رواية أسيرة الشيطان الجزء 1 الفصل الاول والتاني والتالت الكاتبة - دينا جمال



 رواية أسيرة الشيطان الجزء 1

الفصل الاول والتاني والتالت 

الكاتبة - دينا جمال

الفصل 1

ارتفعت أصوات مكبرات الجوامع المحيطة بمنزل الأستاذ ( حسين عبد الوهاب ) فاستيقظت رؤي 

( الابنة الكبري للأستاذ حسين ، فتاة عادية جدا بسيطة عادية الجمال لا تمتلك بشرة ناصعة البياض ، ولا عيون زرقاء ، ولا شعر كخيوط الذهب ، إنما هي فتاة عادية جدا ولكن جمالها يكمن في التزامها في علاقتها القوية بربها ، في حسن خلقها وعفة لسانها ،أنهت دراستها في كلية التجارة وبعدها تفرغت لمساعدة والدتها في أعمال المنزل ) 


تعودت رؤي إن تستيقظ يوميا عند سماعها أذان الفجر ، لتأدية صلاتها ومن ثم تقوم بإعداد الإفطار وإيقاظ والدها والدتها واخيها عاصم ( في السنة الثالثة ، كلية الهندسة ) 

واختها فاطمة الصغيرة

( في الصف الثاني الابتدائي ) 

انتهت رؤي من إعداد الإفطار فذهبت لتوقظ والدها ووالدتها 

حسين مبتسما: صباح الخير يا رؤي

رؤي بابتسامة صافية: صباح الفل يا أبو الاحسان ، علي فكرة بقي أنا زعلانة منك 


حسين : عارف ، عارف عشان ما صحتش أصلي الفجر ، بس أعمل ايه يا بنتي برجع من الشغل مهدود الله يخربيته جاسر مهران ، بيعاملنا كأننا عبيد عنده 

رؤي : يا بابا ما تدعيش علي حد ، ادعيله أن ربنا يهديه

حسين : يا رب يا بنتي

رؤي : يلا افطر أنت علي ما احضرلك الحمام ، صحيح فين ماما 

حسين: بتصحي عاصم وطمطم 

هزت رأسها إيجابا ، وذهبت لتجهيز الحمام لوالدها ، وعندما عادت وجدت وجدت الجميع يجلسون علي طاولة الإفطار 

رؤي مبتسمة: صباح الخير يا طمطم ، صباح الخير يا عاصم 

عاصم/ طمطم : صباح النور يا رؤي 

مجيدة : ما فيش صباح الخير يا ماما خلاص يا رؤي أنا زعلانة منك 

رؤي بابتسامة وهي تقبل يدها : وأنا اقدر بردوا صباح النور علي اجمل واحن ماما قي الدنيا 

مجيدة : ماشي يا بكاشة اقعدي يلا كلي 

جلست رؤي معهم وبدأت في المزاح كعادتها 

بعدها بقليل قام حسين حتي يذهب لعمله

حسين: الحمد لله ، اقوم أنا بقي عشان اروح الشغل 

ومن بعده عاصم : يا خبر دا أنا كدة هتأخر علي الجامعة 

رؤي : يلا يا طمطم خلصي يلا فطارك عشان اروح اوديكي المدرسة 

نزل حسين الي عمله ومن بعده عاصم الي جامعته وبعدها بقليل نزلت رؤي بصحبة فاطمة لتوصلها الي مدرستها ، ومن بعدها اشترت بعض احتياجات للمنزل وعادت سريعا لتساعد والدتها في تنظيف المنزل واعداد الغداء 


في مكان آخر تحديدا

( أمام شركة مهران جروب للمقاولات ) 

وقفت سيارة دفع رباعي سوداء اللون نزل منها شابين احدهما هو

( جاسر مهران ، شاب طويل القامة ، عريض المنكبين ، ذو جسد رياضي متناسق ، لحية خفيفة ، شعر بني طويل ، ملامح رجولية خالصة عينان يشع منها الخبث والقسوة 

لقب بالشيطان فهو معروف عنه القسوة والعند 

لا يرحم من يسقط تحت يده ، متعدد العلاقات النسائية ) 


الشاب الاخر ( علي صادق ، شاب نحيف طويل القامة ولكنه اقصر من جاسر قليلا ، ملامحه هادئة مريحة ، شعره بني غامق ، عيناه زرقاء ، ولكن أهم ما يتميز به أخلاقه وتدينه ، صديق جاسر منذ الطفولة علي الرغم من اختلاف طباعهما فهما كالمشرق والمغرب في طباعهم )


دلف جاسر وعلي الي الشركة ، جاسر بخطواته الواثقة ونظراته الجريئة التي تتفحص أجساد الموظفات بشهوانية ، علي بخطواته الهادئة ونظر الذي عفه عن النظر الي اي فتاة 

دلف جاسر الي مكتبه فتبعه علي

جاسر ساخرا: ايه يا شيخ علي مش هتروح مكتبك ولا ايه

علي : لاء رايح أهو بس هات ملف الصفقة الجديدة 

جاسر: آه صحيح كنت ناسي خد أهو 

ناوله جاسر الملف ، عندها سمعوا صوت دقات علي باب المكتب

جاسر: ادخل 

دخل رجل في أواخر الثلاثينات من عمره ( فتحي ) جاسوس جاسر لكل من يريد أن يعرف عنه اي شئ

فتحي : صباح الفل يا باشا

جاسر : صباح الزفت علي دماغك كل دا بتجيب شوية معلومات عن حتة بت 

فتحي : يا باشا دول هما 3 ايام 

جاسر بضيق: اخلص يا فتحي وهات الي عندك

اعطاه فتحي ملف ازرق اللون

فتحي : الملف دا في كل حاجة حضرتك عايز تعرفها عنها جتي لمؤخذة يعني مقاسات هدومها

جاسر مبتسما بخبث : حلو أوي يا فتحي ، انزل علي الحسابات هتلاقي الشيك بتاعك هناك ومش عايز اشوف خلقتك تاني لحد ما اطلبك ، مفهوم

فتحي : مفهوم ، يا باشا ، ربنا يعمر بيتك ويخليك لينا 


خرج فتحي من الغرفة واغلق الباب خلفه

علي : في ايه الملف دا يا جاسر

جاسر بسعادة : اخيرا بنت صبري الدمنهوري رجعت من السفر

اتسعت عيني علي بفزع : مش كفاية كدة يا جاسر ، أنت لسه ما وصلتش لنهاية انتقامك

تعالت ضحكات جاسر بخبث : نهاية انتقامي ، دا أنا لسه بقول يا هادي

علي بحدة : وآخرتها يا جاسر 

جاسر بخبث : آخرتها فل أن شاء الله

قاطع علي قبل أن يرد ، صوت أذان الظهر يصدح في الجامع القريب من الشركة

فسكت علي عن الكلام ولكنه ظل يردد مع الأذان بصوت منخفض الي أن انتهي

علي : ما فيش فايدة فيك ، أنا نازل اصلي الضهر ، يلا قوم عشان تصلي

جاسر ساخرا: عمرك شوفت شيطان بيصلي دا حتي الدنيا يبقي اتقلب ميزانها

علي : اغلب شيطانك يا جاسر وقوم صلي 


جاسر : بقولك ايه يا شيخ علي فكك مني وقوم شوف انت رايح

علي : ربنا يهديك يا جاسر


ذهب علي ليؤدي صلاة الظهر ، بينما امسك جاسر الملف بين يديه ، يقلب صفحاته ببطئ ، يلتهم الكلام برغبة الانتقام المشتعلة بين ثنايا روحه 

جاسر في نفسه: أهلا بيكي في جحيم جاسر مهران يا بنت صبري الدمنهوري


بينما في المسجد القريب من الشركة وقف علي يؤدي صلاته بخشوع ، ومع كل سجدة يدعو فيها الي جاسر فهو صديق طفولته ورفيق دربه واخيه الذي لم تلده أمه


أما في مكتب جاسر 

فكان منشغلا بمعرفة كافة المعلومات عن هذه الحسناء الفاتنة ، ذات الشعر الأصفر الطويل والعيون الخضراء والبشرة البياض ناصعة البياض ، والشفاة المكتنزة وردية اللون ، والقد الممشوق كعارضات الأزياء 


ابتسم بخبث وهو يضع احدي مخططاته لايقاعها في شباكه 


أما في ادارة حسابات الشركة

يجلس مجموعة من الموظفين منكبين علي عملهم ، يعملون كالعبيد خوفا من بطش مديرهم المتجبر ، من بينهم الأستاذ حسين 

طلب حسين من العاملين في البوفية كوبا من الشاي ، أحضر العامل الشاي ووضعه أمام حسين 

رفع حسين نظره مبتسما ليشكر العامل 

حسين مبتسما: عم إسماعيل عاش من شافك يا راجل كنت فين طول المدة دي


لاحظ حسين نظرة الانكسار والذل في عيني إسماعيل فاكمل بقلق : مالك يا عم إسماعيل

إسماعيل: ما فيش يا إبني

حسين: اديك قولت أهو ابنك ، مالك أول مرة أشوف النظرة دي عينيك 

فرت دمعه هاربة من عيني إسماعيل صدمت حسين وادهشته : عم حسين أنت بتعيط ، دا الموضوع كبير علي كدة وأنا مش هسيبك غير لما اعرف فيه ايه


إسماعيل باكيا: جاسر مهران يا إبني ، جاسر مهران كسرني وذلني أنا وبنتي 

حسين : تهاني ؟ ايه الي حصلها ، صحيح دا عاصم قالي ان بقالها مدة كبيرة ما بتجيش الكلية 

إسماعيل: هقولك يا إبني ، من حوالي شهر طلبت من تهاني بعد ما تخلص كليتها تعدي عليا و نروح سوا نجيب شوية طلبات للبيت عشان مراتي ربنا يشفيها عندها تعب في رجلها ، ويا رتني ما قولتلها تيجي ، لما جت هنا شافها جاسر ،سلم عليها واتكلم معاها بأدب ، استعربت جدا من طريقته بس ما حطتش في دماغي وخدتها ورحنا الطلبات وبعد كدة روحنا علي البيت ، لحد بليل 

Flash back

في بيت إسماعيل دسوقي ، في حارة شعبية متواضعة جدا 


رن جرس المنزل 

إسماعيل: افتحي يا تهاني شوفي مين

تهاني : حاضر يا بابا

فتحت تهاني الباب للتفاجئ بجاسر في ابهي صوره يرتدي بدلة سوداء وقميص أبيض مفتوح أول ازراره ، يحمل بين يديه باقة ورد كبيرة والعديد من علب الهدايا

تهاني بصدمة: أنت ، قصدي جاسر بيه ، اتفضل يا افندم 

دخل جاسر الي المنزل ، ينظر حوله بازدراء الي حالة المنزل المتدنية ولكن استطاع ببراعة اخفاء ضيقة تحت ابتسامته الخادعة 

اسماعيل : مين يا تهاني 

تهاني : دا جاسر بيه يا بابا

هرول إسماعيل ناحيتهم بصدمة 

اسماعيل بخوف: جاسر باشا ، خير يا باشا ، ايه الي حصل

جاسر بابتسامة زائفة : مالك يا عم إسماعيل ، اهدي كدة دا أنا جاي أشرب معاك كوباية شاي ولا أنت بخيل ولا ايه يا عم إسماعيل 

إسماعيل سريعا: يا خبر يا باشا هو أنا أطول اتفضل ، اتفضل يا باشا

جلس جاسر بتواضع مزيف : باختصار كدة يا عم إسماعيل أنا طالب أيد تهاني 

إسماعيل بصدمة :تتتهاني بنتي

جاسر ضاحكا: آه تهاني بنتك ، قولت ايه يا عم إسماعيل: دا شي يشرفني يا باشا بس العين ما تعلاش عن الحاجب ، احنا فين وسيادتك فين

جاسر بود زائف : ايه الكلام القديم دا يا عم إسماعيل ، كلنا ولاد تسعة ما يغركش الوش الخشب الي في الشركة أنا بعمل كدة عشان المواظفين يخافوا مني ، قولت ايه يا عم إسماعيل نقرأ الفاتحة


هز إسماعيل رأسه إيجابا سريعا فهو الي الآن لا يصدق أن جاسر بيه يريد الزواج من ابنه الساعي 

جاسر: أمين ، اخرج جاسر علبة زرقاء للمجوهرات ، دي شبكة تهاني ، هدفع 100 ألف مهر ،و 100 مرخر صداق ، دا بعد الشر يعني لو لقدر الله حصل واتطلقنا ، قولت ايه يا عم إسماعيل


إسماعيل: هو في كلام يتقال بعد كلام سيادتك موافق طبعا

جاسر: احم ، بس انا عندي طلب

إسماعيل: اؤمر ياباشا

جاسر : أنا عايز الجواز يتم في خلال أسبوع بالكتير

إسماعيل بتردد : ايوة بس تهاني لسه بتدرس 

جاسر مبتسما: وماله تكمل عندي في بيتي ،أنا مستحيل امنعها من التعليم ، بس سامحني أنا مش هقدر أعمل فرح 

تهدج صوته ببكاء مصطنع ، أصل عمتي لسه متوفية من 10 أيام 

إسماعيل بحزن: الله يرحمها يا إبني ، خلاص بلاش فرح عشان ظروفك

جاسر: حيث كدة بقي انا هاجي بكرة ومعايا المأذون

إسماعيل: بالسرعة دي ، كدة مش هنلحق نجهزها

جاسر: أنا عايزها بشنطة هدومها ، الحمد لله الشقة عندي جاهزة من مجاميعه ، مش ناقصها غير عروستنا تنورها ، قول موافق بقي يا عم إسماعيل


إسماعيل: موافق طبعا

رواية أسيرة الشيطان الجزء 1


الفصل 3


رؤي بحماس : أنا عايزة اشتغل في شركة( آل مهران جروب) 


اتسعت عيني حسين بصدمة ، هدر بغضب سريعا


حسين غاضبا: لاء يا رؤي أوعي تيجي شركة جاسر ما فيش شغل يعني ما فيش شغل وبالذات في الشركة دي ، انتي فاهمة 

هزت رأسها إيجابا بحزن وهي تكبح دموع عينيها : حاضر يا بابا 

خرج حسين غاضبا وصفع الباب خلفه 

جلست رؤي علي الاريكة تحاول منع دموعها من الهبوط ، فجاء عاصم وجلس بجانبها وربت علي كتفها بحنان 

عاصم : معلش يا رورو ما تزعليش من بابا هو اكيد كان مضايق شوية ، ثم اردف بمرح : يلا بقي اضحكي عشان اجبلك البليلة الي بتحبيها وأنا جاي 

ابتسمت ابتسامة صغيرة لأخيها

عاصم مبتسما: ايوة كدة خلي الشمس تطلع ، أنا هاخد البت طمطم معايا وأنا نازل

هزت رأسها إيجابا ، ذهب عاصم وطمطم الي باب المنزل 

رؤي سريعا: عاصم ما تنساش البليلة 

عاصم ضاحكا: غوري يا بت وأنا الي كنت فكرك زعلانة

مطت شفتيها بضيق طفولي 

عاصم ضاحكا: خلاص ، خلاص هجبلك دا انتي طلعتي اعيل من طمطم 

رحل عاصم ومعه طمطم ، فسمحت رؤي لدموعها بالهطول ، فهي لم ترد أن تبكي أمام عاصم ، تعرفه جيدا أن أحس أنها حزينة لن يذهب الي جامعته وسيظل بجانبها وعلي الرغم من أنها أكبر منه سنا ولكنه يعاملها كابنته الصغيرة


جاءت مجيدة وجلست بجانبها وربتت علي شعرها بحنان

مجيدة بحنان: خلاص بقي يا رورو بطلي عياط 

رؤي باكية: يا ماما أنا معملتش حاجة عشان بابا يزعقلي كدة 

مجيدة: حبيبتي باباكي خايف عليكي من جاسر

رؤي : وأنا مالي ومال جاسر دا ، أنا لو كنت اتقبلت في الوظيفة كنت هاخد وظيفة صغيرة جدا في الحسابات ، يعني مش هشوف صاحب الشركة دا خالص 


مجيدة : بصي يا رؤي أنا هقولك عشان ما تظلميش باباكي بس وعد ما تجبيش سيرة لعاصم

هزت رأسها إيجابا فقصت لها مجيدة ما قاله لها حسين بالأمس

اتسعت عيني رؤي من الفزع : ايه يا ماما الكلام دا ، يا حبيبتي يا تهاني ، دا عاصم هيتدمر لو عرف

مجيدة سريعا: رؤي اوعي تجيبي سيرة لعاصم

رؤي : حاضر ، حاضر طب هي عاملة ايه دلوقتي 

مجيدة بحزن: ربنا يعينها على الي شافته يا بنتي ويشفيها من الي هي فيه

رؤي باكية: أمين يارب ، منه لله الي عمل فيها كدة 

مجيدة بحزن: ادعيلها يا رؤي ، ادعيلها يا حبيبتي

هزت رأسها إيجابا وهي تحاول التوقف عن البكاء : حاضر يا ماما ، أنا هقوم اصلي الضهر واحضر لبابا الغدا عشان لما يجي اعتذرله 


مجيدة بابتسامة: ماشي يا حبيبتي 


أما في منزل جاسر مهران 

استيقظ جاسر بعد الظهر علي صوت رنين هاتفه المتواصل ، امسك جاسر الهاتف بضيق

جاسر بضيق: أيوة يا علي عايز ايه علي الصبح 

علي : وعليكم السلام يا أستاذ جاسر ، أنت لسه نايم يا جاسر أنت ناسي أن عندنا اجتماع مهم بكرة 

ولازم نجهز الأوراق بتاعته

جاسر بضيق: خلاص يا ساعتين ولا تلاثة وابقي عندك

علي : بالله عليك يا جاسر ما تتأخرش الاجتماع بتاع بكرة مهم 

جاسر متأففا : قولت جاي يا علي جاي 

اغلق جاسر الخط وقام يترنح في خطواته الي أن وصل الي الحمام فاغتسل وبدل ملابسه الي بدلة زرقاء غامقة بقميص ابيض اللون وجرافت زرقاء ووضع عطره الساحر ، والتقط هاتفه ومفاتيحه متجها الي النادي ، فهو يعلم أنها تكون هناك في ذلك الوقت 

دخل الي النادي بخطي واثقة مغترة يبحث عنها من أسفل نظراته الشمسية السوداء 

الي أن وجدها جالسة علي احدي الطاولات تتناول افطارها 

ذهب وجلس علي طاولة قريبة منها ، دون ان يعيرها انتباها 


كانت تتناول افطارها ولكن ذهنها شارد بهذا الوسيم الفظ هي حتي لا تعرف اسمه ولكنه أثار فضولها برفضه وتجاهله لها ، ظلت تفكر فيه الي ان اجتاح انفها رائحة عطره المميز 

نظرت حولها سريعا فوجدته يجلس على احدي الطاولات بغرور شديد واضعا قدما فوق اخري ، ينظر في ساعته ببرود 

شاهندا بصوت عالي حتي تلفت انتباهه : 

waiter , my orange juice, please 


نظر لها جاسر بطرف عينيه من تحت نظراته ثم ابتسم بسخرية واشاح بوجهه بعيدا 

هنا أخذ منها الغضب مبلغه كانت علي وشك أن تنقض عليه وتخلع عيونه من مكانها ، عندما أتي النادل واحضر لشاهندا العصير واحضر لجاسر فنجان من القهوة 

ظل يرتشف منه ببطئ وهو يدور بعينيه في ارجاء المكان دون ان يعيرها انتباها ، ثم قام ورحل بمنتهي الهدوء 

ركب سيارته وانطلق الي عمله وعلي شفتيه ابتسامة خبيثة فها هي خطته تسير كما رسمها بالظبط 

وصل الي شركته وسريعا صعد الي مكتبه فوجد علي يلحق به

علي : اخيرا جيت يلا ورانا شغل 

جاسر: يلا يا استاذ علي 

علي : استعنا علي الشقي بالله 

قضوا عدة ساعات بمراجعة الاوراق و الصفقات الجديدة 

جاسر: كدة ما فضلش غير ملف حسابات المناقصات ، عايزك يا علي تديه لاشطر موظف حسابات عندنا يخلصوا ويرجعوا ويجيبوا معاه بكرة 

علي : علي ما اتذكر أستاذ حسين عبد الوهاب من اشطر موظفين الحسابات عندنا 

جاسر: تمام يلا بينا

علي : علي فين

جاسر : هروح اديله الملف بنفسي عشان اكدله أن الملف اهم منه هو شخصيا

علي : طب أنا رايح أصلي العصر ، بردوا مش هتيجي معايا

ازدرق جاسر ريقه بتوتر : لاء عندي شغل كتير وبطل تجادلني في الموضوع دا اتفضل يلا

تنهد علي بحزن : ربنا يهديك يا جاسر


ذهب علي للصلاة ونزل جاسر الي إدارة الحسابات في شركته ، بمجرد دخوله هب كل الموظفين واقفين 

جاسر بصوت اجش : من فيكوا حسين عبد الوهاب

ازدرق حسين ريقه بخوف وأردف بصوت متردد : أنا يا افندم 

اتجه ناحيته بخطوات ثابتة ووضع علي مكتبه ملف ورقي : الملف دا في حسابات أهم صفقة في الشركة ، لازم تخلصوا وترجعوا النهاردة مش عايزة فيه غلطة واحدة ، الغلطة فيه قصادها حياتك ، لازم يبقي معاك بكرة من غير ولا غلطة فاهم

هز حسين رأسه إيجابا سريعا بخوف : فاهم ، يا افندم فاهم 

رمقه جاسر بتحذير ثم خرج من حيث أتي عائدا الي مكتبه مرة اخري لمراجعة باقي الاوراق اتبعه علي بعدما انتهي من صلاته 


انتهي دوام العمل فعاد حسين سريعا الي المنزل، تناول القليل من الطعام وظل منكب علي ذلك الملف يراجعه مرارا وتكرارا 

حتي اشفقت عليه زوجته 

مجيدة بحنان : حسين قوم يا اخويا ريحلك ساعتين من ساعة ما جيت وانت مكفي علي البتاع دا 

حسين بتعب : خلاص يا مجيدة قربت اخلص بس لازم الملف يخلص قبل بكرة 

مجيدة : صحيح يا حسين انا لقيت الملف دا وانا بنضف النهاردة 

كان ملف ورقي رمادي اللون نفس شكل الملف الذي يراجعه حسين 

حسين: دا ملف قديم فيه ورق بتاع رؤي وعاصم ، شهادات ميلادهم كنت عامله عشان التموين حطيه علي جنب عشان ما يتلغبطش مع الملف الي معايا 

مجيدة: طيب يا حسين 

وضعت مجيدة الملف علي مكتب حسين بجانب بعض الكتب القديمة ، وذهبت لتعد له كوب من الشاي 


بعد عدة ساعات انتهي حسين من مراجعة الملف للمرة العاشرة حتي يضمن عدم وجود اخطاء به ، ثم وضعه علي المكتب واتجه الي فراشه ونام سريعا من التعب 


أما جاسر فقد قرر تنفيد خطوته التالية وهو أن يختفي لبضع ايام ويراقب ردة فعلها ويستطيع التصرف من خلالها 


مجيدة: حسين ، حسين قوم يا حسين الساعة بقت ثمانية 

قام حسين بفزع : يا نهار أبيض 8 ، هي رؤي ما صحتنيش ليه 

مجيدة: مش عارفة يمكن راحت عليها نومه 

قام حسين سريعا وارتدي ملابسه واخذ الملف الرمادي من علي مكتبه وأسرع الي عمله 


ذهبت مجيدة الي غرفة رؤي فوجدتها لا تزال نائمة ، جلست بجانبها توقظها : رؤي ، بت يا رؤي ، رؤي ، يخربيت نومك التقيل ، قومي يا رؤي


قامت رؤي تصرخ بفزع :، باااابااااا 

مجيدة: بسم الله الرحمن الرحيم مالك يا رؤي 

رؤي بانهاك : كابوس ، كابوس يا ماما ، هو بابا فين

مجيدة: راح شغله يا بنتي 

رؤي : ليه هي الساعة كام 

مجيدة: الساعة 8 

اتسعت عينيها بدهشة: 8 اول مرة ما اصحاش علي الفجر ، استغفر الله العظيم يا رب 

مجيدة: معلش يا حبيبتي ، قومي صلي الصبح وتعالي معلش هاتيلي حاجات من السوق

هزت رأسها إيجابا: حاضر يا ماما 

خرجت مجيدة من الغرفة ، فجلست رؤي شاردة في ذلك الكابوس المفزع ، هزت رأسها نفيا عندما تذكرته وقامت ناحية المرحاض وتوضاءت وأدت صلاة الصبح ثم ارتدت ملحفتها السوداء واخذت النقود من والدتها وذهبت الي السوق لتشتري بعض الطلبات 


في شركة جاسر 

وصل حسين بعد عناء مع المواصلات ، دخل سريعا الي مكتبه ليراجع الملف للمرة الاخيرة قبل أن يسلمه لجاسر ، فتح الملف لتجحظ عينيه بفزع


حسين بفزع : يا ادي المصيبة ، يا ادي المصيبة ، انا اخدت الملف التاني ، هعمل ايه دلوقتي يا ربي هعمل ايه

التقط هاتفه سريعا واتصل بزوجته 

حسين سريعا : بقولك يا مجيدة

مجيدة مقاطعة بقلق : خير يا حسين

حسين: بصي علي المكتب في ملف رمادي عليه 

مجيدة : لحظة يا حسين ، آه أهو يا حسين مش دا الملف الي كنت بتراجعه امبارح 

حسين: آه هو

مجيدة بصدمة : يا نهار أبيض أنت نسيته

حسين: هو عاصم عندك

مجيدة: لاء عاصم لسه نازل عنده محاضرات لحد بليل 

حسين : طب اقفلي يا مجيدة علي ما اشوف هتصرف ازاي 

مجيدة: بقولك يا حسين ابعتهولك مع رؤي 

حسين غاضبا: لاء رؤي لاء ، سلام دلوقتي أنا هتصرف 

في هذه الاثناء دلفت رؤي وسمعت الجزء الاخير من المكالمة

رؤي: خير يا ماما في ايه

قصت مجيدة عليها ما حدث 

رؤي : أنا هروح ادي الملف لبابا

مجيدة : بس يا بنتي .......

رؤي مقاطعة باصرار : من غير بس يا ماما ، ما يرضكيش واحد زي الي اسمه جاسر دا يهين بابا ، هاتي يا ماما الملف 

اخذت رؤي الملف من والدتها ونزلت متوجهه الي شركة جاسر بعد عناء كبير مع المواصلات

رؤي في نفسها : الله يكون في عونك يا بابا دا المشوار صعب أوي

دلفت الي الشركة تنظر حولهت بانبهار من فخامة المكان وروعته ، سألت علي مكتب الحسابات فدلها الساعي عليه 


كان حسين يجلس شاردا يفكر في المصيبة التي حلت عليه الي ان وجد رؤي تقف امامه وفي يدها الملف

حسين بصدمة: رؤي ، انتي ايه الي جابك هنا 

رؤي : جيت ادي لحضرتك الملف 


في الخارج نزل جاسر من سيارته وبينما هو يدخل الشركة استوقفه احد رجال الأمن

الشاب : جاسر باشا

جاسر بضيق: عايز ايه يا زفت علي الصبح 

الشاب : احم في بنت جت من شوية

ضيق جاسر عينيه باستفهام : بنت مين وجاية ليه

الشاب : ما اعرفش يا باشا أول مرة اشوفها ، بس الي اعرفه انها سألت علي مكتب الحسابات ودخلت هناك من شوية بس شكلها غلبانة كدة وطبعا لولا أن حضرتك منعتنا من اننا نرفض دخول اي بنت الشركة ما كناش دخلناها يا باشا 


هز رأسه إيجابا وعلي شفتيه ابتسامة خبيثة ، ترك الحارس واتجه الي مكتب الحسابات وعينيه تلمع بشر 


في داخل المكتب 

حسين: طب اتفضلي امشي وأنا ليا حساب معاكي انتي ومجيدة لما ارجع 

رؤي: حاضر يا بابا عن اذنك

حسين سريعا : بسرعة 

هزت رأسها إيجابا سريعا واتجهت ناحية الباب لتفتحه ولكنها وجدته يفتح بالفعل من الخارج ويظهر رجل طويل القامة لم تنظر رؤي لوجهه بل وضعت عينيها ارضا سريعا ورجعت للخلف ، بينما شحب وجه حسين عندما وجد جاسر يقف يتفحص رؤي بنظراته 


جاسر : انتي مين وبتعملي ايه هنا

تكملة الرواية من هنا 👇👇👇

من هنا


علشان انتم غاليين عليا و دخلتم عندنا هتلاقو كل اللي محتاجينه  روايات حصريه وجديده كامله حملو التطبيق ده 👇👇👇👇


من هنا




إرسال تعليق

أحدث أقدم