رواية أسيرة الشيطان الجزء 1 الفصل السادس عشر حتي السابع عشر بقلم دينا جمال

 


رواية أسيرة الشيطان الجزء 1

الفصل السادس عشر حتي الفصل العشرون

بقلم دينا جمال 

الفصل 16


جاسر مبتسما بخبث: يعني جهزي نفسك واستعدي كويس دخلتنا اخر الاسبوع 


شعرت بأن دلو من الماء البارد سكب فوق رأسها ، اسبلت عينيها تحاول ان تفهم تلك الكلمات التي خرجت من فمه توا ، وفجأة صاحت غاضبة 

رؤي غاضبة: لاء طبعا مستحيل، احنا بينا اتفاق 

جاسر مبتسما بسخرية: لغيته 

رؤي غاضبة: يعني ايه لغيته هو لعب عيال 

جاسر ساخرا: آه لعب عيال 

رؤي: بس انا مش موافقة

جاسر ببرود مستفز: ما طلبتش موافقتك ، انا بقولك عشان تبقي عارفة 

رؤي غاضبة: علي جثتي مش هيحصل

جاسر بهدوء: هيحصل يا رؤي ، وقصري في الكلام بدل ما اخليه يحصل دلوقتي 

رؤي غاضبة: أنت عمرك ما هتتغير هتفضل طول عمرك شيطان 

القت ما القت ثم تركته ودخلت غرفتها وصفعت الباب بغضب 

تلك الجملة عصفت بكياته ظلت تتردد في اذنه بسرعة كبيرة ( هتفضل طول عمرك شيطان هتفضل طول عمرك شيطان هتفضل طول عمرك شيطان هتفضل طول عمرك شيطان هتفضل طول عمرك شيطان هتفضل طول عمرك شيطان هتفضل طول عمرك شيطان هتفضل طول عمرك شيطان ) 

وضع كلتا يديه علي اذنه وظل يصرخ : بس بس كفاية 

اظلمت عينيه بغضب ثم حدث نفسه بغضب حارق: ماشي يا رؤي من بكرة هيرجع شيطان جاسر مهران تاني 

ثم دخل غرفته وصفع بابها بغضب يشعر بالنيران تضرم في جسده ، خلع ملابسه ووقف تحت الدش تتساقط عليه المياة الباردة ، لعلها تطفئ النيران المشتعلة فيه ، انهي حمامه و ارتدي بنطال رمادي قطني وظل عاري الصدر ، وفتح نافذه غرفته علي مصرعيها وعلي رغم من بروده الهواء هذه الليلة ، الا انه شعر ان الجو حار وخانق ، ظل علي هذه الحالة حتي غلبه النعاس 

في غرفة رؤي 

جلست علي الفراش تضم ركبتيها لصدرها تنساب دموعها بغزارة من عينيها ، كانت تأمل أن تحرر جاسر من شيطان ذنوبه ولكنه انتصر عليها في النهاية ، وها هو جاسر حدد ميعاد تنفيذ حكم اعدامها ، مر امام عينيها مشاهد متتالية لما فعله جاسر بشاهندا ، فازداد بكائها أكتر 


في تلك الغرفة ، بدأت تلك الفتاة تحاول تحريك جفنيها بصعوبة فبدأت تتأوه من الألم اخيرا وبصعوبة استطاعت أن تطل بزرقتيها علي الدنيا من جديد ، دققت النظر في معالم الغرفة حولها فوجدت نفسها في مكان غريب لم تراه من قبل سرير من اعمدة الشمعدان القديمة ودولاب صغير انتصفت علي الفراش بصعوبة فرأت المحلول الوريدي المعلق بيدها 

نزعته من يدها وقامت من علي الفراش بخطي مترنحة 

ذهبت ناحية الباب وفتحته فوجدت سلم خشبي ، نظرت حولها بريبة ، آخر ما تذكرته أنها اغشي عليها في منزل ذلك الوحش الذي استغلها وخدعها بحبه الزائف ولكن أين هي الآن ، نزلت سلالم المنزل بسرعة رغم تعبها تنظر حولها بخوف اقتربت من الباب لتفتحه فسمعت صوت قادم من خلفها 

سعدية: واااه راحة السعادي يا أجندة يا بتي 

اتسعت عينيها بصدمة التفت خلفها فوجدت سيدة ترتدي ملابس فلاحي تشبه التي تراهم في المسلسلات العربية القديمة 

شاهندا بخوف : انتي مين وأنا بعمل ايه هنا 

سعدية بود : أنا خالتك سعدية يا أجندة يا بتي

شاهندا بضيق: اسمي شاهندا مش أجندة ، مين الي جابني هنا


أنا 

نظرت لمصدر الصوت فوجدت رجل يبدو في منتصف الثلاثينات يرتدي جلباب فلاحي 

شاهندا غاضبة: أنت مين وازاي تجبني مكان زي دا

فتحي بهدوء: دي أوامر جاسر باشا

انتفض جسدها بفزع عندما سمعت اسمه 

شاهندا بذعر : جججاااسر ، هههو هنا 

فتحي : ما تخافيش جاسر باشا أنك هنا ، هو طلب مني اني اخبيكي في مكان امين ، ما يعرفش حتي المكان دا فين

شاهندا باكية: ارجوك رجعني لبابي ، ما ترجعنيش ليه عشان خاطري

فتحي: ما اقدرش ، الأوامر انك تفضلي هنا لحد ما والدك يجي ياخدك 

شاهندا بلهفة: بابي ، بابي هيجي ياخدني 

هز فتحي رأسه إيجابا : اتفضلي يا هانم علي اوضتك ، اطلعي معاها يا اما

سعدية بود: يلا يا أجندة يا بتي

شاهندا بضيق طفولي وهي تصعد لاعلي : والله اسمي شاهندا مش أجندة 


ضحكة خفيفة داعبت شفاه فتحي سرعان ما اخفاها ، ظل يتطلع الي فراغها بشرود ، فهز رأسه نفيا بعنف وذهب الي غرفته


في شقة ياسر 

عاد ياسر وهو يحمل أمل جديد بشفاء تلك الحالة التي ظن أنها بلا أمل 

قاطع شروده صوت ابنته الصغيرة 

سما: بابي، بابي ، طنط يؤي دي طيبة اوي ، وبتحب سما زي مامي بالظبط وبتعمل كيكة حلوة اوي ، انا بحبها اوي اوي 

ياسر مبتسما بحزن علي حال ابنته: طب وطنط نرمين 

سما مبتسمة: وطنط نييمن كمان حلوة اوي، بس انا بحب طنط يؤي أكتر عشان حضنها زي حضن مامي 

ياسر: طب يلا يا لمضة روحي لدادة سناء وغيري هدومك عشان تتعشي وتنامي 

سما : حاضي 

ركضت الصغيرة للداخل ، فتنهد ياسر بحزن 

ياسر في نفسه: الله يرحمك يا هدى 


في صباح اليوم التالي 

استيفظت متأخرة علي غير العادة فها هي الساعة قد تجاوزت الثانية عشر ظهرا 

رؤي بألم: ااااه ، معقول انا نمت كل دا ، اااه جسمي واجعني اوي 

قامت وتؤضت وصلت فرضها ، ثم خرجت من الغرفة فمن المؤكد ان جاسر ذهب الي شركته الآن ، ولكن الغريب انها وجدت باب غرفة جاسر ما زال مغلق وصوت هاتفه يرن من الداخل ، عقدت حاجبيها باستغراب وتقدمت من الغرفة وفتحت الباب ، وجدت جاسر ممدا علي الفراش وجهه بتصبب عرقا وجنتيه محمرتين من شدة ارتفاع درجة حرارة جسده ، اقتربت منه بخطي بطيئة ووضعت راحة يدها علي جبينه لتنتفض بفزغ وتبعد يدها سريعا 

رؤي بخوف: دا جسمه مولع ، طب اعمل ايه دلوقتي 

رن هاتفه مرة اخري ، فالتقطته سريعا فوجدت أن المتصل هو علي ، ففتحت الخط سريعا 

علي : ايه يا ابني بقالي ساعة بتصل بيك 

رؤي: احم ، باشمهندس علي انا رؤي 

علي مندهشا: رؤي ، اومال فين جاسر 

رؤي: جاسر تعبان وسخن اوي

علي سريعا: ايييه ، امتي دا حصل ، انا جياله حالا ، مسافة السكة هجيب دكتور معايا واجي 

رؤي: بسرعة ارجوك 

علي : ما تقلقيش مش هتأخر مع السلامة 

اغلقت رؤي الخط 

وذهبت سريعا تجاه المطبخ واحضرت اناء كبير وافرغت فيه زجاجات مياه باردة ووضعت فيه قماشة نظيفة ثم عادت إلى جاسر وبدأت تضع الكمادات علي رأسه ، فيرتجف جسده بسبب برودة الماء 

وبعد مدة قصيرة سمعت دقات علي باب المنزل 

فذهبت سريعا وارتدت نقابها وحاولت فتح الباب لكن دون فائدة فالباب مغلق بالمفتاح 

علي: افتحي يا استاذة رؤي انا علي ومعايا الدكتور 

رؤي: الباب مقفول بالمفتاح 

علي : احم ، طب حضرتك لابسه نقابك 

استغربت رؤي من سؤاله : ايوة 

اخرج علي ميدالية المفاتيح من جيبه واخرج المفتاح الذي اعطاه له جاسر عندما اشتري تلك الشقة ، وفتح الباب ودخل وهو ينظر ارضا 

علي : جاسر فين 

اشارت رؤي الي احدي الغرف 

فتقدم علي ومن بعده الطبيب ودخلا غرفة جاسر ، كادت رؤي ان تدخل 

علي: خليكي هنا ، أحسن

هزت رأسها إيجابا فدخل على واغلق الباب 

وجلست هي بالخارج يأكلها القلق عليه 

رؤي في نفسها: هو انا قلقانة ليه كدة ، لا لا مستحيل اكون حبيته ، طب وايه يعني فيها ايه ، لا طبعا فيها كتير دا ذلني واتجوزني غصب عني ومعيشيني في رعب عمري ما كنت أتخيل انه يحصلي ، هو ممكن يكون صعبان عليا مش اكتر صح ، كفاية الي هو عايز يعملوا فيا اخر الاسبوع ما يخيلهوش حتي يصعب عليا ، انا هعمل واجبي وبس ، ايوة كدة 

قاطع شرودها خروج علي والطبيب من الغرفة 

علي : خير يا دكتور 

الطبيب: عنده حمي شديدة اوي ، ياريت تجيبولوا الدوا دا بسرعة ، ويأكل مسلوق بس وكتروا من السوائل الدافية 

اخذ علي الروشتة من الدكتور : متشكر يا دكتور ، اتفضل حضرتك 

خرج الطبيب اولا 

علي : انا هجيب الدوا وراجع ، ما تفتحيش لحد 

هزت رؤي رأسها إيجابا 

فخرج علي واغلق الباب خلفه ولكنه لم يغلقه بالمفتاح 

وقفت رؤي تنظر الي باب المنزل ، حركت المقبض وفتحته فانفتح بسهولة ، اتسعت ابتسامتها وهي تتخيل انها تركض من هذا الجحيم ، نعم ستهرب هو الآن مريض وغير قادر على الحراك ، وعند تلك الجملة اختفت ابتسامته فهو بالفعل مريض لن تتركه وتذهب وهو في هذه الحالة ، اغلقت الباب مرة اخري وهي تتنهد بضيق فقد ضاعت فرصتها الوحيدة للنجاه من براثنه ولكنها فضلت ان تبقي في عرينه ، استندت ظهرها على الباب تفكر ، سيعود علي ويهتم به الي ان يشفي ، نعم سترحل ستهرب ، استدارت لتفتح باب الشقة لتخرج فوجدته يفتح من الخارج ودخل علي وهو يحمل الدواء 

علي: الدوا 

رؤي:شكرا 

علي :لو حصل اي حاجة كلميني 

رؤي: حاضر

علي: السلام عليكم 

رؤي: وعليكم السلام 

رحل علي مرة أخرى ، تنهدت رؤي بضيق فها هي خطتها قد فشلت

خلعت نقابها ودخلت الي المطبخ وبدأت تعد له 

( شوربة الخضار) واخذتها وذهبت الي غرفته ، تحسست حرارته فوجدتها قد انخفضت بشكل كبير 

رؤي: الحمد لله الحرارة راحت 

فبدأت توقظه : جاسر، جاسر، جاسر اصحي 

تململ في نومته وبدأ يفتح عينيه بصعوبة : اااااه ، انا فين 

رؤي بضيق: هتكون فين يعني في بيتك 

فتح عينيه وابتسم لها : رؤي ، خليكي جنبي ، انا مش شيطان يا رؤي ، هو ، هو السبب ، هو السبب،،ماتوا بسببه ، سبيوني كلهم بسببه 

ثم اغمض عينيه مرة اخري

عقدت حاجبيها باستفهام وكلمات جاسر تتردد داخل عقلها 

رؤي في نفسها: يا تري مين دا الي بيقول عليه السبب ومين دول الي ماتوا 

نفضت تلك الافكار عن رأسها مؤقتا وبدأت توقظه مرة اخري فبدأت توكزه في كتفه 


رؤي: جاسر، جاسر، قوم يا جاسر 

فتح عينيه تلك المرة ثم قال بضيق: عايزة ايه 

رؤي: عايزاك تأكل عشان تاخد الدوا 


جاسر مستفهما: دوا ايه ، هو ايه الي حصل 


قصت عليه رؤي ما حدث منذ ان دخلت غرفته ووجدته في حالة لا يرثي لها 

جاسر غاضبا: يعني انتي كنتي واقفة قدام علي كدة 

رؤي: لا والله ابدا كنت لابسه النقاب وخلعته لما مشي 

جاسر غاضبا: طبعا سيداتك كنتي واقفة هنا والدكتور موجود هو وعلي 

رؤي: لا بردوا باشمهندس علي ما رضيش ، ففضلت مستنية برة 

جاسر: ومين الي جاب الدوا 

رؤي: باشمهندس علي، مشي مع الدكتور وبعدين جاب الدوا وادهاولي ومشي 

جاسر غاضبا: وطبعا كنتي واقفة تتكلمي انتي وعلي لوحدكوا ما انا طيشة نايم جوة

رؤي غاضبة: يا عم اهمد بقي ، علي فكرة باشمهندس بني آدم مؤدب ومحترم جدا ، ما رفعش حتي عينه فيا ، واداني الدوا من علي الباب ومشي 


جاسر غاضبا: يا سلام عاجبك اوي يا شيخه رؤي، ثم اكمل ساخرا 


ااااه صحيح ما هو كان العريس الي هيخلصك مني ، بس انسي يا رؤي انتي هتفضلي معايا للأبد، ولو جبتي سيرة جنس راجل علي لسانك هقطعهولك فاااهمة 


رؤي في نفسها: وها هو جاسر مهران يعود من جديد 

رؤي: حاضر، ممكن بقي تاكل عشان تاخد الدوا 

نظر جاسر الي الأكل بسخط : ايه القرف دا انت ما بحبش شوربة الخضار 

رؤي : علي فكرة حرام تقول علي نعمة ربنا قرف ، غيرك مش لاقيها 

ابتسم بحنين عندما تذكر نرمين اخته كانت تقول له نفس الكلمات عندما يتذمر علي الطعام


جاسر: ايوة بس انا ما بحبش شوربة الخضار

رؤي: معلش تعالا علي نفسك 

جاسر: طب اكليني 

رؤي بضيق: ليه ان شاء الله وانت اتشليت 

صاح غاضبا: رؤؤؤي 

امسكت المعلقة سريعا وبدأت تطعمه 

جاسر: بسم الله ما شاء، طبيخك يقرف 

نظرت له بغيظ ولم ترد 

واكملت اطعامه الي ان انتهت 

رؤي : قول الحمد لله 

جاسر ساخرا: الحمد لله يا ماما رؤي، بتتعاملي معايا علي اني ابن اختك 


رؤي: اتفضل خد الدوا 

جاسر : كملي جميلك بقي وادهولي

رؤي غاضبة: ما احميك كمان بالمرة 

تلاعبت ابتسامة خبيثة علي شفتي جاسر: تصدقي فكرة ، انا فعلا محتاج اخد دش 


رؤي بارتباك: لا لا انا مش قصدي خالص ، انت فهمت غلط

جاسر: والله ما يحصل ، يلا روحي جهزي الحمام علي ما أخد الدوا 

رؤي بسرعة: لا لا لا مستحيل علي جثتي


جاسر بجدية : خلاص يا ستي روحي جهزيلي الحمام واخرجي علي طول ،تمام كدة 

رؤي: ماشي تمام 

دلفت رؤي الي حمام جاسر ، انبهرت بشدة عندما رأته فهو حمام كبير جدا تصميمه من الداخل في منتهي الفخامه ، تذكرت في تلك اللحظه فيلم ( خالتي فرنسا ، والله لو خالتي شافت الحمام دا لتحلف تدفن فيه ) ، فضحكت بصوت منخفض ، ثم ذهبت ناحية المغطس الرخامي الكبير وملئته بالمياة الدافئة ووضعت فيه سوائل الاستحمام والتفت لتخرج فوجدت جاسر يقف امامها علي شفتيه ابتسامة خبيثة

رؤي متلعثمة : انا انا ، ححححضرتلك الحمام ، عن اذنك 

تركها تعبر من جواره ذهبت إلى باب الحمام لتفتحه ولكنها وجدته مغلق ولا أثر للمفتاح ، التفت تنظر اليه بخوف ، فرأت ابتسامته الخبيثة التي اتسعت بشدة وهو يمسك في يده مفتاح الباب 

رؤي بخوف: لو سمحت افتح الباب 

جاسر مبتسما بخبث: لما تخلصي 

رؤي بخوف: اخلص ايه بالظبط 

جاسر ساخرا: مش انتي قولتي طب ما احميك بالمرة وأنا وافقت يلا تعالي حميني 


رؤي: لا لا طبعا مستحيل ، ما ينفعش

بدأ يقترب بخطوات ثابتة وهي ملتصقة بشدة في باب الحمام ، الي ان وصل اليها وحبسها بين ذراعيه والباب

جاسر: ليه يا رؤي ما ينفعش انتي ناسية ان انا جوزك ولا ايه 

ظل صدرها يعلو ويهبط بسرعة من شدة خوفها وخجلها ، تقبض بيديها علي طرف ثوبها 


رؤي بخوف: لو سمحت ابعد 

فاقترب خطوة أخري

رؤي بخوف: أنا بقولك ابعد 

فاقترب خطوة أخري 

رؤي غاضبة: انت بتفهم بالمتشقلوب 

تعالت ضحكاته العالية ، ثم توقف وفجاءة ونظر اليها نظرات قوية وأكمل بهمس 


جاسر : لا انا بفهم بالمعدول يا رؤي بس في قاموس جاسر مهران ما فيش وجود لكلمة ابعد

ماشي يا رؤي

هزت رأسها إيجابا بخوف 

جاسر: شاطرة يلا بقي عشان تحميني 


ابتعد جاسر عنها وذهب ناحية المغطش وخلع سرواله ، فشهقت بخجل ووضعت يديها علي وجهها ، نزل جاسر في المياة الدافئة 

جاسر: يلا يا رؤي تعالي ، بدل ما اطلعلك انا 

اقتربت بخطي مرتجفة الي ان وصلت الي حافة المغطس عند رأس جاسر 

رؤي: ممكن تجيب المفتاح 

جاسر: لاء ، واخلصي بقي عشان ضهري قافش 

نظرت له بذهول : اعمل ايه يعني 

جاسر: دلكيهولي 

رؤي: ابدا مستحيل 

جاسر: هتدلكيهولي والا اخرجلك 

رؤي بسرعة: لا لا خلاص خليك 

وضعت يدها علي كتفه العاري ، فسرت كهرباء قوية في جسدها ، امسكت الليفة وغمرتها بسائل الاستحمام وبدأت تحركها علي ظهره بخفة 

جاسر: انشفي شوية 

عضت على شفتيها بغيظ ، وبدات تحركها علي ظهره بعنف 

جاسر: اااه ، هو لكدة ، لكدة ما عندكيش وسط 

رؤي: احم ، هو انت لسه مصر علي الي قولته 

جاسر: قولت ايه 

رؤي: يعني علي آخر الأسبوع 

جاسر: آه يا رؤي ، اخر الاسبوع هتبقي مرات جاسر مهران شرعا زي ما انتي مراتي قانونا 

رؤي غاضبة: بس انا مش موافقة

جاسر ساخرا: ما طلبتش موافقتك 

رؤي برجاء: ارجوك يا جاسر بلاش 

جاسر بجمود : الي عندي قولته 

رؤي باكية: ليه يا جاسر، حرام عليك

جاسر ساخرا : العياط حرام في الحمام يا شيخه رؤي ، عايزة تتلبسي 

رؤي غاضبة: انت مش بني آدم 

جاسر ساخرا: عارف 

أكملت رؤي ما تفعل بصمت فهي تعلم ان الجدال لن يأتي بنتيجة معه 

تضايق جاسر من صمتها المفاجئ فهو يحب جدالها وعنادها ، ثم ابتسم بمكر 

جاسر: رؤي لو سمحت ممكن تيجي تشوفي ايه علي رقبتي دا 

ثم رفع رأسه لاعلي ، زمت شفتيها بضيق واستدارت وهي تنظر الي رقبته 

رؤي: ما فيش حاج. هاااااااا

شهقت بخوف عندما جذبها جاسر فسقطت في المغطس هي الأخرى واصطدمت رأسها بصدره العريض 

حاولت ان تقوم سريعا ولكن جاسر قيد حركتها

فبدأت تتحرك بهستريا بين ذراعيه لتحرر نفسها 

رؤي: سبني ، سبني ، ابعد عني ، سبني 

قيد يديها باحدي يديه ثم ثبت راسها بيده الاخري ، ودني برأسه منها ، حتي لفحت انفاسه الحارة وجهها ، فبدأ صدرها يعلو ويهبط بشدة من الرعب ، تفجرت الحمرة القانية في وجنتيها 


رؤي راجية: سبني ارجوك 

نظر الي عينيها مباشرة رأي الرعب يتجسد فيهما في اقصي صوره ، هو الذي يتلذذ بنظرات الرعب في عيون ضحاياه ، كره تلك النظرة في عينيها 

مرت دقائق من الصمت لا يشقها سوي صوت انفاس رؤي العالية ، ما زال ينظر إلى عينيها يبحر في بحر ذلك الؤلؤ الاسود 

اقترب بوجهه اكثر حتي كاد يقبلها ولكن فجاءة عطست رؤي رغما عنها في وجهه 

جاسر غاضبا: ايه القرف دا 

رؤي: اسفة شكلي اتعديت 

تركها جاسر ولوي شفتيه بضيق ، فخرجت من المغطس سريعا 

جاسر: طب روحي غيري هدومك عشان ما تبرديش 

رؤي: المفتاح 

جاسر: خديه من جيب البلطون 

ذهبت سريعا الي بنطاله واخذت منه المفتاح وهرولت ناحية الباب وفتحته وخرجت من الحمام ومن غرفته بأكملها واسرعت الي غرفتها ودخلتها سريعا وارتمت علي سريرها 

تضم ركبتيها لصدرها ، تشعر بالتعب الشديد 

فتلك المناعة الضغيفة التي تمتلكها تجعلها تلتقط الامراض بسهولة ، اغمضت عينيها واستسلمت للنوم من التعب 


خرج من حمامه وبدل ملابسه واستلقي علي سريره واخذ الدواء واستسلم للنوم 


في الجانب الآخر 

ذهب فتحي الي غرفة شاهندا فوجدها فارغة اتسعت عينيه بفزع

فتحي : يا نهار أسود هربت دا جاسر باشا هيموتني 

هرول لأسفل سريعا فسمع ضحكات اتيه من الجزء الخلفي للبيت ذهب خلف الصوت فوجد شاهندا جالسة علي الأرض أمام طاولة خشبية صغيرة ( طبلية ) عليها قطع من العجين بجانب والدته 

سعدية: مش اكدة يا أجندة، اكدة العجين هيقطع 

شاهندا بضيق طفولي: يا طنط والله اسمي شاهندا 


اختبئ فتحي خلف احد الابواب وظل ينظر لها وعلي شفتيه ابتسامة صغيرة

فتحي في نفسه : وبعدهالك يا فتحي أنت هتنسي نفسك ولا ايه دي مرات الباشا 


عودة لجاسر ورؤي 

مرت عدة ساعات ، كان جسدها فيها يرتجف بشدة من ارتفاع درجة حرارتها 


فاق جاسر من غفوته الطويلة وهو يشعر بتحسن كبير ، قام من علي فراشه ، وخرج من الغرفة ، فوجد البيت هادئ جدا 

ذهب ناحية التلفاز في الصالة الكبيرة وشغله وجلس على الاريكة المقابلة له 

جاسر بصوت عالي: رؤي ، اعمليلي شاي 

انتظر بعض الوقت ولم تخرج رؤي من غرفتها 

فنادي بصوت عالي: رؤي ، تعالي هنا 

انتظر ان تخرج من غرفتها ولكن دون فائدة 

جاسر: معقول تكون نامت ، لاء لسه العشا ما أذنتش وهي ما بتنمش قبل ما تصلي العشا 

يعني هي متعمدة ما تردش عليا ، ماشي يا رؤي ليلتك سودا 


قام من مكانه واتجه إلى غرفتها وفتح الباب فوجدها علي حالتها تلك تضم ركبتيها لصدرها ، يرتجف جسدها بشدة ، حبيبات العرق تغزو جبينها ، اتجه ناحيتها 

جاسر: رؤي ، انتي هتعملي نفسك نايمة قومي 

سمع بعض الكلمات تصدر منها بطريقة عشوائية: بابا ، طمطم ، سمسم ، بابا ، جاسر ، ماما ، رؤي تعبانة 


عقد حاجبيه باستفهام مما يحدث ، وضع راحة يده فوق جبينها لتتسع عينيه بفزع 

جاسر: نهاااار ابيض هي سخنة ليه كدة ، كمان لسه بالهدوم المبلولة ما غيرتيهاش ، اكيد اتعدت مني 

ذهب سريعا ناحية غرفته واخرج حقيبته الطبية وعاد اليها ، فرد جسدها لتنام مستقيمة امامه ولكن تبقي مشكلة ملابسها المبتلة 

اخرج لها بعض الملابس من دولابها

وعاد اليها: رؤي ، رؤي ، رؤي سمعاني 

فتحت عينيها بصعوبة وهزت راسها ايجابا

جاسر: قومي غيري هدومك 

هزت رأسها إيجابا ، حاولت القيام اكثر من مرة لكن دون فائدة ، فكانت تشعر بخدر والم شديد في جسدها كله 

رؤي بصوت منخفض متعب: مش قادرة اقوم 


امسك بيدها وجذبها برفق حتي انتصفت في جلستها وهي شبه واعية 

جاسر: يلا يا رؤي 

رؤي بصوت منخفض متعب: ساعديني يا ماما 

ابتسم فهي تظن ان والدتها هي التي امامها ولو تعلم انه هو لصرخت في وجهه علي الفور 

بدأ يساعدها في تبديل ملابسها وهو يحاول تجنب النظر الي جسدها قدر الإمكان حتي لا تتلاعب تلك الافكار الدنيئة في رأسه ، حتي انتهي 

فمدد جسدها برفق علي الفراش واخرج سماعته الطبية وبدأ يفحصها وهي غير واعية بما يحدث 

جاسر: زي ما توقعت اتعديتي مني وجالك التهاب في اللوز وحمي بس بسيطة الحمد لله ، انا بقول لمين دي نايمة اساسا 

ذهب ناحية الصيدلية في غرفته واخرج منها سرنجة ومحلول لابرة خافضة للحرارة ومحلول وريدي وعاد اليها ، ملئ السنرجة بالكمية المطلوبة من المحلول وحقنها في عرق يدها ، ثم ركب لها المحلول الوريدي وظل بجانبها طوال الليل يضع الكمادات علي رأسها 

حتي نام وهو جالس علي الكرسي بجانبها 


في صباح اليوم التالي 

بدأت تفتح عينيها بصعوبة وهي تشعر بألم شديد ينخر في جسدها كله

اخيرا استاطعت فتح عينيها وضعت راحة يدها امام عينيها لتحجب عنها اشاعة الشمس ، ولكنها تفاجأت بوجود المحلول الوريدي في يدها 

رؤي بألم: اااه ، هو ايه الي حصل، مين اللي ركبلي المحلول دا 

نظرت حولها باستغراب وفجاءة ثبتت عينيها ورفضت التحرك ظلت تغلق وتفتح في عينيها لتتاكد انها لا تحلم ، ولكنه لم يكن حلم ، جاسر بنفسه نائم على الكرسي المجاور لسريرها ، بجانبه اناء به ماء وكمادات 

اعتدلت في جلستها بصعوبة ، فرأت ما ترتدي 

فما كان منها الا انها صرخت بصوت عالي 

انتفض جاسر من علي الكرسي مذعورا 

جاسر: ايه في ايه ، بتصرخي ليه 

رؤي باكية: ابعد عني انا بكرهك ، بكرهك 

جاسر: انتي اتجننتي يا رؤي ولا حرارتك عليت تاني ، ثم وضع راحة يده علي جبينها ، طب ما انتي حرارتك كويسة اهو ، ايه بقي الي حصل

رؤي غاضبة: انت ازاي تغيرلي هدومي 

جاسر ساخرا: وفيها ايه يعني انا جوزك 

رؤي غاضبة: انا بكره الكلمة دي بكرها ، بطل تقولي انا جوزك 

جاسر ساخرا: كرهك ليها مش هيمنع كوني جوزك ، انا جوزك برضاكي او غصب عنك ، انا ليا الحق اعمل كل الي انا عايزة فيكي 

رؤي غاضبة: انت ايه يا اخي ش......

جاسر مقاطعا بسخرية: قبل ما تكمليها شيطان عارف ، دا بدل ما تشكريني ، دا انتي كنتي بتفرفري من السخونية طول الليل 

رؤي: ما سبتنيش ليه اموت وارتاح 

انقبض قلبه بشدة من فكرة موتها ، هز رأسه نفيا ليبعد تلك الفكرة عن رأسه ، ثم رسم ابتسامة ساخرة علي شفتيه: ما ينفعش تموتي دلوقتي يا شيخة رؤي انا لسه ما خدتش منك الي انا عايزة 

نظرت له بكره وتشنجت قسمات وجهها بغضب 

رؤي: مين الي كشف عليا ، اوعي يكون دكتور مش دكتورة 

جاسر ساخرا: هتفرق 

رؤي: آه ، معايا انا هتفرق 

جاسر : دكتور 

رؤي غاضبة: لتاني مرة بتسمح لراجل غريب انه يشوف جسم مراتك بس المرة دي انا غايبة عن الوعي ، فمعرفتش امنعه ، ياااارب انت عارف انه غصب عني يارب وانتي كنت تعبانة ومش في وعيي يارب سامحني

جاسر: والله انتي مجنونة ، يعني واحدة عندها حمي وبتموت وفارق معاها مين اللي كشف عليها ، علي العموم انا الي كشفت عليكي


اتسعت عينيها في دهشة : انت! انت ازاي يعني

هو انت دكتور 


جاسر ساخرا: لا خريج هندسة حلوان زي ما قولتلك ، لو ما كنتش دكتور يا ذكية كنت عملتلك الإشاعة في المستشفى ازاي 


رؤي بهدوء: يعني انت دكتور مهمتك ووظيفتك الي اتخلقت عشانها انك تساعد الناس وتخفف عنهم ألمهم صح ، بس الي انا شيفاه انك بتفنن في تعذيبهم عشان ترضي رغباتك المريضة 


كلامها كالسوط ينزل علي جسده فيجلده بلا رحمة ، اغمض عينيه محاولة منه السيطرة علي غضبه وقبض علي كف يده بشده


--------------------------------------

باليل أن شاء الله هنزل بارتين تاني ❤️

رواية أسيرة الشيطان الجزء 1


الفصل 17

سوري يا حلوين على التاخير بس كان عندي فرح 😅


رؤي بهدوء: يعني انت دكتور مهمتك ووظيفتك الي اتخلقت عشانها انك تساعد الناس وتخفف عنهم ألمهم صح ، بس الي انا شيفاه انك بتفنن في تعذيبهم عشان ترضي رغباتك المريضة 


كلامها كالسوط ينزل علي جسده فيجلده بلا رحمة ، اغمض عينيه محاولة منه السيطرة علي غضبه وقبض علي كف يده بشده 


رؤي في نفسها: لازم تفوق يا جاسر ، عارفة اني كلامي قاسي عليك بس لازم تفوق يا جاسر قبل فوات الأوان 

حاولت القيام من علي فراشها ولكنها شعرت بدوار شديد وارتدت للخلف كادت ان تصدم بظهر السرير الخشبي ولكن كانت يد جاسر هي الاسرع فجذبها اليه وضمها الي صدره

ابتعدت عنه سريعا بخجل 

رؤي بخجل: شكرا 

جاسر بجمود : خليكي مكانك عشان ما تدوخيش انتي ما كلتيش حاجة من امبارح 

ثم قام وخرج من الغرفة وتوجه ناحية المطبخ 

، فتح الثلاجة فوجد شوربة الخضار التي اعدتها رؤي ، فاخرجها وقام بتسخين البعض ووضعها في طبق وعاد اليها 

جاسر: كلي 

امسكت بالمعلقة بدون ان تتلكم وبدأت في الأكل بصمت وهو جالس امامها يتابعها بصمت وشرود ، فاق منه

رؤي: الحمد لله 

وضع الطعام جانبا علي الطاولة المحاورة لسريرها ثم ذهب وجلس امامها ووضع راحة يده علي جبينها

جاسر: حرارتك بدأت تعلي تاني 

ذهب ناحية صدليته مرة اخري واعد حقنه خافضة للحرارة وعاد اليها 

جاسر: شمري دراعك 

نظرت له بخوف وفعلت ما طلب منها 

فجلس جاسر بجانبها : شكلك بتخافي من الحقن 

رؤي بخوف: هااا ، لا ابدا 

غرز سن الحقنة في وريدها فصرخت بصوت مكتوم وتشنجت عضلات يدها 


جاسر: اهدي وما تشنجيش ايدك عشان ما توجعكيش ، بس خلاص ، بالشفا يا شيخة رؤي 

رؤي باكية: ايدك تقيلة 

شعر برغبة جارفة في ضم تلك الصغيرة الباكية 

فجذبها الي صدره يمسد علي شعرها بحنان 

رؤي باكية: انتي وجعتني ، من ساعة ما قبلتك وانت بتوجعني ، ليه جاسر 

جاسر بحنان ؛ بس يا رؤي اهدي ، غصب عني يا رؤي الي شوفته مش قليل 

ثم ابعدها عنه برفق واحتضن وجهها بين كفيه برفق : بصي هنتفق اتفاق تاني 

نظرت له باهتمام فاكمل حديثه : بصي يا ستي نرمين نفسها تشوف ولادي ، وانا ما اقدرش ارفضلها طلب 

رؤي بحذر: والمطلوب 

جاسر: المطلوب منك انك تجبيلي طفل وبعد كدة هحررك من اسري الي الأبد بس هاخد ابني معايا ، وانتي لو عايزة تفضلي معايا وما تطلقيش انا ما عنديش مانع 


ابتعدت رؤي غاضبة: انا بقي عندي مانع اني اعيش مع واحد حيوان زيك وانسي يا جاسر مستحيل هخليك تلمسني ، لو عايزني يبقي هتاخدني جثة 

جاسر بهدوء: يبقي انا كدة لسه عند وعدي واخر الأسبوع دخلتنا يا رؤي 


ثم قام وخرج من الغرفة

في المستشفى 

دق ياسر باب الغرفة ثم دخل 

ياسر مبتسما: صباح الخير 

نرمين بحدة: انت مين وازاي تدخل أوضتي 


لاحظ ياسر ارتجاف صوتها بخوف علي الرغم من نبرة الغضب التي تعتريه 

ياسر مبتسما: اهدي يا أستاذة نرمين ، ثم سحب كرسي وجلس بجوار سريرها فلاحظ انكماشها علي نفسها بخوف 

فاكمل بابتسامة هادئة : انا يا ستي دكتور ياسر ، الدكتور المسؤول عن حالة حضرتك بتكليف من جاسر باشا شخصيا 

نرمين مستفهمة : جاسر باشا ، ازاي يعني ، جاسر بقي باشا ازاي 

ياسر مبتسما: اااه طبعا جاسر باشا ، اخو حضرتك يملك اكبر شركة للمقاولات في البلد دا غير شركات سياحة كتير في دبي ويملك المستشفي دي ومستشفي كمان ويعتبر من اثري اثرياء العالم 

نرمين بدهشة: جاسر بقي عنده الحاجات دي كلها امتي 

ياسر: ما اعرفش والله يا افندم من حوالي تلات سنين، غزت شركات آل مهران جروب ، السوق ، الي اعرفه ان الشركات دي في الاصل ملك رجل الأعمال حازم سليمان بس فجأة بقت بتاعت اخو حضرتك 


نرمين: طب انا عايزة اشوف جاسر 


ياسر: حاضر يا افندم ، هتصل بيه وابلغه ، المهم انا كنت جاي اطمن علي صحة حضرتك 

لاحظ شرود عينيها ، فاكمل بحذر : حضرتك عندك استعداد تحكيلي ايه الي حصلك عشان توصلي للحالة دي 

مرت مشاهد سريعة امام عينيها ، اصوات متداخله يعلوها صوت صراخها ، فبدأت تصرخ وهي تضع يديها علي اذنها : بس بس كفاية لا لا ابعد عني ، ابعد عني 

تقدم ياسر منها بحذر : اهدي يا نرمين ، اهدي 

نرمين صارخة : ابعد عني، ابعد عني ، حرم عليك 


تدارك ياسر الموقف سريعا وحقنها بحقنة مهدئة فارتخي جسدها ونامت 

ياسر: وبعدين معاكي يا نرمين كنت فاكر انك خلاص علاجك وصل لاخره ، بس طلعنا لسه في أوله

في اليوم التالي

اخبر ياسر، جاسر برغبة نرمين في رؤيته

في شقة جاسر 

دخل غرفتها كالعادة دون اسئتذان فوجدها تجلس علي الفراش تضم ركبتيها لصدرها تنظر امامها بشرود 

جاسر: انا رايح لنرمين ، تحبي تيجي معايا 

هزت رأسها إيجابا ، وقامت وارتدت نقابها وخرجت معه من المنزل ، وركبت في سيارته ظل نظرها معلق بالطريق تشاهد الناس والمحلات ، وقفت السيارة في إشارة فجذب انتباهها ، طفلة صغيرة ممسكة بيد والدها ويعبر بها الطريق 

ابتسمت وهي تتذكر كيف كانت تقبض علي يد والدها ، وهو يعبر بها الطريق وكيف كان يضحك معها حتي ينسيها خوفها 

، جذب انتباهها ايضا سيدة عجوز تقف حائرة ، تري في عينيها ان بحاجة لمساعده احد لتعبر الطريق 

فبدون سابق إنذار فتحت رؤي باب السيارة ونزلت منه 

جاسر غاضبا: رؤي تعالي هنا 

لم تعره انتباها ، فنزل خلفها مسرعا ومن خلفه حرسه ظننا منه انها ستهرب ولكنه وجدها تذهب إلى تلك السيدة وتمسك يدها وعبرا الطريق ببطئ

السيدة مبتسمة: روحي يا بنتي الهي ربنا يسعدك ويوقفلك ولاد الحلال 

ابتسمت لها ثم عادت اليه ووقفت امامه ، فكان نصيبها صفعة قوية هوت علي وجنتها من يد جاسر ، ثم جذب يدها وادخلها الي السيارة 

وصاح في السائق غاضبا : اقفل lock العربية 

انتفض السائق من صوته العالي وفعل ما طلب

وانطلقت السيارة الي المستشفي 

ظل يخطف النظرات اليها فوجد نظرة عينيها جامدة خالية من الحياة 

كور قبضته بغضب ، ليس منها بل من نفسه ، فها هي علاقتهم ترجع لنقطة الصفر ، لن يستطيع أن يكتسب ثقتها ابدا ، ولكن قلبه كاد أن يخرج من مكانه عندما نزلت من السيارة وتركته ، ظن انها ستهرب ، انه لن يراها مرة أخري وهذا شئ لن يتحمله ابدا 


وصلت السيارات الي المستشفي ، نزل جاسر وهو ممسك بيد رؤي وخلفه حراسته ، وقف امام غرفة نرمين 

جاسر للحرس : خليكوا هنا 

ثم دخل الغرفة 

جاسر مبتسما: صباح الخير يا نيرو 

نرمين مبتسمة: صباح الفل يا جاسر ويا رؤي 

توقع ان تظل علي نفس حالتها الجامدة ، ولكنه وجدها خلعت بيشة نقابها فراي تحتها تلك الابتسامة العريضة التي عرف انها مصطنعة وذهبت واحتضنت نرمين 

رؤي مبتسمة: وحشتيني يا نيرو 

نرمين: وانتي كمان يا حبيبتي ، ثم وضعت يدها برفق علي بطن رؤي ، ها ما فيش حاجة جاية في السكة 

تلاشت ابتسامة رؤي وهي تنظر لجاسر 

جاسر مبتسما: ان شاء الله يا حبيبتي قريب ، ثم شدد على الكلمة الاخيرة ، قريب اوي 

ازدرقت ريقها بذعر ، وعادت ترسم تلك الابتسامة المرحة علي شفتيها 

نرمين: صحيح يا جاسر، انا كلمتك عشان عيزاك في موضوع مهم 

رؤي : طب انا هروح اجيب عصير ، حد عايز حاجة 

جاسر: شاي 

رؤي: وانتي يا نيرو 

نرمين مبتسمة: عصير زيك 

ابتسمت لها رؤي وخرجت من الغرفة لتترك لهم المساحة ليتحدثوا بحرية ، وجدتها فرصة ذهبية ، لن تعوض لتهرب من ذلك الجحيم 

ولم تكن تعرف ان جاسر عين حرس مخصوص لمراقبتها ، خرجت من باب المستشفي بحذر وبخطوات سريعة وانفاسه متلهفة وركبت سيارة اجري ورحلت 

في غرفة نرمين

جاسر: خير يا حبيبتي 

نرمين: عايزة اعرف انت ازاي بقيت جاسر باشا وازاي بقيت من اثري اثرياء العالم 

جاسر: مع اني حكتلك يا نرمين بس هحكيلك تاني ، ثم بدأ يقص عليها ما حدث 

الي ان قاطعه صوت رنين هاتفه 

جاسر: الو 

المتصل : ...........

جاسر: كنت عارف انها هتعمل كدة ، هي فين 

المتصل : ............

جاسر : طب خليك عندك انا جاي 

ثم اغلق الخط 

جاسر: معلش يا حبيبتي لازم امشي دلوقتي في حاجة ضروريةلازم اعملها 

نرمين: ماشي يا حبيبي خلي بالك من نفسك 

قبل جبينها وخرج من الغرفة وركب سيارته وانطلق 

في شقة حسين والد رؤي ، 

تسير الحياة كئيبة حزينة ، دموع مجيدة لا تتوقف حزنا على ابنتها تدعو لها ليل ونهارا ، حسين يكاد يموت قهرا عليها ولكن ما يصبره انه رآها بصحة جيدة لم يحدث لها شئ ، وعاصم يتمزق من الداخل ، علي اخته التي لا يعلم عنها شء وحبيبته التي قتلها جاسر 

اقسم بداخله انه سينتقم منه ، سينتقم لنفسه ولاخته ولحبيبته 

حتي طمطم الصغيرة اصبحت حزينة معظم الوقت ، تشتاق لاختها بشدة 

دق الباب فذهب عاصم واتكا علي عصاه وفتحه فوجد فتاة منتقبة تقف امامه 

عاصم : مين حضرتك

رؤي: كدة يا عاصم مش عارفني 

عاصم مندهشا: رؤي 

، القت رؤي بنفسها داخل صدره ، فرمي عصاه واخذ يضمها اليه بشدة 

عاصم: وحشتيني اوي اوي يا حبيبتي، انتي كويسة 

هزت رأسها إيجابا 

خرجت مجيدة من المطبخ ، فرأت عاصم يحتضن تلك الفتاة 

مجيدة غاضبة: مين دي يا عاصم بقي دي اخرة تربيتي جايبلي واحدة البيت ونازل احضان وبوس فيها


عاصم: يا ست الكل اهدي عشان تعرفي مين دي 

مجيدة غاضبة : وكمان لابسه نقاب بتسوئي سمعة المنتقبات 

ثم سبحت بيشة النقاب من علي وجهها ، لتجحظ عينيها في دهشة: رؤي

جذبتها سريعا لصدرها تضمها بقوة : رؤي ، حبيبتي يا بنتي ، وحشتيني اوي اوي اوي اوي 

اغمضت عينيها تستمع بالحنان المنبعث من حضن امها ، افتقدته وبشدة 

ابعدتها مجيدة عنها برفق

وشقهت ولطمت بيدها علي صدرها عندما وجدت اصابع كف حمراء مطبوعة على وجهها مسدت علي وجهها برفق وهي تبكي 

مجيدة باكية: منه لله البعيد ، حسبي الله ونعم الوكيل فيه

نظر عاصم لما تشير امه ليقطب حاجبيه بغضب 

رؤي : خلاص يا ماما انا لازم امشي دلوقتي

انا هربت منه بس هو اكيد هيجي علي هنا ، كان لازم اشوفكوا لانكوا وحشتوني اوي 

مجيدة باكية: هتروحي فين بس يا بنتي


رؤي : اي حتة بعيد عنه ، المهم سلميلي علي باب وبوسيلي طمطم كتير ، انا لازم امشي دلوقتي


علي فين العزم يا شيخة رؤي

😱😱😱😱😱


--------------------------------------

رواية أسيرة الشيطان الجزء 1


الفصل 18


علي فين العزم يا شيخة رؤي


ارتجف جسدها بفزع عندما سمعت صوته 

وقف عاصم امامها ليحميها

جاسر ساخرا: في واحدة محترمة تسيب جوزها وتهرب

عاصم غاضبا: اختي محترمة غصبا عن عين اهلك 

جاسر ساخرا: تؤتؤتؤ ، ليه كدة يا عصومه ، كفاية رجل واحدة متجبسة مش لازم الاتنين 

ثم وجه كلامه للحرس

جاسر بجمود : علي تحت


نزل الحرس فاغلق جاسر باب المنزل 

ثم ذهب وجلس على احد الكراسي واضعا قدم فوق اخري

جاسر: ايه يا حماتي مش هتعزمي علي جوز بنتك بحاجة يشربها ولا ايه

مجيدة غاضبة: شربت المر لحد كيعانك يا بعيد 

ضحك جاسر عاليا ثم اخرج هاتفه واتصل بعلي

جاسر: ايوة يا علي ، ادي الموظفين الي في الشركة باقي اليوم أجازة 

ثم اغلق الخط 

واتصل بمحل لبيع الاطعمة الجاهزة وطلب طلبية كبيرة من الطعام وأعطاهم العنوان 


واتصل بمحل ملابس وطلب العديد من الملابس له وأعطاهم نفس العنوان 

وقفوا ينظرون له مندهشين مما يفعل 

جاسر ساخرا: ما تقعدوا واقفين ليه ، اتفضلوا اتفضلوا البيت بيتكوا ، ثم اشار الي الكرسي المجاور له، تعالا يا رؤي اقعدي جنبي ، ذهبت بخطي مرتجفة تزدرق ريقها بخوف وجلست بجانبه ، فمال علي اذنها وهمس بتوعد: حسابنا لما نرجع البيت 


دق الباب ففتحت مجيدة ، دخلت طمطم الصغيرة ، ابتسمت بشدة عندما رأت رؤي وجرت عليه وارتمت في حضنها 

طمطم بسعادة: رؤي وحشتيني كدة مش تسألي على طمطم 


ضمتها رؤي بشدة: معلش يا طمطم 

طمطم: لاء انا زعلانة منك ، عايزاني اصالحك 

رؤي مبتسمة: اكيد 

طمطم: تفضلي معايا ، وانام في حضنك وتجبيلي شكولاتة 

نظرت لها بحزن : يا ريت اقدر 

اخرج جاسر شكولاتة كبيرة من جيبه ، ومد يده للصغيرة بها 


جاسر مبتسما: اتفضلي يا ستي 

نظرت له طمطم بغضب: لاء انت عمو وحش وشرير 

رؤي بعتاب: عيب يا طمطم ، اعتذري لعمو 


طمطم: انا اسفة

جاسر بحزن مصطنع : لاء انا زعلان منك ، ثم اخذها من بين ذراعي رؤي واجلسها علي قدميه 

جاسر مبتسما: عايزاني اصالحك خدي دي 

ثم اشار ناحية جيب سترته الداخلي ، بصي هنا كدة يمكن تلاقي تاني


وضعت طمطم يدها في جيبه واخرجت شكولاتة اخري ، اشار الى جيبه الاخر وقال نفس الكلام فوضعت يدها واخرجت ثلاثة قطع اخري ، ثم اشار الي جيوب جاكته الخارجيه ، فوجدت طمطم فيها الكثير 

جاسر مبتسما: ها يا ستي عايزة تاني ولا كفاية 

طمطم منبهرة : عارف انا عايزة ايه 

جاسر: ايه 

طمطم : جاكت زي دا 

جاسر: اشمعنا 

طمطم: عشان بيولد شكولاتة كتير 

انفجر جاسر ضاحكا حتي ادمعت عينيه 

جاسر ضاحكا: ماشي يا ستي هجبلك واحد زيه عشان يولد شوكولاتة كتير 

عاصم غاضبا: طمطم تعالي هنا ، وارمي الشوكولاتة دي 

خلع جاسر سترته واخرج منه محفظته ومفاتيحه ثم وضع فيه كل قطع الشكولاتة والبسه لطمطم 

كانت مجيدة تراقب في صمت هذا الرجل الغريب ، تكره ولكن بداخلها شعور انه غريب ناحيته ،رأت حنانه وهو يعامل ابنتها الصغيرة


دق الباب فجرت طمطم مسرعة تفتحة وهي ترتدي سترة جاسر 

طمطم بسعادة: بابا ، شوفت عمو الحلو ادا لطمطم ايه 

دخل حسين فوجد جاسر ورؤي ، لم يعطي جاسر انتباها بل أسرع ناحية ابنته واحتضنها

حسين: وحشتيني يا حبيبتي وحشتيني اوي

رؤي باكية: وانت كمان يا بابا وحشتني اوي 

حسين لجاسر: وجودك غير مرحب بيه ، وروقة بنتي توصلي 

جاسر ساخرا: تؤتؤتؤ ، بتطردني يا حمايا ، لاء انا كدة ازعل ولما ازعل رؤي هي كمان بتزعل ولا ايه يا حبيبتي


حسين بحدة: انت فاكر انها هتخرج من بيتي تاني تبقي بتحلم يا جاسر 


جاسر: والحلم مع جاسر مهران حقيقة ، وبعدين مين قالك ان رؤي هتخرج من بيتك ، انا وهي هنقعد معاكوا يومين ، ايه رايك يا حبيبتي في المفاجأة دي ، هنمشي اخر الاسبوع ، عشان المفاجأة التانية 

ظل صدرها يعلو ويهبط بسرعة من شدة الخوف 

دق الباب مرة اخري ، فذهب جاسر وفتح الباب واخذ من العامل الملابس ، كاد أن يغلق الباب عندما جاء عامل توصيل الطعام فاخذ منه الطعام وحاسبه ثم دخل واغلق الباب 

وهم ينظرون اليه بدهشة 

وضع جاسر الطعام علي الطاولة الصغيرة 

جاسر: الغدا ، اتفضلوا يلا عشان يبقي بنا عيش وملح 

حسين: قولتلك وجودك غير مرحب بيه 

جاسر: لنفضل احنا الاتنين لاخدها وامشي ، قولت ايه يا حمايا 

طال صمتهم ينظرن الي بعضهم باستغراب واندهاش 

جاسر: السكوت علامة الرضا رؤي أوضتك فين عشان اغير هدومي

سارت امامه الي ان وصلت الي غرفتها ، ظلت تتطلع اليها بلهفة وشوق ، فاقت منه علي صوت اغلاق الباب بالمفتاح

رؤي بخوف: انت قفلت الباب ليه 

جاسر غاضبا: عشان نتحاسب ، في واحدة محترمة تسيب جوزها وتهرب


رؤي غاضبة: اااااه يا جاسر عشان تخلص من الجحيم الي هي عايشة فيه 

امسك ذراعها وثناه خلف ظهرها وصاح غاضبا: جحيم ، انا هوريكي الجحيم فعلا بعد عملتك السودا دي 

رؤي باكية: ااااه دراعي يا جاسر حرام عليك 


سمعوا في الخارج صوته الغاضب وصوتها وهي تتألم ، ذهب عاصم الي غرفة رؤي

حاول فتح الباب لكن دون فائدة

دق الباب بعنف وصاح غاضبا : افتح يا جاسر 

ذهب جاسر ناحية الباب وفتحه: خير يا نسيبي العزيز 


تجاوزه عاصم ودخل الي اخته

عاصم بلهفة: رؤي انتي كويسة 


هزت رأسها إيجابا ، فامسك عاصم يدها

عاصم : تعالي يا حبيبتي معايا وسيبي جاسر باشا يغير هدومه

جاسر: لاء انا بحب مراتي تساعدني ولا ايه يا رؤي

قبضت رؤي على كف عاصم بقوة ونظرت له برجاء الا يتركها ، نظر لها جاسر نظرة تحذيرية غاضبة ، فهمتها سريعا فتركت يد عاصم 

وابتعدت عنه 

رؤي: روح يا عاصم، وانا هاجي وراك 

نظر لها عاصم بحزن ، ونظر لجاسر بغضب وخرج من الغرفة غاضبا يتكأ علي عكازه الحديدي ، فاغلق جاسر الباب 

وبدأ يتقدم منها وهي ترجع الي الخلف 

رؤي باكية: ابوس ايدك خليني اخرج 

اعتصر قبضته بغضب ، اصبحت دموعها تحرق قلبه بشدة 

وقف امامها وهي ترتجف خوفا ، وضمها الي صدره بحنان 

جاسر بحنان : هششششش ، اهدي

في الخارج 

مجيدة بحدة: أنا هروح اشوف بنتي ليكون عمل فيها حاجة 

ذهبت سريعا ناحية غرفة رؤي وفتحت الباب لتتسع عينيها من الدهشة من ذلك المشهد العجيب للغاية ، رؤي بين ذراعي جاسر والاخير يمسد علي حجابها بحنان ويضمها بشده اليه 

مجيدة: احم ، احم 

ابتعدت رؤي عن جاسر سريعا وقد تخضبت وجنتيها بالدماء من الخجل 

جاسر مبتسما: خير يا حماتي 

مجيدة: تعالي يا رؤي ساعديني في تحضير الغدا 


رؤي : حاضر، هغير هدومي واحصل حضرتك 

هزت مجيدة راسها ايجابا وخرجت من الغرفة وبداخلها الف سؤال


في داخل الغرفة ، فتحت رؤي دولابها واخرجت ترنج بيتي ازرق اللون وذهبت ناحية باب الغرفة

جاسر: رايحة فين 

رؤي: هغير هدومي في الحمام 

هز رأسه إيجابا، فخرجت من الغرفة ودخلت الي الحمام وبدلت ملابسها وعادت إلى غرفتها لتضع فيها نقابها 

فوجدت جاسر يجلس على الفراش ينتظرها واضعا راحة يده اسفل ذقنه 


جاسر بملل: ساعة بتغيري 

رؤي: عاوز حاجة

جاسر: عطشان 

رؤي: ثانية واحدة

ذهبت رؤي ناحية المطبخ واخرجت زجاجة مياة من الثلاجة 

مجيدة: انا مش فاهمة حاجة ، جوزك دا طيب ولا شرير ومريض ولا ايه بالظبط


رؤي : ولا انا يا ماما ، هبقي احكيلك كل حاجة يمكن تفهمي انتي ، عن اذنك اديله الماية 


عادت إلى غرفتها واعطته زجاجة المياة وهمت بالمغادرة

جاسر: استني راحة فين 

رؤي: راحة اساعد ماما في الأكل 

ثم تركته وذهبت ، اعدت السفرة ووضعت الطعام التي طبخته والدتها والطعام الفخم الذي اشتراه جاسر ، ثم عادت اليه 

رؤي : الغدا جاهز 

قام وامسك يدها وشبكها في يده وخرج من الغرفة

وذهبا الي الطاولة ، فجلس عليها وبجانبه رؤي من ناحية وطمطم من الناحية الاخري ومقابل لهم مجيدة وعاصم وعلي رأس الطاولة والدها 

حسين بصوت عالي نسبيا : بسم الله الرحمن الرحيم 

حتي يذكر من نسي 

سمي جاسر في سره وقبل ان يبدأ الاكل تذكر دواء رؤي الذي يجب أن تاخذه قبل الأكل ، فقام من علي الطاولة سريعا وسط نظراتهم المتعجبة وذهب ناحيه غرفتها واخرج عبوة الدواء من جيب سرواله وعاد اليهم واعطاها عبوة الدواء

جاسر بصوت هادئ: الدوا 

عاصم غاضبا: دوا ايه انت بتدي اختي ايه 

اختطف عاصم العبوة من يد رؤي وقرأ اسم الدواء

عاصم مندهشا: دا مضاد حيوي

رؤي: اصل انا كان عندي نازلة برد وحمي 

نظر عاصم الي جاسر متعجبا 

مجيدة لجاسر : اقعد يا ابني كل 

جلس جاسر بجوار رؤي واخذ العبوة من عاصم واعطاها لرؤي فاخذت قرص منها

وبدأت في الأكل

مال علي اذنها وهمس : نسيتي تسمي يا شيخه رؤي

رؤي بصوت منخفض: سميت في سري 

جاسر هامسا : شطورة 

فاحمرت وجنتيها خجلا ، وبدأت في الأكل حتي تخفي خجلها ولكن لاحظتهم مجيدة فابتسمت ، بينما نظر له حسين بتعجب واندهاش 

طمطم مبتسمة: عمو جاسر 

جاسر مبتسما: نعم يا حبيبتي 

طمطم مبتسمة: انت هتخلي رؤي تفضل مع طمطم علي طول 

جاسر مبتسما: هخليها تيجي تزورك كتير ماشي 

هزت طمطم رأسها إيجابا بفرحة 

اكملوا طعامهم بصمت كل يدور بداخله آلاف الأسئلة حول ذلك الرجل الغريب

قام جاسر ومن بعده رؤي لتريه طريق الحمام 

غسل يديه واعطته رؤي المنشفة ، فجفف يديه 

دخلت رؤي الي الحمام وتوضئت وذهبت إلى غرفتها وفرشت سجادة الصلاة وبدأت تصلي 

في الخارج

شعرت مجيدة ببعض الدوخة وكادت ان تسقط لولا ذراع جاسر الذي استندت عليه سريعا 

مجيدة: شكرا 

ساعدها جاسر علي الجلوس 

جاسر: ضعطك شكله عالي، هخلي رؤي تعملك حاجة مسكرة ثم تركها وذهب الي غرفتها ، فنظرت مجيدة الي زوجها الذي شاهد المشهد كله ، باستغراب فبادلها بنظرات متعجبة 

في غرفة رؤي

دخل الي الغرفة فوجدها تنهي صلاتها

جاسر: حرما يا شيخة رؤي

رؤي: مش هينفع اقولك جامعا عشان انت قولت قبل كدة ان ما فيش شيطان بيصلي 

نظر لها بغضب وغيظ 

جاسر بجمود: مامتك ضغطها عالي وتعبانة ،

خرجت مسرعة من الغرفة وذهبت إلى والدتها وجثت علي ركبتيها امامها

رؤي بلهفة : سلامتك يا ماما انتي كويسة، ايه الي حصل

مجيدة مبتسمة: ما تقلقيش يا حبيبتي انا كويسة

رؤي: ثواني هعملك كوباية كركدية 

ذهبت سريعا الي المطبخ وبينما تمر من امام غرفتها ، تسمرت مكانها وجحظت عينيها في دهشة ، عندما رأت جاسر يقف يصلي


استوب نكمل بكره تفاعل كتير بقى 🤩🤩

رواية أسيرة الشيطان الجزء 1


الفصل 19


وبينما تمر من امام غرفتها ، تسمرت مكانها وجحظت عينيها في دهشة ، عندما رأت جاسر يقف يصلي ، رمشت عدة مرات للتأكد أن ما تراه حقيقة وليس حلما 


رآها عاصم علي هذه الحالة فذهب اليها

عاصم: مالك يا رؤي متنحة ليه كدة

رؤي مندهشة : جاسر بيصلي 

عاصم بضيق: وهو دا ينفعله صلاة


نظرت له رؤي بغيظ : ليه يعني كنت ربنا ، استغفر الله العظيم يا رب ، عشان تحكم تنفع صلاته ولا لاء 

نظر لها عاصم مندهشا : رؤي انتي بتدافعي عنه بجد ، اوعي تكوني حبتيه يا رؤي

رؤي متلعثمة : هاااا ، حبيته لاء طبعا ، بس دا جوزي يعني لازم تحترمه 

هز عاصم رأسه بيأس وتركها ورحل 

، نظرت له وهو ساجد يبكي علي سجادة الصلاة فاتسعت ابتسامتها

رؤي في نفسها: يااارب اقبل توبته يااا رب 

ثم ذهبت ناحية المطبخ واعدت العصير لوالدتها واعطته لها

مجيدة: شكرا يا حبيبتي ، يلا بقي روحي شوفي جوزك 

هزت رأسها إيجابا ودخلت الي الغرفة

فوجدته جالس علي السرير الصغير 

رؤي :، حرما 

جاسر ببرود:، جمعا ان شاء الله ، مامتك عاملة ايه

رؤي : كويسة

كتب اسم دواء علي ورقة واعطاها لها

جاسر: الدوا دا هيبقي كويس ليها

اخذت منه الورقة : شكرا 

ثم خرجت من الغرفة 

فاغمض عينيه ، نعم لقد تحدته واستفزته بتلك الكلمات فقام وتوضاء ولكن عندما اقترب من سجادة الصلاة، شعر ببرودة في أطرافه 

حاول لملمة شتات نفسه ووقف علي سجادة الصلاة ، وما ان قال ( الله أكبر) ،انهار كالطفل الصغير وبدأ يبكي وهو يدعو ان يغفر الله له 

ظل يبكي ويبكي وهو يدعو ، الي ان انتهي من الصلاة ، احساس جميل احتل خلاياه جميعا وسكن قلبه ، احساس بالراحة والاطمئنان لم يشعر به وهو يملك الملايين ، بل المليارات

جلس علي فراشها الصغير يعيد ترتيب حساباته من جديد 

فاق من شروده علي صوت الباب ودخول رؤي الغرفة 

رؤي: تحب اعملك حاجه تشربها 

جاسر: لاء شكرا

اخذت رؤي وسادة صغيرة

جاسر: هتعملي ايه 

رؤي: هنام على الأرض

جاسر: رؤي ، وانا هادي اهو ولذيذ اطلعي نامي علي السرير

رؤي: السرير صغير ومش هيكفيني انا وانت 

جاسر: تعالي وانا اوريكي ان هو هيكفي 

ذهبت ناحية الفراش وتمددت بعيدا عنه 

في جزء صغير من الفراش

فمد جاسر ذراعيه حول جسدها وضمها الي صدره وجعل رأسها تتوسد صدره 

جاسر: شوفتي بقي اهو مكفينا وزيادة 

احمرت وجنتيها من شدة الخجل


رؤي بخجل : لو سمحت ابعد شوية


جاسر: نامي يا رؤي وما تخافيش 


رؤي بحزن: كمل ، كمل لسه الاسبوع ما خلصش 

جاسر: بالظبط

رؤي: جاسر ممكن اطلب منك طلب

جاسر بنعاس: امممممممم


رؤي: ممكن تطلقني 

جاسر ساخرا: حاضر الصبح هطقلك انا وبابا وناهد وكلنا ( بصوت احمد حلمي في ميدو مشاكل ) 

نظرت له بدهشة سرعان ما انفجرت ضاحكة علي كلماته تلك 


جاسر: بس بقي عايز انام 

رؤي في نفسها: زي ما بقوله كلام قاسي عشان يفوق ، لازم اتلكم معاه بطريقة كويسة ، واهو خد خطوة كويسة وصلي

رؤي برقة : جاسوره

فتح عينيه ينظر إليها مندهشا 

جاسر بدهشة: انت بتكلميني


رؤي : هو في غيرك

جاسر:سبحان مغير الأحوال ، عايزة ايه

رؤي : بص انا تعبانة وهموت وانام ، ولسه العشاء ما اذنتش فممكن تفضل صاحي لحد ما العشاء تأذن وتصحيني 

جاسر: والمقابل 

رؤي بغيظ: مااااادي 

ضحك جاسر عاليا 

رؤي : عايز ايه

جاسر بشرود : بطلي تقوليلي أنت شيطان ما بحبش اسمعها منك 


هزت رأسها إيجابا : بس كدة دا انت ملاك وطيب خالص وامور وحليوة 

جاسر ضاحكا: بس بس كفاية كذب 

رؤي : علي فكرة انا مش بكذب ، انت ماعندكش مرايات في بيتكوا ، دا انت مززززز اوي 

جاسر ضاحكا: انتي كويسة يا رؤي لتكوني سخنتي تاني 

رؤي بضيق طفولي: اسكت بقي عشان انا مخصماك 

جاسر مبتسما: النهاردة يوم العجايب ، رؤي بنفسها بتتكلم معايا كدة ، ومخصماني ليه ان شاء الله يا ست رؤي 

رؤي : عشان ادتني حقنة وانا بخاف من الحقن وما جبتليش بعدها مصاصة 

جاسر مندهشا: مصاصة ، انتي مين يا بت فين رؤي مراتي ، اعترفي


رؤي بضيق : يا رخم ، بس بقي عايزة انام شوية 

ظلت تخبط برأسها على صدره

جاسر بألم: ايه يا اما انتي بتطبلي 


رؤي : صدرك ناشف اوي مش عارفة انام عليه 

، بص افرد دراعك 

جاسر: عليا النعمة انتي مش رؤي 

رؤي : ما ينفعش تحلف بغير الله ، قول لا إله الا الله

جاسر : لا إله الا الله

رؤي مبتسمة وهي تغمض عينيها: ايوة كدة شاطر يا جاسوره الصبح هعملك كيكة بالشوكولاتة 

فرد ذراعه فنامت عليه ، ظل يتأمل فيها وهي نائمة وابتسامة صغيرة علي شفتيه

دق الباب

جاسر بصوت منخفض: ادخل 

دخلت مجيدة : مساء الخير ، ايه دا هي رؤي نامت ، دي لسه ما صلتش العشا 

جاسر: ما هي قالتلي اصحيها عشان تصلي 

مجيدة مبتسمة: ربنا يكون في عونك ، اصل انت ما تعرفش دي نومها تقيل اد ايه

جاسر: غريبة انا دايما بصحي القيها صاحية 

مجيدة: ما هي بتحب تصحي لوحدها ما حدش يصحيها 

هز جاسر رأسه إيجابا

مجيدة: انا كنت عايزة اتكلم معاك شوية 

جاسر: اتفضلي وانا جاي ورا حضرتك

هزت مجيدة راسها ايجابا وخرجت من الغرفة

فسحب جاسر ذراعه برفق من تحت رأس رؤي وقبل جبينها وخرج من الغرفة

وجد مجيدة تجلس علي كرسي في الصالة

فجلس امامها

جاسر: احم ، خير

مجيدة : مش عارفة المفروض ابقي كارهك ومش طايقة اشوف وشك ومع ذلك مش عارفة اعمل كدة، حساك انت كمان مظلوم وضحية ، ليه يا ابني بتعمل كدة انت شكلك طيب والله وحنين ، ليه بتعمل كدة 


تنهد جاسر بحزن: الي شوفته مش قليل

مجيدة: مهما كان الي حصل دا ماضي انساه

جاسر: انسي ان اهلي ماتوا قدام عنيا ، انسي ان ابويا انتحر ، عشان حاسس بالعجز وامي ماتت بحسرتها ، انسي ان اختي اتكسرت واتطلقت واتفضحت وكل دا بسببه 


ربتت مجيدة على كتفه بحنان ودموعها تنساب من عينيها 

مجيدة: ياااه يا ابني دا انت طلع جواك جرح كبير اوي

جاسر بألم: اووي الدنيا دي اذتني كتير وجه دوري انا عشان أذي ، عارفه كل حاجه في بدايتها صعبة حتي الاذية ، بس لما بتتعودي عليها بيبقي ليها لذة خاصة ، اتعودت علي الاذية لحد ما بقت منهج حياتي ، لحد ما جت بنتك وقلبت حياتي كلها ، كنت فاكر ان اذيتها حاجة سهلة بس طلعت أصعب مما أتخيل، بقت انا الي بتأذي لما بحاول أذيها 

مجيدة: واخرتها يا ابني

جاسر: مش عارف 

مجيدة: بص يا ابني ، سامح وتوب ، ما تخليش نار الانتقام تعميك فتخسر دنيا واخرة ، انا ليا رجاء عندك يا ابني


جاسر: اتفضلي

مجيدة: بالله عليك يا ابني ما تأذيش رؤي ، دي طيبة اوي والله ، لما تتعامل معاها هتحس انك بتتعامل مع طفلة ، بالله عليك يا ابني اعتبرني زي والدتك وما ترفضش طلبي 


هز جاسر رأسه إيجابا: حاضر يا أمي

مجيدة مبتسمة: ربنا يسعدك يا ابني ويريح قلبك 

ارتفع اذان العشاء في الجوامع ، فذهب جاسر لايقاظ رؤي 

جاسر: رؤي ، رؤي ، اصحي يا رؤي العشا اذنت

و لا حياة لمن ينادي 

جاسر: طنط عندها حق دا انتي نومك تقيل اوي

ثم بدأ يهز جسدها برفق : رؤي، يا رؤي ، يابنتي قومي

رؤي بنعاس: خمس دقايق

جاسر مبتسما: قومي يا رؤي العشا اذنت

رؤي بنعاس: الصبح الصبح 

جاسر ضاحكا: صبح ايه يا بنتي قومي ، يا رؤي

تنهد جاسر بضيق : بقي كدة ماشي 

وضع احد ذراعيه أسفل ركبتيها والاخر اسفل ظهرها وحملها وخرج بها من الغرفة ، متوجها الي الحمام 

قابله حسين الذي كان يتوضأ عند باب الحمام

حسين بقلق: مالها رؤي 

جاسر: ما تقلقش يا عمي 

جاءت اليهم مجيدة ضاحكة: اكيد مش راضية تصحي 

مجيدة: رؤي ، رورو ، رؤي حبيبتي اصحي ، شوفت انا عارفة بنتي كويس ولا الطبل البلدي هيصحيها

دخل جاسر الي الحمام ووقف امام الحوض وانزل رؤي واسندها بذراعه ، ثم فتح صنبور الماء ، وبدأ يرش الماء برفق علي وجهها

استيقظت مذعورة : بغرق ، بغرق 

ضحك كل من كان واقفا عليها 


جاسر: اخيرا صحيتي العشا اذنت بقالها ساعة ، يلا عشان تصلي 

ثم تركها وخرج من الحمام 

فوجد حسين يفرش سجادة الصلاة ، ومجيدة ترتدي اسدالها ، منتظرين رؤي 

مجيدة مبتسمة: اتوضيت ولا لسه 

جاسر بتوتر: هااا ، انا انا اصلا متوضي 


مجيدة: طب يلا اقف جنب عمك حسين ، علي ما رؤي تيجي 

ازدرق ريقه بتوتر ، ثم ذهب ووقف بجانب حسين الذي يرمقه بنظرات متعجبة 


الي ان جاءت رؤي وهي ترتدي اسدالها 

رؤي مبتسمة: انا جيت ، معلش اتأخرت عليكوا


حسين: يلا يا حبيبتي ، اتفضل يا جاسر عشان تأمنا في الصلاة

اتسعت عيني جاسر : انا ، لالالا طبعا ما ينفعش ، اتفضل 

رؤي مبتسمة: يلا بقي يا جاسر عشان خاطري

ازدرق ريقه بتوتر وهز رأسه إيجابا 


ووقف يأمهم في الصلاة ، اندهشت رؤي والبقية وهم يسمعون جاسر يتلو القرآن، فكان يتلوه بطريقة رائعه يبدو انه ملم بأحكام التجويد كاملة 

انتهت الصلاة 

مجيدة مبتسمة: يلا يا ست رؤي ، نقوم نحضر العشا 

رؤي: حاضر يا ماما 

مجيدة لجاسر : روح يا ابني اقعد مع عمك حسين ، هتلاقيه في البلكونة 

جاسر: لاء انا هروح انام ، تصبحوا علي خير

مجيدة: ودي تيجي بردوا تنام من غير عشا 

جرت طمطم مسرعة الي رؤي: رؤي ، رؤي ساعديني في الواجب 

رؤي مبتسمة بمكر: خلي عمو جاسر يساعدك علي ما احضر العشا مع ماما 

ذهبت طمطم ناحية جاسر: عمو جاسر عمو جاسر ممكن تساعد طمطم في الواجب 

جاسر مبتسما: ماشي يا طمطم

امسكت طمطم بيد جاسر وجلسوا علي طاولة الطعام

وبدأ جاسر يساعد طمطم في حل واجبها 

في المطبخ

رؤي: انا ملاحظة ان بقيتي راضية اوي علي جاسر

مجيدة: يا عيني يا بنتي الي شافه ، لو كان جبل كان اتهد

رؤي مندهشة: شاف ايه ، هو حكالك ايه

مجيدة: خليه هو الي يحكيلك بنفسه احسن 

اعدت رؤي ومجيدة العشاء 

وتجمعوا علي مائدة العشاء 

وتناولوا العشاء بصمت ، ثم ذهب كل الي

غرفته 

تمدد جاسر علي الفراش

رؤي: انت هتنام 

جاسر ساخرا: لاء هلعب تنس

رؤي: اصل انا مش جايلي نوم

جاسر: اعمل ايه يعني

رؤي: خلاص نام ، انا هروح اتفرج على التلفزيون 

ثم تركته وخرجت من الغرفة

جلست علي الاريكة الصغيرة امام التلفاز

في غرفة حسين

حسين: انا مش فاهم حاجة 

مجيدة: ايه بس الي مش فاهمه

حسين: جاسر الواد دا عنده انفصام اكيد دا بيتحول شوية يبقي قمة في الادب والاخلاق وشوية تانية يبقي العكس تماما

قصت له مجيدة ما قاله لها جاسر 

حسين: لا حول ولا قوة الا بالله ، عيلته كلها ماتت قدام عينيه ، طب من هو الي قالك ان هو السبب

مجيدة: العلم عند الله ، جاسر في الاصل شكله ولد مؤدب وابن ناس ، بس الي شافه عمل فيه كدة ، خلينا نساعده يرجع زي الاول ، الحمد لله هو ما اذاش رؤي ، ولا انت ايه رايك

هز حسين رأسه إيجابا بتفهم : ماشي اما نشوف


في ذلك القصر الفخم يصيح ذلك الرجل بصوت رج جدران القصر 

صبري غاضبا: يعني ايه يا أيمن ، بنتي اختفت والزفت الي اسمه جاسر دا راح فين 

أيمن: يا صبري باشا اسمعني ، أنا مش ساكت أنا قالب الدنيا علي شاهندا هانم بس مالهاش أثر

صبري غاضبا: وجاسر اختفي 

أيمن: يا باشا أنا قلبت الدنيا مالوش أثر زي ما يكون فص ملح وداب 

صبري غاضبا: ابن ال×××× وحياة بنتي لهدفعه التمن غالي 

أيمن بحذر : هتعمل ايه يا باشا 

صبري بشر : نرمين ، اخت البيه مش هو عمل كل دا عشان خاطر اخته ، أنا بقي هفكر السنيورة بالماضي 

أيمن بحذر: هو سيداتك تعرف مكان اخته فين


صبري بشر : طبعا دا أنا صبري الدمنهوري 

ثم نظر لايمن بغضب : قدامك 48 ساعة لو ما عرفتش جاسر فين بالظبط ، قول علي نفسك يا رحمن يا رحيم 


ازدرق أيمن ريقه بتوتر: حاضر يا باشا ، عن اذنك

صبري غاضبا: غور 


خرج ايمن من فيلا صبري وركب سيارته تأكد أنه ابتعد بالقدر الكافي عن محيط حراسه ، فاخرج هاتفه سريعا


ايمن سريعا: جاسر باشا ، مصيبة 


في منزل حسين 

هب جاسر فزعا من فراش رؤي أسرع يرتدي ملابسه وخرج يهرول من الغرفة متجها الي باب المنزل ، رأته رؤي التي كانت تشاهد التلفاز


رؤي باستغراب : جاسر ، أنت رايح فين دلوقتي

صاح في وجهها بغضب : مالكيش دعوة غوري من وشي 

ترقرقت الدموع في عينيها ، فازاحها هو بعنف من طريقه ونزل يركض الي سيارته 

صاح في الحرس : ورايا بسرعة 

انطلقت سيارة جاسر ومن خلفه حرسه تشق غبار الطريق 


تجلس على الفراش ضامة ركبتيها لصدرها شاردة فيما حدث في الماضي فتلقائيا عرفت الدموع طريقها الي عينيها ، كانت تنظر ارضا تتصارع بين أمواج ذكرياتها السيئة عندما شعرت بحركة بجانبها في الغرفة ، رفعت عينيها تنظر حولها 

فاتسعت عينيها بفزع عندما وجدته واقفا امامها تلك الابتسامة الشيطانية التي تعرفها جيدا تعزف ألحان الفزع علي شفتيه 

تجمدت اطرافها من شدة الفزع

نرمين برعب : صصصصص

صبري ضاحكا بسخرية: ايه يا نيرو بتصوصي يا حبيبتي 

زحفت بظهرها للخلف تلهث أنفاسها من الرعب 

تقدم منها ببطئ مرعب ، وأردف بابتسامة ساخرة : وحشتيني يا نيرو ، ايه يا بيبي ، مستحيل تكوني نستيني 

في لمحة وجدته يقبض علي فكها بقبضته وصاح غاضبا : قسما بربي يا نرمين ، لو اخوكي ما رجعليش بنتي لخليكي تتمني الموت انتي وأخوكي 


صبررررررري 

التف صبري خلفه ببطئ تعلو شفتيه ابتسامة ساخرة فوجد مسدس جاسر إمام جبهته 

جاسر غاضبا: هقتلك يا صبري


نرمين باكية: لا يا جاسر ، عشان خاطري ما تضيعش نفسك أنت الوحيد الي فاضلي في الدنيا ، عشان خاطري يا جاسر ، عشان خاطري 

تقابلت النظرات ، نظرات ساخرة شيطانية مقابل نظرات مشتعلة انتقامية غاضبة 

أخفض جاسر مسدسه يبطئ وهتف بتوعد : أنا مش هقتلك أنا هخليك تتمني الموت من الي هعمله فيك 

صبري غاضبا: أنا الي هقتلك يا جاسر لو ما قولتليش بنتي فين

جاسر ساخرا: سبعة بيدوروا والماية حوليهم 

صبري بحدة : ايه الي أنت بتقولوا دا بقولك بنتي فين

جاسر ضاحكا بسخرية: والله أنا قولتلك بنتك فين ، هعد لحد 3 لو شفتك قصداي هبلغ مسدسي كله فيك وهيبقي دفاع عن النفس مش هاخد فيك يوم سجن 

خرج صبري وهو يتوعد لجاسر بالويل والانتقام 

بينما أسرع جاسر بضم اخته التي كانت ترتجف خوفا 

جاسر بحنان: هشششش ، خلاص مشي ، مش هسمحله يأذيكي تاني يا نرمين لو وصلت لموتي يا حبيبتي 


دخل ياسر سريعا ومعه ابنته الصغيرة 

هتفت سما بسعادة: طنط نييمن 

ابتعدت نرمين عن حضن جاسر ورسمت ابتسامة صغيرة علي شفتيها: سمسم وحشتيني اوي ، تعالي 

فتحت نرمين ذراعيها فارتمت الصغيرة في حضنها 

سما بسعادة: أنا بحبك اوي يا طنط نييمن أنتي وطنط يؤي 

نرمين ضاحكة: واحنا كمان بنحبك أوي 

كان جاسر يراقب ضحكتها بسعادة بالغة ، ليس وحده بل كان هناك من يراقب الموقف بسعادة مضاعفة ، سعادة ابنته الصغيرة ، وتلك الضحكات الصافية التي تخرج من تلك الجنية التي سحرته بغموضها من أول يوم رآها فيه 


جاسر: أنا عايز أخد نرمين معايا 

ياسر سريعا: لاء طبعا ما ينفعش ، احم قصدي يعني أن لسه علاجها ما خلصش ولو خرجت دلوقتي هيحصلها مضاعفات 

هز جاسر رأسه إيجابا بتفهم : نيرو ، احسن دلوقتي

نرمين بابتسامة صافية : آه وطي صوتك عشان سمسم نامت 

نظر ياسر الي ابنته فوجدها متشبثة في حضن نرمين بقوة ، ملامحها ترتسم عليها السعادة الطفولية البريئة حتي في نومها 

نرمين باحراج لياسر : ينفع تسيبها تنام في حضني النهاردة 

هز ياسر رأسه إيجابا : آه طبعا 

قام جاسر وقبل جبين اخته واخذ ياسر وخرج من الغرفة وضاعف عدد الحراسة عليها 

ثم ركب سيارته وعاد إلى منزل حسين 

في الطريق هاتف أيمن : نفذ في أسرع وقت

أيمن: حاضر يا باشا 

عاد جاسر الي ذلك المنزل المتواضع ، دق الباب بخفوت ، فوجده يفتح بلهفة 

رؤي بلهفة: جاسر ، الحمد لله يا رب كنت هتجنن من القلق عليك 

نظر لها بدهشة فتداركت نفسها سريعا : قصدي يعني انك خرجت متأخر والجو شتا دلوقتي

جاسر بخبث: خوفتي عليا مش كدة

رؤي سريعا: هااا ، لالا ابدا ، أنت هتفضل واقف علي الباب ادخل 

دخل جاسر واغلق الباب خلفه 

جاسر بخبث: ولو مش خايفة عليا ايه الي مصحيكي لحد دلوقتي 

رؤي بتوتر: بتتفرج علي التليفزيون 

جاسر : بتكذبي يا شيخة رؤي 


انكمشت ملامحها بضيق طفولي: يووه بقي روح نام يا جاسر 


جاسر: حاضر يا ماما رؤي ، تصبحي على خير

رؤي مبتسمة: وأنت من أهله 


دخل جاسر الي غرفتها وبدل ملابسه وغط في النوم 


في الخارج 

نامت رؤي علي الأريكة وهي تشاهد التلفاز 

ظل الوضع علي ما هو عليه الي ان اذن لصلاة الفجر 

قلم حسين وخرج من غرفته فوجد رؤي تتململ في نومتها وتفتح عينيها

رؤي: صباح الخير يا بابا

حسين: صباح النور يا رؤي ، ايه الي منيمك هنا

رؤي: كنت بتفرج على التلفزيون والظاهر اني نمت 

حسين: طب يلا روحي صحي جوزك عشان يصلي الفجر

هزت رؤي رأسها إيجابا وذهبت ناحية غرفتها 

ووقفت امام جاسر ثم ابتسمت بشر وامسكت كوب الماء الموضوع بجانبه علي الطاولة ورشته علي وجه جاسر فقام مفزوعا

جاسر مفزوعا: بغرق ، الحقوني بغرق

فانفجرت رؤي ضاحكة عليه 

جاسر بغيظ: آه يا بنت ال ، طب تعالي بقي 

ركضت رؤي لخارج الغرفة وجاسر خلفها

جاسر: والله ما سايبك 

وقفت رؤي خلف والدها 

رؤي ضاحكة: ابعده عني يا بابا

حسين: في ايه ، ايه الي بيحصل

جاسر: المجنونة بنتك غرقتني بالماية وانا نايم

رؤي ببراءة: مش كنت بصحيك 

جاسر ساخرا: يا سلام علي البراءة 

حسين: رؤي اعتذري لجوزك حالا

رؤي: أسفة

جاسر: ماشي خلاص

حسين: اتوضي يلا عشان هنصلي الفجر في الجامع

هز جاسر رأسه إيجابا وذهب وتوضأ سريعا وبدل ملابسه وذهب مع حسين الي الجامع القريب من البيت ، ثم ذهبا ليحضرا الإفطار

من احد المطاعم الشعبية

حسين: معقول جاسر باشا بنفسه، رايح يجيب فول وطعمية 

جاسر ساخرا: جاسر باشا زمان ماكنش معاه فلوس حتي عشان يجيب فول وطعمية


--------------------------------------

رواية أسيرة الشيطان الجزء 1


الفصل 20


حسين: معقول جاسر باشا بنفسه، رايح يجيب فول وطعمية 

جاسر ساخرا: جاسر باشا زمان ماكنش معاه فلوس حتي عشان يجيب فول وطعمية 

نظر له حسين بدهشة ولم يعقب 


حسين: انت ليه مش عايز تطلق رؤي 

جاسر: هتبقي مبسوط لما ترجع بنتك بلقب مطلقة 

حسين: لقب مطلقة، احسن ما تعمل فيها زي ما عملت في تهاني وغيرها ، هو ضميرك مش بيأنبك علي الي عملته وبتعمله

جاسر : الله يرحمه، ابقي اقراله الفتحة

حسين: هو مين دا

جاسر ساخرا: ضميري 

حسين: ترضي حد يعمل في بنتك او في اختك كدة

جاسر ساخرا: انا ما عنديش بنات ولو علي اختي فاتعمل فيها اكتر من كدة ، صدقني انا ما عنديش حاجة اخسرها


حسين: واخرتك الي هتخسرها بعميلك دي

جاسر ساخرا: الشيطان عارف ان مكانه النار

حسين: هو انت عندك انفصام 

جاسر: اشمعنا

حسين: ماعرفش اصلك بحالات ساعات بتبقي كويس وساعات بتقلب زي دلوقتي ، وبعدين ما فيش شيطان بيصلي، ولا بيختار سور تقول انه حافظ المصحف كله ولا بيقرا القرآن بالتجويد ولا ايه

ازدرق جاسر ريقه بتوتر ، وهي يلعن بداخله تلك العائلة التي تسكته دائما بكلامها

جاسر في نفسه بضيق: ما هو رؤي مش جيباه من برة 

اشتري حسين الطعام واصر جاسر علي دفع الحساب

حسين مبتسما: تعرف رؤي بتحب الطعمية في الفينو اوي 

جاسر مبتسما: انا كمان بحب الطعمية في الفينو ، يلا بقي نجيب فينو 

وقف جاسر وحسين امام فرن مخبوزات واشتري جاسر الكثير من الفينو والمعجنات المختلفة 

ثم اصبح يقف امام الكثير من المحلات ويشتري الكثير من الأشياء

حسين: حيلك حيلك ايه يا ابني كل الي بتشتريه دا 

جاسر مبتسما: انت لسه قايل ابني ، سيب ابنك بقي يا حج يشتري براحته

حسين: طب احنا هنشيل كل دا ازاي

اشار جاسر الي حرسه: وجوز الخيل الي ماشيين ورايا دول لزمتهم ايه 

اشتري جاسر كل السوق تقريبا ثم عاد وهو يحمل الكثير من الحقائب هو وحسين والحارسين ، وصعدا الي اعلي 

ووضعوا الحقائب علي الطاولة حتي امتلئت ثم وضعوا الباقي علي الارض

جاءت رؤي من الداخل 

رؤي: ايه كل الحاجات دي

حسين: اسألي جوزك ، كان فاضله شوية وهيحط السوق نفسه في كيس ويجيبه

رؤي: فين الفطار

جاسر: دوري عليه ، والله ما فاكر هو فين 

رؤي : ماشي ، اتفضل بقي ساعدني ودخل معايا الحاجات جوة

جاسر بابتسامة مشاكسة : انت تؤمر يا قمر

رؤي بخجل وبصوت منخفض: قليل الادب

أخذا بعض الحقائب ودخلا الي المطبخ 

ثم خرجا واخذا البعض الآخر ودخلا الي المطبخ ، واستمر الوضع علي ما هو عليه الي ان وضعا جميع الحقائب في المطبخ

جاسر لهاثا : بوق ماية الهي يسترك 

رؤي بتعب: حد قالك تجيب السوق كله 

أعطته الماء ، فشرب 

جاسر: عن اذنك

رؤي: استني 

جاسر: نعم

رؤي: ممكن بعد اذنك يعني 

جاسر: اممم عايزة ايه يا رؤي

رؤي: فضي معايا الاكياس ورتبها في امكانها

جاسر مبتسما بمكر: والمقابل


رؤي مبتسمة ، فهي اعتقدت انه سيخبرها ان لا تقول له شئ يضايقه : الي انت عايزة كله

جاسر مبتسما بخبث: ديل

بدأ يساعدها في ضب الاعراض ، الي ان انتهوا

رؤي: اخيرا خلصنا 

وقفت تلتقط انفاسها مستندة علي حافة المطبخ ، فذهب ناحيتها واستند بيديه علي الحافة وحبسها بين ذراعيه

رؤي بتوتر: نعم ، عايز ايه

جاسر مبتسما بخبث: مش في بينا اتفاق ، اساعدك في ترتيب الحاجة وتعميليلي الي انا عايزة كله

رؤي ببراءة: حاضر يا سيدي مش هقولك انت شيطان تاني


ضحك عاليا بخبث: لاء انتي فاهمة غلط انا عايز حاجة تانية

رؤي بخوف: حاجة تانية زي ايه يعني


جاسر بخبث: زي دي

اقترب ليقبلها فراتهم طمطم الصغيرة فركضت الي والدها


طمطم: بابا ، بابا 

حسين: خير يا حبيبتي

طمطم: عمو جاسر بيبوس رؤي في المطبخ بوسة عيب 

حسين لمجيدة: نهااار ابيض، روحي قولي لجوز بنتك يتلم ، فضحنا

ذهبت مجيدة ناحية المطبخ وهي تنظر ارضا

مجيدة: احم احم

ابتعد جاسر عن رؤي سريعا وعدل هندامه باحراج

جاسر مبتسما: خير يا حماتي 

نظرت مجيدة: عمك بيقولوك اتلم ، طمطم شافتكوا

لكزته رؤي بكوعها في كتفه

رؤي بصوت منخفض: شايف اخرة قلة ادبك 

مجيدة مبتسمة: يلا يا ابني روح غير هدومك علي ما نحضر الفطار

خرج جاسر من المطبخ وذهب إلى غرفة رؤي

رفعت مجيدة حاجبيها بمكر ولوت شفتيها بابتسامة ماكرة 


رؤي مدافعة : ايه، مش انا علي فكرة دا هو والله هو

مجيدة مبتسمة بخبث: ماشي يا بريئة يلا عشان نحضر الفطار


بدل ملابسه وخرج من الغرفة، فوجد الجميع ينتظرونهم علي طاولة الطعام ماعدا رؤي 

جاسر: اومال فين رؤي

مجيدة: في المطبخ ما اعرفش بتعمل ايه

ذهب ناحية المطبخ فوجدها تقف تنظر الي الحائط بشرود

جاسر: رؤي ، يا رؤي 

رؤي: هاا 

جاسر: واقفة هنا ليه

رؤي بخجل : بصراحة مكسوفة أوري وشي لبابا بعد الي طمطم قالتهوله


جاسر بدهشة: يا بنتي هو انا شاقطك دا انتي مراتي 

رؤي بغيظ: مش قلة ادبك هي السبب

اقترب جاسر ببطئ وعلي شفتيه ابتسامة خبيثة

رؤي بخوف: ايه في ايه انت بتقرب ليه 

جاسر ببراءة مصطنعة : هقولك سر ومش عايز حد يسمعه

رؤي بفضول وبراءة : بجد ايه 

ما كاد يقترب منها حتي صوت مجيدة تنادي عليهم


مجيدة: يا جاسر يا رؤي ، يلا يا أولاد

فابتعدت عنه بخجل وسبقته للخارج وهو خلفها ، جلسا علي طاولة الطعام

مجيدة: ايه الي اخركوا كل دا 

جاسر مبتسما: ابدا ، كنت بتناقش انا ورؤي في موضوع مهم، صح يا رؤي

نظرت له بخجل ولم ترد 

مجيدة: طب ابقي ناقش مواضيعك المهمة والباب مقفول 

جاسر مبتسما: حاضر يا حماتي

صنعت رؤي لنفسها ساندويتش طعمية في العيش الفينو ، همت ان تأكلها عندما اخذه جاسر منها

جاسر باسفزاز: شكرا يا رؤي

رؤي بغيظ: دا بتاعي

جاسر: اعملي لنفسك غيره

نظرت له بغيظ وصنعت واحد آخر وقبل ان تأكله فعلها جاسر مرة اخري

رؤي بغيظ: يوووه بقي ما تعمل لنفسك

جاسر لمجيدة : يرضيكي يعني يا حماتي اعمل لنفسي ومراتي قاعدة

مجيدة مبتسمة: لاء طبعا ما ينفعش

رؤي بغيظ: ليه ان شاء الله كنت خدامتك يا سي جاسر

جاسر ببرود: من واجبك تخدميني

رؤي بغيظ: لاء طبعا مش واجبي اخدمك ، حواء ما اتخلقتش عشان تخدم آدم


جاسر ساخرا: اومال اتخلقت ليه يا فلحوسة


رؤي: اتخلقت لما آدم استوحش الجنة ، تخيل استوحش الجنة ، فربنا خلقها من ضلعه وهو نايم عشان تبقي ونيس ليه مش عشان تخدمه


جاسر : حوا السبب في نزول آدم على الارض

هي الي شجعته ياكل من التفاحة


رؤي : لا عندك بقي ، في القرآن الكريم ربنا تبارك وتعالى قال( فسوس لهما الشيطان ) وبعدين حوا كانت زي ضل آدم ما بتعملش حاجة غير لما هو يعملها الاول كانت بتقلده في كل حاجة يعني هي كلت من التفاحة لما آدم كل منها

جاسر: يا ماما آدم بيعيش ملك من غير حوا انتوا كمليات في الحياة

رؤي بغيظ: لاء بقي ، لما حوا وآدم نزلوا الارض ، آدم نزل في الهند وحواء في مكة واتجمعوا علي جبل عرفات يعني هو الي فضل يلف الارض عشان يلقيها ، عشان ما عرفش يعيش من غيرها 

وبعدين من غير الستات ما كنتوش انتوا اتواجدتوا اصلا

جاسر مبتسما بخبث : وهي حوا بتخلف لوحدها ، حوا محتاجة آدم اكتر ما آدم محتاج حوا

تخضبت وجنتيها بالدماء عقب عبارته 

رؤي بغيظ: حوا تقدر تعيش من غير آدم ، حوا دلوقتي وزيرة وسفيرة ورئيسة جمهورية كمان

جاسر: بتفضل بردوا محتاجة آدم

رؤي: محتاجاه في ايه بقي يغيرلها الانبوبة

جاسر مبتسما: ايه اكتر حاجة بتخافي منها

رؤي: الضلمة

جاسر: ولما النور بتعملي ايه

رؤي: بدور علي بابا او عاصم

جاسر مبتسما بانتصار : بتدوري على مين معلش عيدي تاني 


رؤي: بدور علي بابا اوعاصم فيها ايه دي


جاسر مبتسما: وما بتدوريش علي ماما ليه ، شوفتي بقي اول ما حوا بتحس بالخوف بتدور علي آدم عشان تستخبي في حضنه


رؤي متلعثمة: لا مش شرط علي فكرة

قام جاسر : عمي حسين ، طنط محيدة ممكن تقفوا لو سمحتوا 

وقف حسين ومجيدة 

جاسر: رؤي اقلعي هدومك

رؤي بصدمة: نعم لاء طبعا 

جاسر بحدة: أنجزي يا رؤي ، روحي اقفي ورا مامتك او باباكي واقلعي هدومك ، يلا

ذهبت رؤي بخطي مترددة ووقفت خلف حسين 

جاسر مبتسما بانتصار: بس زي ما انتي ما تقلعيش حاجة، انا قولتلك اقفي ورا مامتك او باباكي ، ليه سبتي مامتك ورحتي وقفتي ورا باباكي مع ان مامتك واقفة بعيد يعني ما حدش هيشوفك لو وقفتي وراها، شوفتي بقي ان حوا دايما محتاجة آدم 

رؤي بغيظ: مش صحيح

جاسر مبتسما: انتي عارفة من جواكي ان كلامي صح بس بتجادلي وخلاص ، آدم ليه القوامة على حوا ، ادم الاصل وحوا الضل آدم الرأس وحوا العنق

رؤي بتحدي: والعنق هي من تحرك الرأس يا آدم

جاسر بتحدي: والرأس هو من يخبر العنق بالتحرك يا حواء 


حسين: بس خلاص ، خلاص كفاية من الآخر عشان تسكتوا انتوا الاتنين ، آدم وحوا بيكملوا بعض ماحدش فيهم يقدر يعيش من غير التاني 

آدم محتاج لحنان حوا وحبها ، وحوا محتاج لقوة آدم واحساسها بالأمان وهي معاه 

مجيدة مبتسمة: اقعدوا بقي كلوا ما كنش ساندوتش طعمية الي فتح المحاضرة دي 

كلها

جلس جاسر ورؤي يرمقان بعضهما بنظرات متحدية

انتهوا من الطعام فحملت رؤي الاطباق ووضعتها في المطبخ وصنعت لهم الشاي

رؤي بغيظ: الشاي يا آدم

جاسر مبتسما باستفزاز: من يد ما نعدمهاش يا حوا

حسين: انا قايم البس عشان الحق الشغل ، حد عايز حاجة وانا جاي

جاسر: لاء خليك ، اعتبر نفسك في اجازة مدفوعة الأجر


رؤي بحزن مصطنع: يا ريت ينفع 

جاسر بدهشة: ليه ما ينفعش


رؤي مبتسمة بمكر: اصل صاحب الشركة راجل رخم وتنح ، ياباااي راجل غتيت اوي 


شمر جاسر عن ساعديه 

جاسر: آه وايه كمان

رؤي بابتسامة بلهاء: ومؤدب وابن ناس ومحترم ومتربي 

جاسر ضاحكا: وايه كمان

رؤي: وقليل الادب 

ثم تركتهم وركضت الي الداخل، ليضحكوا عليها 

رن هاتف جاسر

علي : السلام عليكم

جاسر: وعليكم السلام، خير يا علي

علي: ما جتش لحد دلوقتي ليه يا ابني

جاسر: لاء انا أجازة لآخر الاسبوع

علي: طب وورق الصفقة الي عايز يتمضي

خبط جاسر جبينه براحة يده: اوبااا دا انا نسيته خالص 

على: وملف حسابات الصفقة مع استاذ حسين واستاذ حسين لسه ماجاش 

جاسر: ثانية يا علي 

جاسر لحسين: ملف حسابات الصفقة خلص 

حسين: ايوة يا افندم خلصان من امبارح فاضل توقيع حضرتك بس

علي: انت بتكلم استاذ حسين ازاي

جاسر: أصل انا عنده في البيت 

علي مندهشا: بتعمل ايه عنده

جاسر: انت مالك يا رخم ، هو حمايا ولا حماك 

علي: ماشي يا عم الله يسهله ، المهم الصفقة

جاسر: بقولك مش انت عارف عنوان استاذ حسين

علي مرتبكا : هاااا ، لا مش عارفه

جاسر ساخرا: ما تصعش يا علي ، اخلص ، هات ورق الصفقة وتعالا 

علي : خلاص ماشي، مسافة السكة 

جاسر لحسين: معلش يا عمي ، علي هيجي بس يجيبلي اوراق الصفقة ويمشي على طول

حسين مبتسما: مافيهاش حاجة يا ابني باشمهندس علي يشرف في اي وقت 

في المطبخ

رؤي : صحيح يا ماما إيمان عاملة ايه

مجيدة : اسكتي صحيح علي الي حصلها 

قصت مجيدة لرؤي ما حدث لايمان في المستشفي 

مجيدة: ومن ساعتها وعمرو رافض أنها تنزل تشتغل تاني ، وكل يوم بتيجي تسأل عليكي أنا قولتلها انك مسافرة عند ناس قرايبنا في البلد 

رؤي : طب أنا عايزة اطلعلها 

مجيدة: استأذني من جوزك الأول

هزت رأسها إيجابا وخرجت هي ومجيدة من المطبخ 

وجلسوا معهم يتحدثون الي رن هاتف جاسر مرة اخري


جاسر: ايوة يا فتحي، عملت الي قولتلك عليه 

فتحي: تمام يا باشا ايمن باشا بيقولك الامانة وصلت ،اقل من 24 ساعة وصاحبك هيشرف في ابو زعبل


جاسر: تمام اوي ، عدي علي ( علي ) في الشركة 

فتحي: توشكر يا باشا ، احنا في الخدمة 

جاسر: اخبار الأمانة التانية ايه


فتحي بتوتر : تمام يا باشا كويسة ما تقلقش عليها 

جاسر: خلي بالك منها كويس كلها يومين وترجع لابوها واخلصك منها 

فتحي بحزن : حاضر يا باشا

جاسر: سلام 

فتحي : مع السلامة يا باشا 


اغلق جاسر الخط فوجد رؤي تنظر له بارتباك وخوف ، فهي تكره ذلك الرجل ( فتحي) منذ ما فلعه بعاصم 


دق الباب، قامت رؤي لتفتح 

جاسر غاضبا: استني عندك ، رايحة فين

رؤي: هفتح الباب 

اشار جاسر الي ملابسها: كدة ، هتفتحي الباب كدة

رؤي: ما انا لبسه عباية اهو ، وادي الطرحة علي رأسي

جاسر بحدة: خشي جوة يا رؤي عشان ما اتغاباش عليكي

دبت الأرض بقدميها بضيق وذهبت الي الداخل


دخلت رؤي ، فقام حسين وفتح الباب 

حسين مبتسما: اتفضلي يا إيمان يا بنتي 

دخلت فتاة في نفس عمر رؤي ذات ملامح هادئة ، ترتدي اسدال اسود ، تنظر الي الارض بخجل

ايمان : ازيك يا عمي حسين 

حسين مبتسما: الحمد لله بخير يا بنتي اتفضلي 

دخلت إيمان ، فخرجت رؤي مسرعة واحتضنتها بسعادة 


رؤي بسعادة: ايمان وحشتيني اوي اوي ، كدة ما تسأليش عليا كل دا

استووووووووب تعريف متأخر شوية 

( إيمان سامح نورالدين ، جارة رؤي وصديقتها منذ الطفولة ، يتشابهان في الشخصية كثيرا وفي الطباع ايضا ، التؤام المتامثل ، كما اطلقت عليهم مجيدة ، لديها اخ اكبر منها(عمرو) خريج كلية تجارة، يعمل محاسب في بنك ، يحب رؤي كثيرا ويرغب في الزواج منها )

إيمان: بس يا رؤي لضربك ، انا اتصلت بيكي خمس تلاف مرة ولامرة رديتي عليا ، واختفيتي فجاءة كل يوم كنت بنزل اسأل عليكي طنط مجيدة تقولي مسافرة ، ثم اكملت بصوت منخفض انطقي بقي كنتي مختفية فين 

نظرت رؤي الي جاسر 

رؤي: تعالي معايا يا إيمان

اخذت صديقتها ودخلت الي غرفتها وأغلقت الباب بالمفتاح 

وجلسا علي فراش رؤي 

إيمان: مالك يا رؤي 

رؤي: انا اتجوزت يا ايمان

إيمان بصدمة: اييييه اتجوزتي ، ازاي وامتي 

قصت رؤي لصديقتها ما حدث منذ ذهبت الي والدها في الشركة حتي هروبها من جاسر

إيمان بصدمة: انا مش مصدقة، دا حيوان ازاي يعمل كدة

رؤي باكية: لو سمحتي يا إيمان ما تشتمهوش دا جوزي دلوقتي


إيمان: طب هو هيطلقك ولا لاء

رؤي باكية: قال في الاول انه هيطلقني وبعد كدة ، قالي لاء مش هطلقك غير لما تخلفيلي طفل وبعدين ياخده مني ويطلقني 


إيمان غاضبة: كان عندي حق لما قولت حيوان ،طب وهو فين دلوقتي


رؤي: قاعد برة انتي ما شوفتهوش لما دخلتي

إيمان: لاء كنت مركزة معاكي وماخدتش بالي 

طب انتي هتعملي ايه دلوقتي

رؤي باكية: مش عارفة، دا مصر انه يدبحني ومحدد الميعاد آخر الأسبوع 

احتضنتها إيمان وظلت تربت على ظهرها بحنان

إيمان: بس اهدي يا رؤي خلاص

رؤي باكية: عارفة ساعات بحس ان هو كويس بس محتاج فرصة ، بحاول اساعده علي قد ما اقدر ، بس مش عارفة هو ليه مصر يدبحني

إيمان غاضبة: عشان حيوان وان شاء الله ربنا هينتقم منه 

رؤي باكية: ما تدعيش عليه 

إيمان بصدمة: انتي حبتيه يا رؤي انتي مجنونة دا شيطان

رؤي باكية: بس بيحاول يتوب ، بيحاول يبقي كويس 

إيمان بتهكم : ولما هو بيحاول يبقي كويس مصر يعمل فيكي كدة ليه

رؤي باكية: مش عارفة

رن هاتف ايمان برقم اخيها عمرو

إيمان: سلام عليكم

عمرو بلهفة : وعليكم من السلام ، ها يا ايمان رؤي موجودة 

إيمان: ايوة موجودة ، بس استني يا عمرو.....

عمرو مقاطعا: لاء مش هستني انا استنيت كتير اوي، انا نازل دلوقتي ، سلام يا إيمان 

إيمان: يا عمرو استني الو 

ولكن قد فات الأوان وسبق السيف العزل اغلق عمرو الخط واستعد ونزل الي الأسفل ودق باب منزل حسين ، فقام جاسر هذه المرة وفتح الباب

جاسر: مين حضرتك

عمرو: انت الي مين ، مش دا بيت استاذ حسين

حسين من الداخل: ادخل يا عمرو يا ابني 

افسح له جاسر الطريق فدخل وسلم على حسين 

عمرو: ازاي حضرتك يا عم حسين 

حسين: بخير يا ابني الحمد لله

عمرو: واخبار عاصم ايه

تنهد حسين بحزن: حابس نفسه في اوضته وما بيخرجش منها ابدا 

عمرو: معلش يا عمي ، شدة وتزول ، منه لله الي كان السبب

نظر له جاسر بغضب 

عمرو بتوتر: بصراحة يا عمي انا كنت جاي اكلم حضرتك النهاردة في موضوع مهم ، كان المفروض افاتح حضرتك فيه من زمان بس انا كنت مستني لحد ما اكون نفسي واقدر افتح بين 

حسين: اتفضل يا ابني

عمرو وهو ينظر ارضا: بصراحة يا عمي انا طالب ايد الانسة رؤي

يتبع

تكملة الرواية من هنا 👇👇👇


من هنا




Post a Comment

Previous Post Next Post