رواية أسيرة الشيطان الجزء 1 الفصل السابع والتامن والتاسع والعاشر بقلم دينا جمال




 رواية أسيرة الشيطان الجزء 1

الفصل السابع والتامن والتاسع والعاشر 

بقلم دينا جمال 

الفصل 7


رؤي: بس عندي طلبين 


جاسر: امممم ، وأنا ايه الي يخليني انفذ طلباتك

رؤي: ارجوك يا جاسر بيه ، اعتبرني محكوم عليا بالموت ودول آخر طلبين ليا 


جاسر: ماشي ، ايه هما

رؤي: مالكش دعوة باهلي وما تأذيش حد فيهم


جاسر بملل: موافق ، التاني


رؤي بتلعثم : ييي.... يفضل جوازنا علي الورق بس لمدة شهر واحد


جاسر بحدة : لاء طبعا مش موافق

رؤي باكية: ارجوك أبوس ايدك شهر واحد بس ، اعتبرني فيه خدامتك ، شهر واحد بس وحياة اغلي حاجة عندك 


جاسر بضيق: ماشي موافق ، بس شهر واحد بس ، شهر ويوم هتبقي مراتي شرعي فاهمة 


رؤي باكية: حاضر ، حاضر ربنا يخليك 


جاسر بشر : ما تفرحيش أوي كدة ، دا هيبقي أسود يوم في حياتك ، ممكن نسميه يوم اعدامك ، اد ايه هبقي مبسوط وانا بكسرك وبَذلّك ، سلام يا حلوة 


ضمت ركبتيها لصدرها ، تفكر ماذا سيحدث إذا مر ذلك الشهر ، ترجو أن يحدث معجزة قبل نهاية هذا الشهر والا ستكون نهايتها مثل تلك المسكينة تهاني 


ظلت علي حالتها تلك الي أن سمعت أصوات ضجيج بالخارج ، ولأنها كانت ترتدي اسدالها الاسود الواسع ، خرجت من غرفتها سريعا فوجدت بعض الشباب من حارتهم يحملون عاصم ويدخلونه الي غرفته 


عاصم مبتسما: متشكر يا جماعة 

رد الجميع الجميع بالدعاء بالشفاء العاجل ، فعاصم شخصية محبوبة متواضعة يحبه الجميع 


خرج الجميع من المنزل ، فأسرعت رؤي تدخل غرفة اخيها ، وضعت يدها على فمها من هول ما رأت ، جرت الدموع تشق طريقها علي وجنتيها 


رؤي باكية: أنا السبب ، أنا آسفة ، أنا السبب 

عاصم مازحا : ليه انتي بتعرفي تسوقي وأنا ما اعرفش دا انتي ما بتعرفيش تسوقي عجلة 


اندفعت ناحيته تعانقه بقوة وهي تبكي : أنا آسفة ، سامحني أنا آسفة


عاصم: اسامحك علي ايه يا هبلة انتي ، هي انتي الي خبطتيني 

رؤي باكية: أنا السبب ، جاسر هو الي خبطك 

عاصم بحنان : قدر الله وما شاء فعل ، هنعترض علي قضاء ربنا يا رؤي 

هزت رأسها نفيا داخل صدره فاكمل ، الحمد لله إنها جت علي قد كدة ، وأن النهاردة كمان آخر يوم في الامتحانات 


رؤي باكية: سامحني يا عاصم ، أنا عملت كدة عشانك 


عاصم بشك : عملتي ايه يا رؤي

هزت رأسها نفيا: ما عملتش حاجة ، أنا قصدي يعني عشان رفضت جاسر 

عاصم: وهتفضلي رفضاه أنا مش هسمح للمجنون دا يتجوزك 

رؤي: حاضر ، بس سامحني واوعي تزعل مني 

عاصم : أزعل من ايه يا مجنونة انتي 


ظل الجميع في غرفة عاصم يهتمون به ، ويلقون النكات وسط جو أسري دافئ جميل 


الي أن حل المساء فبدأ خوف رؤي يتزايد ، ظلت تنظر إلى عائلتها وهم يضحكون تحفر ملامحهم داخل عقلها ، الي ان رن جرس المنزل 

انتفض جسدها برعب 


عاصم: اهدي يا حبيبتي ، اهدي ما تخافيش


ذهبت طمطم الصغيرة لتفتح الباب ليدخل جاسر ومن خلفه المأذون ورجلين


خرج حسين ومن خلفه رؤي تساعد عاصم ، الذي استند علي عكاز خشبي ليستطيع القيام 

جاسر بخبث: حمد لله على سلامتك يا عصومة ، مش تاخد بالك يا راجل وانت بتعدي 


رمقه عاصم بغضب واشاح بوجهه بعيدا 


جلس المأذون على الكنبة الصغيرة ووضع الدفتر علي الطاولة امامه ، ثم نظر ناحية رؤي ووجه كلامه لها

المأذون: هل تقبلين الزواج من جاسر مراد مهران 

رؤي: موافقة 

اتسعت عيني حسين وعاصم من الصدمة 

عاصم غاضبا: يعني ايه موافقة انتي اتجننتي 

حسين: ما تضحيش يا رؤي دا هيدمرك 


رؤي: دا اختياري أنا ، وأنا الي هتحمل نتيجته 

عاصم غاضبا: علي جثتي يا رؤي ، أن اسمحلك تعملي كدة 

رؤي: ارجوك يا عاصم ، أنا عارفة أنا بعمل ايه

حسين غاضبا: انتي مش عارفة حاجة خالص


جاسر بملل : مش هنخلص بقي من الفيلم العربي الخمضان دا ، أنا زهقت والماذون زهق 


رؤي باكية : أرجوك يا بابا أنا موافقة والله موافقة 


حسين: يا بنتي.......

جاسر مقاطعا بغضب : ما تخلصونا بقي ، هتكتب رسمي ولاااااا ، أنت عارف أنا ممكن اعمل ايه 


عاصم غاضبا: لاء يا رؤي 

جاسر غاضبا: بلاش أنت ، بدل ما هي رجل واحدة تبقي الاتنين 


رؤي سريعا وهي تبكي: لالالا ، اسكت يا عاصم مالكش دعوة بيا ، بابا عشان خاطري أنا موافقة 


تنهد حسين بقلة حيلة : يا بنتي......

رؤي مقاطعة: موافقة 

هز حسين رأسه إيجابا وذهب ناحية المأذون جلس ووضع يده في يد جاسر ، وبدأت اجراءات عقد القرآن ، لتنتهي بجملة جاسر ( قبلت زواجها ) 

مضي جاسر علي القسيمة ، وعندما جاء دورها وقع القلم من يدها عدة مرات من شدة ارتجاف يدها من الخوف 

جاسر بضيق: وبعدين بقي مش عارفة تمسكي القلم ، خلصي وامضي 

رؤي بخوف : حاضر ، حاضر 

خطت اسمها بحروف مرتجفة علي وثيقة اعدامها 

لململ المأذون اشيائه سريعا ورحل 

جاسر ساخرا : مبروك يا عروسة ، مش يلا بقي ولا ايه ، عش الزوجية مستنيكي


رؤي بخوف: ممكن ، تخليها بكرة الصبح 

جاسر غاضبا: لاء بكرة ولا بعده هتيجي معايا دلوقتي 

رؤي سريعا: حاضر ، هجيب هدومي 

جاسر بضيق: اخلصي 

دخلت الي غرفتها سريعا ووضعت معظم ملابسها في حقيبة صغيرة وجدت والدتها امامها في الغرفة تبكي 


مجيدة باكية: ليه يا بنتي

رؤي باكية: كان عايز يقتلكوا ، لو ما كنتش وافقت كان هيقتلكوا ، سامحيني يا ماما 


مجيدة باكية: مسماحكي يا بنتي أنا عارفة انه غصب عنك 

احتضنت رؤي مجيدة وظلتا تبكيان 


رؤي باكية: ادعيلي يا ماما 

تركتها رؤي وخرجت فوجدت عاصم جالسا علي احد الكراسي واضعا وجهه بين كفيه ، ذهبت ناحيته وجثت علي الارض بجانبه 


رؤي باكية: عاصم ، عاصم أنا عارفة أنك زعلان مني ، عاصم أنا مستعدة اضحي بالدنيا كلها عشانك مش بس بنفسي ، سامحني يا عاصم 


رفع نظره لها يرمقها بعتاب وقد امتلئت عينيه بالدموع : ليه 


مدت يدها ومسحت دموع عينيه بحنان : عشان احافظ عليك ، ما تنسانيش 


جذب راسها لصدره يضمها بقوة : خلي بالك من نفسك ، ولو احتجتيني في اي وقت اتصلي بيا 

او قولي جزر هتلاقيني قدامك في ثانية 


ضحكت ضحكة صغيرة من بين دموعها : حاضر ، نظرت حولها فلم تجد والدها 

رؤي: هو بابا فين 

عاصم : دخل اوضته 

رؤي باكية: مش عايز يودعني 

جاسر بضيق: هو مسلسل الرحايا دا مش هيخلص يلا مستعجل وورايا شغل 


هزت رأسها إيجابا سريعا واحتضنت عاصم مرة اخري ومن بعده طمطم ووالدتها 

رؤي باكية: قولي لبابا يسامحني يا ماما 

مجيدة باكية: حاضر يا حبيبتي ، خلي بالك من نفسك 

جذبها جاسر خلفه بعنف الي أن نزلا من المنزل فادخلها سيارته ، واستقل مقعد القيادة وانطلق سريعا 


في منزل حسين 

دخلت مجيدة غرفتها هي وحسين بعدما ساعدت عاصم الي الدخول الي غرفته ، فوجدت حسين ينظر الي صورة رؤي وهو يبكي

مجيدة باكية: حسين 

حسين بصوت مختنق : هيدمرها دا مريض ، خلاص رؤي ضاعت ، أنا مش هستحمل أشوفها زي ما إسماعيل شاف بنته ، الموت عندي أهون 


احتضنت مجيدة حسين وظلت تبكي علي حالة ابنتها وما سيحدث لها 


في سيارة جاسر ، انكمشت رؤي علي نفسها تضم حقيبتها لجسدها ، تفكر هل ما زال جاسر علي وعده ، وترتعد كلما جال في بالها انه قد كان فقط يضحك عليها


فاقت من شرودها عندما وقفت سيارة جاسر امام عمارة سكنية ضخمة ، حديثة الطراز 

جاسر ساخرا: ما تنزلي ولا هنبات هنا 

فتحت باب السيارة ونزلت تمشي خلفه بخوف ناحية المجهول 


مرت لحظات كالدهور وهي تقف معه في المصعد ، ولكنه كان هادئ تماما ولم يعيرها انتباها وصل المصعد الي الطابق المطلوب

فخرج من المصعد وجذبها خلفه الي أن وصلت الي ان وصلا الي باب شقة كبير مطلي باللون الأسود 


جاسر ساخرا وهو يفتح باب الشقة : حشي برجلك اليمين يا عروسة

 تفاعلوا بقى

رواية أسيرة الشيطان الجزء 1


الفصل 8

آسفة بجد على التاخير 😅

جاسر ساخرا وهو يفتح باب الشقة : حشي برجلك اليمين يا عروسة 


ازدرقت ريقها بخوف تقدمت بخطي مرتجفة ، لكن ما أن خطت خطوة واحدة داخل المنزل 

شعرت بذراعي تلتف حول خصرها ، شهقت بفزع ، سمعت فجاءة صوت اغلاق باب المنزل بعنف، لتدفعها ذلك اليد الي ان ارتطم جسدها بالباب المغلق بقوة ، تسارعت دقات قلبها بشدة وهي تري تلك الابتسامة الشيطانية المرتسمة علي شفتيه 

رؤي باكية: أنت وعدتني 

جاسر مبتسما بخبث: وعدتك بايه 

رؤي باكية: انك ...اااننك ...ااانك 

مد يده ونزع طرحة اسدالها بعنف ، ليظهر شعرها المعقود علي هيئة ( كحكة ) بمشبك شعر صغير نزعه بقوة حتي خرجت بعض الخصلات فيه ، فتأوهت من شدة الألم ، واسندل شعرها الاسود الطويل الذي يصل الي منتصف ظهرها ، فامسك خصلة منه يلفها حول اصابعه 

جاسر بخبث: تعرفي ان شعرك حلو اوي ، ما كنتش أعرف انه طويل اوي كدة ، دي مش بروكة مش كدة 


جذب الخصلة التي في يده بقوة فصرخت من الألم

جاسر ساخرا: هششش ، بتصرخي ليه دا أنا بتأكد أنه طبيعي 

رؤي باكية: أبوس ايدك أنت وعدتني 

تجاهلها مرة اخري ودس وجهه بين ثنايا شعرها ، يشم عبير برائتها 

انتفض جسدها بذعر عندما شعرت بملمس شفتيه علي جيدها الأبيض 

رؤي بذعر : بلاش والنبي ، أنت وعدتني وحياة اغلي حاجة عندك بلاش 

ابتعد عنها ينظر لها للذعر المرتسم علي قسمات وجهها الي الدموع التي حفرت طرقها علي وجنتيها الي ان ارتجاف جسدها بتشفي تعالت ضحكاته الساخرة عليها : انتي بتعيطي من دلوقتي ، تؤتؤتؤ أنتي مش عارفة أن دموعك دي غالية عليا اوي 


ظلت تبكي وتعلو شهقاتها من الرعب فصرخ غاضبا : بطلي عياط 

هزت رأسها إيجابا بفزع ، حاولت السيطرة على دموع عينيها لكن دون فائدة 

جاسر بضيق: أنا هسيبك شهر زي ما وعدتك ، خلال الشهر دا انتي مش اكتر من خدامة تكنسي وتمسحي وتطبخي وتغسلي ، اشار بيده ناحية احدي الغرف المغلقة 

جاسر: دي اوضتك ، ثم اشار الى غرفة اخري ودي اوضتي ، هخليه عليكي يوم اسود لو فكرتي تدخليها وأنا مش موجود فاااهمة

هزت رأسها إيجابا سريعا ، فاكمل فين موبيلك 

رؤي بصوت مبحوح من البكاء : في الشنطة 

نزع منها حقيبتها وظل يفتش فيها الي أن وجد هاتفها ، فاخذه والقي الحقيبة في وجهها 


جاسر بحدة: علي أوضتك مش عايز اشوف وشك تاني النهاردة 


ركضت سريعا ناحية غرفتها ودخلتها واغلقت الباب بالمفتاح وانهارت خلفه علي الارض تضم ركبتيها لصدرها تبكي بحرقة 


رؤي باكية: يا ماما تعالي خديني ، أنا خايفة اوي 


قضت ساعات بين بكاء ونحيب الي أن نامت في مكانها من شدة التعب ، أما جاسر فذهب الي غرفته بهدوء واغتسل وبدل ملابسه ونام بهدوء كأنه لم يفعل 

( صحيح الاحساس نعمة كاتك الأرف ، سوري يا جماعة اصله بني آدم تنح ) 


علي الجانب الآخر في المستشفى 

امام غرفة علي 


مال احد الحراس علي إذن زميله يهمس له بخبث : ايه رايك في البت الي لسه داخلة دلوقتي اوضة علي بيه 


زميله سريعا : بلاش يا عم ما تجبلناش مصيبة


رد عليه سيد ضاحكا بسخرية: يا إبني احنا حرس جاسر باشا مهران صاحب المستشفي ، وانت عارف جاسر باشا مش هيستخسر فينا حاجة حلوة زي دي 


حامد ؛ اشمعني يعني البت دي


سيد بغل ؛ عملالي فيها محترمة ، جيت اجر معاها ناعم ، راحت ضرباني بالقلم ، وأنا بصراحة عايز اخد بتاري منها واكسر عينيها 


حامد بخبث : معاك 


في غرفة علي 

سناء للمرضة : انتي اسمك ايه يا حبيبتي

الممرضة بأدب: إسمي إيمان يا افندم

سناء مبتسمة بود : انتي مرتبطة يا حبيبتي

علي مقاطعا بضيق: ماما وبعدين 

ايمان: احم ، عن اذنكوا الف سلامة علي حضرتك


تركتهم وخرجت من الغرفة 

علي بعتاب : وبعدين يا أمي

سناء: مالك بس يا علي ، أنا كنت بسألها فضول مش أكتر


شردت عيني علي بحزن فربتت والدته علي يده : ما تشيلش نفسك فوق طاقتها 


علي بحزن : أنا صعبان عليا البنت دي أوي جاسر مش هيرحمها ، وصعبان عليا صاحبي جاسر ما كنش كدة


سناء بحزن : أنت هتقولي يا إبني دا أنا الي مربياه ، منه لله الي كان السبب ، الي جاسر شافه بردوا مش قليل 


علي بحزن : جاسر يبدمر نفسه ، ما بينتقمش من حد غير نفسه ، يا ريته ما كان قابل الي اسمه سليمان دا 


قام علي من علي الفراش متجها للخارج 

سناء : رايح فين يا إبني

علي : خارج اشم شوية هوا

سناء : طب والحرس الي برة

ابتسم علي ساخرا : ما تقلقيش زمان جاسر اتجوزها خلاص 


لملمت إيمان اشيائها فوجدت اتصال من اخيها

عمرو : السلام عليكم

ايمان: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

عمرو بضيق: انتي فين يا إيمان

ايمان: بلم حاجتي وماشية 

عمرو بضيق: انتي لسه في المستشفى ، أنا مش قولتلك اخرك الساعة 5 

ايمان : معلش يا عمرو كان في حادثة جامدة وجه مصابين كتير المستشفي ، بص مسافة السكة وهبقي قدامك 


عمرو : أنا لسه في الشغل 

ايمان بعتاب : بردوا يا عمرو عملت الي في دماغك وبتشتغل ورديتين


عمرو : انتي عارفة اني بحبها وعايز اجهز نفسي بسرعة قبل ما تضيع مني 


إيمان: ما تقلقش رؤي ما بتفكرش في الجواز دلوقتي خالص 


عمرو : انتي لسه هترغي ، يلا يا بت طيران علي البيت ، خلي بالك من نفسك


ايمان مبتسمة: وأنت كمان يا حبيبي ، مع السلامة

عمرو : مع الف سلامة 

اغلقت إيمان الخط ولمت اشيائها سريعا وخرجت من المستشفى لتعود لمنزلها

ولكن وبينما هي تسير في الحديقة وجدت احدهم يهرع اليها مسرعا

الرجل بلهفة : يا استاذة ، يا ابلة

ايمان : خير حضرتك

الرجل بلهفة : الحقينا ابوس ايدك ، اختي واقعة هناك مغمي عليها الحقيني والنبي يا ابلة 


هرعت إيمان خلف الرجل لتؤدي نداء الواجب 

وصل الرجل بها الي منطقة متطرفة في حديقة المستشفى 


ايمان مستفهمة : اومال فين اختك دي

سيد مبتسما بخبث : ازيك يا ...يا ابلة 

إيمان غاضبة: أنت تاني ، مش مكفيك قلم واحد ، نفسك تضرب تاني 

تعالت ضحكات الرجلين الشيطانية 

حامد بخبث: اظن كدة دوري انتهي ، اخلع أنا بقي 

رحل حامد ليعود الي مكانه 


همت إيمان بالمغادرة فامسك سيد برسغ يدها : علي مهلك بس يا ابلة رايحة فين 

إيمان غاضبة: أنت اتجننت سيب ايدي يا حيوان

سيد بابتسامة شيطانية خبيثة : وماله ، حيوان ، حيوان ، تعالي بقي اوريكي الحيوانات بتعمل ايه 


ايمان بخوف: أنت عايز مني 

سيد بخبث: هردلك القلم بس بطريقتي انا 


دفع سيد ايمان فاسقطاها ارضا ، زحفت بقدميها للخلف بخوف حاولت أن تصرخ ، فاسرع سيد بوضع يده على فمها : تؤتؤتؤ ، خليكي حلوة 

عضت ايمان كف يده بقوة ، وصرخت عاليا : الحقونيييييييييي ، حد يلحقنييييييي ، الحقونييييييي 

صفعها سيد علي وجنتها بغضب : اخرسي يا بنت ال××××××


في الجانب الآخر من الحديقة ، كان يمشي بغير هدي ، يركل بقدميه الحصوات الصغيرة وهو يستعيد أيام طفولته هو وصديقه المقرب 

رفع نظره للسماء اللامعة ، ينظر للبدر المكتمل بحزن 

علي بحزن داخل نفسه: امتي بس هتفوق يا جاسر ، يا ريت ما يكونش بعد فوات الأوان 


شق هالة السكون المحيطة به تلك الصرخات الانثوية المستنجدة ، هرع خلف الصوت يحاول إيجاد صاحبته 


الي أن رأي سيد وهو يحاول تمزيق ملابس تلك الفتاة وهي تقاومه وتحاول الصراخ 


علي غاضبا: أنت بتعمل ايه يا حيوان

انتفض سيد بفزع : علي بيه 

اقترب علي منه وبدأ يكيل له باللكمات : علي بيه يا كلب ، بتحاول تغتصبها يا حيوان


بينما زحفت ايمان بعيدا وتكورت حول نفسها تضم ركبتيها لصدرها تبكي وهي تحاول اخفاء ما يظهر من جسدها بيديها 


وقع سيد ارضا غارقا في دمائه فذهب علي ناحية ايمان 

علي : انتي كويسة يا آنسة

هزت رأسها إيجابا بخوف وهي تبكي بقوة 

علي :، الحمد لله انك بخير ، ما تخافيش 

اخرج علي هاتفه واتصل بوالدته

سناء : أيوة يا علي أنت فين يا إبني

علي : أنا في جنينة المستشفى ، معلش يا ماما ، تعالالي وهاتي معاكي عباية سودا من بتوعك


سناء : ليه يا إبني

علي سريعا: لما تيجي هتعرفي 

سناء؛ حاضر جاية أهو 


وقف علي ينظر للملقي ارضا بغضب ، وهو يقسم بداخله أن يجعله يدفع الثمن غاليا 


حانت منه التفاته خاطفة ناحية تلك المذعورة فوجدها تنظر لهذا الحيوان برعب وتزيد من احتضان يديها لجسدها 


خرجت سناء من المستشفى ، فذهب لها علي واخذها الي مكان إيمان


لطمت سناء بيدها على صدرها عندما رأت منظر إيمان

سناء : يا مصيبتي ايه الي عمل فيكي كدة يا بنتي 

علي : مش وقته يا أمي ، الحمد لله مالحقش يعملها حاجة ، لبسيها العباية ، علي ما أروح اشوف البيه مدير المستشفى 


ذهب علي ناحية سيد وجذبه من تلابيب ملابسه وظل يجره الي أن وصل به مكتب المدير فالقاه ارضا 


مختار بصدمة : ايه دا يا علي بيه 


علي غاضبا: أمن المستشفى فين 

مختار بخوف : علي البوابات الي برة 


علي غاضبا: يبقي أنت معين شوية طرش ، ما بيسمعوش الصريخ الي جوة المستشفى


المدير : يا افندم الأمن مسؤول عن حراسة المستشفى من برة بس ، مالوش دعوة باي حاجة بتحصل جوة دي أوامر جاسر باشا


علي غاضبا: يا سلام ، يعني يسيبوه كلب زي دا يحاول يعتدي على ممرضة من المستشفى ويقولوا مالناش دعوة


المدير بهدوء مستفز : الممرضة هي الي غلطانة معظم الدكاترة والممرضين مشيوا ، الساعة عدت 12 ، كل الموجودين في نبطشية بليل رجالة هي بقي بتعمل ايه 


علي: صح عندك حق ، هو دا المجتمع الي احنا عايشين ، هي الغلطانة ، مش الحيوان الي حاول يعتدي عليها لاء خالص هي الغلطانة ، بس قسما بربي ما هسيب حقها حتي لو قتلته 


المدير: المطلوب يا علي بيه 

علي بحدة: الكلب دا يترمي في اي داهية لحد ما اشوف البيه صاحب المستشفى هيعمل ايه


المدير ؛ حاضر 


خرج علي من المكتب غاضبا وذهب الي غرفته دق الباب ودخل فوجد والدته تجلس بجانب تلك الفتاة تهدئ من روعها 

علي بضيق: انتي كنتي بتعملي ايه لحد دلوقتي في المستشفى 


ايمان بصوت مرتجف : كااان في حادثة وحالات صعبة كتير 


علي بضيق: انتي عارفة انك في نظر الكل دلوقتي انتي الي غلطانة 


عمرو : اختي مش غلطانة

التفت علي خلفه فوجد شاب يبدو في منتصف العشرينات نحيف متوسط الطول 

هرع عمرو الي اخته التي اتصلت به من هاتف سناء 

عمرو بقلق: ايمان ، حبيبتي انتي كويسة 

دفنت رأسها في صدر اخيها تحتمي به ، هزت رأسها إيجابا 


عمرو بقلق: عملك حاجة 

هزت رأسها نفيا: لاء الحمد لله ربنا بعتلي الي انقذني 

نظر عمرو ناحية علي بامتنان : متشكر 

علي: أنا ماعملتش غير الواجب ، بس انت لازم تعمل محضر بالي حصل 


هز عمرو رأسه نفيا : لاء مش هعمل مش هنستفاد حاجة غير الفضيحة ، والحمد لله انك لحقتها وما عملهاش حاجة 


علي بضيق: أنت كدة بتضيع حق اختك 


عمرو : لو كنا في مجتمع تاني كنت اكيد هعمل غير كدة ، في الاول وفي الآخر هيجيبوا الغلط عليها 


اخذ عمرو اخته وخرج بها من غرفة علي 

عمرو بحنان : خلاص يا حبيبتي ، الحمد لله عدت ، بس ما فيش شغل تاني كفاية لحد كدة 


هزت إيمان رأسها إيجابا فاخذها عمرو وعادا للمنزل 


في غرفة علي 


علي بضيق: بس أنا بقي مش هسيب حقها 

امسك علي هاتفه وحاول الاتصال بجاسر عدة مرات ولكن دون فائدة 

علي بضيق: ما بيردش 

سناء : يمكن مش سامع الموبايل 


علي بضيق: أنا مش فاهم ايه السلبية دي ازاي يتنازل عن حق اخته بالسهولة دي 


سناء : دي مش سلبية يا إبني دا الواقع الي احنا عايشين فيه ، انت بنفسك جيت زعقت وقولتلها ايه الي مخليكي في المستشفى لحد دلوقتي ، كل الناس هيلوموا عليها ، أنت عملت ايه مع الحيوان دا 


علي: أهو مرمي في أوضة ومقفول عليه لحد ما اشوف جاسر هيتصرف ازاي 


سناء: وتفتكر جاسر هيجبلها حقها 


علي بثقة : أنا واثق أن جاسر هيجبلها حقها 


في منزل جاسر 


في غرفة رؤي بعد عدة ساعات ، بدأت تأن بصوت منخفض وهي تحاول فتح عينيها ألم شديد ينخر في جسدها كله ، فتحت عينيها تنظر حولها بدهشة 

رؤي بألم: اااه ، جسمي واجعني أوي ، أنا فين صحيح دا انا في بيته 

نظرت بامعان الي غرفتها ، كانت غرفة كبيرة ، سرير عريض ومرآه كبيرة للزينة ، ودولاب متوسط الحجم ونافذة كبيرة ، وباب عرفت بعد ذلك أنه حمام ملحق بالغرفة وجدت ساعة حائط سوداء عرفت منها أن الساعة الثالثة وقد اقترب أذان الفجر 


تحاملت علي نفسها وذهبت إلى حمام الغرفة وتوضاءت وأدت قيام الليل الي أن رفع لاذان الفجر ، فقامت تؤدي صلاتها بخشوع ، بعد الصلاة جلست تفكر ، ستلقب باحمق امراءة في العالم أن ظلت هذا الشهر دون أن تفعل شيئا 


جلست علي سجادة الصلاة تفكر ، كيف يمكنهت التغلب على شيطان جاسر ، وهل هي في الأساس تملك الشجاعة لذلك ، هي ترتعد منه وبشدة 

نظرت ناحية الساعة فوجدتها السادسة ، قررت استكشاف المنزل فهو بالتأكيد ما زال نائما ، خرجت من غرفتها تتلفت حولها ، نظرت ناحية باب غرفته فوجدته مغلق 


رؤي في نفسها : أكيد لسه نايم ، أحسن نوم الظالم عبادة ، ربنا يهديك يا جاسر 


مشت بهدوء حتي لا يستيقظ ، تستكشف تلك الشقة الكبيرة ، وجدت غرفتين للنوم بجانب غرفتها وغرفة جاسر وصالة واسعة تكاد تقسم انها أكبر من شقتها باكمالها وممر طويل يؤدي الي عدة غرف منهم المطبخ وحمام كبير ، وصالة العاب رياضية ، كانت الشقة واسعة جدا وفخمة بطريقة رائعة ولكنها متسخة جدا فكل الغرف تقريبا مليئة بالملابس وبقايا الطعام وبعض الزجاجات التي لا تعرف هويتها 


رؤي: استعنا علي الشقي بالله دي مش شقة دي خرابة 

ارتدت جلباب قديم رفعته عند خصرها وربطته بأحد مشابك الغسيل ، وربط شعرها بطرحة صغيرة ( قمطة ) 

وذهبت ناحية المرحاض واحضرت أدوات التنظيف وبدأت تجمع الملابس وتكنس النفايات وتمسح الارض وتعطر الغرف ، فقد وجدت


وسط محتويات المطبخ أعواد بخور ، فكانت تنتهي من تنظيف الغرفة وقبل أن تخرج تشعل بها عود أو اثنين من البخور ليعطرها 

ظلت علي هذا الوضع الي أن انهت الشقة بأكملها 


في غرفة جاسر 

تتململ بضيق بسبب صوت رنين هاتفه المتكرر 

فتح عينيه بضيق ينظر لاسم المتصل ، فهب بقلق عندما وجد اسم علي ينير الشاشة 


جاسر بقلق : في ايه يا علي أنت كويس

علي ساخرا: معلش يا جاسر بيه ازعجتك بس في موضوع مهم ولازم تيجي حالا


جاسر : مسافة السكة وابقي عندك 

اغلق جاسر الخط وذهب ناحية مرحاضه واغتسل وبدل ملابسه وخرج من الغرفة فوجدها تتهاوي علي احد الكراسي يبدو عليها اقترب منها فسمعها تقول 


رؤي بتعب : : آه يا اني وأنا الي كنت فاكرة شغل شقتنا متعب ، مش قادرة دا عايش في هايبر دا ولا ايه 


بتقري عليا يا شيخة رؤي 


اتسعت عينيها بذعر عندما سمعت صوته ، التفت برأسها ببطئ فوجدته واقف خلف الكرسي عاقدا ذراعيه أمام صدره ينظر لها بسخريته المعتادة 


ازدرقت ريقها بتوتر حاولت ايجاد صوتها ولكن يبدو أنه فر من الخوف 


جاسر ساخرا: ما تنطقي ولا القطة كلت لسانك

رؤي بخوف: أنا مممم.....ممممم

جاسر ساخرا: انتي بتمأمأي ، ايه الي انتي عملاه في نفسك دا ، شبه الخدامين بالظبط ، وايه الغريب ما ابوكي خدام عندي


غلت الدماء في عروقها يمكنها تحمل اي شئ الا إهانة عائلتها

رؤي بحدة: ما اسمحلكش تهين والدي ، أنا رضيت بالوضع المقرف دا عشان خاطرهم ، عشان تبعدهم عن اذاك 


اتقدت عيني جاسر من الغضب : وضع يا مقرف يا بنت ال.......

رفع يده عاليا وصفعها علي وجهها 

رؤي غاضبة وهي تبكي: ما اسمحكلش تهين عيلتي دول انضف وأشرف منك مليون منك 


جاسر غاضبا وهو يصفعها : اخرسي 

ظل يصفعها بغضب وحقد 

رؤي بحدة: اضرب ، اضرب كمان خلي شيطانك يجيب آخره 

جاسر ضاحكا: عايزة تشوفي شيطاني بجد 


رؤي بحدة: أنت شيطان نفسك ، أنت الي هترمي نفسك بايدك في النار 

جاسر غاضبا: اخرسي 


رؤي غاضبة: لاء مش هخرص ، أنت خايف ، خايف من الحقيقة عشان كدة مش عايز تسمع 


جاسر بتوعد : أنا هوريكي جرائتك دي هتوديكي لحد فين

رواية أسيرة الشيطان الجزء 1


الفصل 9


جاسر بتوعد : أنا هوريكي جرائتك دي هتوديكي لحد فين 


سحبها من يدها متجها الي غرفتها ، بدأت تحاول تثبيت قدميها في الارض ان تفلت من قبضة يده التي تعصر يدها

رؤي باكية: لاء يا جاسر ، ابعد عني ، سبني سبني حرام عليك 


دخل الي غرفتها واغلق الباب بالمفتاح وبدأ يخلع ملابسه

رؤي بفزع: أنت هتعمل ايه ، أنت وعدتني

جاسر ضاحكا بشر: أنا شيطان يا حلوة ، في شيطان بيوفي بوعده


رؤي بخوف : أنا آسفة مش هقول حاجة تاني ، بس أبوس إيدك سبني 


جاسر بشر : عيزاني اسامحك

هزت رأسها إيجابا سريعا وهي تحاول الابتعاد عن مرمي يديه 

جاسر: بوسي رجلي 

اتسعت عينيها بصدمة مما سمعت تلقائيا هزت رأسها نفيا : مستحيل 

جاسر ساخرا: أنا عارف أنك نفسك فيا بس مكسوفة تقولي ، عشان كدة بتستفزيني عشان أكسر وعدي صح


هزت رأسها نفيا سريعا ودموعها تتساقط بقوة من عينيها: لاء والله ، أنا آسفة مش هقول كدة تاني والله آسفة ، آسفة

اقترب منها وبريق الشر يلمع في عينيها وتلك الابتسامة الشيطانية تعزف انغامها علي شفتيه فاعطته منظر مرعب 


انقذها في تلك اللحظة صوت رنين هاتفه ، التقطه من جيب سترته وفتح الخط 

جاسر: ايوة يا فتوح 

فتوح : يا باشا العروسة قربت تزهق 

جاسر: طب أنا هتصرف

اغلق الخط ونظر ناحية تلك المذعورة بحدة 


جاسر بفحيح كالثعابين : المرة دي هسيبك ، لكن لو فكرتي مجرد تفكير انك ترجعي تقولي الكلام دا تاني 

هخليكي تتمني الموت تشتهيه من الي هعمله فيكي ، مفهوم يا حلوة 


هزت رأسها إيجابا عدة مرات سريعا من شدة خوفها 


جاسر: خمس دقايق والاقي الأكل علي السفرة 


رمقها بسخريته المعتادة ثم تركها وخرج من الغرفة 

رؤي باكية: الحمد لله ، الحمد لله ، دا ما ينفعش معاه العند خالص لازم اشوف طريقة تانية


خرجت سريعا من غرفتها واتجهت ناحية المطبخ وبدأ تخرج كل ما تجده في الثلاجة يصلح لأن يقدم للفطور 


ومن ثم وضعته في اطباق ونقلته سريعا الي طاولة الطعام الكبيرة 

كانت تهرول حتي تستطيع ان تضع الطعام سريعا 

رؤي بتذمر : وبعدين في سباق الجري دا ، كل دي مسافة من المطبخ للسفرة ما ياكل في المطبخ وخلاص ، يا اختي اسكتي يا رؤي ليسمعك دا مجنون 


وضعت الاطباق علي طاولة الطعام ، نظرت الي ساعة الحائط لقد مر اكثر من ربع ساعة ولم يخرج من غرفته

رؤي : هو ما خرجش ليه دا قالي خمس دقايق ، عنه ما خرج ، يا نهار أبيض ليكون مستنيني أروح أنادي عليه دا هيطين ، يا رب ارحمني من الرعب دا 


ذهبت ناحية عرين الأسد بخطوات مرتجفة تقدم قدم وتؤخر الاخري الي أن وقفت أمام باب غرفته فرفعت يدها ودقت الباب عدة مرات 


رؤي في نفسها: هو ما بيردش ليه ، يكون خرج ، مات ، ولع وخلصت منه ، طب ادخل ، لالالا ، طب أعمل ايه ، أنا هدخل وخلاص 


فتحت باب الغرفة بهدوء تقدمت بداخلها خطوة واحدة ، وجدت تلك اليد تقبض على عنقها لتدفع جسدها ليرتطم بالحائط 


جاسر غاضبا: هو انا مش قولتلك ما تدخليش الاوضة دي ابدا 

رؤي بخوف: هو ، يعني ، مش ، انت انا ،انا انا ، الاكل 


جاسر بهمس يشبه فحيح الأفاعي وهو يشير الي فراشه الكبير : شايفة السرير دا ، هنفذ عليه حكم اعدامك ، هخليكي تتمني عليه الموت ومش هتلقيه ، هدبح عليه روحه ببطي ، هستمتع اوي بكل صرخة بتطلع منك يا شيخة رؤي 

ظل صدرها يعلو ويهبط بشدة من خوفها ونزلت الدموع تتسابق علي وجنتيها 


جاسر : تؤتؤتؤ ، وفري دموعك عشان هتحتاجيها قريب ، نضفي الاوضة كويس 

ثم نظر اليها بسخرية وخرج من الغرفة ، لتتهاوي علي الارض تبكي بخوف 

رؤي في نفسها : يا رب يا رب انا ماليش غيرك يا رب احميني منه يا رب


قامت تنظف غرفته عندما صوته الغاضب يناديها 

جاسر غاضبا: رؤي 

ذهبت اليه مسرعة ووقفت بعيدة عنه بمسافة كافية لتحمي نفسها من براثة 

اشار بيده امامه مباشرة


جاسر غاضبا: تعالي هنا 

اقتربت بعض الخطوات مترددة 


رؤي بصوت مرتعش وخائف : نعم 

جاسر بغرور: امسحي جزمتي 


جحظت عينيها بصدمة : نعم !!!!!!

جاسر غاضبا : انزلي تحت رجلي وامسحي جزمتي ، يلا والاااا

رؤي سريعا بخوف: حاضر حاضر 

شعرت بالذل وهي تهبط تحت قدميه لتمسح حذائه شعرت بضائلتها امام هذا الصرح الشامخ ، تذكرت ايامها الجميلة في منزل والدها 

رؤي : الجذمة اهي يا بابا ، انا لمعتها وخلتها ايه ، احلي من وش عاصم

عاصم غاضبا : اه يا جزمة طب تعالي بقي 

جري عاصم خلف رؤي وعندما امسك بها ظل يدغدغها وهي تضحك بسعادة 

فاقت من ذكراها السعيدة علي صوته الغاضب 

جاسر غاضبا : اخلصي 

مسحت حذائه سريعا وقامت وقفت امامه منكسة الرأس بذل 

قبض على خصلات شعرها بعنف 

جاسر : بصي بقي يا حلوة ، اي حركة كدة ولا كدة هتعمليها وانا برة ، هوريكي جهنم علي الارض ، لو حاولتي تستنجدي بجد او تكلمي حد ، هخليكي تتمني الموت ، فاهمة 

ترك شعرها بعنف لتسقط على الأرض تبكي وتتعالي شهقاتها ، نظر اليها بسخرية ثم خرج من المنزل واغلق الباب خلفه بالمفتاح 


ركب سيارته وقادها منطلقا الي المستشفى التي بها علي دق الباب ودخل الغرفة 

جاسر : صباح الخير يا علي 

نظرت له والدة علي بغضب وتركهتم وخرجت من الغرفة 


بينما نظر اليه علي بضيق واشاح بوجهه بعيدا 

جاسر : انا عارف يا علي ان انت زعلان مني بس انت الي غلطت الاول 

علي غاضبا : غلطت ، عشان عايز انقذ واحدة مالهاش اي ذنب من واحد مريض زيك ابقي غلطان ، فعلا ما احنا في زمن العجايب ، قولي بقي يا جاسر باشا دبحتها ولا لسه 

هز جاسر رأسه نفيا 

علي ساخرا : معقولة يا راجل ، ومستني ايه 

كاد جاسر ان يرد 

علي : لاء لاء استني انا عرفت اكيد عايز تذلها الاول صح 

جاسر : سيبك من كل دا ، ايه الموضوع المهم الي كنت عايزني فيه 

علي: أنا مش عايزك بصفتك جاسر صاحبي لأن صحوبيتنا خلاص انتهت أنا عايزك بصفتك جاسر باشا صاحب المستشفى 

عقد جاسر حاجبيه باستفهام : مش فاهم منك حاجة يا علي في ايه


علي: هفهمك يا باشا ، ثم بدأ يقص له ما حاول حارسه فعله مع تلك الممرضة المسكينة 


علي ساخرا: بس عارف أنا مش متفاجئ ما هم حرس جاسر باشا مهران يعني اكيد لازم يكونوا زيه 

جاسر بجمود : هو فين 

علي: مرمي في الأوضة ......

قام جاسر من مكانه دون أن ينطق كلمة اخري وذهب ناحية تلك الغرفة بخطوات جامدة 

يتردد في عقله صوت تلك الصرخات 

( خلاص ضيعني أنا ضعت ، لييييه أنا عملت ايه ، ليه جاسر ، أنا عملت ايه عشان يحصلي كدة ) 

هز رأسه نفيا بعنف ليبعد تلك الذكريات عن رأسه ، وصل الي الغرفة المطلوبة فوجد احد حراسه يقف أمامها 

جاسر بجمود : افتح الباب 

فتح الحارس الباب سريعا وتنحي سريعا بخوف 

تقدم جاسر بهدوء الي أن دخل الي تلك الغرفة فوجد ذلك الرجل متكوم في احد أركان الغرفة 

نهض سيد سريعا عندما وجده امامه في الغرفة 


نظر سيد له بفزع وازدرق ريقه عدة مرات من شدة خوفه 

سيد بفزع : ججج..جاسر باشا 

اشار جاسر بيده للحارس الآخر فاغلق الباب علي جاسر وسيد معا 


وقف جاسر يرمق سيد ببرود نظراته كسهام من السقيع حاد البرودة 

جاسر بجمود : ليه 

سيد سريعا: كدب يا باشا أنا ما عملتش حاجة صدقني 

حك جاسر ذقنه باطراف اصابعه


جاسر ببرود : كدب ، بس الي قالي مستحيل يكدب ، ليه واحسنلك تقول الحقيقة

سيد بخوف : كنت عايز اشفي غليلي منها جيت أجر معاها ناعم راحت ضرباني بالقلم 

تردد في عقله تلك المرة ( ليه عمل فيا كدة ، كل دا عشان صديته عشان قولتله إن مستحيل أعمل كدة ، حرررررام ، ليييه ، ليييه ) 


فجاءة تحول هذا الجليد البارد أن بركان منصهر تدافعت حممه بدأ المرضي في المستشفي يستمعون الي صرخات واستغاثات 

قادمة من تلك الغرفة المغلقة 


في داخل الغرفة ، وقف جاسر يعدل من سترة بدلته الفخمة ، وهو يرمق الملقي ارضا غارقا بدمائه بغضب كفيل بإحراقه 

ذهب ناحية باب الغرفة وخرج من الغرفة ، وقف أمام الحارس الاخر الذي كان يرتجف خوفا من سماعه لصرخات زميله ، وضع جاسر يده في جيبه واخرج بعض الاموال واعطاها لهذا الحارس 

جاسر : ترموه قدام اعفن مستشفي وتسيبوا معاه الفلوس دي يتعالج بيها 

الحارس سريعا : حاضر يا باشا ، حاضر 


خرج جاسر من المستشفى باكملها وركب سيارته

وذهب الي شركته ومنها الي مكتبه ، دقائق ودخلت السكرتيرة الخاصة به


سهي : جاسر بيه ، الاستاذ حسين عبد الوهاب من الحسابات عايز يقابل حضرتك ضروري 

ابتسم بسخرية : دخليه 

خرجت السكرتيره من الغرفة ودخل حسين 

جاسر ساخرا : عايز ايه يا حمايا العزيز 

حسين غاضبا : عايز بنتي يا جاسر 

دوت ضحكاته الساخرة في ارجاء الغرفة 

جاسر ساخرا : بقي عايز تاخد مني العروسة يوم الصباحية يا عمي ، دا انا حتي لسه ما شبعتش منها 

حسين غاضبا : رجعلي بنتي يا جاسر ، لإما هبلغ عنك واقول انك خاطفها 

جاسر ضاحكا : هو في حد بيخطف مراته بردوا يا عمي 

حسين برجاء: ابوس ايدك يا ابني رجعلي بنتي 


مد جاسر يده له : بوس 

تقدم حسين منه وهو يشعر بالذل والمهانة 

وقبل يد جاسر 

نزع جاسر يده واخرج دفتر الشيكات من جيبه وكتب عليه مبلغ مليون جنية 

ومد يده به الي حسين 

حسين : ايه دا 

جاسر ساخرا : بنتك ، قصدي تمن بنتك 

حسين غاضبا : انا مش عايز فلوسك انا عايز بنتي 


جاسر: بنتك ماتت ، قصدي اعتبرها ماتت 

حسين غاضبا: حرام عليك يا اخي انت شيطان مش بني آدم 

جاسر: امممم ، انا سمعت الجملة دي فين قبل كدة ، اه اه افتكرت ، كانت بتقولها بنتك المصونة رؤي قبل ما اكسر عينيها واذلها واخليها تنزل تحت رجلي 

حسين غاضبا: هقتلك يا جاسر 

دوت ضحكاته الساخرة في ارجاء الغرفة : وترمل بنتك يا حمايا العزيز 

عاد وجهه الي الجمود مرة أخرى: علي مكتبك ، واياك تيجي هنا تاني ، عشان ما اخليش الدور الجاي علي طمطم ماشي يا حمايا العزيز 


خرج حسين من المكتب فرفع جاسر قدميه ووضعهما علي مكتبه واسند جهاز اللاب توب علي قدميه وشعله 

جاسر: اما نشوف يا شيخة رؤي بتعملي ايه 

ظل يبحث عنها ، بكميرات المراقبة الي ان وجدها متكورة علي نفسها امام باب المنزل من الداخل تبكي بصمت 

جاسر بشر : ولسه يا رؤي ، هتشوفي العذاب ألوان عشان حظك الأسود وقعك في طريقي 

ثم امسك هاتفه واتصل بفتوح 

جاسر : عملت الي قولتلك عليه 

فتوح : ايوة يا باشا 

جاسر : والنتيجة 

فتوح : زي ما حضرتك توقعت بالظبط 

جاسر : طب ابقي عدي الحسابات هتلاقيني سيبلك مبلغ كويس 

فتوح : متشكرين اوي يا باشا ، احنا خدامينك في اي وقت 

اغلق جاسر الخط وابتسم بشر 

جاسر: اخيرا ، هنتقم منك يا صبري 


في مكان اخر تحديدا في احدي المستشفيات النفسية الشهيرة 

في احدي الغرف سيدة في منتصف الثلاثنيات(جميلة ذات شعر بني طويل وعيون رمادية وجسد ممشوق ولكن ملامح الحزن والخوف مرسومة بدقة علي وجهها ) تجلس علي فراش كبير في غرفة فاخرة جدا تضم ركبتيها لصدرها وتحاوطهما بذراعيها وتتظر امامها بشرود 

يجلس علي الكرسي المجاور لسريرها طبيب في أوائل الأربعينات ولكنه يبدو في الثلاثينات لانه يتمتع بجسد رياضي منتاسق وطول فارهه وملامح رجولة اصيلة من حيث البشرة البرونزية والشعر الاسود الكثيف الذي اختلط فيه بعض الشعيرات البيضاء فزادته وسامه ولحيه خفيفه وعيون بلون غابات الزيتون تبعث الدفئ لكل من ينظر اليهما ) 

ياسر: نرمين ، نرمين ، طب اديني اي اشارة انك سمعاني وحاسة بيا ، نرمين ردي عليا 


امسك رسغ يدها ليقيس نبضها ، فارتجف جسدها بشده وارتسم الذعر علي وجهها بدقة 

راقب ردة فعلها بأعين طبيب خبير ، ظل قابضا علي رسغ يدها ، نظرت له بذعر ثم ارتخي جسدها وفقدت الوعي 

قام من مكانه واخذ حقنه مهدئه وحقنها في وريد يدها ودثرها جيدا بالغطاء

ياسر : وبعدين معاكي يا نرمين ، يا تري ايه الي وصلك للحالة دي حتي اخوكي مش راضي يقولي حاجة ، علي العموم راجعلك تاني 

ثم خرج من الغرفة وذهب الي مكتبه وفتح ملفها للمرة العاشرة منذ استلم الوظيفة في هذه المستشفي منذ اسبوعين وقد سلمه الاطباء هذه الحالة الميئوس منها 


في منزل جاسر 

ظلت متكورة مكانها تبكي بصمت وشعور الذل والخوف استحوذا عليها ، الي ان رفع اذان العصر في الجوامع القريبة من البيت قامت وذهبت الي الحمام وتوضاءت ، ووقفت بين يدي بارئها تدعوه وتشكو اليه ، يفيض لسانها بالدعاء عند كل سجده والدموع تتسابق في الهطول من عينيها 

انتهت من صلاتها وقامت لتعد طعام الغداء 


في احد النوادي 

سوزي : come down شاهندا ، انتي ليه متعصبه كده 

شاهندا : انا شاهندا الدمنهوري ، حته بتاع زي دا يقولي you are note my type 

سوزي: so what طظ فيه يا شاهندا ايه بقي الي معصبك 

شاهند غاضبة : سوزي بليز shut up انتي مش فاهمة حاجة


في شركة جاسر ، التقط جاسر مفاتيحه وهاتفه وركب سيارته وانطلق الي النادي 

دخله بخطي واثقة مغترة بحث عنها بعينيه فوجدها تجلس مع صديقتها 

جلس علي الطاولة القريبة منهم 

سوزي: اهو يا شاهندا 

نظرت له شاهندا بغيظ ثم لمعت في رأسها فكرة 

قامت شاهندا واتجهت الي المسبح ووضعت يدها علي رأسها ومثلت انها اختلت توازنها وسقطت في المسبح 


نظر لها جاسر بسخرية 

( كم انتي حمقاء يا حواء تقعين فريسة شباك آدم حتي دون ان ينصب شباكه ) 

قام جاسر سريعا وخلع چاكت بدلته وقفز الي المسبح واخرج شاهندا منه ووضعها جانبا 

بدأ يحاول ايفاقتها ، فتحت عينيها ببطي وابتسمت

شاهندا : ميرسي 

جاسر بابتسامة خبيثة : العفو 

ساعدها علي النهوض مدت يدها لتصافحه

شاهندا : شاهندا الدمنهوري

جاسر : شادي سليمان

رواية أسيرة الشيطان الجزء 1


الفصل 10


جاسر بابتسامة خبيثة : شادي سليمان 


شاهندا بدلال: thank you شادي 


جاسر مبتسما : you are welcome شاهندا ، عن اذنك

ما كاد يبتعد عنها بضع خطوات حتي سمعها تنادي عليه ، اتسعت ابتسامته الخبيثة ، سرعان ما اخفاءها ونظر لها بهدوء 


شاهندا : شادي استني 


جاسر: نعم 

شاهندا بدلال زائد : اصحابي عمليلني حفلة النهاردة بمناسبة عيد ميلادي في (........) إيه رأيك تيجي 

جاسر : هحاول بس ما اوعدكيش 

شاهندا برجاء : please شادي l will be so happy لو انت جيت 

نظر في ساعته متصنعا الانشغال 

جاسر سريعا: هحاول عن اذنك عشان ورايا مواعيد مهمة 

ثم تركها ورحل وتلك الابتسامة الخبيثة تزين شفتيه 


استقل سيارته واتجه إلى احد محلات المجوهرات قابله صاحب المحل بترحاب شديد 


جورج : اهلا اهلا جاسر باشا ، نورت محلك يا باشا 

جاسر: شكرا يا جورج ، انا كنت عايز خاتم سوليتير


جورج: اوامرك يا باشا ، المحل كله تحت أمرك 

احضر جورج الكثير من العلب بها خواتم بأشكال مختلفة ورائعة ، اختار جاسر واحد منهم 

جورج : ذوق حضرتك دايما رائع 

جاسر: انا عايز دبلة دهب بس يكون مقاسها صغير 

جورج: حاضر يا باشا 

احضر جورج علبة بها العديد من علب 

اختار جاسر واحدة منها وحرص ان تكون ذات مقاس صغير ثم دفع الحساب وخرج من المحل واستقل سيارته وعاد الي منزله 


كانت في المطبخ تعد الطعام بمهارة وسرعة وقفت عند لوح التقطيع تقطع الخضروات للسلطة 

دخل جاسر البيت بهدوء ، سمع صوت قادم من ناحية المطبخ دخل فوجد رؤي تعطيه ظهرها ومنهمكة في اعداد الطعام ، ارتسمت ابتسامة خبيثة علي شفتيه ، تقدم منها بهدوء وهو يعزم في نفسه إثارة الرعب في نفس تلك المسكينة

التي ذنبها الوحيد انها اول من وقف في طريقه وعارضه 


وفي لمحة حاوط خصرها بذراعيه من الخلف فشهقت بفزع وجرحت يدها بالسكين 


جاسر ساخرا: وحشتيني يا شيخة رؤي 

ارتجف جسدها بشدة من قربه شعرت بالاختناق من رائحة عطره القوي 

رؤي بخوف: لو سمحت ابعد 

ضحك جاسر عاليا بسخرية ثم بدأ يحرك يده بحرية تجوب جسدها 

فبدأت تبكي وترتجف: ارجوك انت وعدتني 

لم يعرها انتباها أراد أن يشبع رغباته المريضة بخوفها وبكائها ، مال ناحية عنقها وازاح شعرها برفق وترك لشفتيه المجال لتثير الذعر في نفسها ، بدأ يقبلها بقسوة وهي ترتجف وتبكي ، مد يده ومزق ظهر عبائتها 

رؤي باكية: ابوس ايدك مااا تعملش كدة 

لفها اليه وابتسم عندما وجد الذعر حفر خطوطه بدقه علي وجهها ودموعها تتسابق في الهطول من عينيها 

مسح دموعها بابهاميه فتقززت من لمسته كثيرا واشاحت بوجهها 

جاسر ساخرا: تؤتؤتؤ ، بتعيطي ليه يا شيخه رؤي انتي مش عارفة ان دموعك غاليه عليا اوي ، بالامارة انا جايبلك هدية 

اخرج الدبلة الذهبية من جيبه وامسك كف يدها المرتجف والبسها الدبلة قصرا لانها كانت ضيقة

جاسر ساخرا: شكلها ضيقة شوية 

ثم جذب شعرها بقسوة ، لو فكرتي تقلعيها هقطعلك ايدك 


هزت رأسها إيجابا عدة مرات من شدة خوفها 

فابتعد عنها وذهب ناحية باب المطبخ

جاسر: انا جعان خمس دقايق والاقي الاكل علي السفرة 

رؤي بخوف: ممكن اغير هدومي 

جاسر غاضبا: لاء ، هتفضلي زي ما انتي كدة 

والا انتي عارفة 

هزت رأسها إيجابا سريعا 

خرج من المطبخ ودخل غرفته 

فبدأت تضع الاطباق سريعا علي طاولة الطعام

وهي تمسك بيدها فستانها المنزلي حتي لا يسقط

وبينما هي تضع الطبق الأخير خرج جاسر من الغرفة وهو يرتدي بنطال قطني اسود وتيشيرت رمادي غامق ذهب وجلس على طاولة الطعام ، فوضعت رؤي الطبق الأخير وكادت أن تذهب 

جاسر غاضبا: رايحة فين ، انتي هتفضلي واقفة هنا لحد ما اخلص اكل

هزت رأسها إيجابا بخوف 

جاسر غاضبا: تعالي هنا 

تقدمت منه بخطي مترددة وارجل ترتجف من الخوف 

فمد جاسر معلقة بها بعض الطعام ، نظرت له مستفهمة 

جاسر: وانا اضمن منين انك مش حطالي سم في الاكل 

نظرت له بصدمة لم يخطر ببالها من الأساس تلك الفكرة فهي لن تقتل ابدا 

تناولت ما في المعلقة بصمت وقبل ان تذهب شعرت بيده تقبض على رسغ يدها ، جذبها بعنف واجلسها تحت قدميه 

جاسر ساخرا: دا مكانك تحت رجليا 

رد بثقة عكس الخوف والغضب اللذان يشتعلان في ثنايا روحها : وماله دايما ماما بتقولي أن الست مكانها جنب جوزها حتي لو في حالتك أنت بقت تحت رجليه 

نظر لها بغضب كفيل باحراقها في مكانها 

اراد اغاظتها بأي شئ فامسك قطعه من الطعام ودثها في فمها بعنف 

جاسر ساخرا: حلوة مش كدة 

نظرت له بكره وهي تتحسس فمها الذي جرحته تلك المعلقة 

رد بثقة وقد ارتسمت على شفتيها ابتسامة صغيرة: طبعا حلو ، كفاية الي أنا الي عملاه 

تلك المرة أحمر وجهه من شدة الغضب امسك طبق الارز والقاه علي وجهها 

جاسر غاضبا: كليه بقي طالما انتي الي عملاه 

ثم قام ودفعها ارضا وذهب ناحية غرفته بخطي غاضبة وذهب الي غرفته واغلق الباب بعنف 


بكت ، بكت بحرقة الذل والخوف والضعف من جبروت هذا الظالم 

رؤي باكية: ليه يا رب انا عمري في حياتي ما اذيت حد ، ليه بيحصلي كدة ، استغفر الله العظيم ايه الي انا بقوله دا استغفر الله العظيم 


قامت من مكانها وجمعت الاطباق من علي الطاولة وذهبت الي المطبخ لتغسلهم وقفت علي حوض الغسيل وبصرها متجه ناحية الباب خائفة ان يعود مرة اخري ، انتهت مع اذان العشاء 

فذهبت إلى غرفتها واغتسلت وبدلت ملابسها وارتدت اسدالها ووقفت بين يدي بارئها تبكي وتشكو له ما تلاقي وتدعوه ان يرفع عنها البلاء


وعندما انتهت من صلاتها ، امسكت مصحفها الصغيرة وفتحت عشوائيا لتقع عينيها علي ايه 

( وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إن لله وإن اليه راجعون ) 


انهمرت دموعها وهي تشعر بتلك الآيات تعالج ألم روحها المتعبة من جبروت هذا الظالم بدأت تقرأ ، لا تعرف ما المدة التي مرت عليها ولكنها فجأة وجدت باب غرفتها يفتح ودخل جاسر يرتدي قميص كحلي اللون وبنطال اسود من خامة الجينز ويضع عطره القوي الذي يشعرها دائما بالاختناق 

فصدقت واغلقت المصحف 

ازدرق جاسر ريقه بخوف عندما وجدها تقرأ في المصحف 

جاسر بحدة: انا نازل ،و زي ما قولتلك لو فكرتي تعملي اي حركة وانا برة هخليكي تتمني الموت ومش هتلاقيه 


هزت رأسها إيجابا بهدوء ، فاغتاظ من هدوءها ذلك 


جاسر ساخرا: مش عايزة تعرفي انا رايح فين ، انا رايح اقابل واحدة حلو اوي جمالها صاروخي ، بصراحة انتي جمبها راجل 

ابتسمت ابتسامة هادئة وقامت ناحية احواض الزهور الصغيرة التي في غرفتها وقبضت في يدها حفنة من الطين ثم ذهبت ناحيته ومدت يدها له 

رؤي بهدوء: خد أخلق نملة 

اتسعت عينيه بصدمة هدر سريعا : مستحيل طبعا ما اقدرش

رد بقوة : يبقي ما تعبش علي خلقه ربنا 


نظر لها بصدمة وازدرق ريقه بخوف ثم خرج من الغرفة غاضبا وصفع الباب خلفه 

فرت دموعها من عينها لشعورها بانجراح كرامتها وشرخ انوثتها 


استغفرت الله سريعا وامسكت مصحفها مرة اخري تقرأ فيه 


بينما قاد جاسر سيارته بغضب وكلمات رؤي ترن فى اذنه مشدها وهي تصلي او تقرأ القرآن يشعره بالذعر 


جاسر غاضبا: لا يا رؤي مش انا اللي هخاف من حتة عيلة زيك ، انا كسرت قبلك كتير وهكسرك واذلك يا رؤي 


بعد مدة ليست بالقصيرة وصل جاسر امام الملهي الليلي ودخله 

بحث بعينيه عنها فوجدها تجلس علي احدي الطاولات تبحث بعينيها عنه ، فابتسم بسخرية 

ما ان رآته شاهندا ذهبت اليه مسرعة 

شاهندا بدلال : شادي اتأخرت ليه كدة ، كنت هزعل منك خالص لو ما جتش 

جاسر مبتسما: انا اقدر برضوا ما اجيش في عيد ميلادك ، كل سنة وانت طيبة 

شاهندا : وانت طيب انا بجد فرحانة جدا انك جيت 

ابتسم ثم جثي علي احدي ركبتيه واخرج علبه الخاتم من جيبه وفتحها امامها 

جاسر مبتسما : تتجوزيني يا شاهندا

جحظت عينيها في صدمة ، ذلك المغرور الغامض الوسيم يطلب منها الزواج ، لا تنكر اعجابها الشديد به ، رفضه المستمر لها جعلها تتعلق به بشدة نظرة عينيه الجريئة تشعرها بأنوثتها ، عطره القوي يثير رغبتها به 


هي حاليا بين ذراعيه ترقص 

جاسر مبتسما: انا مش مصدق نفسي ان انتي فعلا وافقتي ، انا اسعد انسان في الدنيا 


شاهندا : شادي ، ممكن اسألك 

جاسر مبتسما: طبعا يا حبيبتي 

شاهندا: انت ليه كنت بتعاملني كدة 

جاسر: عشان حبيتك يا شاهندا ، حبيتك من اول مرة شوفتك فيها ، كنت بحافظ عليكي مني 

نظرت له بانبهار وحب ودفنت وجهها في صدره 

فارتسمت ابتسامة انتصار خبيثة علي شفتيه 

جاسر: شاهندا 

شاهندا : نعم يا حبيبي 

جاسر: حدديلي ميعاد مع والدك ، بس يا ربت بسرعة يا شاهندا عشان انا لازم ارجع دبي علي طول ، انا واخد اجازة اسبوعين بس عدي منهم اسبوع 

شاهندا: حاضر يا حبيبي

ظل يغمرها ببحور من عشقه الكاذب الي ان غرقت فيه بملئ إرادتها 

اخذها جاسر في سيارته واوصلها الي منزلها 

جاسر مبتسما: هتوحشيني اوي 

شاهندا: وانت كمان 

رفع كف يدها وقبل باطنه بحنان 


جاسر مبتسما: بحبك 

ابتسمت شاهندا بخجل مصطنع ثم تركته ونزلت من السيارة 

اختفت الابتسامة من علي شفتيه ليحل محلها شرارات الغضب 


جاسر: نهايتك قربت اوي يا

تكملة الرواية من هنا 👇👇👇


من هنا



Post a Comment

Previous Post Next Post