رواية مقيد بأكاذيبها بقلم هدير نور الفصل السادس عشر الجزء الثاني حصريًا

#الفصل_16_الجزء_الثانى❤
#مقيد_بأكاذيبها❤☘️
اندلعت نيران الغضب بداخلها فور سماعها كلماته المتعجرفة تلك و قد طفح كيلها من معاملته لها بتلك الطريقة هتفت بشراسة وعينيها تعصف بغضب عارم
=هو في ايه بالظبط... ما اكتم نفسي ومتنفسش احسن علشان صوت نفسى ميزعجش سيادتك.... 

اجابها بفظاظة و حدة من بين اسنانه المطبقة بقسوة بينما تتقافز شرارت الغضب من عينيه
=يبقى احسن و انكتمى بقي و غورى من وشى.....مش ناقص صداع و وش.... 

تحول شحوب وجهها الى لون رمادى فور سماعها كلمات القاسية تلك اومأت برأسها بصمت بينما شفتيها ترتجف و هى على وشك الانفجار بالبكاء استدارت صاعدة الى فراشها مستلقية عليه توليه ظهرها جاذبة الغطاء حتى اعلى رأسها لتنفجر باكية مما جعلها تسرع بدفن وجهها بالوسادة حتى تكتم شهقات بكائها... 

لعن راجح بقسوة و غضب فور ان لاحظ جسدها الذى يهتز اسفل الغطاء ليدرك انها تبكى لعن نفسه على غباءه و اسلوبه الفظ معها اراد الذهاب اليها لكنه توقف خوفاً من لمسه اياها..
هاتف باسمها لكنها لم تجيبه مما جعله يستسلم و ينهض متجهاً نحوها نزع الغطاء عن رأسها جاذباً اياها برفق من ذراعها يديرها نحوه شعر بغصة بصدره فور رؤيته لوجهها الغارق بالدموع همس بارتباك و هو يشعر بالذنب
=حقك عليا... انا عارفة اني مزودها معاكى بس و الله غصب عني انا على اخري يا صدفة و انتى قدامي و مش قادر حتي المس ايدك... و انتي سايقة فيها..... 

همست بصوت متحشرج بالدموع بينما الدماء تضج بخديها من شدة الخجل
=انا..!! و انا عملتلك ايه.... 

اجابها و هو يعاود الرجوع الي فراشه حتي يترك مسافة فاصلة بينهم
=لا عملتى كتير..
امبارح مثلاً سيبتى الحمام و اوضة النوم و جيتي تغيرى هدومك قدامي هنا....... 

هتفت صدفة بصدمة و قد ازداد احمرار وجهها حتي اصبح بلون الدماء من شدة الحرج
=انا مغيرتش غير العباية اللى برا... بعدين انت جوزى ايه المشكلة انى اغير قدامك... 

قاطعها و هو يفرك شعره بحده
=جوزك... بس مش ايامه يا صدفة.... مش ايامه خالص

غرزت اسنانها بشفتيها وهي تشعر بالارتباك و الاضطراب لا تعلم ما تقوله فقد اصبحت تصرفاته غريبة
هتف بها و هو ينتفض واقفاً
=شوفتي... شوفتي اهو بتستفزنى برضو ... 

اتسعت عينين صدفة بذهول قبل ان تهمس بارتباك
=راجح انت اتجننت... انا عملت ايه دلوقتى....

اتجه نحو باب الغرفة بخطوات غاضبة و وجه متجهم هاتفاً بتذمر
=انا هروح انام لوحدى في اوضة النوم علشان انتي انسانة مستفزة... و بكرة هنروح للدكتور... احنا كده داخلين ع ال20 يوم....خالينا نخلص من ام الليلة دي بقي 

ثم خرج صافعاً الباب خلفه بغضب 
بينما ظلت صدفة تتطلع الي اثره بذهول قبل ان تنفجر ضاحكة و هى لازالت تصدق ما يفعله... 

في اليوم التالى...

ذهبوا الي الطبيب الذى طمئنهم انهم بخير و يمكنهم الخروج و التعامل بشكل طبيعي على ان يعقموا منزلهم جيداً... 
و هذا ما فعلوه فور عودتهم ساعد راجح صدفة في تنظيف المنزل و تعقيم كل شئ حتي الملابس التي كانوا يرتدوها ثم استحموا جيداً بصابون طبي... 
قاموا بتنظيف كل ركن بالمنزل حتي عاد نظيف و لامع... 

بعد ان انتهوا كانت صدفة مستلقية بحضن راجح تدفن وجهها بعنقه بينما كان هو يحتضنها بقوة مقبلاً جانب عنقها حتي وصل الي اذنها هامساً بصوت اجش يملئه الشغف
=واحشتيني.... 

رفعت رأسها اليه تحيط عنقه بذراعها هامسة بمكر
=واحشتك...ايه ما انت كنت كل يوم معايا.... 

حدق راجح بها مغمغماً و هو يدرك العابها تلك
=بطلى استعباط... يا مهلبية

ضحكت ضحكة رنانه لتطبع قبلة على ذقنه قبل ان تمرر يدها بحنان على خده 
=و انت كمان واحشتنى يا حبيبي...  
دفن وجهه بعنقها لتمر رجفه حادة بسائر جسدها عندما شعرت بانفاسه الدافئه تمر فوق عنقها قبل ان يرفع رأسه يلتقط شفتيها في قبلة قوية و يديه ترتفعان و تحيطان وجهها بحنان بينما يستولى على شفتيها بينما جوعه لها يمزقه.. 
تشددت ذراعيها حول عنقه و هى تميل نحوه اكثر و هى تتنهد بنعومة .. ليغرقان بعدها ببحر شغفهم و اشتياقهم... 

༺༺༺༺༻༻༻༻

بعد مرور اسبوع.... 

كانت صدفة و راجح جالسان بمنزل عابد مع باقي العائلة ينتظرون قدوم مروان شقيق راجح الذى كان مسافراً الى ال
الاسكندرية حيث جامعته فقد كان يقطن بالمدينة الجامعية و ما ان بدأت اجازة نصف السنة عاد الى المنزل في زيارة... 

كانت صدفة تحدق بنظرات ممتلئة بالازدراء و الغضب بعابد الجالس امامها و الذى كان يبادلها تحديقها بنظرات غاضبة مليئة بالكراهية ليلاحظ راجح صراعهم الصامت هذا... 
احاط كتف صدفة بذراعه يضمها اليه بحماية بينما ينظر لوالده بقسوة جعلته يدير وجهه بعيداً قبل ان ينتفض واقفاً و يغادر الغرفة و هو يتمتم بكلمات قاسية حادة... 

تجاهله راجح و انحني على اذن صدفة هامساً 
=اهدى يا مهلبية مش كدة... مش عايز مشاكل احنا نازلين ساعة نسلم على مروان و نطلع تاني شقتنا.... 

زفرت صدفة بحنق هامسة
=و مروان هايجي امتي... انا سايبة حلة الكوارع على النار.... 

ابتسم. راجح هامساً باذنها بينما يتناول يدها بين يده
=انتى عاملالنا كوراع... 

اجابته برضا و هي تبادله الهمس حتى لا يصل حديثهم الى الاخرين 
=و محشي...كمان 

ضغط على يدها التى بين يده هامساً بشغف ونبرة ذات معنى
=بس انا مش عايز محشي و لا كوارع.... انا عايز اكل مهلبية

احمر وجه صدفة بشدة مما جعل شوقية التي كانت جالسة تتابعهم بفم مبتسم
=خير يا راجح بتتوشوشو في ايه.... 

استدار اليها راجح قائلاً بخبث 
=تتصورى يا شوشو... صدفة بقولها عايز اكل مهلبية و مش عايزة تأكلنى... 

غمغمت نعمات بحدة موجهة حديثها الي صدفة
=و مش عايزة تعمليله مهلبية ليه ياختي وراكي ايه دول شوية نشا على لبن.... 

لتكمل و هي تنتفض واقفة مرمقة صدفة بغضب
=هقوم انا اعملك... يا عين امك..... و لا تطلب حاجة من حد.....

قاطعتها صدفة بحدة و هي تضرب بقدمها ساق راجح الذى كان يضحك
=المهلبية التلاجة مليانة بها فوق لما يطلع يبقى ياكل براحته... 

ضحكت شوقية قائلة بمرح و هي تمسك بيد شقيقتها تجلسها مرة اخرى
=اقعدى... اقعدى يا نعمات و نبي انتي غلبانة و على نياتك..... 

لتكمل وهي مبتسمة مشيرة بيدها نحو راجح قائلة 
= انت.... ده انت.. يالهوي عليك... 

ابتسم راجح قائلاً وهو يحيط كتف صدفة بذراعه لكنها نفضتها بعيداً بغضب بسبب احراجه لها امام الاخرين
=عايزة ايه يا شوقية.... ما انتي اللي رامية ودانك مالك اوشوشها بايه... 

احمر وجه نعمات فور ادراكها ما يحدث لترمق راجح بنظرة حادة و تغمغم 
=اخص الله يكسفك.... 

ضحك راجح لتضربه صدفة بمرفقها في صدره و هى تزجره بنظرات مشتعلة بنيران الغضب

بينما ابتسمت نعمات و هى تشعر بالفرح لرؤيته بحالته تلك من السعادة والاسترخاء النادر رؤيته بهم... 

خرج مدحت الذى كان يتحدث فى الهاتف بالشرفة ممرراً نظراته بينهم بعدم فهم
=في ايه بتضحكوا علي ايه.... 

اجابته شوقية و هي ترمق راجح بتحدى
=ابداً ده راجح ابن خالتك عايز ياكل مهلبية..... 

لتكمل ضاحكة بمكر
=عقبالك يا رب ما اشوف معاك طبق مهلبية حلو زيه كده

قاطعها راجح بحدة و هو يكاد يفقداعصابه 
=في ايه يا شوقية... 

اسرع مدحت قائلاً و هو يجلس بجانب راجح غافلاً عما يحدث حوله
=اها و الله انا كمات عايز اكل مهلبية.... نفسي فيها بقالى كتير.... 

قبض راجح على عنقه مزمجراً بشراسة و عينيه تنطلق منها شرارت الغضب
=نفسك في ايه ياخويا..... 

همست صدفة التى كانت جالسة بوجنتين محتقنتين تشعر بالحرج ممكسة بذراعه تحاول جذبه بعيداً عن مدحت
=نهار اسود و منيل ... انت بتعمل ايه يا راجح... اهدى...و كفاية فضايح...

بينما نهضت شوقية هاتفة بضحك 
=يانى هيموتلى الواد الحيله....

لتكمل وهي تمسك بذراع مدحت تجذبه من قبضة راجح
=قوم.. قوم من جنبه... هبقي اعملك لما نروح مهلبية ولا احنا ماشيين من اي محل اشتريلك طبق.... 

نظر مدحت الى نعمات قائلاً بدهشة وهو لا يفهم ما يحدث 
=هو في ايه يا خالتى.... انا عملت ايه

اجابته نعمات و هى تهز رأسها بأسف 
=سيبك منه يا مدحت ده دماغه لسعت على الاخر... 
لتكمل و هى تربت على الاريكة بجانبها
=تعالى اقعد جنبي....هنا

اقتربت شوقية من راجح هامسة 
=ياخويا اهدى شوية.. الراجل عايز ياكل مهلبية ام لبن... 

لتكمل و هي تربت علي ذراع صدفة التي كانت جالسة بوجه مشتعل بالخجل و الغضب في ذات الوقت 
=مش المهلبية بتاعتك.... 

نهضت صدفة بحدة و وجهها اصبح احمر كالدماء تغمغم بارتباك 
=هروح... هروح اشوف الاكل اللي على النار فوق.... 

ثم تركتهم و غادرت و عينين راجح تتبعها...
زفر بغضب من نفسه بسبب غيرته الحمقاء تلك فعقله يتجمد و يغلق عندما يتعلق الامر بها.. 
جلست شوقية بجانبه هامسة بخبث
=تصدق و تؤمن بالله يا ابن نعمات انا عمرى في حياتى ما شوفت راجل واقع على بوزه و بيغير علي مراته زيك.... البت هتجننك يخربيتك اهدى.. 

لتكمل ناكزة اياه في ذراعه 
=بس اقولك البت برضو تستاهل.. و نبى لافضل ورا الاهبل ابن الهبلة ابنى لحد ما اوقعه في واحدة زيها كده... 

نهض راجح من جانبها قائلاً بحدة
=انا هقوم من جنبك... بدل ما ارتكب جريمة علشان انتى مستفزة.... 

ضحكت شوقية قائلة بمرح
=انا مش مستفزة يا نن عين امك انت اللي بتغير و الغيرة دى هتجننك... و بكرة تقول شوقية قالت... 

تركها راجح و غادر حتى يراضى صدفة التى صعدت الي شقتهم غاضبة... 

༺༺༺༺༻༻༻༻

دلف راجح الى المطبخ بشقتهم الخاصة ليجد صدفة امام موقد النار تقلب الطعام بوجه متجهم بالغضب.. 

احاط خصرها بذراعيه يضمها اليها
مما جعلها تنتفض فازعة لكن فور استيعابها انه هو اخذت تتلملم بين ذراعيه هاتفة بحدة
=ابعد عنى يا راجح علشان مش طيقاك.... 

زاد من احتضنه لها رافضاً ان يفلتها مما جعلها تهتف وهى تشير بالمعلقة الضخمة التى تمسك بيدها
=هتبعد عنى و لا اشيل حلة الكوارع دى اغرقك بها.... 

دفن وجهه بعنقها يقبله برفق 
=و اهون عليكى.... 

استدارت بين ذراعيه حتى اصبحت تواجهه قائلة بغضب
=و انت ينفع تحرجنى كدة قدام امك و خالتك...

زفر بحدة قائلاً بتلملم
=شوقية هى اللي ودانها سالكة و كانت مركزة معانا و فهمت.... 

ضيقت عينيها بغضب عليه مغمغمة بحدة
= لا و رايح تمسك في ممدوح كمان و عايز تضربه.... 

احاط وجنتها بيده قائلاً عينيه مسلطة بعينيها 
=طيب اعمل ايه بغير عليكي.... 

ليكمل و هو يزيد من احتضانه لها قائلاً بصوت مخيف مظلم
=عقلى بيوقف و الدم بيغلى في عروقي اول ما بحس ان اي راجل ممكن يبصلك بصه مش تمام....

ابتسمت صدفة شاعرة بالخجل من كلماته تلك و قلبها يغني فرحاً بها فقد كان حقاً يغير عليها
تنحنحت محاولة ان تحافظ علي جديتها و موقفها الغاضب منه لكنها لم تستطع عندما انحنى عليها مقبلاً جانب اذنها و هو يهمس لها 
=خلاص بقي يا مهلبيتي حقك عليا... 

زفرت باستسلام قبل ان تدفن يديها بشعره تتحسه بشغف مما جعله يرفع رأسه و يلتقط شفتيها في قبلة نهمة شغوفة و يده تمر ببطئ على عنقها بينما يستحوذ بالكامل علي شفتيها مقبلاً اياها بشغف و الحرارة تنتشر داخل عروقه سريعاً كالحمم الملتهبة فقد كان يريدها كثيراً... 

لكنه اضطر الي قطع قبلتهم مقبلاً جبينها بحنان وهو يغمغم بصوت لاهث من اثر العاطفة
=يلا يا حبيبتى البسي طرحتك زمان مروان وصل....

اومأت برأسها لترفع طرحتها من حول عنقها وتضعها على شعرها قبل ان تخرج معه و يهبطوا الى الاسفل يدا بيد... 

༺༺༺༺༻༻༻༻

بالاسفل فور دخولهم الي شقة والدى راجح رأت مروان الراوي جالساً بجانب والدته النى كانت تحتضنه و تتحدث اليه بينما بجانبه كان هناك فتاة ذات جسد نحيل للغاية ترتدى ملابس انيقة وشعرها المصبوغ مسترسل على كتفيها بتسريحة انيقة ترمق الجميع بنظرات يملئها الاستعلاء.. 

فور ان رأى مروان راجح انتفض واقفاً يتجه نحوه وهو يصرخ باسمه يحتضنه بقوة ليحتضنه راجح هو الاخر.. 
ابتعد عنه هو يربت على كتفه قائلاً
=اخيراً حنيت علينا وسبت اسكندرية و جيت تشوفنا.... 

ابتسم مروان قائلاً بكذب واضح
=اعمل ايه ما انت عارف الكلية كل يوم و مبعرفش اخد. نفسي... يعني انا بحب المدينة الجامعية اوي ما انت عارف... 

ضحك راجح قائلاً و هو يفهم ما يرمى اليه... 
=متخفش يا عم هتترحم من المدينة الجامعية وخلال اسبوع هتستلم شقة في احسن مكان في اسكندرية انا ظبطت كل حاجة مع ابوك... 

هتف مروان بفرح وهو يعاود احتضان راجح مرة اخرى 
=ربنا يخاليك يا حبيبي... انا كنت عارف ان مفيش حد هيقنع ابويا غيرك.... 

انتبه راجح الي صدفة الواقفة خلفه تنظر اليهم بتردد ليسرع باحاطة خصرها بذراعه جاذباً اياها بجانبه قائلاً لشقيقه
=صدفة يا مروان.... 

مد مروان يده اليها قائلاً 
=عارفها طبعاً مش صدفة اللي كانت بتـبيـ......... 

قاطعه راجح بحدة يتخللها الصرامة
=مـراتــى .... 

تنحنح مروان مغمغماً بارتباك و قد ارعبه الصرامة التي تلتمع بعين شقيقه
=بس لا... احلويتي لولا ماما كانت حكيالي مكنتش هعرفك خـ...... 

قاطع راجح حديثه بحدة عندما رأى وجه صدفة يحتقن بشدة قائلاً وهو يوجه حديثه للفتاة التي لازالت جالسة علي الاريكة تراقبهم ببرود
=ازيك يا مايا عامله ايه....؟؟ 

اجابته مايا مغمغمة بهدوء
=الحمد لله.... ازيك انت يا راجح... 

اجابها راجح بهدوء قبل ان يكمل وهو يلتف الى صدفة و ذراعه تتشدد من حولها يجذبها اكثر نحوه
=مايا تبقى خطيبة مروان يا صدفة

نهضت مايا تمد يدها نحو صدفة قائلة ببرود و هى ترمقها من اعلى لاسفل باستعلاء
=اهلاً يا صدفة... 

بادلتها صدفة التحية قبل ان يجذبها راجح و يجلسوا على الاريكة...
احاط كتفيها بذراعه حيث اصبحت تلك الحركة حركته المعتادة دائماً بينما جلست شوقية بجانبها الاخر...

التف اليها راجح قائلاً باقتطاب و عينيه تدور بالمكان
=اومال فين مدحت يا شوقية..... 

اجابته مبتسمة وهى تشير نحو الشرفة 
=بيتكلم في التليفون مش مرتحاله شكله بيحب من ورايا ابن الجزمـ.ـه... 

ضحك راجح مغمغماً بمرح
=له حق يخبى عليكى... ده امها داعية عليها اللى هتبقى حماتها هتطلقيها من اول اسبوع.... 

ابتسمت شوقية قائلة وهى تربت على وجه صدفة
=و نبى لو قمر و بطاية زى صدفة كدة ولسانها حلو لأشيلها في عينيا.... بس هو يركز و يجبلى واحدة شبهها

زمجر راجح قائلاً بغضب و نفاذ صبر
=تانى يا شوقية....انتى ايه مبتتهدبيش

هتفت شوقية وهى ترفع يديها بالهواء كعلامة للاستسلام
=خلاص.. خلاص وحد الله و قول لعفاريتك تهدى...

لتكمل ناكزة صدفة فى ذراعها
=مستحملة الواد ده ازاى ياختى ده انتى ليكى الجنة

ضحكت صدفة بقوة مما جعل راجح يزجرها بحدة هامساً بغضب بينما يده تضغط على كتفها بقسوة
=صوت ضحكتك يا ابلة.... 

همست صدفة قائلة بتذمر وهى تحاول فك يده من فوق كتفها
=فى ايه يا راجح.. عملت ايه دلوقتى... بلاش اضحك كمان

ظل يتطلع اليها عدة لحظات قبل ان يلتف الى مروان شقيقه الذى كان يتحدث اليه.. 

همست شوقية باذن صدفة وهى تنظر بحدة الى مايا خطيبة مروان التى كانت تتحدث الى نعمات
=البت دى تقيلة على قلبي تقل... 

لتكمل وهى تشير الى طرف انفها
=تنكه اوى... وبتتكلم معانا بطرف مناخيرها.... تقوليش ابوها وزير و ابوها اصلاً جزمكى فاتح محل على اول شارعى جتها نيـ.لة عيلة تنـ.ـحة

استمرت شوقية تهمس لها مقلدة حركات مايا مما جعل صدفة لم تعد تستطع تمالك نفسها لتسرع بوضع يدها فوق فمها تكتم ضحكتها بينما استمرت شوقية التحدث بطريقتها تلك حتى امسكت صدفة بيدها هامسة برجاء حقيقي 
=ونبى يا خالتى كفاية معتش قادرة امسك نفسى وصوتى لو طلع راجح هيطين عيشتى... 

ابتسمت شوقية غامزة لها 
=بيغير عليكى ابن نعمات... مجنون بيكى....و انتى كمان باين عليكى انك بتحبيه

احمر وجه صدفة بالخجل مما جعل شوقية تربت على كتفها قائلة بحنان
=ربنا يخاليكوا لبعض يا حبيبتى.... 

ابتسمت لها صدفة لكن جذب انتباه الجميع صراخ هاجر التي دلفت الي الغرفة تصرخ باسم مروان تحتضنه بقوة ثم اتجهت نحو راجح تحتضنه هو الاخر فهذة المرة الاولى التى تراه بها بعد اصابته بالكورونا... 

سلمت علي الجميع ثم اتجهت نحو صدفة تحتضنها قائلة وهي تتفحص جسدها
=يالهوى يا صدفة خسيتي اوي.... 

ربت راجح على ذراعها قائلاً 
=من التعب... الكورونا بهدلتها... 

اومأت هاجر قائلة بتعاطف
=ايوة باين عليها لسه التعب... بس بجد خسيتى يجى حاولى 7 كيلو.... 

قاطعتها شهقت مايا التى غمغمت بصدمة وهى ترمق صدفة بنظرات متفحصة من الاعلى للاسفل
=٧ كيلو.... ايه ده اومال شكلك كان عامل ازاى بقي..... 

لتكمل وهي تهز رأسها 
=لا المفروض تخسي بصراحة و تاخدى بالك من نفسك شوية.... 

اهتز جسد صدفة بغضب فور سماعها كلماتها تلك قاطعتها بحدة
=طيب ما تقولي لنفسك.... يا حبيبتى و خدى بالك من نفسك و كلى بدل ما انتي شبه الانيميا المتحركة كدة

هتفت مايا بعصبية و حدة
=لا انا جسمى كدة كويس.... اتخن ليه هو انا اتجننت.... 

ضحكت هاجر قائلة بمكر 
=اومال متابعة مع دكتور علشان تتخنى ليه يا مايا... و الوصفات اللي كل يوم بتشتريها من العطار..... 

تلملمت مايا في جلستها وقد احتقن وجهها بشدة ليسرع مروان قائلاً فور رؤيته للغضب المرتسم علي وجهها
=جرى ايه يا هاجر في ايه مايا مغلطتش صدفة المفروض تخس شوية... بعدين مايا فعلاً مش محتاجة تتخن هي جسمها كدة حلو مش لازم تبقي شبه البقـ.رة....... 

زجره راجح بنظرة تجعل الحديد ينصهر من شدة الغضب لتزداد اشتعال نظراته فور ان التف الي صدفة ورأي وجهها المحتقن بينما عينيها تلتمع بالدموع... 

التف الي شوقية و و الدته قائلاً بهدوء يعاكس النيران المشتعلة بداخله
=قوليلي ياما انتى و شوقية البط البلدى احلى و لا السمان المستورد... 

اجابته شوقية و نعمات في ذات الوقت
=البط البلدى.... طبعاً

هز راجح رأسه قبل ان يلتف الي شقيقه يرمقه بنظرة ذات معنى
=وانت بقي صحتك متجبش الا السمان المستورد...

ليكمل ضارباً على صدر مروان 
= اما البط البلدى تقيل عليك..... 

ضحكت شوقية بصوت مرتفع تتطلع بشماتة الي مروان الذى اشتعل وجهه و قد فهم معنى كلمات راجح جيداً همهم بتذمر 
=ليه كدة يا راجح... لازمته ايه الكلام ده..

تجاهله راجح و نهض جاذباً صدفة معه قائلاً بصوت مرتفع
=يلا يا حبيبتى نطلع ناكل الكوارع و المحشي اللي عملاهم عايزك تتخنى السبعة كيلو اللي خستيهم و ترجعيهم في يومين.... 

هتفت شوقية بصوت مرتفع خلف راجح و صدفة
=عايزاك تفضل وراها لحد ما تزيد فوق السبعة كيلو.. سبعة كيلو تانين... 

لتكمل و هى تلتف تنظر الي مايا بشمانة 
=اصل راجح مبيحبش المعضمين....

زفرت مايا بحدة قبل ان تنتفض واقفة متجهة نحو الباب مغمغمة بخدة
=انا مروحة يا مروان... هاتيجي توصلني..... 

نهض مروان يتبعها وهي يشير الي شوقية باشارات تدل علي التذمر و الغضب قبل ان يسرع خلف خطيبته مغادراً

༺༺༺༺༻༻༻༻

فور ان دلف راجح الى الشقة جذب صدفة الى حضنه قائلاً بصرامة و هو يخفض رأسه نحوها وعينيه مسلطة بعينيها المغرورقتين بالدموع
=قسماً بالله لو عيطتى... لأنزل افتح دماغ الحيوان اللى تحت هو و انثي الجمبرى خطيبته.. 

هزت رأسها بينما تحاول التحكم في دموعها حتى لا ينفذ تهديده همست بصوت منخفض بينما شفتيها ترتجف
=كله بيتريق عليا..... 

احاط وجهها بيديها مبعداً شعرها المتناثر على عينيها الى ما وراء اذنيها قائلاً بحنان
=مين اتريق عليكى... شوقية اللي قرفانى ليل و نهار و نفسها تجوز ممدوح واحدة شبهك... و لا هاجر اللي نفسها تتخن و تبقي زيك...... 

ليكمل بنبرة حادة يتخللها الغضب و الازدراء
=و لا مايا اللي بتلف على كل الدكاترة علشان تتخن حتي كيلو واحد و مش عارفة.... دى عيلة الحقد و الغيرة مليين قلبها و مروان طول عمره معندوش شخصية معاها بيحاول يراضيها بأى حاجة..... 

صمتت للحظة قبل ان يتابع بنبرة متحشرجة و هو ينظر بعينيها 
=ده انتى مهلبية... و مجننانى يا هبلة

انهى جملته تلك مطبقاً علي شفتيها بشفتيه مستولياً عليها في قبله حارقه..هزة صدفة رجفة قوية مرت بسائر جسدها .متناسية حزنها و الكلمات الجارحة التى تعرضت لها عندما زاد ضغط شفتيه فوق شفتيها بتملك حارق 
ظلوا عدة لحظات علي حالتهم تلك قبل ان يسرع بحملها بين ذراعيه و يدلف الى غرفة نومهم حتى يكمل ما بدأه....

༺༺༺༺༻༻༻༻

بعد مرور اسبوع.... 

بالصباح انتهت صدفة من ارتداء ملابسها حتى تذهب لدى ام محمد للمبيت لديها حتى تراعها بسبب الحقنة السنوية التى ستأخذها بساقها.. 
اتجهت الى الفراش وجلست بجانب راجح الغارق بالنوم حيث كان نائماً على بطنه دافناً وحهه بالوسادة.. 
مررت يدها بحنان فوق ظهره العارى تفركه بلطف منحنية عليه تقبله على خلف عنقه و هى تهمس باسمه... 
فتح راجح عينيه يتطلع اليها بتشوش لعدة لحظات قبل ان يعتدل جالساً 
=خلاص هتمشي....؟ 

اومأت رأسها بالايجاب قائلة 
=اها يدوبك... زمان الدكتور جه و اداها الحقنة في رجليها.... 

زفر بحنق قائلاً بحدة
=يعنى مش لاقين غير يوم اجازتى... ده ما بصدق يوم نقضيه سوا.... 

مررت يدها فوق خده بحنان 
=معلش يا حبيبى هي مالهاش غيرى هنا......هبات معاها وبكره الصبح هرجع و زي ما اتفقنا متقلقش محمد ابنها هيبات عنده صاحبه النهاردة.... 

لتكمل بمكر يتخلله المرح بينما يدها تمر باغراء فوق صدره
=بعدين اعتبرها اجازة ليك اهو تريح دماغك من زنى و تعرف تتفرج على المصارعة بتاعتك.... 

احاط خصرها بذراعه جاذباً اياها نحوه لتسقط فوق صدره هامساً بشغف بالقرب من اذنها
=ده انتي احلى ما فيكي زنك يا مهلبية...

اتسعت شفتيها بابتسامة واسعة لكنها انتفضت مبتعدة عندما رأته يقرب شفتيه من شفتيها و نيته واضحة بعينيه
=انا همشي بقي علشان اتأخرت... الفطار برا علي السفرا... و انا محضرالك الغدا سيباه في التلاجة لما تحب تتغدا طلع و سخن...ماشي

اومأ راجح بصمت و الاحباط ظاهر على وجهه مما جعلها تقترب منه تطبع قبلة سريعة على شفتيه هامسة باذنه
=هتواحشني.... 

ابتسم مقبلاً جانب عنقها بحنان و هو يقاوم رغبته بصعوبة بجذبها معه الي الفراش و الا يدعها تذهب لكنه لا يقدر على فعل ذلك فهو يعلم جيداً ان ام محمد صديقتها المقربة و بحاجة اليها لا يمكنه منعه عنها
=و انتى كمان يا مهلبية هتواحشيني.. 

طبعت قبلة على خده قبل ان تنهض سريعاً و تذهب تاركه اياه يتطلع الي اثرها قبل ان يزفر بحنق و يدفن وجهه بالوسادة عائداً للنوم مرة اخري لكن ايقظه صوت هاتفه ليجد المتصل توفيق تجاهله لكنه ظل يتصل به حتى اجاب اخيراً ليتمنة لو لم. يجب عليه حيث الح عليه بانه يجب ان يراه..و انه سيأتى الي منزله لكى يتحدث معه بأمر ضرورى... 

في وقت لا حق من المساء.... 

غادرت صدفة منزل ام محمد بعد ان عاد زوجها مصلحي فجأة مما اضطررها للمغادرة فلا يمكنها المبيت معه في ذات المنزل فراجح يمكن ان يقوم بقتلها كما ان مصلحى زوج ام محمد ذو شخصية فظه لا يحب احد بمنزله... 

حاولت صدفة الاتصال براجح حتي تخبره بما حدث و يأتي لكى يصطحبها للمنزل حتي لا تمشي بمفردها قي الشارع بهذا الوقت متأخر فقد فقد تعلمت من درسها الاخير لكن هاتفه كان مغلق مما جعلها تعود بمفردها فالوقت لم يكن متأخراً للغاية فقد كانت الثانية عشر منتصف الليل و كانت بعض المتاجر لازالت مفتوحة... 

و ضعت المفتاح بباب شقتها تفتحه و هي تسمع صوت غريب يأتى من الداخل ظنت ان راجح يشاهد التلفاز لكن فور دخولها الى بهو الشقة تجمدت خطواتها و قد تيبس جسدها فور رؤيتها للمرأة الشبه عارية الواقفة بمنتصف غرفة الاستقبال بينما امرأة اخرى ترتدى ملابس فاضحة تظهر اكثر ما تخفى من جسدها ترقصان بحركات خليعة امام بعضهم البعض علي نغمات الموسيقي التى تصدح بارجاء المكان و من حولهم تنتشر دخان السجائى و زجاجات الخمر

صرخت صدفة بصوت اهتز له ارجاء المكان و هى تكاد ان تصاب بأزمة قلبية من هول ما تراه
=راجـــــــــح....

༺نـهــــايـة الــفصـل


إرسال تعليق

أحدث أقدم