رواية أسيرة الشيطان الجزء 2 الفصل الاول حتي الفصل الخامس بقلم ديناجمال

 


رواية أسيرة الشيطان الجزء 2

الفصل الاول حتي الفصل الخامس

بقلم ديناجمال 

الفصل 1


الكاتبة - دينا جمال


هوبا رجعنا ليكم 🥳🥳🥳


فتحت عينيها ببطئ  لتعيد إغلاقهما سريعا عندما صدمتها إضاءة الغرفة القوية لتعاود فتحهما مرة اخري بتمهل الي أن اعتادت علي الاضاءة لتطل علي الدنيا من جديد ليكون وجهه المبتسم أول ما قابلها 


جاسر مبتسما بحنان : حمد لله على السلامة 

وضعت يديها علي الفراش تحاول الاعتدال ليسرع باعاداتها مكانها 

يهتف بلهفة ؛ زي ما انتي انتي عاملة عملية في القلب يا ماما 


تكملت بصوت ضعيف : هي العملية نجحت

 ضحك بقوة حتي ادمعت عينيه ليرد من بين ضحكاته : لاء فشلت وأنا بتكلم مع عفريتك


ابتسمت ابتسامة شاحبة لتشعر بالخمول يعاودها من جديد سمعت صوته بعيدا قبل أن تغلق عينيها مرة اخري مستسلمة لبئر النوم: ارتاحي يا حبيبتي 

_______________________


بعد مرور ثلاثة أشهر


ارتفعت مكبرات الصوت في ذلك الجامع الكبير بأذان الفجر فاستيقظت كعادتها مع صوت الأذان فتحت عينيها تنظر للنائم جوارها لتبتسم بحنان وهي تنظر لملامحه الهادئة يبدو كالطفل الصغير ، ذهبت إلى المرحاض لتتؤضأ ومن ثم عادت الي الغرفة جلست بجانبه على الفراش ، مدت يدها توقظه برفق : جاسر ،جاسر اصحي يا جاسر الفجر بيأذن يا جااااسر 


فتح عينيه بصعوبة ليهتف بنعاس : حاضر يا ماما رؤي 


ابتسمت بحنان ليرد لها الابتسامة هاتفا بقلق : انتي كويسة 


زمت شفتيها بضيق من سؤاله المتكرر : والله العظيم يا جاسر كويسة بقالك شهر من ساعة ما خرجت من المستشفي وأنت بتسألني نفس السؤال في اليوم يجي عشرين مرة 


انتصف جالسا يعاتبها برفق : يعني أنا غلطان اني خايف عليكي يا رؤي هو انتي عامله عملية اللوز يا ماما دي جراحة في القلب علي العموم يا ستي ما تزعليش نفسك أوي كدة مش هسألك تاني 


كاد أن يقوم حينما وجدها تقبض علي ذراعه نظر ناحيتها حينما قالت بندم : أنا آسفة يا جاسر بس أنا والله كويسة أنا بس مش عيزاك تقلق عليا عشان خاطري ما تزعلش 


هز رأسه إيجابا بابتسامة صغيرة : مش زعلان خلاص هروح اتوضي عشان نصلي 


هزت رأسها ايجابا تحرك خطوتين ليلتفت لها هاتفا باهتمام؛ صحيح يا رؤي عايز أسألك سؤال مهم 


إجابته باهتمام : اسأل يا حبيبي

ابتسم بعبث ليهتف بمرح : انتي كويسة ؟


صرخت بغيظ لتسمك وسادة الفراش تلقيها عليه ليضحك بمرح حينما تفادي تلك الوسادة متجها الي المرحاض 


نظرت له بابتسامة خجولة دافئة وهي تراه يجلس بجانبها بعد ما انتهي من صلاته 

رؤي مبتسمة بحنان: تقبل الله 

مال برأسه ليلثم جبينها بحنان : منا ومنكم إن شاء الله يا رؤتي 


مدت يدها له بالمسبحة الصغيرة فابتسم ابتسامته الدافئة وأخذ منها السبحة ووضعها جانبا ليمسك كف يدها قائلا بحنان : سمعت قبل كدة أن الي بيسبح علي كف ايده ، كف ايده بينور يوم القيامة 


ابتسمت له باتساع تهز رأسها إيجابا فاكمل وهو يفرد كف يدها برفق : سبحان الله سبحان الله سبحان الله 

وأكمل تسبيحه علي يدها وهي تنظر له بابتسامة دافئة خجولة 

_______________________

تهاني...توتا ...يا تهاني اصحي يا حبيبتي 


فتحت عينيها بضيق اعتدلت في جسلتها تهتف بحنق : عايز ايه يا عاصم 


رد بابتسامة صغيرة: الفجر يا ماما إذن قومي يلا عشان نصلي 


قوست شفتيها بضيق : يا عصام كنت هصليه صبح كنت سبتني نايمة 


ارتدي ساعته يهتف سريعا وهو يخرج من الغرفة : أنا هروح اصلي الفجر في الجامع وبعدين هلطع علي الشغل ....ما تنسيش تبقي تعدي علي ماما 


هزت رأسها ايجابا ليخرج من الغرفة لتعود للنوم مرة اخري هاتفه براحة : لما اقوم بقي هبقي اصلي الضحي 


______________________

خرج عاصم من شقته ليجد عمرو أمامه 

عاصم مبتسما : صباح الخير ايه يا ابني لسه جاي دلوقتي 


هز عمرو رأسه إيجابا بابتسامة ناعسة : اعمل ايه بقي من ساعة ما البت إيمان اتجوزت البيت بقي كئيب وممل فبقيت بشتغل طول الليل وبرجع أنام طول النهار ....عن اذنك بقي عشان هلكان وهموت وأنام 

 قبض عاصم علي تلابيب ملابسه من الخلف يهتف بضيق: يعني انت شغال بقالك 90 ساعة وجاي علي العشر دقايق بتوع ركعتين الفجر وهتموت وتنام قدامي يا حيوان علي الجامع 


ابتسم عمرو ببلاهة يحاول فتح عينيه ليهز رأسه إيجابا يتمتم بضيق : كان يوم أسود يوم ما قررت تسكن معانا في العمارة 


عاصم : بتقول حاجة يا عمرو

ابتسم عمرو ببلاهة : حبيب قلبي دا أنا بدعيلك 

لكزه عاصم بمرفقه في ذراعه : أنت مش ناوي تتلم وتتجوز بقي 


تنهد بحزن يرسم ابتسامة صغيرة علي شفتيه: ما اعتقدش 


نظر له عاصم بشك يهتف بحذر : أنت لسه بتفكر فيها يا عمرو 


هز رأسه نفيا سريعا يهتف بانفعال: ايه يا عم اللي أنت بتقوله دا لاء طبعا دي اختك وكمان ست متجوزة يعني مستحيل افكر فيها بأي شكل من الأشكال 


ربط عاصم علي كتفه برفق: أنا واثق فيك يا عمرو بس إنت بردوا لازم تتجوز ، لازم يبقي ليك عيلة مش هينفع تعيش كدة علي طول 


هتف باقتضاب وهو يخلع حذائه ليدخلوا المسجد : إن شاء الله

_____________________

جاسر حبيبي وحشني من زمان  هتفت بها رؤي بمرح وهي تقف أمام جاسر تعقد رابطة عنقه ليضحك عليها ضربها باطراف أصابعه علي جبينها برفق : عايزة ايه يا هبلة 


ابتسمت باتساع : عايزة اروح ازور ماما 

قرص خدها برفق يبتسم بهدوء : اجري يلا البسي 


صفقت بسعادة لتذهب سريعا تبدل ملابسها متجهه معه الي منزل والدتها 

____________________

 في شقة عاصم ...تمطت تهاني علي الفراش بكسل نظرت في الساعة لتجدها الثانية عشر والنصف 


نظرت حولها بضيق هاتفه بامتعاض : اوووف بقي أنا لسه هنزل اروح لامه وبعدين اطلع انضف الشقة ...اووف بقي مش لو كنت اتجوزت جاسر كان زماني لقيت اللي يخدمني ....اخته عايشة في العز والهنا وأنا مرمية هنا 


اتجهت ناحية المرحاض اغتلست وبدلت ثيابها تضع حجاب صغير علي شعرها يظهر اكثر مما يخفي لتنزل لأسفل دقت علي باب شقة حسين والد عاصم لتفتح لها والدته هتفت بابتسامة بشوشة ما أن رأتها : صباح الخير يا توتا ايه الكسل دا ....دا أنا جهزت الفطار من بدري واستنيتك نفطر سوا


لوت شفتيها تهتف بلطف مصطنع : معلش بقي يا خالتي راحت عليا نومة .....كنت عيزاني في حاجة 


كادت مجيدة أن تتكلم عندما قاطعهم صوت رنين هاتف مجيدة التقطت الهاتف ترد سريعا 

رؤي : السلام عليكم

مجيدة : وعليكم السلام يا حبيبتي ، عاملة ايه

 رؤي مبتسمة: بخير يا ماما الحمد لله ...علي العموم أنا جايلك اصلا في السكة 


مجيدة بسعادة؛ تنوري يا حبيبتي ...بقولك ايه جاسر جنبك مش كدة 

رؤي : آه يا ماما


مجيدة : طب قوليله بقي أن أنا عزماه علي الغدا النهاردة وما فيش اعذار 


نظرت رؤي لجاسر تهتف بحزم مصطنع : ماما عزماك علي الغدا النهاردة وبتقولك ما فيش اعذار 


اختطف الهاتف من يدها يهتف بابتسامة صغيرة: السلام عليكم يا حماتي


هتفت مجيدة بحبور : وعليكم السلام يا حبيبي.....بقولك ايه مستنينك بقي ...وما تقوليش مش فاضي زي كل مرة 


جاسر بود : حتي لو مش فاضي افضالك يا ست الكل .....هجبلكوا البت رؤي واروح ساعتين الشركة تلاتة وابقي اجيلكوا علي الغدا بإذن الله


مجيدة : بإذن الله يا حبيبي مستنياك ما تتأخرش 


اغلقت الخط لتنظر لها تهاني هاتفه بهدوء ظاهري: هو جاسر هيجي يتغدي معانا 


مجيدة مبتسمة :اه يا حبيبتي ...عاصم بقاله كام يوم عايز ياكل محشي ورق عنب ورؤي عماله تزن بردوا عايزة تاكل محشي من ايديا فقولت اعزمهم علي الغدا .......معلش يا حبيبتي هتعبك معايا ايدي في ايدك كدة نعمل انا وانتي الغدا


هتفت في نفسها بغيظ : آه طبعا أنا اعمل والست هانم رؤي تيجي تاكل علي الجاهز ما هي الهانم واحنا الخدامين بتوعها 


نظرت لمجيدة تبتسم باصفرار لتقوم معها متجهه الي المطبخ 


__________________________

 اوصل جاسر رؤي أسفل منزل والدتها وقف أسفل المنزل نظر لها يبتسم بمكر : هتوحشيني يا وردة الجوري 


نظرت له بخجل وجهها بالكامل اصطبغ بحمرة الخجل القانية رغم نقابها الذي يخفي وجهها ولكن علم أن جوريته تتوهج خجلا ....اشهر سبابته في وجهها يهتف بجد: ما تنسيش تاخدي علاجك وأنا هبقي اتصل بيكي افكرك 


هزت رأسها ايجابا تبتسم باتساع أسفل بيشة نقابها ليميل برأسه مقبلا جبينها بحنو ....خرجت من السيارة لتلوح له اشار لها لتصعد ظل واقفا حتي تاكد أنها صعدت ليتجه الي شركته 


دخل الي الشركة ليلحق به السكرتير الخاص 

جاسر : بلغ مدير الحسابات اللي أنا عايزه 


مجدي باقتضاب : حاضر يا باشا 

 خرج السكرتير ليلتقط جاسر هاتفه يتصل برقم اخته ؛ حبيبة قلب اخوكي عاملة ايه يا بت وحشاني 


نرمين بسعادة: بخير يا حبيبي ...أنت عامل ايه ورؤي حبيبتي عاملة ايه 


جاسر مبتسما: بخير يا حبيبتي ....انتي عاملة ايه ...اوعي يكون ياسر مزعلك 


نرمين مبتسمة بخجل : لا أبدا والله يا جاسر 

ياسر طبيب وحنين


جاسر ضاحكا بمرح : الحب الحب ...الشوق الشوق..بولبيف بولبيف 


هتفت بغيظ : يا رخم اقفل يا جاسر عشان الحق احضر الغدا احسن ياسر قرب يجي من المستشفى 


جاسر مبتسما: ماشي يا ستي يلا سلام عليكم 


نرمين : وعليكم السلام يا حبيبي 


اغلق الخط يبتسم برضا ....اخيرا نالت اخته السعادة التي تستحق ...انتبه علي صوت دقات علي باب الغرفة 

جاسر: ادخل 

دخل حسين يهتف بجد : صباح الخير يا باشا 

 هتف جاسر بعتاب : مش قولتلك يا عمي ما تقوليش يا باشا دي تاني .....يعني انا مش زي عاصم ولا ايه


ابتسم حسين بود : لاء طبعا يا ابني ربنا يعلم غلاوتك عندي اد ايه....كفاية اللي عملته عشان خاطر بنتي .....دا ملف الصفقة الأخيرة أرباح الصفقة دي تعتبر اكبر أرباح دخلت الشركة 


ارتسمت ابتسامة هادئة علي شفتيه يهتف بامتنان : عارف ليه يا عم حسين أرباح الشركة دي من اكبر الأرباح اللي دخلت الشركة 


نظر حسين له باستفهام ليهتف بجد : عشان المناقصة رسيت علينا بسعر قليل 


هز رأسه نفيا يبتسم بحبور : لاء عشان رؤي بنتك ودعواتها لما عرفت أن أنا داخل مناقصة كبيرة بالشكل دا ...كنت لما بقلق بليل الاقيها قاعدة علي سجادة الصلاة وعمالة تدعي أن ربنا يجبر بخاطري والمناقصة ترسي علينا ..... إنت ادتني كنز عمري ما هقدر اوفيك حقه 


ابتسم حسين بفخر من أفعال ابنته التي تظهر بوضوح أنه احسن تربيتها جيدا ليهتف سريعا : صحيح ما تنساش أم عاصم عزماك علي الغدا ......لو ما جتش هتحرمنا كلنا من الاكل 


ضحك حسين وجاسر عاليا ضحكات طويله متواصلة لينشغلا بعد ذلك في العمل 

_________________

 القي القلم من يده يخفي وجهه بين كفيه اخذ نفسا عميقا يزفره بقوة .....ما الخطئ هو لا يعلم ..... أليست هي من احبها ...أليست هي من انكوي فؤاده حينما ظن أن جاسر قد اذاها ..... يشعر بها مختلفة غير راضية ... ليست كما تمني ....ارتسمت ابتسامة حزينة علي شفتيه حينما عاد بذاكرته لذلك اليوم 

Flash back


فتحت عينيها تنظر حولها باستفهام غرفتها تعرفها جيدا لما تشعر بأنها لما ترها منذ وقت طويل .....كأنها كانت في دوامه عاصفة افاقت منها للتو .....نظرت جانبها لتجد والدها يقف جواره .....اتسعت عينيها بدهشة تنظر له عاصم!!!! زميل دراستها حبها الاولي ....ولكن مهلا جاسر......أين جاسر هل كانت تحلم انه تزوجها ولكن لاء 


اغمضت عينيها بألم تهز رأسها نفيا بعنف تحاول التركيز لتسمع صوته الهادئ يهتف برفق : أنا عارف انك متلخبطة 


فتحت عينيها تنظر له باستفهام لينظر هو لوالدها يهتف بهدوء : معلش يا عم اسماعيل سيبنا لوحدنا شوية 


حرك رأسه إيجابا ينظر لعاصم بخزي مما جنت يديه قديما ليخرج من الغرفة تاركا بابها مفتوح جلست تهاني علي الفراش تنظر لعاصم بتعجب تنهد بحيرة يبتسم بهدوء .....اخذ كرسي خشبي صغير في الغرفة .... وضعه جوار فراشها ليجلس عليه يستند بمرفقيه علي فخذيه أخذ نفسا عميقا وبدأ يسرد لها كل شئ تلك القصة القديمة .....ما فعله والدها.....زواج جاسر منها ....تلك الاقراص التي أعطاها لها 


لتتسع عينيها بفزع وضعت يديها علي رأسها تنظر له بذهول همست بألم: مش حقيقي بابا .....بابا عمره ما يعمل كدة .....جاسر كان بينتقم كان ممكن يمكن يعمل فيا زي ما حصل في اخته ..... طب أنا ذنبي ايه 


هتف عاصم بهدوء : وأخته ذنبها ايه طب علي الأقل هو ما أذكيش بأي شكل من الاشكال لأنك حتي مش هتفتكري اللي حصل .....انما اخته اللي جالها انتكاسة بسبب اللي حصلها واللي والدك شارك فيه ....لولا والدك كان شهد بالحق كان صبري خد جزاءه ما كنش اللي يسوي واللي ما يسواش جرح في اخته لحد ما ابوه وامه ماتوا واخته فقدت الشعور بالدنيا اللي حوليها .....أنا مش معاه ولا ضده أنا كنت مستعد لو كان آذاكي ولا اذي اختي 


عقدت حاجبيها بتعجب تهتف: اختك !!!!!


هز رأسه إيجابا يبتسم بحزن يقص عليها ما حدث : رؤي اتحدته وقدرت بفضل ربنا تغلب شيطانه .....عايز اقولك انهم دلوقتي روميو وجوليت ....قيس وليلي عنتر وهبلة قصدي وعبلة 


ضحكت تهاني بخفوت لبيتسم هو اخذ نفسا عميقا يستعد لقول الآتي: تهاني 


نظرت له باستفهام ليكمل : تتجوزيني ....احم بصي بصراحة أنا معجب بيكي من ساعة ما كنا زمايل بس كنت مستني لما اشتغل عشان اقدر بيت بس انتي اختفيتي صدقيني أنا قلبت الدنيا لحد ما عرفت اوصلك .....كنت بتعذب وأنا شايفك في حالتك دي ....صدقيني أنا ابدا فكرتش ولا لحظة واحدة اني اسيبك ....قولتي ايه يا تهاني موافقة 


نظرت له بحيرة تهمس بألم: عايزني اوافق ازاي بعد اللي عرفته .....ابويا كان السبب في اذيه عيلة بحالها .... طب أنا هوري جاسر وشي ازاي 


هتف بحدة خفيفة : انتي هتتجوزيني أنا ولا هتتجوزي جاسر مالك ومال جاسر .....تنهد يأخذ نفسا عميقا : يا تهاني انتي مالكيش ذنب في حاجة .... قولتي ايه بقي؟ 


بلعت لعابها بارتباك تهمس بتوتر : طب اديني مهلة افكر 


هز رأسه إيجابا يبتسم بقلق ليتركها ويرحل 


فاق من شروده الطويل يبتسم باتساع يوم أن اخبرته بموافقتها كان أسعد رجل في الدنيا ....ولكن سعادته كان عمرها قصير ....تهاني دائما تقارن بينه وبين جاسر ....وبينها وبين رؤي تريد أن تعيش في نفس المستوي الذي تعيش اخته فيه ....تذكر يوم أن رفض العمل في شركة جاسر أقامت الدنيا فوق رأسه خاصمته أسبوعا كاملا ومع ذلك أصر علي رأيه وعمل في أحدي شركات الهندسة وقد كان محقا فقد استطاع بمهارته أن يصبح مدير قطاع الهندسة في الشركة


احم باشمهندس عاصم ...اجفل علي ذلك الصون الانثوي يهتف باسمه بتوتر رفع رأسه من بين كفيه ليجد حلم زميلته في العمل ....دائما ما كان يتعجب من اسمها «حلم».... حمحم يستعيد جديته يهتف بهدوء : خير يا مدام حلم


وضعت ملف أزرق أمامه علي المكتب تهتف بتوتر : دي تصميمات المول الجديدة 


هز رأسه إيجابا يبتسم بهدوء ...لفت نظره بطنها المنتفخ يبدو أنها في شهورها الاخيرة ليهتف بتلقائية : ربنا يقومك بالسلامة 


اتسعت عينيها بخجل تبتسم بتوتر لتخرج من


غرفة مكتبه بخطي سريعة نوعا ما...... ليعقد عاصم حاجبيه بتعجب تلك الفتاة تخفي سرا هو في العادة لا ينظر لأي فتاة ولكن المرات القليلة التي التقت فيها عينيه بعينها رأي في عينيها حزن واسي كأنها تحمل جبال من الهموم فوق عاتقها .....تنهد بتعب يهز رأسه نفيا عليه التركيز في عمله 

______________________


مامتشي يا مامتشي هتفت بها رؤي بمرح وهي تقلب تلك الصلصة علي البوتاجاز 


دخلت مجيدة الي المطبخ تضحك بمرح : عايزة ايه يا هبلة


مطت شفتيها بضيق طفولي: ماشي يا ستي مقبولة منك ...تعالي معلش اقفي جنب الصلصة علي ما أخد العلاج 


ابتسمت مجيدة بحزن تربط علي ظهر ابنتها بحنان: روحي يا حبيبتي وارتاحي انتي وأنا هكمل ....انا مش عارفة تهاني طلعت قالت هتنزل علي طول واختفت 


ابتسمت رؤي بطيبة: سيبيها يا ماما براحتها عشان عاصم ما يزعلش ....أنا خمس دقايق مش هتأخر 


هزت والدتهل رأسها ايجابا لتخرج رؤي من المطبخ متجهه الي غرفتها جلست علي الفراش 

 لتخرج الدواء من حقيبة يدها امتعضت بضيق منذ أن اجرت تلك العملية وهي تأخذ ذلك الدواء الي متي لا تعلم ....ولكن ما يسعدها اهتمام جاسر بمواعيد دوائها كان يستيقظ ليلا ليعطيه لها 


اخذت تلك الأقراص لتجد هاتفها يرن برقمه فتحت الخط لتجده يهتف بجد: خدتي الدوا 


ضحكت بمرح : طب قول السلام عليكم الأول حتي 


هتف بجد :وعليكم السلام يا ستي ها خدتي الدوا 


هتفت بفزع مصطنع : يا نهاري دا أنا نسيته خالص 


سمعته يهتف بحدة ؛ دا أنا هعقلك لما أجي 


انتحبت ببكاء مصطنع : أنت بتزعقلي يا جاسر اهئ اهئ اهئ 


ضحك عاليا يهتف ساخرا : لا يا شيخة تصدقي صعبتي عليا وأنا قلبي رهيف ودمعتي قريبة 

اخلصي يا بت خدتي الدوا ولا لاء 


زفرت بضيق: خدته والله خدته ...هفضل أخد الدوا دا لحد ما اموت أنا عارفه ...الو جاسر...الو 


ابعدت الهاتف عن اذنها لتتسع عينيها بدهشة اغلق الخط في وجهها ...ابتسمت بحنو لابد أنه غاضب أخبرها مرارا وتكرارا الا تذكر سيرة الموت امامه ..... دائما ما كان يخبرها انه يخاف من أن يصبح يتيما مرة أخري 

 تنهدت بضيق من نفسها حسنا ستصالحه ما أن يأتي .....قامت ذاهبة الي والدتها لتعد طعام الغداء 

__________________

 وبعدين يا باشا هنفضل في المخروبة دي لحد أمتي ......هتف بها سيد بغل وهو يستند علي الحائط ينفث دخان سيجارته ببطئ 


قريب يا سيد صدقني هنخرج قريب وهاخد روح جاسر بايدي هجيبه راكع تحت رجلي يتمني الموت ومش هيلقيه 


ايوة كدة يا صبري باشا .....أنا كمان عايز أخد حقي من بنت ال****** ما صدقت اني دخلت السجن وراحت رافعة عليا قضية خلع 


مين دي يا سيد ما حكتليش عنها 


دي بنت خالتي يا باشا .... زغللت عينين ابوها بقرشين وكتبت عليها شهرين تلاتة ورمتها عند أمها 


طب واتجوزتها من الاول ليه طالما رمتها عند أمها 


ارتسمت ابتسامة شيطانية علي شفتي سيد ليهتف بتهكم : أصلها كانت شيفالي نفسها أوي ....قالت ايه بقت باشمهندسة وأنا حتة حارس ....جريت رجلين ابوها للكيف لحد ما بقي زي الكلب اللي بيلف علي عضمته .... بس كتبت عليها غصب عنها .....ضحك بخبث مكملا 

شهرين تلاتة خدت اللي أنا عايزه منها ورمتها 

زي البيت الوقف لا منها متجوزة ولا مطلقة ....جز علي اسنانه بغيظ يهتف بتوعد تقوم بنت ال****** ترفع عليا قضية خلع ورحمة امي يا حلم ما هسيبك !!!!!

رواية أسيرة الشيطان الجزء 2


الفصل 2


وقفت أمام مرآه غرفتها تنظر لانعاكس صورتها في المرأه بغرور ....جميلة هي بل هي أجمل من تلك الفتاة بكثير ...تنهدت بضيق تنظر لانعاكساها في المرآه هي تحب عاصم لا تنكر ذلك ولكنها تريد نقود جاسر ..... كانت تظن أن عاصم حالته المادية اقوي من ذلك ...نعم هو يجلب لها ما تريد ولكن ليس مثل رؤي ...جزت علي أسنانها بغيظ تلك الفتاة تحصل  علي الكثير نقود جاسر التي لا حصر لها تهبط تحت قدميها بإشارة منها ....نظرت لذلك الانسيال الموضوع أمامها علي مرآه الزينة ليرتفع جانب فمها بابتسامة ساخرة .....رؤي ذات القلب الطيب اعطته لها حينما رأته في يدها واعجبها 

هي باختصار تريد عاصم ولكن بنقود جاسر 


ابتسمت ساخرة هي من تعمدت التحجج للصعود لشقتها حتي ينتهيان من إعداد الغداء 


ضيقت عينيها تنظر لانعاكسها في المرأه بتوعد تفكر بشيطانية كيف يمكنها أن تفرق بين جاسر ورؤي

_________________

 خرج من باب تلك الشركة الصغيرة التي يعمل فيها بعد انتهاء دوامه متجها الي سيارته الصغيرة البيضاء ....ابتسم برضا حينما تذكر أنه انهي الشهر الماضي آخر قسط في ثمنها ...ليست سيارة فاخرة ولكنها تقضي غرضه .... فتح الباب الخاص به واستقل مقعد القيادة رفع بصره ليجدها تقف هناك علي جانب الطريق تضع يدها أمام وجهها علها تحجب عنها بعض من أشعة الشمس الحارقة 

 زفر بضيق يستغفر في سره تلك الفتاة تشغل تفكيره بشكل كبير يشعر بأنها مسؤولة منه بشكل او بآخر .....التقط قبعته الرياضية من المقعد المجاور له ومن ثم نزل من السيارة اتجه ناحيتها بخطي سريعة واسعة الي وقف قريبا منها الي حد ما ...حمحم ليلفت انتباهها ليراها تنظر ناحيته سريعا بارتباك 


عقدت حاجبيها باستفهام تنظر له بارتباك بلعت لعابها تهمس بوهن : باشمهندس عاصم ...خير حضرتك 


تحبي اوصلك قالها هكذا دون مقدمات لينهر نفسه سريعا غبي يا عاصم ما الذي تفعله ماذا ستظن بك احمق مغفل ستظنه منحرف يحاول التحرش بها او التودد إليها نظر لها حينما سمعها تهتف سريعا بارتباك : لالالا طبعا ما ينفعش 


هزت رأسه إيجابا حمحم يهتف بهدوء : احم أنا آسف..مد يده بالقبعة ناحيتها : خدي الكاب دا حطيه علي رأسك عشان الشمس 


لم يعطها فرصة للاعتراض مد يده بالقبعة لتلتقطها منه بارتباك ابتسمت بشحوب تشكره بصوت هامس... ارتسمت ابتسامة خفيفة علي شفتيه ليتركها ويرحل استقل سيارته تلك المرة قادها مسرعا يهرب من شيطان نفسه الذي يوسوس داخل رأسه بالويلات 


ابتعد عن المكان بأكمله ليخفف من سرعته قليلا .....حينما وجد هاتفه يرن برقم جاسر زوج اخته وضع الهاتف علي تابلوه السيارة أمامه فتح الخط ومن ثم مكبر الصوت يهتف بابتسامة صغيرة: السلام عليكم 


هتف جاسر بمرح : وعليكم السلام يا عصومه ....قولي خلصت ولا لسه 


عاصم: آه أنا في الطريق أهو 


ضحك جاسر بخبث: طب ما أنا عارف ....وقبل ما تقولي عرفت إزاي بص يمينك كدة 


التفت عاصم برأسه جه اليمين ليجد جاسر يجلس علي الأريكة الخلفية في سيارته السوداء الضخمة يجلس بشموخ وبالطبع بضع سيارات حراسة تسير خلفه 


هتف عاصم بمرح وهو يعيد نظره للطريق امامه: يا اخي أنت محسسني أنك رئيس الوزار بالحراسة دي كلها 


سمع صوت ضحكات جاسر المدوية ليهتف بعدها بمرح : يا إبني أنا ليا أعداء في كل حتة مش بيقولك الشجرة المثمرة بيحدفها الناس بالطوب باين


ضحك عاصم عاليا يهتف من بين ضحكاته : وأنت بقي طارح ايه يا عم الشجرة 


شاركه جاسر الضحك يهتف بمرح : برتقان يا خفيف 


استمرت المكالمة بينهما الي أن وصلا الي منزل حسين ....وقفت سيارة عاصم ليقف بعدها سيارات جاسر ...وقد كانت المقارنة التي عقدتها تهاني وهي تقف في شرفة منزلها بانتظار زوجها لوت شفتيها بابتسامة ساخرة حينما رأت سيارة عاصم الصغيرة لتشخص عينيها بدهشة حينما رأت اربع سيارات سوداء ضخمة يقفن خلف سيارة عاصم 

 انتفخت اوداجها غيظا حينما نزل عاصم وجاسر كل من سيارته ....لتبدأ مقارنة اخري 

 عاصم يرتدي بنطال جينز ازرق اللون وقميص ابيض ....أما جاسر فيرتدي حلة كلاسيك سوداء فرنسية الصنع لن تستطع سوي أن تنظر إليها 

 تصافح الرجالان يضحكان علي سخافتهم بمرح وهم يصعدان الي المنزل .....بينما كانت تهاني تغلي فوق صفيح ساخن من شدة غيظها 

_________________

 السلام عليكم همست بها بصوت ضعيف وهن وهي تدخل من باب شقتهم الصغير المهترئ 


لترتسم ابتسامة ساخرة علي شفتي ذلك الرجل الاصلع الممتلئ ... يجلس علي تلك الأريكة القديمة المهترئة يرتدي ( فانلة حملات بيضاء ) وسروال بيجامة قديم يمسك بين أصابعه سيجارة ينفث دخانها بطريقة مقززة ...هتف بتهكم: انتي جيتي يا غندورة خشي يا اختي خشي 


لتأتي تلك السيدة من المطبخ تحمل مغرفة الطعام في يدها تهتف في ذلك الرجل بحدة : في ايه ما مدبولي ما تهدي علي البت شوية كفاية يا حبة عيني أنها شايلة وبتشتغل كمان عايز منها ايه 


ارتسمت ابتسامة صفراء علي شفتي ذلك المدبولي لتظهر اسنانه الصفراء المعوجة يهتف بتهكم : ايوة يا اختي ... عيشي في دور الام الحنون....اش حال ما ابن اختك المحروس هو اللي عمل فيها كدة يومين تلاتة ورمهلنا زي البيت الوقف لا نفع ولا منفعة لاء وكمان حامل 


تخصرت تلك السيدة تصيح في وجهه بحدة : يا راجل يا ضلالي يا مفتري إنت عارف اني عمري ما كنت هوافق علي الجوازة دي هو صحيح ابن اختي بس صايع وبلطجي ومالوش شغله ....لكن نقول ايه في اللي سلم دماغه للكيف ودفع بنته تمن شمه !! 

 وقد بدأت وصلة من السباب والشتائم كل منهما يلقي باللوم علي الآخر لتقاطعهم حينما

صرخت بانهيار ملامح وجهها منقبضة من التعب والألم : بسسسسسس بقي كفاية حرام عليكوا ....حرام عليكوا كفاية اللي عملتوه فيا ....كفاية بقي أنا بموت في اليوم ميت مرة 

ارحموني بقي دا أنا لو كلبة كنتوا حسيتوا بيها


اندفعت الي غرفتها الصغيرة تصفع بابها خلفها بعنف دفنت وجهها في الوسادة تجهش في بكاء مرير رفعت يدها تضعها علي بطنها المنتفخ تهتف في نفسها بألم: أنا مش عوزاك بس مش هقدر اموتك والله مش هقدر ...ليه تفضل رابطني بيه ...ليه تبقي النقطة السودا اللي هتفضل تفكرني باللي عمله فيا الحيوان دا يا رب رحمتك يا رب 

_________________

 السلام عليكم هتف بها جاسر وعاصم معا وهما يدخلان من باب المنزل ....لتهرول رؤي سريعا ناحيتهم عانقت اخيها بشوق ليضمها إليه بحنان يهتف بحنو : عاملة ايه يا رورو بتاخدي دواكي 


ابتعدت عنه تزم شفتيها بضيق لتهتف بحنق : هو أنا كل ما حد يشوفني يقولي بتاخدي دواكي هو أنا مكتوب علي جبيني ما تنسيش تاخدي الدوا 


ضحك عاصم بمرح ليرفع يده يضربها علي رقبتها من الخلف برفق ....ليجد جاسر يقبض علي كف يده يهتف بضيق: ايدك يا عم إن هتحلو علينا ولا إيه 


نظرت له تبتسم بحب بينما انفجر عاصم في الضحك هتف من بين ضحكاته : جري ايه يا عم أنت .... دي قواعد متأصلة من أيام الفراعنة أن الأخ بيدي اخته علي قفاها دا قانون القراصنة يا معلم 


اخرجت له طرف لسانها تهتف بفخر : جسوره حبيبي مش هيخليك تديني علي قفايا تاني مش كدة يا جوجو 


نظر لها يضيق حدقتيه بتوعد ليبتسم بخبث : طبعا يا روحي مش ممكن اخليه يديكي علي قفاكي تاني


ما كادت تبتسم باتساع حتي انكمشت ملامحها بغيظ حينما هوي كف يده برفق علي رقبتها من الخلف ليهتف ضاحكا وهو يقبض علي رقبتها من الخلف : أنا بس اللي اديكي علي قفاكي يا جزمة ....دا أنا هديكي بالجزمة علي اللي قولتيه في التيلفون 


نظرت له بخوف ابله تبتسم ببلاهة لتجده يصيح بصوت عالي : طمطممممم يا طمطم 


جاءت تلك الصغيرة من الداخل تركض ناحيته ليتلقطها بين ذراعيه يدغدغها بحنان انزلها ارضا يخلع سترة حلتة الفاخرة ليلبسها الصغيرة يهتف بحنو : خدي يا توتا الجاكيت اللي بيولد شوكولاتة كتير اهو خلي معاكي علي ما اربي اختك واجي 


اتسعت عينيها بفزع تنظر لوالدتها واخيها علها تجد من ينجدها لتفتح فمها بذهول حينما سمعت والدته تهتف براحة: ما تتأخرش يا جاسر عشان هحط الأكل 


ابتسم بخبث يهتف بتوعد وهو ينظر لتلك التي تكاد تبكي من الخوف : خمس دقايق يا حماتي مش هتاخر 


امسكها من تلابيب ملابسها من الخلف كالمجرمين يحركها امامه لتسمع صوت اخيها يهتف بمرح : مش عايزين دم يا جاسر احنا لسه ماسحين ماشي 


أدخلها الغرفة مغلقا الباب عليهم بالمفتاح لتقف جوار دولاب ملابسها تنظر له بارتباك تحول لذعر حينما وجدته يشمر عن ساعديه متجها ناحيتها لترفع سبابتها أمام وجهها تهتف سريعا بخوف : بص لاء ...لاء لاء ...لا أنا بقولك اهو ...لاء يعني لاء


رفع حاجبه الايسر بتهكم عقد ساعديه أمام صدره يهتف بضيق؛ هو ايه اللي لاء هو انتي عارفة أنا عايز ايه اصلا 


هزت رأسها نفيا سريعا تهتف بارتباك : لاء بس شكلك هتضربني 


اضربك!!! نطقها بحزن لتتجهم ملامحه وضع يديه في جيبي بنطاله يهمس بحزن : من ساعة ما اعترفتي بحبك ليا وأنا وعدتك اني اتغيرت وفعلا حصل مديتي ايديكي عليكي 


هزت رأسها نفيا تخفض عينيها بحزن لتسمعه يهتف بعتاب : عارف مببرك خايفة لارجع زي الاول بس أنا مش بالغباء دا يا رؤي الفرصة بتيجي للإنسان مرة واحدة وأنا جاتلي فرصتي 

مستحيل هضيعها من ايدي ....وعلي فكرة أنا كنت بهزر معاكي اتفضلي 


رفعت نظرها لتجده يمد يده بعلبه زرقاء اخذتها منه تفتحها لتجد عقد من الألماس الازرق نقش اسمها في منتصفه بين فصوص العقد نفسه بشكل يخطف الأنفاس ....نظرت له حينما هتف بابتسامة حزينة: لسه جاي النهاردة اصل المناقصة رسيت علينا كنت حابب افرحك معايا .... بس واضح أنك اصلا ما عندكيش حتي ثقة فيا 


تركها وخرج من الغرفة بهدوء وهي تقف كالصماء تنظر مكان ما كان يقف بندم فاض من حدقتيها حمقاء غبية هي تحبه وتثق به ولكن يبقي جزء صغير جدا يخاف منه حينما يغضب يذكرها بمعاناة قديمة جاهدت في نسيانها او بمعني أصح تناسيها هي تحاول وعقلها يرفض وقلبها بين هذا وذاك يتمزق من الألم 

 تحسست العلبة الزرقاء بأطراف أصابعها لتنساب دمعتين من عينيها ....سمعت صوت والدتها تنادي بإسمها لتمسح دموعها سريعا وضعت العقد في حقيبتها لتخرج سريعا وجدت جاسر يجلس جوار عاصم يضحكان دون توقف لترتسم علي شفتيها ابتسامة صغيرة سعيدة......سعيدة للغاية لإنتهاء الخلاف بينهما 


نظر لها جاسر بطرف عينيه ليشيح بوجهه ببرود لتهز رأسها نفيا تتنهد بيأس .... سيكون امر مصالحته صعبا جداااا 


بعد قليل اجتمعوا علي طاولة الطعام في انتظار حسين ....جاسر يجلس في المتصف بين رؤي ومجيدة وعاصم يجلس في المنتصف بين طمطم وزوجته التي تنظر لجاسر ورؤي بحقد مشتعل يكاد يحرقهم... وتبقي رأس الطاولة فارغ 


لتهتف مجيدة بعفوية تعاتب زوجة أبنها : كدة يا توتا تطلعي تقولي هغير هدومي وانزل علي طول وما تنزليش غير دلوقتي وتدبسيني أنا ورؤي في المحشي ماشي يا ستي مقبولة منك 


نظر عاصم لزوجته بطرف عينيه بضيق لتبلع لعابها سريعا تبتسم باصفرار : معلش يا حماتي اصلي كنت بنضف الشقة ويا دوب لسه مخلصة 


هتفت مجيدة بابتسامة ودودة : يا حبيبتي أنا مش زعلانة منك أنا بعاتبك زي بنتي ...ربنا يكون في عونك يا حبيبتي 


لحظات من الصمت رؤي تنظر لجاسر بندم بينما لا يعيرها هو انتباها ابدا يصب كل تركيزه علي الهاتف في يده لتقرب وجهها من شاشة الهاتف تنظر بفضول الي ما يفعل ليغلق الهاتف ببرود يضعه في جيب سترته .....لترفع رأسها تنظر إليه تضيق عينيها بشك بطريقة مضحكة 


سمعوا صوت حسين يهتف بهدوء وهو يدخل: السلام عليكم....معلش اتأخرت عارف بس كنت بجبلكوا برتقال 


نظر عاصم لجاسر بمرح لينفجر الاثنين في الضحك 


بعد تناول الغداء وقفت أمام المرحاض تحمل منشفة صغيرة تنتظره بضيق ما كان عليها ان تستمع الي كلام والدتها التي حثتها علي فعل ذلك ..... تشعر بأنها أمينة وهو سي السيد !!!


لحظات وخرج من المرحاض ليرفع حاجبيه بدهشة ممتزجة بسخرية مد يده يلتقط المنشفة من علي كتفها يهتف بتهكم: من يد ما نعدهماش يا أمينة 


ضيقت عينيها بغيظ لتطرأ في رأسها فكرة ماكرة ابتسمت بدلال تسبل عينيها ببراءة مصطنعة تهمس بنعومة وهي تداعب لحيته برفق: أنت تؤمر يا سي السيد يووه قصدي يا سي جاسر 


انتفض بعيدا عنها يبلع لعابه الجاف يهتف بحنق : استغفر الله العظيم يا رب اللهم اغزيك يا شيطان 

 لتتسع ابتسامتها تنظر له بانتصار نظرات ماكرة تبعث رسالة مضمونها احذر يا هذا من مكر حواء .....التفتت لتغادر لتشهق بصدمة حين جذب يدها لأقرب غرفة والتي لم تكن سوي المطبخ اتسعت عينيها بتوتر حينما رأت تلك الابتسامة العابثة التي تعرفها جيدا لتهتف بتوتر : جاسر أنا كنت بهزر والله ...بقولك ايه خلاص خلاص ...طمطم وبابا وعاصم كلهم برة 


في الخارج ....نظرت مجيدة لابنتها : قومي يا طمطم شوفي رؤي اتأخرت ليه وخليها تجيب صينية البسبوسة معاها وهي جاية 


هزت رأسها ايجابا بطاعة قامت تهرول بحماس طفولي ناحية المطبخ لتتسع عينيها بذهول فتحت فمها لتصرخ : يا بااااا امممم 

 انتفض جاسر يضع يده على فمها يهتف بفزع : طمطم ابوس إيدك استري عليا ربنا يستر علي ولاياكي ...بصي خدي يا حبيبتي خدي 


وضع يده في جيبه وأخرج ورقة من فئتي المئتان جنية يعطيها لها لتبتسم له بخبث طفولي ....اخذت النقود لتركض الي الخارج ما أن وصلت لوالدها صاحت باعلي صوت : يا بابا الحق يا بابا عمو جاسر بيبوس رؤي في المطبخ بوسة عيب 


اتسعت عيني رؤي بفزع بينما سبها جاسر في سره يتوعد لتلك الصغيرة بأنه لن يحضر لها الحلوي مجددا....لتشتعل عيني تهاني حقدا فجاسر ذو الشخصية القوية ذات الهيبة يتصرف كمراهق من أجل تلك الفتاة وما يغضبها اكثر انها أجمل منها بكثير ومع ذلك كانت وسيلة للانتقام من والدها لم ينظر لها من الأساس .... ينظر لها !!! وهل هي بالفعل تربده أن ينظر لها ...هي فقط تريد أن تصبح طلباتها كلها مجابة تريد أن تركب سيارة فخمة كالتي تركبها رؤي تريد أن تلبس حلي فاخرة كالتي مع رؤي..... تريد أن تعيش في قصر ....رؤي ليست أفضل منها لتعيش هي ف هنا في ذلك المنزل الصغير

بينما تعيش رؤي في تلك الفيلا الفخمة صحيح أن عاصم لا يبخل عليها بشئ ولكنه لا يملك الكثير فهذا لا يكفي ابدا


فاقت من شرودها الطويل حينما اتي جاسر وخلفه رؤي التي تكاد تنصهر من شدة خجلها وجهها اصبح بلون الدم من شدة خجلها 


قضوا وقت لطيف مع العائلة بعد وداع حار خرج من المنزل وهي خلفه تضبط بيشة نقابها 

 ليصادفوا عمرو في طريقه هو ايضا لأسفل متجها الي عمله ...وقف امامهم ينظر لجاسر ببعض الضيق ليرسم ابتسامة علي شفتيه مد يده ناحية جاسر يهتف ببرود: اهلا يا جاسر باشا ازيك 


بادلة جاسر الابتسامة الصفراء يهتف ببرود: الحمد لله بخير ..عن إذنك عشان مراتي تعبانة وعايزين نروح 


نظر له عمرو بعبث ليتجه بنظره ناحية رؤي يبتسم باتساع : ازيك يا رؤي صحيح كنت هنسي ايمان بتسلم عليكي كتير اوي وبتقولك أنك وحشتيها أوي 


نظرت بطرف عينيها ناحية جاسر لتري عروقه النافره التي تدل علي انه علي وشك الانفجار لتهتف سريعا: ابقي سلملي عليها يا عمرو عن إذنك عشان متأخرين 


وقبل أن تمسع رده جذبت يد جاسر خلفها ليتجها الي السيارة فتح لها الباب لتجلس ويجلس جانبها وينطلق السائق 


بينما تنهد عمرو بضيق من رده فعلها ليتجه الي عمله 

_______________

 صعد الي شقته بصحبه زوجته دخل الي الشقة ليجدها كأن إعصار ضربها الملابس ملقاه هنا وهناك أكياس طعام فارغة تملئ كل مكان زجاجات مياه ملقاه علي الارض نظر لها يهتف بضيق: ايه دا يا تهاني الشقة تضرب تقلب 


قلبت عينيها بملل تهتف بلامبلاة : اعمل ايه يعني ما كنت بعمل الاكل مع مامتك طول النهار مالحقتش انضف الشقة 


امسك مرفقها يهزها بعنف يهتف بحدة : هو أنا مش قولتلك بدل المرة ألف بطلي الكذب اللي فيكي دا ..... لما ماما سألتك تحت ما نزلتيش ليه قولتلها كنت بنضف الشقة 


نضفت ذراعها من يده تهتف بحدة : بقولك ايه انتي مش شاري خدامة يا سي عاصم 


اتسعت عينيه بذهول ليهتف بعصبية : هو انتي لما تنضفي بيتك تبقي خدامة......


قاطعته تهتف بحقد : ما اختك عندك اهي عندها بدل الشغالة عشرة بدل ما انت واقف تتريق عليا وتأنب فيا روح هاتلي إن شاء الله حتي شغالة واحدة تساعدني في شغل البيت 


ركل الكرسي امامه بعنف يصرخ بغضب : انتي مالك ومال اختي كل حاجة اختك ..... اختك اختك ....وبعدين عايزة خدامة تساعدك في أوضتين وصالة


نظرت له بسخرية لتتخصر تهتف بتهكم: اديك قولت أوضتين وصالة ....تقدر أنت بقي تعيشني في فيلا زي اللي اختك عايشة فيها....انت نفسك تقدر تركب عربية زي اللي جوز أختك راكبها 


كلامها كالخناجر يطعن رجولته وكرامته لما تفعل ذلك لم تصر دائما علي التقليل من شأنه بما قصر هو .... نظر لها بعتاب لترتسم علي شفتيه شبح ابتاسمة شاحبة : ليه يا تهاني .....ليه دايما تقارني بيني وبين جاسر هو أنا مش مكفيكي دا أنا بشتغل ليل ونهار عشان احققلك كل اللي نفسك فيه ..... انا قصرت في ايه يا تهاني قوليلي أنا مقصر في ايه عشان دايما تقارني بيني وبين جاسر ، صرخ بحدة : ما تنطقي 


نظرت له بضيق لتتركه وتدخل الي الغرفة الاخري الصغيرة توصد الباب عليها ليغمض عينيه بألم اتجه الي غرفة نومه دون كلمة واحدة 


___________________

 الله وأنا مالي يا جاسر ....دا أنا ما صدقت صالحتك زعلان ليه بقي دلوقتي ....هتفت بها رؤي بإلحاح وهي تحاول مصالحة ذلك الجاسر الغاضب منذ وصولهم الي المنزل ....نظر لها ببرود ليتركها ويصعد الي غرفتهم 


جزت على أسنانها بغيظ تهتف في نفسها : ربنا يسامحك يا عمرو دا أنا ما صدقت أنه صالحني 


تنهدت بضيق لتتجه لأعلي وجدته يخرج من المرحاض يجفف شعره بمنشفه صغيرة 

وضعت يدها موضع قلبها تهتف بألم مصطنع : آه آه الحقني يا جاسر 


نظر لها بطرف عينيه ببرود ليتجه الي مرآه الزينة يمشط شعره يهتف ساخرا : العبي غيرها 


اتجهت ناحيته لتجلس امامه علي قطع الرخام الكبيرة أمام مرآه الزينة تهتف بدلال: جاسوري جوجو ...جرجر خلاص بقي عشان خاطر رؤتك يرضيك تزعل وردة الجوري 


ابتسم رغم عنه لتصفق بحماس : شوفت اهو ضحكت يبقي الزعل باظ خلاص 


قرص وجنتها برفق ليبتسم بمكر : ماشي يا لمضة مش زعلان أنا هنزل اجبلك كوباية عصير غيري هدومك عشان لما أجي هسمعلك 


اتسعت عينيها بتوتر تهتف سريعا : بس إنت ما قولتليش إن في تسميع النهاردة 


والله شكلك هتتمدي !! هتف بها بخبث ليخرج من الغرفة لتتسع عينيها بفزع مما قال 

_________________


نزل من سيارة الاجري أمام الشركة التي يعمل بها تنهد بضيق مما فعله كان فقط يريد اغاظة ذلك الجاسر الذي اختطفها منه دون مقدمات ولكن ردة فعلها ضايقته للغاية عدل من تلابيب ملابسه بهدوء ليتجه ناحية الشركة فتح له الأمن الباب الخارجي ما أن دخل لا يعرف ماذا حدث فقط شعر بشئ يرتطم به بعنف ليسقط علي الارض بقوة رفع رأسه ينظر للفاعل بغضب لتتسع عينيه بدهشة مما رأي ....ملاك !!! 

_____________

 نزل الي أسفل متجها الي المطبخ وجد رئيسة الخدم التي أسرعت تسأله ما أن رأته: تؤمر بحاجة يا باشا 


هز رأسه نفيا بهدوء : لاء اتفضلي انتي روحي نامي 

 حركت رأسها ايجابا لتتركه وتذهب ...نظر حوله جيدا ليتأكد من عدم وجود أحد جواره 

ليخرج علبة عصير برتقال من الثلاجة ومن ثم اخذ كوب زجاجي وضعه علي الطاولة أفرغ من العلبة في الكوب نظر حوله بحذر ليضع يده في جيب سرواله اخرج ذلك القرص ما كاد يضعه في الكوب ليتجمد مكانه حين سمعها تهتف من خلفه بتعجب: جاسر ايه اللي في ايدك دا !!!!

رواية أسيرة الشيطان الجزء 2


الفصل 3


ملاك ....ما امامه ليست سوي ملاك عينين بلون العسل وجهها صافي يكاد يضيء من شدة جمالها شعرها احمر ناري تساقط كله علي وجهه حينما اصطدمت به وسقطت عليه ....فاق من عاصفة جمالها المخدرة حينما دفعته بعنف هبت واقفة تصرخ في وجهه بحدة : مش تفتح يا حمار !!


شخصت عينيه بذهول ... من قال أنها ملاك ..تلك الوقحة سليطة اللسان كيف يمكن ان يلقبها بالملاك نهض بخفة ينفض الغبار عن ملابسه يهتف بحدة وهو ينظر لها باشمئزاز: أنا حمار يا جاموسة ...هو أنا اللي خبطتك ولا انتي اللي نطحتيني زي الجاموسة 


اشهرت سبابتها امام وجهه بحركة عنيفة أدت لتطاير خصلات شعرها الحريري لتخطف انفاس ذلك الواقف ليجدها تصرخ مرة اخري بغيظ : أنا جاموسة يا جدي الزاريب 


احمرت عينيه غضبا من سلاطة لسان تلك الفتاة قبض علي يده يشد عليها قبل أن يصفعها ليست من شيمه إن يصفع امرأة ولكن تلك الفتاة يريد خنقها ارتسمت ابتسامة ساخرة علي شفتيه يهتف بتهكم : صحيح وأنا هستني ايه من جاموسة يعني مع الاعتذار للجاموسة 


اتسعت عينيها بغيظ فتحت فمها لتصرخ فب وجهه حينما اسكتهم ذلك الصوت :بس انت وهي ....هتف بها ذلك الرجل ... ليهتف عمرو سريعا بأدب وهو يشير ناحية تلك الفتاة : أنا آسف يا سيادة المدير بس البتاعة دي هي اللي غلطت وكمان بتبجح فيا 


اشارت لنفسها عينيها متسعتين بذهول لتهتف بحدة : أنا بتاعة يا حيوان انت مش عارف أنا مين ...نظرت للرجل تهتف بلهجة أمر حازمة : بابي اطرده برة .....وقبل أن يجيب ذلك الرجل نظرت لعمرو تبتسم بخبث لتهتف سريعا ببراءة مصطنعة: ولا اقولك بلاش يا بابي تقطع عيشه حرام...خليه يعتذرلي احسن 


ضيق عينيه ينظر لتلك الوقحة بغيظ ليهتف سريعا يإباء : هو مين دا اللي يعتذرلك أنا ما غلطتش فيكي اصلا عشان اعتذرلك .... انتي اللي ماشية مش شايفة قدامك وكمان بتبجحي دي لو فيها رفدي .... الله الغني 


نظر المدير لعمرو بإعجاب ....اعجبه كبريائه وطريقته الحازمة في الحديث .... يعرف ابنته مدللة متعجرفة مغرورة لأبعد حد يكاد يجن من أفعالها.....تنهد بضيق لينظر لعمرو هاتفا بهدوء: اتفضل يا عمرو روح علي مكتبك 


اؤما عمرو بصمت ليغادر ...بينما اتسعت عيني تلك الوقحة لم يكن ذلك رد الفعل التي تريده ابدا نظرت لوالدها تصرخ فيه بحنق : بابي انت ازاي تسيبه يمشي من غير ما يعتذرلي .... كان لازم تطرده دا قل أدبه عليا وقال عني جاموسة 


نظر لها والدها بضيق فاض به الكيل ليهتف بحدة : بطلي بقي طريقتي دي أنا قرفت من غرورك وعجرفتك .... اعترفي أنك غلطانة ...أنا مش هطرد عمرو ومش هيعتذرلك ...واتفضلي علي البيت ، رفع سبابته يهتف بتوعد : وما تروحيش الديسكو يا روان اديني قولتلك أهو 


نظر لوالدها بسخط لتفر هاربة من المكان استقلت سيارتها السوداء الفخمة ضاربة بكلام والدها عرض الحائط متجهه الي ذلك الملهي الليلي لتقضي سهرتها فيه كالعادة

( روان صلاح محمود .....في الثانية والعشرين من ربيعها ...مدللة متعجرفة مغرورة .... جميلة لا يمكن إنكار ذلك فوالدتها إيطالية .....لكنها انفصلت عن والدها بعد أن انجبت روان مباشرة تركت ابنتها وعادت لبلدها )


دخل صلاح مكتبه ليضعط علي الجرس الصغير الموضع جانبا ...لحظات ودخلت سكرتيرته الخاصة تهتف سريعا : تؤمر بحاجة يا افندم 


اغمض عينيه بتعب يهتف بشرود : ابعتيلي استاذ عمرو من الحسابات 


هزت رأسها ايجابا لتخرج من الغرفة بينما امسك هو الملف الخاص بعمرو يقرأه جيدا ________________


جاسر ايه اللي في إيدك دا ..... اتسعت عينيه بصدمة شحب لونه كالموتي بلع لعابه بصعوبة بحركة خاطفة سريعة اسقط القرص داخل كم بيجامته الشتوية لينظر لها يعقد جبينه باستفهام يرفع يديه لأعلي يهتف ببراءة : ايه اللي في ايدي 


نظرت ليده بدهشة للحظات ....تجزم انها رأته يمسك بشيئا في يده رفعت كتفيها تهتف بلامبلاة : يمكن المعلقة 


تنهد داخل نفسه براحة حمد لله أنها لم تري ذلك القرص نظر لها بضيق ليهتف بحزم : انتي ايه اللي نزلك.... هو أنا مش قولتلك غيري هدومك واستنيني علي ما أجي عشان اسمعلك 


مدت يدها بهاتفه بلعت لعابها بارتباك تهتف بتوتر : موبيلك كان بيرن 


جذب الهاتف منها بعنف يلقيه ارضا يصرخ بحدة : يتحرق الموبايل طالما أنا قولت ما تنزليش يبقي ما تنزليش .....لو حصلك مضاعفات بسبب اهمالك قلبك هيقف 


انكمشت تنظر له بذعر هل اخرجت الوحش من جديد....تنهد بضيق حينما رأي نظرتها المرتعبة التفت يوليها ظهره ليهتف بحزم : اطلعي اوضتك يلا 


شعر بتحركها ليلتفت بهدوء ينظر لها وهي تصعد لأعلي تتساقط دموعها بصمت ....عاد الي ما كان يفعل اخرج قرص آخر من شريط الاقراص يضعه في الكوب قلبه جيدا حتي اختفي القرص تماما ليأخذ الكوب متجها لأعلي ...فتح باب الغرفة بهدوء ليجدها تجلس علي الفراش تنكس رأسها لأسفل تبكي بصمت تنهد بضيق ما كان يجب أن يصرخ عليها ولكنه ارتبك حينما رأته .....اتجه ناحيتها يجلس أمامها علي الفراش لتشيح بوجهها في الإتجاه الآخر بإياء تمسح دموعها بعنف ...ابتسم بحنو يربط علي شعرها برفق : خلاص بقي ما تزعليش ... مش هزعقلك تاني 


بلعت غصتها الخائفة تهمس بصوت بح من كثرة البكاء: مش مسمحاك عشان أنا ما غلطتش وما عملتش حاجة عشان تزعقلي كدة ....انا كنت نازلة اديلك الموبايل ليكون في حاجة مهمة بس انت ، انت.....نظرت له بعتاب صامت لتجهش في البكاء ... فما كان منه الا انه وضع رأسه علي قدميها كالطفل الصغير حينما يلجئ لأمه ليهمس بحزن : ما تزعليش مني ما فيش أم بتزعل من أبنها عشان خاطري 


رغما عنها ارتسمت ابتسامة شاحبة على شفتيها لا يمكنها ان تغضب منه خاصة مع تلك الكلمات التي تشعرها أنه مسؤول منها همست بضيق رغم ذلك: وما فيش ابن بيزعق لمامته 


رفع رأسه ينظر لها بمرح يلاعب حاجبيه بعبث : عيل قليل الادب ما اترباش 


لم تستطع للأسف كبح ضحكاتها انفجرت ضاحكة رغما عنها ليعتدل هو في تلك اللحظة يلتقط كأس العصير مد يده به لتأخذه منه تهتف بمرح: أنا مش فاهمة ايه حكاية كوباية العصير بتاعت كل يوم دي بتفكرني بمسلسل الزوجة الرابعة لما كان بيحط لمرتاته حبوب منع الحمل في العصير 


تجمدت ابتسامته علي شفتيه صدقا هو يفعل ذلك ولكنها هي من ارغمته علي فعل ذلك عنيدة غبية لا تستمع له قرر تغير ذلك الموضوع ليهتف بتهكم : بطلي المسلسلات اللي واكله عقلك دي .... تسمعي في اليوم ميت مسلسل وأول ما أجي اقولك نسمع علي طول ما حفظتش 


أخذ منها كوب العصير بعد ان انهته ليعتدل في جلسته يهتف بجد : رؤي اسمعيني انتي عارفة ان دا لمصلحتك 


تعرف تلك النظرة ذلك الكلام ورائه مغزي واحد فقط صاحت فجاءة بحدة : لاء يا جاسر .. لاء يعني لاء مش هاخد حبوب لمنع الحمل ...أنا عايزة اخلف عايزة يكون عندي ابن بدل ...بلعت لعابها بصعوبة وضعت يدها علي بطنها تهمس بألم: بدل اللي راح من قبل ما الحق حتي أفرح بيه 


بدون حرف آخر في هذا الموضوع هتف بجد : سمعي خواتيم سورة البقرة 


أغمضت عينيها تتنهد بحزن تعرف أن تلك الذكري صعبة عليه أكثر منها لتسمي الله وتبدأ في تلاوة القرآن


«لِلَّهِ ما فِي السَّمَاواتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ¯ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وملائكته وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ¯ لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وارحَـمْنا أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ»


صدق الله العظيم ....ارتسمت ابتسامة فخر علي شفتيه ما أن إنتهت لتنظر لابتسامته باستفهام تهتف بتعجب : أنا نفسي اعرف اشمعني سورة البقرة اللي بتصمم تسمعهالي دايما ودايما قلقان لأحسن أنساها 


ابتسم بهدوء يتنهد براحة : انتي عارفة ان أنا دخلت كلية الطب بسورة البقرة ..... قبل ما حياتي تتشقلب بسبب اللي حصل كنت دايما بقرأها كل يوم ....وعشان هي أطول سورة في القرآن كنت بقسمها ....سورة البقرة دي معجزة هدية من ربنا انتي عارفة ان سورة البقرة هي وسورة آل عمران بتشفع لقرائها يوم القيامة واحنا في عرض حسنة ندخل بيها الجنة ، كمان قراءة سورة البقرة بركة والشيطان ما يقدرش يقرب من مكان تقرأ فيه ، الرسول صلى الله عليه وسلم قال: " لا تجعلوا بيوتكم مقابر إن الشيطان ينفر من البيت الذي يقرأ فيه سورة البقرة " 


طب تعرفي أن سورة البقرة فيها احكام كتير اوووي ....فيها آيات الطلاق وأحكامه.

وضّحت مدة الرضاعة وحقوقها.


ذكرت فضل آيات الصيام في شهر رمضان ووضحت المرضي الغير القادرين على صيامه.


ذكرت عِدّة المرأة المُتوفّى عنها زوجها وأحكام خِطبتها .

وضحت أركان الحجِّ و أحكامه زي الوقوف بعرفاتٍ ورمي الجمار.

شرحت آيات الربا وبيّنت حكمه.

ذكرت حُكم اليمين وكفّارته.

فرضت الجهاد في سبيل اللّه وبيّنت حالاته .

وضّحت فضل الصّدقة وفصّلت في النفقة وفضلها.

 حطط اسس للدّين ( الدائن والمدين ) من إحضار للشهود وكتابة ذلك وتوضيحه بين الطرفين ، عرفتي ليه أنا دايما عايزك حافظة البقرة ومش حفظاها بس حفظاها وفهماها وعارفة أن معاكي كنز ما يغنيش عنه كنوز الدنيا كلها 


أسند رأسه الي ظهر الفراش يغمض عينيه يهمس بندم : عارفة يا رؤي أنا طول عمري كنت شخص مسالم عمري ما اذيت حد ...بس زي ما بيقولوا اتقي شر الحليم .... ما كنتش اتصور أن أنا ممكن ابقي جاسر مهران الشيطان اللي بيسكر ويروح ديسكوهات ويوقع دي ويتسلي بدي وينتقم من دي أنا كنت وحش اوي يا رؤي وحش اوي أنا بس كنت عايز اخد حقي 


نظرت له بحزن بين حين آخر يفعل ذلك يظل يأنب نفسه بقسوة علي ما كان يفعل في أحد الأيام استيقظت ليلا لم تجده جوارها ظلت تبحث عنه لتجده في غرفة بعيدة جدا عن غرفتهم يجلس علي سجادة الصلاة يبكي بعنف طالبا من الله مسامحته علي ما جنت يديه ...لم ترد وقتها أن يعرف بأنها رأته في حالة ضعفه تلك فخرجت بهدوء حتي لا يراها 


نظرت له بحنو لتبتسم بمرح مقررة التخفيف عنه فهتفت بملل مصطنع : جاسر أنا عايزة اقولك حاجة 


نظر لها باهتمام يعقد جبينه لتهتف بمرح : أنت نكدي ....ونكدي دي بقولهالك بالأمانة

اتسعت عينيه بدهشة ليشاركها مزاحها يهتف بمرح : بالأمانة 


هتفت بمرح : أيوة أمانة ...عاااا جاسر يا مجنون صرخا ضاحكة حينما بدأ بدغدغتها برفق لتضحك دون توقف حتي اصطبغ وجهها باللون الأحمر القاني من شدة الضحك ....حينها توقف ينظر لها مبتسما بحب بينما هي تحاول إلتقاط أنفاسها التي بعثرها هو في نوبة جنونه الحنونة سمعته يهتف بحنو : تعرفي يا رؤي وجودك في حياتي اكبر دليل علي أن ربنا بيحبني 


رفعت وجهها تنظر له بحب تبتسم بخجل وجنتيها علي وشك الإنفجار من الخجل لتختفي ابتسامتها تتسع عينيها بصدمة حينما سمعته يقول : عشان لما ربنا بيحب حد بيبتليه 


نظرت له بغيظ لتعقد ساعديها تشيح بوجهها في الاتجاه الآخر تهتف بعند: بقي كدة يا جاسر ماشي شوف بقي مين اللي هيعملك كيكة الشوكولاته اللي إنت بتحبها 


ارتسمت ابتسامة خبيثة علي شفتيه يهتف بعبث : اسكتي مش أنا عرفت طريقة جديدة لعمايل الكيكة بالشوكولاتة بالمقادير الصحيحة 


مد يده يغلق إضاءة الغرفة 


في تلك اللحظة أدرك شهرزاد الصباح 

فسكتت عن الكلام المباح 

_____________________

مساء الخير يا سيادة المدير هتف بها عمرو بأدب بعدما دخل من باب الغرفة المدير ...ليشير له المدير الي الكرسي أمام مكتبه ليجلس عمرو ...دقائق صمت صلاح يطالع الملف الخاص بعمرو باهتمام

وعمرو يجلس بتوتر لا يعرف ماذا يقول او ماذا يريد منه صاحب الشركة بنفسه بالتأكيد سيوبخه او يطرده لانه رفض الاعتذار لابنته .... تلك الوقحة كان ينقصها تنهد بقلق ليجد المدير يتحدث بهدوء : بص يا عمرو أنا اولا بعتذرلك عن اللي قالته بنتي ... روان والله طيبة وقلبها أبيض بس هي مطرقعة شوية ولسانها متبري منها حبتين تلاتة ....تنهد بحزن يكمل وهو ينظر لعمرو برجاء : عمرو يا إبني أنا طالب منك خدمة واتمني ما تردش طلبي 

__________________


وقف أمام باب الغرفة الصغيرة لم يطاوعه قلبه أن ينام ويتركها ادار مقبض الباب ودخل ليجدها تجلس علي الفراش ضامة ركبتيها لصدرها تنظر أمامها بشرود ليتنهد بيأس اتجه ناحيتها ليجلس علي الفراش أمامها لتشيح بوجهها بعيدا لتسمعه يهتف بمرح : يعني انتي اللي مزعلاني وأنا اللي جاي اصالحك شوفتي تهزيق اكتر من كدة


اقترب الي أن جلس أمامها مباشرة ليمد يده يدير وجهها ناحيته يهتف بضيق : انتي ما بقتيش بتحبيني يا تهاني مش كدة 


اتسعت عينيها بتوتر لتهز رأسها نفيا سريعا تهتف : أنت عارف إن أنا بحبك أنا بس ....صمتت لا تعرف ماذا تقول أريدك مثل جاسر غني فاحش الثراء ليكمل هو كأنه قرأ افكارها لم يعد صعبا عليه أن يعرف فيما تفكر : انتي بس عيزاني زي جاسر مش كدة ....انتي تعرفي أن جاسر نفسه كان في يوم من الأيام أنا ما بعيبش فيه بس هو فعلا كان في يوم أفقر مني ما كنش لاقي قوت يومه بس ربنا فتحها عليه ...مين عارف مش يمكن ربنا يفتح عليا أنا كمان انتي بس ادعيلي 


رأي تهلل وجهها بسعادة لتهتف سريعا بحماس وهي تمسك يديه: صحيح يا عاصم يعني أنت ممكن تبقي غني زي جاسر يا رب تبقي معاك فلوس كتير زيه يا رب 


ابتسم إبتسامة صغيرة شاحبة يخفي خلق خلفها شعوره بالقهر والانكسار من كلماتها كل كلمة تقولها كسكين يطعن كرامته وكبريائه دون رحمة 

____________ 


كان واثقا من انه سيجدها تحت تلك الشجرة الكبيرة فهي مكانها المفضل دائما ما تجلس أسفلها تنظر للمساحات الخضراء امامها دون ملل او كلل تضع ذلك الارنب الأبيض الصغير بين ذراعيها تسرح علي شعره برفق والحيوان الصغير مستكين تماما بين يديها ....اتجه ناحيتها ليجلس جوارها ليري تلك السعادة التي انفجرت في قسامتها ما أن رأته لتهتف بلهفة: فتحي اتأخرت ليه كدة النهاردة 


وضع رأسه علي قدميها يمدد جسده علي الارض العشبية يحكي لها تفاصيل يومه مثلما يفعل كل يوم وهي تسرح علي شعره الاسود القصير بحنو لينهي كلامه بابتسامة صغيرة: بس يا ستي بعد ما حملنا البرتقال علي العربيات وخدت الفلوس من التجار حاسبت الانفار وجيت 


همست بحزن : أنت بتتعب اوي يا فتحي ...بلعت ريقها بتوتر تهمس بارتباك : فتحي ايه رأيك .....


قاطعها حينما جلس أمامها يهتف بحزم: لاء يا شاهندا لا يعني لاء أنا لو عايز ابقي مليونير في لحظات هبقي أرض ابويا دخلت كردون مباني .... وجيلي فيها أكتر من 10 مليون بس أنا مش عاوز ابيع أرض ابويا ومش مستني فلوس ابوكي يا شاهندا 


مدت يدها تمسك كف يده برفق تهتف برفق : طب ممكن تقولي أنا هعمل إيه بالفلوس دي كلها ....جاسر رجعلي فلوس بابا وأنت مش راضي تخليني اصرف منها جنية في البيت ولا حتي اشتري منها حاجة ليا 


قاطعها يهتف بحزم : عشان انتي مسؤولة مني يا شاهندا واي حاجة نفسك فيها إنت اللي ملزم اجيبهالك لو حتي هشق الارض عشان اطلع فلوس 


ابتسمت بعذوبة علي الرغم من أن كلماته حازمة ولكنها تشعر بأنها تحتويها طالما رغبت في ذلك الشعور وها هي الآن تحصل ولن تفرط فيه ابدااا مهما كلفها الأمر مالت ناحيته تقبل جبينه بإمتنان لترتسم علي شفتيه ابتسامة حانية ...ليجدها تحتضن ذلك الارنب تنهض من مكانها تتحدث مع ذلك الارنب : يلا يا فتحي يا حبيبي نقوم نحط لبابا الاكل 


اتسعت عينيه بذهول يهتف يتعجب : بابا ....أنا يوم ما اخلف ....اخلف ارنب 

________________


دخل غرفته ليلا يمشي بهدوء حتي لا يزعجها إضاءة إنارة الغرفة الصغيرة لتساعده حتي يستطيع أن يبدل ملابسه ولكنه بدل من ذلك جلس جوارها علي الفراش ينظر لملامحها الهادئة المستكينة وهي نائمة مد يده يداعب خصلات شعرها برفق لتشعر به فتحت عينيها ببطئ وقعت عينيها عليه وهو ينظر لها لتبتسم بنعومة همست بصوت متحشرج قليلا من أثر النوم : ياسر ...حمد لله علي سلامتك يا حبيبي جيت أمتي 


داعب انفها بسبابته يبتسم بعبث : لسه واصل بصراحة ما كنتش عايز اصحيكي بس ما قدرتش ما ارخمش عليكي 


شاركته في الضحك لتجده يهتف بحماس : بقولك ايه أنا مش جايلي نوم ....تروحي تعمليلنا كوبيتين نسكافية ونتفرج علي التلفزيون ....بس لو انتي نعسانة ارجعي كملي نو.....


قاطعته حينما هبت سريعا متجهه ناحية المطبخ ليضحك بمرح ....أخذ بعض ثيابه...اغتسل وبدل ملابسه .....ليخرج إليها وجدها جالسة علي الأريكة تنتظره بلهفة تضع كوباي من القهوة( النسكافية ) علي الطاولة أمامها وطبق كبير من الفشار 

 جلس جوار مسند الاريكة يسند ظهره عليه لتجلس بجانبه ليجذبها ناحيته لتستند بظهرها علي صدره.... هو معه كوب وهي مثله يشاهدون ذلك الفيلم الدرامي باندماج لتهتف هي : أنت عارف أنا شاكة أن احمد السقا وشريف منير متفقين مع بعض 


أراد هو الآخر أن يبدئ رأيه فيما يحدث حينما سمعوا دق عنيف علي باب المنزل لتهتف نرمين بفزع: ايه دا في ايه....سمسم هتتخض من الترزيع دا 


قام ياسر سريعا يفتح الباب متوعدا للفاعل بوصلة حادة من التوبيخ لتتسع عينيه بصدمة ما أن رأي الطارق هتف بذهول : رئيفة هانم !!!

________________

 جلست جوار تلك الشرفة الصغيرة علي كرسي خشبي قديم مهترئ تنظر للفراغ أمامها بشرود دموع تنساب دون توقف تتذكر معاناة جاهدت لنسيانها .... يا ليتها تستطيع ان تصبح مثل اسمها فقط حلم ....حلم لم ولن يتحقق ...حلم قتل في مهده ....حلم لم تستطع أن تحلمه بعد الآن ....حتي في نومها اصبحت احلامها كوابيس تراه كل يوم ....تتذكر معانتها معه ...وكيف تنسي ما فعله بها ..... لو كانت حيوانا لكان ربما سيشفق عليها قليلا ...كفكفت دموعها تقبض بيدها علي تلك القبعة التي اعطاها عاصم لها ..... آه منك يا عاصم الوحيد التي أرادت أن تقف امامه وتصرخ بكل ما فيها 

تشعر بأنها تعرفه منذ سنوات هي بالفعل كذلك 

 اتجهت ناحية فراشها لتخرج من تحت وسادتها صورة قديمة صغيرة لمجموعة اطفال يضحكون ببراءة هم ( عاصم ورؤي وعمرو وايمان وحلم ) ابتسمت وبكت لتضم الصورة الي صدرها تجهش في بكاء مرير قاطعه صوت دقات علي باب المنزل ....مسحت دموعها سريعا لتلتقط حجابها تضعه بإهمال فوق رأسها اتجهت ناحية باب الشقة تمشي بصعوبة بسبب قدميها المتورمتين من الحمل ...فتحت جزء صغير لتجد أحد صبيان الشارع الصغار يمد يده بورقة صغيرة يهتف سريعا : ابلة حلم في واحد اداني الورقة دي وقالي اديهالك ومشي 


اخذت منه الورقة تبتسم له بطيبة تشكره بخفوت .... دخلت واغلقت الباب تنظر للورقة بتعجب فتحتها لتقع عينيها علي المكتوب ...وضعت يدها علي فمها تكبت صرختها الفزعة حينما رأت ما كتب فقط بضع كلمات علي وشك ان توقف قلبها فزعا

رواية أسيرة الشيطان الجزء 2


الفصل 4


 تنظر له بتوتر وهي تجلس بجانبه تقبض علي ذراعه بينما هو ينظر لتلك السيدة بهدوء لا يعرف ما سر زيارتها تلك بالتأكيد لم تأتي بالخير .... في حين أن تلك السيدة تجلس بعنجهية من يراها يشعر بأنه عاد بالزمن يجلس امام احدي سيدات المجمتع المخملي القديم من الاستقراط ترتدي حلة نسائية سوداء شعرها أبيض قصير تضع قدما فوق اخري تنظر لنرمين من رأسها  لاخمص قدميها باحتقار وكره شديد ....لاحظ ياسر نظراتها ليهتف بهدوء اكتسبه من عمله الطويل كطبيب نفسي: خير يا رئيفة هانم ....أقدر اعرف ايه سر الزيارة المفاجئة دي 


أزاحت عينيها من علي نرمين بعد أن كانت ترمقها بنظرات احتقار كارهه لتنظر لياسر ببرود : بنت بنتي ..... سما بنت هدي بنتي اللي ما صدقت أنها ماتت وجربت تتجوز غيرها ومين البتاعة .....اشارت بسبابتها ناحية نرمين تنظر لها بازدراء 


هب واقفا بعنف يهتف بحدة: رئيفة هانم أنا محترم أنك جدة بنتي وفي بيتي لكن مش هسمحلك تغلطي فيا ولا في مراتي 


وقفت سريعا تمسك بيده عله يهدئ قليله تهمس بارتباك : ياسر اهدي عشان خاطري ... استني نشوف هي عايزة ايه 


وجه نظره لها ليهدئ رغما عنه هو بقدر الإمكان يتجنب الانفعال أمامها بسبب حالتها النفسية الحساسة ....تنهد بضيق ليهز رأسه إيجابا كل هذا تحت أنظار رئيفة التي تنظر لهم بسخط 

 جلس مرة اخري يجلسها بجانبه نظر لتلك السيدة يهتف ببرود: أنا لحد دلوقتي ما فهمتش سر الزيارة الكريمة 


وقفت رئيفة تحمل حقيبتها السوداء الصغيرة بين يديها تهتف ببرود : هما حلين مالهمش تالت يا تطلق البتاعة دي ....انا مش هسمح أن بنت بنتي تربيها مرات أب .... يا هرفع قضية ضم حضانة وأخد حفيدتي تتربي في حضني واشبع بالهانم بتاعتك ... نظرت لهم ساخرة تهتف بتهكم ومن غير سلام 


خرجت صافعة الباب خلفها لتشخص عيني ياسر بقلق ....يمكنها ان تأخذ ابنته منه بالتأكيد لا ...لن يسمح لها بفعل ذلك .....ولكن ستحكم لها المحكمة طالما أنه تزوج لا مستحيل طفلته ولكن نرمين لن يمكنه التخلي عنها ....هو من إعادة لها الثقة بالحياة لن يتركها تعاني من جديد ....مسح وجهه بعنف صدقا لا يعرف ماذا يفعل موضوع بين شقي الرحي اما ان يختار طفلته وهو لن ولم يستغني عنها ابدااا واما أن يختار زوجته وهو لن يتركها تحت اي مسمي 


فاق من شروده الطويل حينما سمعها تهتف بصوت مختنق : هتطلقني يا ياسر مش كدة


اتسعت عينيه بصدمة مجنونة هي لم تعطه الفرصة للرد لتفر هاربة الي غرفتهم توصد بابها بالمفتاح جلست علي الفراش تنساب دموعها بقهر كانت تظن ان الحياة ابتسمت لها اخيرا ياسر ذلك الرجل الحنون الذي يشعرها كأنه طفلته مثلها مثل سمسم حتي انه يأتي لها بالحلوي والألعاب الصغيرة هي ايضا ...لم يبخل عليها بحنانه ابدا 

 يكفي انه هو من أعاد ثقتها بالحياة مرة اخري...لن تسمح لابنته بأن تبتعد عنه ابدا تعرف كم يحبها ستفعل المستحيل لتبقيهما معا حتي وإن كانت ستضحي بحبهما ...لحظة توسعت عينيها تهتف في نفسها ولما تضحي لن تتركه لن تسمح لتلك السيدة بأن تدمر شمل عائلتهم السعيدة .... مسحت دموعها بعنف تلتقط هاتفها تطلب ذلك الرقم ....لحظات وسمعت صوته الحنون لتهتف بلهفة: جاسر الحقني يا اخويا 

___________________

هاني stopp..... صرخت في وجهه بحدة تزيح يده من علي خصرها بعنف لينظر لها بضيق يتأفف بحنق : روان علي فكرة انتي قفل اوي 


وضعت كأس النبيذ من يدها علي الطاولة بحدة تنظر له بغيظ تشير لنفسها بغرور : أنا قفل ....انت عارف أنا مين اشارت بسبابتها الي الجمع الغفير الذي يحتشد في ذلك الملهي تهتف بغرور : شايف كل الولاد اللي قدامك مستعدين بيوسوا ايدي عشان يقعدوا مكانك هنا خمس دقايق 


« هاني واصل النويري .... في الخامسة والعشرين من عمره شاب فاشل منحرف كثير الرسوب زميل روان في الجامعة الخاصة ( إدارة أعمال) علي رغم من سنوات عمره الخامسة والعشرين الا انه لا يزال في سنته الرابعة في الكلية .... فهو يتعمد الرسوب كل عام حتي يبقي في تلك الجامعة فهي بالنسبة له ملهي يتصيد منه الفرائس السهلة مثل روان»


قلب هاني عينيه بملل من غرورها يكره عجرفتها ولسانها السليط ولكنه مجبرا علي تحملها الي أن ينال مبتغاه فتلك الوقحة ذات جسد فاتن علي استعداد أن يفعل اي شئ فقط من اجل الحصول عليه ولكنها عنيدة للغاية تأفف بضجر يعرفها منذ عام تقريبا كل ليلة يأخذها الي سهرات مختلفة يحضر لها الكثير والكثير من الهدايا يحادثها ليل نهار حتي اصبحت متعلقة به ومع ذلك لم يستطع الحصول عليها ابدااا دائما ما ترفض وهو لن يصبر طويلا .....فاق من شروده علي صوتها تهتف بدلال : نوني إنت زعلت ولا إيه 


التفت لها بوجهه يهتف بضيق برع في تمثيله : آه يا روان زعلت عشان انتي ما عندكيش ثقة فيا وحاطة بينا حدود كتير اوي ... وبصراحة

الجو دا قديم اوي ....بسط كف يده علي وجنتها يهمس بحنو :  بيبي احنا في 2019 ...يعني اللي هيحصل بينا دا عادي ... بيحصل بين اي اتنين بيحبوا بعض ولا انتي بقي ما بتحبنيش زي ما أنا بحبك 


اضطربت حدقتيها بقلق بلعت لعابها بارتباك تهتف بتوتر : اكيد بحبك .... بس دادي قالي اني ما ينفعش اضيع شرفه ساعتها ممكن يموت فيها 


قلب عينيه بملل يتأفف في نفسه ليرسم ابتسامه حمل وديع علي شفتيه : روني بيبي والدك صعيدي بيفكر بعقلية قديمة عقلية مسلسل ذئاب الجبل يا روحي مش دي روني اللي أنا عارفها روني المتمردة اللي بتكره قوانين بابها ودايما بتكسرها اشمعني يعني القانون دا .... بيبي صدقيني أنا عايز نفضل مع بعض علي طول 


اقنعها كلامه هي دائما الفتاة المتمردة التي تكره تحكمات والدها وتسعي دائما لتحطيهما ولكن قلبها يرفض ذلك ابتسامة هاني علي الرغم من كونها حنونة دافئة دائما ولكنها تشعر بأنها خبيثة ماكرة ربما فقط تتوهم هاني يحبها وهي ايضا تحبه ....صدح صوت هاتفها برقم والدها التقطته ترد لتسمع والدها يصرخ بغضب: روان انتي فين يا هانم 


زفرت بضيق تهتف بملل : أنا في الديسكو دادي 


صرخ بغضب: تيجي دلوقتي حالا لهاجي اجيبك من شعرك عشر دقايق وحسابك معايا لما تيجي 

الظاهر اني دلعتك زيادة عن اللزوم 


اغلق الهاتف دون أن يسمع ردها لتتأفف بملل نظرت لهاني تبتسم بدلع : أنا لازم امشي هتوحشني يا بيبي 


مالت تقبل خده ليبتسم برضا يشعر بأنه اقترب كثيرا من نيل مراده 

_________________


وقفت بسيارتها امام باب منزلهم الضخم نزلت من السيارة متجهه الي الداخل دقت الباب لتجد الخادمة تفتح لها سريعا تهتف بلهفة : كنتي فين يا روان يا بنتي دا صلاح باشا علي آخره 

 ابتسمت ساخرة لتدخل الي البهو الكبير لتجد والدها يقف أمامها مباشرة ينظر لها بغضب جحيمي تنهدت بضيق تبتسم بلامبلاة : مساء الخير يا بابا 


امسك ذراعها الايسر بعنف يصرخ بغضب : اهلا يا هانم أنا مش قايلك ما تروحيش الزفت الديسكو وترجعي علي البيت أنا عايز اعرف انتي ما بتسمعيش الكلام ليييييييه 


نزعت يدها بعنف تصرخ بحدة : اووووف بقي أنا زهقت منك ومن تحكماتك ....اااااه 


صرخت بألم لتسقط علي الأرض تمسك بوجنتها التي هوي عليها كف والدها بعنف ...نزل لمستواها يجذب شعرها بعنف لتقف امامه تصرخ من الألم ليهتف بحدة : قسمي بربي يا روان لو ما اتعدلتي لاقتلك واخلص من قرفك .... دفعها بعنف يصرخ بحدة ؛ علي اوضتك رجلك ما تعتبش باب الفيلا الا بامري انتي فاهمة 


نظرت له بكره لتصرخ بحدة : لاء مش فاهمة مالكش دعوة بيا أنا هخرج وقت ما أنا عايزة واروح مكان ما احب .... أنا بكرهك !! 


فرت هاربة الي غرفتها ليغمض صلاح عينيه بألم يعقد العزم علي أن ينفذ ما خطط مهما كلفه الأمر 

_________________

 في صباح اليوم التالي في السجن دخل العسكري يهتف بصوت عالي : صبري الدمنهوري 


صاح صبري سريعا : ايوة أنا


زيارة.... هتف بها العسكري باقتضاب ليقم صبري سريعا متجها مع العسكري الي غرفة مأمور السجن .... دق العسكري الباب ومن ثم دخل ومعه صبري لتتسع عينيه بفرحة حينما رأي ذلك الجالس ....دخل الي الحجرة ليخرج المأمور لينظر صبري الي المحامي الخاص به ذلك الرجل الخبيث الماكر علي استعداد ان يفعل اي شئ فقط من اجل النقود علي ثقة تامة من انه سيخرجه من تلك القضية هتف صبري بلهفة ؛ صمني يا سامر لقيتلي حل أنا مش هفضل محبوس هنا كتير و الزفت اللي اسمه جاسر بيتمتع بفلوسي برة ...لقيت حل مش كدة انت آخر مرة قولتلي هتلاقي حل وغبت وقولت عدولي وأخيرا ظهرت 


نظر سامر له بخبث ليعود في جلسته الي ظهر كرسيه يبتسم ابتسامة شيطانية يهتف بخبث : عيب عليك يا باشا أنا عندي ليك الخطة اللي هتخرجك من هنا باشا وأنت حاطط رجل علي رجل أنا ما بغبش علي الفاضي أنا كنت حاطط حبابيك تحت عينيا 


اقترب صبري منه بلهفة يهتف سريعا : خطة ايه قولي 


هتف بخبث: هقولك ....بدأ يقص عليه تفاصيل تلك الخطة التي وضعها لتتسع عيني صبري بذهول ليبدأ بالتصفيق له لينحني الآخر برأسه بحركة مسرحية هزلية يبتسم بثقة هتف صبري بإعجاب: ايه دا يا سامر ايه الدماغ دي دا إبليس قاعد جنبك ماسك ورقة وقلم ....طب هتنفذ امتي أنا عايز اخرج في أسرع وقت 


وضع قدما فوق اخري يبتسم بثقة يهتف بهدوء: صبرك عليا يا صبري اتقل علي الزر زي ما بيقولوا أنا بس عايز اتأكد من حاجة لو لفقت اضمنلك في خلال ايام هتكون برة غصب عن عين جاسر مهران 

_________________

 مالك يا جاسر من الصبح مش مظبط : هتفت بها بقلق فهو منذ أن استيقظ شارد ينظر للفراغ تري في عينيه نظرة شر قديمة تعرفها جيدا أعصابه مشدودة يبدو غاضبا من الا شئ .... كانت خائفة وهي تطلب منه ان تذهب الي والدتها فهي تشعر بالملل في هذا القصر بمفردها ولكن حمدا لله أنه وافق دون اعتراض منه ..... التفت لها يهتف بشرود عينيه سوداء قاتمة نظرة الغضب تلك تعرفها جيدا هو علي وشك ارتكاب كارثة هتف بشرود : ما فيش يا رؤي خلي بالك من دواكي ومن نفسك مش هتأخر عليكي انزلي يلا 


بلعت لعابها بارتباك تهز رأسها ايجابا سريعا ظل واقفا الي ان غابت عن نظره ليهتف في سائقه بحدة : اطلع علي ....... 


هز السائق رأسه سريعا بخوف من تلك النبرة الغاضبة الشرسة انطلق الي العنوان المحدد لينزل جاسر صافعا الباب خلفه بعنف اتجه بخطي منتظمة غاضبة ناحية ذلك المنزل ليدق بابه بعنف لحظات وسمع صوت سيدة تهتف بحدة : طيب طيب حيوان صحيح اللي بيرزع دا 


فتحت الباب بعنف تصرخ بحدة : ايه في ايه أنت مين اصلا 


ارتسمت ابتسامة هادئة علي شفتيه يهتف بتوعد : دخليني وأنا اعرفك أنا مين مش انتي رئيفة هانم بردوا 


ضيقيت عينيها تنظر له بشك تهز رأسها ايجابا بريبة لتفسح له المجال للدخول 

__________________

 يووووه يا رؤي ما تسمعي الكلام بقي: صاحت بها مجيدة بضيق وهي تجلس جوار ابنتها 


لاء يا ماما لاء يعني لاء هو أنا اخلص من جاسر عشان تبدأي انتي 


نظرت لها والدتها بضيق لتشيح بوجهها تهتف بعتاب : متشكرة يا بنت الناس يا متربية أنا غلطانة اني خايفة عليكي 


قامت من مكانها تجلس علي ركبيتها امام والدتها تهمس بحزن: حقك عليا يا ماما ما تزعليش مني .... بس عشان خاطري ما تضغطيش عليا في الموضوع دا بالذات أنا نفسي اوي يكون عندي طفل نفسي أخلف 


مدت مجيدة يدها تربط علي شعرها برفق تهتف بحنو : يا حبيبتي هو احنا بنقولك أنك مش هتخلفي خالص احنا بس بنقول فترة مؤقتة لحد ما تبطلي تاخدي الأدوية بتاعت القلب .... الحمل دلوقتي غلط علي قلبي


وضعت رأسها علي قدمي والدتها تهمس بألم؛ لاء يا ماما مش هاخد حبوب منع الحمل.... أنا اصلا من غير حتي ما اخدها وما حملتش عشان خاطري أنا عايزة اخلف وما تخافيش علي قلبي والله أنا هبقي كويسة اوي لو بقي عندي طفل 


تنهدت مجيدة بيأس من عند ابنتها كانت محقة إذا حينما اقترحت علي جاسر أن يعطيها تلك الأقراص دون معرفتها ...ولكنها قلقة من معرفتها سيسبب ذلك شرخ كبير في علاقتها مع زوجها 


تنهدت بحزن لتبعدها عنها تبتسم بحنان : انتي حرة يا رؤي اعملي اللي تشوفيه .... قومي يلا هاتي الاكل من المطبخ عشان نفطر عاصم هينزل بعد شوية يفطر معانا 


هزت رأسها ايجابا بحماس لتتجه للمطبخ وتتركهم ....لتسمع مجيدة ذلك الصوت يهتف من خلفها : لسه مش موافقة 


هزت رأسها نفيا تهمس بحسرة : غلبت معاها يا عاصم مش راضية خالص ولو عرفت ان جاسر بيديها الحبوب دي من غير ما تعرف هتنهار مش عارفة اعمل معاها إيه 


جلس جوار والدته يربط علي يدها برفق يهمس بحذر : ما تقلقيش جاسر واخد باله وهي مش هتعرف بإذن ما حدش فينا هيقولها يعني 

لحد ما نشوف هنعمل ايه 


ما حدش فيكوا هيقولها بس أنا هقولها ياااااه اخيرا عرفت ازاي هفرق بين جاسر ورؤي هتفت بها تهاني في نفسها وهي تقف عند باب الشقة بهدوء لتدخل بعد ذلك بثقة وكأنها لا تعرف شيئا 

____________________

دادي في ايه علي الصبح مصحيني دلوقتي ليه 

 انا مش فاهمة ....هتفت بها روان بضجر وهي تجلس امام مكتب والدها في فيلتهم 


نظر صلاح لها بهدوء للحظات ليهتف بجد : أنا قررت اصفي كل اعمالي واديكي نص ثروتي تعملي اللي انتي عيزاه قولتي ايه 


صرخت بحماس : يس دادي I love you so much 


هتف يقاطع حماسها : بس بشرط ....تتجوزي 


صرخت بسخط: what دادي انت بتهزر مش كدة 


هز رأسه نفيا بهدوء يجلس باريحيه علي كرسي مكتبه : لاء ما بهزرش أنا مستعد اديكي نص الفلوس كلها دلوقتي والنص التاني تاخديه بعد ما اموت بس بشرط تتجوزي ان شاء الله حتي لمدة 3 شهور .... اما كدة يا اما هتبرع بثروتي كلها مش هتطولي منها جنية 


اتسعت عينيها بفزع لا مستحيل ان تخسر كل تلك الأموال الطائلة لتهتف سريعا تحاول إيجاد مخرج من تلك الورطة : دادي هتجوز مين أنا ما اعرفش حد ..... لتهتف سريعا هاني 


هتف صلاح بحدة : لاء الواد الصايع دا لاء ...انا اجوزك لعم ممدوح الجنايني ولا إني اجوزك للواد الصايع تصدقي وتأمني بالله أنا مستعد اجوزك لأول واحد يخبط علي المكتب ويدخل 


في تلك اللحظة تحديدا سمعوا دقات علي باب المكتب ليهتف صلاح سريعا : ادخل 


دخل عمرو !!! معه ملف ازرق ينظر للمدير بحرج : أنا آسف جدا يا سيادة المدير اني جيت لحضرتك البيت بس حضرتك نسيت الملف دا في الشركة والسكرتيرة قالتلي انه مهم جدا حضرتك تمضيه النهاردة 


ابتسم صلاح باتساع ينظر لروان بتشفي يهتف بابتسامة واسعة : مبروك يا روان 


شخصت عينيها بصدمة تهتف بذهول : what !!!

رواية أسيرة الشيطان الجزء 2


الفصل 5


جلس علي كرسي ينظر للورق امامه بإمعان يبحث بين الاوراق بجد ..اين التصميم الأخير هناك ورقة ناقصة ..تصميم المجمع السكني الجديد اين عليه ان يكمل الاوراق كاملة قبل أن يبدأ في التنفيذ .. خبط جبينه براحة يده يهتف في نفسه : التصميم الاخير مع مدام حلم 


قام من مكتبه يتجه بخطي واسعة متجها الي مكتبها الصغير ... كان بابه مفتوح دق الباب عدة مرات ولكنه لم يحصل علي رد مال برأسه ينظر للغرفة المفتوحة ليجدها جالسة علي المكتب تستند برأسها علي يدها تنظر لنقطة في الفراغ يبدو أنها غارقة في بحر من الهموم حتي انها لم تسمع صوت دقاته... حمحم بصوت عالي ليلفت انتباهها ولكنه بقيت شاردة لم تلتفت ناحيته حتي .. لم يجد سوي أن يدخل الي الغرفة وقف امام مكتبها ليمد يده يطرق علي سطح المكتب بقوة .. لتنتفض فزعة تنظر له بخوف انهمرت دموعها في لحظة تهتف بذعر : ايه في ايه والله ما عملت حاجة أنا آسفة ما تضربنيش 


اتسعت عينيه بذهول تلك الفتاة مماذا عانت لتصبيها حالة الذعر تلك شعر بالشفقة عليها تبدو كوردة ذابلة تم قطعها بعنف من تربيتها 

نظر لها حينما سمعها تهمس بتلجلج : أنا آسفة أنا بس اتخضيت 


رسم ابتسامة صغيرة علي شفتيه يهتف بهدوء : لا ابدا ولا يهمك.. احم أنا كنت جاي اسألك علي تصميم المجمع السكني التصميمات النهائية خلصت ولا لسه 


شهقت بفزع تضع يدها علي فمها تهتف باختناق : أنا آسفة والله أنا امبارح كنت تعبانة اوي ما اقدرتش اخلصها بالله عليك ما تقولش للمدير أنا مش هعرف الاقي شغل تاني 


انفجرت في البكاء تبكي بقهر ومرارة تبكي روحها التعيسة التي قاست من العذاب ما جعلها كزجاج محطم لن يعود كما كان ابداااا 


انتفض عاصم يبسط كفيه في الهواء يهتف بلهفة : اهدي اهدي أنا آسف والله العظيم ما هقوله حاجة وهكمل المشروع بس بطلي عياط أنا مش قصدي اعيطك والله كفاية طيب عشان خاطر اللي في بطنك .. ما ان نطق كلمته الأخيرة حتي زاد بكائها وأصبح اشد واعنف 


كاد أن يلطم خديه لا يفهم سبب بكائها ولا يعلم ماذا يفعل لاسكاتها بدأ يتلفت حوله بحيرة يبحث عن اي شئ يسكتها به كأنها طفلة صغيرة مد يده في جيب ليجد قطعة شوكولاتة لا يتذكر متي اشتراها اساسا ولكنها جاءت في وقتها الصحيح ...وضعها أمامها علي المكتب يهتف بلهفة : طب خدي وبطلي عياط والله العظيم ما هقول المدير حاجة .. نظرت لقطعة الشكولاتة الصغيرة تبكي بصمت ...رفعت عينيها تنظر لعاصم بعتاب صامت كأنها تشتكي له بنظراتها عله يشعر بها ولو قليلا ولكنه كان يتفادي اساسا النظر إليها .. مسحت دموعها بعنف تهتف بصوت مبحوح مختنق : أنا آسفة اوي يا استاذ أنا بس الحمل تاعبني ومأثر علي نفسيتي واوعد حضرتك أن بكرة هيكون التصميم خلصان 


ابتسم بهدوء : لاء ابدا أن كان علي التصميم أنا هخلصه وإني كنتي عايزة تاخدي إجازة بسبب حملك ما اعتقدش المدير هيرفض يعني 


هزت رأسها نفيا تهتف بهدوء : أنا محتاجة المرتب ما ينفعش اخد إجازة 


شعر بالغضب من زوجها كيف يمكنه أن يترك زوجته تشقي وهي في ذلك الوضع عديم النخوة والرجولة ذاك وجد نفسه يهتف بغضب دون وعي : وجوزك فين ازاي يسيبك تتمرمطي كدة وانتي في حالتك دي 


انا مطلقة همستها بضعف لينظر لها بشفقة صدقا لا يجد ما يقوله تنهد بحزن ...التفت ليغادر حينما سمع صرخة قوية تأتي من خلفه التفت سريعا ليجدها تنظر له كأنها تستنجد به همست بشحوب : الحقني يا عاصم 


لتفقد الوعي هرع ناحيتها لا يعرف ماذا يفعل لتتسع عينيه بذعر حينما وجد فستانهت الابيض يغرق في بحر من الدماء 

________________

 لاء طبعا إنت عايزني أنا روان صلاح اتجوز البتاع دا ....صاحت بها روان وهي تنظر لعمرو باشمئزاز تشير له بسبابتها باحتقار 


ضيق عينيه يجز علي أسنانه بغيظ تلك الوقحة دائنا ما تقلل منه القي الملف من يده يصيح بحدة : ما تتلمي يا بت أنا ساكتلك عشان خاطر الراجل الكبرة دا لكن هتطولي لسانك هطول ايديا ..نظر لصلاح يهتف بتعجب : وبعدين هي مين دي اللي اتجوزها دا عم ممدوح الجنايني احلي منها 


كبت صلاح ضحكته بصعوبة حمحم ليستعيد جديته ليتجه ناحية عمرو وقف امامه مباشرة وضع يده علي كتفه يهتف بجد : عمرو يا إبني أنت عارف أنا بثق فيك قد إيه ....وعلي رأي المثل اخطب لبنتك ، فأنا بشكل شخصي مش كمدير الشركة بتاعتك أنك تتجوز بنتي 


نظرت لوالدها بصدمة عينيها متسعتين بذهول لتصرخ بحدة: Dad what are you saying

Are you crazy?


نظر صلاح لها بألم لا تحترمه ابدا حتي أمام الغريب ....أعاد نظره لعمرو يهتف بحزن: هااا يا عمرو يا إبني قولت ايه 


نظر الي ذلك الرجل دون أن ينطق بحرف حزين عليه وغاضب من أفعال تلك الفتاة كيف يمكنها ان تصرخ في وجه والدها بذلك الكلام المهين لو عاد به الزمن لظل يقبل يدي والده ليل نهار ..... عادت به ذاكرته لذلك اللقاء القصير الذي دار بينه وبين صلاح قبل أيام


Flash back لليوم الذي استعدي صلاح فيه عمرو الي مكتبه 


هتف صلاح بهدوء : بص يا عمرو أنا اولا بعتذرلك عن اللي قالته بنتي ... روان والله طيبة وقلبها أبيض بس هي مطرقعة شوية ولسانها متبري منها حبتين تلاتة ....تنهد بحزن يكمل وهو ينظر لعمرو برجاء : عمرو يا إبني أنا طالب منك خدمة واتمني ما تردش طلبي 


نظر عمرو له بتعجب ليهز رأسه إيجابا دون كلام ولكن ما قاله صلاح جعله ينتفض من مكانه ينظر له بذهول : سيادتك بتقول ايه 


أنا عايزك تتجوزك بنتي .. هتف بها صلاح بهدوء ....ليتنهد بعدها تنهيدة طويلة حارة ينظر لعمرو يهمس بألم : الموضوع مهين بالنسبة لي اكتر مما تتخيل أنا بعرض بنتي عليك.... بس صدقني أنا بعمل كدة لمصلحتها .... روان خلاص ضاعت من بين إيديا الطريق اللي هي ماشية فيه هيضيعها خالص 


عاد عمرو يجلس علي كرسيه ينظر للمدير باستفهام ليسترسل الآخر كلامه بحزن : من اكتر من عشرين سنة اتعرفت علي سيلفيا هي إيطالية اتجوزتها سنة واحدة بس هي ما قدرتش تتعايش مع العادات والتقاليد بتاعتنا ....اصرت علي الطلاق ورفضت تاخد بنتها ...وسابت روان وهي عندها شهرين وسافرت .... في الوقت دا كنت ورثت مجموعة الشركات دي بعد ما والدي مات وكان لازم احافظ عليها ....علاقتي بروان كانت اني بشوفها صدفة كل اسبوع يوم الجمعة بس ..ما اعرفش اي حاجة عنها سبتها للخدامين ياخدوا بالهم منها ....عادي يعني ما كنتش في دماغي !!! 


اتسعت عيني عمرو بذهول ينظر لذلك الرجل بدهشة : ما كنتش في دماغك يعني ايه ما كنتش في دماغك دي بنتك مش رجل كنبة ازاي تمحيها من حياتك بالشكل دا ازاي ما تكونش اول أولوياتك 


اخفض صلاح عينيه بخزي : غلطت أنا عارف اني غلطت وما فوقتش غير متأخر ومتأخر... روان خلاص معتبراني في حياتها لا شئ مهمشاني ..... نظر لعمرو يهتف بحدة: منعتها من السهر في الديسكوهات والشلة الصايعة اللي ملمومة عليهم ولكن لا حياة ما بتسمعش الكلام بتخرج وتسهر مهما ازعق واضرب ما فيش فايدة وآخرتها الواد اللي اسمه هاني دا أنا واثق ان نيته مش كويسة أنا حاططها تحت المراقبة اربعة وعشرين ساعة خوفا من ان الواد يستفرد بيها 


قام صلاح من مكانه متجها ناحية عمرو جلس امامه ينظر له برجاء: عمرو يا ابني روان بنتي طيبة وغلبانة والله اهمالي هو اللي عمل فيها كدة .... عمرو إنت آخر أمل ليا .... انا مستعد اتنازلك عن نص ثروتي وهيكون جواز مؤقت أنا مش هضغط عليك عشان توافق أنا بس شوفت أنك راجل مختلف كل اللي هنا بينافقوها ويجاملوها حتي لو هزقتهم ومسحت بيهم الأرض لكن انت لاء كنت مستعد تسيب الشغل ولا أن كرامتك تتهان .... قولت إيه 


نظر لذلك الرجل لا يعرف ماذا يقول أول مرة في حياته يشعر بأنه لا يعرف ماذا يفعل دائما ما كان يحسب حساب كل شئ جيدا ودائما حسابته مخطئة


نظر لصلاح يحرك رأسه إيجابا دون كلام لتهلل اسارير صلاح بسعادة يهتف: متشكر يا إبني متشكر اوي وزي ما قولتلك أنا مستعد اتنازلك عن نص ثورتي بس خليها تحب الدنيا ما تبقاش عايشة علي الهامش ابعدها عن حياة السهر والسكر والزفت اللي اسمه هاني ... واوعدني مش هتقسي عليها 


مد صلاح يده ليصافحه عمرو يبتسم بهدوء : أنا مش عايز منك فلوس واوعدك اني هبعدها عن كل الارف دا 


Back

 فاق من شروده ينظر لصلاح يبتسم بهدوء: عشان خاطرك أنت بس يا سيادة المدير أنا موافق 


اقتربت منهم تصيح بحدة : انتوا اكيد مجانين أنا مش هتجوز البتاع دا ابدا 


وقف صلاح أمامها يهتف ببرود : يا تتجوزي عمرو 3 شهور علي الاقل وتاخدي نص الثروة والنص التاني بعد ما اموت.... يا ترفضي وساعتها هحرمك من ميراثي كله ....القرار قرارك 


نقلت انظارها بين والدها وذلك العمرو تنظر لهما بغضب لتتركهما راكضة الي غرفتها _______________

 منذ البارحة لم يذق للنوم طعما يدخن يفكر يتحرك بلا توقف ماذا يفعل ...لن يسمح لها باخذها منه طفلته ابنته الصغيرة ....كلم جميع اصدقائه الذين يعملون في مهنة المحامة وجميعهم اكدوا له أن جدتها احق بها قانونيا طالما انه تزوج بعد وفاة زوجته وقف في شرفة البيت يدخن سيجارته بعنف يفكر عليه إيجاد حل مهما كلفه الثمن 


في الداخل كانت نرمين جالسة خلف سمسم علي الفراش تمشط شعرها برفق هي الاخري شاردة جاسر طمئنها بأنه سيحل تلك الأزمة ولكنها لا تزال نظرت لسمسم حينما هتفت الصغيرة بحزن: ماما نرمين هو أنا صحيح هسيبكو واروح عند تيتا رئيفة


هتفت نرمين سريعا بحنو : لا يا حبيبتي مش هتسبينا مش هتبعدي عنا ابداااا ... ها بقي سل ستي تحبي اعملك ضفيرة ولا اتنين 


صاحت الصغيرة بحماس : عشرة 


ضحكت نرمين بخفة لتهز رأسها ايجابا : حاضر يا ست سمسم هعملك عشر ضفاير 


دقائق وسمعوا دقات خفيفة هادئة علي باب المنزل ذهب ياسر وفتح الباب ليجد رئيفة تقف أمامه تبتسم بشحوب بلعت لعابها تهتف بتوتر: ممكن ادخل


قطب جاسر حاجبيه ينظر لها بتعجب ليهز رأسه إيجابا دخلت الي المنزل ليسمع صوت نرمين بالقرب منهم : مين يا ياسر ...اقتربت من الغرفة لتجد رئيفة نظرت لها باحتقار اول الأمر لتشيح بوجهها بعيدا تبلع لعابها بخوف 


هتفت بتلجلج وهي تنظر لنرمين وياسر بتوتر : أنا مش هرفع قضية ومش عايزة البنت خليهالكوا أنا آسفة اني ازعجتكوا ..البنت اكيد هتتربي معاكوا بشكل أحسن .... لو بس تسمحولي اقعد معاكوا هنا كام يوم اشوفها بس مش هطول 


شخصت عيني ياسر بدهشة ينظر لنرمين بتعجب لتنظر له هي الاخري كأنها لا تفهم ماذا حدث ولكن داخلها تصرخ من الفرحة، اخي المنقذ .!!! ..... نظر ياسر لرئيفة يبتسم باتساع: طبعا طبعا تقدري دا بيتك ومطرحك وأنا متشكر..... بجد متشكر اوي أنك ما حرمتنيش من بنتي 


ابتسمت له باصفرار لتتجه الي غرفتها التي خصصتها ابنتها لها ....القت حقيبتها علي الفراش بعنف تنظر للفراغ بغيظ 

Flash back


دخل جاسر الي المنزل ينظر لمحتوياته ببرود ليتجه ناحية احد المقاعد جلس عليه بعجنهية واضعا قدما فوق اخري ببرود لتقف رئيفة امام تعقد ذراعيها تنظر له بتعجب لتهتف ساخرة: هو بيت ابوك يا استاذ انت 


ارتسمت ابتسامة مخيفة علي شفتي جاسر ينظر لتلك الواقفة بخبث اعتدل في جلسته يستند بساعديه علي فخذيه ينظر لرئيفة يبتسم ساخرا : بيتك حلو أوي...صغير بس لذيذ هتبقي خسارة كبيرة اوي لو ماس كهربائي مسك فيه وخلاه تراب في ثواني ولا حرامية جابوا عليه واطيه ولا ولا ولا ما فيش اسهل من الاذية 


نظرت له رئيفة بحذر تبلع لعابها بتوتر لتهتف بحدة: أنت مين يا جدع إنت وعايز مني إيه 


وقف بخفة لتظهر قامته.... نظر لها ببرود يهتف بحدة: هي كلمة واحدة تاني يا تتنازلي عن القضية وتنسيها تماما سما مش هتبعد عن ياسر ونرمين حطي الكلام دا حلقة في ودنك يا تستعوضي ربنا عن اللي باقي في عمرك 


قولتلي بقي هتفت بها رئيفة ساخرة لتكمل بتهكم : البتاعة اللي اسمها نرمين بعتالي بلطجي ....هااااااا 


شهقت بفزع حينما اشهر مسدسه في وجهها لحظة ومرت رصاصة بجانب رأسها مباشرة تخترق الحائط خلفها بعنف ...نفخ ببطئ في فوهة المسدس يبتسم بثقة همس بتوعد : المرة الجاية مش هتلحقي تسمعي صوت الرصاصة ..... ما تلعبيش معايا أنا اسوء مما تتخيلي كله الا اختي أنا مستعد اهد المعبد علي أصحابه ولا أن اختي تتأذي اظن واضح وانا ما بحبش اعيد كلامي ...سلام يا خفيفة هانم ..... ضحك ساخرا ليخرج من المنزل تاركا اياها كالصنم متجمدة مكانها من الفزع 

Back


جزت على أسنانها بغيظ تنظر للفراغ بتوعد ستعمل جيدا علي تلقين تلك النرمين درسا قاسيا

_____________

 وقف أمام غرفة العمليات ينظر لذلك المصباح المنير بقلق غير مبرر .... حملها يركض بها خارج الشركة ما أن رأي تلك الدماء الغزيرة ... منذ ساعات وهي في الداخل وهو يقف لا يعرف ماذا يفعل ولما هو يقف من الأساس اقنع نفسه انها فقط شفقة هو يشفق عليها ليس الا .... يتذكر صوتها المستنجد به ( الحقني يا عاصم) كلنا كأنها تعرفه يشعر بذلك ... خلل أصابعه في خصلات شعره بعنف .....اراد الرحيل الف مرة ولكن يجد نفسه يقف رغما عنه ..... لحظات وسمع صوت الباب يفتح خرجت الطبيبة ليتجه اليها يسألها بقلق: هي كويسة !!


نظرت له الطبيبة باحتقار تهتف بحدة : حضرتك جوزها 


هز رأسه نفيا بهدوء : لاء انا قريبها هي مطلقة وجوزها ما نعرفش عنه حاجة ...هو في ايه 


هتفت الطبيبة بشفقة : للأسف الجنين نزل ....ونحمد ربنا أنه نزل واضح أنها كانت بتتعرض لضرب شديد ودا سبب تشوهات بشعة للجنين ... منه لله اللي عمل فيها كدة 


اغمض عينيه يتنهد بألم لينظر للطبيبة مرة أخري: طب وهي حالتها ايه دلوقتي 


الطبيبة: ما اكدبش عليك حالتها النفسية والصحية سيئة جدااا لأبعد حد لازم تبعدوها عن اي ضعط عصبي وتهتموا بتغذيتها كويس ....علي العموم هي في أوضة رقم .. شوية وهتفوق عن إذنك 


اتفضلي.... نطقها بشرود ليأخذ طريقه الي غرفتها عازما علي معرفة كل شئ 

_________________

 بقولك بابي عايز يجوزني للحمار اللي اسمه عمرو ولا هيحرمني من ثروته كلها....صرخت بها روان بغيظ وهي تحادث هاني في الهاتف


ليهتف الاخير بقلق برع في تمثيله: يعني ايه يجوزك لا طبعا ما ينفعش ابوكي دا اتجنن .... سيبيه وتعليلي وارميله فلوسه وأنا هديكي اللي انتي عيزاه أوعي تسمعي كلامه يا روان 


لتهتف الأخيرة سريعا : حاضر يا حبيبي أنا هشوف اي طريقة واهرب واجيلك ونتجوز أنا بحبك اوي يا هاني


هتف الأخير بسهتنة : وأنا بموت فيكي يا روني 


أنت لو راجل ما كنتش لفيت من الشباك كنت دخلت من الباب بس للأسف الرجولة ماتت ولا عزاء للسيدات ..تلك الجملة هتف بها عمرو بحدة بعدما اختطف الهاتف من يد روان يوبخ ذلك الهاني .. ليغلق هاني الهاتف سريعا ما ان سمع صوته .. نظر عمرو لروان بحدة ليمد يده يقبض علي مرفقها يصرخ بغضب: عايزة تهربي يا هانم عايزة تحطي رأس ابوكي في الطين ...انتي بني ادمه مستهترة مغرورة شايفة نفسك كل حاجة وانتي ولا حاجة من غير فلوس ابوكي دا انتي حتي ما عكيش وبدل ما تحمدي ربنا متفرعنة وشايفة نفسك وانتي لو بصيتي لنفسك كويس هتلاقي نفسك أقل مما تتخيلي انتي مالكيش لازمة لتكوني فاكرة ان جمالك الخارق دا عاملك قيمة ... هو عاملك قيمة فعلا بس في عيون شوية كلاب .... آه صحيح أنا كنت طالع اقولك أن المأذون وصل ....صحيح أنا ما كنتش عايز اتجوزك بس وحياة ابوكي لهتجوزك واربيكي من اول وجديد واللي ما بيربهوش ابوه وامه يربيه عمرو 


ابتعد عنها ينظر له باحتقار ليتركها وينزل خرج ليعود بعد ثواني: آه ما تتأخريش 

 تركها ونزل الي أسفل يعنفه ضميره علي ما قال لها يعرف أنه قسي عليها كثيرا ولكن تلك الحمقاء كادت أن تسلم نفسها بسهولة لذلك الوغد ..... جلس بجانب والدها دقائق مرت الي أن وجدها تنزل الي أسفل علي الرغم من تلك المستحضرات التي تغرق وجهها الا انه رأي عينيها الحمراء يبدو أنها كانت تنتحب بقوة ترتدي فستان اسود يصل لقبل ركبتيها جلست علي أحد المقاعد واضعة قدما فوق اخري بعجرفة لن تدعه يفوز ستحول حياته جحيم ستجعله يدفع ثمن كل كلمة جرحت كرامتها غاليا .... تعرف جيدا كيف ستحطم قلبه بلا رحمة

___________

 وقفت في المطبخ تقلب الطعام شاردة تفكر في حياتها .... وضعت يدها علي بطنها لترتسم إبتسامة صغيرة حزينة على شفتيها كم ستكون سعيدة حينما تحمل طفله بداخلها .... شهقت بفزع حينما شعرت بكف يد يوضع فوق كف يدها التي تبسطها علي بطنها سمعته يهتف بمرح : انتفاخ دا يا روحي 


ضحكت رغما عنها لتلكزه في كتفه بضيق : جاسر يا رخم... ايه دا إنت جيت ؟


رفع حاجبه الأيسر ينظر لها أهي حمقاء ام ماذا ليهتف : لاء لسه ما جتش أنا في السكة دا حتي صلاح سالم زحمة أوي والطريق واقف .... صحيح انتي تعبانة ولا ايه كنتي حاطة ايدك بطنك ليه 


تلمست بطنها باصعابها تبتسم باتساع : تفتكر لما أحمل وبطني تكبر هيبقي شكلي 


تنهد بيأس سيجن منها تلك العنيدة ابتسم باصفرار: لاء هيبقي شكلك وحش وهتبقي شبه الكورة الكفر عشان انتي اصلا قصيرة ... اتسعت عينيها بصدمة من كلامه ليغمز لها بطرف عينيه يهتف بغموض : وبعدين كل شوية لما أحمل ... لما أحمل وعمالة تجرجريني للرذيلة وأنا راجل محترم ومتجوز دا أنا مراتي تدبحني 


تدلي فكها بذهول لتصرخ بغيظ : أنت رخم وقليل الأدب وأنا هدبحك فعلا.... فين السكينة ، فين السكينة


ضحك يهتف بمرح : وين الكمثري ...يا مجنونة والله انتوا مجانين الستات كلهم تحسي ان عقلهم فيه مهلبية 


ضيقت عينيها بتوعد تهتف بتشفي : مهلبية طب اسمع بقي المهلبية ...مدام سارة جارتنا اللي في العمارة اللي جنبنا عرفت صدفة أن جوزها علي علاقة مع واحدة تانية .... وقال ايه مسافر مأمورية شغل وهو مسافر عشان يفسح الغندورة التانية ..... راحت مدام سارة عاملة ايه ...حطتله منوم خفيف في الشاي وبعد ما نام خدت مفتاح العربية بتاعته وساقت العربية بتاعته اللي لسه شاريها جديدة وفرحان بنفسه اوي ركنتها في جراش قديم بتاع اخوها ورجعت عادي جدا .... طبعا جوزها المحترم فضل يلف علي العربية أسبوع وهي يا حبة يعني عمالة تقوله يمكن دا ذنب حد غلبان .... حد ضحكت عليه ....لحد ما اعترفلها انه يعرف واحدة وطلب منها تسامحه في نفس اليوم بليل اخو مدام سارة اتصل بيه من رقم غريب علي أنه الحرامي وطلب منه يسيبله عشر تلاف جنيه في مكان معين وهو هيقوله علي مكان العربية .... وبكدة مدام سارة رجعت جوزها لبيته وكسبت عشر تلاف جينة وجوزها بقي رايح جاي يقولها سامحيني دا ذنبك .....مهلبية هاااا 


اتسعت عينيه بذعر ينظر لها بحسرة : إن كيدهن عظيم ....دا الشيطان بيدور علي عنوانها عايز دروس تقوية ... طب يا رؤي أنا برة يا روحي ....البسي يلا عشان نمشي 


خرج جاسر من المطبخ يضرب كف فوق أخر يتحسر علي حال ذلك الرجل المسكين 


ليجد عاصم يدخل من باب المنزل ...ابتسم بشحوب ما أن رآه .... ليتصافحا جلسا يتحدثان وعاصم شارد اغلب الوقت يفكر هل ما سيفعله صحيح ام لاء ....ولكنه لن يتركها لن يتخلي عنها ....تبا لك ولشهامتك يا رجل .... فاق من شروده علي صوت رؤي تصرخ بفزع ؛ عاصم الحقني تهاني اغمي عليها 


هي الاخري !انتفض يركض الي غرفة رؤي ليجد نرمين ساقطة ارضا حملها بين ذراعيه يضعها علي الفراش حاول بشتي الطرق افاقتها ولكن دون فائدة ..... انهي عاصم الأزمة حينما اتصل باحدي الطبيبات التي يعرفها من ايام الدراسة..... بعد مدة بسيطة كان عاصم يقف جوار جاسر في الخارج ينظر للغرفة بقلق ليربط جاسر علي كتفه برفق : يا عم ما تقلقش بإذن الله خير 

هتف عاصم برجاء : يا رب يا جاسر يا رب 


بعد قليل خرجت الطبيبة من الغرفة تبتسم بهدوء نظرت لعاصم : حضرتك جوز المدام


هز رأسه إيجابا بلهفة لتكمل الطبيبة : مبروك المدام حامل !!

يتبع 



Enregistrer un commentaire

Plus récente Plus ancienne