمل قائله: 

صباح الخير لو سمحتِ كنت عاوزه اقابل الحج مؤنس القدوسي،يا ترى هو هنا فى البيت. 


إبتسمت  لها المرأه قائله:. 

أيوه الحج مؤنس لساه إهنه فى الدار جاعد فى المندره اللى عالچنينه تعالي إمعاي اوصلك له. 


خرجت تلك المراه من باب المنزل وأشارت بيدها لـ سلوان بأن تتبعها الى أن وصلن الى غرفه لها باب يفتح على حديقة المنزل الصغيره، سبقتها المرأه بالدخول من باب الغرفه قائله: 

حج مؤنس فى صبيه بتسأل علي چنابك. 

... 


بينما قبل لحظات بداخل المنزل

كانت مِسك تكاد الفرحه ان تسلب عقلها وهى تتكهن سبب طلب جاويد  مقابلة جدها اليوم، بالتأكيد من اجل أن يطلب يدها للزواج منه، سيتحقق حِلم ظلت سنوات تتمنى ان يتحقق، فماذا سيريد جاويد  من جدها شى غير ذالك، فرحه عارمه تدخل قلبها وإزدادت حين سمعت قرع جرس المنزل، لم تستطع الانتظار، خرجت  من غرفتها ونزلت سريعًا بلهفه، حتى أنها كادت ان تصتطدم بوالداها بالقرب من باب غرفة المندره المفتوح بداخل المنزل، لكن توقفت بآخر لحظه، إبتسمت لها صفيه قائله: 

أكيد اللى كان بيرن جرس الدار ده جاويد، الخدامه راحت تفتح له الباب وأبوكِ وچدك هيستجبلوه فى المندره اللى عالچنينه. 


تنهدت مِسك بفرحه قائله: 

تفتكري  يا ماما ظننا هيطلع  صح وجاويد هيطلب  يدي من چدي، ولا هيكون فى سبب تانى. 


ردت صفيه بتأكيد: 

أكيد هيطلب يدك، سبب تانى ايه اللى هيعوز جدك فيه، أجولك خليني أروح للمندره الأسم إني هسلم على جاويد وهنادم عليكِ بأي حِجه. 


إبتسمت مِسك  بإنشراح... لكن لم تنتظر أن تنادي عليها صفيه بل دخلت خلفها الى المندره مباشرةً. 


بالعوده 

رد مؤنس على الخادمه بتسأول: 

ومين الصبيه اللى بتجولي عليها دي. 


ردت الخادمه: 

مهعرفهاش اول مره أشوفها وشكلها بندريه مش من إهنه من البلد. 


نظر مؤنس لـ محمود بإستغراب ثم قال للخادمه:. خليها تدخل. 


وقفت الخادمه على إطار باب المندره ونظرت لـ سلوان قائله: 

إتفضلي. 


شعرت سلوان بتوجس للحظه ودخلت من باب المندره قائله: 

سلاموا عليكم. 


بنفس اللحظه كانتا صفيه ومِسك تدخلن من الباب الآخر نظرن لبعضهن بإستغراب ثم نظرن بمقت وإمتعاض  من تلك التى جاءت مره أخرى. 


لكن نظر لها محمود الذى وقف مذهولًا، كذالك حال مؤنس الجالس، والذى شعر كآن ساقيه تيبسن ولم يقدر على الوقوف، كان الجميع كآنهم أصبحوا  أصنام لا تتحرك ولا تنطق، الى أن خلعت سلوان نظارتها الشمسيه لتتضح ملامح وجهها بالكامل ثم جالت عينيها عليهم بترقب حين قالت:. 

آسفه إني جيت بدون ميعاد سابق، بس أنا كنت جيت إمبارح أسأل عـ الحج مؤنس وقالولى مش موجود و... 


قاطع حديث سلوان محمود سألًا وهو يعلم الجواب على سؤاله فالملامح موضحه من تكون، لكن المفاجأه أفقدته الرزانه:. 

إنتِ مين؟. 


خرج الجواب من فم مؤنس بخفوت: 

سلوان. 


سمعه فقط محمود الواقف ملاصق لمكان جلوسه، ترنح الإسم بـ عقل مؤنس  كآنه صدى صوت بالفضا. 


إزدرت سلوان ريقها ثم قالت بشموخ:. 

أنا"سلوان هاشم خليل راضي"صوره من الماضي نيستوها. 


رفع مؤنس وجهه وتمعن بـ سلوان مُبتسمًا فهى لم ترث فقط كثير من ملامح إبنته بل أيضًا ورثت شموخها وتسرعها بالحديث... لكن ظل هادئًا مكانه رغم ذالك الحنين الذى بقلبه يقول له إنهض وخذها بين يديك تنفس منها رائحة الماضي الذى إفتقدها، لكن هنالك من شعرن بالبُغض منها وقالت صفيه: 

إنتِ بنت"مِسك"، ومين اللى دلك علي مطرحنا أكيد أبوكِ، جالك عشان... 


قبل أن تُكمل صفيه وتبخ كلمات غير صحيحه قاطعتها سلوان بكبرياء:. 

لاء مش بابا اللى دلني على مكانكم هنا، لأن بابا مكنش يعرف إنى جايه  لهنا غير بعد ما وصلت وهو زيكم بالظبط مكنش حابب إنى أتعرف عليكم، وأنا مش جايه أتعرف عليكم. 


شعرت مِسك ببغض من طريقة رد سلوان المُجحفه قليلًا وقالت بإستهزاء: 

ولما إنتِ مش جايه عشان تتعرفي علينا جايه ليه؟. 


ردت سلوان ودمعه تتلألأ بعينيها: 

جايه أزور قبر ماما، لو كنت أعرف مكانه مكنتش جيت هنا عشان أسأل الحج مؤنس عليه. 


وضع مؤنس يده فوق موضع قلبه يشعر بتسارع فى خفقات قلبه، وهنالك آلم ليس عضوي بل نفسي أكثر قسوه، تلك إبنة "مسك" خد الجميل مثلما وصفتها بأحد رسائلها الذى قرأها 

تذكر جملة

'سلوان لما بتتعصب وشها بيحمر وبتبقى شبه توت خد الجميل'. 


حاول مؤنس النهوض برويه يستند على عكازه حتى يقدر الوقوف على ساقيه ودمعه حاول إحتجازها بمقلتيه، وأصم مِسك حين حاولت أن ترد على سلوان بتعسُف قائلًا: 

أهلًا يا سلوان  كنت فى إنتظارك. 


تعجب الجميع من كلمة مؤنس حتى سلوان نفسها تعجبت قائله بإستهزاء: 

بجد مكنتش أعرف إنك بتشوف الطالع. 


تحدث محمود بضيق قائلًا: 

واضح إنك معندكيش أدب. 


كذالك قالت صفيه وأزدادت: 

فعلًا حديتك صُح يا محمود، بس هتچيب منين الأدب وهى بت واحد غوى أمها زمان بالعشج والمسخره وخلاها... 


قاطع مؤنس صفيه قائلًا:. 

إخرسي ياصفيه، وكلكم أخرجوا بره المندره. 


بضجر خرجن مِسك وصفيه كذالك محمود كاد ان يمانع لكن نظرة مؤنس له جعلته يخرج على مضض منه، بينما سلوان توجهت الى باب الغرفه  وكادت تخرج هى الأخرى لكن صوت مؤنس  جعلها تقف حين قال: 

على فين يا سلوان؟. 


إستدارت له سلوان قائله: 

ماشيه، مش حضرتك قولت الجميع يطلع بره، وصلتنى الرساله. 


إبتسم مؤنس لها قائلًا: 

نفس تسرعها وغرورها، وأى رساله وصلتك؟. 


ردت  سلوان: 

رسالة إنى مش مُرحب بيا هنا. 


إبتسم مؤنس  كم ود أن يفتح لها ذراعيه لكن خشي رد فعل سلوان التى تبدوا غاضبه ولديها الحق لكن أشار له على أريكه بالغرفه قائلًا: 

واضح إنك قماصه كمان 

إجعدي يا سلوان وخلينا نتحدت بهدوء. 


ترددت سلوان، لكن هى لديها هدف تود الوصول الى قبر والداتها وبعدها لن تبقى هنا ولا تود رؤية هؤلاء الأشخاص مره أخري... حسمت قرارها وجلست على أريكه أخرى غير التى اشار لها عليها مؤنس بعيده قليلًا عنه، جلس هو الآخر ظلت بينهم نظرات مُترقبه الى ان قطع  ذالك الصمت وتلك النظرات صوت رنين هاتف مؤنس، الذى أخرجه من جيبه وقام بالرد التى لم تفهم منه سلوان سوا آخر جمله من مؤنس:. 

تمام هنتظرك المسا يا جاويد. 


تردد إسم جاويد برأس سلوان لكن نفضت ذالك سريعًا، ربما هو شخص ذات شهره خاصه هنا كما أخبرتها محاسن. 


بينما أغلق مؤنس الهاتف ووضعه جواره على الآريكه وعاود النظر لـ سلوان  على يقين أنها لن تنتظر طويلًا وستتحدث، بالفعل صدق حدسه، وتنحنحت سلوان قائله بغصه: 

ممكن حضرتك توصلني لمكان قبر ماما... اوممكن تبعت معايا أي شخص يعرف المكان لو.... 


قطع مؤنس إستكمال سلوان يشعر هو الآخر بوخزات تنخر قلبه قائلًا: 

لو أيه يا "خد الجميل". 


نظرت له سلوان مذهوله، من أين علم بهذا اللقب التى كانت تقوله لها والداتها حين كانت تتعصب وهى صغيره. 


إبتسم مؤنس بغصه يومئ برأسه ومد يده  قائلًا: 

خدي بيدي عشان نروح  المقابر، أنا كمان من سنين مزرتهاش. 


نظرت سلوان لـ يد مؤنس  الممدوده كانت نظرة عتاب منها له أرادت ان تلوم عليه، لما لم تزوها سابقًا، لكن ماذا كانت تتوقع غير ذالك فهو نسيها من قبل أن تموت، لكن لا يهم هى تتذكرها، نهضت وعلى مضص منها أمسكت يد مؤنس  الذى بمجرد أن وضعت يدها بيده ضغط قويًا  على يدها حتى أن سلوان  شعرت بآلم طفيف وصمتت.


بينما تبسم مؤنس،وشعر كآن ملمس يدها مثل البلسم،لكن غصبًا ترك يدها للحظات وإقترب من باب الغرفه ونظر الى خارجها قائلًا:.

أنا خارج.


تلهفت مِسك بالرد سأله:

جاويد زمانه على وصول يا جدي.


رد مؤنس:

لاء جاويد إتصل وجالى عنده ظهر جدامه شوية مشاغل فجأه إكده،وهيچى آخر النهار وانا مش هتأخر.


عاد مؤنس لمكان وقوف سلوان وأشار بعكتزه لها لتسير أمامه قائلًا:

يلا بينا يا"خد الچميل".


نظرت له سلوان ولم تُبدي أى رد فعل بالنسبه لها مجرد كلمه عاديه كما أخبرتها والداتها يومً حين سألتها عن معنى اللقب ولما هو غالى عندها بهذا الشكل لتتخلى عنه لها ، واجابتها وقتها أن هذا اللقب غالي جدًا لان والداها هو من أطلقه عليها، رأت اليوم والد والداتها لاول مره، تشعر بانه لقاء فاتر خالي من المشاعر،وماذا كانت تظن أن تجد من جدها أن يجذبها بين يديه ويضمها،ربما مثلما توقعت سابقًا "هى وهو" مشاعر خاويه من الطرفين...على الأقل هذا ما شعرت به من ناحيتها ولا تهتم لشعور جدها،يكفى أن يصلها الى قبر والداتها.

....

بينما بداخل المنزل،تعصبت مِسك تشعر بحقد وغِل من سلوان قائله:

مش عارفه إزاي جدي يخرج مع البت دى بعد طىيفة كلامها معانا  قليلة الادب والإحترام،دى زى ما تكون سحرت له وإتقبل كلامها الدبش،جدي غلطان كان أقل واجب طردها من إهنه.


وافقت صفيه حديث مِسك،لكن محمود عارضهن قائلًا:

انا فعلًا مضايق من طريجتها فى الحديت بس ده مش معناه أنكر أن أبوي حُر،وأكيد شايف طريجتها فى الحديت،ومتأكد فى راسه ليها الرد المناسب.


تهكمت صفيه متسأله:

وأيه هو الرد المناسب ده،بعد ما خدها وخرج من الدار،بدل ما كان يطردها ويكون ده الرد المناسب على قلة أدبها،كويس إن جاويد إتصل وجال إنه هيأجل مجيه لإهنه للمسا كان شاف قلة أدب السنيوره ونزلت جميتنا وجيمة الحج مؤنس من نظره.


تعصب محمود قائلًا بتعسُف:

محدش يقدر يقلل من جيمة الحج مؤنس،وانا متأكد أن أبوي هيعرف يرد عليها الرد المناسب،وانا مش فاضى لـ لت (رغي) النسوان الماسخ وطالما جاويد مش جاي دلوك  انا خارج أشوف أشغالي،سلاموا عليكم.


غادر محمود وترك مِسك وصفيه التى تبسمت بعد خروج محمود،رأت مِسك بسمتها نظرت لها متعجبه تقول:

بتبتسمي على أيه يا ماما،بعد كلام البت اللى ناجصه ربايه دي.


إبتسمت صفيه تُفسر سبب ضحكتها:

هى فعلًا ناجصه ربايه،بس النجص ده فى مصلحتنا.


إستغربت مِسك قائله:

جصدك ايه فى مصلحتنا بعد ما إتعالت علينا كآننا أقل منيها.


ردت صفيه:

إحنا مش أقل منيها هى اللى بغبائها خسرت يعنى لو جايه وطمعانه فى ورث،بعد طريجة حديتها الحچ مؤنس نفسيه هيحرمها منيه،الغبيه بدل ما كانت تتحايل وتحاول بالحيله تكسب قلب الجميع ظهرت على حجيجتها الجبيحه،وده ضد مصلحتها،أنا كده إطمنت إن الحج مؤنس مستحيل يحجج لها طمعها.


زفرت مِسك نفسها بغضب قائله:

برضك مش بتفكري غير فى ورث جدي،ليه ميكونش للبت دى هدف تاني جايه عشانه.


تنهدت صفيه قائله:

وأيه هو السبب التانى ده اللى يخليها تقطع ابمسافه دى كلها بعد السنين دى،غيرالطمع،إياكِ مصدجه أنها چايه عشان تزور قبر أمها كيف ما جالت،عندي توكيد إنها طماعه بس لعبتها غلط لما إتحدت ويا چدك بالطريجه العفشه دي،فكرت لو جالت له أنه جايه عشان تزور قبر امها هتلعب على وتر عواطفه،بس هى غبيه وسبجت بقلة الأدب،أمها كانت إكده زيها وفى الآخر خدت أيه غير غضب جلب چدك عليها زمان.

......

سارت سلوان جوار مؤنس بالبلده لاحظت أن له شعبيه تبدوا طيبه بالبلده فكل من يقابله يُلقى عليه السلام بإسمه،لم تستغرب من ذالك...الى أن وصلا الى مدخل المقابر 

شعرت برهبه وتوجس معًا،رغم انها ثاني مره تدخل الى المقابر،لكن اليوم تشعر  بأن للمكان رهبه قويه وخاصه به،للحظه إرتجف جسدها من قوة تلك الرهبه،لكن وضعت نظارتها الشمسيه وهى تسير خلف مؤنس الى ان توقف امام أحد القبور نظرت الى تلك الشهاده الموضوعه على حائط القبر قرأتها عرفت من الأسم من بالقبر الأسم كان إسم جدتها فقط،نظرت نحو مؤنس للحظات شعرت ببعض من البُغض لما لم يضع شهاده على القبر بإسم والداتها ألهذا الحد وصل به الجحود عليها لكن لا يهم وليس جديد منه الجحود على والداتها عاشته معها طوال سنوات تراها تكتب رسائل بدموعها ولا يرسل لها ردًا على  

رساله واحده، حتى لو كان ردًا يقول  لها لا ترسلى تلك الرسائل،بل هو لم يهتم بالرسائل من الأساس،والدليل واضح أمامها عينيه حتى لم ترتجف وقف صامتًا،بينما هو 

عكس ذالك الهدوء الظاهري الواضح عليه قلبه ينكوي بنار  وهجها شديد يحرق العصب ويسيل كان يُريد العكس وأن هي من تقف امام قبره تقرأ له الفاتحه وتدعوا له بالرحمه.  


لم تستطيع سلوان السيطره على دموعها التى تحولت الدموع بقلبها الى  نشيج يُدمى القلب.. شعرت أن 

الإشتياق أقسى وجع بالأخص إذا كان لشخص بينك وبينه فقط حائط هش غير قادر على إزالته رغم سهوله هدم المكان بأكمله...لكن تعلم بالنهايه لن تجد سوا رُفات أغلى من أثمن الكنوز.  


بعد قليل جذب مؤنس سلوان من يدها للسير قائلًا:

كفايه إكده .


كادت سلوان تنفض يدهُ عن يدها،لن أكمل مؤنس قوله:

قربنا على صلاة الضهر،وفى چنازه قريبه من إهنه خلينا نطلع جبل المكان ما يتزحم بالمُشيعين للچنازه.


بالفعل رأت سلوان بعض الاهالى يتوافدون الى داخل  المقابر  قريب من مكان وقوفهم،إمتثلت لـ مؤنس وسارت معه الى أن خرجا من المقابر،سحبت يدها من يدهُ،قائله:

شكرًا،أنا لازم أرجع الاوتيل عشان راجعه القاهره بكره،عن إذنك.


إستغرب مؤنس قائلًا:

هتعرفي تطلعي من البلد لوحدك.


ردت سلوان بتهكم:

زي ما جيت لوحدي هطلع لوحدي،سلام.


غادرت سلوان وتركت مؤنس الذى ينظر فى خُطاهت الى أن رأها دخلت الى ذالك الدكان ولم تظل به سوا بضع دقائق ثم غادرت بالطريق الموازى للمجري المائى إستغرب ذالك لكن إقترب منه أحد الاشخاص يُحدثه،فألتفت له،لكن عاود النظر نحو الطريق كانت إبتعدت سلوان عن مرأى عينيه.

...

بينما سلوان 

حاولت السير تشعر بإنهاك فى قلبها حتى كادت ان تسير دون الذهاب الى دكان محاسن لولا ان راتها محاسن ونادت عليها،ذهبت سلوان لها،من الجيد أن النظاره كانت حول عينيها أخفت الحزن واثار الدموع.


تحدثت لها محاسن بعتاب:.

إكده كنتِ هتمشى من غير ما تفوتى علي.


صمتت سلوان،بينما جذبت محاسن كيس بلاستيكى صغير بحجم كف اليد تقريبًا ومدت يدها به الى سلوان قائله:

سكر النبات أهو،جلبي بيجولي إنك هتعاودى لإهنه من تاني.


إبتسمت سلوان وفتحت حقيبتها وأخرجت بعض المال وكادت تعطيه لـ محاسن لولا ان نظرت لها بعتاب قائله:

أنا جلبي إنشرح لك من أول ما شوفتك،لو رچعتي لإهنه تانى إبجي إفتكريني.


إبتسمت سلوان لها قائله:

مظنش هرجع لهنا تانى،بس مش هنساكِ يا مدام محاسن.


إبتسمت لها محاسن،وهى تغادر الدكان،ثم سارت على الطريق جوار الترعه إبتسمت حين رأت سيارة جلال من بعيد قليلًا لكن فجأه من العدم ظهرت إمرأه تتشح بالسواد من إخمص قدميها حتى تلك التلثيمه حول وجهها،تقترب من سلوان بخطوات سريعه لحدٍ ما تقابلت وجهًا لوجه مع سلوان التى شعرت برهبه مُخيفه حين تلاقت عينيها مع عيني تلك المرأه شعرت برهبه وخوف مضاعف بسبب عينيها اللتان غلب عليهن السواد بالكامل وإختفى منهن البياض،عينيها تُشبه عيني الشياطين،إرتجفت سلوان  وتجنبت منها على جانب الطريق ناحيه المجري المائى وكلما تجنبت بعيد عنها كانت تُضيق عليها الطريق حتى أن سلوان أصبحت على بُعد خطوه واحده وتسقط بالمياه،لولا نداء جلال عليها بصوت جهور...إبتعدت عنها تلك المراه خطوه عدت منها سلوان سريعًا بإتجاه جاويد 

جاويد الذى رأى تلك المرأه رغم ان ظهرها له لكن تعرف على نذيرة الشؤم بالنسبه له فهو لم يراها سوا مره واحده وكان طفلًا وقتها لم يمُر سواد الليل ومات أخيه الأكبر وهو نجى من موت مُحقق بأعجوبه إلآهيه  وقتها،شعر بالخوف على سلوان منها...وترجل سريعًا من السياره وقام بالنداء عليها كتحذير لتلك المرأه.


شعرت سلوان براحه  وطمأنينه حين إقتربت من جاويد الذى إنخض عليها وقابلها بالطريق وأمسك يدها قائلًا:

سلوان إنتِ بخير،الست اللى كانت بتضيق عليكِ الطريق كانت عاوزه أيه منك:


إزدرت سلوان ريقها قائله:

لاء أنا مش بخير والست دى معرفش كانت عاوزه أيه،وممكن بلاش أسئله وصلني للاوتيل لو سمحت.


رغم فضول جاويد لكن شعر بالشفقه على سلوان وجذبها للسير الى ان وصلا الى مكان وقوف السياره فتح لها الباب،صعدت سريعًا جلست وإتكئت برأسها فوق مسند السياره وأغمضت عينيها مازال الخوف يُسيطر عليها.


بينما قاد جاويد السياره صامتًالبعض الوقت كل لحظه ينظر ناحية سلوان لا تُحرك ساكن،ظن أنها ربما نامت،مد يده بجرأه يجذب تلك النظاره عن عينيها لكن شعرت سلوان به وإعتدلت بخضه قبل أن ينزع النظاره.


تسال جاويد:

فكرتك نمتي،فى أيه اللى حصل وبقيتي بالشكل ده،جدك رفض يقابلك؟.


ردت سلوان:

لاء قابلته وكمان زورت قبر ماما،وحاسه بوجع فى قلبي،كمان الست اللى قابلتها عالطريق دى خوفتني أوي.


وضع جاويد يده فوق يد سلوان قائلًا:

والست عملت إيه أو قالتلك أيه خوفك بالشكل ده؟.


ردت سلوان:

مقالتش حاجه،بس نظرة عنيها خوفتني،حتى لما حاولت اتجنب منها عالطريق بقت تضيق الطريق عليا حسيت أنها زى ما تكون معتوهه أو مجرمه شكل عينيها خوفنى حسيت إنى شوفت فيهم وهج نار،لو مسمعتش صوتك فى الوقت المناسب يمكن كنت موتت من الخوف منها.


إزدرد جاويد ريقه قائلًا:

بعيد الشر عنك،تحبي نروح أى مكان هادي،تريحي فيه أعصابك.


إتكئت سلوان براسها مره أخرى على مسند المقعد قائله بشعور الإنهاك نفسيًا:

لاء وصلني للأوتيل محتاجه أنام،يمكن أما انام أحس براحه أكتر.


وافق جاويد سلوان وتركها طوال الطريق ظل صامتًا

رغم فضوله،لكن شعر أنها تود السَكِينه ألآن أكثر،الى ان وصلا الى أمام الفندق.


ترجلت سلوان من السياره،كذالك جاويد الذى إقترب من مكانها قائلًا:

هتصل عليكِ المسا.


اومات سلوان رأسها بصمت ودخلت الى الفندق،ناحية الإستقبال مباشرةً وأخذت مفتاح غرفتها لكن أثناء سيرها كادت تصتطدم بأحد الماره نظرت له بدونيه ثم إبتعدت عنها بلا حديث...

صعدت الى غرفتها حين دخلت ألقت حقيبتها ومفتاح الغرفه أرضًا وألقت بجسدها فوق الفراش سُرعان ما نزعت تلك النظاره عن عينيها وتركت العنان لعينيها تضُخ دموع غزيره كانت تشعر انها تود الصُراخ أيضًا،لكن فجأه تذكرة مقولة والداتها

"لما تحسي إنك مبقتيش قادره تتحملي قساوة الواقع غمضي عنيكِ ونامي وإتخيلي شئ سعيد نفسك يحصل"

بالفعل

أغمضت سلوان عينيها سُرعان ما غفت يفصل عقلها قليلًا.

.....ـــــــــــــــــــــــ❈-❈-❈

بالمشفى 

بحوالي العاشره صباحً 

نظر ناصيف الى ساعة يدهُ ونظر الى دخول جاويد الى المشفى مُتهكمًا بمرح:

الدكتور اللى طلب مننا الإنضباط فى مواعيد ممارستنا للعمل جاي متأخر...ده مش يعتبر تسيب،ولا عشان بقيت المدير بقى.


علم جواد ان ناصيف يقول هذا بتلميح منه يظن انه هزاز او مزح،جاوب عليه:

أنا آخر واحد بيغادر المستشفى الفجر تقريبًا،وأما أتأخر ساعتين أظن من حقي طالما عارف إن الوقت ده فى أكتر من دكتور مناوب  يحلوا محلي،وإن كان على المصالح نائب المستشفى فى إيده كل الصلاحيات يقدر يتصرف فى غيابى.


شعر ناصف بالخزي،ووضع يده فوق كتف جواد قائلًا:

انا كنت بهزر إنت خدت الكلمتين جد ولا أيه.


رد جواد يعلم أنه كاذب قائلًا:

ما انا عارف إنك كنت بتهزر بس حبيت اوضحلك مش أكتر،عن إذنك ملهاش لازمه وقفتنا دى،الوقت ده المرضى اولى بيه كفايه انى جاي متأخر.


ترك جواد ناصف وسار لبضع خطوات ليتوقف مره أخرى لكن هذه المره شعر بإنشراح فى قلبه حين تقابل مع إيلاف التى إبتسمت له،شعر كآن نسمه هادئه تتوغل الى فؤاده،ألقى عليها الصباح قائلًا:.

صباح الخير يا دكتوره،شايفك إنتِ الوحيده اللى حديثى إمبارح أثر فيها وبتمارس مهمتها برحابة صدر.


إبتسمت إيلاف:

بالعكس انا صحيح بقالى فتره صغيره فى المستشفى بس النهارده حاسه بنشاط مختلف فيها،ختى مفيش تكدس للمرضى،بسبب وجود أكتر من دكتور فى المستشفى.


إبتسم جواد قائلًا:.

الغربال الجديد له شَده فى الأول،كلها يومين بالكتير وهيرجع كل شئ زى ما كان،بس هما فاكرين كده،بس انا أختلف عن غيري،ومبدأي هو صحة الناس اللى محتاجه لينا.


إبتسمت إيلاف قائله:

ربنا يقويك،هستأذن أنا عشان عندي حاله متابعه لها من يومين،وتقريبًا إتحسنت هروح أشوفها إن كان يستدعي بقائها او لاء.


إبتسم جواد قائلًا:

هو ده اللى نفسي يتغير،إن المريض لما يخرج من المستشفى ميبقاش لسه نص شفا،ونخرجه عشان نقول غيره يستحق الرعايه أكتر منه،نفسي يخرج من المستشفى وهو صحته كويسه وفى نفس الوقت نقدر نستقبل غيره ونقدمه العلاج المناسب.


تهكمت إيلاف قائله:

ده بيحصل فى المستشفيات الخاصه بس إنما الحكومه مضبوطين بإمكانيات محدوده...عالعموم يمكن ده يتحقق ليه لاء.


إبتسم جواد يشعر بأمل حين يرى إيلاف رغم أنها غير ذالك لا تشعر شئ بإتجاهه سوا بعض الإعجاب بشخصيته كطبيب لديه نزعه إنسانيه.


أما ناصف فقد رأى وقوف جواد وإيلاف تهكم ساخرًا          :مش فاضي توقف معايا دقيقتين وهاخد من وقت المرضى إنما تقف الدكتوره الجديده عادي مش هضيع وقتك الثمين...وماله يا سيادة المدير الجديد.

.....❈-❈-❈                   


مساءً 

بالفندق 

كانت تسير بطريق يكسوه ضباب أسود بكثافه شديده يُشبه دخان الحريق بالكاد ترى خطوه واحده منها، فجأه من بين ذالك الضباب خرجت  تلك المرأه التى قابلتها قبل الظهر، إرتعبت منه وعادت خطوات للخلف، لكن المرأه كانت تقترب منها بخطوات سريعه شعرت كأنها تتحرك بلا قدمين، توجست رعبًا وكادت تصرخ، لكن تلك المرأه وضعت يدها حول عنقها شعرت كأنها جمرة نار على عنقها، كادت تخنقها لولا أن إنقشع جزء من ذالك الضباب وإقترب جلال منها ونزع يد تلك المرأه التى إرتعبت حين رأت جلال  وتلاشت مع ذالك الضباب، وحل نور الشمس، نظرت  سلوان لـ جلال وبلا شعور منها

قامت بحضنها كآنها كانت تستنجد به وآتى بالوقت المناسب، عادت برأسها للخلف قليلًا، نظرت لوجهه رأته يبتسم لها، شعرت بحياء وأخفضت وجهها قليلًا، لكن جلال رفع وجهها  لتنظر لعينيه بحياء، لكن تفاجئت به يميل بوجهه ويقترب بشفاه من شفاها وكاد يُقبلها، 

لولا أن 

أستيقظت على صوت  رنين هاتفها الذى أفزعها. 

.... ❈-❈-❈

بمنزل القدوسي

نظرت مِسك الى تلك الساعه المُعلقه على الحائط ثم نظرت لـ صفيه  قائله بضيق: 

الساعه بقت سبعه المغرب وجدي من وجت ما خرج مع قليلة الربايه مرجعش للدار، وزمان  جاويد على وصول، ولو جه وملجاش چدي فى إنتظاره هيفكر  إن ده قلة ذوق منيه. 


تنهدت صفيه بضيق قائله: 

فعلًا من وجت ما خرج  مع بت مِسك، وهو معاوديش للدار حتى وجت الغدا، وزمان جاويد على وصول، أنا بحمد  ربنا إنه آجل ميعاده الصبح ولا كان شاف طريجة مقصوفة الرجبه دي، كيف أمها زمان كانت إكده عيندبها كِبر وغرور كأن مفبش فى جمالها...بالك لو جاوي. كان جه وشاف طريجة البت الجبيحه دى يمكن كان ضربها قلمين فوقها. 


ردت مِسك: 

او الله أعلم يمكن كانت عچبته ما اهو الصنف اللى زى البت دى بيلاقى اللى يمرعه. 


ردت صفيه: 

عيندك حق، بس مش الصنف ده اللى يعجب جاويد ويبص لها، سيبك من التفكير فيها، أنا هتصل  على بوكِ وأسأله فين چدك لا يكون عقلهُ راح منيه  وناسي ميعاد جاويد

و... 


صمتت  صفيه فجأه  حين سمعت صوت مؤنس يقول بإيحاء  وإستهزاء: 

لاه لسه فيا عقل وبفتكر زين، ومش ناسي ميعاد جاويد وأها انا جيت وإتجابلت إمعاه على باب الدار. 


للحكايه بقيه . 


الفصل الحادي عشر من هنا


بداية الروايه من هنا

إرسال تعليق

أحدث أقدم