رواية مقيد بأكاذيبها بقلم هدير نور الفصل السادس عشر حصريًا

#الفصل_16_الجزء_الاول❤
#مقيد_بأكاذيبها❤☘️

ملحوظة: الفصل ده فصلين انا جمعتهم في فصل واحد.....يعني هتلاقوه طويل جداً ❤

انتفضت صدفة فازعة من مكانها ملقية الهاتف من يدها فور سماعها صوت نعمات يأتي من الاسفل بشقتها تصرخ ببكاء هستيرى وهى تردد بانتحاب
=ابنى..... ابنى.... 

ركضت صدفة مسرعة الى الاسفل و قلبها يكاد يخرج من صدرها من شدة الخوف و الفزع و عقلها لا يردد سوا ان راجح قد اصابه شئ... 

لكن تجمدت خطواتها عند اخر درجتين من الدرج تضع يدها فوق قلبها الذى كان يضرب بصدرها بجنون تتنفس براحة عندما رأت راجح يقف سالماً امام شقة والدته... 
لكن تشدد جسدها بخوف مرة اخرى عندما سمعت والدته لازالت تصرخ و صوت الحاد لعابد يأتى من داخل شقته هاتفاً براجح 
=ما تقفش كده اتحرك امشي من هنا.... 

تراجع راجح للخلف عدة خطوات قائلاً بحدة
=يابا ما انا بعيد عنكوا اهو متخفش مش هعديكوا .... بعدين انا كنت طالع و انت اللى وقفتني رغم اني متصل بيك و معرفك ومنبه عليك محدش يطلعلى فوق و علشان اعرف اني مش رايح الشغل اليومين دول... يبقي لازمته ايه اسلوبك ده

تحول شحوب وجه صدفة الى لون رمادى فور ان انتبهت الي الكمامة التي كان يرتديها راجح و التى ربطتها بكلماته السابقة مما جعل الدماء تفر من عروقها و قد هدد الضغط الذي قبض علي صدرها بسحق قلبها و قد انسابت الدموع بصمت على وجنتيها و عى تدرك ان راجح كان مصاب بالكورونا.. 

صرخ عابد الذى كان يختبئ خلف بابه بينما يحاول منع نعمات المنهارة التى كانت تصرخ بهستيرية محاولة الخروج الى راجح
=ما تغور يا اخي... شوفلك اي مصيبة اقعد فيها لحد ما البلوة اللي عندك دي تروح... احنا ناقصين قرف.... 

شحب وجه راجح فور سماعه كلماته تلك شاعراً بألم يكاد يحطم روحه الي شظايا و هو يشعر بوحدة لم يشعر بها من قبل.. 

بينما اهتز جسد صدفة بعنف فور سماعها كلمات عابد المهينة تلك و معاملته القاسية لراجح اسرعت بهبوط الدرج و هي تمسح وجهها من الدموع العالقه به هاتفة بحدة و غضب و هى تتجه نحو راجح
=يشوفله مصيبة ليه عنده شقته فوق....... 

لتكمل و هي تتجه نحو راجح الذى كان واقفاً يتطلع اليها بذهول حيث لم يتوقع ظهورها
تحتضنه بقوة مغمغمة بحدة و هى تزجر عابد بنظرات قاتلة 
=و عنده مراته اللي هتعقد تحت رجليه و تخدمه لحد ما يخف و يقوم بالسلامة..... 

ابتعد عنها راجح متراجعاً للخلف فور ان فاق من صدمته هاتفاً بها بحدة و هو يجعل بينهم مسافة واسعة
=ابعدى يا صدفة... و متقربيش

هتف بها عابد بقسوة و غضب و هو يلوح بيده الى الاعلى بينما لا يزال يحبس نعمات بالداخل 
=طيب خديه يا ختي و اطلعي يكش تتعدى منه و نخلص منك و من خلقـ.... 

قاطعه راجح بقسوة و غضب و قد اصبحت نظراته عاصفة 
= متدعيش عليها....
ليكمل بحدة و هو يتجه نحو الدرج
=بعدين عايز ايه... عايزنى امشي من وشك اديني همشي... و ارحمنى بقى

ليسرع صاعداً الدرج نحو شقتهم تاركاً صدفة واقفة ام شقة عابد الذى كان يختبئ خلف بابه الشبه مغلق.. 
هتفت به بحدة بينما الدماء تغلى بعروقها بسبب معاملته السيئة لراجح فلأول مره بحياتها ترى أي والد يفعل ذلك بولده خاصة عند مرضه بفيرس خطير كالكورونا
=انت أب انت انت راجل مفترى و ظالم.......... 

لتكمل من بين اسنانها بغضب وهى تتطلع اليع بنظرات ممتلئة بالاحتقار و الازدراء 
=روح يا شيخ اللهي اللي فيه يجي فيك... و متلقيش كلـ.ـب حتى يعبرك و لا حتي يناولك بوق ميا يا راجل جاحد يا مفترى.... 

صرخ عابد بها وكامل جسده يهتز بالغضب
=بتدعي عليا يا بنت الكـ.لب... 

ليكمل بقسوة و يده تقبض بشدة علي الباب كما لو كان يرغب بحنقها
=لولا انى خايف تكونى اتعديتي منه لكنت طلعت كسرت عضمك و عرفتك مقامك... 

نفضت صدفة بيدها بلامبالاة قائلة بحدة 
=يا عم اتنيل بقى... ده انت ظالم

ثم اسرعت بالصعود الي شقتها حتي تلحق براجح تاركه اياه يصرخ خلفها بكلمات قاسبة من سباب و وعيد لها.... 

فور دخولها الي الشقة اتجهت مباشرة الى غرفة النوم لكنها وجدت بابها مغلق اخذت تدير مقبض الباب لتجده مغلقاً من الداخل لتعلم ان راجح قد اغلقه
ضربت الباب هاتفة بحدة و هى تقاوم غصة البكاء التى تسد حلقها
=افتح يا راجح الباب.... 

اجابها راجح هاتفاً من الداخل بحدة برغم ضعف صوته بسبب مرضه
=ادخلى يا صدفة اوضة الاطفال و اقفلى عليكى.... و انا هنام هنا زمان الاوضة بقت مليانة عدوى لانى كنت بنام فيها...... 

طرقت على الباب هاتفة بصوت حاد برغم ارتجافه الواضح
=طيب افتح يا راجح..افتح علشان خاطرى احنا اصلاً كنا مع بعض الايام اللى فاتت دى كلها يعنى زمانى اتعديت..... 

شحب وجهه فور سماعه كلماتها تلك لكنه اسرع بالقول و هو يحثها على الذهاب فكل ما يرغب به هو الاطمئنان عليها و حمايتها
=لا ان شاء الله مش هتكونى اتعديتى... 

ليكمل هامساً بتعب و قد بدأ المرض يسيطر عليه
=يلا... يلا بقى يا حبيبتى ادخلى اوضة الاطفال و انا كده كده مش طالع من الاوضة الحمام و كل حاجة هنا و الاكـ....... 

قطع كلماته عند سماعه صوت انتحابها من خلف الباب لينهض بتثاقل وتعب من فوق الفراش و يتجه نحو الباب يقف بعيداً عنه بعدة خطوات
=بتعيطى ليه يا صدفة دلوقتى..... 

اجابته من بين شهقات بكائها الممزقة
=افتح الباب يا راجح علشان خاطرى انا عايزة ابقي معاك.... 

تنفس بعمق محاولاً السيطرة على اعصابه فاكثر ما يحتاجه الان هو ان تكون بين ذراعيه حتى تهدأ النيران التى تثور بداخله بسبب معاملة والده له بالاضافة الي مرضه هذا الذي لا يعلم اذا كان سيشفى منه ام سينهيه كما انهى الكثير من الناس... 
عند هذة الفكرة شعر بغصة تخترق قلبه فماذا ستفعل صدفة بدونه فلن يرحمها احد خاصة والده....

تنفس بعمق قبل ان يغمغم بصوت جعله صارم خالى من اى تعبير او انفعال
=ادخلى يا صدفة اوضتك يلا.... 

همست بكلمات متقطعة و هى تنتحب بشدة ضاغطة بيدها علي قلبها للتخفيف من الالم الذي لا يعصف به....
=علشان خاطرى... انا خايفة عليك...

شعر راجح بقلبه يقصف داخل صدره بعنف تمنى لو انها امامه حتى يأخذها بين ذراعيه ويطمئنها لكن حتى هذا الان اصبح من المستحيل.. 
=انا هبقي كويس متخفيش عليا...هيبقى زى دور البرد و هيعدى.... 

ليكمل بصوت جعله مرحاً قدر الامكان محاولاً التخفيف عنها
=ايه هنقضيها عياط و مش هتعمليلى حاجة اكلها طيب... 

مسحت صدفة عينيها بيديها المرتجفة سريعاً 
=عايز تاكل ايه يا حبيبى و انا اعملهولك.... 

لتكمل سريعاً و هى تتذكر برأسها المأكولات التى قد تكون جيدة له في هذا الوقت من المرض
=اعملك فراخ مسلوقة و ليمون علي الشوربة... 

قاطعها راجح من خلف الباب و قد تذمرت معدته فور تخيله للطعام ه
=لا... لا بطنى مش هتتحمل كل ده اعمليلى بس شوربة خضار.....

ليكمل سريعاً فور تذكره للاطباق الورقية ذات الاستعمال 
المرة الواحدة و التى قد اشتراها فور علمه بمرضه حتى لا تقوم صدفة بغسل الاطباق من خلفه و ينتقل لها العدوى... 
=صدفة في اطباق و كوبيات كنت جايبهم معايا و انا جاي هتلاقيهم في المطبخ اعمليلى فيهم و متستعمليش حاجة من اللى هنا..... 

غمغمت صدفة باضطراب و هى لا تفهم سبب رغبته تلك
=طيب و ليه... ما الاطباق هنا يا راجح.... 

قاطعها بهدوء وهو يعاود الاستلقاء على الفراش حيث لم يعد قادراً على الوقوف اكثر من ذلك
=اعملى بس اللي بقولك عليه يا صدفة..... 

همهمت بالايجاب قبل ان تذهب الي المطبخ و تعد له الطعام و قلبها مثقل بالحزن و الخوف عليه خوف و قلق لم تشعر بمثلهم من قبل فراجح اصبح حياتها بلا الهواء الذى تتنفسه لا يمكنها ان تتخيل حياتها من غيره.... 
اخذ الشيطان يذكرها بالاشخاص الذين توفوا فى الحى بسبب هذا الوباء مما جعل كامل جسدها يرتجف و نفسها ينسحب من داخل صدرها... 
جلست علي ارض المطبخ تدفن وجهها بين يديها و قد تحولت دموعها الى شهقات بكاء عالية ممزقة.... 
بعد عدة دقائق نجحت اخيراً في استجماع نفسها و السيطرة على اعصابها و نهضت تعد له الشوربة و ثم صنعت له زجاجة كبيرة من عصير البرتقال و اثناء كل هذا كان لسانها لا يكف عن الدعاء و الاستغفار... 

༺༺༺༺༻༻༻༻

فور ان انتهت ذهبت الي غرفة راجح طرقت الباب ليصل اليه صوته المتحشرج تلضعيف بسبب مرضه مما جعل قلبها ينقبض بألم و الدموع تعاود الى عينيها
=راجح الاكل... 

اجابها بهدوء بينما ينهض بصعوبة من الفراش و هو يشعر بالضعف و المرض بكامل انحاء جسده 
=حطيه عندك على الارض و انا هفتح اخده و ادخلى اوضتك يا صدفة.... 

غمغمت صدفة بتردد فقد كانت ترغب برؤيته حتى تطمئن قلبها عليعده
=بس انا...... 

قاطعها راجح بحدة و غضب
=قسماً بالله يا صدفة ان ما دخلتى الاوضة... ما انا فاتح الباب ولا واكل و لا متنيل.. 

هتفت صدفة سريعاً 
=لا خلاص... خلاص... 

ثم اتجهت لداخل غرفة الاطفال التى كانت تواجه غرفة النوم لكن دون ان تغلق بابها ..

كانت تنظر بلهفة الي باب غرفة النوم تنتظر فتحه اياه و فور ان فُتح و رأته امامها بوجهه الشاحب و الكمامة التى يضعها فوق انفه فمه انفجرت باكية...

فتح راجح الباب و الذى ما ان رأى انها تركت باب غرفتها مفتوحاً تراجع الى الخلف داخل غرفته كان يهم بتعنيفها لكن فور ان رأها تبكى تبخر غضبه هذا 
تنحنح محاولاً تنظيف حلقه حتى يظهر صوته طبيعى قائلاً بلطف و هو يتراجع اكثر داخل الغرفة حتى يترك مسافة امنه بينهم برغم انها بغرفة اخرى و تبعد عنه بعدة امتار نزع الكمامة عن وجهه حتى يظهر اليها انه بخير
=ايه يا مهلبية...هنقضيها عياط.... 

مسحت وجهها بيديها المرتجفة و هي تهز رأسها
=لا... لا مش بعيط اهو.... 

لتكمل وعينيها تمر عليه تتفحصه بلهفة 
=انت عامل ايه...؟! و حاسس بايه؟! 

ابتسم قائلاً و هو يشير بيديه الي كامل جسده 
=كويس... شوية برد و هيروحوا لحالهم متخفيش... 

اومأت برأسها بصمت بينما عينيها متعلقة على وجهه بقلق و لهفة 

صمت للحظة قبل ان يتابع بنبرة متحشرجة و هو ينظر الي عينيها الممتلئة بالدموع محاولاً الاطمئنان عليها
=كلتى....؟! 

هزت رأسها بارتباك قبل ان تغمغم
كاذبة حتى تطمئنه فلم يكن لديها شهية للطعام
=الاكل في المطبخ هاكل اهو.... 

اومأ برأسه قائلاً و هو يتذكر الأدوية التى جلبها من اجلها اثناء شراءه لكورس علاج الكورونا 
=في كيس على طرابيزة السفرة فيها فيتامينات خدى منها بعد الاكل... دي علشان تقوي مناعتك.... تاخديها بعد الاكل على طول... متنسيش يا صدفة

اومأت برأسها بصمت بينما تاخذ نفساً طويلاً مرتجفاً محاولة التماسك امامه
=انا كويسة المهم انت متنساش تاخد ادويتك...و تاكل كويس و انا كل شوية هعملك حاجة سخنة تشربها.... 

لتكمل سريعاً عندما فتح فمه لكي يعترض.. 
=هسيبهالك و الله علي الباب و هدخل الاوضة بتاعتى.... 

غمغم راجح بصرامة ن
مؤكداً عليها
=و تقفلي الباب عليكي.... 

همست بصوت مكتوم باكي 
و هى تومأ برأسها و قد انسابت الدموع التى لم تعد تستطع حبسها بصمت على وجنتيها لكنها اشاحت وجهها بعيداً حتى لا يراها.. 
=حاضر...... 

زفر راجح بعنف فاركاً وجهه بعصبية بينما اشاحت وجهها بعيداً لكن ليس قبل ان يرى خطوط الدموع المتساقطة علي خديها اراد اكثر من اى شئ سحبها بين ذراعيه و يتركها تبكى فى حضنه.. اراد تهدئتها و اراحتها و احتضانها حتى يهدئ من مخاوفها لكن كيف ذلك و هو نفسه اصبح خطراً عليها همس بعجز
=صدفة.... 

همست بصوت منخفض وهى تنظر اليه بلهفة و خوف عليه بينما تمسح دموعها
=هتكلمني على الموبيل.... 

اومأ برأسه و هو يتطلع اليها بعجز
=حاضر... هتكلم معاكى على الموبيل... 

ابتسمت له وهى تمسح وجنتيها باصابع مرتجفة 
=طيب خد اكلك يلا... و كل كويس و انا على بليل هعملك فراخ بلدى مسلوقة بالخضار... تكون معدتك ارتاحت شوية.. 

اومأ راجح برأسه قائلاً بحنان و هو يشير نحو بابها 
=طيب اقفلى الباب يلا يا مهلبية خالينى اطلع اجيب الاكل... 

رسمت ابتسامة مرتجفة علي شفتيها قبل ان تتجه نحو الباب ظلت تنظر اليه عدة لحظات قبل ان تغلقه بيد مرتجفة و قلب مثقل

༺༺༺༺༻༻༻༻

في اليوم التالى.... 

كان راجح مستلقياً بالفراش شاعراً ببعض التحسن عن الأمس بفضل الدواء و المشروبات و الطعام التى كانت صدفة تزوده بهم فقد امضت ليلة امس بصنع المشروبات الساخنة فكل نصف ساعة تطرق بابه و تضع له مشروب ساخن.. طعام .. فاكهة... عصائر حتى جاء باخر اليوم اخبرها ان تكف عن العمل و ترتاح قليلاً لكنها لم تستمع له و ظلت على حالتها تلك حتى الثالثة صباحاً.... 

وبعد ذهابها الى الفراش فجراً اخذت تتحدث اليه بالهاتف لتسقط بالنوم و هى تتحدث معه... 

و ها هى الساعة الان الرابعة عصراً و لم تظهر صدفة و لم تطرق حتى الباب عليه...
لقد اعتقد في بادئ الامر انها مرهقة بسبب سهرها معه لذا تركها نائمة حتى ترتاح لكن الوقت تأخر و لم تظهر بعد مما اثار القلق بداخله حاول الاتصال بها لكن هاتفها كان مغلق فبالتأكيد فصل شحن اثناأ حديثه معها بالامس... 

فتح باب الغرفة و قام بالنداء عليها لكنها لم تجيبه..مما زاد قلقه اكثر.. 
ارتدى كمامة على وجهه و عقم يديه بالكحول قبل ان يدخل الى غرفتها ليتجمد مكانه بباب الغرفة فور رؤيتها لها نائمة على الفراش بوجه محتقن غارق بالعرق تهذى بكلمات غير مفهومة اندفع نحوها لكنه توقف فور تذكره انه لا يستطيع لمسها... 

هتف باسمها عدة مرات حتى استجابت اخيراً و فتحت عينيها ببطئ تنظر اليه باعين غائمة غير واعية ليسرع راجح يسألها بلهفة و قلق
=مالك يا صدفة... حاسة بايه؟؟ 

اجابته بصوت منخفض متحشرج يظهر به التعب
=جسمى مكسر و زورى واجعني اوى... 

شحب وجه راجح فور سماعه ذلك ليدرك انها قد التقطت العدوى منه....
لعن غباءه فبالطبع التقطته فقد كانت نائمة بحضنه قبل مرضه مباشرة لا ينكر انه فكر فى هذا لكن كان لديه امل بالا تكون قد اصيبت...

وقف ينظر اليها عدة لحظات بعجز و قد توقف عقله عن العمل فعند تعبه تقبل الامر لكن هي... هي لا يمكنه ان يفكر حتى زفر بقوة قائلاً
=طيب قومي... قومي يا حبيبتي البسي خالينا نروح للدكتور.... 

همست وهي تدفن وجهها بالوسادة 
=مش قادرة يا راجح... 

اومأ برأسه بينما يخرج هاتفه و يتصل بالطبيب الذى كان صديقه في ذات الوقت طلب منه يأتي بفحص صدفة و اخبره بانه يعتقد بانه قد نقل اليها العدوى... 

جاء الطبيب وقام بفحصها تحت نظرات راجح الثاقبة اخبره بانه 90٪ انها مصابة بالكورونا لكن لن يأكد هذا سوا التحاليل الطبية التي ستظهر هذا لكن نظراً لمرض راجح وتأكيد تحاليله لحمله الفيرس وصدفة كانت مخالطة له سيعدوها كورونا و اعطاها كورس علاج كامل مثل راجح و طلب منهم الالتزام بالمنزل حتي لا ينقلوا العدوى لغيرهم من الناس... 

بعد ذهاب الطبيب اخذت صدفة دوائها و نامت مرة اخرى 
بينما دخل راجح المطبخ يبحث به عن طعام حتى تتناوله صدفة لكنه لم يجد شئ و هو كان لا يستطيع حتي سلق بيضة بمفرده و ليس صنع طعام... 
كان واقفاً عاجزاً بمنتصف المطبخ عندما اتصلت والدته كعادتها حيث لم تكف عن محادثته منذ الامس.. فور ان اجاب عليها سألته بلهفة ما الذى كان يفعله الطبيب عنده ليخبرها بمرض صدفة لتنفجر باكية 
=طيب مين هياخد باله منك و منها دلوقتى....
لتكمل بحسرة و ألم
=منه لله عابد... مانعنى اطلعلك...على عينى يا قلب امك...على عينى اسيبك لوحدك كده..... 

قاطعها راجح مهدئاً اياها
=تطلعى فين ياما بس انتى عندك السكر و الضغط... 

ليكمل محاولاً تطمئنتها
=بعدين ده زى دور البرد و باذن الله هيعدى...... متخفيش

همهمت نعمات باكية
=باذن الله يا حبيبى..... 
لتكمل سريعاً 
=انا هعملكوا الاكل و هخلى هاجر تطلع تحطهولكوا قدام باب الشقة... 

قاطعها راجح رافضاً..و هو لا يرغب شئ من مال والده
=لا ياما متتعبيش نفسك... الاكل هنا كتير..... 

هتفت نعمات بحدة و صرامه
=الاكل هيطلعلك...كل يوم لحد ما تقوم انت و مراتك بالسلامة..

لتكمل و هى تدرك سبب رفضه
=و لو عامل علشان ابوك فانا معايا الالف جنيه اللي كنت مديهملى في عيد الام... هجيبلك اكلك بهم ارتحت يا راجح.... 

زفر بعنف و هو يفرك شعره بحدة
=ماشى ياما... و انا اول ما الموضوع ده يعدى هرجعهملك.... 

هتفت نعمات بصوت باكى
=مش عايزة حاجة من الدنيا دى كلها غير انك تقوملى بالسلامة.... 

غمغم راجح بصوت مختنق
=ربنا يخاليكى ليا ياما.... 

همست نعمات و هى تحاول كبت دموعها
=و يخاليك ليا يا نور عين امك....

ثم اخذت تطمئن عليه و تتأكد من تناوله دواءه ثم اغلقت معه حتى تعد الطعام لهم.. 

و بعد ساعة اتصلت به مرة اخرى لتخبره بان الطعام على باب الشقة اخذه راجح ثم ايقظ صدفة و جعلها تتناول طعامها و تأخذ دوائها... 

استلقت صدفة علي الفراش بعد تناولها لدوائها و لعدة اكواب من المشروبات الساخنة التى اعدها راجح لها هامسة بتعب عندما رأت راجح يتجه نحو باب الغرفة لكى يعود الى غرفته
=راجح...

استدار اليها في الحال قائلاً بلهفة
=ايوة ياحبيبتى..؟

مدت يدها له هامسة بصوت منخفضو جفنيها ثقيلان من شدة التعب
=خاليك معايا هنا في الاوضة... 

هز رأسه قائلاً بأسف
=مينفعش.... 

قاطعته هامسة برجاء 
=مينفعش ليه احنا الاتنين تعبانين....!! 

غمغم بتردد وهو يقاوم رغبته بالبقاء معها.. 
=مش عارف يا صدفة بس بتهيألى غلط... 

مدت يدها نحوه بينما رأسها يتراجع على الفراش هامسة باعين تلتمع بالدموع.. 
=علشان خاطرى... متسبنيش

زفر راجح بقوة قبل ان يستسلم و يومأ بالموافقة فهو ايضاً لا يرغب بتركها بمفردها و هى مريضة بهذا الشكل
=هفضل معاكى.... بس كل واحد على سرير.... 

تغضن وجه صدفة مغمغمة برفض
=ليه بس.....

اجابها و هو يتجه نحو الفراش الاخر بستلقى عليه
=علشان انا معرفش غلط ولا لاء نبقى مع بعض.. و اخاف ازود الفيرس عليكى و تتعبى اكتر.... 

ليكمل بغضب و هو ينتفض جالساً عندما رأها تحاول النهوض من فراشها فقد كان يعلم نيتها
=قسماً بالله يا صدفة لو قربتى لهسيب الاوضة و ارجع اوضتى.... 

استلقت على الفراش مرة اخرى و هى تزفر بحنق لتستدير علي جانبها لتصبح بمواجهته هامسة بينما تمد يدها اليه قائلة بابتسامة
=مش هقرب علشان انت حلفت... قرب انت.... 

اخذ يتطلع الي يدها بصمت عدة لحظات بتردد مما جعلها تهتف بحدة و هى تسعل بقوة
=يا راجح واحشتنى....... 

ظل ينظر بصمت الي يدها و هو يجد الصعوبة في مقاومتها لتكمل هامسة بدلال اطاح بعقله 
=علشان خاطر مهلبيتك واحشتنى و عايزة انام في حضنك... 

استسلم لها راجح اخيراً و نهض متجهاً نحوها قائلاً بتذمر و غضب من نفسه بسبب ضعفه نحوها و عدم قدرته على رفض شئ لها
=النهاردة و بس علشان بس انتى تعبانه و مش عايز ازعلك بعد كدة كل واحد هينام في سريره..... 

اومأت برأسها بحماس و هي تبتسم استلقى بجانبها على الفراش لتسرع بالقاء نفسها على صدره تحتضنه بقوة مقبلة صدره موضع قلبه بقبلات متتالية شغوفة و هى تغمض عينيها بقوة مستمتعة بشعورها بين ذراعيه فقد اشتاقت له....
بينما احاطها راجح بذراعه يحتضنها بقوة اليه وهو يدفن وجهه بشعرها يتنفس رائحتها بعمق و شغف مربتاً بحنان على ظهرها و هو يشعر بقلبه يكاد يقفز من صدره من شدة دقاته فهى اغلى و اجمل ما بحياته 
لن يستطع تحمل خسارتها ..... 
ظل محتضناً اياها حتى سمع صوت انفاسها ينتظم ليلحق بها بعد عدة دقائق غارقاً بثبات عميق 

༺༺༺༺༻༻༻༻

بعد مرور اسبوعين... 

كانت صدفة نائمة على فراشها بينما راجح نائم علي الفراش الاخر الذي بجانب فراشها بعدة امتار قليلة... 
فمنذ ذلك الذي اليوم ناموا به بين احضان بعضهم البعض ابتعد عنها و اصبح كلاً منهم ينام علي فراشه الخاص و برغم انه لا يزال معها بغرفة واحدة الا انه لا يقترب منها حتي يدها لا يلمسها رغم اختفاء جميع اعراض المرض لديهم منذ عدة ايام الا انه لا يزال خائفاً عليها بطريقة شبه مراضية...

اخذت صدفة تشاهد بتململ التلفاز الذي قام راجح بنقله بوقت سابق الي غرفة الاطفال حتي يتمكنوا من مشاهدته اثناء حجزهم بهذة الغرفة
استدارت الى راجح الذي كان يلعب بهاتفه
=راجح انا زهقت من كتر النوم.... عايزة اتمشي.... 

اجابها بينما عينيه لازالت مسلطة علي هاتفه
=اتمشي في الشقة...انتى عارفة اننا مينفعش نطلع برا علشان منعديش حد...... 

زفرت بحنق بينما تنهض واقفة من الفراش تمط جسدها للخلف محاولة ضخ الدم به و تحريك عضلاتها المتيبسة من قلة الحركة 

رفع راجح عينه عن الهاتف ليصطدم بها علي حالتها تلك التي تظهر جسدها بوضوح مما جعل الدماء تقصف بعروقه..فقد اصبحت كل حركة منها توصله الي حافة الجنون اصدر لعنة قاسية من بين اسنانه و عينيه المحترقة مثبتة علي جسدها.. 

مما جعلها تستدير اليه عند سماعها لعنته تلك مغمغمة بارتباك 
=في اية...؟! 

اجابها بغضب و هو يزجرها بقسوة و حدة
=في انك تلمى نفسك و تقفى عدل... 

هتفت بحدة و هي تعتدل في وقفتها و هى لا تفهم ما الخطأ الذى ارتكبته
=و انا عملت ايه اصلاً.... 

لتكمل بغضب و هى تعقد ذراعيها فوق صدرها مرمقة اياه بنظرات مشتعلة 
=انت مش ملاحظ انك بقالك يومين مش طيقلى كلمة كل ما اتحرك ولا اتكلم تعقد تزعق فيا.... 

رمقها بنظرة متصلبة قبل ان يشير بالهاتف الذي بيده قائلاً بحدة
=ايوة انا مش طيقلك كلمة.. و ياريت تترزعى بقى و مسمعش صوتك... 

اندلعت نيران الغضب بداخلها فور سماعها كلماته المتعجرفة تلك و قد طفح كيلها من معاملته لها بتلك الطريقة هتفت بشراسة وعينيها تعصف بغضب عارم
=هو في ايه بالظبط... ما اكتم نفسي ومتنفسش احسن علشان صوت نفسى ميزعجش سيادتك.... 

اجابها بفظاظة و حدة من بين اسنانه المطبقة بقسوة بينما تتقافز شرارت الغضب من عينيه
=يبقى احسن و انكتمى بقي و غورى من وشى.....مش ناقص صداع و وش.... 

تحول شحوب وجهها الى لون رمادى فور سماعها كلمات القاسية تلك اومأت برأسها بصمت بينما شفتيها ترتجف و هى على وشك الانفجار بالبكاء استدارت صاعدة الى فراشها مستلقية عليه توليه ظهرها جاذبة الغطاء حتى اعلى رأسها لتنفجر باكية مما جعلها تسرع بدفن وجهها بالوسادة حتى تكتم شهقات بكائها... 

#تفاعلوا_على_الجزئين
لينك الجزء الثاني من الفصل ال16👇

إرسال تعليق

أحدث أقدم