﷽
رواية شد عصب الفصل السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر والعشرون بقلم سعاد محمد سلامه
السادس_عشر«من أنت»
شد عصب
بمنزل القدوسي
غرفة مِسك
بعد أن فقدت وعيها أمس أحضروا لها الطبيب الذى أعطى لها إبره مُهدئه جعلها تبقى فى سُبات طوال الليل الى الصباح، ظلت معها بالغرفه
صفيه التى لم يغمض لها جِفن حتى غسق الفجر تسحبت خِلثه لبعض الوقت ثم عادت مره أخرى وظلت جوار مِسك يعصف بقلبها إعصار هائج قادر على إقتلاع قلب سلوان من بين ضلوعها لو وقفت أمامها الآن.
دخل الى الغرفه محمود ونظر نحو الفراش بغصه قويه قائلًا:
هى مِسك لغاية دلوك مفاجتش.
زفرت صفيه نفسها بغضب قائله:
أهى جدامك ممده هى والسرير حته واحده طول الليل تهزي،بسبب وش الشوم اللى دخلت للدار،وفى رِچلها النحس،وياريت إكده بس لاه كمان حطت عينيها على جاويد ومعرفش إزاي خطفته بسهوله إكده،بالتوكيد سحرتله،لاه وكمان بجحه وبتكدب وبتجول إنها متعرفوش .
تنهد محمود وهو ينظر لـ مِسك بآسى قائلًا بيقين:
تعرفه او متعرفهوش شئ ميخصناش، وجاويد حر فى إختياره وبنتك كانت جدامه من سنين من قبل ما تظهر سلوان، بتك عاشت فى وهم وآن الآوان تفوق منيه، وكفايه حديتك ده، وإهتمي ببتك إشوي، وكفايه زرع أوهام فى دماغها دفعت تمنها غالي بكسرة قلبها، أنا خارج دلوك وإعملي حسابك المسا كتب الكتاب ياريت حتى بلاش تتدخلي فى حاچه من التحضيرات، أبوي أمر نبيه تتولى تحضير الازم وخليكِ إنتِ چار مِسك ولما تصحي بلاش تسممي عقلها كفايه.
زمت صفيه شفاها بغضب ونظرت لـ محمود تُلمح بلوم:
وماله مدخلش، وإنت مفكرني ههتم بحاجه تخص وش الشوم اللى بسببها إتكسر قلب بتِ.
تنهد محمود بسأم قائلًا:
قلب بِتك إنتِ اللى كسرتيه من البدايه وكفايه تلومي عليا،سلوان أنا مفيش فى قلبي لها حُب ولا كُره بالنسبه ليا وجودها من عدمه عادي،أنا منسيتش إن بسبب أمها زمان كان ممكن أخسر حياتي،بلاش تعيشي أوهام إنك إنتِ الوحيده اللى همها مصلحة ولادنا وأها إنتِ شوفتي
حفصه فسخت الخطوبه قبل يومين من كتب الكتاب ومهماش مشاعرك همها مصلحتها وبس، وجاويد كمان مهموش قلب بِتك وإختار على مزاچه.
زفرت صفيه نفسها بغضب صامته،لكن بداخلها تشعر بالبُغض ناحية سلوان وأنها هى من دخلت للمنزل بنذير الشؤم
تذكرت حين تسحبت وخرجت قبل آذان الفجر من المنزل خِلثه دون أن يراها أحد وذهبت الى عِشة تلك العرافه ...
[فلاشــــــــــــــــ/باك]
دخلت الى عِشة العرافه قبل أن تتحدث لها بإستهجان تحدثت العرافه:
چايه عشان تطلبي ميني سِحر أوجف چواز جاويد من البت الغربيه اللى چت لإهنه، هجولك إتأخرتي، نفد السهم من يدي.... لكن.
صمتت العرافه فتحدثت صفيه بلهجة حِده:
لاه أنا چايه أسألك ليه مفيش ولا سِحر من اللى عملتيهم حوق وجاب نتيجه قبل إكده، يمكن مكنتش چيت لك دلوك وانا بتسحب كيف جطاعين الطُرق.
تهكمت العرافه بحِده أكثرقائله:
كل مره بتچني لإهنه، بتتسحبي كيف الجطاعين، فرق أيه دلوك... جولى چايه دلوك عاوزه أيه، وبلاه حديتك الماسخ.
شعرت صفيه برهبه من حديث العرافه وإرتبكت قائله:
عاوزه أعرف ليه مفيش عمل چاب فايدة مع جاويد، كانه محجِب إياك ولا إنت اللى كِبرتي ومبجاش ليكِ سطوه مع الأسياد؟!.
ردت العرافه بحِده:
لاه سطوتى لساها جويه مع الآسياد،بس معرفشي أيه سبب إن الأعمال اللى عملتهالك مچبتش النتيجه اللى عاوزها،يمكن إنت بتدسيها فى مكان غير اللى بجولك عليه.
ردت صفيه:.
لاه بدسها فى قلب المرتبه اللى بينام عليها جاويد تحت راسه كيف ما بتجوليلي،حتى من يومين شوفت العمل مُطرحه مكان ما دسيته.
فكرت العرافه للحظه ثم تسألت بخُبث:
سبق وجولتلي إن فى حچاب عالدوام حوالين رجابته... تعرفي تچيبي لى الحجاب ده.
ردت صفيه:.
ما جولت لك قبل إكده عالدوام لابسه برجابته، هخطفه منيه إياك.
ردت العرافه:
هو الحچاب ده اللى محصن جاويد، ودلوك، چايه ليه، مجدرش أمنع چواز جاويد من بت مِسك،لكن.
تعجبت صفيه من صمت العرافه بعد أخبرتها علمها بمن سيتزوج جاويد... وتسألت:
لكن أيه.
تبسمت العرافه بشيطانيه قائله:
فى يدي أخلى العروسه تكره جاويد وتشوفه مسخ تخاف منيه.... بس فى طلبات لازمن تتنفذ.
بلهفه رحبت صفيه بذالك ولمعت عينيها وتسألت:
وأيه هى الطلبات دى أنا چاهزه ألبي طلباتك، بس البت دي متمددش چسمها چار جاويد على سرير واحد، ويكرهها.
تبسمت بشيطانيه قائله:
الليله الچايه
هاتيلى خلجه من خلجات من البت دى بكره زى دلوك بس بشرط يكون عرقها فيه.
زفرت صفيه قائله:
الليله الچايه هيكون إنعجد كتاب جاويد عليها،يعني هيكون كل شئ إنتهى مفيش حاچه تعمليها توجف عجد الكتاب.
ردت العرافه بثقه:
حتى لو إنعجد الكتاب،أقدر أخلي العروسه تشوفه مسخ وتخاف منيه،ومش بس إكده أقدر أخلي جاويد نفسه جدامها كيف الجطه(القطه).
نظرت صفيه لها بفهم قائله بسؤال:
جصدك!.
أماءت العرافه رأسها قائله بتأكيد:
جصدي إني أربُطه وأخليه ميقربش منيها ولا يلمسها،وهى وجتها اللى مش هتتحمل كتير.
إبتسمت صفيه بظفر قائله:
ياريت ده يُحصل.
اكدت العرافه قدرتها قائله:
هيحصل بس التمن المره دي غالي.
أخرجت صفيه من صدرها روزمة مال قائله:
وأنا چاهزه وكل اللى هتطلبيه هجيبه،بس معوزاش الجوازه دي تعمر.
ردت العرافه ببريق شيطاني:
هبحصل هاتيلى قطر من البت دى ما طلبت منيكِ.
ردت صفيه: بس كيف هاجي لإهنه بكره،أكيد هتبجي الدار بعد كتب الكتاب فيها حركه ومعرفش هعرف إطلع من الدار فى وجت زى ده ولا لاه.
ردت العرافه:
بسيطه أنا هاچي لحد الدار وهستناكِ فى الضلمه جدام باب الدار الوراني.
تبسمت صفيه بإنشراح قائله:
تمام.
[عوده]
تنبهت صفيه على همس مِسك بإسم جاويد،ندرت لها ببؤس،لكن تذكرت طلب العرافه منها،نظرت لـ مِسك وجدتها مازالت تغط بالنوم،نهضت من مكانها وخرجت من الغرفه بهدوء.
أثناء سيرها بممر المنزل إقتربت من ذالك الشباك المُطل على حديقه المنزل ويكشف مدخل المنزل،رأت سلوان وتلك الخادمه تقف جوارها بخارج المنزل،تبسمت بظفر،يبدوا أن الحظ معها اليوم ولن تُضيع تلك الفرصه،سريعًا توجهت نحو الغرفه التى تمكث فيها سلوان حتى دخولها للغرفه كان سهلًا فـ باب الغرفه مفتوح على مصرعيه،راقبت المكان قبل أن تدخل وتأكدت أن لا أحد قريب من الغرفه دخلت سريعًا،تبحث عن ضالتها التى سُرعان ما وجدتها أيضًا وشاح رأس رأته بالأمس على رأس سلوان وضعته على أنفها تشتم راىحة عطر سلوان به إذن لابد أن مازال به آثر لعرقها،لفت الوشاح جيداً،ثم وضعته بصدرها بين ثنيايا ملابسها،وتوجهت نحو باب الغرفه،قبل أن تخرج من الباب نظرت على جانبيه ولم ترى أحد قريب،خرجت مُسرعه نحو غرفة مِسك ولكن أثناء سيرها دون إنتباه كادت تصتطدم بـ مؤنس الذى إستعجب بلهفه قائلًا:
مالك يا صفيه بتجري إكده ليه،مِسك چرالها حاچه.! .
تهكمت صفيه بإستغراب وإستفزاز قائله:
وهى مِسك لو چرالها حاچه هتأثر إمعاك،طالما الغندوره بِت بِتك اللى سحبت بيومين عقلك بخير... ونستك إن مِسك تبجي بِت ولدك اللى عمره ما خرج من طوعك، معرفش كيف سحبت عقل جاويد هو كمان،عشان يفضلها على بِت.
فهم مؤنس فحوي تلميح صفيه المباشر تنهد بآسى قائلًا:
بلاه حديتك الفارغ،مِسك غاليه عيندي،وجاويد عمرهُ ما لمح حتى إنه عنده نية الجواز بها،وفى الاول وفى الآخر كل الچواز نصيب،ويمكن ربنا شايل لـ مِسك الأفضل من چاويد.
تهكمت صفيه قائله:
آه،الجواز نصيب،ومتوكده إن ربنا شايل لبتِ الافضل ويا عالم أيه اللى هيحصل فى المستقبل،يمكن جاويد يعرف إن مش أى لمعه تبجي دهب،هروح أشوف بتِ،يمكن تكون صحيت من نومها ومحتاجه يد حنينه تطبطب عليها.
نفض مؤنس حديث صفيه المتهكم والساخر على يقين أن سلوان ومِسك بنفس درجة المَعَزه فى قلبه،ودخل خلف صفيه الى غرفة مِسك ونظر الى رقدتها بالفراش بغضه كبيره وهى مازالت تغط بذالك السُبات.
نظرت له صفيه قائله:
مِسك أها جدامك من عشيه وهى نايمه زي ما تكون مش عاوزه تصحي تاني،موجوع قلبها اللى دوستوا عليه بقلب مرتاح.
تقطع نياط قلب مؤنس و رد على صفيه:
عيندي أشغال لازمن أخلصها قبل المسا،ومتجلجيش مِسك جويه وهتجدر تتخطي اللى حصل لما تتوكد إن النصيب بينادم على صاحبه وهى مكنتش من نصيب جاويد.
غادر مؤنس وترك صفيه تشعر بحقد يزداد،لكن وضعت يدها على صدرها وتحسست ذالك الوشاح تشعر بزهو ظنًا إن كل شئ سيعود لما خططت له سابقًا.
❈-❈-❈
بخارج منزل القدوسي
ساعدت نبيه سلوان على النهوض ونفضت ذالك الغبار عن ثوبها كذالك وجهها،قائله بحنان:
ليه يا زينة الصبايا زعلانه،متوكده إن جاويد بيه هيسعد قلبك.
نظرت سلوان لها لثواني بسخريه ثم تذكرت جلال
وتلهفت قائله:
مفيش قدامي دلوقتي غير جلال،لازم أتصل عليه بسرعه.
تركت سلوان نبيه ودخلت الى المنزل متوجهه الى الغرفه التى تمكث بها سريعًا وجذبت هاتفها،تقوم بالإتصال على جلال.
.....
بينما بسيارة جاويد
للحظه تقطع نياط قلب هاشم ورأف قلبه وهو يرى جثو سلوان على الأرض عبر المرآه الجانبيه للسياره،تحدث لـ جاويد بآمر:
إرجع بالعربيه يا جاويد لمكان سلوان،أنا هقول لها إن جلال وجاويد شخص واحد وهاخد رأيها لو موافقه عليك يبقى تمام ولو قالت لاء مش غصبها.
لم يعترض جاويد على طلب هاشم ونظر خلفه للطريق وبدأ يعود بالسياره،لكن بنفس الوقت لم تنتبه سلوان لعودة السياره ودخلت الى المنزل بسرعه،توقف جاويد لثواني قبل أن يصدح رنين هاتفه،أخرجه من جيبه وتبسم ثم نظر لـ هاشم قائلًا:
سلوان اللى بتتصل.
نظرهاشم بلهفه آمرًا:
طب رُد عليها بسرعه بس إفتح الإسبيكر بتاع الموبايل.
فتح جاويد ذر التحدث ورد على سلوان التى سُرعان ما قالت بلهفه واستنجاد:
جلال انا محتاجه لك بسرعه ممكن تجي لحد أول طريق البلد.
رسم جاويد اللهفه قائلًا:
خير يا سلوان فى أيه؟
ردت سلوان:
مش هعرف أقولك عالموبايل تعالى لحد طريق البلد بسرعه من فضلك.
تلاعب جاويد قائلًا:
قوليلى فى أيه اللى حصل،يمكن أقدر أساعدك.
زفرت سلوان قائله:
لما نتقابل هقولك.
رد جاويد بخبث:
بس أنا دلوقتي مش فى الاقصر أنا فى أسوان بشتري بضاعه،قوليلى فى أيه يمكن أقدر أساعدك وأنا هنا.
زفرت سلوان نفسها بيآس قائله:
وهترجع أمتي من أسوان.
رد جلال:
الله أعلم أنا يادوب لسه واصل أسوان ويمكن مرجعش غير المسا بعد العشا، قوليلى فى أيه؟.
تمكن اليأس من سلوان ولم ترد على جاويد الذى تخابث قائلًا:
سلوان، سلوان، روحتي فين،قوليلى أيه اللى حصل إحنا كنا مع بعض إمبارح وقولت لى إن جدك بيعاملك كويس.
ردت سلوان بيأس: مفيش يا جلال ياريت تحاول ترجع من أسوان قبل المسا.
تنهد جلال قائلًا:
تمام، هحاول ولما أوصل الأقصر هتصل عليكِ مباشرةً.
ردت سلوان بحِيره:
تمام فى أى وقت ترجع للـ الاقصر إتصل عليا سلام.
أغلقت سلوان الهاتف وألقته فوق الفراش وجلست على الفراش تشعر بخيبه،حتى جلال من فكرت أنه سيكون المُنقذ لها،غير موجود بالأقصر،كآن كل شئ يُضيق عليها الخناق...لكن لن تستسلم وتلك الزيجه لن تتم.
بينما بالسياره أغلق جاويد الهاتف ونظر ببسمه الى هاشم الذى شعر بإنشراح فى قلبه وإبتسم لـ جاويد
قائلًا:
واضح إن سلوان عندها ثقه كبيره فيك.
إبتسم جاويد دون رد.
عاود هاشم سؤال جاويد قائلًا:
رغم إنى لغاية دلوقتي مش مقتنع بعدم معرفة سلوان إن جلال وجاويد شخص واحد،ومش عارف ليه مش عاوزها تعرف قبل كتب الكتاب عالاقل.
إبتسم جاويد قائلًا:
أظن إتأكدت بنفسك إنى مصدر ثقه لـ سلوان،وحكاية إنى مش عاوزها تعرف أنى جاويد الاشرف قبل ما نتجوز،يمكن عاوز أعرف رد فعلها بعد ما تكون بقت مراتي رسمي،لهدف فى دماغي مقدرش أقوله لحضرتك.
إبتسم هاشم بفهم قائلًا:
تمام،براحتك،بس أحب أبشرك سلوان جميله وتبان هاديه،بس هى عنيده ومتمرده جدًا.
إبتسم جاويد بتأكيد قائلًا:
عارف، بس أنا هعرف أسيطر على عنادها وتمردها وأحولهم لعشق.
وضع هاشم يده على كتف جاويد قائلًا:
طب شِد عصبك بقى وإتحمل اللى جاي،بس بحذرك سلوان لو لجأت ليا أنا وقتها مش هخذلها مره تانيه وهحتويها.
إبتسم جاويد بثقه قائلًا:
لاء إطمن يا عمي،وإنسى سلوان خلاص وإتأكد إنى هقدر أحتوي عِنادها وتمردها.
❈-❈-❈
بغرفة مِسك
إختار عقلها النوم،أو ربما تأثير تلك الادويه التى كتبها لها الطبيب بناءً على طلب محمود منه،كى يستطيع السيطره على هزيانها وقسوة ما تمر به،ربما النوم هو الحل الوحيد الآن القادر على مساعدتها أن تتخطي تلك المرحله القاسيه حتى فقط يمُر عقد القران،ربما تصحو على حقيقة أن ذالك الامل الواهي إنتهى وعليها نسيانه مهما كانت صعوبته،عليها تقبُل حقيقة أن جاويد كان وهمًا صنعته بخيالها...
لكن للآسف رغم ذالك هو يعلم صعوبة نسيان حب عَشش فى قلبها منذ الطفوله كبر معها وكبرت به
حتى فى خيالها وهى نائمه غصبًا سكن وجدانها وهى ترى
جاويد يُنادي بإسمها وهو يقترب منها مُبتسمًا فاتحًا ذراعيه الآثنين لها،هرولت سريعًا نحوه كي تُلقى بنفسها بين يديه لكن حين أصبح بينهم خطوه واحده جاويد أعطى لها ظهره،إستغربت ذالك وإقتربت من جسد جاويد ووضعت يديها على متفيه وسندت برأسها على ظهره،قائله:
بحبك يا جاويد.
لكن سُرعان ما سأم وجهها حين إبتعد عنها ذالك الجسد وإستدار ينظر لها مُتشفيًا يقول:
أنا زاهر يا مِسك ياما جولت لكِ فوجي من الوهم اللى معشش فى قلبك،وأها جاويد أول بنت ظهرت جدامه چري عليها وتجاهل غرامك الملحوظ له.
تخبطتت مِسك بالحائط وهى تقاوم إغلاق عينيها وتبتعد عن زاهر قائله:
لاه جاويد بيحبني، دى نزوه وهيفوق منيها بسرعه.
ضحكت مِسك بهستريا وهى تنظر أمامها رأت جاويد يقترب من مكان وقوفها، عادت بنظرها لـ زاهر قائله بتحدي:
أها جاويد چاي عشاني، أنا مش عايشه فى وهم، إنت اللى حقود وعايش فى وهم غرامي،وده مستحيل يحصل.
ضحك زاهر قائلًا بتشفي:
إنتِ اللى عايشه فى وهم بصي جدامك جاويد إتخطاكِ للى بتستناه بالتوب الابيض.
نظرت سلوان بحسره نحو جاويد الذى تخطاها وذهب الى إتجاه فتاه أخري،يركض خلفها ويضحك وهو يحملها بين يديه مُقبلًا وجنتيها وهى تتدلل عليه،رغم ذالك يتقبل دلالها،سقطت بجسدها أرضًا تشعر بإنهاك وهى تصرخ بعشق إسم جاويد،وزاهر يضحك عليها بتشفي.
سأم وجه صفيه التى سمعت صُراخ مِسك بإسم جاويد وهى نائمه،شعرت بآسى قائله:
ياريت جاويد كان مات وبتصرخي عليه من الحزن،بس وحيات مرارة قلبك لا أخليه يرجعلك راكع يطلب وصالك.
❈-❈-❈
مساءً
بين المغرب والعشاء
بمنزل القدوسي بغرفة المندره
إستقبل مؤنس و صلاح مأذون البلده الذى تبسم قائلًا بمزح:
المأذون وصل قبل العريس ولا أيه.
إبتسم جاويد من خلف المأذون قائلًا:
لاه يا حضرة الشيخ أنا إهنه،بس كان معايا إتصال مهم.
أبتسم الماذون مازحًا:
إلأتصال أهم من كتب كتابك،خد بالك النساء صعب تفوت حاچه زى إكده وأكبر عدو للمرأه هو تليفون چوزها.
إبتسم جاويد بينما همس صلاح لـ هاشم الجالس جواره قائلًا:
ده إن مكنش عندي ثقه إن العروسه هى صاحبة الإتصال المهم.
إبتسم هاشم له هامسًا:
ده شئ واضح من وش جاويد،ربنا يستر لما سلوان تعرف إن جلال هو جاويد،وإن الشخص اللى بتستنجد بيه هو نفسه اللى عاوزه تهرب منه.
إبتسم صلاح قائلًا:
متخافيش جاويد داهيه زى ما بتجول عليه،خلينا فى كتب الكتاب.
فتح المأذون دفتره قائلًا:
قبل ما أكتب أي بيانات لازمن أعرف من وكيل العروس منيها نفسيها.
نظر جاويد نحو هاشم الذى وقف قائلًا:
تمام تقدر تتفضل معايا ونسأل العروسه.
ذهب هاشم مع المأذون الى غرفة سلوان
وقف أمام باب الغرفه يشعر بتوجس قائلًا للـ مأذون تسمح بس بدقيقه أدخل أتكلم معاها فيها.
أومأ الماذون برأسه موافقًا
إنتظر هاشم ثواني بعد أن طرق باب الغرفه ولم يسمع رد سلوان بالسماح له بالدخول،للحظه توجس وفتح الباب،لكن أخذ نفسه براحه حين وقع بصره على سلوان التى تجلس على أحد مقاعد الغرفه يبدوا أنها تشعر بهدوء عكس توقعه،أيقن أن جاويد حين خرج من الغرفه قبل دقائق كي يرد على مكالمه لهاتفه،كانت سلوان من تهاتفه،تأكد أن جاويد يحتل مكانه خاصه لدى سلوان،فهو يعلم جيدًا خِصالها وأنها صعب أن تثق بأي أحد لكن هذا عكس ما تشعر به نحو جاويد التى وثقت به،يعلم أنها حين تعلم هويته الحقيقه ستثور وتعند لكن هو ترك كل شئ بيد القدر،كما حدث من البدايه،دون تخطيط من أحد...
إقترب هاشم من مكان جلوس سلوان قائلًا:
بخبط عالباب ليه مردتيش عليا.
نظرت له سلوان بهدوء وظلت صامته.
زفر هاشم نفسه وتضايق من تجاهل سلوان لكن إبتلع تجاهلها قائلًا:
تمام المأذون واقف قدام باب الأوضه،عشان يعرف مين اللى هتوكليه بكتب كتابك.
إنتفضت سلوان بسرعه وغضب قائله:
بس أنا مش موافقه على كتب الكتاب أساسًا وهطلع أقول للماذون كده.
قبل أن تتوجه سلوان نحو باب الغرفه أمسك هاشم يدها بتعسف قائلًا:
بس أنا ولي أمرك وموافق على كتب الكتاب،وحذرتك قبل كده وخالفتي أمري،جيتي لهنا بإرادتك.
نظرت سلوان له برجاء قائله:
بابا أرجوك بلاش تضغط عليا،عمرك ما عاملتيني بالطريقه دى قبل كده،ولا غصبتني على حاجه مش عاوزها،عارفه إنى خالفت أمرك وجيت لهنا الأقصر من وراك،بس خلاص يابابا خلينا نرجع تاني للقاهره وهنسي الاقصر دى نهائيًا،بابا عشان خاطري بلاش تضغط عليا،الجواز مش لعبه.
كاد هاشم أن يحن قلبه لـ سلوان ويوافقها على ما تريده،لكن كآنه لمح بالغرفه صوره قديمه
لـ مِسك،وتخيلها أمامه تومئ له ببسمه وهى تهز رأسها بقبول، رجف قلبه،وأغمض عيناه ثم فتحها ونظر لـ سلوان يحاول جاهدًا عدم الإنصياع خلف حنين قلبه قائلًا:
خلاص الوقت نفد يا سلوان،دلوقتي أنا هفتح الباب للمأذون ولما يسألك مين وكيلك فى كتب الكتاب،إختاري اللى يريحك بيني وبين الحج مؤنس.
شعرت سلوان بالآسى قائله بإستهجان تتلاعب بمشاعر والداها:
طبعًا عاوز تتخلص مني عشان مبقاش عازول بينك وبين مراتك اللى إتجوزتها،وبتدور على راحتها إنى أبقى بعيده عنكم،ويمكن أطلع من جوازي من اللى إسمعه جاويد ده بمبلغ محترم ووقتها محدش هيلغي الكريديت بتاعتي.
تنهد هاشم يفهم تلميح سلوان بغضب قائلًا:
إحسيبيها زى ما إنتِ عاوزه يا سلوان،كفايه تضيع وقت المأذون واقف قدام الباب والشهود فى المندره خلينا ننتهي.
نظرت له سلوان بدمعة خُذلان قائله بإنصياع:
تمام يا بابا هوافق عالجواز،بس إعمل حسابك الجوازه دي مستحيل هتعمر ومتأكده أنها هتنتهي فى أقرب وقت،بس مش هرجع لحضرتك تاني.
شعر هاشم بتقطع فى نياط قلبه وأومئ لـ سلوان رأسه دون حديث،وتوجه نحو باب الغرفه وفتحه وكبت تلك الدمعه بعينيه قائلًا:
إتفضل يا حضرة الشيخ،العروسه قدامك أهي أسألها مين وكيلها.
دخل المأذون الى الغرفه مُبتسمًا يقول:
الف مبروك،يا عروسه،يا ترى مين وكيلك فى كتب الكتاب.
نظرت سلوان نحو هاشم للحظه تمنت أن يُنهي ذالك لكن هو تجاهل النظر لها غصبًا،شعرت سلوان بمراره حين عاود المأذون السؤال مره أخري،نظرت نحو هاشم بتعمُد قائله:
وكيلي هو الحج مؤنس القدوسى.
إبتسم المأذون قائلًا:
تمام ألف مبروك.
خرج المأذون من الغرفه وكاد يخرج خلفه هاشم لكن سمع تهكم سلوان:
طبعًا كده إرتاحت مني،ومش هتلاقى أى عازول بينك وبين طنط دولت إبقى سلملي عليها،بس يا خساره هتزعل أوي كان نفسها تجوزني أخوها عشان تضمن السيطره على قلب حضرتك،بس هى كانت غلطانه...هى ملكت قلبك كله حتى مكاني فيه هى خدته.
لم ينظر هاشم لـ سلوان وخرج من الغرفه وأغلق خلفه الباب،ووقف أمامه يشعر بتقطع فى قلبه، أغمض عينيه، حين سالت تلك الدمعه الذى سُرعان ما شعر بيد توضع على وجنتيه تجفف تلك الدمعه.
نظر هاشم لصاحبة تلك اليدين وتبسم حين تبسمت له قائله:
متقلقش على سلوان أنا فرحانه أوي يا هاشم إنها هتبقى هنا فى الأقصر قريبه مني.
إبتسم هاشم ورفع يده ووضعها على وجهه مكان تلك الأنامل الذى شعر بها وخشي أن يفتح عينيه ويعلم أن تلك اليدين لم تكن سوا خيالًا تمني وجوده الآن.
❈-❈-❈
بعد وقت إنتهي عقد القران،وضع جاويد توقيعه على قسيمة الزواج،وذهب مؤنس بدفتر المأذون لـ سلوان كي تضع توقيعها هى الأخري على قسيمة الزواج،دخل الى الغرفه بعد أن طرق على بابها،وجد سلوان تقف خلف باب الغرفه ملامح وجهها متهجمه،حاول الهدوء،ومد يده بدفتر المأذون قائلًا:
جاويد مضي على قسيمة الجواز ناجض توقيعك.
تهكمت سلوان بتحدي قائله:
واضح إن جاويد ده مستعجل أوي،تمام توقيعي مش هيضرني،ولا هينفعكم.
أخذت سلوان الدفتر ونظرت الى توقيع جاويد على القسيمه بإستهزاء،بينما أشار لها مؤنس بيده بالمكان الذى توقع به،لكن بسبب عصبية سلوان تغافلت ليس فقط عينيها وعقلها عن عدم وجود صور لها ولا لـ جاويد،لكن قدم لها مؤنس بصامه كي تبصم على القسيمه فعلت مثلما قال لها بلا مبالاه منها.
عاد مؤنس بدفتر المأذون الى المندره مُبتسمًا،تنهد جاويد براحه مُبتسمًا هو الآخر.
❈-❈-❈
بعد وقت بنفس الليله
بحوالي التاسعه والنص مساءً
نظرت سلوان بترقُب من شباك غرفتها،رأت بعض العاملات يقومن ببعض الأعمال المنزليه،تنهدت بسأم قائله:
دلوقتي لو خرجت قدام الشغالات دول مش هلحق أوصل لباب الدار،ومعرفش مدخل تانى للبيت ده،وأكيد زمان جلال على وصول.
زفرت نفسها بغضب،ثم توجهت نحو باب الغرفه تنظر بترقب وحسمت أمرها قائله:
مفيش قدامي غير آنى أجازف وأخرج والا فى النهايه هلاقي نفسي قدام الامر الواقع ومتجوزه من اللى إسمه جاويد الأشرف،اللى معرفش إزاي قابل على نفسه يتجوز بـ بنت عمره ما شافها ولا هى شافته، وأنا أساسًا مش عاوزه أشوفه ولا أعرفه،كل اللى عاوزاه أني أخرج من الدار دى ومن البلد دى كلها وبعد كده سهل أطلب الطلاق...وينتهي الأمر.
خرجت سلوان من غرفتها وتوجهت الى خارج المنزل،للغرابه العاملات إبتعدن عن باب الخروج،سريعًا سلوان إنتهزت الوقت واسرعت بالخروج من المنزل نظرت خلفها للحظه،تنهدت براحه،ثم أسرعت بالمشي،كآنها تركض رغم توجسها ورعشة جسدها حين مرت من أمام المقابر كذالك الطريق المجاور للمجري المائى،لكن إنشرح قلبها حين رأت سيارة جاويد للتو وصلت برأس الطريق أسرعت بالتوجه لها سريعًا،قبل أن يترجل جاويد من السياره فتحت سلوان باب السياره وصعدت إليها قائله بلهاث:
إطلع بسرعه يا جلال.
مثل جلال الأستغراب قائلًا:
فى أيه يا سلوان،ومالك بتنهجي كده ليه،أنا مكملتش أشغالى فى أسوان وجيت مخصوص عشانك.
إلتقطت سلوان نفسها قائله:
سوق العربيه بسرعه وفى الطريق هقولك على كل حاجه،بس خلينا نمشى من هنا بسرعه.
إمتثل جلال لأمر سلوان وسار بالسياره قليلًا ثم نظر لـ سلوان التى هدأت أنفاسها قائلًا:
أعتقد دلوقتي لازم أعرف أيه سبب إتصالك وطلبك نتقابل فى وقت زى ده.
ردت سلوان بهدوء:
هى أول مره نتقابل فى الوقت ده،بس المره دي بصراحه كان لازم نتقابل لأنى محتاجه منك خدمه خاصه.
تسأل جلال:
وأيه هى الخدمه دى بقى؟
ردت سلوان:
أول شئ محتاجه مكان أبات،ويكون بعيد عن هنا.
رد جلال:
بسيطه بسهوله أحجزلك أوضه فى الاوتيل اللى كنتِ نازله فيه بس أفهم أيه اللى حصل،جدك زعلك.
ردت سلوان بصراحه:
لاء،مش الحج مؤنس السبب،بابا كمان هنا فى الاقصر من إمبارح وأنا مكنتش أعرف،بس مش ده المهم،فى حاجه تانيه حصلت.
مثل جلال الأهتمام والفضول سألًا:
وأيه اللى حصل بقى.
ردت سلوان ببساطه وسردت له عن غصب وضغط والداها عليها كي توافق على عقد قرانها على المدعو جاويد الاشرف.
توقف جلال بالسياره فجأه قائلًا:
يعني إنت إتغصبتي تمضى على قسيمة جوازك من جاويد الأشرف،ليه ده أمنية أى بنت فى الاقصر كلها يكون من نصيبها.
نظرت سلوان لـ جلال بتهكم قائله:
وإنت تعرف جاويد ده.
تبسم جلال قائلًا بتأكيد:
أعرفه شخصيًا.
ردت سلوان:
بس أنا بقى مش عاوزه أعرفه ومستحيل الجوازه دى تتم،لاني ههرب،وأنت هتساعدني.
نظر جلال لها يقول:
مقدرش فى دي بالذات يا سلوان،إنتِ خلاص زي ما قولتلى إنك وقعتي وبصمتي على قسيمة جوازك من جاويد،يعني رسميًا مراته، وكمان بسهوله جدًا يعرف مكانك فين،فكرة الهرب دي فكره قديمه كانت بتحصل فى الافلام القديمه بس فى الواقع مستحيل تحصل.
ردت سلوان بثقه:
لاء بتحصل ماما زمان هربت يوم كتب كتابها ورفضت تتجوز من شخص تانى غير بابا.
زفر جلال نفسه قائلًا:
حتى لو ده حصل فأنتِ قولتى زمان مش دلوقتي،كمان جاويد الاشرف مش سهل.
زفرت سلوان نفسها قائله:
سهل ولا صعب ميهمنيش أنا رافضه الجواز منه ومستحيل يتم،وبعدين إنت بدافع عنه كده ليه حاسه إنك مش عاوز تساعدنى،يمكن خايف من سطوة اللى إسمه جاويد ده.
ضحك جلال بإستهزاء قائلًا:
أنا آخر واحد أخاف من جاويد الاشرف.
تبسمت سلوان بأمل قائله:
ليه،بينكم عداء ولا أيه؟.
ضحك جلال قائلًا:
لاء بينا صداقه متينه ومستحيل أخون الصداقه دى يا سلوان.
نظرت له سلوان بإستغراب قائله:
قصدك أيه،إنت مش هتساعدني.
أومأ جلال رأسه بـ لا.
شعرت سلوان بصدمه قائله :
مش فاهمه ردك.
رد جلال:
لاء مقدرش أساعدك يا سلوان إنتِ دلوقتي، تعتبري زوجه رسميه لـ جاويد الأشرف، واللى بتعمليه وفكرة الهرب مش فى صالحك، لازم ترجعي تاني لـ بيت جدك.
تهكمت سلوان بدموع قائله:
آه أرجع دار الحج مؤنس وأوافق أبقى زي الهديه اللى بيسلموها لـ جاويد بيه، زى الشغاله ما بتقولى، بس ده مستحيل يحصل حتى لو إنت رفضت تساعدني... ومتخافش مش هتخون صداقتك مع جاويد الأشرف، واللى الله أعلم بينكم صداقه ولا مصالح مشتركه وخايف عليها، عالهموم شكرًا وبعتذر إنى عطلتك عن بقية شغلك، أنا هنزل من العربيه وأكمل الطريق لوحدي، زى ما جيت لهنا لوحدي برضوا.
وضعت سلوان يدها فوق مقبض باب السياره وكادت أن تفتحه كى تترجل،لكن جاويد أغلق ذر التحكم الإليكترونى بـ باب السياره،نظرت له سلوان بعد أن سمعت صوت صمام الآمان قائله بأمر:
أفتح التحكم يا جلال وخليني أنزل من العربيه.
نظر لها جلال ببرود قائلًا:
لاء يا سلوان،وخليني أرجعك لبيت جدك،وبلاش تتسرعي أكتر من كده... ومتعرفيش نتيجة تسرعك ده.
نظرت له سلوان قائله بحِده:
وإنت مالك بنتجة تسرعى،أنا حره،وأفتح باب العربيه بقولك.
تجاهل جاويد طلب سلوان،وبدأ بقيادة السياره قائلًا:
هوصلك لبيت جدك.
تنرفزت سلوان قائله:
بقولك نزلني،يا جلال.
تجاهل جاويد طلب سلوان لكن تعصبت سلوان وبدأت تثور عليه ومدت يديها على عجلة القياده كى توقف السياره،لكن جاويد صد يديها،لكن لم تستسلم سلوان لذالك وظلت تحاول،حتى قال لها جلال:
سلوان كفايه إهدي أنا مش هوقف العربيه، والطريق محدود وترابي وبهوجتك دى ممكن نعمل حادثه وندخل فى أي شجره عالطريق.
لم تبالى سلوان من تحذير جلال،وظلت تحاول أن يقف جلال بالسياره غصبًا،الى أن كاد يقفد السيطره على السياره،أوقفها سريعًا ونظر نحو سلوان التي نظرت له بغيظ قائله:
إفتح كنترول باب العربيه.
زفر جلال نفسه بغضب قائلًا:
لاء يا سلوان،كادت سلوان أن تتهجم عليه،قائله بذهول:
إنت مين؟.
كانت كلمة سلوان الاخيره قبل أن يضع جاويد يده فوق عُنق سلوان ويضغط على العرق النابض بقوه لتغشى سلوان بعدها فاقده للوعي.
﷽
#السابع_عشر«رد آخر»
#شدعصب
ـــــــــــ
بمنزل صالح
زفر زاهر نفسه بغضب وهو يُلقى هاتفه أمامه على طاولة الطعام قائلًا:
كمان قافله موبايلها هى وأبوها.
بنفس اللحظه كان يدخل صالح الى غرفة السفره تهكم قائلًا بإستفسار:
ومين دي بجي اللى قافله موبايلها هى وبوها، لا تكون ناويت تتجوز من ورايا.
تهكم زاهر ونظر لجلوس صالح على مقعد خلف طاولة الطعام قائلًا:
لاه إطمن أنا مش بفكر أتجوز من وراك ولا من جدامك دلوك.
وضع صالح قطعة طعام بفمه يمضغها قائلًا بتلميح:
وليه مش بتفكر فى الچواز دلوك، إنت عديت التسعه وعشرين سنه، ولا بيك عِله وخايف تتجوز وتنكشف.
نظر زاهر له ببُغض قائلًا بتلميح:
وأيه العِله اللى هخاف منيها، كل الحكايه إني مش عاوز أتجوز أي ست وبعد كده أزهق منيها بسرعه وأفكر فى غيرها،أو أعيش إمعاها غُصبانيه،وأخونها مع الغوازي وبنات الليل،وأرچع ليها آخر الليل سكران وريحة الخيانه بتفوح مني،ومش بعيد أجتلها وأنا مش داريان،بس متوكد وجتها مش هلاجي اللى يوالس على چريمتي.
بصق صالح الطعام الذى بفمه ونهض واقفًا يُنادي على الخادمه بصوت جهور قائلًا:
طعم الوكل ماسخ،كأن الخدامه كبرت وبجت تنسى تحط ملح.
تهكم زاهر مُبتسمً حين آتت الخدامه وبدأ صالح فى توبيخها،ثم تحجج بذالك وترك غرفة الطعام بعصبيه...بينما الخدامه بكت وكادت تُبرر بدفاع عن نفسها لكن زاهر قال لها:
لاه، حديتك أنا خابره طعم الوكل زين، ومحتاج كوباية شاي سُكر زياده من يدك.
إبتسمت له الخادمه بإيماءه قائله:
ربنا يُجبر بخاطرك، ويرزجك بـ بِت الحلال اللى تحلى حياتك وتخليها سكر زياده.
سئم وجه زاهر وتنهد بحسره فمن يهواها قلبهُ، تهوى آخر كآن بنظرها هو الرجُل الوحيد بالعالم لاترى غيره، بسببها أحيانًا يحقد قلبهُ عليه ما الفرق بينه وبين جاويد، لاشئ يُذكر الإثنان تقريبًا بنفس المستوي المادي والدراسي، لكن لديه يقين أن لعمته صفيه يد فى ذالك، هى على خلاف بلا سبب مع والده منذ زمن،يبدوا أنه ورث الحظ العثر منذ صِغره حُرم من حنان الأم،كذالك يبدوا أنه سيُحرم من نيل ما هواها قلبه والسبب هو سوء خِصال والده.
....
بأحد المشافي الحكوميه.
تنهدت حسنى براحه حين أخبرها الطبيب بتحسُن ضئيل، إبتسمت لطبيب بفرحه قائله:
يعني أبوي حالة تنفسه إتعدلت وبجي يقدر يتنفس من غير كمامة الأوكسچين.
رد الطبيب:
لاء، لسه لازمه كمامة الأوكسچين وكمان حالته تستدعي إستمرار الحجز إهنه لبكره او يومين كمان على حسب عودة التنفس عنده طبيعي.
تحيرت حسنى بإستفسار قائله:
مش فاهمه جصدك يا دكتور مش بتجول إن التنفس عند أبوي إتعدل.
رد الطبيب بتفسير:
هو فعلًا تنفسه إتعدل بس لسه آثر الدخان فى الرئه ولو خرج دلوقتي ولو شيلنا كمامة الأوكسچين من عليه ممكن يحصله إنتكاسه،ويرجع يضيق نفسه،وكمان انا معرفش المريض ده إزاي تسمحوا له يشرب دخان،وهو عنده مرض فى صدرهُ.
إستعجبت حسنى قائله:
بس أبوي بطل شُرب سچاير وكمان مبجاش بيروح القهوه كيف الأول عشان يشرب أرجيله.
تنهد الطبيب قائلًا:
يعنى هكون بكدب عليكِ،الآشعه أهى بتوضح أن المريض إستنشق دخان بطريقه مُباشره.
إستغربت حسنى ذالك،فى نفس الوقت كانت زوجة أبيها تقترب من مكان وقوفها مع الطبيب،وتحدثت بلهفه مُصطنعه:
خير يا دكتور طمني على چوزي.
نظر لها الطبيب قائلًا:
أنا عطيت للآنسه بالتفصيل حالة والداها تقدري تعرفي منها أنا عندي حالات تانيه لازم أباشرها عن أذنكم.
غادر الطبيب وتركهن وحدهن، تحدثت زوجة أبيها بنزك قائله:
هو ماله الدكتور بيكلمنا بآنرحه إكده ليه هو السؤال حُرم ولا إكمننا فى چايين له فى مستشفى حكومي لو عينديه فى العياده كان كلمنا زين.
نظرت حسني لزوجة أبيها سأله:
الدكتور مش بيتحدت بآنزحه، بيتحدت عادي، الا جولي "ثريا" يا مرت أبوي هو أبوي إمبارح نزل للقهوه وشرب مِعسل.
إرتبكت ثريا قائله بكذب:
وأنا هعرف منين أنا مش كنت چيت ليكِ بالغدا للعمال اللى فى المخزن، يمكن إنتهز فرصة عدم وجودي بالدار وخرج، وجعد عالقهوه وإتغوي وشرب حجر مِعسل.
تنهدت حسنى قائله:
معرفاش أبوي،ليه غاوي يأذي نفسيه بالهباب المِعسل ده،وزين إنك فكرتيني،بالعمال اللى كانوا بيشتغلوا فى المخزن أنا نسيتهم بسبب حالة بوي،هتصل على الريس بتاعهم أجوله يرچع يكمل شغله فى المخزن،عشان الراچل اللى مأجر المخزن شكله مستجعل عليه،بس موبايلي فاصل شحن،أنا هنا من قبل الفجر ومشحنش هاتي موبايلك يا مرت أبوي اما أتصل منيه.
بحثت بحقيبة يدها ونظرن لـ حسنى قائله
موبايلي مش فى الشنطه يظهر سيبته فى الدار من اللهوجه والخضه اللى إتسبب فيها أبوكِ.
تنهدت حسنى وصدقتها بنيه طيبه:
تمام،أنا شويه وهرچع للدار واشحن موبايلى وأبجي أتصل على ريس العمال.
ردت ثريا:
وهى يعني الدنيا طارت.
ردت حسنى:
لله الدنيا مطارتش بس هو مستعچل ،وحقه طالما دفع الإيجار .
تخابثت ثريا بالسؤال:
الچدع ده باين عليه إنه إكده عصبي.
ردت حسنى بحُسن نيه:
عصبي ولا هادي متفرجش إمعاي كل اللى يهمنى إنه يدفع الإيجار فى مواعيده وغير إكده
ميهمنيش أنا هناسبه إياك...وكفايه حديت إكده خلينا ندخل لابوي .
تركت حسنى ثريا وتوجهت نحو الغرفه الموجود بها والداها بينما لمعت عين ثريا بمكر ودخلت خلفها الى الغرفه تسمعت عتاب حسنى لوالدتها ،الذى أخفض وجهه بكسوف دون رد .
بينما بعد قليل وقفت حسنى تشعر بالإرهاق قائله:
أنا هروح الدار دلوك وبكره من بدري هكون إهنه.
نهضت ثريا سريعه سأله:
هتروحي الدار أمال مين اللى هيبات مع أبوكِ.
نظرت لها حسنى بإستغراب قائله:
إنتِ يا مرت أبوي،أنا إهنه معاه من ليلة إمبارح ومنمتش .
تلبكت ثريا قائله لتبرير:
ما إنتِ عارفه خواتك فى المدرسه ويادوب رچعوا من المدرسه على دروسهم،وأنا كنت مشغوله بيهم،ودلوك كمان لازمن أرچع للدار عشانهم،إنتِ مش هتقدري على خدمتهم وتلبية طلباتهم ، وكمان رغم أن بكره الچمعه بس حداهم دروس بدري،ولازمن أصحيهم قبل الميعاد على ما يقول من النوم ،وإنتِ إهنه هرتاحي وتنامي على أي سرير فاضى بالاوضه وحظك الأوضه فيها كم سرير خالي ،والدكتور جال أن صحة بوكِ اتحسنت يعنى بس هتيجي مرافجه له ونس.
نظرت حسني لها بإنصياع قائله:
تمام يا مرت ابوي انا هبات الليله مرافجه لابوي بالمستشفى ،بس بكره تچي بدري .
إبتسمت ثريا قائله:
يا دوب بس خواتك يروحوا دروسهم من بدري وهكون إهنه.
❈-❈-❈
دار القدوسي
دخل محمود إلى غرفة مؤنس وسمع نهايه حديث على الهاتف،زفر نفسه بغضب وهو يجلس جوار مؤنس على الآريكه...نظر له مؤنس بإستفسار قائلًا:
فى أيه مالك.
وفي محمود نفسه بغضب قائلًا:
يستغرب على حال الدنيا،وصعبان عليا قلب بتِ مِسك اللى إتكسر بسبب جاويد ،اللى معرفش عاچبه أيه فى سلوان،وبيچري وراها وهى ولا على بالها ،وآخر المتمه كمان إتسحبت كيف الحراميه آخر الليل ،ومعرفش راحت فين.
رد مؤنس:
راحت لـ هاشم الفندق أبوها وهتبعد عنيه وعاوزه تشبع منيه،بس هو إتصل علي وحالي إنه چايبها وچاي لإهنه،عشان بكره فرحها وهتطلع من داري عروس لدار چوزها.
تنهد محمود يشعر بآسى...وضع مؤنس يدهُ فوق فخذ محمود يشعر هو الآخر بآسى قائلًا:
أوعاك يا ولدي تكون فاكر إنى مش حزين على مِسك وقلبها اللى إتكسر ...مِسك عيندي غاليه بس كل شئ نصيب ومكتوب ،هى كانت جدام جاويد من سنين،وانا نفسي إستغربت لما هو طلب مني يد سلوان وظنيت وجتها إنى سمعت حديته غلط وأكدت عليه وجالي أنه عمره ما شاف مِسك غير زي أخته،ربنا هو اللى بيوفج الجلوب يا ولدي،ومِسك لساها صبيه وألف مين يتمناها ،وربنا أكيد رايد ليها الأفضل من جاويد...اللى يبادلها مشاعرها.
تنهد محمود بأمل مُتمنيًا تحقيق ذالك وتفوق مِسك من ذالك الغرام البائس لها.
❈-❈-❈
بسيارة جاويد
إبتسم وهو ينظر إلى سلوان المغشي عليها تنهد بشوق وهو ينظر إلى وجهها الملائكي وطال نظره لـ شفاها قبل أن يحسم أمره وكاد يُقبلها ،لكن ضوء تلك السياره التى
توقفت على الطريق خلفه جعله يتراجع ،متنهدًا بشوق لم يأتي الوقت بعد لتحقيق تلك الأمنيه وهى تذوق قُبله من شفاها.
سمع صوت طرق على زجاج باب العربيه المجاور له ،فإبتسم وفتح الزجاج،ورأي لهفة هاشم الذى نظر نحو سلوان وإنخض بتسرُع وإتجه للناحيه الأخرى للسياره، ةفتح الباب قائلًا"
مالها سلوان.
تبسم جاويد قائلًا:
سلوان بخير يا عمي هى بس أُغمي عليها بقصد.
شعر هاشم بوخز فى قلبهُ سألًا:
مش فاهم يعني أيه مُغمي عليها بقصد.
فسر جاويد له ما حدث بينه وبين سلوان وأنه ضغط على العرق النابض بعُنقها حين فقد السيطره عليها.
تنهد هاشم قائلًا:
أنا عارف إن سلوان عنيده ومش عارف رد فعلها هيكون أيه لما تعرف إنك جاويد الأشرف،مكنش لازم أطاوعك،كان لازم تعترف ليها إنك مش جلال قبل كتب الكتاب.
زفر جاويد نفسه قائلًا:
حضرتك قولتها سلوان عنيده ولو كنت أعترفت ليها قبل كتب الكتاب كانت هتعند وثقتها فيا هتقل بل يمكن تنعدم.
تهكم هاشم قائلًا:
ودلوقتي لما تعرف ،ثقتها فيك هتزيد ومش هتعند معاك.
تبسم جاويد قائلًا بثقه:
متأكد هتعند وثقتها فيا هتقِل ،بس بسهوله هقدر أسيطر على عِنادها وهى مراتي وكمان هقدر أرجع ثقتها فيا تاني ،كُن متأكد وإطمن على سلوان معايا يا عمي.
تنهد هاشم قائلًا:
للآسف أنا شاركت معاك فى خداع سلوان وقسيت عليها جامد ومبقاش قدامي غير إن أثق فيك،بس عاوزك تحطها فى عينيك يا جاويد لأن سلوان أغلى شئ فى حياتي وكُن متأكد إنها لو فى لحظه لمحت لى إنها مش مرتاحه معاك ...
قطع جاويد بقية حديث هاشم قائلًا:
مالوش لازمه الكلام ده يا عمي ،حضرتك شوفت بنفسك ثقتها فيا،لو مكنتش واثق إني أقدر أحتوي سلوان وإني ليا مصداقيه عندها بغض النظر عن إنها متعرفش إنى جاويد الأشرف ،بس مع الوقت هى هتتأكد إن جلال وجاويد نفس الشخصيه اللى وثقت فيها من الأول ،مفيش فرق غير الأسم فقط .
تنهد هاشم بإقتناع قائلًا:
تمام أنا بقول بلاش تفوقها وسيبها نايمه وأنا هتصل عالحج مؤنس أقوله إنك راجع بـ سلوان
تاني لداره،سلوان هتطلع عروسه من دار القدوسى.
... ...
بعد قليل
ترجل جاويد من السياره كذالك هاشم
الذى فتح الباب المجاور لـ سلوان وإنحنى وكاد يحملها،لكن توقف وهو يشعر ببعض الآلم بظهره وإستقام ،ونظر نحو إقتراب جاويد قائلًا بمزح:
حظك إن عندي ديسك فى ضهري وإلا كنت شيلت أنا سلوان دخلتها لجوه بس هى شرعًا وقانونًا دلوقتي مراتك وإنت الأحق بها.
إبتسم جاويد وإنحني يحمل سلوان ،شعر برجفه خاصه حين إتكئت رأس سلوان على صدره ،بلاش شعور منها ...دخل بها من بوابة منزل مؤنس الذى كان فى إنتظاره مُبتسمًا،لكن رأى محمود ذالك المشهد ،الذى غص بقلبه .
❈-❈-❈
بغسق الليل
مازالت صفيه تمكُث مع مِسك ،بنفس الغرفه
نظرت نحوها وتنهدت بحقد قائله بوعيد:
وحق رجدتك ( رقدتك)دى فى السرير كيف اللى فى غيبوبه ،لم أسيب اللى إتسببوا فى رجدتك دى ينتهوا دجيجه واحده ببعض,
نهضت صفيه وخرجت من الغرفه تتسحب مثل اللصوص إلى أن وصلت إلى
خلف الباب الخلفي لـ دار القدوسى،وقامت بفتحه بهدوء لكن الباب كاد يُصدر صوت زمجره عاليه ،خشيت أن يكون سمعها أحد ،فتوقفت تُراقب الطريق لبضع لحظات قبل أن تعاود فتح الباب أكثر ،لكن إنخضت وتلبس جسدها حين رأت عينين حمراوتين يُشعان بنار من ظلام دامس حولهما ،للحظه نطقت "بسم الله،أعوذ بالله".
إغتاظت منها الآخري وقالت بشيطانيه:
كانك چنيتي وبجي جلبك رُهيف يا صفيه.
إزدردت صفيه ريقها الجاف وقالت بتقطُع:
غوايش.
ردت غوايش يتهكم:
أه ،غوايش مش كان بينا ميعاد من ليلة إمبارح،وأها أنا چيتلك ، وأنا عمري ما عملتها وروحت لحدا بيت حد بس عشان تعرفي إنك غاليه عيندي،اللى إتحدت فيه وياكِ فيه أها ،فى الجزازه ( الإزازه) دى , كل المطلوب منك ترشيه على عتبة الأوضه اللى هيتجوز فيها چاويد وبت مِسك،وبعدها جاويد هيشوفها مسخ ويخاف يقرب منيها.
بيد مُرتعشه أخذت صفيه الزجاجه من يد غوايش،حتى أن الزجاجه كادت تقع منها لولا أن تمسكت بها غوايش،وتهكمت قائله:
مالك،يدك بترعش ليه ، هى دي أول مره إياك.
نظرت صفيه خلفها وتحججت قائله:
لله بس دى أول مره تجي،لإهنه وخايفه حد يشوفك.
تهكمت غوايش قائله بثقه:
لله متخافيش من دي،وبعدين فين قتر بت مِسك اللى طلبته مينكي .
أخرجت صفيه وشاح سلوان من ثنايا ثيابها قائله:
أها الطرحه دي بتاعتنا وكانت لبستها ومتغسلتش،يعني فيها عرقها،كيف ما طلبتي.
بعين تلمع بريطانيه مدت غوايش يدها وأخذت الوشاح من صفيه قائله:
زين،يبجي كيف ما طولت لك رُشى اللى فى الجنازه دي قدام باب التوبه اللى هيتجوز فيها جاويد وأتوكدي أن محدش هيخطي قبل العروسه للأوضه...ومتخافيش حتى لو حد تاني خطي مش هيأثر فيه ،العمل متعزم عليه بإسم جاويد وسلوان كيف ما جولتلى إسمها،ويومين وتعاليلى أكون حضرت ليكِ المطلوب اللى هيخلي عقل بِت مِسك بشت منيها وتطلب الطلاق،أو تهچ من إهنه من غير راجعه.
أمائت صفيه برأسها موافقه بظفر قائله:
تغور بلا رجعه.
تبسمت غوايش بشيطانيه توهم صفيه:
هتغور ،بس نفذى اللى حولت عليه،لازمن أمشي دلوك...بس حاذري حد يشوفك وإنت بترُشي الجزازه،دار صلاح بكره هيبجي فيها فرح،والداخل أكتر من الخارج.
ردت صفيه بثقه:
لله متخافيش أنا خابره الدار زين.
لمعت عين غوايش وبلحظه تلفتت صفيه خلفها وعادت تنظر أمامها لم تجد غوايش إختفت كآنها تبخرت مثل الضباب الأسود،شعرت برجفه قويه وسريعًا أغلقت خلفها باب الدار وعادت تتسحب بهدوء إلى أن إقتربت من سلم المنزل الداخلي تلبشت مكانها كادت تتقابل مع مؤنس على درج السلم الذى رأها على ضوء خافت بالمكان،وتسأل:
كنتِ فين دلوك يا صفيه.
إبتلعت صفيه ريقها برجفه ومثلت الثبات قائله يتهكم:
كنت نائمه چار مِسك ومنظرها وجع قلبي وحسيت إنى هتخنق،سيبتها وطلعت أتمشى هبابه أتنفس هوا فى الچنينه،بس إنت أيه اللى صحتك دلوك،لساه وجت على الفچر الآولاني ما يأذن؟.
رد مؤنس بعفويه:
كنت يطمن على سلوان ،هاشم سابها أمانه عيندينا فى الدار.
تهكمت صفيه بسخريه قائله:
وإنت سيد من يحفظ الأمانه عالعموم هانت كلها ساعات وتسلم أمانتك تاني لـ هاشم وهو حر فيها, أنا حاسه إنى راسي بتوچعني هطلع أمدد چسمي چار مِسك.
مرت صفيه من جوار مؤنس وذهبت نحو غرفةمِسك ودخلت الى الغرفه وأغلقت خلفها الباب تلتقط أنفاسها تشعر فعلًا بضيق تنفس بسبب حقد قلبها زغلوله من إهتمام مؤنس
بـ سلوان ،أكثر من إبنتها،لكن وضعت يدها بين ثنايا ملابسها وأخرجت تلك الزجاجه ونظرت لها بظفر قائله
أما أشوف يا جاويد منظرك هيكون أيه لما تفضحك سلوان اللى فضلتها على بتِ وقهرتها فى قلبها.
بينما مؤنس لم يُبالي وعاد إلى غرفته وجلس يشعر بصدع فى قلبه ،مِسك مثل سلوان فى قلبه لكن القدر تدابير وشؤن أخري.
❈-❈-❈
بالمشفى
نادي ناصف على إيلاف التى كانت تسير بممر المشفى قريبه من مكانه،توقفت سلوان تنتظر وصوله إلى مكانها،إبتسم حين إقترب منها قائلًا:
صباح الخير يا دكتوره،معليشي هعطلك خمس دقائق بس هسألك على حالة مريض هنا فى المستشفى،قالولى إنك إنتِ اللى كنتِ متابعه حالته ،عشان أعرف أكتب تفاصيل حالة الوفاه .
تسألت إيلاف عن المريض،وأخبرها ناصف عنه،تنهدت بإستغراب قائله:
غريبه حالة المريض ده كانت مُستقره وكنت متوقعه يخرج من المستشفى النهارده أو بكره بالكتير.
رد ناصف ببساطه:
يمكن كانت سكرة الموت ،وعادي بتحصل كتير يبقي المريض خلاص حالته إتحسنت وفجأه تحصل إنتكاسه ويتوفي .
ردت إيلاف:
فعلًا ده بيحصل مش بس للشخص المريض،عالعموم أنا هكتب تقرير بحالة المتوفي وأبعته لمكتب حضرتك.
إبتسم ناصف ثم تنحنح يُمثل الحرج قائلًا:
فى أمر تاني يا دكتوره كانت عاوز أعرضه عليكِ وبصراحه مُتردد ،مش عارف ردك هيبقى أيه.
قطبت إيلاق حاجبيها وتساءلت بإستفسار:
لاء،بلاش تتردد وإتفضل قول الآمر التانى.
إستجمع ناصف شجاعته وعدل وضع نظارته الطبيه قائلاً:
بصي يا دكتوره، أنا ومجموعه من الدكاتره أنشأنا مستشفى خاصه، وهدفنا مساعدة المرضى بسعر رمزي،إيمانًا منا برسالة الطب الاولى وهى مساعدة المحتاجين،وكمان المستشفى فيها جزء إقتصادي للمرضى اللى قادرين على تكاليف العلاج،وأنا كنت إتكلمت مع الدكتور جواد الأشرف وشرحت له وطلبت منه إنه ينضم لينا بالفريق الطبي للمستشفى،وبصراحه هو أبدي موافقه مبدأيه،وأنا بعد ما شوفت نشاطك هنا فى المستشفى وتعاملك المُتفاني مع المرضى على إنهم بشر ويستحقوا الرعايه إتخذن القرار وإتجرأت إنى أطلب منك تنضمي لفريق المستشفى اللى انشأنها.
إرتبكت إيلاف وصمتت ثواني للتفكير،إنتهز ناصف ربكة إيلاف قائلًا بتحفيز:
دى مستشفى تعتبر خيري،لمساعدة المرضى المحتاجين،واللى مش لاقين مكان لعلاجهم فى مستشفيات الحكومه.
ردت إيلاف:
أنا بصراحه عجبتني جدًا فكرتهم بمساعدة المرضى المحتاجين،بس أنا يادوب لسه متخرجه،وهنا فى التكليف،يعني لسه ببدأ طريق الطب،غير إنى هنا لوقت محدد وبعد ما تنتهي مدة تكليفي،هرجع لبلدي تاني.
تبسم ناصف بمكر ومدح قائلًا:
الطب مفيهوش مبتدأ ومتمرس،الطب فيه اللى يعرف يشخص المرض ويساعد المريض مظبوط،وده أنا لاحظته فى إهتمامك وتعاملك مع المرضى، وإنتِ قولتيها مدة التكليف وإنتِ يادوب لسه فى أول المده، ليه متستغليش المده دي وتكوني إيد تساعد المرضى المحتاجين، غير كمان ممكن تكتسبي خبره كويسه فى الطب.
ترددت إيلاف وشعرت بالحرج لو رفضت عرضه، لكن أنقذها إقتراب جواد من مكان وقوفهم، قائلًا:
خير يا دكاتره واقفين كده ليه فى ممر المستشفى.
إرتبك ناصف ونظر الى إيلاف قائلًا:
أبدًا يا دكتور أنا كنت بسأل الدكتوره على تفاصيل حالة مريض توفى وهى اللى كانت المسؤله عن حالته، وطلبت منها تكتب تقرير مُفصل عن حالته.
نظر جواد لـ إيلاف التى تغيرت ملامحها بسبب تبرير ناصف لـ جواد سبب وقوفهم الآخر، توغل إليه شعور بالغِيرة، وإنتظر رد إيلاف التى ظلت صامته، الى أن إنتهز ناصف فكره وأستغلها قائلا:
وبعدين مبروك يا دكتور أيه مش تفتكر إننا هنا زملاء والمفروض تدعينا فى الفرح.
للحظه شعرت إيلاف بنغزه فى قلبها، ونظرت نحو جواد، الذى رد بمجامله:
بسرعه كده الخبر إنتشر فى المستشفى، عالعموم إنت مش محتاج لدعوه.
إبتسم ناصف قائلًا:
فعلًا،وفضيت نفسي المسا عشان حضور فرح
"جاويد الأشرف" اللى هتحكي عنه الاقصر كلها.
رد جواد:
بلاش مبالغه الفرح هيبقى عادي وبسيط.
رد ناصف:
وماله بس برضوا فرح أخوك يبقى فرح اخونا كلنا ولازم نكون أول الخاضرين،هستأذن أنا منكم عندي مرور.
قال ناصف هذا وخص إيلاف بالنظر قائلًا:
هستني منك التقرير يا دكتوره وياريت ميتأخرش،عشان أنا كمان أكتب تقريري ويترفع التقريرين لادارة المستشفى.
أومات إيلاف رأسها له،بينما تستغرب تلك المشاعر التى تشعر بها لأول مره.
غادر ناصف وترك إيلاف مع جواد الذى إبتسم لها قائلًا:
بصراحه كنت بدور عليكِ فى المستشفى عشان أدعيكي، الليله فرح أخويا التاني، ويشرفني حضورك للفرح وبالمناسبه كمان عم بليغ أكد عليا وأنا جاي لهنا أنى أأكد عليكِ إنك تحضري الفرح، بالنيابه عنه لأنه مشغول مع العمال بسبب فرح جاويد،اللى حصل بسرعه دربكه فى الشغل معاهم.
إبتسمت إيلاف قائله:
تعرف إني كان نفسي أحضر فرح صعيدي وأشوف طقوسهم اللى بنشوفها فى الافلام والمسلسلات الصعيديه.
ضحك جواد قائلًا:
المسلسلات والافلام بتجيب صوره مش مظبوطه عن الصعايده،حتى فى مبالغات فى الأفراح،الأفراح هنا بسيطه جدًا،وعالعموم قدامك فرصه دعوه تحضري فرح صعيدي.
إبتسمت إيلاف قائله:
طالما عم بليغ طلب منك إنك تبلغني إنى أحضر الفرح،فأنا موافقه،فرصه أقابل عم بليغ بقالي كم يوم مشفتوش،وكنت لسه هسأل عليه،بس دلوقتي خلاص عرفت سبب غيابه عني.
شعر جواد بالغِيره من بليغ لكن أخفى ذالك قائلًا:
تمام الساعه سبعه ونص هتكون ورديتك خلصت فى المستشفى،هستناكِ فى مكتبي عشان نروح للفرح.
إبتسمت إيلاف قائله:
تمام،عن إذنك هروح أشوف بعض حالات المرضى.
أماء لها جواد برأسه يرسم بسمه،الى أن غادرت زفر نفسه وهو يشعر بالغِيره قائلًا:
مش عارف أيه سر عم بليغ معاكِ.
بينما إيلاف لم تذهب الى المرضى بل ذهبت الى حمام المشفى ووقفت خلف الباب تضع يدها فوق قلبها بإستغراب قائله:
أنا ليه إتوترت لما ناصف بارك لـ جواد،ليه حسيت بنغزه فى قلبي.
ردت إيلاف على سؤالها:.
أكيد بدون سبب،يمكن النغزه دى بسبب إني إستغربت رد ناصف على سؤال جواد وليه مقالش قدامه عن حكاية طلبه مني أشتغل فى المستشفى الخاصه،طب ليه مقالش له رغم أنه قالى أنه طلب نفس الطلب من جواد وهو وافق مبدئيًا!
سؤال جوابه لدى ناصف...هكذا وافق عقلها على الجواب.
❈-❈-❈
بالظهيره
بالمقابر
رفع هاشم يديه وقرأ الفاتحه، ثم تنهد بشعر بإنخلاع فى قلبه ثم تحدث بمأساه:
وحشتيني يا مِسك، روحك كانت هنا دايمًا، كآنك مفارقتيش المكان، حتى من قبل ما ترحلى من الدنيا، عارف إني قصرت فى حقك ومجتش لهنا عشان أزورك،كنت خايف على سلوان، بس إنتِ ساكنه قلبي، ومفيش حد خد من مكانتك فى قلبي غير سلوان
بنتنا، سلوان النهارده فرحها يا مِسك، كِبرت سلوان اللى كانت دايمًا مترضاش تحتفل بعيد ميلادها عشان منقولش لها إنها كِبرت سنه والمفروض تبطل تسرُع،كِبرت وبقت عروسه، مش هقول كِبرت بسرعه لان محستش بالوقت بعد منك إن كان سريع او بطيئ، أمنيك ربنا هيحققها، فاكر لما قولتلي أنا مطلعتش من دار أبويا عروسه، بس نفسي بنتِ هى اللى تطلع من دار أبويا عروسه،كان سبب رئيسي إني أوافق على جواز جاويد من سلوان هو أمنيتك دى يا مِسك،رغم إنى جوايا خايف من كلام العرافه،بس مؤمن بالله إن هو اللى رسم طريق سلوان وخلاها تجي لهنا من ورايا،رغم تحذيري ليها،آمنت "إن الحذر لا يمنع القدر" والقدر هو اللى بيرسم لينا طريقينا غصب عننا،صحيح جوايا مازال هاجس،بس أنا حاسس إن وجود روحك هنا هى اللى هتحمي سلوان.
❈-❈-❈
مساءً
منزل القدوسى
دخلت يُسريه الى غرفة سلوان لكن بنفس اللحظه إرتجفت من الخضه حين سمعت خلفها مباشرة صوت زغروطه عاليه،ثم شعرت بيد تبعدها قائله:
بعدي إكده يا يُسريه خليني أشوف عروسة جاويد الأموره،أنا من أول ما شوفتها ودعيت ربنا تكون من نصيبه حتى إسأليها.
قالت هذا وإقتربت من سلوان وتمعنت منها النظر قائله:
بمين بالله إن البنات اللى كانوا بيزينوكِ ما ضافوا على جمالك شئ،إنت جميله من غير أحمر وأخضر،أوعي تكوني نسيتني بسرعه إكده،أزعل منيك،أنا محاسن،أو خالتك محاسن،أنا أبجي خالة جاويد أخت أمه،دي،يسريه أختي الكبيره والعاقله.
للحظه رغم شعور سلوان بالغضب لكن تبسمت لـ محاسن،التى إنحنت تُقبل وجنة سلوان وهمست لها بمزح قائله:
يُسريه أختي تبان قويه إكده،بس هى قلبها أبيض تكسبيها بكلمة حاضر،وأنا أها موجوده إن زعلتك بس جوليلي وانا اللى هتوجف ليها.
تبسمت سلوان لـ محاسن....بينما إقتربت يُسريه وتمعنت بـ سلوان وتذكرت صورة الماضى بل هذه أبهي من الأخري لديها وهج خاص بها،تنهدت قائله:
ألف مبروك يا بنتِ.
قالت هذا وأخرجت مُصحف صغير بحجم يقترب من كف يد طفل صغير، وإنحنت على سلوان وقامت بوضعه بصدرها أسفل فستان العُرس قائله:
ربنا يحفظك.
إستغربت سلوان فعلة يُسريه، لكن شعرت براحه قليلًا حين لامس المُصحف جسدها.
بعد قليل
دخلت إحدي الخادمات الى الغرفه قائله:.
الموكب اللى هياخد العروسه وصل جدام الدار.
إبتسمت يسريه ومحاسن ونهضن، بينما محاسن ساعدت سلوان بالنهوض وهي تُغني بعض الاغانى الفلكلوريه القديمه.
حين خرجت سلوان من الغرفه وجدت بإنتظارها أمام الغرفه
مؤنس وهاشم الذى نظر لـ سلوان بحنان بينما تجاهلت سلوان النظر إليه حتى لا يزداد شعور الخذلان لديها، وإقتربت من مكان وقوف مؤنس الذى مد كف يده لها،إقتربت محاسن من سلوان وأنزلت الوشاح الأبيض على وجه سلوان تُخفيه،
بينما سلوان نظرت ليد مؤنس للحظات بتفكير قبل أن تضع يدها بيده ليصطحبها الى خارج الدار.
رأت زفه كبيره لكن إستغربت من ذالك الكهل الذى إقترب منها وأخذها من يد مؤنس وقبل جبينها بمودن قائلًا:
ألف مبروك يا بنتِ أنا عمك صلاح والد جاويد.
إستغربت سلوان التى للحظة ظنته هو العريس،وكادت تصطدم قبل أن تعرف هويته،لكن تهكمت بداخل نفسها قائله:.
جاويد الأشرف الشخص الغامض بالنسبه ليا،لاء وباعت أبوه مكانه،وماله خليني أكمل للنهايه عشان أكتشف الشخص الغامض وأسأله هو شافني فين قبل كده عشان يفكر يتجوزني...
لكن إستغربت سلوان
تلك العربيه الصغيره التي يجُرها إثنين من الخيول العربيه(الكارته)،ويد صلاح الذى مدها لها قائلًا:.خليني أساعدك تركبي الكارته.
مدت سلوان يدها له حتى صعدت الى العربه وتفاچئت بجلوس مؤنس جوارها الى أن وصلت الى دار الأشرف،الآن تسخر من تلك المظاهر التى رأتها سابقًا قبل أيام وتمنت عُرس مثل هذا،لكن الآن تود الفرار من هذا العُرس...أو ينتهي وتري صاحب الفرح الغامض بالنسبه لها وتسأله أين رأها ليريد الزواج بها.
إستقبلت يُسريه دخول سلوان الى دار الأشرف ودخلت بها الى خيمه بها بعض النساء،جلست لبعض الوقت بينهن تشعر بترقُب وإنتظار أن تنتهي هذه المظاهر الفارغه بالنسبه لها وترتاح من تلك العيون التى تخترق النظر إليها،ويتهامسون بجمالها ويمدحون ذوق وحظ جاويد الأشرف،الغامض بالنسبه لها....
بعدوقت نهضت كل من يُسريه ومعها محاسن التى ساعدت سلوان بالنهوض،ذهبت معهن بلا إعتراض،الى أن صعدن الى إحدي الغرف بالدار، أهرجت يُسريه مفتاح الغرفه وضعته بمكانه بمقبض الباب وفتحته،دخلت محاسن الى الغرفه اولا تقوم بالتهليل والغناء المرح،دخلت خلفها سلوان،ثم يُسريه...تبسمت محاسن بغمز قائله:
ألف مبروك يا زينة الصبايا، لاه خلاص كلها هبابه ويدخل جاويد،وبعدها ومتبجيش صبيه هتبجي ست الهوانم.
شعرت سلوان بالخجل،بينما قالت يُسريه:
خلينا ننزل للستات يا محاسن.
وافقت محاسن يسريه التى إقتربت من سلوان قائله:
ألف مبروك ربنا يجمع بينكم بخير.
غادرن يُسريه ومحاسن وظلت سلوان وحدها بالغرفه،جالت عينيها بالغرفه بتمعن رأت بابان آخران بالغرفه غير باب الغرفه،حذرت قائله:
أكيد واحد من البابين حمام،طب والباب التانى ده أيه،بفضول منها جمعت ذيل فستانها ونهضت نحو أحد البابان وفتحته ونظرت بداخله تعجبت كثيرًا فتبدوا مثل غرفة صالون، ولها باب آخر بالتأكيد يفتح على الخارج، أغلقت الباب وتوجهت نحو الفراش وجلست عليه تشعر بغصات فى قلبها وخذلان من أقرب الناس لها والدها، كذالك تذكرت خذلانها من جلال، وتفاجؤها حين إستيقظت صباحً ووجدت نفسها بمنزل مؤنس القدوسي، وحين سألت من الذى اعادها الى منزله جاوبها أنه شخص قال له، إنك مُتعبه وطلبتي منه إيصالك الى منزله، جلال من وثقت به ها هى تجني الخذلان منه هو الآخر، قدمها لـ جاويد الأشرف "الغامض".
بعد دقائق شعرت سلوان بملل من الإنتظار والترقُب لدخول جاويد،نهضت وقامت بخلع وشاح رأسها بضيق،وكادت تمد يدها على ظهرها فوق سحاب فستانها لكن بنفس اللحظه إنطفئ ضوء الغرفه وعم الظلام،وسمعت صوت فتح مقبض باب الغرفه،للحظات شعرت بالتوجس،لكن حين سمعت صوت جاويد الرخيم والذى يتحدث بلهجه صعيديه قائلًا:
الجناح ده إتجهز قبل واحد وتلاتين سنه لإستجبال عروسه، فى الليله دى العُرس ما تمش، بس أنا إتولدت فجر الليله دي.
تهكمت سلوان قائله:
يعني الليله عيد ميلادك، أعتقد بعد السنه دى مش هتفتكر عيد ميلادك لأنه هيبقى أسوء ذكري بعد كده.
تغاضى جاويد وضحك قائلًا:
نورتي مُطرحك يا عروسه.
تهكمت سلوان قائله بغرور أبله:.
فعلًا نورت حتى نوري غلب عالكهربا عشان كده قطعت أول ما حضرتك دخلت للاوضه.
ضحك جاويد قائلًا:
فى ست تجول لچوزها حضرتك برضك.
تهكمت سلوان قائله:
وعاوزني أجول لك أيه.
فجأة عاد ضوء الغرفه بنفس اللحظه قال جاويد:
تجوليلى.....يا جاويد.
إنصدمت سلوان وجحظت عينيها بذهول قائله بتقطع:
"ج ل ا ل"... مستحيل.
ضحك جاويد قائلًا:
أنا مش جلال، أنا جاويد الأشرف.
نظرت سلوان له بذهول قائله:.
إنت جاويد الأشرف، إنت عريس الغبره والغفله.
ضحك جاويد على قول سلوان، لو أخري قالت له هاتان الكلمتان لكان قتلها بدمِ بارد ولن يدفع ديه لها، لكن مع سلوان هنالك رد آخر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
﷽
#الثامن_عشر
#شدعصب«أبواب الماضي التى لم ولن تُغلق»
ـــــــــــــــــ
قبل الزفاف بعدة ساعات
منزل صالح الاشرف
دخل صلاح يسأل الخادمه عن صالح، قبل أن ترد الخادمه رد صالح الذى آتى من خلفها، كذالك إقترب من مكان وقوفهم زاهر مُبتسمً يُرحب بـ صلاح بحفاوه:
أهلًا يا عمي نورت الدار.
إبتسم صلاح له ونظر لـ صالح قائلًا:
كويس إن لحجتك(لحقتك) قبل ما تطلع من الدار.
رد صالح بإستهزاء مُبطن:
خير أيه الأمر الهام؟.
تغافل صلاح عن طريقة رد صالح قائلًا:
الليله إن شاء الله، فرح جاويد ومينفعش متكونش أول الحضور وتستجبل المعازيم بنفسك.
عبس وجه زاهر وشعر بوخزات قويه فى قلبه، وكأن أحد وضع طعم العلقم بفمه، وظل صامتًا يكتم آنين قلبهُ، ظنًا أن العروس هى مِسك إبنة عمته، بينما تهكم صالح ساخرًا:
لاه كتر خيرك وچاي تدعيني قبل ساعات من الفرح.
تغاضى صلاح عن تهكم صالح قائلًا:
الموضوع كله تم بسرعه، إنت عارف دماغ شباب اليومين دول، وأنا زيك جاويد جالى وقالى أنا قررت أتجوز، وكمان كان طلب يد العروسه من جدها، وأبوها وصل من لهنا الاقصر يادوب قبل كتب الكتاب بليله واحده.
تلخبط عقل زاهر من حديث عمه وتسأل بإستفسار:
قصدك أيه يا عمى بأن ابو العروسه وصل من السفر؟
رد صلاح وهو ينظر ناحية صالح يترقب رد فعله:
العروسه مش من إهنه.
تهكم صالح قائلًا:
يعنى العروسه غريبه عن إهنه وعرفها منين بجي.
رد صلاح بترقُب حذِر:
لاه العروسه ابوها هو اللى مش إهنه من الأقصر بس أمها من إهنه.
تنهدزاهر بإرتياح كأن ثُقل صخره ثقيله إنزاح من على صدره،وإنشرح قلبه وتفتحت ملامحه.
بينما مازالت نبرة التهكم من صالح الذى تسأل:
وتبجى أمها بنت مين بجى.
قبل أن يُجيب صلاح صدح رنين هاتفه، اخرجه من جيب ثيابه ونظر للشاشه ثم نظر لـ صالح قائلًا بحذر:
معلهش إنت عارف تحضيرات الفرح وإستقبال الضيوف، لازمن أمشى دلوك،فى ضيف مهم لازمن أكون فى إستجباله، وإنتم أصحاب الفرح مش محتاجين دعوه، وإنت يا زاهر جاويد يبجى أخوك الكبيرولازمن تكون جاره، عقبالك يا ولدي.
أبتسم زاهر بقبول مُنشرح الصدر، بينما شعر صالح بغيظ قائلًا:
أما أطلع أبدل خلجاتي، وألبس عبايه تانيه تليق بمقامي، وأشوف مين نسيب جاويد، اللى يستاهل إني أضيع وجتي، ولا هيطلع موظف كحيان،ما أهو حديت صلاح زى ما يكون النسب مش قد إكده وخايف يجول لا نتريق عليه .
رد زاهر: حتى لو نسيب جاويد شخص بسيط، بالنسبه له نسب عالي وكمان
بـ نسبهُ له بجي من نفس مستواه العالي، النسب مفيش فيه عالي وواطي، فيه مناسبين لبعض وبينهم تفاهم وموده وإحترام وتقدير من الطرفين لبعض،أنا كمان هطلع اغير هدومي وألبس بدله تليق بـ نسب جاويد واد عمي.
سخر صالح من حديثه مُتهكمًا
❈-❈-❈
قبل الغروب بوقت قليل
بأحد العمارات المُطله على النيل
كانت تقف بشُرفة إحدي الشُقق إمرأه بأوائل العِقد الخامس من عمرها ، إبتسمت حين سمعت من خلفها تتنحنح بحرج وتردُد قائله:
ست "ليالي" .
إستدارت لها ليالي مُبتسمه تقول:
أيوا يا زاهيه ،قولي عاوزه وأيه أنا عارفه طريقتك دى لما تكوني محتاجه حاجه، أو عاوزه تقولى حاجه،ولا مفكره عشان أنا عاميه ومش شايفه ملامح وشك ،إنى كمان مش واخده بالى من نبرة صوتك .
شعرت زاهيه بحرج قائله:
لاه والله يا ست ليالي ،ده حتى
مكدبش اللى قال ربنا لما بياخد البصر بيعطي مكانها البصيره ،ربنا ينور بصيرتك.
تنهدت ليالي قائله:
يارب،قولى بقى عاوزه أيه .
ردت زاهيه بفخر:
بصراحه يا ست ليالي إنتِ عارفه إن "ملاك"
بنتِ خلصت الجامعه وإتخرجت من كلية التجاره قسم المحاسبه وكمان كانت چار الدراسه بتاخد كورسات كمبيوتر وكورسات تانيه خاصه بالمحاسبة ،وبصراحه إتجدم لها عِرسان كتير ،بس هى بترفضهم ويتجول مش هتفكر فى الجواز غير بعد ما تتوظف ،جال أيه مش عاوزه راجل يتحكم فيها أنه هو اللى بيصرف عالبيت،عاوزه تيجي مُستقله بنفسيها .
سارت ليالي خطوتين وجلست على أحد المقاعد بالشُرفه ومدحت إبنة زاهيه قائله:
والله براڤوا عليها إنها حابه تكون شخصيه مُستقله بذاتها ومش بس ماليًا كمان فِكريًا ،بس أكيد فى حاجه تانيه بطلي لف ودوران وهاني من الآخر يا زاهيه.
إبتسمت زاهيه قائله:
حاضر يا ست ليالي ،بصراحه إكده ملاك ،جدمت فى كذا مسابقه عشان تشتغل ،بس الحظ متوفقش،وآخر وظيفه قدمت فيها واحده جالت لها الشغل كله بجي بالوسايط،ومن وجتها وهى مكتئبه وجاعده فى البيت تندب حظها إنها إتبهدلت بين العلام والكورسات، وفى الآخر مفيش وظيفه عِدله قبلت فيها،كنت بجول لو تكلمي البيه،هو له معارف بكُبارات وشخصيات مهمه إهنه فى الأقصر ،يشغلها إن شاله بعقد فى فرع أي بنك إهنه،إن شاله بنك الزراعه.
إبتسمت ليالي قائله:
ودى المشكله اللى مخلياكِ متردده تقولى لى عليها ،عالعموم أنا هكلم البيه ،ومش بس كده كمان ناسيه إنى كنت بشتغل هنا فى بنك قبل ما بصري يروح و كان ليا أصدقاء فى البنك مازالت على تواصل ببعض منهم ،ويتمنوا أطلب منهم خدمه ،وملاك تعتبر زي بنتِ ،بس متقوليش ليها دلوقتى بس هاتيلى الملف بتاع الشهاده الجامعيه والكورسات اللى أخدتها وسلمي أمرك لله إن شاء ربنا هيحقق أمل ملاك وتشتغل وتحقق ذاتها.
إنشرح قلب زاهيه قائله بدعاء:
ربنا يعطيكِ السعاده ويحلي أيامك يا ست ليالي ويخليلك البيه يارب.
إبتسمت ليالي قائله:
آمين ،أهو كفايه دعوتك دى يا زاهيه،بس هقولك هاتي الملف بتاع ملاك من وراها بلاش تقولى لها غير لما ناخد موافقه عالوظيفه،خليها تبقى مفاجأه لها،بس وقتها بقى مفيش حاجه ببلاش.
إبتسمت زاهيه لها قائله:
عينيا ليكِ يا ست ليالي.
إبتسمت ليالي قائله:
تسلم عينيكِ يا زاهيه،أنا عاوزه كوبايتين شاي مضبوطين من إيديكِ وكمان كم حتة كيكه من كيكة البرتقال اللى شامه ريحتها... وتجي نقعد سوا هنا فى البلكونه ندردش سوا ،وتوصفلي منظر غروب الشمس.
إبتسمت زاهيه قائله:
حاضر دقائق هروح المطبخ أعمل الشاي وكمان كيكة برتقال زمانها بردت هجيبهم وأجيلك .
تركت زاهيه ليالي التى رغم أن من يري عينيها التى بلون السماء الصافيه يظن أنها تري بينما هى بالحقيقه تحولت لعين زجاجيه مُعتمه ،لكن لم تفقد بريق قلبها ،وبذكر قلبها ها هو المالك له منذ أكثر ثلاثون عام يدق على هاتفها ،بنغمته الخاصه ،بكلمات أغنية
نجاة"يا مرسال الهوا".
ضغطت على ذر الرد وردت تسمع صوته مُعتذرًا:
آسف يا حبيبتي الوقت أخدني ومقدرتش أجي أتغدي معاكِ .
إبتسمت له بعذوبة صوتها:
معليش أكيد حبيبي مشغول والوقت مسمحش له ،بس أحب أقولك فاتك كتير زاهيه كانت طابخه بسله وجنبها شوية رز وسلطه وبتنجان مخلل من اللى إنت بنحبهم وأكلت أنا وهى ونسفنا الأكل،يعني الغايب مالوش نايب زى ما بنقول.
إبتسم لها قائلًا :
بالهنا يا حبيبتي .
إبتسمت ليالي قائله:
آه وكمان عامله كيكة برتقال ريحتها تجنن،شكلها كانت عملاها رشوه لسيادتك.
إبتسم لها قائلًا:
إنتِ بتحسسيني بالندم بالراحه إن مجتش عالغدا النهارده،بس ليه عملاها رشوه .
إبتسمت قائله:
لاء يا حبيبي،هى مش رشوه بس كمان ليا عندك طلب يخص زاهيه،وبحفزك من ناحيتها.
إبتسم لها قائلًا :
وأيه هو الطلب ده بقى اللى قبله لازم التحفيز ده كله.
إبتسمت برقه قائله:
لما تجي هنا هقولك مينفعش عالموبايل .
إبتسم لها قائلًا:
تمام هحاول متأخرش،أنا كنت بتصل أطمن عليكِ،عشان عارف طبعك مش بتاكلي كويس فى غيابي.
إبتسمت له قائله:
ده كان زمان حبيبي لما كنت شابه صغيره وبقدر أستحمل الجوع طول اليوم دلوقتى خلاص كبرت وبقى عندي تلاته وخمسين سنه مقدرش أتحمل الجوع .
إبتسم مادحً:
بلاش تجولى تلاته وخمسين سنه محدش هيصدق إن ده عُمرك ،هيجولوا بتكدبي.
إبتسمت تشعر بالإطراء قائله:
بس هى دى الحقيقه يا حبيبي ،أنا صحيح عندي تلاته وخمسين سنه بس عايشه بقلب بنت صبيه عندها تلاته وعشرين سنه،عالعموم متقلقش عليا معايا زاهيه ،خدت مكان ماما قبل ما تتوفي،من بعد الضهر تقولى الغدا قرب يا ست ليالى،بعد خمس دقايق أجهزلك الغدا ،بعد دقيقتين الغدا جاهز .
إبتسم لها قائلًا:
تمام كده لازم حد يهتم بحبيتي عشان تفضل جميله وبهيه.
إبتسمت قائله:
حبيبي، رغم إن الجو فيه غَبره ترابيه غطت،على قُرص الشمس وهى بتغرُب بس أكيد الشمس بكره هترجع تستطع،وتهدى العاصفه،ويختفى الغُبار ده كله .
إبتسم بأمل قائلًا:
إن شاء الله ،هسيبك دلوك ،بس إبقوا سيبوا لى حتة كيكه.
إبتسمت ليالي قائله:
فى دى مقدرش أوعدك إنت وحظك بقى .
إبتسم قائلًا :
إنتِ أحلى حظ فى حياتي،يا أغلى ليالي.
أغلقت ليالي الهاتف تستنشق الهواء الخريفي رغم عدم رؤيتها لكن مازال قلبها يشعر أنها مثل الشمس تتجدد كل يوم.
❈-❈-❈
بالمشفى بحوالي الثامنه الإ ربع تقريبًا
نظر جواد إلى ساعه مُعلقه على الحائط بمكتبه ونهض حين سمع طرق على باب المكتب
وسمح له بالدخول
نظر بهاتفه مُبتسمً يقول:
كنت لسه هتصل عليكِ يا دكتوره عشان ميعاد الزفاف قرب .
إبتسمت إيلاف قائله:
بصراحه أنا أتأخرت بس كنت بتابع حالة مريض مسؤوله عنها .
إبتسم جواد وهو يخلع مِعطفه الأبيض وعلقه وجذب مِعطف آخر رمادي اللون قائلًا :
تمام خلينا نتحرك عشان تلحقي تشوفى الزفه من أولها ،الزفه هتبقى على الكارته ،غير كمان فى صوان خاص بالحريم لوحدهم.
شعرت إيلاف بالحرج قائله:
طب وأنا هدخل فى وسط الحريم إزى وبأي صفه،أنا كنت مفكره إن الزفاف هيبقى فى صوان فى الشارع وممكن أقعد فى أي زاويه أتفرج على مظاهر الزفاف.
رد جواد :
لاء فى صوان خاص بالحريم ومتخافيش محدش فى الوقت ده بيبقى فاضي ،بيركزوا فى العروسه وبس.
إبتسمت إيلاف قائله:
متأكد ،عالعموم هى مسأله ساعتين بالكتير وكمان واحشني عم بليغ بقالي كم يوم مشفتوش ،حتى لما إتصلت عليه قالي أنه كان مشغول بس مكنتش أعرف إن السبب هو زفاف أخوك.
شعر جواد بالغِيره من بليغ لكن أخفاها قائلًا:
تمام إتفضلي خلينا نلحق الزفاف من أوله.
سارت إيلاف أمام جواد إلى أن خرجوا من باب الغرفه إلى ممر المشفى ثم سارا جوار بعضهما ،يتحدثان بتلقائيه ،لكن هنالك أعين خبيثه رأتهما لتلمع بشر وهما ينظران إلى بعضهما ليقول ناصف:
الخِطه ماشيه تمام ،فاضل بس تكه صعيره وفى الآخر جواد مش بس هيتغصب يستقيل من إدارة المستشفى لاء هيستقيل من الطب كله .
لمعت عين الآخر قائلًا:
مش فاهم قصدك أيه،أيه اللى فى دماغك؟.
رد ناصف:
اللى فى دماغي هو الدكتوره إيلاف لازم نجذبها معانا تشتغل فى المستشفى الجديده بأى شكل،بعدها هيبقى سهل كل شئ.
....**
بعد قليل
توقف جواد بالسياره بمكان قريب من منزله بسبب الزحام ،إبتسمت إيلاف قائله:
المكان هنا زحمه أوي كده ليه،كل الناس دى،دي البلد كلها موجوده هنا وبتقول إن الفرح بسيط .
إبتسم جواد قائلًا :
فعلاً المظاهر دى بسيطه لما يكون الزفاف ده
لـ جاويد الأشرف.
إبتسمت إيلاف،لكن بنفس اللحظه رأت بليغ الذى إقترب من مكان وقوف السياره يبتسم
ترجلت سريعًا بلهفه من السياره رغم الزحام وذهبت نحوه، تاركه جواد الذى شعر بآنين فى قلبه، تمني أن يرى بعنيها مثل تلك اللهفه عليه، اللهفه التي جعلت إيلاف حين رأت بليغ تركت السياره وقطعت ذالك الزحام حتى وصلت إليه،تنهد بأمنيه،ثم تجنب بالسياره بأحد الأركان وترجل هو الآخر منها وذهب الى حيث قادهُ قلبه الذى يشعر بالغِيره.
بينما إيلاف بصعوبه قطعت الزحام ووصلت الى مكان بليغ الذى إبتسم لها وسحب إيلاف من يدها وخرجا الى أحد جوانب المكان الشبه خاليه من الإزدحام، وتبسم حين رأى إقتراب جواد منهم وملامح وجهه الشبه عابسه،لكن إيلاف لم تأخذ بالها بسبب إنشغالها فى الحديث معه .
حين جواد الى جوارهم رسم بسمه يود أن يُبعد بليغ عن إيلاف، لكن خيرها قائلًا:
هتفضلى واقفه هنا فى الزحمه ولا هتدخلى صوان الستات.
رد بليغ بالنيابه عنها قائلًا:
لاه طبعًا هتدخل صوان الستات هنا زحمه أوي.
إبتسمت إيلاف قائله:
فعلًا هنا زحمه وكمان العروسه خلاص وصلت، بس.
تسأل. جواد:
بس أيه؟.
ردت إيلاف بحرج:
بصراحه أنا معرفش حد، بس ممكن أقعد بجنب لوحدي،بس هدخل إزاي.
إبتسم جواد قائلًا:
لاء دخولك للصوان أمر سهل وثواني،فتح جواد هاتفه وإنتظر قليلًا ثم تحدث الى إحداهن ثم أغلق الهاتف ونظر لـ إيلاف قائلًا:
تمام هننتظر ثواني بس.
أمائت إيلاف رأسها ونظرت الى بليغ قائله:
هشوفك تاني قبل ما أمشى من الفرح.
إبتسم بليغ لها،بينما زفر جواد نفسه بغِيره قائلًا:
أها،وصلت خالتي محاسن وصلت وهى اللى هدخلك لصوان الستات.
إبتسمت إيلاف بتلقائيه حين إقتربت منها محاسن ونظرت الى جواد وغمزت بعينيها قائله بمرح:
حلوه دى الدكتوره اللى كلمتني عنها يا جواد.
نظر جواد لـ محاسن قائلًا بتتويه:
خالتي محاسن دايمًا تحب تهزر.
مدت محاسن يدها وسحبت يد إيلاف ببسمه قائله:
أيوا انا بحب الهزار، بس إنتِ فعلًا وشكلك كده صغيره وتدخلى القلب، انا بقي خالتك محاسن أبقى خالة الدكتور جواد أنا اللى مربياه هو وأخواته وهقولك الصراحه هما بيحبوني أكتر من يُسريه، يُسريه دى بجي تبجي أختي الكبيره، هى كانت تخلف وأنا أربي، بس جواد ده ليه مَعَزه خاصه فى قلبي، تعرفي لو عيندي بِنته مكنتش فرطت فيه وجوزتها له غصب عنيه.
إبتسمت إيلاف، بينما قال جواد:
خالتي محاسن هتاخدك تدخلك لصوان الستات.
إبتسمت محاسن وإقتربت من أذن جواد قائله بهمس:
دى طلعت أحلى من ما وصفتها لى، حظك حلو، بس ربنا يكون فى عون يُسريه، ولادها التنين... هيجيبوا لها بنتين من البندر.
رد جواد بهمس قائلًا برجاء:
إدعي بس إنتِ بقلبك.
إبتسمت له وغمزت بعينيها قائله:
هدعيلك، يلا يا دكتوره خلينا ندخل للصوان بتاع النسوان، هتنبسطي أوي.
❈-❈-❈
بمنزل القدوسى
دخل محمود الى الغرفه، إستعجب حين رأى صفيه ترتدي عباءه وثيره كذالك تضع حول عُنقها ويديها الكثير من الحُلي الذهبيه، تسأل بإستغراب:
لابسه إكده ورايحه فين؟.
ردت صفيه بنزك وقلبها يستعر بالنيران:
يعنى هكون رايحه فين، رايحه فرح المحروسه بِت أختك، ولا عاوزني محضرش وأسيب أهل البلد يتحدتوا ويفكروا إنى زعلانه عشان جاويد مخدش بتِ وفضل عليها الغريبه عنيه... صحيح قلبى محروق بس لازمن أبتسم بتِ غاليه ولو محضرتش الدخله،حديت النسواين هيكون عليها وعلي،حضوري هيكتم خشمهم،أقلوا هرفع بشأني أنا وبتِ إن جاويد ولا هاممنا وهو الخسران.
كاد محمود أن يعترض قائلًا:
الحديت ده فارغ،واللى يتحدت فيه اهل البلد ميهمنيش،لكن بِتك اللى سابحه فى ملكوت، محتاجه اللى يفضل چارها.
تهكمت صفيه قائله:
ما اهو عشان خاطر بِتِ لازمن أحضر، عشان محدش يعرف إنها بسبب جاويد بجالها يومين مش داريه بالدنيا حواليها، ويشمتوا ويتشفوا فيها، حضوري هيخرص كل الألسنه وأولهم محاسن أخت يُسريه اللى داخله خارجه تزرغط، ربنا لما حرمها من الخلفه كان عالم بسواد قلبها، هى بتعمل إكده غيظ فيا أنا وبِتِ اللى مكنتش بطيقني لا أنا ولا مِسك، ويمكن هى كمان السبب فى فسخ حفصه لخطوبتها من أمجد أكيد لعبت براسها،بس أنا مش هسيب ليها فرصه،هى لسه مش قادره تستوعب إنك فضلتني عليها زمان وإتجوزتني أنا صفيه بنت "الأشرف".
تنهد محمود قائلًا:
دى أوهام لساها عايشه فى دماغك،عالعموم،براحتك،بس بِتِك أولى بوجودك چارها عن مظاهر وحديت الناس الفارغ...نازل لازم أكون جار أبوي دلوك.
تهكمت صفيه بعد مغادرة محمود وأخرجت تلك الزجاجه الملفوفه بقطعة قماش، من أحد الأدراج ونظرت لها بغليل قائله بتوعد:
عيندي يقين إن بوك هو اللى لعب براس جاويد وشغل عقله بـ بِت مِسك،ومش بعيد يكون هو اللى طلب منيه يتجوزهت، عاوزها تبجي چارهُ إهنه، كِبر وخرف وقلبه رق بعد سنين لدلوعة قلبه بِته اللى زمان باعت شرفهُ وفضلت ترحل وتعيش مع غيره،بس وحق قلبي على بِتِ ووجع قلب بِتِ اللى إتسببتوا فيه لاندمكم كلياتكم.
وضعت الزجاجه بحقيبة يدها الصغيره ونظرت فى المرآه تلمع عينيها بشرر وهى تُعدل هندامها،وترى إنعكاس إكتمال هيئتها الوثيره فى المرآه...تبسمت وهى ترى صوره أخري فى خيالها وهى نفور جاويد من سلوان،وإبتعاده عنها،شعرت بإنشراح فى قلبها.
❈-❈-❈
بمنزل صلاح الأشرف
طرق جواد على باب غرفة جاويد،ثم فتح الباب مواربً ونظر بداخل الغرفه مازحً:
مسا الخير على عريس الليله اللى عندي يقين إن مستنيه إعصار،لما العروسه تتفاجئ بمين "جاويد الأشرف" العريس قدامها.
تنهد جاويد قائلًا:
يعني لازم تفكرني مكنتش خدمه اللى إحتاجتها منك وبسببها،إضطريت أعترفلك بالسر اللى العروسه متعرفوش.
ضحك جواد قائلًا:
أنا أعتبر خالفت ضميري المهني كـ مدير للمستشفى،بسبب الفحص الطبي اللى بيحصل قبل كتب الكتاب،خلصتلك أوراق الفحص بدون حضور العروسه والعريس،فكان لازم أعرف عدم حضور العروسه مش يمكن تكون مغصوبه على الجواز مثلًا.
ضحك جاويد قائلًا:
لاء مش مغصوبه مثلًا،دى مغصوبه أكيد وكفايه هزار بقى فى الموضوع ده،انا بحاول أشغل عقلي بأي شئ تاني،عشان عندي شبه يقين برد فعل سلوان،وقت ما تتفاجئ بيا أنا وهى مقفول علينا أوضه واحده.
ضحك جواد قائلًا:
عشان تحرم تكذب،ناسي ماما كانت تقولينا أيه وإحنا صغيرين"الكدب مالوش رجلين"ومسيره بينكشف.
تنهد جاويد بندم قائلًا:
ما قولتلك دي كانت ذلة لسان فى البدايه،ومكنتش متوقع الآمر هيطور.
ضحك جواد قائلًا:
كان ذلة لسان فى البدايه،بس ليه بعد كده قبل كتب الكتاب معترفتش بحقيقة إسمك ليها،وسيبت حرية الإختيار ليها.
زفر جاويد نفسه قائلًا:
فكرت فى كده فعلًا كنت هعترف ليها،بس إتراجعت على آخر لحظه والسبب هي،لما قالتلى إن مامتها كانت هتتجوز شخص من هنا فى الاقصر،بس محصلش نصيب،رغم كده فضل الشخص ده فتره طويله بعد جواز مامتها يطاردها وهى باباها وكان هيتسبب فى فصله من شغله،وبسببه باباها أخد أجازه بدون مرتب من شغله وكان بيطارده فى شغلانه تانيه بيشتغلها لفتره،بس بعد وقت مش قليل باباها جاله عقد عمل بتخصصه فى شركه فى الإمارات بمرتب كبير وسافر هو وهي ومامتها الإمارات،هو صحيح "رُب ضره نافعه" وبدل ما يضرهم نفعهم وقتها بالسفر للـ الإمارات ومستقبل أفضل،بس طبعًا الشخص ده ساب فكره سيئه عنه فى دماغ سلوان،هى متعرفش هو إسمه أيه بالتحديد،بس قالت إنها فاكره إسم عيلته لأنه إسم القريه اللى مامتها منها "الأشرف" طبعًا إنت عارف مين الشخص المقصود،ولما فكرت إنى لو قولت لـ سلوان على إسمي الحقيقي وعرفت إنى من عيلة الاشرف تلقائى منها هتغير معاملتها معايا ومش بعيد تقطع علاقتها وأفقد ثقتها فيا،هى كمان قالتلى إنهم عاشوا فتره صعبه ماديًا قبل سفر باباها للـ الإمارات، إنها كانت فى سنه أولى إبتدائي، حتى مصاريف مدرستها باباها إستلفها من أخته وقتها،رغم إنها كانت مدرسه حكومي،يعني مصاريفها مكنش مُبالغ فيها،طبعًا إنت عارف مين الشخص اللى تقصده سلوان.
زفر جواد نفسه بسأم قائلًا:
طبعًا عمك صالح،سره باتع وبيتنفس شر...
بس أحب اقولك هى دلوقتي كمان هتفقد ثقتها فيك لما تعرف إنك'جاويد صلاح الأشرف'
وإن الشخص اللى كان بيحارب باباها يبقى عمك المبجل.
تنهد جاويد رغم أنه عَلِم أن من أحد خِصال سلوان بعض الكِبر وعدم التقبُل بسهوله، فهي الى الآن حين تذكر إسم "مؤنس القدوسي"لا تسبقه بلقب'جدها' تذكره بلقب" الحج مؤنس القدوسى" لم تستطيع تقبُل أنه جدها، وتحدث بثقه:
عارف،بس أنا متأكد إنه سهل أسترد ثقة سلوان وهى مراتي.
كاد جواد ان يتحدث لكن منعه صوت طرق على باب الغرفه،سمح جاويد لصاحبه بالدخول... الذى تعجب جواد وجاويد ونظرا لبعضهما بإستغراب لكن إبتسم لهم قائلًا:
مالكم مستغربين وجودي ليه، ناسين إني أبقى زاهر إبن عمك، وإننا كنا بناكل فى صحن واحد ومتربين سوا يعني نعتبر أخوات،ولا أنتم ليكم رأي تاني.
قال زاهر هذا وتجولت عينيه بالنظر لهما الإثنان بترقُب الى أن ربت جواد بيده على كتف زاهر مُبتسمً يقول:
لاء منسيناش يا زاهر إننا أخوات زي جدك ما كان بيجول لينا، بس إنت اللى كنت شردت شويه.
شعر زاهر بالندم قائلًا:
فعلًا كنت شردت، بس أهو رجعت تاني، وكمان عيندي لكم مفاجأه أنا قررت أنافس جاويد.
إستغرب جاويد قائلًا:
مش فاهم قصدك هتنافسني فى أيه؟.
رد زاهر:
أنا إسترديت أرض أمى من تحت يد أبوي وقررت أبدأ لوحدي بعيد عن أبوي وفلوسه، فى حتة ارض، من اللى ورثتها عن أمي دخلت خلاص كاردون المبانى وقريبه من سكه رئيسيه بالبلد ومكانها مناسب لإنشاء مصنع صغير للفخار،وخلاص تقريبًا كده خلصت الإجراءات الازمه وهبدأ أنشأ مصنع صغير على قدي،كمان أجرت جاليري فى منطقه قريبه من المعبد وبدأ يشتغل كويس،وكمان أجرت مخزن فى مكان قريب من الجاليري هخزن فى البضاعه،بس كنت طالب مساعده منك يا جاويد.
إبتسم له جاويد قائلًا:
وأيه هى المساعده دي بقى؟
رد زاهر:
محتاج بضاعه أنا صحيح فتحت الجاليري بصراحه فى البدايه مكنتش عاوز أطلب من أى حد من عيلة الأشرف مساعده،عشان ميفكرش إنى بستغل صلة القرابه،وبدأت وأتعاملت مع تُجار خزف وفخار يمكن هما نفسهم بيشتروا من مصانع الأشرف،عشان كنت مفكر إن ممكن يتقال إنى بستغل القرابه.
توقف زاهر عن إستكمال حديثه حين قاطعه جاويد قائلًا:
بطل عبط،أكيد محدش كان هيفكر فى إكده،وأنا عارف كل اللى جولت عليه وإنبسطت إنك بدأت تفوق لنفسك وتشتغل وفى تُجار فعلًا سألونى عنك وقولت لهم إنك مش بس إنك ورثت إسم عيلة الأشرف،إنك كمان ورثت سر صنعة جدي،وبتفهم كويس وبتتقن صناعة الفخار.
إبتسم زاهر،بينما جواد تحدث مرحً:
فاكر جدي زمان كان يقول زاهر أحسن واحد بيفهم فى صناعة الفخار بس هو اللى مش مركز وعاوز يبعد عن السِرب،بس فى الآخر أها،إنت قربت للسِرب وأنا اللى أختارت الطب وطيرت بعيد عن السِرب،بس أوعوا تتغروا عليا إنتم الإتنين أنا كمان بفهم فى صناعة الفخار واقدر بسهوله جدًا أنافسكم بس أنا سايبكم تاكلوا عيش.
ضحك زاهر،كذالك جاويد بنفس اللحظه دخل عليهم
صلاح وبصحبته هاشم،
شعر صلاح بإنشرح قلبه حين رأى ثلاثتهم يضحكون،
إبتسم لهم قائلًا:
بتضحكوا على أيه يا شباب ضحكونا معاكم.
إبتسم جواد قائلًا:
بص يا بابا بصفتي الشخص الوحيد اللى إختار الطب فى عيلة الأشرف وبقيت دكتور يعني على قد حالي،فأنا مش همانع أبدًا ولا هعترض إن حضرتك تغيرلى عربيتي بعربيه موديل عربية جاويد أهو إعتبر العربيع دي زكاة أموالك.
ضحك هاشم قائلًا:
هو فى دكتور فى مصر على قد حاله.
ضحك جاويد قائلًا بمزح:
آه يا عمي،الدكتور جواد الأشرف أصله على صله وثيقه بـ "ساميه".
لم يفهم هاشم معنى حديث جاويد وتسأل:
ومين ساميه دي بقى.
ضحك صلاح قائلًا:
جاويد قصده إن جواد واخد الطب" رساله ساميه"
مش واخدها كنوع من الوجاهه والتربُح من وراها.
فهم هاشم ونظر لـ جواد قائلًا:
فعلًا الطب رساله ساميه، بس معظم الأطباء حولوها لتجاره.
للحظه شعر هاشم بغصه وهو يتذكر تآلم مِسك وإخفاؤها الآلم لفتره طويله حتى لا تزيد العبء
على كاهله، حتى تغلب عليها وأصبح صعب تحُمل جسدها الى أن فارقت الحياه، أحيانًا يعتقد أنه لو كان عرف بمرضها منذ البدايه ربما كان الشفاء وقتها سهلًا ومازالت تحيا وجهزت سلوان عروس بيدها ورأت أمنيتها تتحقق أن تخرج سلوان من دار القدوسي عروس كما تمنت هي يومً...لكن هو القدر يرسم ونحن نسير على دربه ولا نملُك إعتراض،فقط نملُك أماني قد تتحقق رغم غياب من أرادها ،لكن تظل لهم دائمًا ذكرى محفوره بقلوب من تركوا لهم قسوة تجرُع الغياب.
❈-❈-❈
بداخل صوان العروس
شعرت حفصه بالضيق من إهتمام النساء ومدحهم بجمال العروس وحُسن حظ العريس،نهضت وخرجت من الصوان وتوجهت الى داخل المنزل،لكن كادت تصتطدم بأحد الأشخاص،لكن هو توقف للحظه،نظرت له حفصه وإستمعت لإعتذارهُ:
متآسف،بصراحه أنا مأخدتش بالى لآنى بدور على باب الخروج من البيت وقدامي كذا باب ومش عارف أخرج من أنهي واحد فيهم، وخايف أخرج من باب غلط بدل ما يوصلني لصوان الرجاله الاقى نفسى وسط الحريم.
إبتسمت حفصه بعفويه قائله:فعلاً البيت كبير وله كذا باب،بس الباب اللى هناك ده الباب الرئيسي وهو قدامه مباشرةً باب الدار الخارجي واللى هتلاقى قدامه مباشرةً صوان الرجاله.
إبتسم له قائلًا بشُكر:
مُتشكر جدًا،ومتآسف مره تانيه.
إبتسمت له بتلقائيه،وهو يتوجه نحو الباب التى أشارت له عليه،لكن حاولت إخفاء بسمتها حين إستدار لها مره أخرى مُبتسمً،إدعت تجاهل رؤيته وأكملت طريقها وصعدت نحو غرفتها بأعلى،غير أبهه بنداء أمجد عليها التى تجاهلته عن عمد منها وإدعت عدم سماعهُ،دخلت الى غرفتها وتبدل حالها من الزهق والضيق الى الهدوء نسبيًا.
بينما أمجد زفر نفسه بغضب ملحوظ وشعر بشعور غريب عليه لاول مره إتجاه حفصه،سأل نفسه لما تضايق حين دخل صدفه الى داخل الدار ورأى شابً يقف بالقُرب من حفصه وبسمتها له وهى تشاور له نحو باب الخروج من المنزل ونظرها نحوه ويخرج من الباب بإبتسامه،فكر للحظه فى الصعود خلفها وسؤالها،لكن قبل ان يضع قدمهُ على درج السلم،رأى دخول والداته من الباب القريب لـ صوان النساء،وقفت للحظه تنظر خلفها على جانبي الباب،كآنها تترقب شئ،كاد الفضول أن يسوقه إلى مكانها وسؤالها عن سبب وقوفها هكذا،لكن صدح رنين هاتفه فتجاهل ذالك وذهب نحو الخارج.
....**
بينما صفيه قبل لحظات تسحبت خِلثه دون أن يراها أحد من النساء،ودخلت الى داخل المنزل،وقفت للحظات تنظر على جانبي الباب بترقُب إن كان أحد رأها أو قريب من المكان،لكن كان الجميع مشغول سواء فى صوان الرجال أو النساء وحتى المنزل خلفها خالي،هذه فرصتها
صعدت سريعًا نحو الجناح التى سمعت أن جاويد قام بإعادة تشطيبهُ وتجهيزه له وللعروس،كانت بين اللحظه والأخري تنظر حولها بترقُب مثل السارق،الى أن أصبحت أمام باب الجناح،ترقبت الطريق للحظه قبل أن تفتح حقيبة يدها وتخرج تلك الزجاجه وقامت بسكب محتواها على عتبة الغرفه وكادت تفتح باب الغرفه لكن تفاجئت أن الباب موصد بالمفتاح،سكبت ما تبقى بالزجاجه التى أصبحت فارغه لكن بسبب تسرُعها وقعت بعض النقاط فوق ثوبها،كذالك إشتمت رائحه شبه غريبه بسبب محتوي تلك الزجاجه،خشيت أن يشُك أحد بتلك الرائحه الغريبه،ومدحت بدكائها:
كويس إنى كنت عامله حسابى وجبت إزازه مُعطر الهوا إمعاي ،أخرجت زجاجه مُعطر الهواء وقامت برش المكان بها،ثم وضعت الزجاجتان بحقيبة يدها،وأغلقتها،ثم مثلما فعلت سابقًا عادت نحو أسفل،وعادت تجلس بين النسوه وتسمع همسهن وغمزهن،بحسره تعتقد أنها مؤقته،فهذا الزواج لن يستمر بالتأكيد فتلك الغريبه مجرد زهوه لـ جاويد لن تستمر وتخفت.
❈-❈-❈
بالعوده لـ جناح جاويد
تهكم جاويد وهو يقلي جهاز تحكم صغير كان بيه فوق الفراش،ويقترب بخطوات بطيئه من مكان وقوف سلوان، يتحدق فيها وتحدث ببرود:
"غفله وغبره"
تعرفي لو واحده تانيه مكانك قالت لى الكلمتين دول كان هيبقى ليا رد فعل...
تهكمت سلوان قائله بإسستبياع:
وكان هيبقى رد فعلك أيه بقى.
إستمتع جاويد بملامح وجه سلوان الغاضبه وتجاهل كلماتها، تزداد بداخله رغبه وإشتهاء وهو ينظر الى شفاها مثل الظمآن، وعلى غفله منها أصبح أمامها مباشرةً بلحظه
جذبها من عضديها عليه يضمها لصدره وإلتهم شفاها بقُبلات شغوفه كان يتشوق إليها منذ أول لقاء رأها به، الآن لا شئ سيمنعه من تحقيق أمنية تذوق شفاها، لكن حاولت سلوان دفعهُ بيديها بعيد عنها بقوه ضعفت مع الوقت بسبب قوة قبضة يدي جاويد حول جسدها، وإستسلمت لتلك القُبلات، حتى ترك جاويد شفاها لكن لم تضعف قبضة يديه حولها، شعر بأنفاسها المتسارعه وضمها أكثر له، لكن سلوان بعد أن هدأت أنفاسها حاولت دفعه عنها مره أخرى ورفعت إحدي يديها وكادت تصفع جاويد على وجهه:
قائله:
بكرهك يا "جلال".
أمسك جاويد معصم يدها بعنف وقام بثنيه خلف ظهرها، فى لحظه تبدل الوضع وأصبح ظهرها مُلتصق بصدره ويدها مثنيه،خلف ظهرها وقال بحِده:
إسمي جاويد،إسم جلال ده تنسيه خالص.
شعرت سلوان بآلم بيدها وكادت تتحدث لكن شعرت بشئ آخر حين وضع جاويد شئ ما بـ بنصر يدها اليسرى، ثم نفض جسدها بعيد عنه قليلًا
رغم شعورها بآلم طفيف لكن نظرت الى إصباعها وتفاجئت بذالك الخاتم الذى ببنصرها هو نفسه التى إنتقته سابقًا، نظرت له بذهول وتحدثت بإستهجان :
مُخادع...
قالت هذا وهى تنظر له بتعجب وذهول تلوم حالها:
إنت آخر شخص كنت أتوقع أنه يكون جاويد الأشرف،بس إزاي قدرت تخدعني بالسهوله دي ووثقت بيك أكيد ده كله بسبب غبائى، بس ملحوقه، الجوازه دي مستحيل أساسًا تتم، والطلاق لازم يتم بأسرع وقت. طلقني مستحيل الجوازه دى تتم أنا مكنتش موافقه عليها من البدايه من قبل ما أعرف مين هو جاويد الأشرف، بس تعرف كان ممكن بسهوله أتقبل الجوازه دي لو من شخص تاني غيرك، لكن إنت مستحيل أقبل .
ضحك جاويد قائلًا:
فى عروسه أول مره تشوف جوزها تقوله طلقني برضوا مُتسرعه زى عادتك،ناسيه إنتِ فين ومع مين.
تنهدت سلوان قائله بإستهزاء:
هكون فين يعني ومع مين مع واحد مُخادع، أول مره إحساسي يخوني مع شخص وأحس معاه بعكس حقيقته بس الوقت لسه مفاتش، طلقني يا جلال.
نُطق سلوان لإسم" جلال"
عصبهُ وإمسك معصم إحدي يديها وضغط عليها بقوه قائلًا بحِده:
إسمي جاويد، وإنت فعلًا متعرفيش حقيقتي، بس أحب أقولك من أولها، طلاق مش هطلق، لكن ميمنعش إن الشرع محلل ليا
"مثني وثلاث ورُباع"
بس إطمني هتفضلي دايمًا الأولى.
نظرت له سلوان ولمعت عينيها بتتحدي وحاولت دفعه بيدها الأخري قائله:
بتحلم، وإبعد قولت لك مستحيل أقبل أكون مراتك.
إبتسم جاويد وعيناه تتجول بالنظر بين شفاها وعينيها، لكن لشفاها سِحر لا يقاوم،جذبها بقوه وعاود تقبيلها،رغم تمنعها فى البدايه لكن كاد يُسيطر عليها لولا سمعا طرقًا على باب الغرفه،ترك شفاها مُرغمًا، كذالك هى إبتعدت عنه تنظر له بغضب،وكادت تتهجم بالحديث لكن سبقها جاويد حين إقترب من الفراش وإلتقط تلك الثياب الخاصه بها التى كانت موضوعه فوق الفراش وأمسك إحدي يديها رغم تمُنعها قائلًا:
الأفضل إنك تدخلى الحمام تغيري فستانك على ما أنا أفتح الباب للى بيخبط،آه ومتنسيش تتوضي بالمره.
ألقت سلوان تلك الثياب من يدها بغضب وإستهزاء قائله:
مستحيل ألبس الهدوم دى.
إبتسم جاويد بإستفزاز قائلًا:
براحتك فى أكيد هدوم تانيه فى الدولاب، خدي اللى يريحك وإلبسيه، بس متنسيش تتوضي.
رفعت سلوان ذيل ثوبها وتوجهت نحو إحدي ضلف الباب وفتحتها بقوه وعصبيه،لكن توقفت تنظر بداخل الدولاب للحظه ثم نظرت نحو جاويد قائله:
دى الهدوم اللى إشتريتها عشان تهادي بيها أختك.
إبتسم جاويد بفخر قائلًا:
عشان تعرفي إن ذوقك بيعجبني دايمًا، وياريت كفايه واقفه اللى عالباب هيزهق ويمشي.
توقفت للحظه تشعر بضياع قبل أن تلتقط بعض من الثياب، ثم نظرت لـ جاويد بذم قائله:
مُخادع جيد.
إبتسم جاويد لها وهو يتجه نحو باب الغرفه لكن قبل أن يفتح باب الغرفه،سمع صفع باب الحمام،فتبسم بتلقائيه،وهو يفتح باب الغرفه وتجنب على أحد جانبيه الى أن دخلت إحدي الخادمات تحمل صنيه طعام كبيره وضعتها على طاوله بالغرفه وسُرعان ما غادرت مُتمنيه لهم السعاده،أغلق جاويد باب الغرفه خلف الخادمه،ونظر نحو باب الحمام مُبتسمً وهو يتذكر ملامح سلوان التى إزدادت بنظره جمالًا الليله يكتشف شخصيه أخري، شخصيه عنيده لكن إن كانت هى عنيده فهو مُثابر لكن لا مانع من بعض المشاغبات معها.
بينما بالحمام
وضعت سلوان تلك المنامه الحريريه جانبًا تُزفر نفسها بغضب ساحق توبخ نفسها قائله:
غبيه يا سلوان كان فين عقلك، قبل كده كنتِ بتحذري من أى حد يقرب منك، بس وقعتي فى فخ مُخادع، ودلوقتي بعد كمان قدر يخدع بابا ووافق على جوازي منه بسهوله،رغم أن عمره ما أجبرني على حاجه قبل كده،أكيد خدعه هو كمان،ولو طلبت من بابا أنه ياخدني معاه للقاهره وآنى أطلق مستحيل هيوافق ويساندي.
تنهدت سلوان بيآس قائله:
يعني أيه مفيش قدامي غير إنى أستسلم للمخادع ده ، بس ده شئ مستحيل.
بنفس اللحظه سمعت سلوان طرق على باب الحمام وصوت المخادع يقول بآمر:
سلوان متنسيش تتوضي.
زفرت سلوان نفسها بغضب:
أيه متنسيش تتوضي،اللى زى ما تكون لازمه على لسانه عاملى فيها كآنه إمااااااام جاااااامع
توقفت سلوان وفكرت فى قصد جاويد من خلف تلك الجمله وفهمت مقصده قائله:
المخادع،مفكر إنى هسيبه يلمسني،بيقى بيحلم.
حسمت سلوان أمرها ولفت يديها حاولت فتح سحاب الفستان ولعصبيتها فشلت،لكن لم تستلم حتى قطع جزء من ثوب الزفاف مع سحاب الفستان لم تهتم بذالك،وخلعت الفستان وقامت بإرتداء تلك المنامه النبيذية اللون،وعقدت خصلات شعرها كعكه فوضويه،وخرجت من الحمام،لكن للحظه توقفت تشعر بالخجل حين رأت جاويد يقف جذعه عاري يخلع ثيابه...لاحظ جاويد صمت سلوان وأرد مشاغباتها قائلًا:
إتوضيتي.
ردت عليه بضيق قائله:
ويخصك فى أيه إنى أتوضي أو لاء... ومن الآخر أنا مبصليش إرتاخت كده .
تخابث جاويد وإقترب من سلوان
شعرت سلوان بخجل وإزداد إحمرار وجهها من إقتراب جاويد وهو جذعه عاري منها وبغفله منها جذبها من خصرها قائلًا بعبث:
وليه مش بتصلي.
إرتبكت سلوان وحاولت الإبتعاد عن جاويد لكن هو تشبث بخصرها قائلًا:
مش بتردي على سؤالى.
إرتبكت سلوان تشعر برجفه بجسدها كذالك خجل لكن حاولت الثبات أمام جاويد قائله:
أنا جاوبت عليك وقولت مبصليش وخلاص،وأعتقد قصدي مفهوم.
إبتسم جاويد بخبث قائلًا:
آه...قصدك،تمام أنا فهمت.
تنهدت سلوان قائله بتذمر:
طب طالما فهمت قصدي،إبعد عني بقى.
بمكر من جاويد إبتعد عن سلوان،بينما نظرت سلوان بالغرفه قائله:
مفيش غير سرير واحد فى الأوضه.
رد جاويد:
أى أوضة نوم لعرسان بيبقى فيها سرير واحد،ومع ذالك السرير واسع جدًا يساع أربعه مش إتنين.
نظرت له سلوان بضيق قائله:
تمام أنا حاسه إنى مُرهقه ومحتاجه أنام.
قالت سلوان هذا وتوجهت نحو الفراش تُزيح ذالك الدثار، لكن أقترب جاويد وأمسك يدها قائلًا:
مش لازم تتعشي الأول قبل ما تنامي، ده عشا العرسان ولازم يتعشوا مع بعض عشان يكون بينهم وفاق.
نفضت سلوان يد جاويد قائله:
قولتلك بتحلم، مستحيل يكون بينا وفاق وطلاقنا أمر حاتمي وهيتم بسرعه.
إبتسم جاويد وجذب يد سلوان مره أخري قائلًا:
خلينا نتعشي سوا متأكد إنك جعانه وطول اليوم مأكلتيش،تعرفى إن دى أول مره مش هتمني إن العشا مينتهيش لآن بعدها مش هتمشي وتسيبني زى قبل كده،بل بالعكس هتمني العشا يخلص عشان بعدها أخدك فى حضني كده وأنام بهدوء .
شعرت سلوان برعشه فى جسدها من نبرة جاويد الناعمه لكن تذكرت خداعه لها، ونفضت جسده بعيدًا عنها قائله:
معنديش مانع نتعشي سوا، بس بلاش تعيش وهم إنى ممكن أسمحلك تقرب مني.
إبتسم جاويد قائلًا بتحدي:
تعرفى يا سلوان أنا متأكد إن معندكيش أي عذر يمنعني عنك،وأقدر أخدك دلوقتي لو عاوز وهيبقى بإرادتك كمان.
تهكمت سلوان وكادت تتحدث بتحدي لكن جذب جاويد يدها قائلًا:
أنا بقول كفايه كلام،أنا جعان طول اليوم مأكلتش عشان نتعشي سوا.
نظرت سلوان الى صنية الطعام،كآن ،شعور الجوع تمكن منها فجأه هى فعلًا لم تتذوق أى طعام طوال اليوم،ولا داعي للرفض،فهذا مثل أى عشاء تناولته معه سابقًا،نحت عِنادها وتوجهت نحو مكان صنية الطعام وجلست قائله:
ياريت ناكل فى صمت.
إبتسم جاويد،واومأ لها رأسه،وأشار بيده أن تبدأ بتناول الطعام،بالفعل بدأت سلوان تتناول الطعام،لكن كان يشاغبها بالحديث وسلوان ترد أحيانًا بضيق وأحيانًا تختار الصمت ردًا،الى أن شعرت بالشبع نهضت واقفه تقول:
الحمد لله شبعت،هروح أغسل أيدي وأنام.
بعد لحظات توجهت سلوان الى الفراش ونحت الغطاء وتمددت علي إحدي طرفي الفراش لكن سُرعان ما شعرت بـ جاويد هو الآخر تمدد بجسده على الفراش وبعدها أطفي نور الغرفه،اصبحت مُظلمه،للعجب لم تشعر سلوان بالخوف،وظنت أن جاويد قد يقترب منها ويتحرش بها،لكن
خاب ظنها،رغم أن جاويد بداخله إشتياق جارف لها لكن سيطر على مشاعره لا يود الضغط عليها الليله أكثر من ذالك،يكفيه الليله أنه يشعر بنفسها قريب منه.
❈-❈-❈
بمكان مُظلم
كان يتجرع من المُحرمات والمُسكرات ما يُذهب عقله، ويجعل قلبه يستعر أكثر وهو يتذكر لقاؤه اليوم
بـ "هاشم" عدو الماضى اللدود الذى إختطف منه "مِسك"
رغم مرور سنوات لكن لم ينسى ملامحه يومً، ولم يتوقع أن يأتى يوم ويتقابل به فى عُقر بيت أخيه، لا ليس هذا فقط بل إبنته التى رأها قبل أيام أصبحت الليله زوجه لـ جاويد، مثلما حدث بالماضى
وإختطفت مِسك من أمامه، عاود حدوث هذا مع إبنتها، وإبتعدت عن يديه مثلها
يتجرع كآس خلف آخر ويتراقص أمام عينيه ضحكات هاشم وجاويد الشامته والمتشفيه به، ألقي الزجاجه الفارغه،بعيدًا، وفتح زجاجه أخرى يحتسى من فوهتها مباشرةً، يتراقص أمام عينيه شيطانه الذى يود الآن حرق الجميع، بسبب فتح
أبواب الماضي التى لم ولن تُغلق قبل أن يثآر لآنين قلبهُ.
.....
﷽
#التاسع_عشر«متفكريش إنك بعيده عني»
#شدعصب
ـــــــــــــــ
بصباح يوم جديد
منزل القدوسي
إستيقظت صفيه تشعر ببعض الحرقان فى إحدي ساقيها،نهضت من فوق الفراش وتوجهت نحو الحمام،كشفت ساقها ذوهلت من تلك البُقعه الملتهبه بساقها تُشبه الحرق،تحير عقلها متى صابها هذا الحرق،كما أن تلك البقعه صغيره لتسبب ذالك الوجع القوي التى تشعر به كآن جلد ساقها بالكامل مسلوخ،فجأه تذكرت بالامس حين وقع على ثوبها بعض قطرات محتوى الزجاجه،تهكمت قائله:
هى غوايش حاطه فى الخلطه مية نار ولا أيه،ياريت تحوق فى المخفيه سلوان وتحرق جتتها كلها،وجاويد يشوفها قرد مسلوخ...أما أشوف أى مُرطب أدهن بيه رِجلي عشان النار دي تهدي.
وضعت إحدي المُرطبات على مكان الحرق رغم ذالك مازالت تشعر بآلم،كأنه يسرى بعظمة ساقها،لكن تحملت الآلم على أمل أن يبدأ مفعول المرطب بعد قليل ويزول،خرجت من الحمام تفاجئت بـ محمود إستيقظ من النوم،ينظر لها بإستغراب قائلًا:
مالك ماشيه بتعرجي ليه رِجلك مالها.
إرتبكت للحظه قبل أن تجاوب عليه:
أبدًا مفيش،ده رِجلي بتوجعني شويه.
تسأل محمود:
وأيه السبب فى وجع رِجلك إمبارح المسا كانت كويسه.
رد صفيه:
مفيش وأنا راجعه من فرح الغبره إتزحلقت ويظهر رجلي كانت إنسلخت،بس لما دخلت عند مِسك قلبي وجعني عليها ونسيت الوجع شويه،ودهنتها دلوك الوچع هيروح،ما هو معرفش أيه اللى حصل من وجت وش الفقر ما دخلت دارنا،جابت لينا النحس فى ديلها .
نهض محمود من فوق الفراش قائلًا:
أهي مشيت وسابت لك الدار،وبلاش تحطيها فى راسك وإهتمي ببِتك مِسك وخرجي التخاريف اللى كنتِ بتحطيها فى راسها خليها تنسى جاويد ده نهائى،بلاش تعيشيها فى وهم صعب يتحقق،خليها تنتبه لمستقبلها هى لسه صبيه ومرغوبه وربنا يرزقها باللى يقدرها مش جاويد اللى عمره ما شافها جدامه،وأول واحده ظهرت جدامه مفكرش وإتجوزها،ومهموش جرح قلب بِتك،اللى عيشت نفسها فى أوهام،انا مش عاوز سيرة جاويد دى تجي فى الدار تانى،وزين كمان إن حفصه فسخت خطوبتها من أمجد بكده يبقى علاقتنا بهم بقت رسميه،زيهم زي صالح أخوكِ.
تنهدت صفيه قائله:
متنساش إن حقي فى ورث أبويا لساه تحت يد صلاح،ومتخافيش أنا يهمني مصلحة بِتِ،وقلبها اللى إنكسر ربنا قادر يرد لها حقها وإن شاء الله بكره تجول إنى جولتلك،جواز جاويد من سلوان مش هيعمر كتير،ووجتها هيرچع ندمان ويعرف جيمة بِتِ اللى كسر قلبها.
زفر محمود نفسه بغضب قائلًا:
برضك لساكِ عاوزه تعيشي نفسك فى أوهام إنت فى نفسك،لكن مِسك بِتِ ممنوع تملي راسها تانى الحديت الفارغ ده،عشان حتي لو چواز جاويد وسلوان إنتهي ورجع ندمان زى ما بتجولى أنا اللى وجتها مش هقبل بيه،مستحيل بِتِ تتجوز راجل كان متجوز قبلها...وملهاش لازمه وجفتك دي،أنا عيندي شغل كتير النهارده،ياريت تنزلى تشوفي نبيهه جهزت الفطور ولا لسه،على ما أصلي ركعتين وأدعي لـ مِسك ربنا ياخد بيدها وتشيل الوهم اللى إسمه جاويد من رأسها،وأشقر على أبوي.
سارت صفيه تعرُج قائله:
حاضر هنزل أشوف نبيهه وكمان هشقر على مِسك أشوفها صحيت الدكتور خلاص منع عنيها المُخدر اللى كان بينيمها كيف ما طلبت منيه،مفكر إنها لما تفضل نايمه لحد چواز جاويد بعدها هتنسي وجع قلبها اللى إتسببت فيه بِت أختك اللئيمه.
تنهد محمود بسأم قائلًا:
أنا عارف إن نومها مش هينسيها وجع قلبها،بس عالاقل هيدي عقلها فرصه تستوعب وتصحي من الوهم اللى كانت عايشه فيه لما تفوق وتعرف إن خلاص جاويد بجي فى واحده تانيه مراته وإن خلاث فرصتها اللى كانت موهومه بيها إنتهت،وقتها أكيد هتعرف إن خلاص مجدمهاش غير إنها تنسي جاويد نهائيًا،وكفايه حديت.
زفرت صفيه نفسها بحقد وهى تنظر الى صفع محمود باب الحمام بوجهها قائله بتهكم ووعيد:
كأن النسيان بزرار إياك،لو كان بزرار كان زمانك إنت أول واحد نسي،بس بِتِ مش هتورث حظي .
بعد لحظات فتحت صفيه باب غرفة مِسك ونظرت نحو الفراش رأت مِسك مُسطحه فوق الفراش تفتح عينيها تنظر لسقف الغرفه مثل التائهه،غص قلبها ودخلت الى الغرفه وإقتربت من الفراش بخطوات مُتعرجه كذالك مازال الآلم مستمر،جلست على الفراش جوار مِسك ووضعت يدها فوق يدها تشعر ببؤس.
تركت مِسك النظر الى سقف الغرفه ونظرت الى صفيه ودموع تفر من عينيها قائله بخفوت:
جاويد.
شعرت صفيه بآسى قائله:
نزوه وهيفوق منيها وبكره تجولي أمي جالتلى،بس لازمن ترچعي مِسك الجميله اللى مش حتة بِت تنتصر عليها وتخليها ترقُد فى السرير،يلا جومي إتحممي إكده،ووحيات رقدتك دي جدامي،لا بكره جاويد هيرجعلك ندمان.
نظرت مِسك لها تومئ رأسها،تسأل بعينيها:
هل مازال هناك أمل.
وثبت صفيه واقفه جوار الفراش وسارت خطوتين تمد يدها لـ مِسك قائله:
يلا جومي هِمي إمعاي أنا لازم أحممك بيدي كيف زمان،عاوزاكِ تظهري إكده إنك مش فارق إمعاكِ،بالصبر كل شي هيتحقق.
❈-❈-❈
بمنزل صلاح
إستيقظ هاشم من النوم على صوت رنين هاتقه، نحى الغطاء ومد يده آتى بالهاتف ونظر لـ شاشته، وتنهد لائمًا نفسه:
إزاي نسيت دولت،أمبارح طول اليوم مرديتش على مكالماتها لا هي ولا شاديه أختي ،أكيد زمانها مضايقه،زفر نفسه وفتح الهاتف يرد على لهفة دولت المصطنعه:
هاشم إنت بخير،إمبارح طول اليوم مردتش على مكالماتي،أنا كنت لسه هحجز تذكرة طيران وأجيلك الاقصر.
رد هاشم بهدوء:
لاء مالوش لازمه أنا بخير الحمدلله وكمان راجع القاهره فى طيارة المسا.
تسرعت دولت سأله:
وسلوان بخير،أكيد طبعًا هى السبب إنك مرديتش على إتصالاتي عليك إمبارح،طبعًا بتحايل فيها عشان ترضى توافق على خطوبتها هى وإيهاب أخويا،بلاش تضغط عليها....
زفر هاشم نفسه وقاطع حديث دولت:
لاء مش بحايل سلوان،لآن سلوان خلاص إتجوزت.
ظنت أنها سمعت خطأ وعاودت الأستفسار:
بتقول أيه؟
رد هاشم ببساطه:
بقولك سلوان خلاص إتجوزت هنا فى الاقصر، يعني موضوع إيهاب ده خلاص إتقفل.
إستغربت دولت بتسأول:
قصدك أيه بأن سلوان إتجوزت، يعني هى إتجوزت فى الأقصر من وراك؟!.
رد هاشم:
طبعًا لاء سلوان برضايا.
إستغربت دولت قائله:
أنا مش فاهمه حاجه،وإزاي سلوان تتجوز من غير حضوري أنا وعمتها شاديه،طب هقول أنا برضوا مرات باباها رغم إنت عارف إن كنت بتعامل معاها بطريقه كويسه،بس شاديه تبقى عمتها وعاشت معاها فتره،وتعتبر فى مكانة مامتها!؟.
زفر هاشم نفسه قائلًا:
أما ارجع المسا هبقى أوضح أيه اللى حصل بالظبط،ودلوقتي لازم أقفل الموبايل فى حد بيخبط على باب الأوضه،بالسلامه أشوفك المسا.
أغلق هاشم الموبايل وتنهد قائلًا:
دلوقتي دولت تقول لـ شاديه وهتسمعني موشح إزاي أعمل كده وأجوز سلوان بدون حضورها، أنا نفسي مش عارف أيه اللى حصل فجأه كده،زي ما حصل معايا أنا ومِسك زمان،حصل مع سلوان،بس مِسك إتجوزتني برضاها،سلوان هتحس إنها إتخدعت،ومتأكد من رد فعلها مش هتتقبل اللى حصل بسهوله.
❈-❈-❈
بجناح جاويد
فتحت سلوان عينيها تتنهد تشعر براحه، تمطئت بيديها وهى تظن أن ما أكتشفته بالامس من خداع جلال لم يكُن سوا حِلم،لكن صدمت يدها بشئ جوارها،أدارت وجهها ونظرت على ضوء ضعيف مُتسرب من خلف ستائر الغرفه،وعادت للواقع أن ما أكتشفته لم يكُن حِلم بل كانت حقيقة ذالك المُخادع النائم،للحظه فكرت فى صفعهُ إيقاظهُ بزوبعه لكن تراجعت للحظه تنظر لملامحه وهو نائم تبسمت بتلقائيه لا تعرف سبب لتلك البسمه ولا لذالك الهدوء الذى شعرت به،لكن سُرعان ما ذمت نفسها هامسه:
هترقي يا سلوان وتنسي خداعه ليكِ،حتى لما إستنجدتي بيه خذلك ومقالش ليكِ إنه هو جاويد الاشرف يمكن وقتها كنت إقدرت أتقبله ببساطه...فوقى يا سلوان ده حتى قدر يخدع بابا ومعرفشي إزاي قدر يقنعه ويوافق على جوازه مني،بابا اللى عمرهُ ما غصبني على حاجه، وطول الوقت كان بيحذرني إنى أفكر أسافر للـ الأقصر، إزاي قدر يخدعه بسهوله، رغم إن بابا كان متعصب مني،بس فجأه كده وبسهوله يوافق وعلى واحد من عيلة الأشرف اللى بسبب شخص حقير منهم ماما عاشت تحس بوحده بسبب غضب باباها عليها،حاسه إن فى سر،او حاجه تانيه إن جلال ده مُخادع ماهر.
تنهدت سلوان هامسه:
لو فضلت أفكر عقلي هيشيت مني أكتر ما أهو.
نحت غطاء الفراش عنها ونهضت من فوق الفراش
توجهت نحو تلك الستائر وقامت بفتحه، ليُشع نور الشمس بالغرفه، إستدارت تنظر خلفها نحو الفراش النائم عليه جاويد كادت تتغاضي عن النظر إليه وهو نائم ببطنه على الفراش،الغطاء يستر فقط نصف جسده السُفلى،وظهره بالكامل عاري، لكن لفت نظرها ذالك الوشم المنقوش على أحد كتفيه، إقتربت بفضول منها ونظرت لذالك الوشم، رغم أنها رأت وشوم غريبه قبل ذالك ببعض صور المجلات كذالك مواقع النت، لكن أثار هذا الوشم فضولها، كان وشمً
لـ ثعبان كوبرا برأسين يمتزج ببعض النقوش الفرعونيه، أو ربما أحرف الكتابه الفرعونيه، لا تعلم لكن به تشابُه كبير برموز فرعونيه، أثارها الفضول دون أن تدري مدت يدها وكادت تضعها فوق ذالك الوشم لكن
شهقت بخضه قويه حين فوجئت بجاويد إستدار وأمسك يدها ليس هذا فقط بل جذب جسدها فوق جسده مُبتسمًا على إحمرار وجهها الملحوظ كذالك شفاها التى ترتجف من الخضه أثارته وبدل وضعهم سريعًا على الفراش ليُصبح يعتلي نصف جسدها العلوي، وبلا إنتظار إنتهز غفوة عقل سلوان بسبب الخضه وأحنى رأسه وإقترب بشفاه من شفاها يشعر بأنفاسها المُتسارعه كذالك خفقات قلبها العاليه وخفقاته ليست أقل تسارُع منها، وهو يُقبلها بإشتهاء للمزيد من القُبلات مثل الظمأن الذى لا يشعر بإرتواء، بل يحتاج الى المزيد ويزداد شوقًا، صارع تلك الرغبه حتى شعر بتهدج نفسيهما الإثنين.
ترك شفاها ونظر لملامح وجهها الصبوح باسمًا لها وهى تُغمض عينيها يود أن تفتحهما ويري بريقها الذي سحره،رغم أن شفاها كانت أول أمنيه له حين رأها،لكن لا ينكر بريق عينيها له رونق خاص أيضًا،
تنهد بعشق وهو يرى إحمرار وجنتيها وشفاها بسبب قُبلاته الظمأنه،هى حقًا تستحق مدح الحج مؤنس وإطراؤه بأنها "جد الجميل" ذالك الوصف الذى وصفها به بعد أن رأها أول مره،حين سأل جاويد عن مكانها بعد أن غادرت من المقابر.
مازالت سلوان تُغمض عبنيها تحت تآثير غفلة قُبلات جاويد التى أربكت عقلها وجعلته يتنحي عن التفكير، وتذكُر حقيقة جاويد الخادعه، لكن فتحت عينها وهى تشعر بأنفاس جاويد على وجنتها كذالك همسه جوار أذنها:
صباح الخير يا "خد الجميل".
فتحت سلوان عينيها ونظرت الى وجه جاويد الذى يبتسم... مُستمتع بسكونها لديه يقين أن هذا السكون يسبق العاصفه، لكن لا مانع من الإستمتاع بذالك السكون حتى لو كان للحظات قبل أن تعود سلوان وتثور كان يضم شفاها بين شفاه بقُبلات شغوفه، لكن سلوان بدأت تذهب عنها الغفله اللذيذه التى كانت بها وتتذكر فقط كيف أورغمت على الزواج من مُخادع، بدأت تدفعه بيديها حتى ينهض عنها ويترك شفاها، بالفعل ترك شفاها ونهض وإبتعد عنها وألقى بجسده فوق الفراش للحظات مُرغمًا ليس بسبب دفعها له لكن بسبب ذالك الطرق المستمر على باب الغرفه، نهض واقفًا يقول:.
أنا هروح الحمام وإنتِ أفتحي الباب للى بيخبط،بس متنسيش تقفلى زراير البيجامه وكمان ألبسي طرحه على راسك.
رغم أن سلوان مازالت نائمه بظهرها على الفراش لكن أنفاسها العاليه دليل على عصبيتها، لكن نهضت تغلق أزرار منامتها توبخ نفسها وإستسلامها المخزي لـ قُبلات جاويد، كذالك وضعت يدها على شفاها تشعر بإشمئزاز من نفسها ومن ذالك الضعف الذى يُسيطر عليها، لكن طرق باب الغرفه جعلها تنفض عن رأسها متوعده أن هذا لن يحدث مره أخري، عدلت من منامتها كذالك وضعت وشاح فوق رأسها وتوجهت نحو باب الغرفه وفتحت الباب، وإنصرعت بسبب زراغيط تلك الخادمه التى تحمل صنيه فوق رأسها قائله:
صباحيه مباركه يا عروسة الدار، ده الفطور الحجه يسريه جالتلى أجيبه لكم، وكمان آخد صنية العشا.
أومأت سلوان راسها لها بخجل، تبسمت عليه تلك الخادمه وهى تضع صنية الفطور وأخذت الصنيه الأخري ثم وقفت للحظات قائله بمدح:
والله ذوق جاويد بيه زين جوي،عروسه ملكة جمال رباني، مش زى الآبله "مِسك" اللى مفكره نفسيها نفرتيتي،والذواق مبتنقلش من على وشها.
كادت سلوان أن تسأل الخادمه عن سر مِسك مع جاويد،لكن سمعن صوت فتح باب الحمام إبتسمت الخادمه قائله:
الحجه يُسريه جالتلى بلاش أغيب عيندكم إنتم عِرسان چداد ولازمن تتهنوا مع بعضيكم... أنا أسمي
"توحيده" أى حاجه تعوزيها بس نادمي علي هكون جدامه فى التو.
شعرت سلوان بالخجل وأمات لها ببسمه، وهى تغادر من الغرفه وتغلق الباب خلفها، بنفس لحظة خروج جاويد من باب الحمام يلف خصره بمنشفه قائلًا:
طلعي لى غيار من الدولاب.
نظرت سلوان حولها بإستغراب، بينما تبسم جاويد قائلًا:
بتتلفتي حوالين نفسك كده ليه.
ردت سلوان بتلقائيه:
بشوفك بتكلم مين.
ضحك جاويد وهو يقترب من سلوان قائلًا:
هو فى حد دلوك فى المجعد غيري أنا وإنتِ.
إستعجبت سلوان من لهجة حديث جاويد الصيعديه، قائله بتكرار:
دلوك!
مجعد!
غريبه بتعرف حتى تخدع باللهجات قبل كده مفتكرش مره سمعتك بتتكلم صعيدي، عالعموم، فعلاً مفيش فى المجعد غيري انا وأنت.
إبتسم جاويد قائلًا:
يبجي حديتي كان موجه ليكِ، يعني طلعي لى غيار من الدولاب عشان ألبسه،ولا عاچبك إنى أفضل إكده عريان بالفوطه جدامك.
شعرت سلوان بالخجل وأخفضت وجهها لكن قالت بتهكم وسخريه:
وإنت مطلعش لنفسك غيار ليه من الدولاب،ولا رِجليك هتوجعك من خطوتين لحد الدولاب.
تنهد جاويد مُبتسمً وجذب يد سلوان وتوجه نحو الدولاب وهى خلفه قائلًا:
النهارده صباحيتنا وأنا حابب ألبس على ذوقك، غير كمان بعد إكده إنتِ اللى هتبجي مسؤله عن لبسي.
تهكمت سلوان وهى تنفض يدهِ عنه يدها التى تركها جاويد مُبتسمً يقول:
إنتِ مراتي والمفروض راحتي عيندكِ فى المرتبه الاولى،عشان تكسبي رضايا .
تهكمت سلوان قائله بإستهجان:
راحتك، ورضاك، دول آخر حاجة يهموني لآن الجوازه دي مستحيل تستمر، والدولاب قدامك أهو طلع لنفسك غيار... أو نادي على أى خدامه تتطلع لك غيار.
كادت سلوان أن تبتعد عن جاويد لكن جاويد جذبها من يدها بقوه وحاصر جسدها بين الدولاب خلفها وهو أمامها ويديه تحاوطان جسدها،
إنخضت سلوان من ذالك وإرتبكت قائله:
إبعد عني يا جلال.
رد جاويد بغيظ:
"جاويد"
جولت إسمي جاويد،"جلال" ده إنسيه،ودلوك هتعملي كيف ما جولت لك،طلعي لي غيار،وإلا هيبقى ليا رد فعل تاني يا سلوان.
شعرت سلوان بهزه قويه فى جسدها ليس فقط من محاصرة جاويد لها بين يديه،لكن أيضًا من نبرة صوته المُتحديه،لكن إمتثلت بالقوه أمامه قائله بإستفسار:
وأيه رد فعلك بقى،هتضربني مثلًا.
تهكم جاويد ضاحكًا يقول:
انا إتربيت إن الراجل اللى بجد ميمدش يده بالضرب على حُرمه،لكن يعرف كيف يخليها تنفذ اللى يجول عليه برضاها،زى دلوك إكده يا سلوان برضاكِ هتطلعى لى غيار.
كادت سلوان أن تعترض لكن جاويد وضع يدهُ على جانب عُنقها وبدأ يسير بآنامل يدهُ برتابه عليه وإقترب بوجهه أيضًا يلفح عُنقها بأنفاسه،ويده الأخري وضعها حول خصرها وقربها منه ثم ترك خصرها وقام بنزع المنشفه من حول خصره ورفعها بوجه سلوان التى كادت تذوب بين لمسات يده وأنفاسه الحاره،لكن نظرة الخباثه من جاويد بعد أن رأت المنشفه بيده أربكتها وإستدارت سريعًا وفتحت باب الدولاب بتوتر جذبت بعض الثياب،بلا وعي منها ومدت يدها بها له.
ضحك جاويد قائلًا:
الهدوم دي مش بتاعتي، دى مش ضلفة هدومي.
دفعت سلوان جاويد بيدها، وفكت من حصاره وسُرعان ما إبتعدت عنه قائله بإرتباك:
عندك الدولاب كله شوف أى ضلفه تخصك وطلع لنفسك غيار.
فرت سلوان نحو الحمام تاركه جاويد يضحك على خجل سلوان وهروبها من أمامه...ضحك أكثر وهو يتوجه نحو دولاب الملابس وأخرج لنفسه بعض الثياب.
بينما صفعت سلوان باب الحمام خلفها ووقفت تتتنهد بسرعه وقفت خلف الباب تحاول تهدئة أنفاسها السريعه قائله:
المخادع،يارب أنا مش عارفه هخرج من الورطه دى إزاي.
اثناء وقوف سلوان لاحظت ذيل ثوب زفافها التى تركته بالأمس فى الحمام،إقتربت منه بإستغراب وأمسكته ونظرت اليه وتسأل ماذا حدث لذيل الفستان الذى شبه مُهترئ من يراه يظن أن أطرافه حُرقت،كيف حدث هذا بالأمس حين إرتدته كان سليمً كذالك حين خلعته أيضًا،تحير عقلها أيكون جاويد هو من فعل ذالك باطراف الفستان،لكن لماذا يفعل ذالك ماذا سيكتسب،لم تهتم كثيرًا بالأمر وتركت الفستان مكانه ثم نظرت الى المنامه التى ترتديها وأزراها المفتوحه زفرا نفسها بغيظ قائله:
قال عاوزني أطلع له غيار،مش بعيد بعد شويه يقولى إغسلى لي رِجلي بميه سُخنه،إن شاء الله لو قالها هغسلهاله بمية نار أحرقها زي ديل الفستان كده.
❈-❈-❈
بالبازار الخاص بـ زاهر ألقى هاتفه بقوه على المكتب أمامه بعصبيه قائلًا:
برضوا مش بترد على موبايلها حتى والداها هو كمان مش بيرد، فى أثناء عصبية زاهر سمع صوت رساله آتيه لهاتفه، جذب الهاتف وفتحه ونظر الى مُرسل الرساله تنهد بغضب قائلًا:
كتر خيره أخيرًا بعت رساله، أما أشوف بيقول أيه.
قرأ زاهر الرساله
"معليشي يا إبني بعتذر منك أنا وحسني طرق عليا آمر هام اليومين اللى فاتوا، ولازم نسافر النهارده عند ناس قرايبنا،وحسني مشغوله فى تجهيز مستلزمات الزياره، فوت عليا فى البيت عشان تاخد مفتاح المخزن هو بقى شبه فاضي بقية المحتويات اللى فيه مش كتير وملهاش لازمه،هبعتلك عنوان البيت فى رساله تانيه.
بالفعل قبل أن ينتهي زاهر من قراءة الرساله كان يسمع صوت رساله أخري،فتحها وهو ينهض وغادر البازار مُتجه الى ذالك العنوان الذى بالرساله.
بعد قليل ترجل من السياره وسأل أحد الماره على إسم والد حسني، أشار له على مكان المنزل، ذهب إليه ونظر على جانبي الباب حتى رأي مكان جرس الباب قام بقرع الجرس، وانتظر لثوانى ينتظر فتح الباب لكن لا احد يفتح الباب، عاود مرارًا قرع على الجرس،وكاد يُغادر بغضب،لكن سمع صوت تلك الثرثاره التى
كانت نائمه وآستيقظت بهلع بعد تكرار قرع جرس الباب،نحت عنها الدثار قائله:
مين اللى حاطط يدهُ على جرس الباب مش عاوز يشيلها دي،يارب هو أنا الراحه مش مكتوبه علي،بجالي ليلتين مش بنام بسبب جعادي فى المستشفى مع أبوي حتى لما مرت أبوي جت الفجر وجالت هتفضب هي مع ابوي للمسا فى المستشفى،وأروح انا أستريح،جيت يا دوب غيرت خلجاتي ما بعرف كيف سحبني النوم،ودلوك يادوب الساعه عشره الصبح،أكيد دول العيال اللى بيلعبوا فى الشارع مش بعيد تكون مرت ابوي هى اللى محرضاهم يقلقوا منامي،أنا هروح أجيب ميه وأرشها عليهم يحرموا يحطوا إيدهم عالجرس،أو أحسن حل أرش عليهم ميه وافصل صوت جرس الباب نهائي،او أكهربه عشان العيل اللى يتكهرب غيره يخاف يحط يده عالجرس.
قبل أن تفتح حسني باب المنزل ذهبت نحو الثلاجه واخذت زجاجة مياه،ثم توجهت نحو الباب وفتحته بعنف وقامت بإلقاء ليس فقط المياه البارده بل بعض السباب الاذع الذى نال من ملابس ومسمع زاهر الذى تعصب قائلًا:
يا غبيه،أنا هشرب من دمك،إنت مش شايفه بترمي الميه وبتشتمي مين.
فتحت حسنى عينيها بإتساع وذهول قائله بغباء:
مين اللى رمي الميه دي عليك،وأيه اللى چابك إهنه أصلًا.
نظر لها بغضب ساحق يود أن يطبق بيديه حول عنقها قائلًا بإستهجان وتريقه:
أكيد مش جاي أشاهد فى جمال سحنتك ولا شعرك المنكوش ده،وإنتِ معندكيش حيا،وطالعه تفتحي الباب بيبجامة النوم وكمان شعرك مكشوف وياريت كده بس لاء كمان بتشتمني وبترمي عليا ميه متلجه.
نظرت حسنى لزجاجة المياه قائله:
الميه على فكره نضيفه،او معرفشى بصراحه بجالى يومين مش فى الدار مرت أبوي معندهاش ذمه،لكن كيف بتجول معنديش حيا،أناااا
توقفت حسني عن الخديث وهى تنظر لثيابها فعلاً كما قال هى بمنامه منزليه بنصف كُم وبنطال قصير يكشف جزء صغير من ساقيها،رفعت يديها حول شعرها أيضًا كما قال منكوش،كادت أن تفر من أمامه لولا أن آتت بنفس اللحظه زوجة أبيها ودفعت زاهر امامها للدخول الى داخل المنزل فى لحظات كانت تصرخ بقوه حتى تجمع بعض الأهالى ومنهم من دخل الى المنزل ظنًا أن سوء حدث،لكن تسال احد الاهالى:
خير يا ست ثريا،الحج إبراهيم جراله حاجه.
ولولت ثريا بعويل وندب قائله:
دى هيجراله حاجه لو شاف اللى أنا شوفته،يا مصيبتاااي.
تسأل آخر:
إهدي يا ست ثريا خير.
ندبت ثريا وهى تضرب ساقيها بعويل قائله:
مقصوفة الرقبه حسني بتستغل غيابي وإنشغالى مع أبوها العيان اللى مرمي فى المستشفى بجالي يومين جاعده جاره،وسايبه ليها الدار،ويادوب الدكتور جال حالة ابراهيم اتحسنت جولت أما أروح أغير هدومي وارجع له،أجي أفتح باب الدار الاقيها هى والشاب ده...أستغفر الله،لساني مش جادر ينطقها.
نظر الاهالى لـ حسني بإزدراء كذالك لـ زاهر الذى دافع عن نفسه قائلًا:
الست دى كدابه وبالتوكيد ده ملعوب بينها وبين بنت جوزها.
بينما حسني شعرت للحظات أنها مثل التائهه من هول ما قالته زوجة أبيها بالكذب،كذالك قالت بدفاع:
ده كدب،أنا كنت سهرانه مع ابوي بجالى يومين وراجعه الفجر وكنت نايمه سمعت جرس الباب فكرت العيال اللى بيلعبوا فى الشارع وكنت طالعه أهزأهم.
إستجبرت ثريا بوقاحه وقامت بصفع حسنى قائله:
مين اللى كدابه،دى آخرتها أنى كنت هداري علي الفضيحه اللى انا شوفتها بعيني،الحمد لله ان ابراهيم مشفهاش كان طب ساكت فيها.
تنرفز زاهر قائلًا:
الكدبه دي انتم الأتنين مشتركين فيها ومدخلتش عليا،أنا بينى وبين البت دي عقد إيجار ولازمن يتنفذ ومن بكره،لاه من دلوك هروح أكسر باب المخزن وأرمي كل المحتويات اللى فيه فى الشارع وماليش صالح بالتمثليه الماسخه دى.
قال زاهر هذا ومر من بين الاهالى اللذين منهم من كاد يتهجم عليه بالضرب لكن هو تصدي لهم وغلبهم بقوته وتركهم بلا إهتمام لكن بداخله يشتعل غضب،بينما ثريا كادت تتهجم على حسني تكمل سبك مُخططها الدنئ،الذى رغم مغادرة زاهر لكن بداخلها نشوة ظفر،فهذا كان الجزء الاول من المُخطط والأهم، وتبقى الجزء الثاني التى لن تنتظر عليه طويلًا
❈-❈-❈
مساءً
بمنزل صلاح
بغرفة الصالون المرفقه بـ جناح جاويد
إستقبل جاويد هاشم وصلاح ببسمه وجلس معهم قليلًا، كانت عين هاشم تنظر نحو الباب المُغلق الفاصل بين الصالون و غرفة النوم ينتظر بلهفه ان تفتحه سلوان وتدخل حتى لو غاضبه ، لكن سلوان لم تأتى لاحظ صلاح نظرات هاشم فقال:
أمال فين العروسه، لا تكون مكسوفه ولا تكون مانعها تجابل أي حد.
نهض جاويد ضاحكً يقول:
لاء طبعًا، بس يمكن متعرفش إن عمي هاشم هنا، هروح أنادي ليها ثواني وراجع.
فتح جاويد الباب الفاصل ودخل الى غرفة النوم وجد سلوان تجلس على أحد المقاعد وبيدها جهار تحكم عن بُعد وتشاهد أحد القنوات،إقترب منها قائلًا:
إنتِ مش عارفه إن فى ضيوف فى الصالون جايين يهنونا بالجواز، والمفروض تستقبيليهم معايا.
تهكمت سلوان قائله:
دول ضيوفك،وجايين يهنوك إنت، أنا مالى بيهم.
زفر جاويد نفسه بغضب قائلًا:
سلوان،بلاش طريقتك دي وقومى تعالى معايا باباكِ قاعد مستنيكِ فى الصالون.
زفرت سلوان نفسها بسخريه وألقت جهاز التحكن ونهضت قائله:
وماله،خليني ألحق أقوله بلاش يستعجل ويسافر لوحده يمكن ياخدني معاه بعد ما نطلق.
تنهد جاويد ومسك إحدي يدي سلوان وضغط عليها بقوه قائلًا:
قولتلك،مفيش طلاق بينا،وياريت تفردي وشك شويه بدل ما يفكر إنى معذبك معايا.
سارت سلوان خلف جاويد الى أن دخلا الى الصالون إبتسم جاويد قائلًا:
سلوان أهي يا عمي، بس كانت مكسوفه شويه.
نهض هاشم واقفًا يبتسم يعلم أن جاويد يكذب، كيف يتوه عن حقيقة ملامح سلوان التى مازالت غاضبه بوضوح، رغم ذالك إدعي تصديق جاويد مازحً:
فعلًا سلوان وشها أحمر يبقى مكسوفه.
ضحك صلاح قائلًا:
وهتنكسف من مين مني، لاء خلاص دى بقت عيندي زي حفصه بتِ، يعنى إنت خلاص تنساها سلوان بقت بِتِ.
رسمت سلوان بسمه على شفاها وحاولت الا تنظر لوجه هاشم، الذى إقترب منها ووضع يده فوق كتفها بشعر بغصه من تجاهلها له، لكن شعر به صلاخ الذى نهض واقفًا ينظر لـ جاويد قائلًا بمغزي فهمه جاويد:
جاويد كنت محتاجك فى آمر هام خاص بالشغل، تعالى إمعاي خمس دقايق بس.
تفهم جاويد مغزي حديث والده الذى يود ترك سلوان مع هاشم وحدهما،حتى يتحدثا ويطمئن على إبنته.
غادر جاويد مع صلاح، بينما جذب هاشم يد سلوان وجلس لجوارها متسألًا:
إزيك يا سلوان.
ردت سلوان بإقتضاب:
كويسه بخير زي ما إنت شايف.
إبتلع هاشم طريقة رد سلوان الجافه قائلًا:
جاويد عامل معاكِ أيه.
ردت سلوان بنزك:
وهيعمل معايا أيه، عادي يعني.
تسأل هاشم قائلًا:
يعني أيه عادي، اللى عرفته عن جاويد أنه شخص مُتحضر وكمان ثقه.
تهكمت سلوان قائله:
ثقه، وعرفتها منين دي بقى عنه،تعرف إنى أنا بستغرب إزاي هو أقنعك توافق على جوازي منه بس بعد ما فكرت فى قد ايه قبل كده كنت بتحذرني إنى أجي هنا للأقصر،دلوقتي وصلت لجواب مُقنع،طبعًا،حضرتك قبل كده مكنتش متجوز وجودي معاك مكنش منه ضرر دلوقتي حضرتك إتجوزت ووجودي بقى مُضر عليك طبعًا دولت هانم مش عارفه تاخد راحتها بوجود عازول فى الشقه معاها،فـ فى البدايه فكرت تجوزني ايهاب أخوها عشان أخلي لكم الجو وتتهنوا مع بعض،بس ظهر جاويد الأشرف الثقه أكتر بالنسبه لك وفيه ميزه كمان،إنه هبقى هنا فى الاقصر بعيده عن القاهره،فمش هسبب لحضرتك إزعاج.
غص قلب هاشم ونظر لـ سلوان قائلًا:
غلطانه فى تخميناتك يا سلوان وإفتكري كويس من البدايه مش أنا اللى بعتك لهنا إنتِ اللى جيتي برِجليكِ،عالعموم أنا أطمنت عليك لآنى راجع القاهره الليله،بس قبل ما أمشي خدي الفلوس دي خليها معاكِ.
نظرت سلوان لذالك المبلغ الكبير الذى أخرجه هاشم من جيبه وتهكمت قائله:
مبقتش خلاص محتاجه لفلوس من حضرتك،كنت قبل كده محتاجاها عشان أقدر أدفع فلوس الاوتيل وأبقى فتره أتفسح هنا دلوقتي خلاص بقيت مقيمه ولقيت بيت أعيش فيه.
وضع هاشم المبلغ بيد سلوان قائلًا:
بسيطه إعتبريه نقوط مني ليكِ.
قال هاشم هذا وقبل أن تعترض سلوان ضمها قائلًا بعاطفه:
سلوان متتردديش للحظه تتصلي عليا لو إحتاجتينى هتلاقيني عندك لو وصل الامر إنى أجي بطياره خاصه زي ما جيت قبل كده.
رق قلب سلوان وكبتت تلك الدمعه وضمته هى الاخري لكن لم ترد عليه...لكن قبل أن يغادر من باب الصالون قالت له بتهكم:
إبقى سلملي على مدام دولت،أكيد يا حرام زمانك وحشتها زى ما هي وحشتك ومستعجل على رجوعك للقاهره .
رسم هاشم بسمه وهو يشعر بنبرة سلوان المتهكمه والمتآلمه،تآلم قلبه هو الآخر قائلًا:
خلي بالك من نفسك يا سلوان متفكريش إنك هنا فى الاقصر بعيده عني.
❈-❈-❈
﷽
#العشرون«أنقذني منه»
#شدعصب
ــــــــــــــــــ
بعد مرور أسبوع
أمام ذالك المنزل المملوك لـ حسني
ظهرًا
أثناء خروجها من باب المنزل وهى تسير تتحدث مع إحدي نساء المنزل انسأم وجهها فجأه حين وقع بصرها على تلك السياره الفارهه كذالك ترجُل زاهر منها كم ودت فى تلك اللحظه أن تختفي حتى لا يراها زاهر، لكن سبق ذالك ورأها زاهر لكن تجاهلها بعد أن رمقها بإزدراء وتوجه بالدخول الى داخل المخزن،بينما هى رغم شعورها بالمهانه من نظرته لها لكن تجاهلت تلك النظره وتحدثت مع المرأه بإختصار على عكس طبيعتها الثرثاره، وكادت أن تُغادر مُسرعه لكن بنفس اللحظه خرج زاهر مره أخري من المخزن يقوم بالرد على هاتفه،لكن لعدم إنتباه الإثنين تصادما ببعضهما،تنرفز زاهر من ذالك وظن أنها تعمدت الإصطتدام به،أغلق رنين هاتفه وقال لها بتعسُف وهو ينظر حوله بترقُب:
فين مرات أبوكِ عشان تكمل سبك التمثليه الماسخه اللى ألفتوها سوا.
شعرت حسني بالمهانه وتدمعت عينيها وتعلثمت بالرد:
أنا زيي زيك ومعرفش لغايه دلوك مرت أبوي كان غرضها أيه من التمثليه الماسخه دي،وأنا كنت جايه النهارده عشان أخد الإيجار من السُكان،،ولا أنا بتنبأ باللى هيحصل فى المستقبل،ومكنش عيندي خبر إنك هتجي إهنه،وإن كان على تمثلية مرت أبوي كيف ما جولت عليها ماسخه وملهاش معني،ودلوك عن إذنك،لازمن ألحق مكتب البريد قبل ما يقفل عشان أحط الفلوس فى دفتر التوفير بتاعي عشان لو روحت بيها لدار أبوي مش هستنفع بقرش منها.
غادرت حسنى وتركت زاهر الذى يشتاط غيظًا من بجاحة تلك الثرثاره فى ردها عليه،لكن بنفس اللحظه شعر بشعور غريب غصه فى قلبه،وعاتب نفسه:
هى فعلًا كانت هتعرف إنى جاي هنا منين أنا نفسي لآخر لحظه مكنتش جاي إهنه.
لكن سرعان ما لام على نفسه قائلًا:
بس برضوا ميمنعش إنها بحجه وقليلة الذوق.
نفض زاهر التفكير فيها وقام بالرد على هاتفه الذى عاود الصدوح مره أخري...
بينما حسني لا تعلم كيف كبتت تلك الدموع التى تنهمر الآن من عينيها وهى واقفه أمامه كانت ومازالت تشعر بآلم قوي يختلج بصدرها.
بعد قليل
بمنزل والد حسني
دخلت حسني اولًا الى غرفتها وأخفت دفتر التوفير البريدي،ثم توجهت الى غرفة والداها قائله:
كيفك دلوك يا أبوي.
رد والداها:
بخير يا بِتِ بس حاسس بشوية وچع إكده فى صدري حالًا ثريا تيجي تديني العلاج والوجع هيخف.
إستغربت حسني قائله:
هى مرت أبوي مش إهنه،أنا جولت لها إنى مش هتأخر مسافة ساعه ساعتين بالكتير وأها رچعت بسرعه.
رد إبراهيم:
نزلت من شويه تشتري شويه طلبات لازمه الدار وزمانها راجعه.
تنهدت حسني بتهكم هامسه لنفسها:
إن شاله ما ترچع، خلت اللى بسوي والا مبسواش يتغمزوا ويتلمزوا عليا إهنه فى المنطقه، لاه وكمان التاني اللى نفش ريشه عليا ومفكر إنى بتمحك بيه معرفش غرضها من التمثليه القذره اللى عملتها كانت هتكسب أيه من وراي الفضيحه دي، أكيد فى راسها هدف، ولا يمكن عملت إكده عشان تغصبني أوافق على عريس صايع من صيع المنطقه اللى بتجبهم لى، كل غرضها إني أتجوز وترجع تستحوز هى على إلايجار اللى بيجي من دار جدي الله يرحمه.
بعد حوالى نصف ساعه
دخلت ثريا الى غرفة إبراهيم تلهث بكذب،لكن إدعت التنهد براحه قائله:
الحمد لله "حسني" رجعت،أنا إشتريت الطلبات ورجعت بسرعه.
تهكمت حسني وهى تنظر الى تلك الحقيبه المنزليه التي بيد ثريا قائله:
رچعتي بسرعه جوي يا مرت ابوي أنا إهنه من أكتر من نص ساعه،طلبات أيه دي اللى فى شنطة السوق.
ردت ثريا ببساطه:
دى لوازم طبيخ الغدا،كانت ناجصه نزلت إشتريتها ورجعت بسرعه.
تهكمت حسني قائله:
فعلًا رجعتي بسرعه جوي،أكيد تعبتي من المناهده مع البياعين،عنك هاتي الطلبات دى وأنا اللى هحضر الوكل،إنتِ بتتعبي جامد جوي.
علمت ثريا أن حسني تتهكم عليها حتي حين إقتربت منها وهى تأخذ من يدها حقيبة السوق ونظرت بداخلها بإستهجان مُبطن على محتويات الحقيبه القليله قائله:
تعبتي نفسك جوي يا مرت ابوي.
ردت ثريا وعينيها تقدح قائله:
خليني أجي وياك للمطبخ نجهز الوكل سوا بسرعه زمان خواتك جايين من المدرسه يادوب يتغدوا ويرجعوا لدروسهم من تاني.
تهكمت حسني وهى تسير أمام ثريا، الى أن دخلتن الى المطبخ وضعت حسنى حقيبه فوق منضده رخاميه بالمطبخ ونظرت لـ ثريا بإستهجان قائله:
الخضار ده مكنش ينفع يستني شراه لحد ما أرجع الدار وتسبي ابوي عيان لوحده إكده،إفرضى كان جاتله ازمه وأحتاج البخاخه مين اللى كان هيناولها له .
تهكمت ثريا بتجبُر قائله:
هيتعب فى نص ساعه سيبته فيها لكن لما يعلم بعملتك مع المستأجر اللى جاله لحد الدار إهنه، وجتها هيطب ساكت.
تعصبت حسني قائله:
بلاش كدب يا مرت أبوي، ولا هتكدبي الكدبه وتصدجيها، كفايه نظرت اهل المنطقه ليا بسببك وبسبب كدبتك اللى معرفش هتكسبى أيه منيها.
ردت ثريا:
وهكسب ايه من الكدب انا شوفتك وإنتي واقفه مع الشاب بالبيجامه وشعرك كان مكشوف وهو كان عرقان ميه،جولي لى تفسير لده غير اللى جه فى دماغي،وأي حد مُطرحي كان هيعمل إكده،بس هو نفد وهرب وسابك،عالعموم متخافيش أنا مش هجول لابوكِ،خايفه على صحته برضك چوزي وابو عيالي،اللى خايفه عليهم من طيشك،وليكِ عليا أنصحك.
تهكمت حسني قائله بتكرار:
طيشي وتنصحينى،وتنصحينى بأيه،بأنك تفضحيني جدام أهل المنطقه،عالعموم خلي نصايحك ليك وفريها عندك بنتين هما اولى بنصايحك،أنا حاسه بصداع هروح أخد أى مسكن وأتخمد للمسا يمكن اما أنام أصحي مرتاحه.
تهكمت ثريا بإيحاء:
مُسكن برضك ولا حاجه تانيه،عالعموم انا نصحتك.
ردت حسني عليها بضيق قائله:
كتر خيرك.
غادرت حسني بينما تبسمت ثريا وفتحت هاتفها ونظرت الى تلك الصور ببسمة إنتصار قائله:
كده فاضل الخطوه الأخيره.
❈-❈-❈
بأحد مصانع جاويد
رفع وجهه عن مُطالعة الحاسوب ونظر أمامه مُبتسمً لـ صلاح الذى دخل الى المكتب قائلًا:
المفروض إنك عريس جديد،والمفروض تكون مع عروستك دلوك إنتم لسه بشهر العسل ...مش إهنه بتشتغل،إكده سلوان هتاخد عنك فكره إنك بتفضل شغلك عنيها.
إبتسم جاويد وهمس لنفسه قائلًا:
شهر عسل ومع سلوان...
أنا متأكد إن سلوان مش فارق معاها إننا عِرسان أساسًا...
لكن قال لـ صلاح بتبرير:
عندي صفقه مع عميل روسي والمفروض أحضر ليها كويس لآن الصفقه دى هترفع إسم مصانع الاشرف،وكمان هفتح لينا سوق جديد فى أسواق خارجيه،إنت عارف إن التماثيل الفرعونيه ليها زهوه خاصه عند الأجانب وبيحبوا إقتنائها،بس طبعًا مش كلهم قدامهم فرصة السياحه فى مصر وإقتنائها من هنا،بس انا أتواصلت مع كم عميل من اللى بيتعاملوا مع صناعة الخزف والفخار اللى بأشكال أثريه فرعونيه،وخلاص هبدأ بالتنفيذ العملي وأول صفقه اللى بشتغل عليها دلوك.
إبتسم صلاح بفخر قائلًا:
ربنا يوفقك للخير دايمًا،واضح إكده إن سلوان هتبجي وش السعد عليك...بس برضك بلاش تنشغل عنيها فى البدايه إكده،انا لما أتجوزت أمك جعدت واحد وعشرين يوم مخرجش من عتبة الدار.
ضحك جاويد قائلًا:
لاه دلوك الوقت اتغير عادي،العريس ممكن من تاني يوم ينزل لمشاغله،وأنا متأكد أن سلوان فاهمه طبيعة شغلي.
إبتسم صلاح قائلًا:
زين ربنا يهدي سركم،بس ليا عينديك سؤال ولو مش عاوز تجاوب عليه براحتك.
إبتسم جاويد متسألًا:
وأيه هو السؤال ده؟.
رد صلاح:
أوعى تفكر إن سؤالى ده تدخل ميني فى حياتك مع مراتك،بس أنا وأمك الصبح كنا بنتحدت عن سلوان وهى جالتلى إنها شاكه إنها لساه "بنت بنوت".
إبتسم جاويد قائلًا:
ماما شاكه،لا هى بدال قالت كده يبقى متأكده فعلًا.
إستغرب صلاح رد جاويد قائلًا:
جصدك أيه مش فاهم...هو إنت وسلوان مش متجوزين،ولا...
توقف صلاح عن إسترسال سؤاله حين رد جاويد قائلًا:
لاء إطمن يا بابا أنا كويس جدًا،بس كل الحكايه مش عاوزه أضغط على سلوان أكتر من إكده،إنت عارف إنها واقفت بصعوبه على جوازنا، واعتقد الموضوع ده خاص بيا أنا وهى وبس.
إستغرب صلاح قائلًا:
جصدك أيه بخاص بيك إنت وسلوان، وبعدين إنت جولت إنك سهل تسيطر على سلوان بعد الجواز.
تنهد جاويد قائلًا:
سلوان عنيده أكتر مما توقعت يا بابا،والموضوع ده رضا وقبول قبل أي شئ تانى وإطمن وخلي عندك ثقه.
قبل أن يتحدث صلاح
صمت الإثنين وهما ينظران نحو باب المكتب الذى فتحه عليهما صالح ودخل دون إستئذان.
نظرا الأثنين لبعضهم ثم نظرا الى صالح الذى قال بإستهجان:
مالكم سكتوا وبتبصوا لبعض إكده ليه كانكم شوفتوا عفريت، لاكون چيت بوجت غير مناسب.
رد صلاح:
لاه أبدًا بس مستغرب مجيتك لإهنه فى المصنع،فى العاده بالوجت ده إنت بتبجي نايم.
جلس صالح على أحد المقاعد وإتكئ بظهره عليه قائلًا:
لاه خلاص الفتره الجايه لازمن أبجي صاحي، بالذات بعد ما قررت أجدم أوراق الترشح
نظرا صلاح لـ جاويد ثم سأل صالح بإستفهام:
اوراق الترشُح لأيه؟.
رد صالح بزهو:
أنا خلاص قررت أترشح لعضوية البرلمان .
نظرا جاويد وصلاح لبعضهم بإستغراب ثم تسأل جاويد يود التأكد من حقيقة الامر أم أنها مزحه من عمه وتسأل:
عضوية برلمان أيه يا عمي.
رد صالح ببساطه:
مجلس الشعب، وعشان إكده أنا جاي النهارده أخبركم، وكمان عشان بالتوكيد هحتاج للعمال اللى عينديك إهنه فى المصنع يا جاويد.
إستغرب جاويد قائلًا:
وهتحتاج لعمال المصنع فى أيه يا عمي؟!.
رد صالح:
هحتاج لهم فى الدعايه الإنتخابيه وكمان اصواتهم فى الإنتخابات،فى من عمال المصنع ناس كتير من أهل الدايره،وليهم أصوات إنتخابيه،وطبعًا إنتم يهمكم إسم عيلة الأشرف يعلى ويلعلع فى البرلمان،يعني هتساعدوني.
نظر جاويد لـ صلاح بمعزي ثم لـ صالح قائلًا:
بس أنا مقدرش أغصب عالعمال ينتخبوك يا عمي.
رد صالح بإستجبار:
لاه تقدر،تهددهم اللى مش هيصوت ليا فى الإنتخابات إنك هتطرده من المصنع.
رد صلاح بتسرع:
بس ده جطع ارزاق يا صالح وحرام،وبعدين أيه اللى شعشع فى عقلك مره واحده إنك تترشح فى إنتخابات مجلس الشعب،إنتم مش بتفهم فى السياسه،ولا فى دهاليز الإنتخابات،كمان انا سمعت إن النايب اللى كان فى الفتره اللى فاتت هيرىشح نفسيه مره تانيه وهو له سيط جامد جوي فى الدايره.
تنهد صالح بسأم:
له سيط ولا إنت وولدك ليكم مصالح إمعاه ومش عاوزين تساعدوني.
رد جاويد:
لاه يا عمي ماليش مصالح إمعاه بس دى حقيقه ولازمن تتعترف بيها هو له سيط شعبي كبير إهنه ونحج فى الدوره اللى فاتت بفارق كبير فى الاصوات عن المنافس له،وأنا مقدرش أجطع رزق حد من العمال كل واحد حر فى إختياره للنايب.
إحتدت نظرة صالح لـ جاويد وكاد يتهجم عليه لكن حاول صلاح تهدئة الموقف قائلًا:
لسه فتره طويله عالانتخابات حوالى أربع أو خمس شهور يعني قدامك وقت كويس يا صالح تقدر فيه تكسب أهالى الدايره.
رد صالح بغرور:
انا عارف ان لسه وجت كويس،بس حبيت أجولكم عشان تبجوا إمعاي فى الصوره،وكمان كان فى أمر تاني عاوز أحدتكم عنيه.
تسال جاويد:
وايه هو الامر التاني ده يا عمي.
رد صالح:
أرض الجميزه،كل ما ياخدها مُستأجر ويزرعها والزرعه متنفعش إمعاه يسيبها أنا قررت إنى أحاوط نصيبي فى الارض دى بسور مباني،،وبعرض أشتري أرضك يا صلاح أنت وصفيه.
تنهد جاويد مُستغربًا يقول:
بس الارض قريبه من كاردون المباني وسعرها غالي جوي يا عمي.
رد صالح:
أنا عارف إنها السكه الجبليه للبلد وقريبه من الطريق وتمنها غالي بس أنا إمعاي الحمد لله تمنها أو اقل شويه،بس ممكن أقسطهم على دفعات سنويه.
رد صلاح:
بس انا مش بفكر ابيع نصيبي الارض دى ومعرفش رد صفيه أيه أسالها إنت.
رد صالح:
انت عارف ان انا وصفيه مفيش بينا حديت واصل،وانت المسؤل عن كل نصيبها فى ورثة ابوي،وكمان فكر الارض تعتبر بايره ومش مستفاد منها بحاجه،انا خلاص قررت أبني سور حوالين الارض بتاعتي وبكده سهل تدخل كاردون المبانى رسمي.
رد جاويد:
هى الارض مش محتاجه سور عشان تدخل كاردون المباني اساسًا،بس الأرض دي انا كنت بفكر من مده أنشأ مصنع فيها،حتى اتكلمت مع بابا فى الموضوع ده،وكمان عرضت عالحج مؤنس أشتري أرضه اللى جنب الارض دى وهو رفض ،بس مأجل المشروع شويه.
رد صالح:
أفهم من الحديت ده إنك رافض تبيع لى الارض يا صلاح.
رد صلاح:
انا اساسًا مش بفكر ابيع الارض بس هقول لـ صفيه على عرضك وهى حره.
نهض صالح بغيط قائلًا:
تمام انا خلاص اتفجت مبدأيًا مع مجاول مبانى وكان هيبدأ يبني سور حوالين حقي فى الارض،بس جولت أعرض عليكم الاول، وعالعموم هستني ترد عليا پرد صفيه،اللى طالما انت مش هتبيعلي يبجي هى كمان مش هتبيع،هقوم عيندي دلوك ميعاد مع المجاول هقول له مفيش داعي للإنتظار،خليه يبدأ يبني السور.
غادر صالح دون إلقاء السلام عليهم نظر جاويد
لـ صلاح قائلًا:
انا مش داخل عليا حكاية السور اللى عمي عاوز يبنيه حوالين أرضه ده،عيندي شك يكاد يكون يقين هو فى هدف تاني فى راسه.
رد صلاح بتوافق:
وانا كمان عيندي نفس الشك،بس هو حر،بس إنت مجولتليش قبل اكده انك عرضت تشتري أرض الحج مؤنس.
رد جاويد ببسمه:
فعلًا عرضت عليه أشتريها وأقدمها مهر لـ سلوان لان مكان الأرض عجب سلوان وقالتلى إنها تتمني يكون عندها أرض زى دى حته من النيل
بس هو للآسف رفض.
تعجب صلاح مُبتسمًا يقول:
طب ما إحنا ارضنا جنب الارض دى.
رد جاويد وهو يتنهد بآسى:
بس أرضنا مش متراعيه زى أرض الحج مؤنس،رغم أني طول عمري اللى أعرفه إن الأرض اللى بيسيل فيها الدم بتبقى خِصبه،بس حتة الأرض دي بالذات زى ما ماما قالت عليها"أرض ملعونه بالدم اللى لا بينشف ولا الأرض بتشربه ".
❈-❈-❈
بالأقصر بأحد الكافيهات
زفر أمجد نفسه بغضب وهو ينظر لـساعة يده، منذ وقت وهو ينتظر حفصه، وهى لم تأتي رغم أنه هاتفها سابقًا وطلب منها اللقاء وهى وافقت، لكن مر وقت وهو ينتظرها، فتح هاتفه وقرر أن يهاتفها علها تقول له إنها كادت تصل الى للكافيه
نهض واقفًا وحرك مقعده قليلًا للخلف ثم جلس عليه ومد إحدي ساقيه غير منتبه أنها قد تُعرقل أحدًا دون إنتباه منه...
بينما ليالي أثناء سيرها بالعصا التى تُرشدها على الطريق لم تنتبه الى ساق أمجد التى إصتطدمت بها دون إنتباه وكادت تتعرقل بعد ان سقطت العصا من يدها لكن سريعًا نهض أمجد وأمسك يدها...شعرت للحظه قبل أن تسقط بالإنعدام وخشيت التنمر عليها من بعض رواد المكان،لكن حين أمسك أمجد يدها شعرت بشعور غريب عليها،وتمسكت بيده وإستمعت الى إعتذاره وهو يساعدها للجلوس على أحد المقاعد قائلًا:
انا آسف،بسببِ حضرتك كنتِ هتقعي.
فى البدايه إستغربت نبرة صوت أمجد لكن قالت له:
لاء العيب مش عليك أنا اللى مكنش لازم أمشي فى مكان وانا مش شايفاه،كان لازم أستني زاهيه هى كانت بترد على بنتها عالموبايل بس أنا قولت لها انا هتمشى على ما تخلص مكالمتها وتحصلني... عيند بقى.
جذب أمجد عصا ليالى وأمسك إحدي يدها ووضعها بها قائلًا:
إتفضلي عصايتك أهي، وبعتذر مره تانيه.
إبتسمت ليالى تستشعر الإنجذاب الى الحديث مع هذا الشاب قائله:
برضوا بتعتذر عادي جدًا، مش أول مره تحصل معايا، بس المره دى إختلفت، إنك شخص واضح أنه ذوق فى رد فعله وميقوليش طالما عاميه ليه مش بتقعدي بجنب.
رد أمجد:
أكيد بيبقى شخص معندوش ذوق.
إبتسمت له ليالى،بنفس اللخظه آتت زاهيه ووقفت جوارها قائله:
معليشي يا ست ليالي المكالمه طولت خليني أخد بيدك عشان نرجع للشقه.
نهضت ليالى وهى تبتسم بداخلها شعور تود المكوث مع هذا الشاب أكثر من ذالك لكن إمتثلت لقول زاهيه قائله لـ أمجد:
بشكرك مره تانيه،وأتمني فرصه تانيه تجمعنا.
نهض واقفًا يقول:
أنا اللى متآسف،وأتمنى فرصه تانيه أفضل نتقابل فيها.
اومأت له براسها وغادرت مع زاهيه التى قالت لها:
زاهيه أوصفيلي الشاب ده.
إستغربت زاهيه قائله:
شاب عادي مفيش فيه شئ مميز.
ردت ليالى:
لاء يا زاهيه مش قصدي توصفيلى شكله اوصفيلى نظرتك عنه.
إسنغربت زاهيه قائله:
ونظرتي هتكون أيه عنه عادي انا متكلمتش إمعاه،بس هو شكله إكده ذوق وإبن ناس طيبين.
إبتسمت ليالى وكررت قول زاهيه:
فعلًا إبن ناس طيبين.
بينما إبتسم أمجد حين وقف أثناء مغادرة ليالى ورأي إقتراب حفصه من مكانه،شعر لاول مره بشعور يغزو كيانه شعور كان يظن أنه ليس موجود أو كان يظن ان أخري هى من إستحوزت على هذا الشعور يومً لكن كان مُخطئ ذالك كان شعور إعجاب لا حب شعور رغبه لا أمنيه،حفصه تمتلك جاذبيه أكثر لا يستطيع إنكارها الآن كان مُخطئ حين أخفق فى الرد عليها،أنه كان ينفذ ما تريده والداته لكن الحقيقه الذى إكتشفها الآن أنه كان ينفذ رغبته هو أيضًا.
بينما خفق قلب حفصه حين رأت أمجد لا تنكر أنها مازالت تكن له مشاعر إستحوزت عليها منذ الطفوله كانت تغار إذا إقتربت منه إحدي الفتيات حتي أثناء اللعب،لكن هو لا تود شخص تابع لشخص آخر يُنفذ لها ما تريده هي، تريد رجُل صاحب قرار...لا تنكر شعورها بالغِيره حين رأت نظرة أمجد المره السابقه لتلك الفتاه،واليوم أيضًا حين رأته يقف يبتسم مع تلك المرأه رغم أنها تبدوا أكبر منه بكثير كذالك بوضوخ تبدوا ضريره،لكن أخفت ذالك الشعور وهى تقف أمامه بغرور وهو يشير لها بالجلوس قائلًا:
إتأخرتى بقالى أكتر من ساعه قاعد مستنيكِ هنا.
ردت بغرور:
عادي متأخرتش مش كان ورايا محاضره خلصتها وجيت على هنا.
تنهد أمجد قائلًا:
بس النهارده مش بيقى عليكِ غير محاضره واحده.
ردت حفصه بتفسير:
فعلًا،بس كان فى دكتور من يومين آجل محاضرته وبدلها بالنهارده.
رد أمجد بهدوء:
تمام،خلينا نقعد مش هنتكلم وإحنا واقفين.
إمتثلت حفصه له وجلست بالمقابل له،لكن بلحظه قال أمجد بنبره رومانسيه:
وحشتيني يا حفصه.
إرتبكت حفصه تستغرب صامته.
❈-❈-❈
فى المساء
بمنزل صلاح
دلفت سلوان الى الغرفه وصفعت خلفها باب الغرفه بقوه، تشعر بغضب قائله:
عامله زى اللى عايشه فى سجن كل شئ ممنوع أنا زهقت من الوضع ده، ومن الست يُسريه دى كمان وليه مُتسلطه وعايشه لى دور الحما الصعيديه وكبيرة الدار، كانت فكره غبره إنى أجى لهنا الاقصر كم يوم أروق أعصابي أهي قلبت الرحله بجوازه سوده... بيت وسور عالي وممنوع رجلى تخطي براهم زى اللى فى السجن، ده حتى اللى فى السجن أهلهم بيزورهم من وقت للتاني لكن هنا مفيش حد بيعبرني، حتى موبايلى الحقير جاويد المُخادع أخده مني، بس أنا مش هستسلم.
زفرت نفسها بغضب ساخن رغم أن الطقس بارد لكن شعرت بحرارة الغيظ تغزو جسدها، قررت قائله:
أما أدخل الحمام أخدلى شاور يمكن أعصابي تهدى شويه.
فكت ذالك الوشاح من فوق رأسها وتخففت من بعض ملابسها بقيت بملابسها الداخليه فقط،وحررت خُصلات شعرها الكستنائيه تنسدل بنعومه فوق جيدها، ثم توجهت نحو باب الحمام ووضعت يدها على المقبض وفتحت الباب،
لكن كاد يختل توازنها بصعوبه إبتلعت ريقها الجاف وهى تشعر بيدي جاويد تحاوط خصرها يضمها قويًا لجسدهُ يمنعها من السقوط أرضًا.
شعرت بخضه قويه أفقدتها النُطق للحظات
لكن تبسم جاويد ماكرًا يقول:
فى أيه مالك فين صوتك، وشك مخضوض كده ليه شوفتى الخُبث والخبائث...ولا عاجبك إنى حاضن جسمك.
قافت من تلك الخضه وهى تشعر برجفه فى جسدها لكن حاولت نفض يديه بعيدًا عنها، لكن هو تشبث بخصرها... رغم ذالك لم تستسلم وحاولت نفض يديه عنها قائله بإستهجان:
والله لو شوفت الخُبث والخبائث مكنتش إتخضيت وشهم زى ما إتخضيت من وشك، إبعد عني.
ضحك جاويد بصخب أغاظها أكثر وهو يجذبها للخروج معه من الحمام وثبتها خلف حائط جوار باب الحمام قائلاً:
تعرفى إن ملامحك بتزيد جمال لما بتتعصبي.
مازالت تحاول فك تشبُثه بخصرها وهى تنظر له بإستخفاف قائله بغرورها المعتاد:
أنا طول الوقت جميله، مش مستنيه شهاده كداب ومُخادع زيك... وأوعى متفكرش إني ساذجه وهقع فى فخ خداعك مره تانيه.
إبتسم جاويد وهو يرفع يديها اللتان تحاول دفعه بهم لأعلى رأسها ووضع رأسه يداعب عُنقها بآنفه يلفحه بأنفاسه الحاره التى داعبت مشاعرها وتنحى للحظات عقلها وإستكانت بين يديه كآنها تناست خداعهُ لها السابق، شعر بزهو وغرور أن له تأثير عليها وهو يراها إستكانت بين يديه وبلا تفكير، كان ينقض على شفاها يُقبلها بشغف، وهى لا تُعطى أي رد فعل فقط تستقبل قُبلاته... الى أن توقف عنها يلهث بعد أن ترك شفاها مُغصبًا كى يرد على ذالك الصوت الذى قطع تلك الغفوه منها، حين قالت الخادمه من خلف الباب:.
جاويد بيه الست يُسريه بتجولك الوكل چاهز.
رد بعصبيه وهو مازال يأثر جسد سلوان بين الحائط وجسده ينظر الى عينيها التى تُشبه قطرة العسل تحدها أهداب سوداء زانها الكُحل الفرعوني سِحرًا آخاذ للعقل:
خبريها إن مش چعان.
نظرت له سلوان بسخريه قائله بتهكم:
مُخادع بتعرف تتلون على كل وش وكل لون،إزاي تتكلم وتتلون زى الحِربايه.
ضحك جاويد،لكن بنفس الوقت
ضعف تشبُث يديه حول خصرها مما جعلها بسهوله تفلت من بين يديه بعد أن دفعته عنها بقوه، لكن لم تسير سوا خطوه واحده قبل أن يجذبها من يدها مره أخري يلف جسدها بيديه هامسًا:
أنا فعلاً بعرف أتلون وأتكلم مع اللى قدامى بالطريقه اللى توصلنى لهدفي معاه... حتى إنتِ يا سلواني.
قال جاويد هذا وخلل أصابع يدهُ بين أصابع يدها يشد عليها بقوه، تألمت منها وآنت بآه
ضحك ساخرًا يقول:
إيدك لسه ضعيفه ولازمها شد عصب.
تهكمت سلوان وقامت بدفع جاويد بيديها، إبتعد عنها مُبتسمًا... لكن سألها بخباثه:
أيه اللى مضايقك أوي إكده وخلاكِ تجلعي هدومك.
شعرت سلوان بالخجل حين نظرت لجسدها وتذكرت أنها بملابسها الداخليه...ذهبت سريعًا وإلتقطت تلك العباءه ووضعتها فوق جسدها وتوجهت نحو الدولاب وأخذت منامه لها وذهبت نحو الحمام صامته،تستعر غيظًا من ضحك جاويد وإستهزاؤه وهو يقول:
مش العبايه هى اللى هتخفي جمالك عني يا سلوان .
بعد قليل خرجت سلوان من الحمام، لكن تفاجئت بصنية طعام موضوعه على طاوله بالغرفه...تجاهلت ذالك وتوجهت نحو الفراش لكن تحدث جاويد قائلًا:
ماما بعتت لينا العشا هنا فى الاوضه وده بالنسبه ليها إستثناء أكيد عشان إحنا لسه عِرسان جُداد.
تهكمت سلوان دون حديث وتجاهلت حديث جاويد،ونحت غطاء الفراش وكادت تتسطح فوق الفراش لولا أن جذبها جاويد من يدها قائلًا:
مش هتتعشي قبل ما تنامي،متاكد إنك جعانه.
نفضت سلوان يد جاويد قائله بإستهجان:
لاء مش جعانه،أنا عاوزه أنام،إتعشى لوحدك.
إبتسم جاويد بمكر وعيناه تتجول على جسد سلوان وهى بتلك المنامه الفيروزية اللون التى رغم إحتشامها لكن تحد جسد سلوان وتُظهر مفاتنها، ومد يده نحو الجزء العلوي من منامتها بإيحاء قائلًا:
البيجامه دي حلوه أوي،بس لو فتحتي أول زارين منها أكيد هتبقى أحلى.
رجعت سلوان خطوه للخلف تشعر بضيق قائله:
بطل قلة أدبك دي، وسيب أيدي أنا مُرهقه وعاوزه أنام.
إبتسم جاويد بمكر قائلًا بإيحاء:
وأيه سبب الارهاق ده، مع إن اللى أعرفه إننا لسه فى أول الليل،أنا بقول نتعشى سوا.
تنهدت سلوان بزفر قائله:
لا فى أول الليل ولا فى أخره،وإتعشى لوحدك هو غصبانيه قولتلك مش جعانه.
تخابث جاويد قائلًا:
بس أنا جعان جدًا ومتعودتش أكل لوحدي لازم وجه جميل يكون معايا يفتح نفسي.
زفرت سلوان نفسها قائله:
قولتلك مش جعانه...يبقى خلاص براحتك تقدر تنزل لتحت وإتعشى مع أي حد.
ابتسم جاويد ماكرًا:
أنا كمان هحس بشبع وأنا.....
لم يكمل جاويد حديثه أكمل بقُبله من شفاه سلوان التى دفعته بغيظ حتى ترك شفاها مُنتشيًا،يقول:
فعلًا الجوع كافر،يا سلوان،قدامك حلين
يا تقعدي نتعشى سوا عيش وملح،يا هنتعشى سوا برضوا بس مش عيش وملح،هنتعشي غرام.
فهمت سلوان حديثه قائله:.هو غصبانيه تمام خلينا نتعشي سوا عيش وملح.
قالت سلوان هذا ودفعت جاويد الذى إبتعد عنها ضاحكًا،بينما سلوان جلست خلف الطاوله وبدأت تأكل فى البدايه كانت على إستحياء لكن هى بالفعل كانت جائعه مازالت لديها رهبه من من بالمنزل،عدا جاويد رغم أنه بنظرها مخادع لكن هو الوحيد الذى تستطيع تناول الطعام معه دون خجل أو حياء.
بعد قليل نهضت قائله:
أهو أنا أكلت إرتاحت كده،سيبنى بقى أنام.
إبتسم جاويد دون رد.
بينما ذهبت سلوان نحو الفراش وتمددت عليه وأغمضت عينيها لدقائق قبل أن تنعس،شعرت بيد جاويد تجذبها عليه.
فتحت عينيها بغيظ قائله:
إبعد عني لو سمحت وبطل حركات كل ليله دي.
قبل جاويد عُنق سلوان ولف يديه حول جسدها ووضع كف يده فوق موضع قلبها قائلًا:
نامي يا سلوان،لأن حركتك الكتير بتخلي الشيطان يلعب فى دماغي إني أتمم جوازنا الليله.
هدأت حركة سلوان قليلًا قائله:
قولتلك انسي ان جوازنا يستمر شهر.
ضحك جاويد قائلًا:
فعلًا مش هيستمر شهر،هيستمر العمر كله،بس مفيش مانع لزوجه تانيه تعوض بالناقص معاكِ.
ضربت سلوان كوع يدها فى بطن جاويد صامته تآلم جاويد ضاحكًا، بينما سلوان سُرعان ما ذهبت الى غفوه بين يدي جاويد الذى تنهد بشوق،وقبل عنقها يشعر بهدوء نفسي.
❈-❈-❈
بغسق الليل.
بعشة غوايش
دخلت صفيه مُلثمه تنهج وذُعرت حين رأت عيني غوايش المتوهجه مثل النيران،لكن سرعان ما تهكمت عليها غوايش قائله:
المثل بيجول
"اللى بيزمر مش بيخفى دقنه"
جايه ليه الليله يا صفيه.
شعرت صفيه بالخوف قائله:
جايه حسب إتفاجنا قبل إكده فين العمل اللى جولتي هتسويه لـ مرت جاويد،وكمان فى حاجه تانيه.
تسألت غوايش:
وأيه هى الحاجه التانيه.
ردت صفيه:
وأنا كنت برش الميه اللى كانت فى الازازه وقع منها نقطه على رجلي ومن وقتها وهى ملتهبه ومفيش مرهم محوق فيها،انتِ كنتِ حاطه فيها أيه مية نار.
ضحكت غوايش بسخريه قائله:
المره الجايه هحطلك فى العمل مية ورد عشان لما تقع على هدومك تبجي ريحتها ورد،وليه محذرتيش،عالعموم متخافيش بكره تطيب بس هتاخد وجت شويه.
تنهدت صفيه بآلم قائله:
طب والعمل اللى جولتى هتسويه بالطرحه بتاع اللى ما تتسمي.
تذكرت غوايش بغيظ ليلة زفاف جاويد
فلاشــباك
عادت الى العشه وهى تضع وشاح سلوان المطوي بين يدها،تبسمت حين رأت ذالك الخيال الضخم على الحائط وقامت بالركوع أمامه وأخفضت بصرها وهى تمد يدها له بذالك الوشاح الذى أخذه منها وقام بإستنشاق رائحته لكن سُرعان ما ألقى الوشاح بذالك المنقد الموضوع به قطع من الفحم متوهجه ليحترق الوشاح وهو يزداد غيظً وإستعارًا
يأمر غوايش بالنهوض،لتفهم لما فعل ذالك وكان جوابه:
أن هذا الوشاح يحمل عرق آخر غير تلك الفتاه.
تذكرت غوايش أن صفيه أخرجت لها الوشاح من بين ثنايا ثيابها لابد أن أختلط برائحه جسدها هى الأخري...شعرت برهبه من غيظ هذا المارد الذى أمرها أن تأتى بآثر آخر لا يحمل سوا عرق الفتاه فقط،ثم إختفى من المكان.
عادت غوايش تنظر الى صفيه قائله:
الطرحه منفعتش مع الاسياد إنتِ كنتِ حطاها فى صدرك وخدت من عرقك،وانا خوفت عليكِ لو الاسياد نفذوا عليها العمل أنا عاوزاكي تجيبى أتر من هدوم البت دي وميكونش نضيف بس المره دى إبجي حطيه فى كيس بلاستك.
تنهدت صفيه بسأم قائله:
لسه هرچع أجيب ليها آتر تاني، وبعدين بجالها سبوع متجوزه من جاويد ومسمعتش إن حصل بينهم خلاف.
ردت غوايش قائله:
مش يمكن لسه البت مستحمله على أمل متخافيش الامر مش هيطول، بس هاتيلى آتر ليها ويا سلام لو كان قميص نوم.
لمعت عين صفيه قائله:
وهجيبلك قميص نوم ليها منين.
ردت غوايش:
مش صعبه عليكِ
❈-❈-❈
كانت ترى نفسها تجري بين المروج الخضراء خلف تلك الفراشه ذات الجناحات الملونه تشعر بـ حريه
مثلها وهى تتنقل بين الأغصان، لكن فجأه هبت رياح قويه أغمضت بسببها عينيها للحظات قبل أن تفتح عينيها وترى نيران تُحيط بها من كل مكان والنيران تقترب منها وكلما ذهبت نحو طريق كى تبتعد عن النيران، النيران تقترب منها، وخرج من بين تلك النيران جسد ضخم يُشبه المارد الذى راته بأحد افلام الرعب وإقترب منها بجسده المشتعل،يقول كلمات غير مفهوم منها سوا جملة
"إنتِ لى منذ القِدم."
، لكن هى إرتعبت وعادت للخلف تصرخ وتستنجد لم يآتى براسها غير "جاويد"
صرخ لسانها بإسمه تستنجد به من ذالك المارد المشتعل الذى يقترب منها لكن فجأه شق تلك النيران طيف آخر وكذالك ظهر جاويد وجذبها إليه.
صحوت فزعه بتلقائيه منها حضنت جاويد وجسدها يرتعش.
إستيقظ جاويد على صوت هزيان سلوان العالى الذى يشبه الصراخ،وأشعل ضوء الغرفه وإستغرب ذالك العرق الغزير الذى على وجهها وحاول إيقاظها
الى أن نهضت وقامت بحضنه وهى ترتعش، قائله:
إنقذني منه يا جاويد.
ـــــــــــــــــ
«يتبع»
للحكاية بقيه