رواية أسيرة الشيطان الجزء 1 الفصل الرابع والخامس والسادس بقلم دينا جمال

 


رواية أسيرة الشيطان الجزء 1

الفصل الرابع والخامس والسادس 

بقلم دينا جمال 

الفصل 4


جاسر : انتي مين وبتعملي ايه هنا 


ازدرقت ريقها بتوتر ، لا تعرف لما شعرت بأن الكلام علق داخل جوفها ، وجدت نفسها تلقائيا تعود للخلف الي أن وقفت خلف ظهر حسين 

لتحتمي به من ذلك الرجل المخيف تشعر بأن نظراته الحادة تجردها من ملابسها عطره القوي هذا يشعرها بالاختناق 


جاسر غاضبا: ما تنطقي انتي مين وبتعملي ايه هنا 


حسين سريعا : جاسر باشا ، دي ،دي دي دي رؤي بنتي 


جاسر في نفسه: عادية ، بس أهي حاجة اسلي بيها نفسي اصل الواحد زهق من المومس الي بيشوفهم ، اتسلي بيها علي ما اوقع بنت صبري 


لانت ملامح وجهه ومد يده ليصافحها 

جاسر مبتسما: جاسر مهران 

رؤي : آسفة ما بسلمش 

جاسر غاضبا: ليه يا اختي حد قالك أن أنا جربان 

رؤي : لاء أبدا ، بس الرسول صلى الله عليه وسلم قال " ليطعن أحدكم بمخيط من حديد ، خير له من أن يمس امرأة لا تحل له " 


جاسر في نفسه: اممم ، عاملة فيها ست الشيخة ، حلو 


جاسر بأدب مصطنع: هي حضرتك خريجة ايه 

رؤي : تجارة

جاسر : ومش عايزة تشتغلي 

حسين: لاء يا باشا مش عايزة

جاسر بغيظ : لما أكون بتكلم ما تتحشرش احسنلك 

تلك المرة رفعت رؤي نظرها ، تنظر الي جاسر بغيظ : ما اسمحلكش تكلم والدي بالطريقة دي 


تعالت ضحكات جاسر الساخرة : انتي مين يا بتاعة تاني عشان تسمحيلي و لا ما تسمحليش انتي عارفة أنا مين

رؤي ببرود: طاوس مغرور نافش ريشه 

نظر لها بصدمة: انتي ازاي تتكلمي معايا بالطريقة دي

حسين غاضبا: اسكتي يا رؤي ، أنا آسف يا باشا امسحها فيا 


رؤي : يا بابا أنا

حسين مقاطعا بغضب : اسكتي يا رؤي 

اخفضت رأسها ارضا وهزت رأسها إيجابا: حاضر يا بابا ، عن اذنك 

اتجهت الي باب الغرفة وخرجت فسمعت جاسر ينادي عليها 

جاسر: استني يا بتاعة انتي 

لم تعره انتباها وأكملت طريقها الي باب الشركة ولكنها فجاءة وجدت مقبض حديدي يقبض علي يده 

جاسر غاضبا: أنا مش بكلمك

التفت اليه بأعين حادة غاضبة وبدون سابق إنذار صفعته علي وجهه أمام جميع موظفي الشركة ثم جذبت يدها بعنف من يده


رؤي غاضبة: إياك، تفكر تلمسني تاني 

تركته وخرجت سريعا من الشركة ، بينما وضع جاسر يده على خده وقد اسودت عينيه بغضب أعمي 


صعد إلى مكتبه يلتف حول نفسه كالليث الحبيس 

جاسر غاضبا :ماشي يا رؤي انتي الي جبتيه لنفسك استعدي بقي لجحيم جاسر مهران

دلف على فوجده في هذه الحالة 

علي : مالك يا جاسر في ايه يا ابني انت بتكلم نفسك 

جاسر غاضبا: بقولك ايه يا شيخ علي حل عن سمايا دلوقتي أنا مش طايق حد

علي : طب والاجتماع

جاسر غاضبا: يتنيل يتلغي ، أنا هوريها مين هو جاسر مهران


علي : مين دي 

جاسر غاضبا: واحدة من عينتك عملالي فيها شيخة 

علي : واحدة مين وشيخة ايه ما تفهمني يا جاسر 

فص جاسر لعلي ما حدث 

علي : ودا الي مضايقك اوي ، إنها بتحاول تلتزم وتقرب من ربنا وتحافظ على نفسها

جاسر غاضبا: أنت محسسني انها ملكة جمال أوربا ، دي عادية جدا 

علي : ربنا ما خلقش حد وحش يا جاسر ، بس احنا يا بشر الي حطينا مقاييس للجمال ونسينا أن كلنا خلقة ربنا ، قولي هنبدا الاجتماع أمتي


جاسر: لاء الغي الاجتماع أنا ورايا حاجات اهم

علي: حاجات ايه دي

جاسر مبتسما بخبث: رايح اخطب 

علي غاضبا: لاء يا جاسر حرام عليك كفاية بقي أنت ايه يا اخي شيطان

تعالت ضحكات جاسر الساخرة : دا علي اساس انك لسه عارفني إمبارح

علي: حرام عليك ذنبها ايه تدمرلها حياتها 

جاسر غاضبا: هي الي بدأت لما فكرت ترفع ايدها على جاسر مهران 


ثم تركه وخرج من المكتب ، انتهي دوام العمل في الشركة فعاد حسين سريعا الي منزله 

دخل الي المنزل غاضبا

حسين غاضبا: أنا مش قولت رؤي ما تجيش الشركة

مجيدة : اهدا بس يا حسين رؤي خافت لحسن الي اسمه جاسر دا يضايقك أو يرفدك بسبب الملف عشان كدة راحت تدهولك ما كنتش تعرف انها هتقابل جاسر دا ولا هتشوفه


حسين غاضبا: أهو شافها ، لاء وكمان ضربته بالقلم قدام الشركة كلها ربنا يستر بقي 


مجيدة: إن شاء الله هيستر ، ما تشلش هم أنت ، يلا يا عشان تأكل هتلاقيك علي لحم بطنك 

جلس حسين علي طاولة الطعام الصغيرة معه مجيدة وطمطم

حسين: فين رؤي وعاصم

مجيدة: عاصم لسه في الجامعة ، ورؤي بتقول إنها مش جعانة 

طمطم : بابا رؤي عمالة تعيط وبتقول عمو الي في الي في الشركة خوفها 

قرصتها مجيدة من اذنها برفق : يا سوسه مش أنا قولتلك عيب تنقلي الكلام 

بينما نظر حسين امامه بقلق واردف في نفسه : استر يا رب 


(في منزل علي )

سماح ( والدة علي ) : حمد لله على السلامة يا علي 

ابتسم لها علي وذهب وقبل يدها : الله يسلمك يا أمي


سماح : يلا يا حبيبي ، الغدا جاهز

علي مبتسما: تسلم إيدك يا ست الكل 

ذهب علي مع والدته وجلسا علي طاولة الطعام 

جلس علي شاردا ، يفكر في وفيما يفعل ونتيجة تلك الافعال ، الي إن ربتت والدته علي يده 

سماح : مالك يا حبيبي 

علي: ما فيش حاجة يا أمي ، ما تشغليش بالك

سماح : لاء فيه ، مالك يا حبيبي احكيلي دا أنا أمك 

علي : جاسر يا أمي ، جاسر مش عارف آخرة عميله دي ايه 

بدأ يقص عليها ما اخبره به جاسر عن رؤي واصراره علي الزواج بها 

سماح بأسي: أنا مش عارفة مالوا يا إبني ، اتغير 180 درجة من ساعة الي حصل لنرمين ، هو صحيح لسه مانع اي حد يزورها 


هز علي رأسه إيجابا : المهم قوليلي أعمل ايه ، اتصرف ازاي

سماح بعد تفكير : اتجوزها يا علي 

اتسعت عيني علي بصدمة : اتجوزها ايه يا أمي

سماح : اسمع مني يا علي ، اتجوزها عشان تحميها من جاسر لحد ما يطلعها من دماغه وبعدين ابقي طلقها ، ولو تعرف تتجوز اي واحدة قبل ما جاسر يأذيها عشان تحميها أعمل كدة ، زهق شيطان جاسر لحد ما يسيبه 


علي بعد تفكير: عندك حق يا أمي ، أنا هفضل ورا جاسر لحد ما يزهق ويبطل العادة الزفت دي ، أنا هقوم أغير هدومي بسرعة واروح عند أستاذ حسين 

سماح : ربنا يوفقك يا إبني 


في هذه الأثناء كان جاسر قد انتهي من ارتداء ملابسه المكونة من قميص رمادي وبنطال اسود واحدي ساعاته الثمنية ، ووضع عطره الساحر ، ثم ذهب الي احد محالات الورود واشتري بوكية ورد كبير وبعض الهدايا 

وهو الآن أمام منزل الأستاذ حسين عبد الوهاب 


صعد جاسر سلالم المنزل المتواضعة الي أن وصا الي الشقة المطلوبة ودق الباب 

فاسرعت طمطم الصغيرة لتفتح الباب 

طمطم : أنت مين

جاسر مبتسما: بابا موجود 

طمطم : ايوة ، أنت مين

جاسر مبتسما: طب ممكن تروحي تناديه وأنا هقوله أنا مين 

طمطم بصوت مرتفع : بابا في واحد طويل واقف ومش عارف اسمه 

خرج حسين علي صوت طمطم ، فشحب لونه من الخوف عندما وجد جاسر يقف يضحك مع ابنته الصغيرة 

حسين بقلق: جاسر باشا خير يا افندم في ايه

جاسر مبتسما بود مصطنع : ايه يا عم حسين مش هتخليني ادخل ولا ايه ، علي فكرة بنتك دمها زي العسل


حسين بقلق: اتفضل يا جاسر بيه ، اتفضل 

كانت رؤي انتهي لتوها من صلاة العشاء عندما سمعت والدها يرحب بجاسر فارتجف جسدها بخوف 


رؤي: يا رب ، ما يكونش جاي عشان الي في بالي 


في الخارج 

جلس جاسر علي أحد الكراسي في الصالة الصغيرة واضعا قدما فوق اخري

حسين بتوتر : خير يا جاسر باشا 

جاسر مبتسما: كل خير إن شاء الله ، بص يا أستاذ حسين أنا راجل دغري ودخلت البيت نن بابه وطالب منك ايد بنتك رؤي

رواية أسيرة الشيطان الجزء 1


الفصل 5


جاسر مبتسما: كل خير إن شاء الله ، بص يا أستاذ حسين أنا راجل ضهري ودخلت البيت نن بابه وطالب منك ايد بنتك رؤي 

حسين ساخرا : ويا تري بقي عايز تكتب الكتاب بكرة او بعده بالكثير ، ومش محتاج جهاز أنت عايزها بشنطة هدومها ويا حرام مش هتعرف تعمل فرح عشان عمتك الله يرحمها ميته بقالها 10 ايام مش كدة 


جاسر ضاحكا: واضح كدة أن إسماعيل ما اعرفش يمسك لسانه 

حسين: واكيد حضرتك دلوقتي عرفت ردي علي عرضك الكريم ايه 


تجاهل جاسر كلامه وأكمل : حيث بقي أن كل الاوراق بقت مكشوفة ، تحب أجيب المأذون أمتي 

حسين: مأذون ايه ، أنت فاكر ان أنا هسمحلك تدمر حياة بنتي 

جاسر ساخرا: هايل يا فنان ، تراني اتأثرت لحظة أبكي ، ما قولتليش بردوا ما جبتليش المأذون أمتي 

حسين غاضبا: هو أنت ما بتفهش ما فيش مأذون ، وما فيش جواز

جاسر ببرود: تؤتؤتؤ ، بتغلط في جوز بنتك يا حمايا لاء كدة أزعل وأنا زعلي وحش


حسين بحدة : أعلي ما في حيلك اركبه ، وأن كان علي الوظيفة الله الغني 


جاسر : ومين بس جاب سيرة الوظيفة ، واضح أنك فهمتني غلط ، أنا قصدي مثلا ، مثلا وابنك عاصم بيعدي الشارع فجاءة سواق متهور يخبطه ويجري ، ولا يا حرام طمطم الصغيرة واحد ابن حرام يخطفها ويقتلها تؤتؤتؤ ، الدنيا دي بقت وحشة اوي يا أستاذ ، يعني انت عارف ممكن الباب يخبط تروح السن مجيدة بحسن نية تفتح الباب فكراك راجع من الشغل يهجم عليها حراميه يضربوها ويخطفوا رؤي ويحرقوا الشقة ، وفي كل الحالات هتجوز رؤي 


اشتعلت عيني رؤي بغضب من تهديداته فخرجت تصرخ فيه بغضب : حرام عليك أنت عايز مننا ايه سبنا في حالنا ، أنا مستحيل اتجوزك فاهم ، لو فكرت تاذي عيلتي هقتلك يا جاسر 


جاسر ببرود: تؤتؤتؤ ، دي طريقة تكلمي بيها جوزك ، لسانك طويل يا حلوة ، بس مش مهم أنا هقصهولك 


رؤي غاضبة: أنت ايه يا أخي ما بتفهمش ، مش هتجوزك علي جثتي اني اتجوز واحد زيك 


جاسر ببرود : للأسف ما عندكيش حلول تانية 


رؤي : حتي لو كان الحل الوحيدي هو موتي يا جاسر مش هتجوزك 


جاسر : خدي بالك انك بتضحي بماما وبابا وطمطم الصغيرة وب.... ، تطلع الي جسدها بنظرات جريئة شهوانية وأكمل بوقاحة ، علي فكرة أنا ممكن اخلي انتي وابوكي تيجوا تبوسوا رجلي عشان ارضي اتجوزتك بس أنا مؤدب علي الحركات دي ، قدامك يومين عايز اسمع كلمة موافقة بمزاجك بدل ما اخليها غصب عنك ، سلام يا زوجتي المستقبلية 


تركهم ورحل بهدوء ، فهوت رؤي علي الاريكة تبكي في حضن والدتها ، أما حسين فكان في عالم آخر كره فقره وضعفه ، لكونه عاجزا عن حماية ابنته 

دقائق مرت كساعات قبل أن يسمعوا جرس الباب يصدح مرة أخري ، ذهب حسين ليفتح فوجد تلك المرة ( علي ) صديق جاسر


حسين ساخرا: خير يا أستاذ علي عايز تتجوز رؤي أنت كمان 

علي باستغراب : افندم 

حسين: اتفضل يا علي بيه نورت 

دخل علي ينظر أرضا بأدب ، جلس علي نفس الكرسي الذي كان يجلس عليه جاسر 


حسين: خير يا علي بيه

علي: أنا عارف أن جاسر كان عند حضرتك من شوية وطلب ايد بنت حضرتك ، أنا برجوك ما توافقش 

حسين: أنا فعلا ما وافقتش ، ثم بدأ يقص عليه ما حدث منذ قدوم جاسر اليه 

علي: أنا عندي حل للمشكلة دي

حسين بلهفة : الحقني بيه يا إبني أبوس ايدك 

علي: احم ، اتجوز بنت حضرتك 

حسين بحدة : هو دا الحل بتنقلها بينك انت وصاحبك 

علي بهدوء : استاذ حسين اهدي وافهمني ، أنا مش هتجوز رؤي بجد ، كل الحكاية أن انا بس هكتب كتابي عليها وهتفضل عايشة معاكوا عادي ، بس الفرق بقي ساعتها انها هتبقي مراتي وانا الي هقف لجاسر لحد ما يشليها من دماغه ، ساعتها هطلقها ويا دار ما دخلك شر ، قولت ايه يا استاذ حسين 


رؤي : أنا موافقة 

علي : حيث بقي كدة بقي ، بكرة هجيب المأذون ونكتب الكتاب ، أنا عايز حضرتك تثق فيا أنا بعمل كدة عشانكوا 

حسين: مش عارف اقولك ايه يا إبني ربنا يخليك ويبارك فيك 

ابتسم علي له وتركه وخرج من منزله واستقل سيارته عائدا الي منزله كان كل شئ علي ما يرام الي أن رن هاتفه برقم جاسر 

علي : السلام عليكم

جاسر بلهفة : وعليكم من السلام، علي عايزك تجيلي دلوقتي حالا ، في مصيبة في أوراق الصفقة 

علي بقلق: مصيبة ايه يا جاسر

جاسر سريعا: لما تيجي يا علي ، بسرعة ما تتأخرش 

علي سريعا: حاضر ، حاضر مسافة السكة وابقي عندك 

اغلق جاسر الخط لتتسع ابتسامته الخبيثة ويزداد بريق الشر توهجا في عينيه 

بعد مرور عشر دقائق وصل علي الي منزل جاسر

علي سريعا: خير يا جاسر ايه المصيبة الي في ورق الصفقة

جاسر بهدوء : اقعد يا علي خد نفسك واهدا 

علي بضيق: أنت يا إبني مجنون تكلمني من شوية وأنت بتصرخ وبسرعة يا علي ومصيبة يا علي ودلوقتي اقعد واهدا 


جاسر ببرود : أنا ممكن أبقي مجنون بس مش خاين يا صاحبي

علي بحدة: خاين أنا خاين ، وخونتك أمتي بقي وأنا ما اعرفش


جاسر بهدوء وهو يعبث بهاتفه : اسمع يا صاحب عمري 


شغل جاسر التسجيل الصوتي الذي سجله جهاز التسجيل الذي زرعه في ذلك الكرسي الذي كان جالسا عليه قبل ان يرحل من بيت حسين 


شحب وجه علي من الصدمة 

جاسر ببرود: ها يا صاحبي ايه رأيك في الي سمعته بس تصدق خطه حلوة تتجوزها أنت عشان ما اعرفش اتجوزها أنا ، ما هو ما ينفعش واحدة تتجوز اتنين ، ليه يا صاحبي


علي: عشان ما تأذيهاش يا جاسر ، وهعمل كدة مع كل واحدة تفكر تأذيها 


جاسر : أنت فاكر أن أنا هسيبك تتجوزها 

علي بتصميم : هتجوزها يا جاسر بكرة هجيب المأذون ، وهكتب عليها 


جاسر ضاحكا: دا في حالة انك خرجت من هنا سليم يا صاحبي 

علي بصدمة: تقصد ايه يا صاحبي 

ذهب جاسر ناحية علي بثبات ، ظل ينظر له ببرود وفجاءة سقط علي أرضا من لكمة قوية سددها جاسر له ، اظلمت عيني جاسر بغضب ، بدأ جاسر يفرغ شحنه غصبه فيه الي أن فقد علي الوعي من شدة الضرب 


جثي جاسر علي ركبتيه بجانب علي 

جاسر: أنا آسف يا صاحبي ، آسف 


اخذ جاسر علي في سيارته وذهب به الي احدي المستشفيات الكبري وخصص له طاقم طبي كامل لمعالجته

ذهب ناحية احد الأطباء واطبق بيده علي عنقه : لو حصله حاجة هطلع روحك في ايدي 


هز الطبيب رأسه إيجابا سريعا بخوف 

دخل جاسر الي غرفة علي بالمستشفي ، وجلس بجانب فراشه 

جاسر: أنا آسف يا صاحبي 

اشاح علي بوجهه بعيدا 

جاسر: أنا عارف أنك زعلان مني ، معلش كلها يومين وهترجع زي الاول وأحسن ، اعتبرها اجازة مفتوحة لحد ما تخف خالص ، ما تزعلش مني يا صاحبي 


قام جاسر وغادر المستشفي ، عائدا الي منزله ، بعدما وضع حراسه مشددة علي باب غرفة علي 


في منزل حسين

دخل عاصم فوجد رؤي تبكي في حضن والدتها ، وطمطم الصغيرة تجلس على الاريكة تضم ركبتيها لصدرها ، اما حسين فجالس علي احد الكراسي يحملق في الفراغ بقلق 

عصام: سلام عليكم ، مالكوا يا جماعة في ايه 


طمطم: عمو الشرير هيتجوز رؤي ويقتل ماما وطمطم وبابا وعاصم 


عاصم: ايه الكلام الغريب الي طمطم بتقوله دا ، مالك يا رؤي بتعيطي ليه 

ذهب وجلس بجانبها واخرج من حضن والدتها 

رؤي باكية: احميني منه يا عاصم 

قالت تلك الكلمات من بين شهقاتها ورمت نفسها في حضن عاصم 

عاصم : في ايه يا رؤي بتعيطي ليه يا حبيبتي ، أنت زعقتلها تاني يا بابا 


صرخ بحدة عندما لم يجد رد من الجميع : ما تفهموني في ايه 


حسين: صاحب الشركة عايز يتجوز رؤي 


عاصم : طب فين المشكلة مش فاهم ، لو موافقة عليه اهلا وسهلا يتفضل ونتكلم ولو مش موافقة يبقي مع ألف سلامة 


قص عليه حسين ما حصل وبالطبع لم يخبره بالجزء الخاص بتهاني


عاصم بحدة : يا سلام عشان نحميها من واحد نجوزها للتاني ، لاء يا ولدي أنا اعرف أحمي اختي كويس

حسين بضعف : واحنا في ايدنا ايه بس يا إبني نعمله غير كدة

عاصم : في ايدنا كتير ، أقل حاجة نبلغ البوليس 


حسين: جاسر اقوي مما تتخيل 

عاصم غاضبا: يعني خلاص دا الحل الوحيد


حسين: أنا واثق في الباشمهندس علي ، دا راجل محترم ويعرف ربنا ، وبعدين دا هيبقي بس كتب كتاب وهتفضل معانا هنا 


عاصم : أما نشوف ، ربت على شعر اخته برفق وأكمل بحنان ، رورو ما تخافيش يا حبيبتي مش هسمح لأي حد أنه ياذيكي ، يلا قومي نامي وما تخافيش


ابتعدت عن صدره ومسحت دموعها بطرف كمها كالاطفال : بجد يا عاصم

عاصم بحنان: بجد يا حبيبتي ، يلا بقي قومي نامي

رؤي : شيلني زي طمطم 

عاصم ضاحكا: حاضر يا طفلة 

حملها عاصم بين ذراعيه وذهب الي غرفتها فوضعها علي فراشها ودثرها بالغطاء ، قبل جبينها بحنان أبوي 

عاصم مبتسما بحنان: ما تخافيش يا رؤي 

رؤي : حاضر 


تركها وذهب الي غرفته يفكر ، علي الرغم من أنه يرفض حل زواجها من علي ، ولكنه يراه الأمثل في مثل هذه الازمة 


في اليوم التالي في المستشفى

سماح : حمد لله على السلامة يا ابني كدة تقلقني عليك ، لولا جاسر الله يستره اتصل بيا وقالي أنك عملت حادثة بالعربية وأنه نقلك علي المستشفي هنا 


ابتسم علي ساخرا علي تلك الكذبة : الله يسلمك يا أمي 


دق باب الغرفة ، فدخلت فتاة في أوائل العشرينات ترتدي جيب سوداء واسعة وقنيص بني طويل ترتدي عليهم بالطو التمريض الابيض وحجاب أبيض 

الممرضة : السلام عليكم 

سماح / علي : عليكم السلام 

الممرضة: ميعاد الدوا بتاع الاستاذ

سماح بود ؛ اتفضلي يا بنتي 

دخلت الممرضة وأعطت الدواء لعلي ، وعيني سماح تراقبها الي ان انتهت 

الممرضة : بالشفا 

علي: متشكر 

خرجت الممرضة سريعا من الغرفة

سماح : شوفت البنت دي 

علي: من أمتي وأنا ببص لبنات يا أمي 

سماح : مش قصدي ، أصلها يعني شكلها مؤدبة ، ما شوفتهاش وهي بتديك الدوا ، كانت بصة في الأرض 

علي: أمي ، أنا هنا عشان اتعالج مش عشان أخطب 

سماح: طب والله خسارة اسمع مني بس 

علي: انتي ناسية ان انا هكتب كتابي النهاردة


سماح: هتروح ازاي يا إبني وأنت مش قادر تقف علي رجليك 

علي: لازم اروح يا أمي ، ما ينفعش ما اروحش أنا اديت كلمة للأستاذ حسين 


سماح : طب أجلها يا إبني شوية 

علي: لو أنا أجلت جاسر مش هيأجل ، مش هيرحمها وخصوصا أنها ضربته بالقلم 


سماح: صحيح ، أنت تعرف أن في حراسه كتير أوي برة 


قطب علي حاجبيه بدهشة : حراسه 

حاول القيام ولكنه لم يستطع من التعب : ساعديني يا أمي 

ذهبت سماح ناحيته وامسكت يده الي أن قام من علي الفراش متجها الي باب الغرفة 

فتح الباب فوجد سبعة رجال ضخام الجثة يقفون امام الغرفة وفي طرقة المستشفي 

تحدث أحدهم: علي باشا ، ايه الي قومك يا باشا سيادتك لسه تعبان 

علي: مالكش دعوة ، اوعي خليني اخرج

رد الرجل : احنا آسفين يا باشا ، أوامر جاسر باشا ان حضرتك ما تخرجش من الأوضة ولا حد يدخلك غير والدة سيادتك والدكتور وممرضة واحدة 

علي غاضبا: ليه محبوس أنا

رد الرجل : أنا آسف يا باشا، أنا عبد المأمور ، دي أوامر جاسر باشا 


دخل علي الي الغرفة غاضبا وصفع الباب مرة بعنف

علي غاضبا: مش عايزيني أخرج عشان ما اتجوزهاش ، زي ما عمل فيا كدة بردوا عشان ما اتجوزهاش 

اتسعت عيني سماح بذعر : هو الي عمل فيك كدة 

علي: جاسر خلاص اتجنن ، كان بيضربني بغل وكان عمال يقول هقتلك يا صبري هاخد حق اهلي منك ، جاسر خلاص الانتقام عمي قلبه


سماح: طب والعمل 

علي: العمل ، عمل ربنا الحاجة الوحيدة الي انا واثق منها أن المسكينة دي هتشوف اسوء أيام في حياتها 


في شقة حسين 

كان التوتر هو المسيطر على الجميع ، لم يذهب حسين إلي عمله وكذلك عاصم لم يذهب الي جامعته حتي طمطم الصغيرة لم تذهب الي مدرستها ، اما رؤي فكانت شاردة في عالم آخر ما زالت تتذكر ذلك الحلم الذي حلمته بالأمس 

رأت نفسها تقف علي حرف بركة سوداء من الوحل ، تري أمامها جاسر وهو يغرق في تلك البركة ويصرخ : رؤي ، رؤي ارجوك ساعديني ، ساعديني يا رؤي اخرج من الي أنا فيه 


استيقظت من ذلك الحلم الغريب علي أذان الفجر ، استغفرت الله عدة مرات ثم قامت وتوضاءت وأدت صلاة الفجر 


مرت الساعات ثقيلة بطيئة تحرق إعصابهم من الخوف والقلق ، إلي أن أتت الساعة السابعة مساء ، الموعد المتفق عليه مع علي ، ولم يأتي 

مر ساعة ، اثنين ، ثلاثة 

وحسين يحاول الاتصال بعلي عدة مرات دون مجيب 


تململ جاسر في نومه بضيق بسبب ذلك الصوت المزعج المتكرر ، نهض في جلسته يتأفف بضيق من ذلك الصوت المزعج نظر حوله فوجد الصوت آتي من هاتف علي 

نظر الي إسم المتصل فوجد إسم حسين يضئ الشاشة 


ابتسم بسخرية وامسك الهاتف واغلقه ، ثم أمسك هاتفه يسمتع الي ما يحدث في بيت حسين 


مجيدة : ها يا حسين لسه ما بيردش

حسين : موبيله اتقفل

مجيدة بقلق : طب هنعمل ايه دلوقتي

حسين: هنسافر

رواية أسيرة الشيطان الجزء 1


الفصل 6


حسين: هنسافر 

مجيدة بصدمة: هنسافر فين

حسين : بيت أبويا في قنا

رؤي : ما ينفعش يا بابا ، هنعمل ايه في كلية عاصم ومدرسة فاطمة ، دا عاصم عنده امتحان بكرة

حسين: مش مهم ، مش مهم اي حاجة ، أهم حاجة اني ابعدك عنه ، يلا بسرعة اجهزوا عايزين قبل ما النهار يطلع نكون سبنا المكان بسرعة 


انتفض جاسر من مكانه عندما سمعهم يخططون للسفر ، بدأ يرتدي ملابسه سريعا ثم أخذ مفاتيحه وهاتفه وأسرع يركب سيارته وانطلق الي منزل حسين 


في منزل حسين 

حسين بصوت عالي: يلا يا جماعة خلصوا 

خرجت رؤي من غرفتها ترتدي ملحفتها السوداء ، وتمسك في يدها حقيبة سفر صغيرة 


رؤي : أنا خلصت يا بابا 

حسين: طب تعالي نستناهم تحت علي ما يخلصوا عشان نمشي علي طول 

هزت رأسها إيجابا تقدمت ناحية باب المنزل لتفتحه ، فاتسعت عينيها بفزع ، تجمدت مكانها من شدة الرعب وسقطت حقيبتها من يدها 


حسين: مالك يا رؤي واقفة متنحة كدة ليه 

ظلت علي وقفتها تلك تنظر امامها برعب ، نظر حسين الي حيث تنظر لتصيبه نفس الحالة عندما وجد جاسر يقف امامه مستندا بكتفه علي حافة الباب يعقد ذراعيه أمام صدره ينظر لهما ببرود مرعب 


جاسر ساخرا: علي فين العزم يا حمايا 

شعر حسين أنه قد فقد النطق من الصدمة ، أما رؤي فردت بتلعثم : عن...عند عممم...متي عشان عيانة

حسين سريعا: اه ، آه ، هنروح نزور عمتها 

ابتسم جاسر بسخرية علي تلك العائلة الساذجة 


جاسر ساخرا : تؤتؤتؤ ، بتكذبي يا شيخة رؤي انتي مش عارفة أن الكذب حرام


ضيقت عينيها بحدة : علي فكرة أنا مش بكذب 

جاسر ساخرا: بجد ، طب اسمعي كدة


شغل جاسر تسجيل الصوت الذي سجله جهاز التصنت هلي هاتفه ، شحب وجه رؤي ، فرت الدماء من جسدها من شدة خوفها ، نظرت الي والدها لتجد حالته مشابهه لحالتها 


جاسر ساخرا: ايه مالكوا اتخضيتوا كدة لما سمعتوا صوتكوا 


رؤي بصدمة : اااا .... أنت بتتتجسس علينا 

تجاوزهم جاسر ودخل الي المنزل بهدوء جلس علي احد الكراسي واضعا قدما فوق أخري بغروره المعتاد


التفت رؤي تنظر له بحدة : أنت ازاي تسمح لنفسك تعمل حاجة زي دي 


جاسر ببرود : أنا أعمل الي انا عايزة ، ها يا حلوة فكرتي ولا لسه 


رؤي غاضبة: لاء عارف يعني ايه لاء

جاسر ببرود: عارف ، بس في قاموس جاسر مهران ما فيش وجود لكلمة لاء ، لاه بمزاجك يا اماااا هزعل منك وأنا زعلي وحش أوي 


خرج عاصم غاضبا عندما سمع صوت رؤي وهي تتعارك مع احد ، ما أن رأي جاسر حتي امسكه من ملابسه ليقف امامه وسدد له لكمة قوية 


عاصم غاضبا : قسما بربي لهقتلك لو فكرت تأذي أختي


جاسر ضاحكا بسخرية : بتهددني يا نسيبي العزيز ، تعرف لولا رؤي كنت قطعت ايدك بس يلا المسامح كريم وعلي رأي كريم عبد العزيز ، وأنا بقي مش كريم 

ختم جاسر كلامه بلكمة قوية أوقعت عاصم ارضا تحت قدمي رؤي ، هبطت رؤي سريعا بجانب عاصم

رؤي بلهفة : عاصم ، عاصم أنت كويس ، ثم صاحت في وجه جاسر ، حرام عليك يا اخي ، أنت ايه شيطان 


جاسر غاضبا: ما تخلنيش اوريكي شيطان جاسر مهران عامل ايه ، اتقي شري يا حلوة واسمعي الكلام 


جاسر باشا 

نظر الجميع الي مصدر الصوت فوجدوا رجل 

متوسط الطول في نهاية الثلاثينات تقريبا ، ذو شعر خفيف ومظهر قاسي حاد

فتحي : الرجالة وصلوا يا باشا 

جاسر : كويس ، اثنين يوقفوا على باب الشقة واتنين علي العمارة من تحت ومهما حصل ما تخرجش من باب الشقة ، ثم نظر ناحية عاصم نظرات غامضة وما تنساش الي قولتلك عليه 


فتحي : طبعا يا باشا ، أنت تؤمر 

اتجه جاسر ناحية باب المنزل وقبل أن يخرج منه التفت الي حسين وهتف بسخرية : صحيح ما تزعلش من علي يا أستاذ ، اصله عمل حادثة وهو دلوقتي في المستشفى 


رؤي غاضبة: كدة صح ، أستاذ علي بني محترم ، كان لازم نعرف أن الموضوع فيه شيطان زيك 


جاسر ضاحكا: ماشي يا ستي مقبولة منك ، أنا هاجي النهاردة بليل ومعايا المأذون ، وبالمرة اطمن على عاصم سلام 


خرج جاسر بعد ما فجر قنابل الخوف والقلق داخل نفوسهم 


بعد خروج جاسر مباشرة صدح أذان الفجر في الجامع القريب من منزل حسين 

عاصم: ما تخافيش يا رؤي ، ما تخافيش يا حبيبتي ما فيش مأذون هيرضي يكتب الكتاب طالما العروسة ووكيلها مش موافقين 


دب بعض الأمل في أورده رؤي فهتفت بحماس : بجد ، بجد يا عاصم 


عاصم: بجد يا حبيبتي ، ما تخافيش أنا هروح اصلي الفحر واطلع علي الامتحان مش عايزك تخافي هخلص واجي علي طول ، بابا أنت هتروح الشغل 


حسين: لاء يا ابني 

عاصم : تمام ، أنا هخلص واجي علي طول بإذن الله 

قام عاصم الي غرفته وبدل ملابسه وتؤضاء ونزل الي الجامع القريب ليؤدي صلاة الفجر ثم يذهب الي امتحانه 


اما رؤي فذهبت وتؤضاءت وأدت صلاة الفجر ، كانت تبكي طوال صلاته تدعو الله أن يبعد عنها هذا البلاء وينجيها منه ، بعد أن انتهت ، سقطت في النوم من التعب والخوف لتري نفس الحلم مرة اخري ، ما زال يصرخ ويستنجد بها وهي تقف تشاهده ولكن تلك المرو وجدت نفسها تمد يدها ناحيته


في جامعة عاصم ، انتهي عاصم من أداء الامتحان وخرج ليستقل الحافلة للعودة للمنزل ولكن وبينما هو يعبر الطريق ، اتسعت ابتسامة السائق الخبيثة ضغط علي دواسة البنزين بعنف فانطلق السيارة تشق الغبار بسرعة رهيبة ، الي أن وصلت لهدفها المطلوب وارتطمت بجسد هذا الشاب ثم فرت مسرعة 


تجمع المارة حول الشاب الملقي علي الارض غارقا في دمائه واخذوه الي أقرب مستشفي 


في منزل حسين 


رن هاتف برقم عاصم 

حسين: السلام عليكم ، ها يا عاصم عملت ايه

المتصل : وعليكم السلام ، حضرتك والد الشاب صاحب الموبايل دا 

حسين بقلق: آه ، فين عاصم 

المتصل : أنا آسف يا افندم ابن حضرتك عمل حادثة وهو دلوقتي في مستشفى .......

صاح حسين بذعر : عاااصم 


خرجت مجيدة ورؤي علي صوته

مجيدة بقلق: في ايه يا حسين ، ماله عاصم 

حسين بضياع: عاصم ، عاصم عمل حادثة وهو دلوقتي في المستشفى 

صرخت رؤي بفزع ، بينما لطمت مجيدة بيدها علي صدرها 

رؤي باكية: أنا السبب ، أنا السبب 

مجيدة باكية : أنا عايزة ابني هاتلي إبني 

ذهب حسين سريعا ليبدل ملابسه وكذلك رؤي ومجيدة 

فتح حسين الباب وخرج من الشقة ومن خلفه مجيده ولكن عندما حاولت رؤي الخروج سد الحارسين عليها الطريق 

رد احدهم:ممنوع يا افندم ، أوامر جاسر باشا انك ما تخرجيش من البيت


رؤي غاضبة : اوعي مالكش دعوة أنا هخرج يعني هخرج

رد الحارس مرة اخري: ارجوكي يا هانم ادخلي جوة ما تخليناش نستخدم معاكي القوة 

حسين: خليكي مع رؤي يا مجيدة 

مجيدة باكية: أنا عايزة اشوف ابني

حسين غاضبا: هطمنك عليه بس ما ينفعش نسيب رؤي لوحدها 

هزت مجيدة رأسها إيجابا وعادت الي الشقة مرة اخري ورؤي تصرخ وهي تدعي على جاسر 

رؤي باكية: منك لله يا جاسر ، حسبي الله ونعم الوكيل فيك ، يا رب خليك مع عاصم واشفيه يا رب ، يا رب


ربتت مجيدة علي كتفها برفق 

مجيدة باكية: هيبقي كويس يا رؤي ، هيبقي كويس ، قلبي حاسس بكدة ، روحي يا بنتي صلي وادعيله 

هزت رأسها إيجابا سريعا ودخلت الي حجرتها ووقفت تصلي وهي تبكي ، وتدعو في كل سجدة الي اخيها 


في تلك المستشفي 

دخل حسين مهرولا الي المستشفي وذهب ناحية مكتب الاستقبال 

حسين سريعا: والنبي يا إبني ، في شاب جه من شوية في حادثة عربية 

العامل : ايوة يا افندم ، في اوضة ......

حسين: شكرا

هرول حسين يسأل عن الغرفة الي أن وجدها فوجد عاصم راقدا علي فراش المستشفى الأبيض الصغير حول رأسه شاش ابيض وقدمه اليمني موضوعة في جبيرة كبيرة 

حسين بلهفة: عاصم أنت كويس يا إبني ايه الي حصل 

عاصم بابتسامة شاحبة: أنا كويس يا بابا ، الحمد لله 

حسين بعتاب : مش تاخد بالك يا إبني

عاصم : الحادثة دي مقصودة العربية قاصدة تخبطني 

اتسعت عيني حسين بذعر : أنت بتقول ايه 

عاصم : بقولك الحقيقة أنا لمحت الراجل الي كان سايق كان نفس الراجل الي كان مع الي اسمه جاسر دا الصبح 

ما كاد عاصم ينهي جملته حتي وجودوا باب الغرفة يفتح ويدخل منه فتحي وهو يحمل بوكية ورد كبير

فتحي مبتسما بشماتة : حمد لله على سلامتك يا عاصم بيه ، مش تبقي تاخد بالك ، علي العموم دي هدية من جاسر باشا ، بيقولك دي قرصة ودن صغيرة عشان ما تقفش في طريقه تاني ، وبيقولك أن اللعب مع الكبار اخرة الحرق بالنار 


ثم تركهم وخرج بهدوء 

عاصم : صدقتني يا بابا 

حسين: احنا ما ينفعش نسيب رؤي ومجيدة لوحدهم 

عاصم : دا الي كنت لسه هقوله لحضرتك ، لازم نرجع البيت بسرعة 

هز حسين رأسه إيجابا وذهب سريعا وانهي حساب المستشفى وساعده بعض الممرضين الي ان وضعوه في سيارة أجري 


في منزل حسين 

انتهت رؤي من صلاتها وجلست علي الارض تدعي ، فوجدت هاتفها يرن برقم غريب ، ظنت انه والدها ويتصل بهم من المستشفى ، التقطت الهاتف بلهفة وفتحت الخط

رؤي : السلام عليكم

جاسر ساخرا: وعليكم السلام يا زوجتي العزيزة

رؤي بفزع: ج..ججاسر 

ارتجف جسدها عندما سمعت صوته فهو جلادها الذي يسعي بكل الطرق الي أسرها وتمزيق نقاء روحها 


جاسر ساخرا: كنت واثق انك هتعرفي صوتي

رؤي برجاء : أنت عايز مني ايه ارجوك سبني في حالي

جاسر؛ بتحلمي يا حلوة ، هدفعك تمت القلم الي ضربتهولي غالي اوي


رؤي : أنا مستعدة اقف الشركة كلها وتردلي القلم ، بس أرجوك أبعد عني وعن اهلي


جاسر: هو عرض حلو ، بس أنا بصراحة فاضي وزهقان ومحتاج حاجة تسليني ، ومش لاقي قدامي غيرك


رؤي باكية: أنت مش طبيعي 

جاسر ضاحكا: انتي لسه شوفتي حاجه ، دا أنا هوريكي جهنم علي الارض ، بصي بقي يا حلوة لما أجي النهاردة أنا والماذون لازم تقولي موافقة ، والا الدور الجاي هيبقي علي ماما ، لالا طمطم ، لالا بابا ، فكري كويس سلام يا حلوة 


اغلق الخط في وجهها بينما سقط الهاتف من يدها ، ظلت تبكي وتجهش في البكاء 

رؤي باكية: يا رب يا رب أنا ماليش غيرك احميني منه يا رب 


تذكرت الأحلام التي حلمتها به فطرقت في رأسها فكرة غريبة ، مسحت دموعها سريعا والتقطت هاتفها بأصابع مرتجفة تتصل بآخر رقم اتصل بها 

جاسر ساخرا: لحقت اوحشك

رؤي بثبات مصطنع : أنا موافقة اتجوزك

جاسر: هايل كنت واثق انك عاقلة وعارفة مصلحتك كويس 

رؤي: بس عندي طلبين

تكملة الرواية من هنا 👇👇👇


من هنا




Enregistrer un commentaire

Plus récente Plus ancienne